شرح دروس البلاغة لفضيلة الشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)
بدأ في شرح هذه الأقسام فقال: "أما الأمر فهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء , على أن يكون الطالب أعلى من المطلوب منه" , وهذا محل خلاف عند الأصوليون , والراجح عدم اشتراط الاستعلاء فيه كما قال السيوطي رحمه الله: وللعلوم (غير مسموع) الاستعلا انتفى فالقول باعتبار (غير مسموع) القول باعتبار العلو والاستعلاء ضعيف , والعلو هو ما كان واقعيا كأمر الله وأمر رسوله , والاستعلاء هو ما كان غير واقعيا كأمر فرعون كونه مستعليا على الناس , لكنه غير عال. وله أربع صيغ الأمر تدل عليهأربع صيغ:
الصيغة الأولى: فعل الأمر: اكتب , افعل , اجلس , {خذ الكتاب بقوة} , {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} , هذه صيغة من صيغ الأمر , وهي صيغة افعل ، صيغة الأمر.
والمضارع المقرون بلام الأمر كذلك , مثل قوله تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته} , لينفق:فهذا يدل على الطلب على الأمر , وهو من فعل مضارع مقترن بلام الأمر.
الصيغة الثالثة: اسم فعل الأمر: حي على الصلاة , حي على الفلاح ,(إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر، حيهلا بعمر معناها : عجل .
فاسم فعل الأمر يدل كذلك على الطلب؛ لأن معناه فعل أمر.
القسم الرابع: المصدر النائب عن الفعل:
صبرا بني عبد الدار صبرا ........ حماة الأدبار ضرباً بكل بتار
هذا كله يدل على الطلب ,صبرا بني عبد الدار معناه: اصبروا ، ضربا بكل بتار، معناه: اضربوا بكل سيف بتار.((صبرا يا آل ياسر؛فإن موعدكم الجنة)) معناه: اصبروا آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة.