أقسامُ الإيجازِ
الإيجازُ إمَّا أنْ يكونَ بتَضَمُّنِ العبارةِ القصيرةِ معانيَ كثيرةً، وهوَ مَرْكَزُ عنايةِ البُلغاءِ، وبهِ تَتفاوتُ أقدارُهم. ويُسَمَّى إيجازَ قِصَرٍ، نحوُ قولِه تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}.
وإمَّا أنْ يكونَ بحذْفِ كلمةٍ أوْ جملةٍ أوْ أكثرَ، معَ قرينةٍ تُعَيِّنُ المحذوفَ، ويُسَمَّى: إيجازَ حذْفٍ.
فحذْفُ الكلمةِ كحذْفِ (لا) في قولِ امرئِ القَيْسِ:
فقلتُ: يَمينَ اللَّهِ أبْرَحُ قاعدًا ..... ولوْ قَطَّعوا رأسي لَدَيْكِ وأَوْصَالِي
وحذْفُ الجملةِ كقولِه تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ}، أيْ: فتأسَّ واصْبِرْ.
وحذْفُ الأكثَرِ، نحوُ قولِه تعالى: {فَأَرْسِلُونِ * يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ}، أيْ: أَرْسِلُوني إلى يُوسفَ لأستعْبِرَهُ الرؤْيَا، ففَعَلوا، فأتاهُ وقالَ لهُ: يا يوسفُ.