ومن الكناية نوع يعتمد في فهمه على السياق، فيسمى تعريضاً، وهو الذي يسمى بالكلام البليغ، وهو أن يوجه الكلام إلى غير مقصود بعينه، فيفهمه من قُصد به، وهي التعريض، فيسمى تعريضاً، والتعريض كأنك عرضت الشيء أمامه ليأخذه لنفسه, كما قال أبو الطبيب المتنبي:
وإذا الفتى طرح الكلام معرضاً ..... في مجلس أخذ الكلام (اللذ عنى)
اللذ عنى أي: الذي عاناه .
وهو إمالة الكلام إلى عرض, عرض أي: ناحية, كقولك لشخص يضر بالناس, يضر الناس: "خير الناس من ينفع الناس, خير الناس من ينفعهم". وليس:
ولا أحمل الحقد القديم عليهم ..... وليس زعيم القوم من يحمل الحقد
ليس زعيم القوم من يحمل الحقد، هذا تعريض بأن عليه هو ألا يفعل, لكن لم توجه الكلام إليه مباشرة, وهذا مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما بال أقوام يفعلون كذا)).
فلم يقل: يا فلان لا تفعل كذا, لكن قال: ((ما بال أقوام يفعلون كذا)).
إذن نقف عند هذا الحد, وقد أنهينا علم البيان, ووصلنا إلى علم البديع بعون الله, وصلى الله وسلم على نبينا محمد, وعلى آله وأصحابه أجمعين, والسلام عليكم ورحمة الله.