دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 ربيع الثاني 1437هـ/24-01-2016م, 09:42 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي صفحة الطالبة فاطمة احمد صابر برنامج اعداد المفسر

بسم الله الرحمن الرحيم
وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 صفر 1438هـ/20-11-2016م, 10:12 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

أولا : المسائل
"ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أسام وما مسنا من لغوب "
سبب نزول الاية
معنى لغوب
مقصد الاية
المعنى الاجمالي للاية
ما جاء في خلق الأيام الستة
ما جاء في مقدار اليوم من الأيام الستهة
ما جاء في وضع إحدى الرجلين على الأخرى

"فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب "
المخاطب في الاية ج
فاعل يقولون ج
مناسبة الآية لما قبلها ج
معنى التسبيح ق
معنى الباء في بحمد ق
مقصد قوله "فسبح بحمد ربك " ق
المراد بطلوع الشمس ق ج هيثمي س
المراد بقبل الغروب ق ج هيثمي س
ما جاء في تفسير النبي (صلى الله عليه وسلم )للآية بحديثه ب أ ق ن
وجه إعادة الأمر بالتسبيح "فسبحه" ق
دلالة الآية على فضيلة الوقتين ن
ثانيا : تحرير أقوال المفسرين
سبب نزول الاية ع ح أ ق ط س
عن عكرمة مولى ابن عباس قال سئل رسول الله في كم خلقت السماوات والأرض فقال خلق الله أول الأيام يوم الأحد وخلقت الأرض في يوم الأحد ويوم الأثنين وخلقت الجبال وشقت الأنهار وغرس في الأرض الثمار وقدر في كل أرض قوتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء {ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين (11) فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها} في يوم الخميس ويوم الجمعة ويوم وكان آخر الخلق آدم خلق في آخر ساعات يوم الجمعة فلما كان يوم السبت لم يكن له فيه خلق فقالت اليهود فيه ما قالت فأنزل الله تكذيبهم {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما} إلى آخر الآية).
عن معمر عن قتادة في قوله تعالى من لغوب قال: قالت اليهود إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام ففرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت فأكذبهم الله وقال وما مسنا من لغوب).
- كما: حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن أبي سنانٍ، عن أبي بكرٍ قال: جاءت اليهود إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: يا محمّد أخبرنا ما خلق اللّه من الخلق في هذه الأيّام السّتّة؟ فقال: خلق اللّه الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثّلاثاء، وخلق المدائن والأقوات والأنهار وعمرانها وخرابها يوم الأربعاء، وخلق السّماوات والملائكة يوم الخميس إلى ثلاث ساعاتٍ، يعني من يوم الجمعة، وخلق في أوّل الثّلاث السّاعات الآجال، وفي الثّانية الآفة، وفي الثّالثة آدم قالوا: صدقت إن أتممت، فعرف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ما يريدون، فغضب، فأنزل اللّه {وما مسّنا من لغوبٍ فاصبر على ما يقولون}. (ط)
أخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: قالت اليهود ابتدأ الله الخلق يوم الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة واستراح يوم السبت فأنزل الله {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب (س)
معنى لغوب ب ح أ ط ه س
النصب مروي عن مجاهد وابن عباس ذكرهم ابن جرير وذكره عنه السيوطي ومروي عن أبي ذر ذكره القسطلاني(البخاري والفريابي عن مجاهد ذكره ابن حجر
وهو التعب والمشقة قاله العيني
الاعياء ذكره ابن جرير وذكره الهمداني عن مجاهد
سآمة مروي عن سفيان ذكره ابن جرير
ازحاف مروي عن ابن عباس ذكره ابن جرير
عناء مروي عن ابن زيد ذكره ابن جرير
مقصد الاية ع ح أ ق ط
رد وتكذيب لليهود حين قالوا عن معمر عن قتادة في قوله تعالى من لغوب قال: قالت اليهود إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام ففرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت فأكذبهم الله وقال وما مسنا من لغوب). ورواه ابن جرير من طريق اخر
قوله: {ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا من لغوبٍ}. أكذب اللّه اليهود والنّصارى وأهل الفرى على اللّه، وذلك أنّهم قالوا: إنّ اللّه خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّامٍ، ثمّ استراح يوم السّابع، وذلك عندهم يوم السّبت، وهم يسمّونه يوم الرّاحة
المعنى الاجمالي للاية
ما جاء في خلق الأيام الستة ع
روى عبدالرزاق عن عكرمة مولى ابن عباس قال سئل رسول الله في كم خلقت السماوات والأرض فقال خلق الله أول الأيام يوم الأحد وخلقت الأرض في يوم الأحد ويوم الأثنين وخلقت الجبال وشقت الأنهار وغرس في الأرض الثمار وقدر في كل أرض قوتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء {ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين (11) فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها} في يوم الخميس ويوم الجمعة ويوم وكان آخر الخلق آدم خلق في آخر ساعات يوم الجمعة فلما كان يوم السبت لم يكن له فيه خلق فقالت اليهود فيه ما قالت فأنزل الله تكذيبهم
ما جاء في مقدار اليوم من الأيام الستة ط
سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ} كان مقدار كلّ ألف سنةٍ ممّا تعدّون.
ما جاء في وضع إحدى الرجلين على الأخرى (ث . ب ح س
سفيان [الثوري] عن هارون بن عنترة قال: رأى رجلًا واضعًا إحدى الرّجلين على الأخرى وآخر ينهى فقال سعيد بن جبير: هذا شيء قالته اليهود ثمّ قرأ {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا من لغوبٍ} [الآية:
وقال إسحاق بن راهويه: أبنا النّضر بن شميلٍ ثنا عبد الجليل- وهو ابن عطيّة- ثنا أبو مجلزٍ قال: "أنّ عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- استلقى في حائطٍ من حيطان المدينة، فوضع إحدى رجليه على الأخرى وكان اليهود تفتري على اللّه- عزّ وجلّ- يقولون: إنّ ربّنا- تبارك وتعالى- فرغ من الخلق يوم السبت ثم تروح (فسرها السيوطي :جلس تلك الجلسة). فقال الله- عز وجل-: (ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيام وما مسنا من لغوب) فكان أقوامٌ يكرهون أن يضع إحدى رجليه على الأخرى حتى صنع عمر (البوصيري وابن حجر والسيوطي)
ما جاء في فري اليهود على الله وتسميتهم يوم السبت بيوم الراحة
قوله: {ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا من لغوبٍ}. أكذب اللّه اليهود والنّصارى وأهل الفرى على اللّه، وذلك أنّهم قالوا: إنّ اللّه خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّامٍ، ثمّ استراح يوم السّابع، وذلك عندهم يوم السّبت، وهم يسمّونه يوم الرّاحة



"فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب "
المخاطب في الاية
محمد (صلى الله عليه وسلم ) ذكره ابن جرير
فاعل يقولون
اليهود ذكره ابن جرير وهو مستفاد من الأية السابقة
مناسبة الآية للآية قبلها ج
فاصبر يا محمّد على ما يقول هؤلاء اليهود، وما يفترون على اللّه، ويكذبون عليه، فإنّ اللّه لهم بالمرصاد ذكره ابن جرير
معنى التسبيح ق
التنزيه
معنى الباء في بحمد ق
للاقتران والتلبس
مقصد "فسبح بحمد ربك ق
حيث وفقك لتسبيحه
المراد بقبل طلوع الشمس ق ج هيثمي س
صلاة الصبح مروي عن قتادة وابن زيد ذكره ابن جرير
واستدل له الهيثمي والسيوطي بما رواه الطبراني عن جرير بن عبدالله عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - في قوله: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب} [ق: 39] قال: " قبل طلوع الشّمس صلاة الصّبح وقبل الغروب صلاة العصر» ".وفي اسناده ضعف
المراد بقبل الغروب ق ج هيثمي س
فيها قولان ..
الأول : صلاة العصر مروي عن قتادة وابن زيد ذكره ابن جرير والقسطلاني
واستدل له الهيثمي والسيوطي بما رواه الطبراني في الأوسط عن جرير بن عبدالله عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - في قوله: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب} [ق: 39] قال: " قبل طلوع الشّمس صلاة الصّبح وقبل الغروب صلاة العصر» ".
الثاني: صلاتي الظهر والعصر
ما جاء في تفسير النبي (صلى الله عليه وسلم )للآية بحديثه ب أ ق ن
عن جرير بن عبد اللّه، قال: كنّا جلوسًا ليلةً مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال: «إنّكم سترون ربّكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها، فافعلوا» ، ثمّ قرأ: {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب
فسره القسطلاني فقال :(إنكم سترون ربكم) عز وجل (كما ترون هذا) القمر رؤية محققة لا تشكّون فيها و (لا تضامون في رؤيته) لا ينالكم ضيم في رؤيته تعب أو ظلم فيراه بعضكم دون بعض بأن يدفعه عن الرؤية ويستأثر بها بل تشتركون في رؤيته فهو تشبيه للرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي (فإن استطعتم أن لا تغلبوا) بالاستعداد بقطع أسباب الغلبة المنافية للاستطاعة كالنوم المانع (عن) (صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) عدم المغلوبية التي لازمها الصلاة كأنه قال: صلوا في هذين الوقتين (ثم قرأ) عليه الصلاة والسلام ({وسبح}) بالواو كالتنزيل ولأبي ذر: فسبح ({بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب})
وقال الكرماني: أما لفظ: فسبح، فهو بالواو ولا بالفاء والمناسب للسورة،
قال أحمد العيني :الّذي قاله الكرماني هو الصّحيح لأن قراءة: فسبح، بالفاء تصرف في القرآن، والحديث هنا بالواو، وفي النّسخ الصّحيحة كما في القرآن، وقد رواه ابن المنذر موافقا للقرآن ولفظه

عن إسماعيل بن أبي خالد
كذا قال الكرماني :قبل الغروب لا غروبها، وقال بعضهم: لا سبيل إلى التّصرّف في لفظ الحديث، وإنّما أورد الحديث هنا لاتّحاد دلالة لآيتين
عقب أحمد العيني على ذلك فقال : الظّاهر أن نسخة الكرماني كانت بالفاء وقبل غروبها، فلذلك قال ما ذكر

وذكر النسائي حديثا آخر في تفسير الآية عن عمارة وهو ابن رؤيبة، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من صلّى قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها لم يلج النّار»، فقال له رجلٌ: أنت سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟، قال: نعم، سمعته أذناي، ووعاه قلبي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
وجه إعادة الأمر بالتسبيح "فسبحه" ق
للتأكيد أو الأول بمعنى الصلاة والثاني بمعنى التنزيه والذكر
دلالة الآية على فضيلة الوقتين ق ن
وفضيلة الوقتين معروفة إذ فيهما ارتفاع الأعمال مع ما يشعر به سياق الحديث من النظر إلى وجه الله تعالى للمحافظ عليهما.
عن عمارة وهو ابن رؤيبة، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من صلّى قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها لم يلج النّار»، فقال له رجلٌ: أنت سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟، قال: نعم، سمعته أذناي، ووعاه قلبي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 ربيع الأول 1438هـ/30-11-2016م, 09:48 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

قال تعالى " ومن الليل فسبحه وأدبار السجود "
أولا : المسائل
المراد بالليل ج , س
المراد بالتسبيح أ,ق,ج
معنى أدبار ح,ق
القراءات في أدبار والفرق بينها وبين التي في الطور ب,ح,أ,ق,ج,ح
المراد بأدبار السجود ج,ع,ه,س,أ,ق,ح,ثي


ثانيا: خلاصة أقوال المفسرين
المراد بالليل
تنوعت عبارات المفسرون فيها :
الأول :
صلاة العتمة. مروي عن ابن زيد ذكره ابن جرير وكذا السيوطي
الثاني : هي الصّلاة باللّيل في أيّ وقتٍ صلّى من الليل كله مروي عن مجاهد وذكره السيوطي ورجحه ابن جرير فقال :(
وذلك أنّ اللّه جلّ ثناؤه قال: {ومن اللّيل فسبّحه} فلم يحدّ وقتًا من اللّيل دون وقتٍ وإذا كان ذلك كذلك كان على جميع ساعات اللّيل وإذا كان الأمر في ذلك على ما وصفنا، فهو بأن يكون أمرًا بصلاة المغرب والعشاء، أشبه منه بأن يكون أمرًا بصلاة العتمة، لأنّهما يصلّيان ليلاً)

المراد بالتسبيح
اختلف المفسرون فيها على أقوال :
الأول : حقيقة التسبيح بمعنى التنزيه مروي عن مجاهد ذكره القسطلاني وعن ابن عباس ذكره العيني وابن جرير
واستدلو له بما رواه القسطلاني
عن مجاهدٍ، قال ابن عبّاسٍ: أمره أن يسبّح في أدبار الصّلوات كلّها
الثاني : الصلاة وهو مروي عن علي والحسن وأبي هريرة وابن عباس كذا الشعبي وقتادة والأوزاعي وابراهيم ذكره ابن جرير
واستدلوا له بما رواه ابن جرير عنابن عبّاسٍ قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا ابن عبّاسٍ ركعتان بعد المغرب أدبار السّجود.


معنى أدبار
جمع دبر وهو آخر الصلاة وعقبها وجمع باعتبار تعدد السجود ذكره ابن حجر والقسطلاني

القراءات في أدبار والفرق بينها وبين التي في الطور
كان عاصمٌ وأبو عمرو وابن عامر والكسائي يفتح الّتي في ق وقرأ الباقون بالكسر فيها
وأما التي في الطور فقرأها الجمهور بالفتح وقرأها عاصم بالكسر
والفتح جمع دبر
لائق به لأنه يراد به الجمع لدبر السجود أي أعقابه والكسر مصدر أدبر يدبر إدبارا أي عند ميل النجوم وهذا حاصل ما ذكره البخاري وابن حجر وأحمد العيني والقسطلاني
قال البخاري :ويكسران جميعًا وينصبان ورجح ابن جرير الفتح فيهما ذكره ابن حجر


المراد بأدبار السجود
اختلف المفسرون فيها على أقوال
وهو تابع أيضا لاختلافهم في المراد بالتسبيح فالأربعة الأول على معناه الثاني والخامس على المعنى الأول .. وهذا بيانه
الأول : الركعتان بعد المغرب وهو مروي عن علي والحسن وأبي هريرة وابن عباس وكذا عن قتادة والشعبي ومجاهد وابراهيم والأوزاعي ذكره عنهم عبدالرزاق وابن جرير كذا ذكره الهمداني والسيوطي
ورجحه ابن جرير وعلله
بإجماع الحجّة من أهل التّأويل على ذلك، ولولا ما ذكرت من إجماعها عليه، لرأيت أنّ القول في ذلك ما قاله ابن زيد"
واستدلوا له بما رواه ابن جرير عن
ابن عبّاسٍ قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا ابن عبّاسٍ ركعتان بعد المغرب أدبار السّجود. والحديث ضعفه ابن حجر لكنه ذكر شواهد أخرى وبعض مرويات ابن جرير فيها
الثاني : النوافل في أدبار الصلوات المكتوبات مروي عن ابن زيد ذكره ابن وهب المصري وابن جرير والسيوطي

واستدل له ابن جرير بأن اللّه جلّ ثناؤه لم يخصّص بذلك صلاةً دون صلاةٍ، بل عمّ أدبار الصّلوات كلّها، فقال: {وأدبار السّجود}. ولم تقمّ بأنّه معنيّ به: دبر صلاةٍ دون صلاةٍ
الثالث : الفرائض ذكره العيني
الرابع : الوتر بعد العشاء ذكره القسطلاني
الخامس : يسبح في أدبار الصلوات كلها (على معنى التسبيح حقيقة )
وهو مروي عن ابن عباس في احدى روايتيه ذكره ابن جرير و ابن حجر وأحمد العيني والهمداني وابن الأثير ونقله السيوطي
فإن السجدة تطلق على الصلاة لعلاقة الجزئية

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ربيع الأول 1438هـ/30-11-2016م, 10:54 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

قال تعالى " واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب "
أولا : المسائل
المخاطب في الآية ج
المراد باليوم ج
المقصود بالمناداة ج,س,فر,زج
ما جاء في المنادي ج,س ,فر
ما جاء فيما ينادي به ج,س
المراد بالمكان القريب ع,ج,س,قت,زج,مك
ما جاء في سماعهم ج,ثع
ثانيا : تحرير أقوال المفسرين

المخاطب في الآية
محمد (صلى الله عليه وسلم ) ذكره ابن جرير
المراد باليوم
يوم القيامة ذكره ابن جرير
المقصود بالمناداة
صيحة الحشر مروي عن ابن عباس ذكره ابن جرير والسيوطي وهو ما ذكره الفراء والزجاج
ما جاء في المنادي
ذكروا أنه ملك واضع اصبعيه في أذنيه مروي عن بريده ذكره ابن جرير
واختلفوا في تحديده على قولين
الأول :أنه جبريل ذكره الفراء
أنه اسرافيل ينفخ في الصورة ذكره السيوطي عن يزيد بن جابر

ما جاء فيما ينادي به
هلموا إلى الحساب ذكره ابن جرير عن بريدة ونقله السيوطي
يا أيتها العظام النخرة والجلود المتمزقة والأشعار المتقطعة إن الله يأمرك أن تجتمعي لفصل الحساب رواه قتادة عن كعب ذكره ابن جرير والسيوطي
المراد بالمكان القريب
صخرة بيت المقدس في أوسط الأرض وذكر أنها أقرب الأرض إلى السّماء بثمانية عشر ميلاً.
مروي عن قتادة ذكره عبدالرزاق وابن جرير وعن ابن عباس ذكره السيوطي كما ذكره ابن قتيبة والزجاج ومكي

ما جاء في سماعهم
يسمع كل أحد ؛ فيقبلون كما قال تعالى كأنهم جراد منتشر حاصل ما ذكره ابن جرير وثعلب

ووصف الله تعالى له بالقريب يوحي بقصد سماعهم والله أعلم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 ربيع الأول 1438هـ/30-11-2016م, 11:27 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج "
أولا : المسائل
ضمير الفاعل في يسمعون ج
المراد بالصيحة ج
المراد بالحق ج
المراد بيوم الخروج ب,ح,أ,ق,ر,ج,تم,قت,زج
الإشارة في ذلك ق
ثانيا : تحرير أقوال المفسرين

المراد بضمير الفاعل في يسمعون
الخلائق القريب والبعيد ذكره ابن جرير والسيوطي
المراد بالصيحة
النفخة وصيحة البعث ذكره ابن جرير
المراد بالحق
بالأمر بالإجابة لله إلى موقف الحساب ذكره ابن جرير
المراد بيوم الخروج
يوم القيامة وقال أبو عبيدة أنه اسم من أسماء يوم القيامة واستشهد بقول العجاج أليس يوم سمّي الخروجا... أعظم يوم رجّة رجوجا؟ ذكره ابن قتيبة
ومناسبة وصفه أنه يوم يخرجون من البعث إلى القبور ذكره البخاري وابن حجر ومحمود العيني والقسطلاني والرملي وابن جرير والسيوطي وأبو عبيدة وابن قتيبة والزجاج
وقال الزجاج مثله ({يوم يدع الدّاع إلى شيء نكر (6) خشّعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنّهم جراد منتشر (7)}.والأجداث القبور
ويقال ليوم العيد: يوم الخروج، لخروج الناس فيه ذكره ابن قتيبة

الإشارة في ذلك
فيها وجهان
الأول :يجوز أن تكون إلى النداء ويكون قد اتسع في الظرف فأخبر به عن المصدر
الثاني :أن يقدر مضاف أي ذلك النداء والاستماع نداء يوم الخروج واستماعه
ذكرهما القسطلاني

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 ربيع الأول 1438هـ/1-12-2016م, 08:46 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

قال تعالى " إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير . يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير "
أولا المسائل
مناسبة الآية "يوم تشقق " لما قبلها ج
معنى تشقق ج , فر
ما جاء في كيفية تشقق الأرض س
اعراب سراعا ج
معنى حشر ج
ما جاء في أول من تنشق عنه الأرض حك ,س

ثانيا : تحرير أقوال المفسرين
مناسبة الآية "يوم تشقق" لما قبلها
اليوم من صلة مصيرٍ أي وإلينا مصيرهم يوم تشقّق الأرض ذكره ابن جرير
معنى تشقق
تشقق وتشقق بالتشديد بمعنى واحد أي تصدع ذكره ابن جرير والفراء
ما جاء في كيفية تشقق الأرض

تمطر السماء عليهم حتى تشقق الأرض عنهم وهو مروي عن مجاهد ذكره السيوطي
اعراب سراعا
منصوبة
على الحال من الهاء والميم في قوله {عنهم} والمعنى: يوم تشقّق الأرض عنهم فيخرجون منها سراعًا، فاكتفى بدلالة قوله: {يوم تشقّق الأرض عنهم} على ذلك ذكره ابن جرير
معنى حشر
جمعهم في موقف الحساب ذكره ابن جرير
ما جاء في أول من تنشق عنه الأرض
روى الحاكم في المستدرك باسناد صحيح عن
ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «أنا أوّل من تنشقّ الأرض عنه، ثمّ أبو بكرٍ، ثمّ عمر ثمّ آتي أهل البقيع، فيحشرون معي، ثمّ أنتظر أهل مكّة» ، وتلا عبد اللّه بن عمر: «يوم تشقّق الأرض عنهم سراعًا ذلك حشرٌ علينا يسيرٌ . ذكره الحاكم ونقله عنه السيوطي

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2 ربيع الأول 1438هـ/1-12-2016م, 09:47 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

قال تعالى " نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد "
أولا : المسائل
سبب نزول الآية ج,س
المخاطب في الآية ج
المقصود بضمير الفاعل في يقولون ج
المراد بما يقولون ج
معنى جبار ج,ه,س,فر, مب, قت ,زج,مك
ما جاء في نفي كونه (صلى الله عليه وسلم ) جبارا على أمته حك ,س
ثانيا : تحرير أقوال المفسرين

سبب نزول الآية
روى ابن جرير عن ابن عبّاسٍ قال: قالوا يا رسول اللّه لو خوّفتنا؟ فنزلت {فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد}. وروى نحوه أيضا عن ابن قيس ذكره ابن جرير ونقله عنه السيوطي
المخاطب في الآية
محمد (صلى الله عليه وسلم ) ذكره ابن جرير
المقصود بضمير الفاعل في يقولون
المشركين ذكره ابن جرير

المراد بقولهم

ما يقولونه من فريتهم على اللّه، وتكذيبهم بآياته، وإنكارهم قدرة اللّه على البعث بعد الموت ذكره ابن جرير
معنى جبار
تنوعت أقوال المفسرين فيها وهذا بيانها
الأول : مسلط ذكره ابن جرير وابن قتيبة والزجاج ومكي
وعلله ابن قتيبة بقوله ( الجبار :الملك، يسمى بذلك: لتجبره. يقول: فلست عليهم بملك مسلط )
قال الزجاج : هى كقوله " لست عليهم بمسيطر " وهذا قبل أن يؤمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحرب لأن سورة (ق) مكية).
الثاني : لا تتجبر عليهم وهو مروي عن مجاهد وقتادة ورجحه الفراء وذكره ابن جرير والهمداني والسيوطي
علله قتادة بقوله فإن الله كره الجبرية ونهى عنها وقدم فيها
واستدل له الفراء بأنه وضع موضع السلطان كما قال الشاعر : ويوم الحزن إذ حشدت معدٌّ وكان النّاس إلاّ نحن دينا .. عصينا عزمة الجبّار حتّى صبحنا الجوف ألفًا معلمينا.
الثالث :
لم تبعث لتقهرهم وتجبرهم ، إنّما بعثت مذكّرًا، فذكّر .. ذكره ابن المبارك و الفراء وابن جرير
وقال ابن المبارك :الجبار الله القاهر خلقة على ما أراد فالمعنى : لست بمسلط تقهرهم على الإسلام
وصحح الفراء وجهه اللغوي فقال : والعرب لا تقول فعّالٌ من أفعلت، لا يقولون: هذا خرّاجٌ، يريدون: مخرجٌ، ولا يقولون: دخّالٌ، يريدون: مدخلٌ، إنّما يقولون: فعّالٌ، من فعلت؛ ويقولون: خرّاجٌ، من خرجت؛ ودخّالٌ: من دخلت؛ وقتّالٌ، من قتلت قال: وقد قالت العرب في حرفٍ واحدٍ: درّاكٌ، من أدركت، وهو شاذّ قال: فإن قلت الجبّار على هذا المعنى، فهو وجهٌ قال: وقد سمعت بعض العرب يقول: جبره على الأمر، يريد: أجبره، فالجبّار من هذه اللّغة صحيحٌ يراد به يقهرهم ويجبرهم
الرابع : المنذر لولايته ذكره الفراء ونقله عنه ابن جرير
والأقوال ما بين متفقة ومتقاربة وحاصلها .. لست عليهم بملك مسلط تقهرهم وتجبرهم على الإسلام بل لاتتجبر عليهم فإنما بعثت مذكرا
ما جاء في نفي كونه (صلى الله عليه وسلم ) جبارا على أمته
أخرج الحاكم عن جرير قال: أتي النّبيّ صلى الله عليه وسلم برجل ترعد فرائصه فقال: هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد في هذه البطحاء ثم تلا جرير {وما أنت عليهم بجبار
كما روى عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض ويتبع الجنائز ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار ولقد كان يوم خيبر ويوم قريظة على حمار خطامه حبل من ليف وتحته اكاف من ليف . ذكره الحاكم ونقله السيوطي

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 ربيع الأول 1438هـ/8-12-2016م, 04:23 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

1: وضّح طريقة ابن كثير رحمه الله في تفسيره للقرآن.
عني ابن كثير بتفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة ثم يسرد أقوال الصحابة والتابعين ويرجح بينها ويوضح الأحكام من دون إطالة في آيات الأحكام
كان يعني بتفسيره بالمعنى وليس باللفظ وأحيانا يذكر الكلمة ومعناها
كما أنه لا يذكر المعاني اللغوية أو أوجه القراءات إلا لإيضاح المعنى أو بيان لحكم

تفسيره على قراءة أبي عمرو البصري عرف ذلك باستقراء الشيخ
كما أنه ينبه على الاسرائيليات اذا أوردها إما بنقد عام أو إجمالي أو أنه يسكت عما لا يخل بالعقائد

++++++++++

طريقة ابن كثير رحمه الله في التفسير:

أولا: أنه يذكر الآية ثم يفسرها بعبارة سهلة موجزة.
ثانيا: يقوم بتوضيح الآية بآية أخرى إن أمكنه ذلك، ويعارض ما بين الآيتين.
ثالثا: يسرد الأحاديث المرفوعة التي تتعلق بالآية.
رابعا: يميز بين ما يحتج به وما لا يحتج به من الأحاديث.
خامسا: يذكر أقوال الصحابة، ثم التابعين ثم من يليهم من علماء السلف.
سادسا: يرجح ما يراه من الأقوال، وقد يتعرض لبعض المناقشات الفقهية عندما يشرح آية من آيات الأحكام دون إطالة.

2: بيّن خصائص ومزايا تفسير ابن كثير.
1-أشهر ما دون في التفسير بالمأثور بعد تفسير الطبري ويعد أصحها
2- يمتاز بحسن البيان وعدم التعقيد وعدم التشعب في المسائل

أما خصائصه فثلاثة
1- التنبيه على الاسرائليات
2- شدة العناية بتفسير للقران بالقران
3- المعرفة الواسعة بفنون الحديث وأحوال الرجال
++++++++
أولا: أنه اشتهر باسم: (تفسير القرآن العظيم).
خامسا: أنه يجمع أصح الآثار الواردة في تفسير الآية.
سادسا: أنه يتكلم عن رتبة الأثر غالبا.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 ربيع الأول 1438هـ/22-12-2016م, 01:06 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة.
1- الحذر من الركون لنعم الله دون شكرها أو أداء حقها فهي ابتلاء أيضا حقه الشكر
2- إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه
3- الصاحب في المعصية هو أول من يخذل المرء فعلى العبد ألا يصاحب إلا تقي
4- البخل والشح مذمة اذا وصلت لحقوق الله فهي كبيرة والمحروم من حرمه الله
5- حينما يعزم المرء على أمر عليه أن يعلم يقينا أن الله مطلع عليه مدبر لأمره على ما يريد فاستحضار مراقبة العليم يحمل المرء على الحياء منه
6- اذا قارف العبد ذنبا فليتب منه فإن باب التوبة مفتوح والله عز وجل قريب مجيب ودود
____________________
1. فسّر قوله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.
يمجد الله سبحانه وتعالى نفسه الكريمة فقال "(تبارك الذي بيده الملك )" أي تعاظم وكثر خيره وعم إحسانه .. ومن عظمته تعالى أنه بيده الملك كله ملك السماوات والأرض في الدنيا والآخرة يتصرف فيه كيفما يشاء وبما يريد لا يعجزه شئ في السماوات ولا في الأرض لذلك ختم الآية بذكر كمال قدرته فقال "(وهو على كل شيء قدير )"
فالملك سبحانه هو من قدر الموت والحياة على الخلائق سواء كان المراد من الموت العدم قبل النشأة أو مفارقة الروح للبدن وإنما أوجدهم سبحانه لحكمة الاختبار والامتحان بالتكليف ثم الجزاء عليه والعبرة بخيرية العمل وصوابه والإخلاص فيه لا بأكثريته فحسب ثم ختم الآية باسمين عظيمين فقال عز وجل "( وهو العزيز الغفور )" العزيز المنيع الجناب له العزة جميعا فهو الغالب الذي لا يغالب ومع ذلك فهو غفور يغفر لمن تاب اليه وأناب يصفح عن ذنوبه ويستر عيوبه ويرحم ضعفه ويتجاوز عنه
ومن كمال ملكه وعظمته أنه "(الذي خلق سبع سماوات طباقا )" أي متفاصلة طبقة فوق طبقة لا متصلة ببعضها "(ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )" لا تناقض فيه ولا تنافر ولا اختلاف ولا نقص ولا عيب ولا خلل لذلك أمر بتكرار النظر لكمال خلقه تعالى "(هل ترى من فطور )" أي من تشقق وصدوع ووهي وعيب ونقص
"( ثم ارجع البصر كرتين )" أي أعيده مرة بعد مرة لن تجد أي خلل بل كمال عظمة فيرتد البصر خاسئا أي ذليلا صاغرا عاجزا عن ايجاد خلل فيها وهو حسير أي كليل منقطع حاول جاهدا أن يدرك خللا لكنه عاد بعد انقطاع جهد بعجز وصغار

_______________________________
2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
ذكر المفسرون فيها قولين ..
الأول: ألا يعلم الخالق ذكره ابن كثير وقال هو الأولى واستدل له بقوله تعالى بعدها " وهو اللطيف الخبير "
الثاني : ألا يعلم لله مخلوقه ذكره ابن كثير واختاره السعدي والأشقر أي من خلق الخلق كيف لا يعلمه فأعلم شئ بالمصنوع صانعه
_________
ب: المراد بالتسبيح في قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}.
اختلف المفسرون فيها على قولين :
الأول : الاستثناء وهو مروي عن مجاهد والسدي وابن جريج ذكره ابن كثير كما اختاره السعدي
واستدل له ابن كثير بقول السدي : كان استثناؤهم في ذلك الزمان تسبيحًا وقول ابن جريج : هو قول القائل: إن شاء اللّه.
الثاني : التنزيه ومقتضاه الشكر ذكره ابن كثير
والمعنى على ذلك هلّا تسبّحون اللّه وتشكرونه على ما أعطاكم وأنعم به عليكم
الثالث : التنزيه ومقتضاه الاستغفار ذكره الأشقر
والمعنى فهلا تُسَبِّحُونَ اللهَ الآنَ بعدَ أنْ تَيَقَّنتُمْ أنه بالْمِرصادِ للظالمينَ, وتَسْتَغْفِرونَ اللهَ مِن فِعْلِكم وتَتوبونَ إليه مِن هذه النِّيَّةِ التي عَزَمْتُم عليها
________________________________________
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بذات الصدور.
ما خطر في القلوب وما فيها من النيات والإرادات
______
ب: المراد بالحكم ومعنى الصبر عليه في قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك}.
المراد بالحكم : ما حكم الله به شرعا وقدرا
معنى الصبر عليه .. في الحكم القدري الصبر على المؤذى منه وعدم السخط والجزع
وفي الحكم الشرعي بالقبول والتسليم والانقياد التام لأمره تعالى


أحسنتم بارك الله فيكم، وما دمنا في بداية المستوى آمل منكم العناية الشديدة بسؤال التفسير، وسؤال تحرير الأقوال.

- في سؤال التفسير نرجع للتفاسير الثلاثة -ولا نكتفي بالتفسير من مصدر واحد- ونلخص ما ذكر فيها بعناية ونحرص أشد الحرص على ما ذكر فيها من أدلة ونتقصى جميع ما ذكر مع التركيز على القول الراجح، ومن المستحسن البدء بمقدمة فيها ذكر موضوع الآيات أو مناسبتها لما قبلها حتى يكون الكلام مفيدا مترابطا واضحا.

- في سؤال تحرير الأقوال: أتمنى أن نبذل مجهودا أكبر في جمع الأقوال المتشابهة، والتعبير عنها بلفظ سهل مفهوم، وبعد ذكر القول نذكر من قال به بالمعنى من المفسرين بحسب الأقدمية قدر المستطاع، ونبدأ بمسائل الاتفاق ثم نحرر مسائل الخلاف، ونذكر الأدلة في مواضعها ، ثم نرجح إن وجد الترجيح.

- كما أرجو منكم العناية بالاستدلال على أقوالكم دائما، وكلما وجد الدليل من القرآن أو السنة فحري بنا شدة العناية به والاستدلال به في مواضعه، سواء في سؤال الفوائد السلوكية أو سؤال التفسير أو غيرهما من الأسئلة.
ملاحظة عامة :
- معنى {زنيم }.
حاصل ما ذكر هنا في معنى {زنيم } :
القول الأول: أنه الملحق بالقوم وليس منهم.
القول الثاني: أنها علامة حسية يعرف بها، له زنمة كزنمة الشاة، أو زنمة في أصل أذنه.
القول الثالث : أنها علامة معنوية يعرف بها، فهو معروف بالشر، ومشهور به كشهرة الشّاة ذات الزّنمة من بين أخواتها. وهو الراجح.
وعلينا مع هذا أن نذكر أمام كل قول من قال به من المفسرين ونستشهد له بما ورد من أدلة ثم نذكر الترجيح
مع مراعاة أنه لا يعد في الأقوال رجل من قريش ، لأن هذا ليس معنى للفظ وإنما المراد به في الآية.
فاطمة أحمد صابر: ( ب +)
أحسنت بارك الله فيك إجابة موفقة.
- احرصي على الاستدلال من الكتاب والسنة في سؤال الفوائد، والتفسير كلما أمكن.
- فاتك ذكر قول ابن كثير في السؤال الأخير.
- بحول الله سأستلم منك المجالس في وقتها في المرات القادمة.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23 ربيع الأول 1438هـ/22-12-2016م, 01:08 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

1. فاطمة صابر( أ ) : أحسنت بارك الله فيك، إجابتك فيها تلخيص حسن‘ جملي كتابتك بعلامات الترقيم بوركت.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23 ربيع الأول 1438هـ/22-12-2016م, 01:11 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

تقويم المجلس الاول منهج ابن كثير
أحسنتم جميعا، نسأل الله لكم المزيد من التوفيق والهدى والسداد.
أملنا منكم المزيد من المجاهدة والصبر، لنيل أعلى المراتب، والاستفادة القصوى مما بين أيديكم من علم، لمساعدتكم في الوصول لمرحلة العطاء والنشر، لنوال الخيرية المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) فالأعمار قصيرة، والفرص تفوت، والعاقل من اغتنمها.

وقبل عرض التقويم نشير إشارة مختصرة إلى الفرق بين طريقة المفسّر ومنهجه في التفسير:
- طريقة المفسّر يراد بها غالبا كيفية ترتيبه للكلام في تفسير آيات المقطع، كما رأينا مع ابن كثير أنه يذكر الآية، ثم يفسّرها تفسيرا إجماليا، ثم يشرع في تفسيرها بالقرآن، ثم بالسنة..
...
- أما منهج المفسّر فهو ما يلتزم به غالبا في تفسيره ويعرف بأمور، منها:
نوع عنايته التفسيرية هل هي لغوية أو أثرية أو غيرها.
وكذلك منهجه في جملة من الأمور التي تختلف فيها مناهج المفسرين كتناول آيات الاعتقاد، والتعامل مع الإسرائيليات، ومنهجه في إيراد الآثار، والقراءات، وغيرها.
ومنهج المفسّر يعرف باستقراء وتتبّع طريقته في التفسير، كيف هو تناوله لآيات الاعتقاد وإيراده للآثار والقراءات وتناوله لمسائل اللغة، والإسرائيليات ونحو ذلك، ومنها نستطيع الجزم بأن منهج هذا المفسّر في التفسير كذا وكذا.
وأحيانا ينصّ المفسّر على شرطه في التفسير في أول تفسيره أو في مواضع متفرّقة منه كما فعل ابن كثير ، فنجده يقول في مقدمة تفسيره: "إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، ...".
ويقول عند تفسيره لقوله تعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان} الآية: "وفي جبريل وميكائيل قراءات تذكر في كتب اللغة والقراءات، ولم نطوّل كتابنا هذا بسرد ذلك؛ إلا أن يدور فهم المعنى عليه، أو يرجع الحكم في ذلك إليه، وبالله الثقة وهو المستعان".

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24 جمادى الأولى 1438هـ/20-02-2017م, 02:39 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

تلخيص المقصد د من الجزء الأول في مقدمة ابن كثير
الآثار الواردة في نزول القرآن على سبعة أحرف
عن عبد الله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
وروى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام عن أنس بن مالك، عن أبي بن كعب قال: ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم))، وقال الآخر: أليس تقرأني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم)). فقال: ((إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف)).
وقد رواه النسائي عن أنس، عن أبي بن كعب بنحوه. ورواه ابن جرير: عن أنس، عن عبادة بن الصامت، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) فأدخل بينهما عبادة بن الصامت.
وروى ابن جرير:عن سليمان بن صرد -يرفعه- قال: "أتاني ملكان، فقال أحدهما: ((اقرأ. قال: على كم؟ قال: على حرف. قال: زده، حتى انتهى إلى سبعة أحرف)). ورواه النسائي في اليوم والليلة .
وروى ابن جرير عن سليمان بن صرد، عن أبي بن كعب قال: رحت إلى المسجد، فسمعت رجلا يقرأ فقلت: من أقرأك؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: استقرئ هذا. قال: فقرأ، فقال: ((أحسنت)). قال: قلت: إنك أقرأتني كذا وكذا! فقال: ((وأنت قد أحسنت)). قال: فقلت: قد أحسنت قد أحسنت. قال: فضرب بيده على صدري ثم قال: ((اللهم أذهب عن أبي الشك)). قال: ففضت عرقا، وامتلأ جوفي فرقا. قال: ثم قال: ((إن الملكين أتياني، فقال أحدهما: اقرأ القرآن على حرف، وقال الآخر: زده. قال: قلت: زدني. فقال اقرأه على حرفين، حتى بلغ سبعة أحرف فقال: اقرأه على سبعة أحرف)).
وقد رواه أبو عبيد وأبو داود
فهذا الحديث محفوظ من حيث الجملة عن أبي بن كعب، والظاهر أن سليمان بن صرد الخزاعي شاهد على ذلك، والله أعلم.

وروى الإمام أحمد عن سمرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)). إسناد صحيح، ولم يخرجوه.
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة إلا ما حدثني عفان، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل القرآن على ثلاثة أحرف)).
قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة

سبب نزول القرآن على سبعة أحرف
التيسير على الأمة

روى الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله عن أبي بن كعب، قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)). فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)). قال: ((قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام)). وهكذا رواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالد به.
وروى ابن جرير: عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
وروى الإمام أحمد: عن أبي أيضا قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف)). وأخرجه الترمذي من حديث عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن أبي بن كعب، به وقال: حسن صحيح.
وهكذا رواه الإمام أحمد عن حذيفة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية؛ الرجل، والمرأة، والغلام، والجارية، والشيخ الفاني، الذي لم يقرأ كتابا قط فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)).

دفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) الشك المتوهم من اختلاف الأحرف في نفوس أصحابه
#التأكيد على أن كل حرف منها كاف شاف
روى ابن جرير عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف)).
وروى أحمد أيضا عن حذيفة- قال: لقي النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء فقال: إن أمتك يقرؤون القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم، ولا يرجع عنه. وقال عبد الرحمن: إن في أمتك الضعيف، فمن قرأ على حرف فلا يتحول منه إلى غيره رغبة عنه. وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه.
وروى البخاري، رحمه الله عن عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القارئ حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرسله، اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت. إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه)).
#قراءة القرآن عليه مما يعضد معنى الأحرف السبعة
روى ابن جرير أيضا عن أبي أنه قال: سمعت رجلا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها بخلاف ذلك، فانطلقت بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل فسألتهما: من أقرأكما؟ فقالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)) ثم قال للآخر: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)). قال أبي: فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمر وجهي، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، فضرب يده في صدري ثم قال: ((اللهم أخسئ الشيطان عنه، يا أبي، أتاني آت من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثالثة، فقال: مثل ذلك وقلت له مثل ذلك، ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة، فقلت: يا رب، اللهم اغفر لأمتي، يا رب، اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي يوم القيامة)). إسناده صحيح.
قال ابن كثير تعليقا : وهذا الشك الذي حصل لأبي في تلك الساعة هو، والله أعلم، السبب الذي لأجله قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة إبلاغ وإعلام ودواء لما كان حصل له سورة {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} إلى آخرها لاشتمالها على قوله تعالى: {رسول من الله يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة} [البينة: 2، 3]، وهذا نظير تلاوته سورة الفتح حين أنزلت مرجعه، عليه السلام، من الحديبية على عمر بن الخطاب، وذلك لما كان تقدم له من الأسئلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لأبي بكر الصديق، رضي الله عنهما، في قوله تعالى: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين} [الفتح: 27].
#توضيح فيم تكون اختلافات الأحرف السبعة
روى الإمام أحمد:عن أبي طلحة، قال: "قرأ رجل عند عمر فغير عليه فقال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي قال: فاجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ((قد أحسنت)). قال: فكأن عمر وجد من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عمر، إن القرآن كله صواب، ما لم يجعل عذاب مغفرة أو مغفرة عذابا)) ".
وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي من رواية شعبة به، وفي لفظ لأبي داود عن أبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين. قلت: على حرفين. فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة. قلت: على ثلاثة. حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)).
وقد روى ثابت بن قاسم نحوا من هذا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن كلام ابن مسعود، رضي الله عنه، نحو ذلك.
وروى أحمد عن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاني جبريل وميكائيل، عليهما السلام، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف واحد، فقال ميكائيل: استزده، قال: اقرأ على سبعة أحرف، كلها شاف كاف، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب برحمة)). وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب، عن زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة به، وزاد في آخره كقولك: ((هلم وتعال)). وعن عبد الله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
قال الزهري: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا تختلف في حلال ولا في حرام.


التحذير من المراء فيها
روى الإمام أحمد عن أبي هريرة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل القرآن على سبعة أحرف، مراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه)). ورواه النسائي أيضا
وروى أبو عبيد: عن أبي جهيم الأنصاري؛ أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، كلاهما يزعم أنه تلاقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشيا جميعا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أبو جهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فلا تماروا، فإن مراء فيه كفر)). وهكذا رواه أبو عبيد على الشك وقد رواه الإمام أحمد على الصواب، فقال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني يزيد بن خصيفة، أخبرني بسر بن سعيد، حدثني أبو جهيم؛ أن رجلين اختلفا في آية من القرآن فقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((القرآن يقرأ على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء في القرآن كفر)). وهذا إسناد صحيح -أيضا- ولم يخرجوه.
ثم قال أبو عبيد: حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس -مولى عمرو بن العاص- أن رجلا قرأ آية من القرآن، فقال له عمرو -يعني ابن العاص- : إنما هي كذا وكذا، بغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتياه، فذكرا ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فأي ذلك قرأتم أصبتم، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر)). ورواه الإمام أحمد عن أبي سلمة الخزاعي، عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص به نحوه، وفيه: ((فإن المراء فيه كفر أو إنه الكفر به)). وهذا -أيضا- حديث جيد.

معنى الأحرف السبعة
اختلف العلماء في معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها فذكر القرطبي أنهم خمسة وعشرون قولا ولخصهم في خمس

القول الأول : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:أقبل وتعال وهلم.
وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي
واستدل الطحاوي بحديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".

وروى عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} [البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه".
#السبب في ترك القراءة بالستة الأخر
تنوعت أقوال المفسرين فيه على قولين ..

الأول : إنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ
وهو مروي عن الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر وادعوا أن ذلك كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.ذكره ابن كثير نقلا عن القرطبي

الثاني :أنه إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، وعزم عليهم ألا يقرؤوا بغيرها، وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة، ولكنها أدت إلى الفرقة والاختلاف، كما ألزم عمر بن الخطاب الناس بالطلاق الثلاث المجموعة حتى تتابعوا فيها وأكثروا منها، قال: فلو أنا أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم.
وكان كذلك ينهي عن المتعة في أشهر الحج لئلا يتقطع زيارة البيت في غير أشهر الحج. وقد كان أبو موسى يفتي بالتمتع فترك فتياه اتباعا لأمير المؤمنين وسمعا وطاعة لأئمة المهديين.ذكره ابن كثير ونقله عن القرطبي أيضا

#دفع شبهة تركهم لقراءة أقرأهم إياها رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
قال ابن كثير :إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين.

القول الثاني: أن القرآن نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب،
وهو قول أبو عبيد واختاره ابن عطية ذكره القرطبي عنهما ونقله عنه ابن كثير

قال أبو عبيد: وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، وهذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث تترى،
واستدل أبو عبيد لذلك باستشهاد ابن عباس بالشعر على التفسير :
فروى عنه أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر. يعني: أنه كان يستشهد به على التفسير فروى في قوله: {والليل وما وسق} [الانشقاق: 17]، قال: ما جمع وأنشد:
قد اتسقن لو يجدن سائقا
.
وفي قوله: {فإذا هم بالساهرة} [النازعات: 14]، قال: الأرض، قال: وقال ابن عباس: قال أمية بن أبي الصلت: عندهم لحم بحر ولحم ساهرة
قال أيضا : كنت لا أدري ما {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها. يقول: أنا ابتدأتها.كما استدل به عنه ابن عطية أيضا ذكره القرطبي
#لغات العرب التي نزل بها القرآن
قال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.
قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز
وروى أبو عبيد عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.

وقال والعجز هم بنو أسد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف هم عليا هوازن الذين قال أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم يعني بني دارم. ولهذا قال عمر: لا يملي في مصاحفنا إلا غلمان قريش أو ثقيف.
وقال ابن جرير: واللغتان الأخريان: قريش وخزاعة

وقال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري، رحمه الله، بعد ما أورد طرفا مما تقدم: وصح وثبت أن الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دون الجميع
قال أبو عبيد
وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، وهذا شيء غير موجود .. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت} [المائدة: 60] و{يرتع ويلعب} [يوسف: 12].

القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة ذكره القرطبي نقله عنه ابن كثير
واستدل له بقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
#رد هذا القول

قال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.
قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز

القول الرابع: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]، و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
حكاه الباقلاني عن بعض العلماء ذكره ابن كثير نقلا عن القرطبي
#رد هذا القول
وقال ابن جرير
: وأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)) بمعزل؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر، في قول أحد من علماء الأمة، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر، كما تقدم.

القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. ذكره ابن كثير نقلا عن القرطبي وابن جرير
قال ابن جرير :
وقد روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أبي بن كعب وعبدالله بن مسعود من أن القرآن نزل من سبعة أبواب الجنة،
وفسرها بقوله والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي، والترغيب والترهيب، والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب بها الجنة.
#ضعف هذا القول ورده
قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني،
وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها. ذكره ابن كثير نقلا عن القرطبي

المراد بالقراءات السبعة ونفي توهم أنها المقصودة بالأحرف السبعة

قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.
#الإجماع على اعتماد القراءات السبعة
قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده. قال: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 3 جمادى الآخرة 1438هـ/1-03-2017م, 09:40 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

التلخيص المختار للمقصد

تلخيص مقصد نزول القرءان على سبعة أحرف:
نزول القرآن على سبعة أحرف

المسألة الأولى: الدليل على أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف
1- ما رواه الشيخان من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
2- ما رواه القاسم بن سلام من حديث أنس بن مالك، عن أبي بن كعب قال: ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني آية كذا وكذا؟ قال: "نعم"، وقال الآخر: أليس تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: "نعم"، فقال: إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف.
وورد مثله عن أبي بكرة، وأبي هريرة، وأم أيوب امرأة أبي أيوب الأنصاري، وعن أبي جهيم، وابن مسعود رضي الله عنهم جميعا.
3- روى البخاري، رحمه اللهبسنده عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنه قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرسله، اقرأ يا هشام"، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذلك أنزلت"، ثم قال: "اقرأ يا عمر"، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذلك أنزلت. إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه".

المسألة الثانية: موارد الأحرف السبعة
قال الزهري: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدًا لا تختلف في حلال ولا في حرام.
وفي حديث أبي وأبي بكرة: "أن لا تختم آية رحمة بعذاب أو آية عذاب برحمة.
وفي رواية: " كقولك: هلم وتعال"

المسألة الثالثة: سبب تعدد أحرف القرآن الكريم:
هو طلب النبي صلى الله عليه وسلم.
روى الإمام أحمد بن حنبل والإمام مسلم بسنده عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرآ"، فقرآ، فقال: "أصبتما"، فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال كبر عليَّ ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني؛ ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرَقا فقال: "يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردةٍ مسألة تسألنيها. قال: "قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام".
المسألة الرابعة: مقصد الشريعة من تعدد أحرف القرآن الكريم:
هو التخفيف والتيسير.
روى ابن جرير عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف".
وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: "إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف"
المسألة الخامسة: حكم القراءة بأي حرف من أحرف القرآن الكريم:
رواية ابن جرير عن أبي رضي الله عنه فيها قول جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا".
المسألة السادسة: الخلاف في كون الأحرف القرآنية سبعة:
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها عن الأحرف السبعة إلا ما حدثني عفان، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نزل القرآن على ثلاثة أحرف".
قال أبو عبيد:ولا نرى المحفوظ إلا السبعة لأنها المشهورة.


المسألة السابعة: تصحيح مفهوم الأحرف السبعة:
قال أبو عبيد: "ليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، وهذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقةفي جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث تترى".
المسألة الثامنة: لغات الأحرف السبعة:
قال أبوعبيد: وقد روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن، والعجز هم بنو أسد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف هم عليا هوازن الذين قال أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم يعني بني دارم. ولهذا قال عمر: لا يملي في مصاحفنا إلا غلمان قريش أو ثقيف.
قال ابن جرير: واللغتان الأخريان: قريش وخزاعة.رواه قتادة عن ابن عباس، ولكن لم يلقه.
المسألة التاسعة: أمثلة على كون الأحرف السبعة جاءت على وفق لغات العرب:
روى أبو عبيد عن ابن عباس؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر، أي يستشهد به على التفسير، كما ورد عنه في قوله تعالى: "والليل وما وسق" قال:ما جمع، وأنشد: قد اتسقن لو يجدن سائقا.
وفي قوله تعالى: "فإذا هم بالساهرة"، قال: الأرض، وقال: قال أمية بن أبي الصلت:عندهم لحم بحر ولحم ساهرة. وكذلك ما جاء عن ابن عباس، قال: كنت لا أدري ما "فاطر السماوات والأرض" حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها. يقول: أنا ابتدأتها. إسناد جيد أيضا.
المسألة العاشرة: سبب جمع عثمان القرآن على حرف واحد من الأحرف السبعة:
حاصل كلام الطبري في المسألة: أن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف، ثم لما رأى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه اختلاف الناس في القراءة، وخاف من تفرق كلمتهم= جمعهم على حرف واحد، وهو هذا المصحف الإمام، قال: واستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعله من ذلك الرشد والهداية، وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له، ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفو آثارها.
المسألة الحادية عشرة: الرد على أن ما فعله عثمان يعدُّ تركا لما نزل به القرآن:
قال ابن جرير: فإن قال من ضعفت معرفته: وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهُموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها؟
قيل: إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين.
المسألة الثانية عشرة: كيف تكون الأحرف السبعة قد اندرست مع وجود التنوع في القراءات؟:
قال ابن جرير: فأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة= فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف"بمعزل؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر، في قول أحد من علماء الأمة، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر، كما تقدم.

معنى الأحرف السبعة
المسألة الأولى: أقوال العلماء في معنى الأحرف السبعة:
وقد اختلف العلماء في معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها على أقوال ذكر ابن كثير رحمه الله خمسة منها هي حاصل ما ذكره القرطبي رحمه الله في تفسيره:
القول الأول:وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي، أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهلم.
وقال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكلٌّ شاف كاف إلا أن تخلط آيةَ رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
وعن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: "يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم"يقرؤها: "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: "كلما أضاء لهم مشوا فيه"يقرؤها:"مرُّوا فيه" "سعَوا فيه"
وقد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.


القول الثاني: أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر.
ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية.

القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب.


القول الرابع: وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: "ويضيقُ صدري" و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: "فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا" و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: "ننشزها" و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل: "كالعهن المنفوش"، أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: "وطلح منضود" و "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل: "وجاءت سكرة الموت بالحق" أو "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".

القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال.
قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقال الباقلاني: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.

المسألة الثانية: العلاقة بين الأحرف السبعة والقراءات السبعة:
قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف.
المسألة الثالثة: عدم حصول الاختلاف بسبب القراءات السبعة بخلاف ما حصل بسبب الأحرف السبعة:
قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده.

المسألة الرابعة: تلقي الأمة للقراءات المتنوعة بالقبول:
قال القرطبي: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 3 جمادى الآخرة 1438هـ/1-03-2017م, 09:42 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

التلخيص المختار لجع القرآن وكتابة المصاحف

المقصد الأول: جمع القرآن وكتابة المصاحف:
1-حفظ القرآن في صدر النبي صلى الله عليه وسلم ومعارضة جبريل له بالقرآن:
-
عن ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة".
-وعن أبي هريرة قال: "كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه".
2- المراد من معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن:
-والمراد من معارضته له بالقرآن كل سنة: مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقى ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدا، أو استثباتا وحفظا؛ ولهذا عرضه في السنة الأخيرة من عمره، عليه السلام لاقتراب أجله، على جبريل مرتين، وعارضه به جبريل كذلك.
3- سبب تخصيص شهر رمضان :
قال ابن كثير: وخص بذلك رمضان من بين الشهور؛ لأن ابتداء الإيحاء كان فيه؛ ولهذا يستحب دراسة القرآن وتكراره فيه، ومن ثم كثر اجتهاد الأئمة فيه في تلاوة القرآن.

4-أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجمعهم للقرآن في صدورهم
4أ- فضيلة ابن مسعود رضي الله عنه وجمعه للقرآن.
-عن عبد الله بن عمرو قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب))، رضي الله عنهم.
-وعن شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله فقال: والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم.قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك.
-وعن مسروق قال: قال عبد الله: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.
-عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)).
- قال ابن كثير: ويكفيه مدحا وثناء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استقرئوا القرآن من أربعة))، فبدأ به.
4ب - حكم إخبار الرجل بما يعلمه عن نفسه مما قد يجهله غيره.
- قال ابن كثير:إخبار الرجل بما يعلم عن نفسه مما قد يجهله غيره، يجوز للحاجة، كما قال تعالى إخبارا عن يوسف لما قال لصاحب مصر: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}.
4ج- روايات حديث أنس رضي الله عنه عمن جمع القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم:
- عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
- وعن ثمامة عن أنس بن مالك قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: ونحن ورثناه.
4د - معنى حديث أنس رضي الله عنه( جمع القرآن أربعة):
- قال ابن كثير :فهذا الحديث ظاهره أنه لم يجمع القرآن من الصحابة سوى هؤلاء الأربعة فقط، وليس هذا هكذا، بل الذي لا شك فيه أنه جمعه غير واحد من المهاجرين أيضا، ولعل مراده: لم يجمع القرآن من الأنصار؛ ولهذا ذكر الأربعة من الأنصار، وهم أبي بن كعب في الرواية الأولى المتفق عليها وفي الثانية من أفراد البخاري: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
- قال القرطبي: فقد ثبت بالطرق المتواترة أنه جمع القرآن عثمان، وعلي، وتميم الداري، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمرو بن العاص. فقول أنس: "لم يجمعه غير أربعة" يحتمل أنه لم يأخذه تلقيا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هؤلاء الأربعة، وأن بعضهم تلقى بعضه عن بعض. قال: وقد تظاهرت الروايات بأن الأئمة الأربعة جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأجل سبقهم إلى الإسلام، وإعظام الرسول لهم.
- قال ابن كثير : ومن الحفظة ابن مسعود رضي الله عنه ومنهم سالم مولى أبي حذيفة، كان من السادات النجباء والأئمة الأتقياء وقد قتل يوم اليمامة شهيدا. ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وترجمان القرآن.
4ه- الدليل على أن من جمع القرآن من الصحابة كثيرون.
- قول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : (إن القتل قد استحر بقراء القرآن) وهذا دليل على كثرتهم.
5- سبب جمع القرآن في عهد الصديق
-الخوف على القرآن من الضياع ذلك لاشتداد القتل في القراء يوم اليمامة ، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي بكر الصديق :(إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر).

6- مميزات زيد بن ثابت التي أهلته لجمع القرآن في عهد الصديق
- قال له أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه.
7- منهجية الجمع في زمن الصديق
-كان زيد بن ثابت يتتبع لبقرآن يجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال.
-وفي رواية: "من العسب والرقاع والأضلاع، وفي رواية: "من الأكتاف والأقتاب وصدور الرجال".
- قال الصديق لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه.
- ولهذا قال زيد بن ثابت: وجدت آخر سورة التوبة، يعني قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}إلى آخر الآيتين [التوبة: 128، 129]، مع أبي خزيمة الأنصاري، وفي رواية: مع خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين لم أجدها مع غيره فكتبوها عنه لأنه جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين .
8-فضل الشيخان على الأمة
الذي فعله الشيخان أبو بكر وعمر، رضي الله عنهما، من أكبر المصالح الدينية وأعظمها، من حفظهما كتاب الله في الصحف؛ لئلا يذهب منه شيء بموت من تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كانت تلك الصحف عند الصديق أيام حياته، ثم أخذها عمر بعده فكانت عنده محروسة معظمة مكرمة، فلما مات كانت عند حفصة أم المؤمنين.
9- حرص الصحابة على أداء الأمانة
كان الصحابة رضوان الله عليهم أحرص شيء على أداء الأمانات ، وجمع القرآن من أعظم الأمانة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أودعهم ذلك ليبلغوه إلى من بعده . وقد أمر أمته أن يبلغ الشاهد الغائب وقال: ((بلغوا عني ولو آية))يعني: ولو لم يكن مع أحدكم سوى آية واحدة فليؤدها إلى من وراءه، فبلغوا عنه ما أمرهم به، فأدوا القرآن قرآنا، والسنة سنة، لم يلبسوا هذا بهذا.
10- سبب جمع القرآن في عهد عثمان
ما ذكره ابن كثير أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ،وكان قد اجتمع هناك أهل الشام والعراق وجعل حذيفة يسمع منهم قراءات على حروف شتى، ورأى منهم اختلافا كثيرا وافتراقا، فلما رجع. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
11- منهجية الجمع في زمن عثمان
- أرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
- وكانوا إذا اختلفوا في وضع الكتابة على أي لغة رجعوا إلى عثمان، كما اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء أو الهاء، فقال زيد بن ثابت: إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت فترافعوا إلى عثمان فقال: اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم.
- وعثمان، رضي الله عنه، جمع قراءات الناس على مصحف واحد ووضعه على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره.
- وكان عثمان يتعاهدهم أي (لجنة الكتابة)، وكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه، لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الأخيرة فيكتبونها على قوله.
12- معنى جمع عثمان رضي الله عنه وموقف الصحابة منه
- اعتمد عثمان على الصحف التي عند حفصة مما جمعه الشيخان وكتب ذلك في مصحف واحد، وأنفذه إلى الآفاق، وجمع الناس على القراءة به وترك ما سواه.
- أمر بما عدا ذلك من مصاحف الناس أن يحرق لئلا تختلف قراءات الناس في الآفاق، وقد وافقه الصحابة في عصره على ذلك ولم ينكره أحد منهم.
- قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا.
- عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد.
13- موقف ابن مسعود من هذا الجمع
- روي عن عبد الله بن مسعود شيء من التغضب بسبب أنه لم يكن ممن كتب المصاحف وأمر أصحابه بغل مصاحفهم لما أمر عثمان بحرق ما عدا المصحف الإمام، ثم رجع ابن مسعود إلى الوفاق .
- مما روي عنه أنه قال:لقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وزيد صبي، أفأترك ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أيضا :( غلوا مصاحفكم، وكيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت، وقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، وإن زيد بن ثابت ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان، والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني، وما أنا بخيركم، ولو أعلم مكانا تبلغه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته)
-وأما أمره بغل المصاحف وكتمانها، فقد أنكره عليه غير واحد. قال الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قدمت الشام فلقيت أبا الدرداء، فقال: كنا نعد عبد الله جبانا فما باله يواثب الأمراء.
13- عدد المصاحف التي نسخها عثمان
- المصاحف الأئمة التي نفذها عثمان إلى الآفاق، مصحفا إلى أهل مكة، ومصحفا إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وترك عند أهل المدينة مصحفا.
- وصحح القرطبي أنه إنما نفذ إلى الآفاق أربعة مصاحف ، قال ابن كثير: وهو غريب.
14- فضل عثمان رضي الله عنه على الأمة
- عن أبي مجلز قال: لولا أن عثمان كتب القرآن لألفيت الناس يقرؤون الشعر.
-قال ابن مهدوي: خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لأبي بكر ولا لعمر: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
15- مصير المصحف الذي كان عند حفصة
كان عثمان رضي الله عنه قد عاهدها على أن يردها إليها، فما زالت عندها حتى ماتت، ثم أخذها مروان بن الحكم فحرقها وتأول في ذلك ما تأول عثمان، قال مروان: إنما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف، فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب أو يقول: إنه قد كان شيء منها لم يكتب.
16- حكم ترتيب الآيات ودليله
- ترتيب الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا ليس لأحد أن يقرأ القرآن إلا مرتبا آياته؛ فإن نكسه أخطأ خطأ كبيرا.
-ودليل ذلك قول عثمان ابن عفان رضي الله عنه (كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا).
- لما سأل العراقي السيدة عائشة رضي الله عنها عن تأليف المصحف رخصت له في ترتيب السور ولم ترخص له في ترتيب الآي، بل أخرجت له مصحفها، فأملت عليه آي السور.
17- حكم ترتيب السور ودليله
- كان عثمان -والله أعلم- هو من رتب السور في المصحف، وقدم السبع الطوال وثنى بالمئين .
-دليل ذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينها ولم تكتبوا بينها سطر "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموها في السبع الطوال؟ ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتها في السبع الطوال.
- والقراءة بترتيب السور مستحبة اقتداء بعثمان، رضي الله عنه، والأولى إذا قرأ أن يقرأ متواليا كما قرأ، عليه الصلاة والسلام، في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين وتارة بسبح و{هل أتاك حديث الغاشية}، فإن فرق جاز، كما صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في العيد بقاف و{اقتربت الساعة} وكان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: الم السجدة، و{هل أتى على الإنسان}.
وإن قدم بعض السور على بعض جاز أيضا، فقد روى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران. أخرجه مسلم. وقرأ عمر في الفجر بسورة النحل ثم بيوسف.
- ودليل ذلك أيضا قصة العراقي الذي سأل السيدة عائشة رضي الله عنها عن ترتيب القرآن فانتقل ، وأخبرها أنه يقرأ غير مؤلف، أي: غير مرتب السور، فأخبرته: إنه لا يضرك بأي سورة بدأت .
وكأن هذا قبل أن يبعث أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنه، إلى الآفاق بالمصاحف الأئمة المؤلفة على هذا الترتيب المشهور اليوم، وقبل الإلزام به، والله أعلم.
18- القول الثاني في ترتيب السور وأدلته
- قد حكى القرطبي عن أبي بكر بن الأنباري في كتاب الرد أنه قال: فمن أخر سورة مقدمة أو قدم أخرى مؤخرة كمن أفسد نظم الآيات وغير الحروف والآيات وكان مستنده اتباع مصحف عثمان، رضي الله عنه، فإنه مرتب على هذا النحو المشهور.
- قال ابن وهب سئل ربيعة: لم قدمت البقرة وآل عمران، وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة؟ فقال: قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه، وقد أجمعوا على العلم بذلك، فهذا مما ينتهى إليه ولا يسأل عنه. قال ابن وهب: وسمعت مالكا يقول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم.
-عن ابن مسعود قال في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي. والمراد أن ذكر ترتيب هذه السور في مصحف ابن مسعود كالمصاحف العثمانية.
- سئل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل من قاف حتى يختم.
- إنما يجب تأليف سوره في الرسم والخط خاصة ولا يعلم أن أحدا منهم قال: إن ترتيب ذلك واجب في الصلاة وفي قراءة القرآن ودرسه، وأنه لا يحل لأحد أن يقرأ الكهف قبل البقرة، ولا الحج قبل الكهف، ألا ترى إلى قول عائشة: ولا يضرك أيه قرأت قبل. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة السورة في ركعة، ثم يقرأ في الركعة الأخرى بغير السورة التي تليها.
19- أول من وضع النقط والشكل في المصحف
- أول من أمر به عبد الملك بن مروان، فتصدى لذلك الحجاج وهو بواسط، فأمر الحسن البصري ويحيى بن يعمر ففعلا ذلك، ويقال: إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي، وذكروا أنه كان لمحمد بن سيرين مصحف قد نقطه له يحيى بن يعمر.
- وأما كتابة الأعشار على الحواشي فينسب إلى الحجاج أيضا، وقيل: بل أول من فعله المأمون.
20- موقف السلف من كتابة غير القرآن في المصحف وحكم ذلك
- كره ابن مسعود أنه التعشير في المصحف، وكان يحكه وكره مجاهد ذلك أيضا.
- قال ابن مسعود: لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس فيه.
-وقال مالك: لا بأس به بالحبر، فأما بالألوان المصبغة فلا. وأكره تعداد آي السور في أولها في المصاحف الأمهات، فأما ما يتعلم فيه الغلمان فلا أرى به بأسا.
وقال قتادة: بدؤوا فنقطوا، ثم خمسوا، ثم عشروا.
-قال أبو عمرو الداني: ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها.
21- الكتابة في زمن السلف وحكم الرسم العثماني
-الذي كان يغلب على زمان السلف الكتابة المكتوفة ثم هذبها أبو علي بن مقلة الوزير، وصار له في ذلك منهج وأسلوب في الكتابة، ثم قربها علي بن هلال البغدادي المعروف بابن البواب .
-وقع في كتابة المصاحف اختلاف في وضع الكلمات من حيث صناعة الكتابة لا من حيث المعنى، وصنف الناس في ذلك، واعتنى بذلك الإمام الكبير أبو عبيد القاسم بن سلام، رحمه الله، في كتابه فضائل القرآن ،والحافظ أبو بكر بن أبي داود، رحمه الله، فبوبا على ذلك .
ولهذا نص الإمام مالك، رحمه الله، على أنه لا توضع المصاحف إلا على وضع كتابة الإمام، ورخص في ذلك غيره، واختلفوا في الشكل والنقط فمن مرخص ومن مانع، فأما كتابة السور وآياتها والتعشير والأجزاء والأحزاب فكثير في مصاحف زماننا، والأولى اتباع السلف الصالح.
-----------

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 13 جمادى الآخرة 1438هـ/11-03-2017م, 02:18 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

س1: عرّف العقيدة لغة واصطلاحاً.
العقيدة لغة : الإحكام والإبرام
العقيدة اصطلاحا : الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه شك
_____________

س2: ما هو منهج أهل السنّة والجماعة في العقيدة؟
منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة أنهم يعتمدون على ما كان عليه النبي (صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه .. فيقدمون الكتاب والسنة والإجماع
وهو مصدر التلقي عندهم
____________________

س3: بيّن أهميّة معرفة مسائل الاعتقاد لطالب علم التفسير.

1- لأن مسائل العقيدة مبنية على الأدلة النقلية وما من مسألة من مسائل الاعتقاد عند أهل السنة إلا لها دليل إما من الكتاب و السنة أو أحدهما ومبنى التفسير على إيضاح كلام الله تعالى
2- ليكون طالب علم التفسير على بينة من أمره في مناهج المفسرين فينقل خطأ المخالفين ويستطيع أن يتبين كلامهم وينقل ما أحسنوا فيه مما لا يتعلق بالغقائد
_____________
س4: ما هو علم الكلام ؟ وما موقف أهل السنّة منه؟
علم الكلام هو العلم الذي بنى مسائل الاعتقاد على دلالات العقول دون الإهتداء بوحي الكتاب والسنة وكلام أئمة السلف الصالح
موقف أهل السنة منه :
علم الكلام مذموم عند أهل السنة
قال أبو يوسف : العلم بالكلام هو الجهل
قال الشافعي : حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بين القبائل ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة
فدلالات العقول مختلفة ومتباينة وأدل دليل اختلاف أهل الكلام أنفسهم بين مشرق ومغرب ولا يختلف نقل صريح مع عقل صحيح
_______

س5: اذكر خمسة تفاسير على منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة.
1- تفسير الطبري 2- تفسير البغوي 3- تفسير ابن كثير 4- تفسير ابن المنذر 5- تفسير عبدالرزاق
6- تفسير السعدي 7 -تفسير الشنقيطي
_____________

س6: ما هي أهمّ أنواع المخالفات العقدية التي اشتملت عليها بعض التفاسير مع التمثيل لكل نوع؟
1- في الأدلة على وجود الله حصلت بعض الانحرافات العقدية عند محمد عبده ومحمد رشيد رضا نظرا للتيارات الالحادية المعاصرة لهما
2- في توحيد الربوبية حصلت انحرافات عقدية عند الرافضة كالطوسي في إضافة بعض أفعال الله إالى الخلق

3- في الأسماء والصفات ظهرت الإنحرافات بشكل أكبر وفيه وجهين من الانحراف
الأول : أن المفسر سيأول الآيات حسب اعتقاده كالزمخشري في الكشاف ينصر مذهب المعتزلة في نفي الصفات والفخر الرازي والبيضاوي ينصر مذهب الأشاعرة في تأويلها
الثاني : قد يكون غير محرر للمذهب فيقول بما اشتهر في عصره أو أن ينقل عن بعض المفسرين ولا يحسن التمييز بين ما يخالف العقيدة كالقاسمي وصديق خان ورشيد رضا والشوكاني

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 10:01 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

المراد بأصحاب الأعراف

قال أبو الحجاج مجاهد بن جبر التابعي المكي القرشي المخزومي (المتوفى: 104هـ): أنبأ عبد الرحمن، قال: ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو معشر، قال: نا يحيى بن شبل، عن يحيى بن عبد الرحمن المدني، عن أبيه، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أصحاب الأعراف فقال: «هم ناس قتلوا في سبيل الله عز وجل في معصية آبائهم، منعهم من دخول الجنة معصيتهم إياهم، ومنعهم من النار قتلهم في سبيل الله» [تفسير مجاهد (ص: 337)]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني جرير بن حازم عن قتادة ابن دعامة عن عبد اللّه بن عبّاسٍ في {أصحاب الأعراف}، قال: هم قومٌ على سورٍ بين الجنّة والنّار استوت حسناتهم وسيّئاتهم). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 44]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ):
(قال معمر، وقال قتادة: قال ابن عباس: أهل الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم على سور بين الجنة والنار {لم يدخلوها وهم يطعمون}.
عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي زيد قال سمعت ابن عباس يقول الأعراف الشيء المشرف). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 229-230]

(عن معمر، عن الكلبي، في قوله تعالى: {أصحاب الأعراف} قال كل شيء مرتفع قال معمر وقال قتادة هو السور الذي بين الجنة والنار). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 229]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( قوله تعالى: {وبينهما حجابٌ وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلًّا بسيماهم... } إلى قوله تعالى: {وما كانوا بآياتنا يجحدون}
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو معشرٍ، عن يحيى بن شبلٍ، عن عمرو بن عبد الرّحمن المزني، (عن أبيه)، قال: سئل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم عن أصحاب الأعراف، فقال:
«هم قومٌ قتلوا في سبيل اللّه عزّ وجلّ بمعصية آبائهم، فمنعهم دخول الجنّة معصية آبائهم، ومنعهم دخول النّار قتلهم في سبيل الله».
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن حصين، عن الشّعبيّ، عن حذيفة، قال: أصحاب الأعراف قومٌ قصّرت بهم حسناتهم ليدخلوا الجنّة، وتجاوزت بهم سيّئاتهم أن يدخلوها، فهم على سورٍ بين الجنّة والنّار، لم يدخلوها وهم يطمعون.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا خالد بن عبد اللّه، عن حصينٍ، عن الشّعبيّ، عن حذيفة، قال: أصحاب الأعراف قومٌ قصّرت بهم سيّئاتهم عن الجنّة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النّار، جعلوا هناك حتّى يقضى بين النّاس.

- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن عبيد اللّه بن (أبي) يزيد، سمع ابن عبّاسٍ، سئل عن الأعراف قال: هو الشيء المشرف.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا معتمر بن سليمان التّيميّ، عن أبيه، قال: أنبأني أبو مجلز - في قوله عزّ وجلّ: {وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلًّا بسيماهم} - قال: الأعراف مكانٌ مرتفعٌ عليه رجالٌ من الملائكة يعرفون أهل الجنّة بسيماهم وأهل النّار بسيماهم،


أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي (159 ـ 235 هـ): - حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : أصحاب الأعراف ينتهى بهم إلى نهر ، يقال له : الحياة ، حافاته قصب ذهب ، قال : أراه قال : مكلل باللؤلؤ ، فيغتسلون منه اغتسالة ، فتبدو في نحورهم شامة بيضاء ، ثم يعودون فيغتسلون ، فكلما اغتسلوا ازدادت بياضا ، فيقال لهم : تمنوا ما شئتم ، فيتمنون ما شاؤوا ، فيقال : لكم ما تمنيتم وسبعون ضعفا ، فهم مساكين أهل الجنة.
مُصنف ابن أبي شيبة ط السلفية (13/ 129)
بو محمد الحارث بن محمد بن داهر التميمي البغدادي الخصيب المعروف بابن أبي أسامة (المتوفى: 282هـ): - حدثنا هوذة , ثنا أبو معشر , عن يحيى بن شبل , عن عمر بن عبد الرحمن المدني , عن أبيه , قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال: «قوم قتلوا في سبيل الله وهم لآبائهم عاصون فمنعوا الجنة بمعصيتهم لآبائهم , ومنعوا النار بقتلهم في سبيل الله» , وقال الكلبي: " قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فمنعوا الجنة والنار وسيدخلهم الله في رحمته , قال: ولا أدري ذكر قتلا أم لا "
713 - حدثنا محمد بن عمر , ثنا كثير بن عبد الله المزني , عن محمد بن عبد الرحمن , عن عبد الله بن مالك الهلالي , عن أبيه , قال قائل: يا رسول الله ما أصحاب الأعراف؟ قال: «قوم خرجوا في سبيل الله عز وجل بغير إذن آبائهم واستشهدوا فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة»
[ص:723]مسند الحارث = بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (2/ 721)
712)

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في {أصحاب الأعراف} قال: «هم قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم» وهم على طمع في دخول الجنة وهو داخلون). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 47-48]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(القول في تأويل قوله تعالى: {وبينهما حجابٌ وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلًّا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنّة أن سلامٌ عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون}.
يعني جلّ ثناؤه بقوله: {وبينهما حجابٌ}: وبين الجنّة والنّار حجابٌ، يقول: حاجزٌ، وهو السّور الّذي ذكره اللّه تعالى فقال: {فضرب بينهم بسورٍ له بابٌ باطنه فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب}، وهو الأعراف الّتي يقول اللّه فيها: {وعلى الأعراف رجالٌ}.
- كذلك حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن رجاءٍ، وعن ابن جريجٍ، قال: بلغني عن مجاهدٍ، قال: الأعراف: حجابٌ بين الجنّة والنّار.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وبينهما حجابٌ}: وهو السّور، وهو الأعراف.
وأمّا قوله: {وعلى الأعراف رجالٌ} فإنّ الأعراف جمعٌ واحدها عرفٌ، وكلّ مرتفعٍ من الأرض عند العرب فهو عرفٌ، وإنّما قيل لعرف الدّيك: عرفٌ، لارتفاعه على ما سواه من جسده، ومنه قول الشّمّاخ بن ضرارٍ:

وظلّت بأعرافٍ تعالى كأنّها ....... رماحٌ نحاها وجهة الرّيح راكز
يعني بقوله: (بأعرافٍ): بنشوزٍ من الأرض، ومنه قول الآخر:
كلّ كنازٍ لحمه نياف ....... كالعلم الموفي على الأعراف
وكان السّدّيّ يقول: إنّما سمّي الأعراف أعرافًا، لأنّ أصحابه يعرفون النّاس.
- حدّثني بذلك، محمّد بن الحسين قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا سفيان بن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، سمع ابن عبّاسٍ، يقول: الأعراف: هو الشّيء المشرف.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، قال: سمعت ابن عبّاسٍ، يقول، مثله.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثني أبي، عن سفيان، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: الأعراف: سورٌ كعرف الدّيك.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: الأعراف: حجابٌ بين الجنّة والنّار سورٌ له بابٌ.
- قال أبو موسى: وحدّثني عبيد اللّه بن أبي يزيد، أنّه سمع ابن عبّاسٍ يقول: إنّ الأعراف تلٌّ بين الجنّة والنّار حبس عليه ناسٌ من أهل الذّنوب بين الجنّة والنّار.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: الأعراف: حجابٌ بين الجنّة والنّار، سورٌ له بابٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن عبد اللّه بن الحارث عن ابن عبّاسٍ قال: الأعراف: سورٌ بين الجنّة والنّار.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ قال: حدّثني معاوية، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قال: الأعراف: سورٌ بين الجنّة والنّار.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وعلى الأعراف رجالٌ}، يعني بالأعراف: السّور الّذي ذكر اللّه في القرآن، وهو بين الجنّة والنّار.
- حدّثنا الحرث قال: حدّثنا عبد العزيز قال: حدّثنا إسرائيل، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: {الأعراف}: سورٌ له عرفٌ كعرف الدّيك.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن أبي جعفرٍ، قال: {الأعراف}: سورٌ بين الجنّة والنّار.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: حدّثني عبيد بن سليمان قال: سمعت الضّحّاك، يقول: {الأعراف}: السّور الّذي بين الجنّة والنّار.
واختلف أهل التّأويل في صفة الرّجال الّذين أخبر اللّه جلّ ثناؤه عنهم أنّهم على الأعراف، وما السّبب الّذي من أجله صاروا هنالك، فقال بعضهم: هم قومٌ من بني آدم استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فجعلوا هنالك إلى أن يقضي اللّه فيهم ما يشاء، ثمّ يدخلهم الجنّة بفضل رحمته إيّاهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، قال: قال الشّعبيّ: أرسل إليّ عبد الحميد بن عبد الرّحمن وعنده أبو الزّناد عبد اللّه بن ذكوان مولى قريشٍ، وإذا هما قد ذكرا من أصحاب الأعراف ذكرًا ليس كما ذكرا، فقلت لهما: إن شئتما أنبأتكما بما ذكر حذيفة، فقالا: هات فقلت: إنّ حذيفة ذكر أصحاب الأعراف فقال: هم قومٌ تجاوزت بهم حسناتهم النّار وقصرت بهم سيّئاتهم عن الجنّة، فإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النّار قالوا: ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظّالمين، فبينا هم كذلك، اطّلع إليهم ربّك تبارك وتعالى فقال: اذهبوا وادخلوا الجنّة، فإنّي قد غفرت لكم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا حصينٌ، عن الشّعبيّ، عن حذيفة، أنّه سئل عن أصحاب الأعراف، قال: فقال: هم قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فقصرت بهم سيّئاتهم عن الجنّة، وخلّفت بهم حسناتهم عن النّار. قال: فوقفوا هنالك على السّور حتّى يقضي اللّه فيهم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا جريرٌ وعمران بن عيينة، عن حصينٍ، عن عامرٍ، عن حذيفة قال: أصحاب الأعراف: قومٌ كانت لهم ذنوبٌ وحسناتٌ، فقصرت بهم ذنوبهم عن الجنّة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النّار، فهم كذلك حتّى يقضي اللّه بين خلقه فينفذ فيهم أمره.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن جابرٍ، عن الشّعبيّ، عن حذيفة قال: أصحاب الأعراف قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فيقول: ادخلوا الجنّة بفضلي ومغفرتي، {لا خوفٌ عليكم} اليوم {ولا أنتم تحزنون}.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن عامرٍ، عن حذيفة قال: قال: أصحاب الأعراف قومٌ تجاوزت بهم حسناتهم النّار، وقصرت بهم سيّئاتهم عن الجنّة.
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن أبي بكرٍ الهذليّ، قال: قال سعيد بن جبيرٍ، وهو يحدّث ذلك عن ابن مسعودٍ، قال: يحاسب النّاس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيّئاته بواحدةٍ دخل الجنّة، ومن كانت سيّئاته أكثر من حسناته بواحدةٍ دخل النّار.
ثمّ قرأ قول اللّه: {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفّت موازينه فأولئك الّذين خسروا أنفسهم}، ثمّ قال: إنّ الميزان يخفّ بمثقال حبّةٍ ويرجح، قال: فمن استوت حسناته وسيّئاته كان من أصحاب الأعراف. فوقفوا على الصّراط، ثمّ عرفوا أهل الجنّة وأهل النّار، فإذا نظروا إلى أهل الجنّة نادوا: سلامٌ عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا أصحاب النّار، قالوا: {ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظّالمين}، فيتعوّذون باللّه من منازلهم. قال: فأمّا أصحاب الحسنات، فإنّهم يعطون نورًا فيمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويعطى كلّ عبدٍ يومئذٍ نورًا وكلّ أمةٍ نورًا، فإذا أتوا على الصّراط سلب اللّه نور كلّ منافقٍ ومنافقةٍ. فلمّا رأى أهل الجنّة ما لقي المنافقون قالوا: ربّنا أتمم لنا نورنا، وأمّا أصحاب الأعراف، فإنّ النّور كان في أيديهم، فلم ينزع من أيديهم، فهنالك يقول اللّه: {لم يدخلوها وهم يطمعون}، فكان الطّمع دخولاً. قال: فقال ابن مسعودٍ: على أنّ العبد إذا عمل حسنةً كتب له بها عشرًا، وإذا عمل سيّئةً لم تكتب إلاّ واحدةً. ثمّ يقول: هلك من غلب وحدانه أعشاره.
- حدّثنا أبو همّامٍ الوليد بن شجاعٍ، قال: أخبرني ابن وهبٍ، قال: أخبرني عيسى الخيّاط، عن الشّعبيّ، عن حذيفة، قال: أصحاب الأعراف قومٌ كانت لهم أعمالٌ أنجاهم اللّه بها من النّار، وهم آخر من يدخل الجنّة، قد عرفوا أهل الجنّة وأهل النّار.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا همّامٌ، عن قتادة، قال: قال ابن عبّاسٍ: أصحاب الأعراف قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فلم تزد حسناتهم على سيّئاتهم، ولا سيّئاتهم على حسناتهم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، وابن حميدٍ، قالا: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن عبد اللّه بن الحارث، عن ابن عبّاسٍ، قال: "الأعراف" سورٌ بين الجنّة والنّار، وأصحاب الأعراف بذلك المكان، حتّى إذا بدأ اللّه أن يعافيهم، انطلق بهم إلى نهرٍ، يقال له الحياة، حافّتاه قصب الذّهب، مكلّلٌ باللّؤلؤ، وترابه المسك، فألقوا فيه حتّى تصلح ألوانهم، وتبدو في نحورهم شامةٌ بيضاء يعرفون بها، حتّى إذا صلحت ألوانهم، أتى بهم الرّحمن، فقال: تمنّوا ما شئتم، قال: فيتمنّون، حتّى إذا انقطعت أمنيتهم، قال لهم: لكم الّذي تمنّيتم ومثله سبعون مرّةً، فيدخلون الجنّة وفي نحورهم شامةٌ بيضاء يعرفون بها، يسمّون مساكين الجنّة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن حبيبٍ، عن مجاهدٍ، عن عبد الله بن الحارث، قال: أصحاب الأعراف، يؤمر بهم إلى نهرٍ، يقال له: الحياة، ترابه الورس والزّعفران، وحافّتاه قصبٌ اللؤلؤ، قال: وأحسبه قال: مكلّلٌ باللّؤلؤ، وقال: فيغتسلون فيه، فتبدو في نحورهم شامةٌ بيضاء، فيقال لهم: تمنّوا، فيقال لهم: لكم ما تمنّيتم وسبعون ضعفًا، وإنّهم مساكين أهل الجنّة، قال حبيبٌ: وحدّثني رجلٌ: أنّهم استوت حسناتهم وسيّئاتهم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن مجاهدٍ، عن عبد الله بن الحارث، قال: أصحاب الأعراف، ينتهى بهم إلى نهرٍ، يقال له: الحياة، حافاته قصبٌ من ذهبٍ، قال سفيان: أراه قال: مكلّلٌ باللّؤلؤ، فيغتسلون منه اغتسالةً، فتبدو في نحورهم شامةٌ بيضاء، ثمّ يعودون فيغتسلون، فيزدادون، فكلّما اغتسلوا ازدادت بياضًا، فيقال لهم: تمنّوا ما شئتم، فيتمنّون ما شاؤوا، فيقال لهم: لكم ما تمنّيتم وسبعون ضعفًا، قال: فهم مساكين أهل الجنّة.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن حصينٍ، عن الشّعبيّ، عن حذيفة، قال: أصحاب الأعراف، قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فهم على سورٍ بين الجنّة والنّار: {لم يدخلوها وهم يطمعون}.
- حدّثنا بشر بن معاذٍ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: كان ابن عبّاسٍ يقول: الأعراف بين الجنّة والنّار، حبس عليه أقوامٌ بأعمالهم. وكان يقول: قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فلم تزد حسناتهم على سيّئاتهم، ولا سيّئاتهم على حسناتهم.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة قال: قال ابن عبّاسٍ: أهل الأعراف قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو خالدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: أصحاب الأعراف قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن شريكٍ، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: أصحاب الأعراف استوت أعمالهم.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: أصحاب الأعراف قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فوقفوا هنالك على السّور.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سفيعٍ أو سميعٍ قال أبو جعفرٍ: كذا وجدت في كتاب سفيعٍ عن أبي علقمة، قال: أصحاب الأعراف: قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم.
وقال آخرون: كانوا قتلوا في سبيل اللّه عصاةً لآبائهم في الدّنيا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن أبي مسعرٍ، عن شرحبيل بن سعدٍ، قال: هم قومٌ خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني اللّيث قال: حدّثني خالدٌ، عن سعيدٍ، عن يحيى بن شبلٍ، أنّ رجلاً من بني النّضير أخبره عن رجلٍ من بني هلالٍ، أنّ أباه أخبره أنّه سأل رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] عن أصحاب الأعراف، فقال: هم قومٌ غزوا في سبيل اللّه عصاةً لآبائهم، فقتلوا، فأعتقهم اللّه من النّار بقتلهم في سبيله، وحبسوا عن الجنّة بمعصية آبائهم، فهم آخر من يدخل الجنّة.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، عن أبي معشرٍ، عن يحيى بن شبلٍ، مولى بني هاشمٍ، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن أبيه، قال: سئل رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] عن أصحاب الأعراف، فقال: قومٌ قتلوا في سبيل اللّه بمعصية آبائهم، فمنعهم قتلهم في سبيل اللّه عن النّار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنّة.
وقال آخرون: بل هم قومٌ صالحون فقهاء علماء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ، قال: أصحاب الأعراف قومٌ صالحون فقهاء علماء.
وقال آخرون: بل هم ملائكةٌ، وليسوا ببني آدم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي مجلزٍ، قوله: {وبينهما حجابٌ وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلًّا بسيماهم}، قال: هم رجالٌ من الملائكة يعرفون أهل الجنّة وأهل النّار. قال: {ونادوا أصحاب الجنّة أن سلامٌ عليكم} إلى قوله: {ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظّالمين}، قال: فنادى أصحاب الأعراف رجالاً في النّار يعرفونهم بسيماهم: {ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الّذين أقسمتم لا ينالهم اللّه برحمةٍ}، قال: فهذا حين دخل أهل الجنّة الجنّة، {ادخلوا الجنّة لا خوفٌ عليكم ولا أنتم تحزنون}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر، قال: سمعت عمران، قال: قلت لأبي مجلزٍ: يقول اللّه: {وعلى الأعراف رجالٌ}، وتزعم أنت أنّهم الملائكة؟ قال: فقال: إنّهم ذكورٌ وليسوا بإناثٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن سليمان التّيميّ، عن أبي مجلزٍ: {وعلى الأعراف رجالٌ}، قال: رجالٌ من الملائكة يعرفون الفريقين جميعًا بسيماهم، أهل النّار وأهل الجنّة، وهذا قبل أن يدخل أهل الجنّة الجنّة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عديٍّ، عن التّيميّ، عن أبي مجلزٍ، بنحوه.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن التّيميّ، عن أبي مجلزٍ، قال: أصحاب الأعراف الملائكة.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا يعلى بن أسدٍ، قال: حدّثنا خالدٌ، قال: أخبرنا التّيميّ، عن أبي مجلزٍ: {وعلى الأعراف رجالٌ}، قال: هم الملائكة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن عمران بن حديرٍ، عن أبي مجلزٍ: {وعلى الأعراف رجالٌ}، قال: هم الملائكة. قلت: يا أبا مجلزٍ، يقول اللّه تبارك وتعالى رجالٌ، وأنت تقول ملائكةٌ؟ قال: إنّهم ذكرانٌ ليسوا بإناثٍ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج قال: حدّثنا حمّادٌ، عن عمران بن حديرٍ، عن أبي مجلزٍ، في قوله: {وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلًّا بسيماهم}، قال: الملائكة، قال: قلت: يقول اللّه رجالٌ؟ قال: الملائكة ذكورٌ.
والصّواب من القول في أصحاب الأعراف أن يقال كما قال اللّه جلّ ثناؤه فيهم: هم رجالٌ يعرفون كلًّا من أهل الجنّة وأهل النّار بسيماهم، ولا خبر عن رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] يصحّ سنده ولا أنّه متّفقٌ على تأويلها، ولا إجماعٌ من الأمّة على أنّهم ملائكةٌ.
فإذ كان ذلك كذلك، وكان ذلك لا يدرك قياسًا، وكان المتعارف بين أهل لسان العرب أنّ الرّجال اسمٌ يجمع ذكور بني آدم دون إناثهم ودون سائر الخلق غيرهم، كان بيّنًا أنّ ما قاله أبو مجلزٍ من أنّهم ملائكةٌ قولٌ لا معنى له، وأنّ الصّحيح من القول في ذلك ما قاله سائر أهل التّأويل غيره. هذا مع من قال بخلافه من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ومع ما روي عن رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] في ذلك من الأخبار وإن كان في أسانيدها ما فيها.
- وقد حدّثنا القاسم، قال: حدّثني الحسين قال: حدّثني جريرٌ، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جريرٍ قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن أصحاب الأعراف، فقال: هم آخر من يفصل بينهم من العباد، وإذا فرغ ربّ العالمين من فصله بين العباد قال: أنتم قومٌ أخرجتكم حسناتكم من النّار ولم تدخلكم الجنّة، وأنتم عتقائي فارعوا من الجنّة حيث شئتم.

قال: سمعت الضّحّاك، في قوله: {وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلًّا بسيماهم}، زعموا أنّ أصحاب الأعراف رجالٌ من أهل الذّنوب أصابوا ذنوبًا، وكان حسم أمرهم للّه، فجعلهم اللّه على الأعراف، فإذا نظروا إلى أهل النّار عرفوهم بسواد الوجوه، فتعوّذوا باللّه من النّار، وإذا نظروا إلى أهل الجنّة، نادوهم أن سلامٌ عليكم، قال اللّه: {لم يدخلوها وهم يطمعون} قال: وهذا قول ابن عبّاسٍ.
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وبينهما حجابٌ وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلًّا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنّة أن سلامٌ عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون (46)}
قوله تعالى: {وبينهما حجابٌ}
- حدّثنا أبي، ثنا سهل بن عثمان، ثنا عبيدة بن حميدٍ، عن منصورٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن عبيد اللّه بن الحارث قال: قال ابن عبّاسٍ: والأعراف السّور الّذي بين أهل الجنّة وأهل النّار وهو الحجاب.
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ وبينهما حجابٌ وهو السّور وهو الأعراف.
قوله تعالى: {وعلى الأعراف}
الوجه الأول:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثني عقبة بن خالدٍ، ثنا إسرائيل، عن جابرٍ عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: {الأعراف} له سورٌ كعرف الدّيك.
وروي عن حذيفة بن اليمان وأحد قولي مجاهدٍ، والضّحّاك، والسّدّيّ، وقتادة أنّهم قالوا: سورٌ بين الجنّة والنّار.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وعلى الأعراف رجالٌ} قال: الأعراف حجابٌ بين الجنّة والنّار، وسورٌ له بابٌ.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا سفيان عن عبيد اللّه بن أبي يزيد قال: سمعت ابن عبّاسٍ: يقول الأعراف الشّيء المشرف.
وعن أبي مجلزٍ أنّه قال: مكانٌ مرتفعٌ.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن الوزير الدّمشقيّ، ثنا الوليد، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن الهنّاد أنّ كعبًا قال: الأعراف في كتاب اللّه عمقانًا سقطانًا
- قال ابن لهيعة:
وادٍ عميقٌ خلفه جبلٌ مرتفعٌ.
- حدّثنا أبي، ثنا محمود بن خالدٍ ومحمّد بن الوزير قالا، ثنا الوليد، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن ابن بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: الأعراف جبالٌ بين الجنّة والنّار فهم على أعرافها على ذراها، وروي عن السّدّيّ: في بعض رواياته أنّه قال: الأعراف سورٌ بين الجنّة والنّار.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا حسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ، ثنا حجّاجٌ عن ابن جريجٍ قال: وزعموا أنّه الصّراط
الوجه الخامس:
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: قوله: {على الأعراف رجالٌ} قال: وإنّما سمّي الأعراف لأنّ أصحابه يعرفون النّاس.
قوله تعالى: {رجالٌ}
الوجه الأول:
- حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الهرويّ، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا أبو معشرٍ، ثنا يحيى بن شبلٍ، عن ابن عبد الرّحمن المزنيّ يعني: عمر عن أبيه قال: سئل رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] عن أصحاب الأعراف قال: هم قومٌ قتلوا في سبيل اللّه في معصية آبائهم فمنعهم اللّه من الجنّة بمعصية آبائهم، ومنعهم النّار قتلهم في سبيل اللّه.
الوجه الثّاني:
- أخبرنا العابس بن يزيد البيروتيّ الهمدانيّ قراءةً، أخبرني ابن شعيب ابن شابور أخبرني شيبان، أنبأ يونس بن أبي إسحاق الهمداني، عن عامر الشعيبي قال حذيفة بن اليمان: أصحاب الأعراف قومٌ تجاوزت بهم حسناتهم النّار وقصرت بهم سيّئاتهم عن الجنّة وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النّار قالوا ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين فبيناهم كذلك إذا طلع عليهم ربّهم فقال لهم: قوموا فادخلوا الجنّة فإنّي قد غفرت لكم.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا جريرٌ، عن عمارة، عن أبي زرعة قال: سئل النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] عن أصحاب الأعراف فقال: هم آخر من يقضي لهم من العباد، فإذا فرغ ربّ العالمين من القضاء بين العباد قال لهم: أنتم قومٌ أخرجتكم أعمالكم من النّار وعجزت أن تدخلكم الجنّة، فاذهبوا فأنتم عتقاي، فارعوا من الجنّة حيث شئتم.
وروي عن أبي هريرة أنّه قال: هم قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم فمنعهم من دخول الجنّة سيّئاتهم، ومنعهم من دخول النّار حسناتهم.
- حدّثنا عبّاد بن عثمان المروزيّ، ثنا سلمة بن سليمان أنبأ عبد اللّه بن المبارك، أنبأ أبو بكرٍ الهذليّ قال: قال سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: قال: من استوت حسناته وسيّئاته كان من أصحاب الأعراف.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا يحيى بن المغيرة، أنبأ جريرٌ، عن منصورٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن عبد اللّه بن الحارث، عن ابن عبّاسٍ: قال: الأعراف السّور الّذي بين الجنّة والنّار وأصحاب الأعراف بذلك المكان حتّى إذا بدأ اللّه أن يعافيهم انطلق بهم إلى نهرٍ يقال له الحياة حافّتاه قصب الذّهب مكلّلٌ باللّؤلؤ وترابه المسك فألقوا فيه حتى تصلح أبدانهم وتبد وفي نحورهم شامةٌ بيضاء يعرفون بها حتّى إذا صلحت ألوانهم أتى بهم الرّحمن تبارك وتعالى فقال: تمنّوا ما شئتم، فيتمنّون حتّى إذا انقطعت أمنيتهم قال لهم: لكم الّذي تمنّيتم وضعفه سبعون ضعفًا قال: فيدخلون الجنّة وفي نحورهم شامةٌ بيضاء يعرفون بها قال: فهم يسمون مساكين الجنة.
- حدّثنا محمّد بن عمّارٍ، ثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن سعدٍ، أنبأ أبو سنانٍ عن حبيب بن أبي ثابتٍ عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفلٍ قال: أصحاب الأعراف فقراء أهل الجنّة، فيدخلون الجنّة فيذهب بهم إلى نهرٍ في الجنّة جنبتاه من قصبٍ فيغتسلون فيه فتبدوا شامةٌ بيضاء في نحورهم كلّما ازدادوا نعمةً ازدادوا بياضًا، وهم يعرفون بتلك الشّامة.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا أبي، ثنا محمود بن خالدٍ وهشام بن عمّارٍ قالا: أنبأ الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن مسلم بن يسار قال: هم قومٌ كان عليهم دينٌ.
- حدّثنا أبي، ثنا ابن نفيلٍ الحرّانيّ، ثنا محمّد بن سلمة، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ: في قوله عزّ وجلّ: {وعلى الأعراف رجالٌ} قال: هم رجالٌ أعطاهم اللّه علمًا وفضلا فبكثوا هؤلاء بأعمالهم، وبكثوا هؤلاء بأعمالهم.
والوجه الخامس:
- حدّثنا أبي، ثنا مقاتل بن حمد، ثنا وكيعٌ، ثنا سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ: قال: أصحاب الأعراف قومٌ صالحين فقهاءٌ علماءٌ.
والوجه السّادس:
- حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن مروان أبو شيخ الحرّانيّ، ثنا زهير بن معاوية ثنا سليمان التّيميّ عن أبي مجلزٍ وعلى الأعراف رجالٌ قال: وهم رجالٌ من الملائكة يعرفون الفريقين جميعًا أهل النّار وأهل الجنّة قال: وهذا قبل أن يدخل أهل الجنّة الجنّة.
الوجه السّابع:
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن عمّارٍ، ثنا الوليد، أخبرني سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن: أصحاب الأعراف قال: هم قومٌ كان فيهم عجبٌ.
[تفسير القرآن العظيم: 5/ 1483-1488]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الأعراف حجاب بين الجنة والنار والسور له باب وأصحاب الأعراف يطمعون أي في دخول الجنة يعرفون كلا بسيماهم فأصحاب النار سود الوجوه زرق الأعين). [تفسير مجاهد: 237]

سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني (المتوفى: 360هـ): - حدثنا أزهر بن زفر قال: نا محمد بن مخلد الرعيني أبو أسلم قال: نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم، عن أصحاب الأعراف؟ فقال: «قوم قتلوا في سبيل الله وهم عصاة لآبائهم، فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار، ومنعتهم المعصية أن يدخلوا الجنة، فهم وقوف على سور بين الجنة والنار، حتى تذوب شحومهم وتذبل لحومهم، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق، فإذا فرغ من حساب الخلائق تغمدهم برحمة منه، فأدخلوا الجنة»
لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا ابنه عبد الرحمن، ولا، عن عبد الرحمن إلا محمد بن مخلد ولا يروى، عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد
. [المعجم الأوسط (3/ 249
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عقبة الشّيبانيّ، ثنا الهيثم بن خالدٍ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ يونس بن أبي إسحاق، عن الشّعبيّ، عن صلة بن زفر، عن حذيفة رضي اللّه عنه، قال: " أصحاب الأعراف قومٌ تجاوزت بهم حسناتهم النّار، وقصرت بهم سيّئاتهم عن الجنّة، فإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النّار، قالوا: ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظّالمين. فبينما هم كذلك إذ اطّلع عليهم ربّك. قال: «قوموا ادخلوا الجنّة فإنّي قد غفرت لكم» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/ 350]
أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (المتوفى: 430هـ): وهو ما حدثنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن معاوية، ثنا الحسين بن حفص، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن النعمان، عن عباد، أخبرني ابن عقيل، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من زادت حسناته على سيئاته مثقالا دخل الجنة، ومن زادت سيئاته على حسناته مثقالا دخل النار، ومن استوت حسناته وسيئاته فأولئك من أصحاب الأعراف، {لم يدخلوها، وهم يطمعون} [الأعراف: 46] »
مسند أبي حنيفة رواية أبي نعيم (ص: 203)

أبو محمد مكي بن أبي طالب حَمّوش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي المالكي (المتوفى: 437هـ)
وقال السدي: إنما سمي " الأَعْرَافُ " أعرافاً؛ لأن أصحابه يعرفون الناس.
وقال ابن عباس: هو جسر بين الجنة والنار، عليه ناس من أهل الذنوب بين الجنة والنار.
وذكر الشعبي عن حذيفة: أن " أصحاب الأعراف " قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار، [و] قصرت سيئاتهم عن الجنة، {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ النار/ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القوم الظالمين}، فبيناهم كذلك إذ اطلع عليهم ربك فقال (لهم): اذهبوا فادخلوا الجنة فإني قد غفرت لكم.
وروي عنه أنه قال: يوقفون هنالك على السور حتى يقضي الله بينهم.
وعن ابن عباس: " الأَعْرَاف "، السور الذي بين الجنة والنار، و" الرجال ":قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فوقفوا على {الأعراف}، يعرفون أهل الجنة بسيماهم، وأهل النار بسيماهم.
وعنه أنه قال أيضاً: " الأعراف " الشيء المشرف.
وعنه أنه قال: [هو] كعرف الديك.
وعنه أنه قال: هم رجال كانت لهم ذنوب عظام وكان حسم أمورهم لله، فوقفوا على السور.
وقال ابن مسعود: من كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار. ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف " فقفوا على الصراط، ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا: {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ}، وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم (رأوا) أصحاب النار، {قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القوم الظالمين}، [الأعراف: 47]، فيعتذرون بالله من منازلهم، فأما أصحاب الحسنات، فإنهم يعطون نوراً فيمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويعطي كل عبد يومئذ نوراً وكرامة. فإذا أتوا على الصراط سلب الله عز وجل، نور كل منافق ومنافقة. فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافِقون، قالوا: {رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا} [التحريم: 8]. وأما " أصحاب الأعراف "، فإن النور كان في أيديهم فلم ينزع منهم، فلذلك قال: {لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ}.
وقال مجاهد، عن عبد الله بن الحارث: {أَصْحَابُ الأعراف}، يؤمر بهم إلى نهر يقال له: " الحياة " ترابه: الوَرْس والزغفران، وحافتاه: قصب الذهب مكلل باللؤلؤ، وقال: فيغتسلون [فيه اغتساله، وتبدوا في نحورهم شامة بيضاء، ثم يعودون فيغتسلون]،فيزدادون. فكلما اغتسلوا ازدادوا بياضاً، فيقال لهم [تمنوا] ما شئتم، [فيتمنون ما شاؤا، فيقال لهم: لكم ما تمنيتم]، وسبعون ضعفاً، [قال:] فهم مساكين أهل الجنة.
ومثل هذا روي عن ابن عباس أيضاً.
وقيل: {اأَصْحَابُ الأعراف}، قوم قتلوا في سبيل الله ( عز وجل) عصاة لآبائهم في الدنيا. قاله: شرحبيل بن سعد، قال: هم قوم خرجوا إلى الغور بغير إذن آبائهم، فيقتلون

روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، " أنه سئل عن " أصحاب الأعراف "، فقال لهم: قوم قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم فمنعهم قتلهم في سبيل الله ( عز وجل) من النار، ومنعهم معصيتهم آبائهم أن يدخلوا الجنة ".
وعن مجاهد، أنه قال: هم قوم صالحون فقهاء علماء.
وقال أبو مجلز: هم ملائكة يعرفون أهل الجنة وأهل الناروقال ابن عباس: هم رجال أنزلهم الله ( عز وجل) تلك المنزلة، يعرفون أهل الجنة ببياض وجوههم، ويعرفون أهل النار بسواد وجوههم، ويتعوذون بالله (سبحانه) أن يجعلهم من الظالمين. وهم يحيون أهل الجنة بالسلام، لم يدخلوها، وهم يطمعون [بالدخول إن شاء الله].
هذا خبر من الله عن أهل الأعراف: أنهم قالوا لأهل الجنة ما قالوا قبل دخول أصحاب الأعراف الجنة، غير أنهم قالوه وهم يطمعون في دخولها.
وقال الحسن: والله ما جعل/ الله ذلك الطمع في قلوبهم، إلا لكرامة يريدها بهم.
وقال ابن مسعود: أما " أصحاب الأعراف "، فإن النور كان في أيديهم، لم ينزع من أيديهم، فهنالك يقوم الله ( عز وجل) { لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ}.

الهداية الى بلوغ النهاية (4/ 2378)
تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (4/ 235)
قال السدي: سمي أعرافا لأن أصحابه يعرفون الناس. وقال الحسين بن الفضل: هو الصراط، واختلفوا في الرجال الذين أخبر الله عنهم أنهم على الأعراف من هم وما السبب الذي من أجله صاروا هناك؟ فقال حذيفة وابن عباس: أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم في سيئاتهم وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار، فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما يشاء ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته وهم آخر من يدخل الجنة قد عرفوا أهل الجنة وأهل النار، فإذا أراد الله أن يعافيهم انطلق بهم إلى نهر يقال له نهر الحياة حافتاه من الذهب مكللا باللؤلؤ ترابه المسك فالقوا فيه حتى يصلح ألوانهم ويبدو في نحورهم شامة بيضاء يعرفون بهم فأتى بهم فقال الله لهم: تمنوا ما شئتم فيتمنون متى إذا انقطعت أمنيتهم قال لهم:
لكم الذي تمنيتم ومثله سبعون ضعفا فيدخلون الجنة وفي نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها يسمون مساكين أهل الجنة.
قال ابن مسعود: يحاسب الله عز وجل الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار، ثم قرأ: فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم، ثم قال:
الميزان يخفف بمثقال حبة [فيرجح] .
ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ولم ينزع منهم النور الذي كان في أيديهم.
وروى يحيى بن [شبل] أن رجلا من بني النضير أخبره عن رجل من بني هلال أن أباه أخبره أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال: «هم رجال غزوا في سبيل الله عصاة لآبائهم فقتلوا فاعفوا من النار لقتلهم في سبيل الله وحبسوا عن الجنة بمعصية آبائهم فهم آخر من [يدخل] الجنة» [183] .
قال شرحبيل بن سعيد: هم قوم خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم، وقال مجاهد: هم قوم صالحون فقهاء علماء، وقال [التميمي] وأبو مجلن: هم ملائكة يعرفون أهل الجنة وأهل النار فقيل لأبي مجلن يقول الله: وعلى الأعراف رجال وتزعم أنت أنهم ملائكة، فقال: إنهم ذكور ليسوا بإناث، قال ابن عباس: هم رجال كانت لهم ذنوب كثيرة، وكان حبسهم أمر الله يقومون على الأعراف يعرفون كلا بسيماهم وروى [صالح مولى الكوفة] أن ابن عباس قال: أصحاب الأعراف أولاد الزنا. وقال أبو العالية: هم قوم يطمعون أن يدخلوا الجنة وما جعل [الله] ذلك الطمع فيهم إلا كرامة يريدها بهم.
وقال عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال: هم قوم رضي عنهم آبائهم دون أمهاتهم أو أمهاتهم دون آبائهم فلم يدخلهم الله الجنة، لأن آباءهم وأمهاتهم غير راضين عنهم ولم يدخلهم النار الرضا آبائهم أو أمهاتهم عنهم فيحبسون على الأعراف إلى أن يقضي الله عز وجل بين الخلق ثم يدخلهم الجنة، وقال عبد العزيز بن يحيى [الكناني] : هم الذين ماتوا [بالفقر] ولم يبدلوا دينهم، وفي تفسير المنجوني: إنهم أولاد المشركين.
وسمعت أبا القاسم بن حبيب يقول: سمعت محمد بن محمد بن الأشعب يحكي عن بعضهم أنهم أناس عملوا الله عز وجل ولكنهم رأوا في أعمالهم فلا يدخلون النار لأنهم عملوا أعمالهم لله ولا يدخلون الجنة لأنهم طلبوا الثواب من غير الله فيوقفون على الأعراف إلى أن يقضي الله بين الخلق قوله: يعرفون كلا بسيماهم.
وروى جويبر بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس في قوله عز وجل وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال: «الأعراف موضع عال [من] الصراط عليه العباس وحمزة، وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم بياض الوجوه ومبغضيهم سواد الوجوه» [الكشف والبيان عن تأويل القرآن 4/237)]

قال أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ): حجاب} حاجزٌ وهو سور الأعراف {وعلى الأعراف} يريد: سور الجنَّة {رجال} وهم الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم [الوجيز (1/395)]

أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (المتوفى: 450هـ): وفي الذين على الأعراف خمسة أقاويل: أحدها: أنهم فضلاء المؤمنين وعلماؤهم , قاله الحسن , ومجاهد , قال أمية بن أبي الصلت:
(وآخرون على الأعراف قد طمعوا ... بجنة حفها الرمان والخضر.)وهذا وإن كان شعراً جاهلياً وحال الأعراف منقول عن خبر يروى فيحتمل أمرين: أحدهما: أن يكون أمية قد وصل إلى علمه من الصحف الشرعية. والثاني: أن يكون الله قد انطق به أمية إلهاماً لتصديق ما جاء به القرآن. والثاني: أنهم ملائكة يُرَون في صور الرجال , قاله أبو مجلز. والثالث: أنهم قوم بطأت بهم صغائرهم إلى آخر الناس , قاله حذيفة. والرابع: أنه قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فجعلوا هنالك حتى يقضى الله من أمرهم ما يشاء ثم يدخلهم الجنة , قاله ابن مسعود. والخامس: أنهم قوم قتلوا في سبيل الله وكانوا عصاة لآبائهم , قيل إنهم غزوا بغير إذنهم , وقد روى محمد بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال: (هُمْ قَومٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِمَعْصِيةِ آبَائِهِمْ , فَمَنَعَهُمْ قَتْلُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَنِ النَّارِ ومنعهم مَعْصِيَةُ آبَائِهِم أَنْ يَدْخُلُواْ الجَنَّةَ) ومعنى قوله: {يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ} يعني يعرفون أهل النار وأهل الجنة بعلامتهم التي يتميزون بها , وعلامتهم في وجوههم وأعينهم , قال الحسن البصري: علامة أهل النار سواد الوجوه وزرقة العيون , وعلامة أهل الجنة بياض الوجوه وحسن العيون. فإن قيل في أصحاب الأعراف: إنهم فضلاء المؤمنين كان ذلك زيادة في ثوابهم ومبالغة في كرامتهم لأنهم يرون منازلهم في الجنة فيستمتعون بها , ويرون عذاب النار فيفرحون بالخلاص منها.تفسير الماوردي = النكت والعيون (2/ 227)
وإن قيل: إنهم المفضلون وأصحاب الصغائر من المؤمنين كان ذلك لنقص ثوابهم عن استحقاق الدخول للجنة. وإن قيل: إنهم الملائكة , احتمل أمرهم ثلاثة أوجه: أحدها: أن يؤمروا بذلك حمداً لأهل الجنة وذماً لأهل النار وزيادة في الثواب والعقاب. والثاني: أن يكونوا حفظة الأعمال في الدنيا الشاهدين بها عند الله في الآخرة أمروا بذلك , ما أدوه من الشهادة تبشيراً لأهل الجنة وتوبيخاً لأهل النار. والثالث: أن يكونوا خزنه الجنة والنار , فإن من الملائكة من أفرد لخزنة الجنة , ومنهم من أفرد لخزنة النار , ويكون هؤلاء قد جمع لهم بين الأمرين , والله أعلم بغيب ذلك. وحكى ابن الأنباري أن قوله: {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ} معناه على معرفة أهل الجنة والنار رجال , وأن قوله: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوفٌ عَلَيكُم} الآية من قول أصحاب الأعراف , وهو مخالف لقول جميع المفسرين.
تفسير الماوردي = النكت والعيون (2/ 225)
أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (المتوفى : 510هـ): قوله تعالى: وعلى الأعراف رجال، هي ذلك السور الذي بين الجنة والنار، وهي جمع عرف وهو اسم للمكان المرتفع، ومنه عرف الديك لارتفاعه على ما سواه من جسده. وقال السدي: سمي ذلك السور أعرافا لأن أصحابه يعرفون الناس.
واختلفوا في الرجال الذين أخبر الله عنهم أنهم على الأعراف، فقال حذيفة وابن عباس: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار، فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما يشاء ثم يدخلون الجنة بفضل رحمته، وهم آخر من يدخل الجنة.
«924» أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ثنا محمد بن يعقوب الكسائي ثنا عبد الله بن محمود ثنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا عبد الله بن المبارك عن أبي بكر الهذلي قال: قال سعيد بن جبير يحدث:
عن ابن مسعود قال: يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار، ثم قرأ قوله: فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون (8) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم [الأعراف: 8- 9] ، ثم قال: إن الميزان يخف بمثقال حبة أو يرجح، قال: [و] من استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط، ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم، وإذا صرفوا أبصارهم إلى أصحاب النار قالوا: ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين، فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويعطى كل يومئذ نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة، فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا ربنا أتمم لنا نورنا، فأما أصحاب الأعراف فإن النور لم ينزع من بين أيديهم، ومنعتهم سيئاتهم أن يمضوا وبقي في قلوبهم الطمع إذ لم ينزع النور من بين أيديهم، [فهنالك يقول الله: لم يدخلوها وهم يطمعون، وكان الطمع للنور الذي بين أيديهم] [3] ، ثم أدخلوا الجنة، فكانوا آخر أهل الجنة دخولا.
وقال شرحبيل بن سعد: أصحاب الأعراف قوم خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهمورواه مقاتل في تفسيره مرفوعا: «هم رجال غزوا في سبيل الله عصاة لآبائهم فقتلوا، فأعتقوا من النار بقتلهم في سبيل الله وحبسوا عن الجنة بمعصية آبائهم، فهم آخر من يدخل الجنة» .
وروي عن مجاهد: أنهم أقوام رضي عنهم أحد الأبوين دون الآخر، يحبسون على الأعراف إلى أن يقضي الله بين الخلق، ثم يدخلون الجنة. وقال عبد العزيز بن يحيى الكناني]
: هم الذين ماتوا في الفترة ولم يبدلوا دينهم. وقيل: هم أطفال المشركين. وقال الحسن: هم أهل الفضل من المؤمنين علوا على الأعراف فيطلعون على أهل الجنة وأهل النار جميعا، ويطالعون أحوال الفريقين.
تفسير البغوي - إحياء التراث (2/ 194)
أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي المتوفي 540(): وقوله " رجال " قال أبو مجلز لاحق بن حميد هم الملائكة ولفظة " رجال " مستعارة لهم لما كانوا في تماثيل رجال قال وهم ذكور ليسوا بإناث
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه وقد سمي الله رجالا في الجن وقال الجمهور هم رجال من البشر ثم اختلفوا فقال مجاهد هم قوم صالحون فقهاء علماء وحكى الزهراوي أنهم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم وهم كل أمة وقاله الزجاج وقال قوم هم أنبياء وقال المهدوي هم الشهداء وقال شرحبيل بن سعد هم المستشهدون في سبيل الله الذين خرجوا عصاة لآبائهم وذكر الطبري في ذلك حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه تعادل عقوقهم واستشهادهم وقال ابن مسعود والشعبي وحذيفة بن اليمان وابن عباس وابن جبير والضحاك هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم
قال القاضي أبو محمد وقع في مسند خيثمة بن سليمان في آخر الجزء الخامس عشر حديث عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (
توضع الموازين يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة دخل الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار ) قيل يا رسول الله فمن استوت حسناته وسيئاته قال أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون وقال حذيفة بن اليمان أيضا هم قوم أبطأت بهم صغارهم إلى آخر الناس
قال القاضي أبو محمد واللازم من الآية أن على أعراف ذلك السور أو على مواضع مرتفعة عن الفريقين حيث شاء الله تعالى رجالا من أهل الجنة يتأخر دخولهم ويقع لهم ما وصف من الاعتبار في الفريقين)
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (2/ 470)
جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ): وفي «أصحاب الأعراف» قولان: أحدهما: أنهم من بني آدم، قاله الجمهور. وزعم مقاتل أنهم من أُمة محمد صلّى الله عليه وسلم خاصة. وفي أعمالهم تسعة أقوال «4» :
(583) أحدها: أنهم قوم قُتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم، فمنعهم من دخول الجنة معصية آبائهم، ومنعهم من دخول النار قتلهم في سبيل الله، وهذا مرويّ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم. والثاني: أنهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فلم تبلغ بهم حسناتهم دخول الجنة، ولا سيئاتهم دخول النار، قاله ابن مسعود، وحذيفة، وابن عباس، وأبو هريرة، والشعبي، وقتادة. والثالث: أنهم أولاد الزنا، رواه صالح مولى التوأمة عن ابن عباس. والرابع: أنهم قوم صالحون فقهاء علماء، قاله الحسن، ومجاهد فعلى هذا يكون لبثهم على الأعراف على سبيل النزهة. والخامس: أنهم قوم رضي عنهم آباؤهم دون أُمهاتهم، أو أُمهاتهم دون أبائهم، رواه عبد الوهاب بن مجاهد عن إبراهيم. والسادس: أنهم الذين ماتوا في الفترة ولم يبدِّلوا دينهم، قاله عبد العزيز بن يحيى. والسابع: أنهم أنبياء، حكاه ابن الانباري.
والثامن: أنهم أولاد المشركين، ذكره المنجوفي في تفسيرة. والتاسع: أنّهم قوم عملوا لله تعالى، لكنهم راءوا في عملهم، ذكره بعض العلماء.
والقول الثاني: أنهم ملائكة، قاله أبو مجلز، واعتُرض عليه، فقيل: إنهم رجال، فكيف تقول:
ملائكة؟ فقال: إنهم ذكور وليسوا باناث.
وقيل: معنى قوله تعالى: وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ أي: على معرفة أهل الجنة من أهل النار، ذكره الزجاج، وابن الانباري. وفيه بُعد وخلاف للمفسرين
.
زاد المسير في علم التفسير (2/ 123)

أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671 هـ) : وقد تكلم العلماء في أصحاب الأعراف على عشرة أقوال : فقال عبدالله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وابن عباس والشعبي والضحاك وابن جبير : هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم. قال ابن عطية : وفي مسند خيثمة بن سليمان "في آخر الجزء الخامس عشر" حديث عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "توضع الموازين يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة دخل الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار ]. قيل : يا وسول الله ، فمن استوت حسناته وسيئاته ؟ قال : "أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون" . وقال مجاهد : هم قوم صالحون فقهاء علماء. وقيل : هم الشهداء ؛ ذكره المهدوي. وقال القشيري : وقيل هم فضلاء المؤمنين والشهداء ، فرغوا من شغل أنفسهم ، وتفرغوا لمطالعة حال الناس ؛ فإذا الجامع لأحكام القرآن (7/ 212)
رأوا أصحاب النار تعوذوا بالله أن يردوا إلى النار ، فإن في قدرة الله كل شيء ، وخلاف المعلوم مقدور. فإذا رأوا أهل الجنة وهم لم يدخلوها بعد يرجون لهم دخولها. وقال شرحبيل بن سعد : هم المستشهدون في سبيل الله الذين خرجوا عصاة لآبائهم. وذكر الطبري في ذلك حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه تعادل عقوقهم واستشهادهم. وذكر الثعلبي بإسناده عن ابن عباس في قول عز وجل : {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ} قال : الأعراف موضع عال على الصراط ، عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين ، رضي الله عنهم ، يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه. وحكى الزهراوي أنهم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم ، وهم في كل أمة. واختار هذا القول النحاس ، وقال : وهو من أحسن ما قيل فيه ؛ فهم على السور بين الجنة والنار. وقال الزجاج : هم قوم أنبياء. وقيل : هم قوم كانت لهم صغائر لم تكفر عنهم بالآلام والمصائب في الدنيا وليست لهم كبائر فيحبسون عن الجنة لينالهم بذلك غم فيقع في مقابلة صغائرهم. وتمنى سالم مولى أبي حذيفة أن يكون من أصحاب الأعراف ؛ لأن مذهبه أنهم مذنبون. وقيل : هم أولاد الزنى ؛ ذكره القشيري عن ابن عباس. وقيل : هم ملائكة موكلون بهذا السور ، يميزون الكافرين من المؤمنين قبل إدخالهم الجنة والنار ؛ ذكره أبو مجلز. فقيل له : لا يقال للملائكة رجال ؟ فقال : إنهم ذكور وليسوا بإناث ، فلا يبعد إيقاع لفظ الرجال عليهم ؛ كما أوقع على الجن في قوله : {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الجن : 6]. فهؤلاء الملائكة يعرفون المؤمنين بعلاماتهم والكفار بعلاماتهم ؛ فيبشرون المؤمنين قبل دخولهم الجنة وهم لم يدخلوها بعد فيطمعون فيها. وإذا رأوا أهل النار دعوا لأنفسهم بالسلامة من العذاب. قال ابن عطية : واللازم من الآية أن على الأعراف رجالا من أهل الجنة يتأخر دخولهم ويقع لهم ما وصف من الاعتبار في الفريقين.
الجامع لأحكام القرآن (7/ 211)
أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ): واختلفت عبارات المفسرين في أصحاب الأعراف من هم؟ وكلها قريبة ترجع إلى معنى واحد وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، نص عليه حذيفة وابن عباس وابن مسعود وغير واحد من السلف والخلف رحمهم الله، وقد جاء في حديث مرفوع رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه: حدثنا عبد الله بن إسماعيل حدثنا عبيد بن الحسين حدثنا سليمان بن داود حدثنا النعمان بن عبد السلام حدثنا شيخ لنا يقال له أبو عباد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته فقال «أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون» وهذا حديث غريب من هذا الوجه.
ورواه من وجه آخر عن سعيد بن سلمة عن أبي الحسام عن محمد بن المنكدر عن رجل من مزينة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته فقال «إنهم قوم خرجوا عصاة بغير إذن آبائهم فقتلوا في سبيل الله» وقال سعيد بن منصور: حدثنا أبو معشر حدثنا يحيى بن شبل عن يحيى بن عبد الرحمن المزني عن أبيه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف قال «هم ناس قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم فمنعهم من دخول الجنة معصية آبائهم ومنعهم من النار قتلهم في سبيل الله» ورواه ابن مردويه وابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن أبي معشر به، وكذا رواه ابن ماجة مرفوعا من حديث أبي سعيد الخدري وابن عباس، والله أعلم بصحة هذه الأخبار المرفوعة، وقصاراها أن تكون موقوفة وفيه دلالة على ما ذكر.
وقال ابن جرير «4» : حدثني يعقوب حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن الشعبي عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف قال فقال: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة وخلفت بهم حسناتهم عن النار، قال فوقفوا هناك على السور حتى يقضي الله فيهم.
وقد رواه «5» من وجه آخر أبسط من هذا فقال حدثنا ابن حميد حدثنا يحيى بن واضح حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال: قال الشعبي أرسل إلي عبد الحميد بن عبد الرحمن وعنده أبو الزناد عبد الله بن ذكوان مولى قريش فإذا هما قد ذكرا من أصحاب الأعراف ذكرا ليس كما ذكرا فقلت لهما: إن شئتما أنبأتكما بما ذكر حذيفة فقالا هات فقلت إن حذيفة ذكر أصحاب الأعراف فقال: هم قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار وقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك فقال لهم اذهبوا فادخلوا الجنة فإني قد غفرت لكم.
وقال عبد الله بن المبارك عن أبي بكر الهذلي قال: قال سعيد بن جبير وهو يحدث ذلك عن ابن مسعود قال: يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ قول الله: فمن ثقلت موازينه الآيتين، ثم قال: الميزان يخف بمثقال حبة، ويرجح قال: ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا أهل النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين تعوذوا بالله من منازلهم قال: فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ويعطى كل عبد يومئذ نورا وكل أمة نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا ربنا أتمم لنا نورنا وأما أصحاب الأعراف فإن النور كان بأيديهم فلم ينزع فهنالك يقول الله تعالى: لم يدخلوها وهم يطمعون فكان الطمع دخولا.
قال: فقال ابن مسعود: أن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشر وإذا عمل سيئة لم تكتب إلا واحدة ثم يقول: هلك من غلبت واحدته أعشاره. رواه ابن جرير «1» وقال أيضا «2» : حدثني ابن وكيع وابن حميد قالا: حدثنا جرير عن منصور عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال: الأعراف السور الذي بين الجنة والنار وأصحاب الأعراف بذلك المكان حتى إذا بدأ الله أن يعافيهم انطلق بهم إلى نهر يقال له نهر الحياة حافتاه قصب الذهب مكلل باللؤلؤ ترابه المسك فألقوا فيه حتى تصلح ألوانهم وتبدو في نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها حتى إذا صلحت ألوانهم أتى بهم الرحمن تبارك وتعالى فقال: تمنوا ما شئتم، فيتمنون حتى إذا انقطعت أمنيتهم قال لهم: لكم الذي تمنيتم ومثله سبعون ضعفا، فيدخلون الجنة وفي نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها يسمون مساكين أهل الجنة، وكذا رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن يحيى بن المغيرة عن جرير به، وقد رواه سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد وعن عبد الله بن الحارث من قوله وهذا أصح والله أعلم.
وهكذا روي عن مجاهد والضحاك وغير واحد وقال سعيد بن داود: حدثني جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف قال «هم آخر من يفصل بينهم من العباد فإذا فرغ رب العالمين من الفصل بين العباد قال أنتم قوم أخرجتكم حسناتكم من النار ولم تدخلوا الجنة فأنتم عتقائي فارعوا من الجنة حيث شئتم» وهذا مرسل حسن، وقيل هم أولاد الزنى حكاه القرطبي وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة الوليد بن موسى عن شيبة بن عثمان عن عروة بن رويم عن الحسن عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أن مؤمني الجن لهم ثواب وعليهم عقاب، فسألناه عن ثوابهم وعن مؤمنيهم فقال على الأعراف وليسوا في الجنة مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم فسألناه وما الأعراف؟ فقال حائط الجنة تجري فيه الأنهار وتنبت فيه الأشجار والثمار وراه البيهقي عن ابن بشران عن علي بن محمد المصري عن يوسف بن يزيد عن الوليد بن موسى به.
وقال سفيان الثوري: عن خصيف عن مجاهد قال أصحاب الأعراف قوم صالحون فقهاء علماء، وقال ابن جرير «1» ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية عن سليمان التيمي عن أبي مجلز في قوله تعالى: وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم قال هم رجال من الملائكة يعرفون أهل الجنة وأهل النار قال ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة قال فيقال حين يدخل أهل الجنة الجنة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون وهذا صحيح إلى أبي مجلز لاحق بن حميد أحد التابعين وهو غريب من قوله وخلاف الظاهر من السياق وقول الجمهور مقدم على قوله بدلالة الآية على ما ذهبوا إليه، وكذا قول مجاهد إنهم قوم صالحون علماء فقهاء فيه غرابة أيضا، والله أعلم.
وقد حكى القرطبي وغيره فيهم اثني عشر قولا منها: أنهم شهدوا أنهم صلحاء تهرعوا من فزع الآخرة وخلق يطلعون على أخبار الناس وقيل هم أنبياء وقيل هم ملائكة. وقوله تعالى:
يعرفون كلا بسيماهم قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال يعرفون أهل الجنة ببياض الوجوه وأهل النار بسواد الوجوه وكذا روى الضحاك عنه، وقال العوفي عن ابن عباس أنزلهم الله تلك المنزلة ليعرفوا من في الجنة والنار وليعرفوا أهل النار بسواد الوجوه. ويتعوذوا بالله أن يجعلوهم مع القوم الظالمين وهم في ذلك يحيون أهل الجنة بالسلام لم يدخلوها وهم يطمعون أن يدخلوها وهم داخلوها إن شاء الله، وكذا قال مجاهد والضحاك والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم.
وقال معمر عن الحسن إنه تلا هذه الآية لم يدخلوها وهم يطمعون قال والله ما جعل ذلك الطمع في قلوبهم إلا لكرامة يريدها بهم وقال قتادة، قد أنبأكم الله بمكانهم من الطمع، وقوله وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين قال الضحاك عن ابن عباس إن أصحاب الأعراف إذا نظروا إلى أهل النار وعرفوهم قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين.
وقال السدي وإذا مروا بهم يعني بأصحاب الأعراف بزمرة يذهب بها إلى النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. وقال عكرمة تحدد وجوههم للنار فإذا رأوا أصحاب الجنة ذهب ذلك عنهم وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار فرأوا وجوههم مسودة وأعينهم مزرقة قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين.

تفسير ابن كثير ط العلمية (3/ 378)

ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى: 804هـ)
وعن ابن عباس: يكون قوم في البرزخ ليسوا في جنة ولا نار. ويدل عليه قصة أصحاب الأعراف، والله أعلم ما يقال لمن يدخل من أصحاب الكبائر، إن كان يقال له: نم صالحًا، أو يسكت عنه.
التوضيح لشرح الجامع الصحيح (10/ 38
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وعلى الأعراف رجالٌ}
- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: «سئل رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - عن أصحاب الأعراف، فقال:
« هم رجالٌ قتلوا في سبيل اللّه وهم عصاةٌ لآبائهم، فمنعتهم الشّهادة أن يدخلوا النّار، ومنعتهم المعصية أن يدخلوا الجنّة، وهم على سورٍ بين الجنّة والنّار حتّى تذبل لحومهم وشحومهم حتّى يفرغ اللّه من حساب الخلائق، فإذا فرغ من حساب خلقه فلم يبق غيرهم تغمّدهم منه برحمةٍ فأدخلهم الجنّة برحمته».
رواه الطّبرانيّ في الصّغير والأوسط، وفيه محمّد بن مخلّدٍ الرّعينيّ، وهو ضعيفٌ.
- وعن عمر بن عبد الرّحمن المدنيّ عن أبيه «أنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - سئل عن أصحاب الأعراف، قال: « قومٌ قتلوا في سبيل اللّه بمعصية آبائهم، فمنعتهم الجنّة معصية آبائهم، ومنعتهم النّار قتلهم في سبيل اللّه – عزّ وجلّ».
رواه الطّبرانيّ، وفيه أبو معشرٍ نجيحٌ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 23-24]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أحمد بن منيع: ثنا يزيد، أبنا أبو معشرٍ، ثنا يحيى بن شبلٍ، عن محمّد بن عبد الرّحمن المدنيّ، عن أبيه قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن أصحاب الأعراف، قال: «هم قومٌ قتلوا في سبيل اللّه في معصية آبائهم، فمنعهم من النّار قتلهم في سبيل اللّه ومنعهم من الجنة معصيتهم آباءهم».
- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: ثنا هوذة، ثنا أبو معشرٍ ... فذكره وزاد: قال "وقال الكلبي: قوم استوت حسناتهم وسيّئاتهم فمنعوا الجنّة والنّار، وسيدخلهم الله في رحمته. قال: ولا أدري ذكر قتلًا أم لا؟ ".
- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: ثنا محمّد بن عمر، ثنا كثير بن عبد اللّه المزنيّ، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن مالكٍ الهلاليّ، عن أبيه قال قائلٌ: يا رسول اللّه، ما أصحاب الأعراف؟ قال:
«قومٌ خرجوا في سبيل اللّه- عزّ وجلّ- بغير إذن آبائهم فاستشهدوا فمنعتهم الشّهادة أن يدخلوا النّار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنّة».
هذا إسنادٌ فيه محمّد بن عمر الواقديّ وهو ضعيفٌ.
- قال الحارث: وثنا محمّد بن عمر، ثنا إبراهيم بن جعفرٍ، عن الزّهريّ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ لضعف الواقديّ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/ 210]


قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (اختلف في المراد بالأعراف في قوله تعالى: {وعلى الأعراف رجالٌ} فقال وعن أبي مجلزٍ هم ملائكةٌ وكّلوا بالصّور ليميّزوا المؤمن من الكافر واستشكل بأنّ الملائكة ليسوا ذكورًا ولا إناثًا فلا يقال لهم رجالٌ وأجيب بأنّه مثل قوله في حقّ الجنّ كانوا يعوذون برجال من الجنّ كذا ذكره القرطبيّ في التّذكرة وليس بواضحٍ لأنّ الجنّ يتوالدون فلا يمتنع أن يقال فيهم الذّكور والإناث بخلاف الملائكة). [فتح الباري: 8/ 298]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: حدثنا يزيد (قالا)، أنا أبو معشرٍ، ثنا يحيى بن شبلٍ، عن محمّد بن عبد الرّحمن (المزني)، عن أبيه رضي الله عنه، قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن أصحاب الأعراف، قال: هم قومٌ قتلوا في سبيل اللّه (عز وجل) في معصية آبائهم، فمنعهم من النّار قتلهم في سبيل اللّه (عز وجل)، ومنعهم من الجنّة معصيتهم آبائهم.
- وزاد الحارث: وقال الكلبيّ: قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فمنعوا الجنّة والنار، وسيدخلهم اللّه تعالى في رحمته ولا أدري أذكر (قتيلا) أم لا.
- وقال الحارث: حدثنا محمّد بن عمر، (ثنا) كثير بن عبد اللّه المزنيّ، عن عمر بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن مالكٍ (الهلاليّ)، عن أبيه رضي الله عنه، قال: (قال) قائلٌ: يا رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]، ما أصحاب الأعراف؟ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: «قومٌ خرجوا في سبيل اللّه (تعالى) بغير إذن آبائهم، فاستشهدوا، فمنعتهم الشّهادة أن يدخلوا النّار، ومنعتهم المعصية أن يدخلوا الجنّة».
- حدثنا محمّد بن عمر، ثنا إبراهيم بن جعفرٍ، عن الزّهريّ، عن سهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/ 664-669]
4224 - حَدِيثٌ (كم) : " أَصْحَابُ الأَعْرَافِ قَوْمٌ تَجَاوَزَتْ بِهِمْ حَسَنَاتُهُمُ النَّارَ وَقَصَرَتْ بِهِمْ سَيِّئَاتِهِمْ عَنِ الْجَنَّةِ. . . " الْحَدِيثَ.
كم فِي تَفْسِيرِ الأَعْرَافِ: أنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْهُ، بِهِ. مَوْقُوفٌ. وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا
إتحاف المهرة لابن حجر (4/ 259)
أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى (المتوفى: 855هـ): وعن ابن عباس: يكون قوم في برزخ ليسوا في جنة ولا نار، ويدل عليه قصة أصحاب الأعراف، والله أعلم ما يقال لمن يدخل من أصحاب الكبائر.
عمدة القاري شرح صحيح البخاري (8/ 147)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في الأضداد وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن أبي مجلز قال: الأعراف مكان مرتفع عليه رجال من الملائكة يعرفون أهل الجنة بسيماهم وأهل النار بسيماهم وهذا قبل أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار {ونادوا أصحاب الجنة}
قال: أصحاب الأعراف ينادون أصحاب الجنة {أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون} في دخلوها، قيل: يا أبا مجلز الله يقول {رجال} وأنت تقول: الملائكة قال: إنهم ذكور ليسوا بإناث.
- وأخرج ابن أبي شيبة وهناد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال: أصحاب الأعراف قوم صالحون فقهاء علماء.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة عن الحسن قال: أصحاب الأعراف قوم كان فيهم عجب قال قتادة: وقال مسلم بن يسار: هم قوم كان عليهم دين.
- وأخرج ابن جرير عن مجاهد: {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} الكفار بسواد الوجوه وزرقة العيون وسيما أهل الجنة مبيضة وجوههم.
- وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال: أخبرت أن ربك أتاهم بعدما أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال: ما حبسكم محبسكم هذا قالوا: أنت ربنا وأنت خلقتنا وأنت أعلم بنا فيقول: علام فارقتم الدنيا فيقولون: على شهادة أن لا إله إلا الله، قال لهم ربهم: لا أوليكم غيري إن حسناتكم جوزت بكم النار وقصرت بكم خطاياكم عن الجنة.
- وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: من استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف.
- وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال: من استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف.
- وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن مجاهد في أصحاب الأعراف قال: هم قوم قد استوت حسناتهم وسيئاتهم وهم على سور بين الجنة والنار وهم على طمع من دخول الجنة وهم داخلون
[الدر المنثور: 6/ 408-410]

محمد بن إسماعيل الأمير الكحلاني الصنعاني (المتوفى : 1182هـ): وذهب أهل الحديث والمحققون إلى أن الموزون نفس الأعمال وأنها تجسد في الآخرة ويدل له حديث جابر مرفوعا "توضع الموازين يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات فمن ثقلت حسناته على سيئاته مثقال حبة دخل الجنة ومن ثقلت سيئاته على حسناته مثقال حبة دخل النار قيل له فمن استوت حسناته وسيئاته قال أولئك أصحاب الأعراف" أخرجه خيثمة في فوائده وعند ابن المبارك في الزهد عن ابن مسعود نحوه مرفوعا . سبل السلام ط البابي (4/ 225)

قائمة الكتب
أولا : دواوين السنة
. كتاب تفسير القرآن من صحيح البخاري(ت:256هـ)،
بحثت ولم أقف على نقول
. كتاب التفسير من صحيح مسلم(ت:261هـ)،
بحثت ولم أقف على نقول
. أبواب تفسير القرآن من جامع الترمذي(ت:279هـ).
بحثت ولم أقف على نقول
. كتاب تفسير القرآن من جامع عبد الله بن وهب المصري(ت:197هـ).
تم النقل
. كتاب التفسير من سنن سعيد بن منصور الخراساني(ت:226هـ). : تم النقل
. كتاب تفسير القرآن من سنن النسائي الكبرى،
بحثت ولم أقف على نقول
. كتاب التفسير من مستدرك أبي عبد الله الحاكم النيسابوري(ت:405هـ).
تم النقل
وأضفت نقول من مصنف ابن أبي شيبة ومسند أبي حنيفة لأبي نعيم الأصبهاني ومسند الحارث أيضا
ثانيا : التفسير في جوامع الأحاديث
. جامع الأصول في أحاديث الرسول لابن الأثير
بحثت ولم أقف على نقول
. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لأبي بكر الهيثمي
تم النقل.
. المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر تم النقل
. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة لأبي العباس البوصيري تم النقل
. الفتح الرباني بترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ترتيب أحمد البنا الساعاتي بحثت في المسند ولم أقف على نقول

. الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ) تم النقل

واتحاف المهرة لابن حجر
ثالثا : التفاسير المسندة المطبوعة
تفسير عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت: 211هـ).تم النقل
وجامع البيان لمحمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ).
تم النقل
وتفسير ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ)،
تم النقل
:تفسير الثعلبي (ت: 427هـ)، .
تم النقل
معالم التنزيل للبغوي تم النقل

تفسيرا الواحدي تم النقل
وأحكام القرآن للطحاوي
بحثت فيها ولم أقف على نقول
ولأبي بكر الجصاص
بحثت ولم أقف على نقول

رابعا : التفاسير التي طبع منها شيء
تفسير سفيان الثوري(ت:161هـ) . بحثت ولم أقف على نقول
2. وما طبع من تفسير عبد بن حميد(ت:249هـ).
بحثت ولم أقف على نقول
3. وما طبع من كتاب أحكام القرآن لأبي إسحاق الجهضمي(ت:282هـ)
بحثت ولم أقف على نقول
2. وما طبع من تفسير ابن المنذر النيسابوري
بحثت ولم أقف على نقول


خامسا: أجزاء وصحف تفسيرية مطبوعة
. تفسير عطاء بن أبي مسلم الخراساني(ت:135هـ). لم أجده
2. تفسير نافع بن أبي نعيم(ت:169هـ).لم أجده
3. تفسير مسلم بن خالد الزنجي، (ت: 179هـ).
تم النقل
4. تفسير يحيى بن اليمان(ت:188هـ).لم أجده
وهذه الأجزاء التفسيرية الأربعة قد طبعت في كتاب واحد بتحقيق الدكتور حكمت بشير ياسين.
5. تفسير آدم بن أبي إياس العسقلاني
تم النقل

تفسير مجاهد
سادسا :التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير

. الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب القيسي(ت:437هـ) تم النقل
2. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
تم النقل
3. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
تم النقل
4. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
تم النقل
5. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(ت:671هـ).
تم النقل
6. تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ
تم النقل


سابعا : كتب تخريج أحاديث التفسير
تخريج الأحاديث والآثار الواردة في الكشاف، للحافظ عبد الله بن يوسف الزيلعي (ت: 772هـ). لم أجده
2. الكاف الشاف بتخريج أحاديث الكشاف للحافظ ابن حجر العسقلاني(ت:852هـ).
بحثت ولم أقف على نقول
3. الفتح السماوي بتخريج أحاديث البيضاوي، زين الدين عبد الرؤوف بن علي المناوي (ت: 1031هـ).
بحثت ولم أقف على نقول
4. تحفة الراوي في تخريج أحاديث تفسير البيضاوي، محمد بن الحسن ابن همات الدمشقي (ت: 1175هـ).لم أجده
5. فيض الباري بتخريج أحاديث تفسير البيضاوي، عبد الله بن صبغة المدراسي (ت: 1288هـ).
لم أجده

ثامنا : شروح الأحاديث

البخاري: أعلام الحديث لأبي سليمان الخطّابي، وشرح ابن بطّال، وشرح الكرماني، وشرح ابن الملقّن، لم أجدهم
وشرح ابن حجر
تم النقل
وعمدة القاري للعيني،
تم النقل
وإرشاد الساري للقسطلاني،
بحثت ولم أقف على نقول
والنظر الفسيح لابن عاشور.

صحيح مسلم: المعْلِم للمازري،
بحثت ولم أقف على نقول
وإكمال المعلم للقاضي عياض،
بحثت ولم أقف على نقول
والمُفهِم لأبي العباس القرطبي، لم أجده
والمنهاج للنووي وهو أجلّ شروح صحيح مسلم وأحسنها.
بحثت ولم أقف على نقول
- جامع الترمذي:عارضة الأحوذي لابن العربي، والنفح الشذي لابن سيد الناس ولم يكمله،وقوت المغتذي للسيوطي، لم أجدهم
وتحفة الأحوذي للمباركفوري
بحثت ولم أقف على نقول

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 28 صفر 1440هـ/7-11-2018م, 01:20 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

القول الأول:كانوا قتلوا في سبيل اللّه عصاةً لآبائهم في الدّنيا.
عبدالرحمن المدني

قال أبو الحجاج مجاهد بن جبر التابعي المكي القرشي المخزومي (المتوفى: 104هـ): أنبأ عبد الرحمن، قال: ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا أبو معشر، قال: نا يحيى بن شبل، عن يحيى بن عبد الرحمن المدني، عن أبيه، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أصحاب الأعراف فقال: «هم ناس قتلوا في سبيل الله عز وجل في معصية آبائهم، منعهم من دخول الجنة معصيتهم إياهم، ومنعهم من النار قتلهم في سبيل الله»


قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( قوله تعالى: {وبينهما حجابٌ وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلًّا بسيماهم... } إلى قوله تعالى: {وما كانوا بآياتنا يجحدون}
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو معشرٍ، عن يحيى بن شبلٍ، عن عمرو بن عبد الرّحمن المزني، (عن أبيه)، قال: سئل رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم عن أصحاب الأعراف، فقال:
«هم قومٌ قتلوا في سبيل اللّه عزّ وجلّ بمعصية آبائهم، فمنعهم دخول الجنّة معصية آبائهم، ومنعهم دخول النّار قتلهم في سبيل الله».


بو محمد الحارث بن محمد بن داهر التميمي البغدادي الخصيب المعروف بابن أبي أسامة (المتوفى: 282هـ): - حدثنا هوذة , ثنا أبو معشر , عن يحيى بن شبل , عن عمر بن عبد الرحمن المدني , عن أبيه , قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال: «قوم قتلوا في سبيل الله وهم لآبائهم عاصون فمنعوا الجنة بمعصيتهم لآبائهم , ومنعوا النار بقتلهم في سبيل الله»
713بغية الحارث - حدثنا محمد بن عمر , ثنا كثير بن عبد الله المزني , عن محمد بن عبد الرحمن , عن عبد الله بن مالك الهلالي , عن أبيه , قال قائل: يا رسول الله ما أصحاب الأعراف؟ قال: «قوم خرجوا في سبيل الله عز وجل بغير إذن آبائهم واستشهدوا فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة
ابن جرير - حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، عن أبي معشرٍ، عن يحيى بن شبلٍ، مولى بني هاشمٍ، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن أبيه، قال: سئل رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] عن أصحاب الأعراف، فقال: قومٌ قتلوا في سبيل اللّه بمعصية آبائهم، فمنعهم قتلهم في سبيل اللّه عن النّار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنّة.
ابن أبي حاتم- حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الهرويّ، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا أبو معشرٍ، ثنا يحيى بن شبلٍ، عن ابن عبد الرّحمن المزنيّ يعني: عمر عن أبيه قال: سئل رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] عن أصحاب الأعراف قال: هم قومٌ قتلوا في سبيل اللّه في معصية آبائهم فمنعهم اللّه من الجنّة بمعصية آبائهم، ومنعهم النّار قتلهم في سبيل اللّه.
الهيثمي
- وعن عمر بن عبد الرّحمن المدنيّ عن أبيه «أنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - سئل عن أصحاب الأعراف، قال: « قومٌ قتلوا في سبيل اللّه بمعصية آبائهم، فمنعتهم الجنّة معصية آبائهم، ومنعتهم النّار قتلهم في سبيل اللّه – عزّ وجلّ».
رواه الطّبرانيّ، وفيه أبو معشرٍ نجيحٌ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 23-24]

البوصيري
وقال أحمد بن منيع: ثنا يزيد، أبنا أبو معشرٍ، ثنا يحيى بن شبلٍ، عن محمّد بن عبد الرّحمن المدنيّ، عن أبيه قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن أصحاب الأعراف، قال: «هم قومٌ قتلوا في سبيل اللّه في معصية آبائهم، فمنعهم من النّار قتلهم في سبيل اللّه ومنعهم من الجنة معصيتهم آباءهم».

قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: حدثنا يزيد (قالا)، أنا أبو معشرٍ، ثنا يحيى بن شبلٍ، عن محمّد بن عبد الرّحمن (المزني)، عن أبيه رضي الله عنه، قال: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن أصحاب الأعراف، قال: هم قومٌ قتلوا في سبيل اللّه (عز وجل) في معصية آبائهم، فمنعهم من النّار قتلهم في سبيل اللّه (عز وجل)، ومنعهم من الجنّة معصيتهم آبائهم
أبي سعيد

الطبراني
- حدثنا أزهر بن زفر قال: نا محمد بن مخلد الرعيني أبو أسلم قال: نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم، عن أصحاب الأعراف؟ فقال: «قوم قتلوا في سبيل الله وهم عصاة لآبائهم، فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار، ومنعتهم المعصية أن يدخلوا الجنة، فهم وقوف على سور بين الجنة والنار، حتى تذوب شحومهم وتذبل لحومهم، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق، فإذا فرغ من حساب الخلائق تغمدهم برحمة منه، فأدخلوا الجنة»
لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا ابنه عبد الرحمن، ولا، عن عبد الرحمن إلا محمد بن مخلد ولا يروى، عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد
. [المعجم الأوسط (3/ 249)]

ابن جرير- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن أبي مسعرٍ، عن شرحبيل بن سعدٍ، قال: هم قومٌ خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني اللّيث قال: حدّثني خالدٌ، عن سعيدٍ، عن يحيى بن شبلٍ، أنّ رجلاً من بني النّضير أخبره عن رجلٍ من بني هلالٍ، أنّ أباه أخبره أنّه سأل رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] عن أصحاب الأعراف، فقال: هم قومٌ غزوا في سبيل اللّه عصاةً لآبائهم، فقتلوا، فأعتقهم اللّه من النّار بقتلهم في سبيله، وحبسوا عن الجنّة بمعصية آبائهم، فهم آخر من يدخل الجنّة.

الهيثمي- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: «سئل رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - عن أصحاب الأعراف، فقال: « هم رجالٌ قتلوا في سبيل اللّه وهم عصاةٌ لآبائهم، فمنعتهم الشّهادة أن يدخلوا النّار، ومنعتهم المعصية أن يدخلوا الجنّة، وهم على سورٍ بين الجنّة والنّار حتّى تذبل لحومهم وشحومهم حتّى يفرغ اللّه من حساب الخلائق، فإذا فرغ من حساب خلقه فلم يبق غيرهم تغمّدهم منه برحمةٍ فأدخلهم الجنّة برحمته».
رواه الطّبرانيّ في الصّغير والأوسط، وفيه محمّد بن مخلّدٍ الرّعينيّ، وهو ضعيفٌ.


- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: ثنا محمّد بن عمر، ثنا كثير بن عبد اللّه المزنيّ، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن مالكٍ الهلاليّ، عن أبيه قال قائلٌ: يا رسول اللّه، ما أصحاب الأعراف؟ قال: «قومٌ خرجوا في سبيل اللّه- عزّ وجلّ- بغير إذن آبائهم فاستشهدوا فمنعتهم الشّهادة أن يدخلوا النّار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنّة».
هذا إسنادٌ فيه محمّد بن عمر الواقديّ وهو ضعيفٌ.

- وقال الحارث: حدثنا محمّد بن عمر، (ثنا) كثير بن عبد اللّه المزنيّ، عن عمر بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن مالكٍ (الهلاليّ)، عن أبيه رضي الله عنه، قال: (قال) قائلٌ: يا رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]، ما أصحاب الأعراف؟ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: «قومٌ خرجوا في سبيل اللّه (تعالى) بغير إذن آبائهم، فاستشهدوا، فمنعتهم الشّهادة أن يدخلوا النّار، ومنعتهم المعصية أن يدخلوا الجنّة».
- قال الحارث: وثنا محمّد بن عمر، ثنا إبراهيم بن جعفرٍ، عن الزّهريّ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ لضعف الواقديّ). [إتحاف

شرحبيل بن سعد
مكي : قاله: شرحبيل بن سعد، قال: هم قوم خرجوا إلى الغور بغير إذن آبائهم، فيقتلون
___________

القول الثاني:هم قومٌ من بني آدم استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فجعلوا هنالك إلى أن يقضي اللّه فيهم ما يشاء، ثمّ يدخلهم الجنّة بفضل رحمته إيّاهم.
ابن عباس
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني جرير بن حازم عن قتادة ابن دعامة عن عبد اللّه بن عبّاسٍ في {أصحاب الأعراف}، قال: هم قومٌ على سورٍ بين الجنّة والنّار استوت حسناتهم وسيّئاتهم). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 44]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ):
(قال معمر، وقال قتادة: قال ابن عباس: أهل الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم على سور بين الجنة والنار {لم يدخلوها وهم يطعمون}.
عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي زيد قال سمعت ابن عباس يقول الأعراف الشيء المشرف). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 229-230]

ابن جرير - حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: أصحاب الأعراف قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فوقفوا هنالك على السّور.

- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا همّامٌ، عن قتادة، قال: قال ابن عبّاسٍ: أصحاب الأعراف قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فلم تزد حسناتهم على سيّئاتهم، ولا سيّئاتهم على حسناتهم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، وابن حميدٍ، قالا: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن عبد اللّه بن الحارث، عن ابن عبّاسٍ، قال: "الأعراف" سورٌ بين الجنّة والنّار، وأصحاب الأعراف بذلك المكان، حتّى إذا بدأ اللّه أن يعافيهم، انطلق بهم إلى نهرٍ، يقال له الحياة، حافّتاه قصب الذّهب، مكلّلٌ باللّؤلؤ، وترابه المسك، فألقوا فيه حتّى تصلح ألوانهم، وتبدو في نحورهم شامةٌ بيضاء يعرفون بها، حتّى إذا صلحت ألوانهم، أتى بهم الرّحمن، فقال: تمنّوا ما شئتم، قال: فيتمنّون، حتّى إذا انقطعت أمنيتهم، قال لهم: لكم الّذي تمنّيتم ومثله سبعون مرّةً، فيدخلون الجنّة وفي نحورهم شامةٌ بيضاء يعرفون بها، يسمّون مساكين الجنّة.

- حدّثنا بشر بن معاذٍ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: كان ابن عبّاسٍ يقول: الأعراف بين الجنّة والنّار، حبس عليه أقوامٌ بأعمالهم. وكان يقول: قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فلم تزد حسناتهم على سيّئاتهم، ولا سيّئاتهم على حسناتهم.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة قال: قال ابن عبّاسٍ: أهل الأعراف قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم


- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن حبيبٍ، عن مجاهدٍ، عن عبد الله بن الحارث، قال: أصحاب الأعراف، يؤمر بهم إلى نهرٍ، يقال له: الحياة، ترابه الورس والزّعفران، وحافّتاه قصبٌ اللؤلؤ، قال: وأحسبه قال: مكلّلٌ باللّؤلؤ، وقال: فيغتسلون فيه، فتبدو في نحورهم شامةٌ بيضاء، فيقال لهم: تمنّوا، فيقال لهم: لكم ما تمنّيتم وسبعون ضعفًا، وإنّهم مساكين أهل الجنّة، قال حبيبٌ: وحدّثني رجلٌ: أنّهم استوت حسناتهم وسيّئاتهم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن مجاهدٍ، عن عبد الله بن الحارث، قال: أصحاب الأعراف، ينتهى بهم إلى نهرٍ، يقال له: الحياة، حافاته قصبٌ من ذهبٍ، قال سفيان: أراه قال: مكلّلٌ باللّؤلؤ، فيغتسلون منه اغتسالةً، فتبدو في نحورهم شامةٌ بيضاء، ثمّ يعودون فيغتسلون، فيزدادون، فكلّما اغتسلوا ازدادت بياضًا، فيقال لهم: تمنّوا ما شئتم، فيتمنّون ما شاؤوا، فيقال لهم: لكم ما تمنّيتم وسبعون ضعفًا، قال: فهم مساكين أهل الجنّة.

ابن أبي حاتم - حدّثنا عبّاد بن عثمان المروزيّ، ثنا سلمة بن سليمان أنبأ عبد اللّه بن المبارك، أنبأ أبو بكرٍ الهذليّ قال: قال سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: قال: من استوت حسناته وسيّئاته كان من أصحاب الأعراف.
القرطبي وعن ابن عباس: " الأَعْرَاف "، السور الذي بين الجنة والنار، و" الرجال ":قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فوقفوا على {الأعراف}، يعرفون أهل الجنة بسيماهم، وأهل النار بسيماهم.

ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى: 804هـ)
وعن ابن عباس: يكون قوم في البرزخ ليسوا في جنة ولا نار. ويدل عليه قصة أصحاب الأعراف، والله أعلم ما يقال لمن يدخل من أصحاب الكبائر، إن كان يقال له: نم صالحًا، أو يسكت عنه.



حذيفة
سعيد بن منصور- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن حصين، عن الشّعبيّ، عن حذيفة، قال: أصحاب الأعراف قومٌ قصّرت بهم حسناتهم ليدخلوا الجنّة، وتجاوزت بهم سيّئاتهم أن يدخلوها، فهم على سورٍ بين الجنّة والنّار، لم يدخلوها وهم يطمعون.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا خالد بن عبد اللّه، عن حصينٍ، عن الشّعبيّ، عن حذيفة، قال: أصحاب الأعراف قومٌ قصّرت بهم سيّئاتهم عن الجنّة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النّار، جعلوا هناك حتّى يقضى بين النّاس.

ابن جرير
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، قال: قال الشّعبيّ: أرسل إليّ عبد الحميد بن عبد الرّحمن وعنده أبو الزّناد عبد اللّه بن ذكوان مولى قريشٍ، وإذا هما قد ذكرا من أصحاب الأعراف ذكرًا ليس كما ذكرا، فقلت لهما: إن شئتما أنبأتكما بما ذكر حذيفة، فقالا: هات فقلت: إنّ حذيفة ذكر أصحاب الأعراف فقال: هم قومٌ تجاوزت بهم حسناتهم النّار وقصرت بهم سيّئاتهم عن الجنّة، فإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النّار قالوا: ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظّالمين، فبينا هم كذلك، اطّلع إليهم ربّك تبارك وتعالى فقال: اذهبوا وادخلوا الجنّة، فإنّي قد غفرت لكم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا حصينٌ، عن الشّعبيّ، عن حذيفة، أنّه سئل عن أصحاب الأعراف، قال: فقال: هم قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فقصرت بهم سيّئاتهم عن الجنّة، وخلّفت بهم حسناتهم عن النّار. قال: فوقفوا هنالك على السّور حتّى يقضي اللّه فيهم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا جريرٌ وعمران بن عيينة، عن حصينٍ، عن عامرٍ، عن حذيفة قال: أصحاب الأعراف: قومٌ كانت لهم ذنوبٌ وحسناتٌ، فقصرت بهم ذنوبهم عن الجنّة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النّار، فهم كذلك حتّى يقضي اللّه بين خلقه فينفذ فيهم أمره.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن جابرٍ، عن الشّعبيّ، عن حذيفة قال: أصحاب الأعراف قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فيقول: ادخلوا الجنّة بفضلي ومغفرتي، {لا خوفٌ عليكم} اليوم {ولا أنتم تحزنون}.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن عامرٍ، عن حذيفة قال: قال: أصحاب الأعراف قومٌ تجاوزت بهم حسناتهم النّار، وقصرت بهم سيّئاتهم عن الجنّة.


- حدّثنا أبو همّامٍ الوليد بن شجاعٍ، قال: أخبرني ابن وهبٍ، قال: أخبرني عيسى الخيّاط، عن الشّعبيّ، عن حذيفة، قال: أصحاب الأعراف قومٌ كانت لهم أعمالٌ أنجاهم اللّه بها من النّار، وهم آخر من يدخل الجنّة، قد عرفوا أهل الجنّة وأهل النّار.

- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، عن حصينٍ، عن الشّعبيّ، عن حذيفة، قال: أصحاب الأعراف، قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فهم على سورٍ بين الجنّة والنّار: {لم يدخلوها وهم يطمعون}.
ابن أبي حاتم- أخبرنا العابس بن يزيد البيروتيّ الهمدانيّ قراءةً، أخبرني ابن شعيب ابن شابور أخبرني شيبان، أنبأ يونس بن أبي إسحاق الهمداني، عن عامر الشعيبي قال حذيفة بن اليمان: أصحاب الأعراف قومٌ تجاوزت بهم حسناتهم النّار وقصرت بهم سيّئاتهم عن الجنّة وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النّار قالوا ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين فبيناهم كذلك إذا طلع عليهم ربّهم فقال لهم: قوموا فادخلوا الجنّة فإنّي قد غفرت لكم.

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عقبة الشّيبانيّ، ثنا الهيثم بن خالدٍ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ يونس بن أبي إسحاق، عن الشّعبيّ، عن صلة بن زفر، عن حذيفة رضي اللّه عنه، قال: " أصحاب الأعراف قومٌ تجاوزت بهم حسناتهم النّار، وقصرت بهم سيّئاتهم عن الجنّة، فإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النّار، قالوا: ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظّالمين. فبينما هم كذلك إذ اطّلع عليهم ربّك. قال: «قوموا ادخلوا الجنّة فإنّي قد غفرت لكم» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/ 350]

القرطبي وذكر الشعبي عن حذيفة: أن " أصحاب الأعراف " قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار، [و] قصرت سيئاتهم عن الجنة، {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ النار/ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القوم الظالمين}، فبيناهم كذلك إذ اطلع عليهم ربك فقال (لهم): اذهبوا فادخلوا الجنة فإني قد غفرت لكم.

مجاهد
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ):
(ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في {أصحاب الأعراف} قال:
«هم قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم» وهم على طمع في دخول الجنة وهو داخلون). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 47-48]


- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن حبيبٍ، عن مجاهدٍ، عن عبد الله بن الحارث، قال: أصحاب الأعراف، يؤمر بهم إلى نهرٍ، يقال له: الحياة، ترابه الورس والزّعفران، وحافّتاه قصبٌ اللؤلؤ، قال: وأحسبه قال: مكلّلٌ باللّؤلؤ، وقال: فيغتسلون فيه، فتبدو في نحورهم شامةٌ بيضاء، فيقال لهم: تمنّوا، فيقال لهم: لكم ما تمنّيتم وسبعون ضعفًا، وإنّهم مساكين أهل الجنّة، قال حبيبٌ: وحدّثني رجلٌ: أنّهم استوت حسناتهم وسيّئاتهم.


ابن مسعود


القرطبي وقال ابن مسعود: من كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار. ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف " فقفوا على الصراط، ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا: {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ}، وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم (رأوا) أصحاب النار، {قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القوم الظالمين}، [الأعراف: 47]، فيعتذرون بالله من منازلهم، فأما أصحاب الحسنات، فإنهم يعطون نوراً فيمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويعطي كل عبد يومئذ نوراً وكرامة. فإذا أتوا على الصراط سلب الله عز وجل، نور كل منافق ومنافقة. فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافِقون، قالوا: {رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا} [التحريم: 8]. وأما " أصحاب الأعراف "، فإن النور كان في أيديهم فلم ينزع منهم، فلذلك قال: {لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ}.
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن أبي بكرٍ الهذليّ، قال: قال سعيد بن جبيرٍ، وهو يحدّث ذلك عن ابن مسعودٍ، قال: يحاسب النّاس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيّئاته بواحدةٍ دخل الجنّة، ومن كانت سيّئاته أكثر من حسناته بواحدةٍ دخل النّار.
ثمّ قرأ قول اللّه: {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفّت موازينه فأولئك الّذين خسروا أنفسهم}، ثمّ قال: إنّ الميزان يخفّ بمثقال حبّةٍ ويرجح، قال: فمن استوت حسناته وسيّئاته كان من أصحاب الأعراف. فوقفوا على الصّراط، ثمّ عرفوا أهل الجنّة وأهل النّار، فإذا نظروا إلى أهل الجنّة نادوا: سلامٌ عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا أصحاب النّار، قالوا: {ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظّالمين}، فيتعوّذون باللّه من منازلهم. قال: فأمّا أصحاب الحسنات، فإنّهم يعطون نورًا فيمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويعطى كلّ عبدٍ يومئذٍ نورًا وكلّ أمةٍ نورًا، فإذا أتوا على الصّراط سلب اللّه نور كلّ منافقٍ ومنافقةٍ. فلمّا رأى أهل الجنّة ما لقي المنافقون قالوا: ربّنا أتمم لنا نورنا، وأمّا أصحاب الأعراف، فإنّ النّور كان في أيديهم، فلم ينزع من أيديهم، فهنالك يقول اللّه: {لم يدخلوها وهم يطمعون}، فكان الطّمع دخولاً. قال: فقال ابن مسعودٍ: على أنّ العبد إذا عمل حسنةً كتب له بها عشرًا، وإذا عمل سيّئةً لم تكتب إلاّ واحدةً. ثمّ يقول: هلك من غلب وحدانه أعشاره.


سعيد بن جبير
- حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن أبي بكرٍ الهذليّ، قال: قال سعيد بن جبيرٍ، وهو يحدّث ذلك عن ابن مسعودٍ، قال: يحاسب النّاس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيّئاته بواحدةٍ دخل الجنّة، ومن كانت سيّئاته أكثر من حسناته بواحدةٍ دخل النّار.
ثمّ قرأ قول اللّه: {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفّت موازينه فأولئك الّذين خسروا أنفسهم}، ثمّ قال: إنّ الميزان يخفّ بمثقال حبّةٍ ويرجح، قال: فمن استوت حسناته وسيّئاته كان من أصحاب الأعراف. فوقفوا على الصّراط، ثمّ عرفوا أهل الجنّة وأهل النّار، فإذا نظروا إلى أهل الجنّة نادوا: سلامٌ عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا أصحاب النّار، قالوا: {ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظّالمين}، فيتعوّذون باللّه من منازلهم. قال: فأمّا أصحاب الحسنات، فإنّهم يعطون نورًا فيمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويعطى كلّ عبدٍ يومئذٍ نورًا وكلّ أمةٍ نورًا، فإذا أتوا على الصّراط سلب اللّه نور كلّ منافقٍ ومنافقةٍ. فلمّا رأى أهل الجنّة ما لقي المنافقون قالوا: ربّنا أتمم لنا نورنا، وأمّا أصحاب الأعراف، فإنّ النّور كان في أيديهم، فلم ينزع من أيديهم، فهنالك يقول اللّه: {لم يدخلوها وهم يطمعون}، فكان الطّمع دخولاً. قال: فقال ابن مسعودٍ: على أنّ العبد إذا عمل حسنةً كتب له بها عشرًا، وإذا عمل سيّئةً لم تكتب إلاّ واحدةً. ثمّ يقول: هلك من غلب وحدانه أعشاره.

- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن شريكٍ، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: أصحاب الأعراف استوت أعمالهم.

- حدّثنا عبّاد بن عثمان المروزيّ، ثنا سلمة بن سليمان أنبأ عبد اللّه بن المبارك، أنبأ أبو بكرٍ الهذليّ قال: قال سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: قال: من استوت حسناته وسيّئاته كان من أصحاب الأعراف.
الضحاك
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو خالدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: أصحاب الأعراف قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم.
أبي علقمة
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سفيعٍ أو سميعٍ قال أبو جعفرٍ: كذا وجدت في كتاب سفيعٍ عن أبي علقمة، قال: أصحاب الأعراف: قومٌ استوت حسناتهم وسيّئاتهم.

جابر بن عبدالله
دليل
أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (المتوفى: 430هـ): وهو ما حدثنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن معاوية، ثنا الحسين بن حفص، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن النعمان، عن عباد، أخبرني ابن عقيل، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من زادت حسناته على سيئاته مثقالا دخل الجنة، ومن زادت سيئاته على حسناته مثقالا دخل النار، ومن استوت حسناته وسيئاته فأولئك من أصحاب الأعراف، {لم يدخلوها، وهم يطمعون} [الأعراف: 46] »


دليل ابن أبي حاتم وابن جرير- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا جريرٌ، عن عمارة، عن أبي زرعة قال: سئل النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] عن أصحاب الأعراف فقال: هم آخر من يقضي لهم من العباد، فإذا فرغ ربّ العالمين من القضاء بين العباد قال لهم: أنتم قومٌ أخرجتكم أعمالكم من النّار وعجزت أن تدخلكم الجنّة، فاذهبوا فأنتم عتقاي، فارعوا من الجنّة حيث شئتم.
ابنكثير
وقد جاء في حديث مرفوع رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه: حدثنا عبد الله بن إسماعيل حدثنا عبيد بن الحسين حدثنا سليمان بن داود حدثنا النعمان بن عبد السلام حدثنا شيخ لنا يقال له أبو عباد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته فقال «أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون» وهذا حديث غريب من هذا الوجه.
ورواه من وجه آخر عن سعيد بن سلمة عن أبي الحسام عن محمد بن المنكدر عن رجل من مزينة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته فقال «إنهم قوم خرجوا عصاة بغير إذن آبائهم فقتلوا في سبيل الله» وقال سعيد بن منصور: حدثنا أبو معشر حدثنا يحيى بن شبل عن يحيى بن عبد الرحمن المزني عن أبيه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف قال «هم ناس قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم فمنعهم من دخول الجنة معصية آبائهم ومنعهم من النار قتلهم في سبيل الله» ورواه ابن مردويه وابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن أبي معشر به، وكذا رواه ابن ماجة مرفوعا من حديث أبي سعيد الخدري وابن عباس، والله أعلم بصحة هذه الأخبار المرفوعة، وقصاراها أن تكون موقوفة وفيه دلالة على ما ذكر.


السيوطي وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن مجاهد في أصحاب الأعراف قال: هم قوم قد استوت حسناتهم وسيئاتهم وهم على سور بين الجنة والنار وهم على طمع من دخول الجنة وهم داخلون


______
القول الثالث: قومٌ صالحون فقهاء علماء
ابن جرير- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ، قال: أصحاب الأعراف قومٌ صالحون فقهاء علماء.
ابن أبي حاتم
- حدّثنا أبي، ثنا مقاتل بن حمد، ثنا وكيعٌ، ثنا سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ: قال: أصحاب الأعراف قومٌ صالحين فقهاءٌ علماءٌ.
القرمبي
وعن مجاهد، أنه قال: هم قوم صالحون فقهاء علماء.
ذكره الماوردي عن الحسن ومجاهد

السيوطي- وأخرج ابن أبي شيبة وهناد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال: أصحاب الأعراف قوم صالحون فقهاء علماء.
_____
القول الرابع: هم ملائكةٌ، وليسوا ببني آدم.
أبي مجلز
ابن جرير- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن أبي مجلزٍ، قوله: {وبينهما حجابٌ وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلًّا بسيماهم}، قال: هم رجالٌ من الملائكة يعرفون أهل الجنّة وأهل النّار. قال: {ونادوا أصحاب الجنّة أن سلامٌ عليكم} إلى قوله: {ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظّالمين}، قال: فنادى أصحاب الأعراف رجالاً في النّار يعرفونهم بسيماهم: {ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الّذين أقسمتم لا ينالهم اللّه برحمةٍ}، قال: فهذا حين دخل أهل الجنّة الجنّة، {ادخلوا الجنّة لا خوفٌ عليكم ولا أنتم تحزنون}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر، قال: سمعت عمران، قال: قلت لأبي مجلزٍ: يقول اللّه: {وعلى الأعراف رجالٌ}، وتزعم أنت أنّهم الملائكة؟ قال: فقال: إنّهم ذكورٌ وليسوا بإناثٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن سليمان التّيميّ، عن أبي مجلزٍ: {وعلى الأعراف رجالٌ}، قال: رجالٌ من الملائكة يعرفون الفريقين جميعًا بسيماهم، أهل النّار وأهل الجنّة، وهذا قبل أن يدخل أهل الجنّة الجنّة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عديٍّ، عن التّيميّ، عن أبي مجلزٍ، بنحوه.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن التّيميّ، عن أبي مجلزٍ، قال: أصحاب الأعراف الملائكة.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا يعلى بن أسدٍ، قال: حدّثنا خالدٌ، قال: أخبرنا التّيميّ، عن أبي مجلزٍ: {وعلى الأعراف رجالٌ}، قال: هم الملائكة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن عمران بن حديرٍ، عن أبي مجلزٍ: {وعلى الأعراف رجالٌ}، قال: هم الملائكة. قلت: يا أبا مجلزٍ، يقول اللّه تبارك وتعالى رجالٌ، وأنت تقول ملائكةٌ؟ قال: إنّهم ذكرانٌ ليسوا بإناثٍ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحجّاج قال: حدّثنا حمّادٌ، عن عمران بن حديرٍ، عن أبي مجلزٍ، في قوله: {وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلًّا بسيماهم}، قال: الملائكة، قال: قلت: يقول اللّه رجالٌ؟ قال: الملائكة ذكورٌ.

ابن أبي حاتم
- حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن مروان أبو شيخ الحرّانيّ، ثنا زهير بن معاوية ثنا سليمان التّيميّ عن أبي مجلزٍ وعلى الأعراف رجالٌ قال: وهم رجالٌ من الملائكة يعرفون الفريقين جميعًا أهل النّار وأهل الجنّة قال: وهذا قبل أن يدخل أهل الجنّة الجنّة.
القرطبي
وقال أبو مجلز: هم ملائكة يعرفون أهل الجنة وأهل الناروقال
______
القول الخامس: مساكين أهل الجنة
ابن أبي حاتم- حدّثنا أبي، ثنا يحيى بن المغيرة، أنبأ جريرٌ، عن منصورٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن عبد اللّه بن الحارث، عن ابن عبّاسٍ: قال: الأعراف السّور الّذي بين الجنّة والنّار وأصحاب الأعراف بذلك المكان حتّى إذا بدأ اللّه أن يعافيهم انطلق بهم إلى نهرٍ يقال له الحياة حافّتاه قصب الذّهب مكلّلٌ باللّؤلؤ وترابه المسك فألقوا فيه حتى تصلح أبدانهم وتبد وفي نحورهم شامةٌ بيضاء يعرفون بها حتّى إذا صلحت ألوانهم أتى بهم الرّحمن تبارك وتعالى فقال: تمنّوا ما شئتم، فيتمنّون حتّى إذا انقطعت أمنيتهم قال لهم: لكم الّذي تمنّيتم وضعفه سبعون ضعفًا قال: فيدخلون الجنّة وفي نحورهم شامةٌ بيضاء يعرفون بها قال: فهم يسمون مساكين الجنة.
- حدّثنا محمّد بن عمّارٍ، ثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن سعدٍ، أنبأ أبو سنانٍ عن حبيب بن أبي ثابتٍ عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفلٍ قال: أصحاب الأعراف فقراء أهل الجنّة، فيدخلون الجنّة فيذهب بهم إلى نهرٍ في الجنّة جنبتاه من قصبٍ فيغتسلون فيه فتبدوا شامةٌ بيضاء في نحورهم كلّما ازدادوا نعمةً ازدادوا بياضًا، وهم يعرفون بتلك الشّامة.

ابن جرير - حدّثنا ابن وكيعٍ، وابن حميدٍ، قالا: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن عبد اللّه بن الحارث، عن ابن عبّاسٍ، قال: "الأعراف" سورٌ بين الجنّة والنّار، وأصحاب الأعراف بذلك المكان، حتّى إذا بدأ اللّه أن يعافيهم، انطلق بهم إلى نهرٍ، يقال له الحياة، حافّتاه قصب الذّهب، مكلّلٌ باللّؤلؤ، وترابه المسك، فألقوا فيه حتّى تصلح ألوانهم، وتبدو في نحورهم شامةٌ بيضاء يعرفون بها، حتّى إذا صلحت ألوانهم، أتى بهم الرّحمن، فقال: تمنّوا ما شئتم، قال: فيتمنّون، حتّى إذا انقطعت أمنيتهم، قال لهم: لكم الّذي تمنّيتم ومثله سبعون مرّةً، فيدخلون الجنّة وفي نحورهم شامةٌ بيضاء يعرفون بها، يسمّون مساكين الجنّة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن حبيبٍ، عن مجاهدٍ، عن عبد الله بن الحارث، قال: أصحاب الأعراف، يؤمر بهم إلى نهرٍ، يقال له: الحياة، ترابه الورس والزّعفران، وحافّتاه قصبٌ اللؤلؤ، قال: وأحسبه قال: مكلّلٌ باللّؤلؤ، وقال: فيغتسلون فيه، فتبدو في نحورهم شامةٌ بيضاء، فيقال لهم: تمنّوا، فيقال لهم: لكم ما تمنّيتم وسبعون ضعفًا، وإنّهم مساكين أهل الجنّة، قال حبيبٌ: وحدّثني رجلٌ: أنّهم استوت حسناتهم وسيّئاتهم.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن مجاهدٍ، عن عبد الله بن الحارث، قال: أصحاب الأعراف، ينتهى بهم إلى نهرٍ، يقال له: الحياة، حافاته قصبٌ من ذهبٍ، قال سفيان: أراه قال: مكلّلٌ باللّؤلؤ، فيغتسلون منه اغتسالةً، فتبدو في نحورهم شامةٌ بيضاء، ثمّ يعودون فيغتسلون، فيزدادون، فكلّما اغتسلوا ازدادت بياضًا، فيقال لهم: تمنّوا ما شئتم، فيتمنّون ما شاؤوا، فيقال لهم: لكم ما تمنّيتم وسبعون ضعفًا، قال: فهم مساكين أهل الجنّة.
ابن أبي شيبة
- حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : أصحاب الأعراف ينتهى بهم إلى نهر ، يقال له : الحياة ، حافاته قصب ذهب ، قال : أراه قال : مكلل باللؤلؤ ، فيغتسلون منه اغتسالة ، فتبدو في نحورهم شامة بيضاء ، ثم يعودون فيغتسلون ، فكلما اغتسلوا ازدادت بياضا ، فيقال لهم : تمنوا ما شئتم ، فيتمنون ما شاؤوا ، فيقال : لكم ما تمنيتم وسبعون ضعفا ، فهم مساكين أهل الجنة
القرطبي
وقال مجاهد، عن عبد الله بن الحارث: {أَصْحَابُ الأعراف}، يؤمر بهم إلى نهر يقال له: " الحياة " ترابه: الوَرْس والزغفران، وحافتاه: قصب الذهب مكلل باللؤلؤ، وقال: فيغتسلون [فيه اغتساله، وتبدوا في نحورهم شامة بيضاء، ثم يعودون فيغتسلون]،فيزدادون. فكلما اغتسلوا ازدادوا بياضاً، فيقال لهم [تمنوا] ما شئتم، [فيتمنون ما شاؤا، فيقال لهم: لكم ما تمنيتم]، وسبعون ضعفاً، [قال:] فهم مساكين أهل الجنة.
_________
القول السادس:
ابن أبي حاتم- حدّثنا أبي، ثنا محمود بن خالدٍ وهشام بن عمّارٍ قالا: أنبأ الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن مسلم بن يسار قال: هم قومٌ كان عليهم دينٌ.
- حدّثنا أبي، ثنا ابن نفيلٍ الحرّانيّ، ثنا محمّد بن سلمة، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ: في قوله عزّ وجلّ: {وعلى الأعراف رجالٌ} قال: هم رجالٌ أعطاهم اللّه علمًا وفضلا فبكثوا هؤلاء بأعمالهم، وبكثوا هؤلاء بأعمالهم

القول السابع:
ابن أبي حاتم
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن عمّارٍ، ثنا الوليد، أخبرني سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن: أصحاب الأعراف قال: هم قومٌ كان فيهم عجبٌ.

السيوطي:وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة عن الحسن قال: أصحاب الأعراف قوم كان فيهم عجب قال قتادة: وقال مسلم بن يسار: هم قوم كان عليهم دين.
القول الثامن
الثعلبي: ذنوب كثيرة

قال ابن عباس: هم رجال كانت لهم ذنوب كثيرة، وكان حبسهم أمر الله يقومون على الأعراف يعرفون كلا بسيماهم وروى [صالح مولى الكوفة] أن ابن عباس قال: أصحاب الأعراف أولاد الزنا. والقرطبي


وقال أبو العالية: هم قوم يطمعون أن يدخلوا الجنة وما جعل [الله] ذلك الطمع فيهم إلا كرامة يريدها بهم.
وقال عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال: هم قوم رضي عنهم آبائهم دون أمهاتهم أو أمهاتهم دون آبائهم فلم يدخلهم الله الجنة، لأن آباءهم وأمهاتهم غير راضين عنهم ولم يدخلهم النار الرضا آبائهم أو أمهاتهم عنهم فيحبسون على الأعراف إلى أن يقضي الله عز وجل بين الخلق ثم يدخلهم الجنة، وقال عبد العزيز بن يحيى [الكناني] : هم الذين ماتوا [بالفقر] ولم يبدلوا دينهم، وفي تفسير المنجوني: إنهم أولاد المشركين.
وسمعت أبا القاسم بن حبيب يقول: سمعت محمد بن محمد بن الأشعب يحكي عن بعضهم أنهم أناس عملوا الله عز وجل ولكنهم رأوا في أعمالهم فلا يدخلون النار لأنهم عملوا أعمالهم لله ولا يدخلون الجنة لأنهم طلبوا الثواب من غير الله فيوقفون على الأعراف إلى أن يقضي الله بين الخلق قوله: يعرفون كلا بسيماهم

ابن عطية:
وحكى الزهراوي أنهم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم وهم كل أمة وقاله الزجاج وقال قوم هم أنبياء وقال المهدوي هم الشهداء
ابن الجوزي:
والخامس: أنهم قوم رضي عنهم آباؤهم دون أُمهاتهم، أو أُمهاتهم دون أبائهم، رواه عبد الوهاب بن مجاهد عن إبراهيم. والسادس: أنهم الذين ماتوا في الفترة ولم يبدِّلوا دينهم، قاله عبد العزيز بن يحيى. والسابع: أنهم أنبياء، حكاه ابن الانباري.
والثامن: أنهم أولاد المشركين، ذكره المنجوفي في تفسيرة. والتاسع: أنّهم قوم عملوا لله تعالى، لكنهم راءوا في عملهم، ذكره بعض العلماء.

القرطبي 9
وذكر الثعلبي بإسناده عن ابن عباس في قول عز وجل : {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ} قال : الأعراف موضع عال على الصراط ، عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين ، رضي الله عنهم ، يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه. وحكى الزهراوي أنهم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم ، وهم في كل أمة. واختار هذا القول النحاس ، وقال : وهو من أحسن ما قيل فيه ؛


وقيل : هم قوم كانت لهم صغائر لم تكفر عنهم بالآلام والمصائب في الدنيا وليست لهم كبائر فيحبسون عن الجنة لينالهم بذلك غم فيقع في مقابلة صغائرهم. وتمنى سالم مولى أبي حذيفة أن يكون من أصحاب الأعراف ؛ لأن مذهبه أنهم مذنبون.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 28 صفر 1440هـ/7-11-2018م, 09:34 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

§ القول الأول: كانوا قتلوا في سبيل اللّه عصاةً لآبائهم في الدّنيا منعهم من دخول الجنة معصيتهم إياهم، ومنعهم من النار قتلهم في سبيل الله
-قول عبدالرحمن بن زيد بن أسلم المدني أخرجه مجاهد في تفسيره وسعيد بن منصور في سننه والبغدادي الخصيب في مسند الحارث وابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما والهيثمي في مجمع الزوائد والبوصيري في اتحاف الخيرة المهرة وابن حجرفي المطالب العالية من طريق أبو معشر عن يحيي بن شبل عن ابن عبدالرحمن المدني(على اضطراب في اسمه يحيي ومحمد وعمر)عن عبدالرحمن
§ -قول أبي سعيدأخرجه الطبراني في الأوسط والخطيب البغدادي في مسند الحارث من طريق الحارث بن محمّد بن أبي أسامة عن محمّد بن عمر عن كثير بن عبد اللّه المزنيّ، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن مالكٍ الهلاليّ
قول أبي هريرةأخرجه البوصيري في اتحاف الخيرة المهرة -
-قول شرحبيل بن سعدرواه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن وكيعٍ، عن يحيى بن يمانٍ، عن أبي مسعرٍ
§
القول الثاني:هم قومٌ من بني آدم استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فجعلوا هنالك إلى أن يقضي اللّه فيهم ما يشاء، ثمّ يدخلهم الجنّة بفضل رحمته إيّاهم
-قول ابن عباسأخرجه عبدالله بن وهب المصري وعبدالرزاق وابن جرير من طريق قتادة عن ابن عباس
ورواه ابن جرير من طرق عن ابن عباس (من طريق حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد عنعبدالله بن الحارث، و معمر وسعيد عن قتادة، الضحاك
ورواه ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير
§ -قول حذيفةأخرجه سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في المستدرك من طريق الشعبي عن حذيفة
§ مجاهد -
أخرجه مسلم بن خالد الزنجي من طريق أبي نجيح
مجاهد عن عبالله بن الحارث ..
السيوطي وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن مجاهد في أصحاب الأعراف قال: هم قوم قد استوت حسناتهم وسيئاتهم وهم على سور بين الجنة والنار وهم على طمع من دخول الجنة وهم داخلون
-ابن مسعود أخرجه ابن جرير بسنده المثنّى، قال: حدّثنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن أبي بكرٍ الهذليّ عن سعيد بن جبير عن ابن مسعود

-سعيد بن جبير أخرجه ابن جرير بسنده المثنّى، قال: حدّثنا سويد بن نصرٍ، قال: أخبرنا ابن المبارك، عن أبي بكرٍ الهذليّ عن سعيد بن جبير عن ابن مسعود
وأخرجه أيضا من طريق ابن المبارك عن سعيد عن ابن عباس
وأخرجه أيضا بسنده عن ابن وكيع عن يحي بن يمان عن شريك عن منصور عن سعيد
-الضحاك أخرجه ابن جرير بسنده عن
ابن وكيعٍ، عن أبو خالدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك
-سفيع عن ابن علقمة أخرجه ابن جرير بسنده عن
ابن حميدٍ، عن جريرٌ، عن منصورٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سفيعٍ
-جابر بن عبدالله أخرجه أبو نعيم والحافظ أبو بكر بن مردويه من طريق عن النعمان، عن عباد، أخبرني ابن عقيل، عن جابر بن عبد الله
وأخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق
عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا جريرٌ، عن عمارة عن أبي زرعة
القول الثالث: قوم صالحون فقهاء علماء
قول مجاهد أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق وكيعٌ، ثنا سفيان، عن خصيفٍ، عن مجاهدٍ
قول الحسن: الماوردي

السيوطي- وأخرج ابن أبي شيبة وهناد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد
القول الرابع:
هم ملائكةٌ، وليسوا ببني آدم.
قول أبي مجلز أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق التيمي عن أبي مجلز
وأخرجه ابن جرير أيضا من طريق ابن علية وعمران بن حدير
القول الخامس: مساكين أهل الجنة
ابن عباس أخرجه ابن أبي حاتم وابن جرير وابن أبي شيبة من طريق حبيب بن أبي ثابت عن مجاهدعن عبدالله بن الحارث عن ابن عباس وبعدهم جعل إلى ابن الحارث
ومجاهد ...
القول السادس: هم قومٌ كان عليهم دينٌ.
قول مسلم بن يسار: أخرجه ابن أبي حاتم من طريق حدّثنا أبي، ثنا محمود بن خالدٍ وهشام بن عمّارٍ قالا: أنبأ الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن مسلم بن يسار
لسيوطي:وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة عن الحسن قال: أصحاب الأعراف قوم كان فيهم عجب قال قتادة: وقال مسلم بن يسار: هم قوم كان عليهم دين.
القول السابع: قوم كان فيهم عجب
قول الحسن أخرجه
ابن أبي حاتم عن أبيه،عن هشام بن عمّارٍ، عن الوليد، عن سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir