دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 30 محرم 1437هـ/12-11-2015م, 04:06 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | الفوائد الفقهية
قبول الهدية والإثابة عليها


كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبل الهدية ويكافئ صاحبها، ففي صحيح البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها.
وفي مسند الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: وهبَ رجلٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقةً فأثابه عليها؛ فقال: رضيت؟ قال: لا، فزاده؛ فقال: رضيت؟ قال: لا ؛ فزاده، قال: رضيت؟ قال: نعم.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبول الهدية ونهى عن ردها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابوا )) رواه البخاري في الأدب المفرد، وأبو يعلى والبيهقي، وحسنه ابن حجر والألباني، وله شاهد عند الطبراني في الأوسط من حديث عائشة.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( أجيبوا الداعى ولا تردوا الهدية ولا تضربوا المسلمين )) رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد.

والهدية إحسان ينبغي أن يقابله العبد بإحسان مثله، والله تعالى يحب الشَّكور من عباده الذي إذا أُحْسِنَ إليه شَكَر، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الهدي في معاملة من أحسن إلينا
- فعن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه» رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داوود والنسائي وغيرهم.
- وعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء" رواه أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي.
- وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن صُنِعَ إليهِ معروفٌ فليجْزِهْ؛ فإن لم يجدْ ما يجزِيهِ فليُثْنِ عليهِ؛ فإنَّهُ إذا أثنى عليهِ فقد شَكَرَه، وإنْ كَتَمَهُ فقد كَفَرَه، وَمَن تَحَلَّى بما لم يُعْطَ فَكَأَنَّما لَبِسَ ثوبَيْ زور)). رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داوود في سننه والترمذي في جامعه وصححه الألباني.

وقال شاعر من يهود المدينة قبل الهجرة:
ارفع ضعيفك لا يَحِرْ بكَ ضعفُه = يوما فتدركك العواقب قد نما
يجزيك أو يثني عليك وإنَّ مَن = أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
وقد روى البيهقي في شعب الإيمان بإسناد فيه ضعف أن النبي صلى الله عليه وسلم استحسن هذين البيتين.
فمن جزى الإحسان بالإحسان أو أثنى على صاحب الإحسان أو دعا له حتى يرى أنه قد كافأه؛ فقد أدى شكره، وبقي قلبه سليماً لله جل وعلا.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 30 محرم 1437هـ/12-11-2015م, 04:14 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | الفوائد الفقهية
ملخص أسباب ردّ الهدية


والأصل في الهدية أن تقبل ولا ترد لما تقدّم، وأما الأسباب المعتبرة لرد الهدية فهذا تلخيصها:
1: أن تكون الهدية مما لا يحل لمسلم كإهداء الخمر ولحم الخنزير وقد ردَّ النبي صلى الله عليه وسلم راوية خمر أهديت إليه؛ ففي موطأ الإمام مالك وصحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
أن رجلاً أهدى لرسول الله راوية خمر؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أما علمت أن الله حرمها؟)) قال: لا.
فسارَّه رجلٌ إلى جنبه؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( بم ساررته؟))
فقال: أمرته أن يبيعها.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الذي حرم شربها حرم بيعها )).
ففتح الرجل المزادتين حتى ذهب ما فيهما.
وأما إن كانت الهدية مما يمكن التصرف فيه بما لا يُحظر في الشريعة فيجوز كما في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء عند باب المسجد؛ فقال: يا رسول الله لو اشتريتها فلبستها يوم الجمعة وللوفد.
قال: (( إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة )).
ثم جاءت حلل فأعطى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عمر منها حُلَّةً، فقال: أكسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت؟)
فقال: (( إني لم أكسكها لتلبسها )) فكساها عمر أخا له بمكة مشركاً.
الحلة السيراء من لباس الحرير.
وفي الصحيحين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كساني النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء فخرجت فيها؛ فرأيت الغضب في وجهه ؛ فشققتها بين نسائي.

2: أن يُهدى إليه ما لا يحلّ له لعارض؛ فلا يقبل الهدية مادام العارض قائماً؛ كإهداء الصيد للمحرم فلا يحل له قبوله إذا كان قد صيد لأجله لما في الصحيحين من حديث الصعب بن جثامة الليثي أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودَّان؛ فردَّه عليه؛ فلما رأى ما في وجهه قال: (( إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم )).
وقال عبد الله بن عامر بن ربيعة: رأيت عثمان بن عفان وهو محرم في يوم صائف قد غطَّى وجهه بقطيفة أرجوان، ثم أُتي بلحم صيد؛ فقال لأصحابه: كلوا.
فقالوا: أوَلا تأكل أنتَ!
فقال: (إني لست كهيئتكم ، إنما صيد من أجلي). رواه مالك والشافعي.

3: أن يكون المرء على ولاية ويهدى إليه ليحابي المُهْدِي، أو يكون مؤتمنا على عمل فيهدى إليه ما يتعلق بعمله ؛ فلا تحل له هذه الهدية لئلا يحابي في ولايته أو يقصر في عمله ، وفيه حديث ابن اللتبية في الصحيحين وغيرهما.
وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((هدايا العمال غلول)).
وإذا طيَّبها له الإمام طابت له وحلَّت لأنها داخلة حكما في بيت مال المسلمين ففي مصنف ابن أبي شيبة وطبقات ابن سعد ومستدرك الحاكم عن شقيق بن سلمة قال: قدِمَ معاذٌ منَ اليمنِ برقيقٍ في زمنِ أبي بكرٍ ، فقال له عمرُ : ادْفَعهمْ إلى أبي بكرٍ ، قالَ : ولِمَ أدْفعُ إليهِ رقيقي ؟
قَالَ: فَانصرفَ إلَى مَنزلهِ وَلَمْ يَدْفعهم ، فباتَ ليلتَهُ ثُمّ أَصبحَ منَ الغدِ ، فدفَعَهُمْ إلى أبي بكرٍ.
فقالَ لَهُ عمرُ: ما بدَا لكَ ؟
قالَ: رأيتُنِي فيما يرى النَّائِمُ كأنِّي إلى نارٍ أهْوي إليهَا ، فأَخذْتَ بِحُجْزَتِي فمنعتني من دخولها ، فظننت أنهم هؤلاء الرقيق ؛ فقال أبو بكرٍ : هُمْ لَكَ.
فلمَّا انصرف إِلى منزلهِ قامَ يصلِّي فرآهمْ يصلُّون خلفه فقال: لمن تصلُّون؟ فَقَالُوا: للهِ ، فقال: اذْهبُوا أنْتُمْ للهِ).

4: أن يكون حاكماً فيهدي إليه أحد الخصمين فلا تحل له الهدية لئلا يجور في الحكم؛ فإن حقيقتها رشوة، وإن كانت صورتها الظاهرة هدية.

5: أن تكون الهدية داخلة في عقد قرض أو كفالة ؛ فإن هذا عين الربا، وكل قرض جر نفعا فهو ربا، لكن إذا وفَّى المقترضُ المقرِضَ حقَّه ثم زاده شيئاً من عنده أو أهداه هدية من غير تشارط عليها فلا بأس بذلك.

6: أن تكون الهدية على شفاعة شفع فيها ؛ أو عمل واجب عليه أداه فلا يحل له قبول الهدية عليه؛ لما في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود من حديث أبي أمامة مرفوعاً: ((من شفع لأخيه بشفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا)). وهذا الحديث مختلف في صحته وقد حسنه الألباني في الصحيحة وقال: (قد ترجم أبو داود للحديث بقوله: «باب في الهدية لقضاء الحاجة» ، وعليه أقول: إن هذه الحاجة هي التي يجب على الشفيع أن يقوم بها لأخيه ، كمثل أن يشفع له عند القاضي أن يرفع عنه مظلمة ، أو أن يوصل إليه حقه ...
وقد يتبادر لبعض الأذهان أن الحديث مخالف لقوله - صلى الله عليه وسلم - : «من صنع إليكم معروفاً ؛ فكافئوه ، فإن لم تستطيعوا أن تكافئوه ؛ فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه» . رواه أبو داود و غيره.
فأقول : لا مخالفة ، و ذلك بأن يحمل هذا على ما ليس فيه شفاعة ، أو على ما ليس بواجب من الحاجة . و الله أعلم) ا.هـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما الهدية فى الشفاعة ؛ مثل أن يشفع لرجل عند ولي أمر ليرفع عنه مظلمة أو يوصل إليه حقه أو يوليه ولاية يستحقها أو يستخدمه فى الجند المقاتلة وهو مستحق لذلك أو يعطيه من المال الموقوف على الفقراء أو الفقهاء أو القراء أو النساك أو غيرهم وهو من أهل الاستحقاق ونحو هذه الشفاعة التى فيها إعانة على فعل واجب أو ترك محرم؛ فهذه أيضا لا يجوز فيها قبول الهدية، ويجوز للمهدي أن يبذل فى ذلك ما يتوصل به إلى أخذ حقه أو دفع الظلم عنه؛ هذا هو المنقول عن السلف والأئمة الأكابر).
فهذه الهدية يجوز للمهدي بذلها عند الحاجة ويحرم على الشافع أخذها؛ وقد ورد عن السلف أن هذا هو السحت.
وقد سئل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن السحت فقال: (السحت أن يستعينك الرجل على المظلمة فتعينه عليها، فيهدي لك الهدية فتقبلُها). رواه ابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان.
وفي مصنف عبد الرزاق عن سالم بن أبي الجعد أن رجلاً استعان مسروقَ بن الأجدع على مظلمة له عند ابن زياد فأعانه؛ فأتاه بجارية له بعد ذلك ؛ فردَّها عليه، وقال: إني سمعت عبد الله يقول: هذا السحت.
وقد رفع أمر هدية من دهقان من دهاقنة الفرس إلى والي من ولاة المسلمين فكتب إليه: (إن كان يهدي إليك وأنت بالجزيرة - أي قبل توليه الولاية - فاقبلها منه ، وإلا فاحسبها له من خراجه).
وأقتى ابن عمر رجلاً استفتاه عن هدية على شفاعة فقال: لا يصلح لك.

7: أن تكون الهدية من مال محرم أو لا يحل التصرف فيه كأن تكون الهدية من مال مسروق أو مغصوب أو من مال محجور عليه لدين أو سفه صاحبه.

8: أن يهدى إليه ما تعافه نفسه فلا يلزمه قبوله، وينبغي أن يتلطف في رده أو يتصرف فيه كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم ضبا أهدي إليه، فاستدناه خالد بن الوليد فأكله.

9: أن يخشى المنة والأذى من المهدي بسبب هديته أو يحرجه بما يشق عليه، فلا حرج عليه في رد الهدية.

10: أن تكون الهدية عوضاً على تعليم القرآن وما يلزم من أحكام الفقه في الدين ؛ وهذه مسألة مختلف فيها ، وممن قال بالمنع من استدل بحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: (علمت ناساً من أهل الصفة الكتاب والقرآن ، فأهدى إليَّ رجلٌ منهم قوسًا ، فقلت: ليست بمال، وأرمي عنها في سبيل الله عز وجل، لآتين رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلأسألنَّه؛ فأتيته فقلت: يا رسول الله رجل أهدى إليَّ قوسا ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن، وليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله ؟
قال: (( إن كنت تحبُّ أن تطوق طوقاً من نار فاقبلها)). رواه أحمد وأبو داوود وابن ماجه.
وفي هذه المسألة أحاديث وآثار وأقوال لا يناسب بسطها، والخلاصة عندي فيها ما خلص إليه العلامة الشنقيطي بعد أن أطال في ذكر الأدلة والأقوال في تفسيره: (الذي يظهر لي والله تعالى أعلم، أن الإنسان إذا لم تدعه الحاجة الضرورية فالأولى له ألا يأخذ عوضاً على تعليم القرآن، والعقائد، والحلال والحرام للأدلة الماضية. وإن دعته الحاجة أخذ بقدر الضرورة من بيت مال المسلمين؛ لأن الظاهر أن المأخوذ من بيت المال من قبيل الإعانة على القيام بالتعليم لا من قبيل الأجرة.
والأولى لمن أغناه الله أن يتعفف عن أخذ شيء في مقابل التعليم للقرآن والعقائد والحلال والحرام. والعلم عند الله تعالى).

11: أن تكون الهدية من عدوّ ليصانع المسلمين على ما فيه مفسدة عليهم كإبطال الدعوة والجهاد؛ فإن قبول هذه الهدية وإنفاذ ما طلبوه خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
وفي هدايا المشركين أقوال لأهل العلم : منهم من يفرق بين أهل الكتاب وغيرهم؛ لما صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل هدية المقوقس وهدية أكيدر دومة، وردَّ هدية ملاعب الأسنة وقال له: إنا لا نقبل هدية من مشرك.
وفي مسند الإمام أحمد وغيره أن عياض بن حمار المجاشعي كانت بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم معرفة قبل أن يبعث؛ فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أهدى له ناقةً؛ فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبلها
وقال: إنا لا نقبل زَبَدَ المشركين؛ قال: وما زبد المشركين؟ قال: رفدهم هديتهم)).
وذهب بعض أهل العلم إلى أن رد هدايا المشركين منسوخ، والأظهر والله تعالى أعلم أنه يتبع فيه ما تقتضيه المصلحة الشرعية؛ فإن كان يرجى برد هديته إسلامه ردَّت عليه هديه، وإن كان يظن أنه إنما أهدى لغرض في إغماض للمسلمين وصد عن سبيل الله وجب ردها.

12: أن يكون مفتياً فيهدي إليه من يُظنُّ فيه رغبة المحاباة في الفتوى فلا يحل له قبولها، وكذلك إذا كانت الهدية على سبيل المعاوضة على الإفتاء ؛أما إذا كانت الهدية لا تعلق لها بالفتوى ولا بالمعاوضة على الإفتاء فيسن قبولها والمكافأة عليها.

هذا، والله تعالى أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 30 محرم 1437هـ/12-11-2015م, 04:24 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات |أسئلة_السلوك

السؤال: أشكو من قلة البركة وانعدام الإنجاز على الرغم من تفرّغي للدراسة؛ فبم تنصحني؟
الجواب: قد يقع ذهاب الوقت بلا فائدة عقوبة للعبد على غفلته عن أعمال يحبّها الله تعالى هي أولى بالتقديم والعناية؛ فيشتغل بالنوافل عن الواجبات، وبالمفضول عن الفاضل، وبالقيام بحقّ نفسه عن القيام بحقّ الله تعالى؛ فأمّا من كان يبادر إلى ما يحبّه الله بقلب منيب؛ فإنّ الله تعالى يبارك له في وقته وعمله.
فإذا قام العبد بما يجب في هذا المقام؛ فعليه ببذل الأسباب التي يبارك الله بها الأعمال، ومن ذلك أن يلزم نفسه بأعمال يداوم عليها ولو قلّت ؛ ولتكن هذه الأعمال مما يطيقه بلا مشقّة؛ وليبدأ بها في وقتها ولا ينشغل بغيرها حتى يتمّها.
لأنه إذا كان كلما أراد البدء بقراءة كتاب مثلاً ثم استجاب للشواغل ومقاطعات الاتصالات ونحوها لم يمكنه أن يؤدّي حقّ قراءة الكتاب؛ بل ربما مضى عليه الوقت ولم يقرأ إلا صفحة أو صفحات معدودات سرعان ما ينساها لأنه لم يكن يقرأ بحضور قلب.
واجعل لنفسك من الوقت ما يكفي لجمع الشواغل التي لا بدّ منها في وقت محدد لا تتجاوزه حتى لا يطغى الاهتمام بها على أعمالك التي تحتاج إلى إنجازها.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 2 صفر 1437هـ/14-11-2015م, 02:20 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | التحذير من العلم الذي لا ينفع

مما ينبغي أن يُعلم أنَّ العلم منه نافع وغير نافع، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع:
- فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها )) رواه مسلم.
- وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( سلوا الله علماً نافعاً، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع )) رواه ابن ماجة.
والتعوذ من العلم الذي لا ينفع دليل على أن فيه شراً يجب التحرز منه؛ فينبغي لطالب العلم أن يعتني بالعلم الذي ينفعه في دينه ودنياه، ويحفظ وقته مما لا ينفعه.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 2 صفر 1437هـ/14-11-2015م, 02:30 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | التحذير من العلم الذي لا ينفع

(العلم الذي لا ينفع) فُسّر بتفسيرين:
- أحدهما: العلوم الضارة، كالسحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة وغيره، وهي علوم كثيرة تتجدد في مظاهرة متعددة.
- والتفسير الآخر: عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها لسبب أفضى بصاحبها إلى الحرمان من بركة ذلك العلم، وهذا التفسير تؤيّده دلالة المقارنة، لأنه قرن في الحديث بالقلب الذي لا يخشع، والتفسيران صحيحان.

والعلوم التي لا تنفع كثيرة، ومن أبرز علاماتها مخالفة مؤداها لهدي الكتاب والسنة؛ فكل علم تجده يصد عن طاعة الله، أو يزين معصية الله، أو يؤول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه، أو تقبيح ما جاءت الشريعة بتحسينه؛ فهو علم غير نافع، وإن زخرفه أصحابه بما استطاعوا من زُخرُف القول، وإن ادّعَوا فيه ما ادّعَوا من المزاعم والادّعاءات، فكل علمٍ تكون فيه هذه العلامات فهو علمٌ غير نافع.
والفضول قد يدفع المتعلّم إلى القراءة في ما لا ينفع؛ فيعرّض نفسه للافتتان وهو ضعيف الآلة في العلم؛ قال الله تعالى: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾.
وقد افتتن بعض المتعلّمين بعلم الكلام بعد أن كانوا في عافية منه، وسبب ذلك مخالفتهم هدى الله تعالى، واتباعهم غير سبيل المؤمنين.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #31  
قديم 3 صفر 1437هـ/15-11-2015م, 12:30 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أسئلة التفسير

السؤال: وردت أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها بيان أن الكوثر هو نهر في الجنة؛ ثم وجدنا في كلام المفسرين ترجيحا للمعنى الأعم - الذي هو الخير الكثير ومنه النهر في الجنة ، مثل ما رجح ذلك ابن كثير و السعدي؛ فلماذا لم يكن هذا الحديث نصاً في المسألة وحسماً للنزاع بما أنه تفسير نبوي، وهو مقدم على غيره فالنبي صلى الله عليه وسلم أعلم بمراد ربه؟
الجواب: أصل الخلاف في هذه المسألة في معنى التعريف في لفظ "الكوثر" هل هو للجنس أو للعهد؟
- فإن كان للعهد الذهني فالقول الصحيح أنه نهر في الجنّة، لدلالة الأحاديث الصحيحة على تعيين المراد به؛ كما في صحيح مسلم عن أنس قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين أظهرنا في المسجد؛ إذ أغفى إغفاءةً، ثمّ رفع رأسه متبسّماً، قلنا: ما أضحكك يا رسول اللّه؟ قال: «لقد أنزلت عليّ آنفاً سورةٌ» فقرأ: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم {إنّا أعطيناك الكوثر * فصلّ لربّك وانحر * إنّ شانئك هو الأبتر}». ثمّ قال: «أتدرون ما الكوثر؟». قلنا: اللّه ورسوله أعلم. قال: «فإنّه نهرٌ وعدنيه ربّي عزّ وجلّ، عليه خيرٌ كثيرٌ، وهو حوضٌ ترد عليه أمّتي يوم القيامة، آنيته عدد النّجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: ربّ، إنّه من أمّتي. فيقول: إنّك ما تدري ما أحدث بعدك».
وروي عن ابن عمر وعائشة وحذيفة في ذلك أحاديث مرفوعة وموقوفة.
ويعتذر لابن عباس بأنّ النص على هذا التفسير لم يبلغه.
وقد رجّح ابن جرير هذا القول، وقال ابن حجر: لا معدل عنه.

- وإن كان التعريف للجنس: فالقول الصحيح قول ابن عباس، وهو أنّ المراد بالكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه في الدنيا والآخرة، ويكون النهر من جملة ذلك الخير، والنص عليه في الحديث من باب التفسير بالمثال لا على إرادة الحصر، ولذلك نظائر كثيرة في التفاسير النبوية وتفاسير السلف.
وقد روى البخاري في صحيحه من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ -رضي اللّه عنهما-، أنّه قال في الكوثر: هو الخير الّذي أعطاه اللّه إيّاه.
قال أبو بشرٍ: قلت لسعيد بن جبيرٍ: فإنّ النّاس يزعمون أنّه نهرٌ في الجنّة، فقال سعيدٌ: النّهر الّذي في الجنّة من الخير الّذي أعطاه اللّه إيّاه.
وسعيد بن جبير قد بلغه التفسير الآخر يقيناً، ومع ذلك رجّح التفسير المرويّ عن ابن عبّاس، وهذا ترجيح منه بأنّ التعريف للجنس لا للعهد، وهذا القول هو الذي رجّحه ابن كثير، وهو اختيار شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
ومعرفة معاني التعريف في التفسير مهمّة لطالب علم التفسير؛ فإنّه يتبيّن له بها بعض أسباب الاختلاف وأوجه الجمع بين أقوال المفسرين.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 3 صفر 1437هـ/15-11-2015م, 12:32 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

#منتقى_السؤالات | أسئلة السلوك

السؤال: التائب العائد إلى ربه، يعصي ثم يعود إلى ربه. أريد منكم نصيحة ماذا يقول في سجوده؟
الجواب:ليكثر من سؤال الله تعالى من فضله ورحمته فبهما تزكو النفوس، وقد قال الله تعالى: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا}.
ثم ليتبع السؤال أعمالاً صالحة، واتباعا لهدى الله تعالى، واستعاذة به من شر النفس وكيد الشيطان، وليتخذ الشيطان عدوا؛ فيحذر كيده واتباع خطواته وما يهوّن به على النفس ركوب أول درجات المعصية حتى يستزلّه بها.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 3 صفر 1437هـ/15-11-2015م, 12:35 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات |أسئلة_العقيدة


السؤال: إذا كان طالب العلم يحاول أن يخلص نيته لله, لكنه أحيانا يكتب بحثا أو يحفظ متنا أو ما أشبه ذلك ابتغاء التقرب إلى شيخه و أن يصطفيه الشيخ بزيادة عناية على سائر الطلبة, فهل هذا يقدح في إخلاصه مع أن أصل نيته لله؟
الجواب: هذا سؤال مهم ، ومن الناس من يوفق فيه للمقاصد الحسنة، ومنهم من تنحرف نيته، ومنهم من يشوب نيته ما يشوبها من خفي الشرك.
فمن المقاصد الحسنة: أن يجوّد بحثه ليستدل بإعجاب معلّمه به على إتقانه ، أو ليدخل السرور على نفس معلّمه بأن تلميذه قد أحسن تعلّم ما ألقاه إليه، ونحو ذلك من المقاصد الحسنة لا تقدح في الإخلاص بل هي إما مما يحتاجه طالب العلم ليتبيّن له حسن تحصيله من عدمه، وإما من المقاصد التي يثاب عليها العبد ثواباً إضافيا على ثواب أصل العمل.
وعلى هذا يحمل قول أبي موسى الأشعري رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم لما أبلغه أنه استمع إلى تلاوته: (لو علمت لحبرته لك تحبيراً) رواه أبو يعلى وابن حبان والبيهقي وأصله في صحيح مسلم.
فإن إدخال السرور على نفس النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم ما يُتقرب به إلى الله تعالى، وقال رضي الله عنه نحو هذا القول لأمهات المؤمنين لما علم أنهن يستمعن إلى تلاوته، ويحمل على نيّة التشويق للقرآن، كما صح عنه أنه قال: (ولشوّقت تشويقا).
وكذلك كان ابن عباس يتحرى إحسان الإجابة؛ فإذا رأى أنها أعجبت عمر كان ذلك أطيب لنفسه وأشرح لصدره، وإذا رأى أنها لم تعجبه اغتم لذلك حتى ربما عاده بعض أهله يظنونه مريضاً.
وهذا لأجل استدلاله بموافقة عمر على صواب قوله، وزيادة مبلغه من العلم، وليس لأجل مراءاة عمر وطلب إعجابه المجرد أو لينال به عرضا من الدنيا كما يفعله المنافقون.
فالحاصل أن تعدد المقاصد الحسنة في العمل الواحد مما يضاعف الله بها المثوبة ويرفع به الدرجة.
وأما من كانت نيته لأجل أن يثني عليه شيخه فيترفع بذلك على أقرانه أو لأجل أن يصرف وجوه الناس إليه ، أو لينال بذلك عرضا من الدنيا ؛ ونحو ذلك من المقاصد المذمومة فهذا مما اشتد النهي عنه في النصوص وورد فيه الوعيد الشديد.
فأصحاب المقام الأول من أهل الإحسان، وأصحاب المقام الثاني من أهلها الإساءة، وبينهما مخلّطون.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 11 صفر 1437هـ/23-11-2015م, 07:42 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_الفوائد | مسائل التفسير

قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62)}
في معنى قوله: (لأحتنكنّ) قولان:
القول الأول: أي لأحتنكنَّهم كما تُحتنك الدابة، إذا شدّ على حنكها حبل تقاد به.
قال زبان بن سيّار الفزاري:
لئن كنت تُشْكَى بالجماحِ ابنَ جعفر = فإن لدينا ملجمين وحانكا
والقول الثاني: لأحتنكنّهم أي: لأستأصلنّهم، كما يحتنك الجراد الأرض فيأتي على ما فيها من النبات {إلا قليلا} ممن علم أنّه ليس له سلطان عليهم.
قال ابن السِّكِّيتِ (ت: 244هـ ): (الحَنْكُ مصدر، حَنَكَ الدَّابَّةَ يَحْنِكُها حَنْكَا، إذا شدَّ في حِنْكِها الأسفلِ حَبْلاً يقودها به، و(قد احتنكَ دابَّتَه)، مثلُ (حنَكَها).
ويقال: قد احتنكَ الجرادُ الأرضَ إذا أتى على نبتها.
وقول الله جل ذكره {لأحتنكن ذريته إلا قليلا} مأخوذ من أحد هذين)ا.هـ.

والراجح
أنّ الآية تجمع المعنيين، وقد فسّر ابن عباس رضي الله عنهما هذه الكلمة بتفسير جامع: فقال: لأحتنكنّ أي لأستولين.
فاستولى الشيطان عليهم جميعاً إلا من شاء الله، وكل من استولى عليه قاده في طرق الضلال قود الدوابّ.
وأما من فسّره بمعنى "لأضلنّ" فهذا ليس بتفسير للفظ، وإنما هو بيان لمؤدّى هذا الاحتناك ونتيجته.
فيا من أكرمه الله بفهم كتابه، وشرّفه بخطابه، وبصّره بكيد عدوّه أكرم نفسك أن تكون دابة لإبليس يحتنكك فيقودك كما تقاد الدابة.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 16 صفر 1437هـ/28-11-2015م, 10:38 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات |


السؤال: ما الفرق بين الجدال والمراء ؟
الجواب: الجدال في اللغة مشتق من الجَدْل، وهو شدة القتل، وذلك بإلقاء الخصم على الجَدالة وهي الأرض، ومنه سمي الصقر بالأجدل، لشدة قتله، ويقال: تركته مجدلاً، أي مقتولاً ملقى على الأرض.
قال عنترة:
وحليل غانيةٍ تركتُ مجدَّلا .. تمكو فريصته كشِدْقِ الأعلم
فاشتق منه الجدال للمناسبة المقتضية لذلك؛ فكأن المجادل يحاول صرع خصمه بقوة الحجة.
والجدال إن كان بالحق كان محموداً مثاباً عليه صاحبه كما قال تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن}.
وإن كان بالباطل كان مذموماً منهياً عنه كما قال تعالى: {وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق}
وأما المراء فهو مشتق من قولهم: (مريتُ الشاة) إذا مسحت على ضرعها لتدر بالحليب؛ فاشتق منه المراء لأن المماري يستخرج ما عند خصمه من الحجة.
قال ابن الأثير: (يقال للمناظرة مماراة لأن كل واحد يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمترى الحالب من الضرع).
والمراء أكثر ما يطلق في النصوص في مقام الذم والنهي عنه كما في سنن أبي داوود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((المراء في القرآن كفر)).


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 16 صفر 1437هـ/28-11-2015م, 10:40 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات


السؤال: ما حكم الثقة بالنفس؟
الجواب: حق هذا السؤال أن يبسط الجواب عنه لأهميته ووقوع خلط ولبس شائع في هذه القضية إفراطاً وتفريطاً ، والصواب هو التزام هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وهو أحسن الهدي.
والثقة في النفس إن كان المراد بها الأمن عليها من الفتنة والنفاق والوقوع في مساوئ الأعمال فهذا من الغرور، فمن عرّض نفسه للفتنة ثقة بنفسه فإنه عُرضة للخذلان والافتتان ، لأنه تخلى عن الاستعانة بالله والتوكل عليه ووثق بنفسه.
والواجب على العبد أن لا يثق بنفسه هذه الثقة المذمومة بل عليه أن يستبرئ لدينه ويتقى المحرمات والشبهات والتعرض للفتن ما استطاع؛ فإذا ابتلي فليشهد افتقاره إلى الله وعظيم حاجته إلى هدايته وتوفيقه وحمايته وليفعل ما يهدي الله إليه من الأعمال والأقوال المناسبة لحاله؛ فإذا فعل ذلك كفاه الله ووقاه وهداه.
ومهما بلغ صلاح العبد وعلمه وعبادته فإنه لا يأمن على نفسه الشرك فما دون ذلك، وقد قال إبراهيم عليه السلام في دعائه: {واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام}
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من سؤال الله الثبات على دينه.
وهذان الخليلان عليهما السلام خير خلق الله ، ومع ذلك لم يأمنا على أنفسهما الفتنة بما يخرج من الملة؛ فالخوف من الوقوع في الفتنة والنفاق والشرك من سمات عباد الله المتقين.
فهذا جانب يجب على الإنسان أن يطّرح فيه الثقة في نفسه ويبقى قلبه معلقاً بربه جل وعلا يسأله الهداية والثبات على الدين، ويدعوه دعاء من يحسن الظن به ويرجوه ويخافه ويحبه فيكون بذلك حرياً بأن يستجاب له.
وأما ما أنعم الله به على العبد من نعم يجد من نفسه قوة عليها كالعلم والصلاة والجهاد والتعليم والدعوة وحسن البيان، وحسن المعرفة بأي مجال من المجالات النافعة فإن من شكر تلك النعمة أن يعترف بها لله جل وعلا، وأن يبذلها فيما يرضي الله.
والإنسان بصير بنفسه، وقيمة المرء ما يحسنه، فإن وجد من نفسه أنه يحسن أمراً من الأمور التي تنفعه في دينه ودنياه أو تنفع أمته؛ فليصدق الله تعالى في الاعتراف بها وشكرها ويسأل الله أن يزيده من فضله وأن يهديه لحسن شكره عليها، وأما من وجد من نفسه إحساناً لأمر من الأمور فقادته الرهبة غير المبررة إلى إهماله وتركه فقد ضيع نعمة الله عليه وظلم نفسه، وهضمها حقها الذي كان سببا قد تنال به فضلاً عظيماً من الله جل وعلا، والنعم إذا شُكرت قرَّت وإذا كُفرت فرَّت.
وفي المسند والسنن من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من عَلم الرمي ثم تركه رغبة عنه فهي نعمة كفرها)).


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 17 صفر 1437هـ/29-11-2015م, 03:31 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أحكام المصاحف

السؤال: ما هي الطريقة المناسبة للتخلص من الأوراق القديمة التي تحتوي على آيات قرآنية أو بسملة أو المصاحف القديمة ؟
الجواب: من أهل العلم من يفضل الحرق لأن عثمان رضي الله عنه أحرق المصاحف الأخرى بعد أن جمع الناس على مصحف واحد حتى لا تختلف قراءتهم.
وجمهور العلماء على أن الدفن أفضل من الحرق.
قال إبراهيم النخعي: (كانوا يأمرون بورق المصحف إذا بلي أن يدفن). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام.
وروي فعله عن أبي الجوزاء من التابعين.
وروى ابن أبي داوود عن طلحة بن مصرف رحمه الله أنه قال: ( دفن عثمان المصاحف بين القبر والمنبر). وذلك بعد حرقها.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (المصحف العتيق والذى تخرق وصار بحيث لا ينتفع به بالقراءة فيه فإنه يدفن فى مكان يصان فيه، كما أن كرامة بدن المؤمن دفنه فى موضع يصان فيه).
وروي عن بعض الفقهاء غسلها حتى يذهب الحبر من الورق، لكن هذا قد يتصور في الكتب القديمة التي كتبت بمداد يغسله الماء.
ويصح التخلص من تلك الأوراق بأي طريقة لا يكون فيها امتهان بوضعها مع النجاسات أو إلقائها في الأرض وتعريضها لوطء الأقدام ونحو ذلك.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 17 صفر 1437هـ/29-11-2015م, 03:37 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أسئلة العقيدة


السؤال عمن مات وعليه كبيرة أو دين فما حكمه؟
الجواب: مما يجب اعتقاده أن من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات مشركاً دخل النار، كما دلّ على ذلك الكتاب والسنة المتواترة.
قال الله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
وفي صحيح البخاري وغيره عن أبي ذر الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «مكانك لا تبرح يا أبا ذر حتى أرجع»قال: فانطلق حتى غاب عني، فسمعت صوتا، فخشيت أن يكون عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأردت أن أذهب، ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تبرح» فمكثت. قلت: يا رسول الله، سمعت صوتا، خشيت أن يكون عرض لك، ثم ذكرت قولك فقمت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذاك جبريل، أتاني فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة» قلت: يا رسول الله، وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق»
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله، ما الموجبتان؟
فقال: «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار» رواه مسلم.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من مات يشرك بالله شيئا دخل النار»، وقلت أنا: «ومن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة» متفق عليه.
والأحاديث في هذا المعنى متواترة، أن من مات لا يشرك بالله شيئاً فهو من أهل الجنة، ولكن هذا الدخول لا يقتضي أن لا يكون قبله عذاب، ففي صحيح ابن حبان وغيره من حديث هلال بن يساف، عن الأغر، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنه من كان آخر كلمته لا إله إلا الله عند الموت، دخل الجنة يوما من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه».
ومن مات من أهل الإسلام وقد اجتنب الكبائر غفر له ما دونها، ودخل الجنة بغير عذاب، لقول الله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً}
وأما من مات وعليه كبيرة؛ فأمره إلى الله؛ إن شاء الله عفا عنه، وإن شاء عذبه على ذنبه في الدنيا أو في قبره أو بأهوال يوم القيامة أو في النار حتى لا يدخل الجنة إلا وقد تطهّر من ذنوبه؛ فإنه لا يدخل الجنة إلا نفس طيبة.
وأما من مات وعليه دين فلا يخلو من حالين:
الأولى: أن يكون في حياته مريداً لأداء ما عليه من الدين، صادقاً في ذلك، باذلاً ما يستطيع من الأسباب المشروعة لأداء دينه؛ ثم يموت وعليه دين في ذمته؛ فهذا قد وعده الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أن يؤدّي الله عنه، كما في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله».
والحال الثانية: أن يموت حين يموت وعليه دين هو غير صادق في نيّة ردّه، أو يكون قد سرق أو غصب مالاً، وغير ذلك من أوجه المكاسب المحرّمة التي يجب عليه في حال حياته أن يتوب إلى الله تعالى وأن يردّ الأموال إلى أهلها؛ فمن مات ولم يتب فإنه يوم القيامة لا درهم ولا دينار، وإنما يكون الاستيفاء بالحسنات والسيئات كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "هل تدرون من المفلس؟
قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع.
قال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة، ويأتى قد شتم عرض هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، فيقعد، فيقتص هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من الخطايا أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار". رواه الإمام أحمد ومسلم.
ولذلك فإن الخطر على المسلم أن يموت على كبيرة لم يتب منها ، أو يكون عليه حقّ لآدمي لم يؤدّه إليه ولم يرد أداءه إليه في حياته، ولم يؤدّ عنه هذا الحق بعد موته، ولم يبحه صاحب الحق.
أما من مات وهو مجتهد في أداء ما عليه من الحقوق بما يستطيع من الأسباب؛ فإنّ الله تعالى لا يعذّبه على ما لا يستطيع، وقد قال الله تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها} فمن قدر عليه رزقه وعليه حقوق لم يؤدها فإن الله لا يكلّفه أداء ما لم يؤته.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 18 صفر 1437هـ/30-11-2015م, 03:24 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
بيان الاستعاذة الصحيحة النافعة

أمر الله تعالى بالاستعاذة به؛ وهذا الأمر الرباني يتضمّن وعداً كريماً بإعاذة من يستعيذ به، فمن أحسن الاستعاذة بالله تعالى أعاذه الله،كما قال الله تعالى في الحديث القدسي [ولئن استعاذني لأعيذنه]، والله تعالى لا يخلف وعده، ولكن الشأن كلَّ الشأن في تصحيحِ الاستعاذةِ وإحسانها؛ فإن الاستعاذة الصحيحة هي التي تنفع العبد بإذن الله تعالى، وهي التي يكون فيها صدق التجاء القلب إلى الله تعالى، واتباع هداه، فيما يأمر به العبد وينهاه، فإذا سلك العبد سبيل النجاة نجاه الله.
وأما من يستعيذ بلسانِه وقلبُه معرضٌ عن صدق الالتجاء إلى الله، أو يستعيذ بلسانه ولا يتبع هدى الله فاستعاذته كاذبة.
ولذلك فإنَّ الناس في الاستعاذة على درجات:
الدرجة الأولى: أصحاب الاستعاذة الباطلة، وهي الاستعاذة التي تخلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة؛ وهؤلاء استعاذتهم من جَهْد البلاء، لأنهم يستعيذون بالله وبغيره؛ فيشركون بالله، ويدعونَ {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}، وكذلك أصحاب الاستعاذات البدعية مما يحدثه بعض الناس من التعويذات المبتدعة، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، وهي استعاذة خلت من الشرك والبدعة، لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها من ضعف الالتجاء إلى الله، وضعف الاستعانة به، والتفريط في اتباع هداه؛ فيستعيذ أحدهم وقلبه فيه غفلة ولهو عن الاستعاذةِ.
والاستعاذةُ نوع من أنواع الدعاء وقد رُوي من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل )) والحديث حسَّنه الألبانيّ رحمه الله.
قال ابن القيّم رحمه الله في الجواب الكافي كلاماً معناه: الدعاء دواء نافع مزيل للداء لكن غفلة القلب عن الله تضعف قوَّته.
وكذلك من يستعيذ بقلبه لكن في اتباعه لهدى الله عز وجلَّ ضعف وتهاون وتفريط فتكون استعاذته ناقصة بذلك، والاستعاذة الناقصة تنفع أصحابها بعضَ النفع بإذن الله تعالى.
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبَّلة التي تنفع أصحابها بإذن الله، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل:
فأما تصحيح الاستعاذة بالقلب؛ فذلك بأن يكون في قلب صاحبها التجاء صادق إلى الله جل وعلا، فيؤمن بأنه لا يعيذه إلا الله، ويتوكل على الله وحده، ويحسن الظنَّ به، ويصبر على ما يصيبه حتى يفرج الله عنه، ولا ينقض استعاذته ولا يضعفها بالاستعجال وترك الدعاء ولا بالتسخط والاعتراض.
وأما الاستعاذة بالقول؛ فتكون بذكر ما يشرع من التعويذات المأثورة، وما في معناها مما يصحّ شرعاً.
وأما الاستعاذة بالعمل؛ فتكون باتباع هدى الله جلَّ وعلا، ولا سيما في ما يتعلق بأمر الاستعاذة.
ولتوضيح هذا الأمر يقال:
مَن استعاذ بالله جل وعلا من شر الشيطان، فيجب عليه أن يتبع هدى الله بأن لا يتبع خطوات الشيطان، وأن يذكر الله ويسميه في المواضع المأثورة، ونحو ذلك مما هدى الله إليه للعصمة من شر الشيطان وكيده؛ فمن اتبع هدى الله كانت استعاذته صحيحة.
ومن كان يستعيذ بالله من الشيطان وهو يتبع خطوات الشيطان ويُعرِضُ عن هدى الله فاستعاذته غير صحيحة.
والمقصود أن استعاذة المتقين هي التي جمعت شروط الصحة وهي التي يترتب عليها أثرها بإذن الله تعالى.
الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثراً، وأصحاب هذه الدرجة هم ممن أوجبَ الله تعالى على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه، وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قال: [ من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه] )).
وهؤلاء هم الذين أحسنوا الاستعاذة بقلوبهم؛ حتى إنهم يستعيذون بالله كأنهم يرون الله جل وعلا، ويكثرون من ذكر الله، ويحسنون اتباع هدى الله تعالى؛ فتراهم يسارعون في الخيرات، ويتورعون عن الشبهات، ويحسنون التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض.
فهؤلاء أولياء الله، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، واستعاذتهم سريعة الأثر في الغالب، كما كانت استجابتهم لله تعالى سريعة لا تردد فيها ولا توانٍ.
وبهذا يتبيَّن أن الناس يتفاضلون في الاستعاذة، بل أصحاب كلّ درجة يتفاضلون فيها، وكلما كان العبد أحسن استعاذةً كانت استعاذته أنفعَ وأحسنَ أثراً بإذن الله تعالى.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 20 صفر 1437هـ/2-12-2015م, 12:34 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات |

هل نُسخ الاستغسال للعين بنزول المعوّذتين؟
نسخ الاغتسال للعين ذكره الطحاوي في شرح مشكل الآثار احتمالاً في أول الأمر؛ ثم كأنه جزم به بعد ذلك لما ساق بعض الأدلة التي فيها الإرشاد إلى الرقية ومنها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت عليه المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما.
ففهم منه الطحاوي أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الأمر بالاغتسال لذلك، وهذا القول غير صحيح لأمرين:
الأمر الأول: أن قوله وترك ما سواهما ظاهر من سياق الحديث أنه أراد التعويذات، ثم هو ليس بالترك التام؛ بدليل ما صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم من تعويذات أخرى غير المعوذتين؛ كالتعويذة التي كان يعوّذ بها الحسن والحسين، وتعويذة جبريل عليه السلام التي أولها: (أعوذ بكلمات التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر...) ، وغيرها من التعويذات التي صحّت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يزل المسلمون يأخذون بها.
والأمر الثاني: أن جماهير العلماء على عدم النسخ، بل نصّ جماعة من شراح الأحايث على أن العائن إذا استُغسل فيجب عليه أن يَغسل ولو أن يُجبر على ذلك؛ كما ذكره المازري والنووي وابن عبد البر وابن حجر وغيرهم.
وأثر الزهري المشهور في صفة الاغتسال للعين وتداول العلماء له في كتبهم ونص الفقهاء في المذاهب الأربعة على وجوب غسل العائن كل ذلكمما يدل يقينا على عدم النسخ، وأن ما فهمه الطحاوي رحمه الله غير ظاهر من دلالة الحديث، ولذلك لم يذهب إليه أحد من الأئمة المعروفين فيما أعلم.
ثم إنّ الاغتسال علاج قد جعل الله له أثراً معلوما، وهو مما يدرك أثره بالتجربة ، ولم يزل الناس يعرفون أثر الاغتسال في أحوال كثيرة ويحفظ الناس من قصص الشفاء بسبب الاغتسال ما لا يكاد يُحصى كثرة، وهو في الأصل يكفي فيه الإذن مع ثبوت نفعه بالتجربة حتى لو لم يرد في السنة الأمر به؛ فكيف وقد صحّ فيه سنة نبوية مشهورة، وصحّ إلزام من استغسل بأن يغسل كما في صحيح مسلم وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا).
ولو كان الاغتسال غير نافع لنهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما نهى عن كثير من الأمور التي لا تنفع مما كانت العرب تفعله في الجاهلية.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #41  
قديم 20 صفر 1437هـ/2-12-2015م, 12:37 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أسئلة علم السلوك

السؤال: من زالت عنه نعمة بسبب ذنب ارتكبه؛ ثم تاب من ذنبه؛ هل الأفضل في حقّه أن يحسن الظنّ بالله ويعدّ زوال النعمة خيراً له أو يعدّ زوالها عقوبة له على ذنبه؟
الجواب: الصحيح أن يجمع الأمرين ويزيدهما أمراً ثالثاً وهو الصبر على مصيبة فقد النعمة.
فيحسن الظنّ بالله ، ويصدق في التوبة، ويصلح شأنه، ويرجو أن يعوّضه الله خيراً مما فاته بسبب ذنبه وقد قال الله تعالى: {إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم}
وقال الله تعالى: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوء بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنّه غفور رحيم}
والعبد ما دام في دار الإمهال وباب التوبة مفتوح لا يعلم ما يختم له به، وما يعوّضه الله، وإذا احتسب مصيبة رفع النعمة وهي مصيبة أصابته بما كسبت يده؛ وسدد قوله وفعله رُجي له أن يكون من المهتدين، وأن يحسن الله عاقبته، فتكون المصيبة في حقه خيراً له لأنها ذكّرته وأيقظته من غفلته، وردعته عن غيّه وبغيه.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 20 صفر 1437هـ/2-12-2015م, 06:18 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أحكام الرُّقى

السؤال: كيف تكون الرقية بالمعوذات؟ هل يكون النفث قبل القراءة أو بعدها؟
ورد في الأحاديث ما يفيد مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة المعوذات والرقية بها؛ ففي صحيح البخاري أيضاً من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كلَّ ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما ؛ فقرأ فيهما: {قل هو الله أحد}، و{قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس} ؛ ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده؛ يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
وفي هذا اللفظ ما يفيد هذا الترتيب: يجمع كفيه، ثم ينفث فيهما، ثم يقرأ مباشرة ، ثم يمسح جسده، فتكون الرقية على الكفين وما فيهما من الريق الذي نفثه.
وفي مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله إذا أراد النوم جمع يديه فينفث فيهما ثم يقرأ {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ، ثم يمسح بهما وجهه ورأسه وسائر جسده).
قال عُقيل -راوي هذا الحديث عن ابن شهاب الزهري-: ورأيت ابن شهاب يفعل ذلك.
وفي صحيح البخاري عن معمر أنه سأل الزهري: كيف ينفث؟ قال: (كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه).
وهذا كما تقدم لتبلغ الرقية الريق الذي في الكفين ثم يمسح جسده بما قد قرئ عليه من الريق وباطن الكفين.
وقد ورد عن الصحابة العمل بالأمرين: تقديم النفث على القراءة وهو الأكثر، وورد تقديم القراءة على النفث، وفي ذلك آثار عن الصحابة لا نطيل بذكرها.
فجاء عن ابن مسعود وحنظلة بن حذيم وغيرهما تقديم النفث على القراءة.
وجاء عن أبي سعيد الخدري وعلاقة بن صحار رضي الله عنهما تقديم القراءة على النفث.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 20 صفر 1437هـ/2-12-2015م, 06:18 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي


قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أسئلة السلوك


السؤال:
كيف أنال محبة الله؟
الجواب: الطريق الوحيد لنيل محبة الله تعالى هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}
وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم بما أوحى الله إليه من الكتاب والحكمة ما ينال به العبدُ رضوان الله تعالى ومحبته؛ فمن قرأ القرآن تبيّن له بعض الأعمال التي يحبّ الله مَن عملها على سنة نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم ؛ ففي كتاب الله تعالى {إن الله يحب المحسنين} و{يحب المتوكلين} و{يحب التوابين ويحب المتطهرين} و{يحب المتقين} و{يحب الصابرين} و{يحب المقسطين} و{يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص}
وفي الحديث القدسي الشريف أن الله تعالى قال: [ وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه..] الحديث رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وكما بيّن الله تعالى الأعمال التي يحبّها فقد بيّن الأعمال التي لا يحبّها، وأصولها : الكفر والفسوق والعدوان والظلم والاستكبار والخيانة والاختيال والفخر والإسراف والفرح المذموم .
وكل ما نهى الله عنه فإنّ الله يبغضه ولا يحبّه، وكلّ ما أمر الله به فإنّ الله يحبّه؛ فمن أراد أن تسلم له محبة الله تعالى فليؤدّ إلى الله ما يحبّه من الفرائض والنوافل، وليجتنب ما يُسخط الله عز وجل.
واقرأ هنا لمزيد من التفصيل
http://jamharah.net/showpost.php?p=121700&postcount=2


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 22 صفر 1437هـ/4-12-2015م, 10:51 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أسئلة الفقه

السؤال:
كنت استمع للقرآن الكريم أثناء القيام بأعمال أخرى ، وبفضل الله وجدت أن الحفظ أيسر مع تكرار سماع السورة؛ فهل يعتبر الاستماع للقرآن مع الانشغال بأمور أخرى مخالفا لهذا الأمر {فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون}؟
الجواب: أما قوله تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} فقد نقل الإمام أحمد الإجماع على أن هذه الآية نزلت في الصلاة؛ ويدلّ لذلك الآثار المروية في سبب نزولها وهي على أنواع.
لكن يبقى عموم دلالة الآية على ما سوى الصلاة ففيه مواضع يجب الإنصات فيها لتلاوة القرآن كما إذا قرأ الخطيب يوم الجمعة آيات من القرآن فالاستماع لها واجب، وقد نص على ذلك جماعة من السلف.
وقد ذم الله الذين إذا تليت عليهم آياته أعرضوا عنها رغبة عنها وهذا حال المنافقين والكفار، ويشابههم في ذلك بعض العصاة الذين يرغبون عن تلاوة القرآن ويسرفون على أنفسهم بالمعاصي وإذا تليت عليهم آيات الله أعرضوا عنها فهؤلاء مذمومون على هذه الحال التي أصلها إعراض القلب عن استماع آيات الله إما إعراضاً مطلقاً كإعراض الكفار والمنافقين أو نوع إعراض كإعراض العصاة من المسلمين.
وأما المؤمن الذي في قلبه إنابة إلى الله تعالى وخشية له فإنه إذا تليت عليه آيات الله زادته إيماناً وانتفع بها وتذكر واعتبر.
ولا يجب على المسلم أن ينصت لكل قارئ يقرأ القرآن، ولذلك نص الفقهاء على أن سجود التلاوة للمستمع دون السامع، والفرق بينهما أن المستمع منصت للتلاوة فإذا سجد القارئ عند موضع السجود سُنَّ له أن يسجد معه، وأما السامع الذي مرّ والقارئ يقرأ وهو غير منصت له فلا سجود عليه.
وتكرار سماع الآيات مما يعين على الحفظ وهذا مقصد صالح لمن كان يشتغل ببعض الأعمال التي لا تشغله عن السماع فلا بأس أن يستمع وهو يزاول بعض أعماله.
لكن الذي لا ينبغي هو أن يشتغل باللهو والقرآن يُتلى عليه فهذا هو المذموم، كأن يُقرأ القرآن وهو يمازح جلساءه ويتضاحكون أو يلهون بشيء من اللهو فهذا يُنهى عنه ويُنكر على من فعله لمنافاته تعظيم القرآن.
وأما أن يُتلى عليه القرآن ويستمع إليه وهو يزاول بعض أعماله وكذلك المرأة التي تستمع إلى القرآن وهي تزاول أعمال منزلها فهذا كله لا بأس به إذا كان يجد لذلك نفعاً إما لمراجعة الحفظ أو تدبّر بعض الآيات.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 22 صفر 1437هـ/4-12-2015م, 10:54 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
منتقى_السؤالات | فقه الحديث


السؤال: كيف نوفق بين الحديثين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن غِرٌّ كريم، والفاجر خبٌّ لئيم) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن كيس فطن"؟
الجواب: (المؤمن غرّ كريم) أي ليس من شأنه الخديعة واحتيال الحيل للمكر بغيره والتفطّن لمواضع الإضرار ليكيد المسلمين؛ فهو في غفلة عن تتبع العورات واحتيال الحيل للمكر والخديعة واغتنام الفرص للإضرار بمن يستأمنه.
وهو كريم إذا رأى عورة سترها، وإذا رأى خلّة سدّها، ويدفع السيئة بالحسنة؛ بخلاف الفاجر الذي من شأنه اللؤم وتتبع العورات واغتنام الفرص للوقيعة بمن هم في غفلة عن كيده ومكره.
وأما كون المؤمن كيسا فطنا فهذا وصف مدح وكمال يراد منه حث المؤمنين على التحرز من كيد أهل الخديعة والمكر من الفجّار والمنافقين؛ فمن المؤمنين من يكون على هذا الوصف الممدوح الذي يقتضيه كمال الإيمان وحسن اتباع هدى الله تعالى بترك مجادلة السفهاء ومماراتهم، وبمداراة الناس، ومقابلة الإساء بالإحسان، والسكوت عما لا نفع فيه، وترك ما لا يعنيه، وأن لا يلدغ من جحر مرتين، وأن لا يغضب، وأن يستعيذ بالله من شر نفسه ومن شرور شياطين الإنس والجن، ونحو ذلك من الأمور التي هدى الله المؤمنين إليها ليسلموا من كثير من الشرور والمكائد ؛ فمن فعل ذلك كان كيّسا فطناً ، ومن غفل عن ذلك كان فيه تقصير بقدر ما فرّط فيه من اتّباع هدى الله وما يقتضيه الإيمان بالله تعالى.
ومن الكياسة أن يوقن المؤمن بحاجته إلى الاستعاذة بالله تعالى من شرّ الأشرار؛ وافتقاره إليه، فتنفعه تلك الاستعاذة بإذن الله؛ وهي من أعظم أسباب الوقاية من شرّ الأشرار، وقد يهدى العبد بسبب تلك الاستعاذة إلى سلوك سبيل ينجّيه من شرّ من يريد به شرّا، ولو كان لا يعلمه.
وكم من ذكيّ فرّط في أسباب الوقاية فشقي بتفريطه، وكم من مؤمن لا يعدّه الناس من أذكيائهم نجّاه إيمانه بالله وحسن استعاذته به.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #46  
قديم 23 صفر 1437هـ/5-12-2015م, 10:53 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
منتقى_السؤالات |أسئلة الحديث

السؤال:
ما معنى الوسيلة للرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب: الوسيلة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه؛ ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي؛ فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ، ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة).
قوله: (لا تنبغي إلا لعبد) أي لا ينالها إلا رجل واحد؛ فهي منزلة في الجنّة يتفّرد بها النبي صلى الله عليه وسلم، وفي مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((سلوا الله لي الوسيلة)).
قالوا : يا رسول الله، وما الوسيلة؟
قال: ((أعلى درجة من الجنة، لا ينالها إلا رجل واحد، أرجو أن أكون أنا)).


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #47  
قديم 23 صفر 1437هـ/5-12-2015م, 11:10 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
منتقى_السؤالات |أسئلة الحديث

السؤال: ما معنى الرفيق الأعلى في قول الرسول صلى الله عليه وسلم حين جاءته المنية ؟
الجواب: خلاصة الجواب أن الرفيق الأعلى هم الأنبياء الذي استقرّت أرواحهم في أعلى عليّين، فهم منعّمون بأرواحهم في الرفيق الأعلى ، وأجسادهم في الأرض لا تبلى؛ فإنّ الله قد حرّم على الأرض أجساد الأنبياء.
قال النووي رحمه الله: (الصحيح الذي عليه الجمهور أن الرفيق الأعلى الأنبياء الساكنون أعلى عليين).


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 23 صفر 1437هـ/5-12-2015م, 11:16 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية

السؤال: هل الذنوب التي يغفرها الله للعبد يراها في صحيفته يوم القيامة ويُسأل عنها؟
الجواب: صحّ أن الله تعالى يكلّم كل واحد من عباده المؤمنين يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان؛ وورد أنه يقرّر عبده المؤمن بذنوبه؛ ثمّ يعفو عنه.
- ففي الصحيحين من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
- وفي الصحيحين أيضاً من حديث صفوان بن محرز المازني، قال: بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما آخذ بيده، إذ عرض رجل، فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟

فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافقون، فيقول الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين})).
فهذا هو العرض، أي عرض ذنوب العبد عليه، ومن المسلمين من يناقش الحساب، ومن نوقش الحساب عُذّب كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نوقش الحساب يوم القيامة عذب).
فمناقشة الحساب في نفسها عذاب، والعقوبة عليها عذاب.

وفي محو الذنوب التي تاب منها العبد أو أتبعها حسنات قولان للعلماء:
القول الأول: أنها تمحى بمعنى إبطال أثرها، لكنه يجدها في صحيفة أعماله يوم القيامة ويقرره الله بذنوبه وإن كانت صغائر كما قال الله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}، وقال تعالى: {يوم تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيد}.

وهذا قول الحسن البصري، وجماعة من المفسرين.
- قال الحسن: (لو لم نَبكِ إلاَّ للحياء من ذلك المقام لكان ينبغي لنا أن نبكي). ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم.

والقول الآخر: أن الذنوب تمحى حقيقة كما دلّ عليه ظاهر قول الله تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات}، وظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها) وقوله: (ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا...) الحديث، وحديث لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة.

وهذا قول جماعة من العلماء، وهو أرجح القولين، وقد دلّ على صحته ظاهر قول الله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}

فدلت الآيتان على أن هذا المجيء يوم القيامة ، وأن من أتى بالحسنات الخالصة فله الأمن التام، ومن جاء بالسيئات الخالصة فله الفزع والعذاب.
وقد دلت النصوص على أن من الناس من يأتي بحسنات وسيئات، وهؤلاء هم أهل الكبائر من المسلمين.
وقد دل على هذا المعنى حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُقالُ: اعرِضوا عليه صغارَ ذُنُوبِهِ. فتُعرضُ عليه، ويُخَبَّأُ عنه كبارُها، فيُقالُ: عملت يوم كذا وكذا؛ كذا وكذا، وهو مُقرٌّ لا يُنكرُ، وهو مُشفِقٌ من الكبارِ، فيُقالُ: أعطُوهُ مكان كلِّ سيئةٍ عَمِلَها حسنةً. قال: فيقول: إنَّ لي ذنوباً ما أراها هَهُنا)).
قال أبو ذرٍّ: (فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حتى بَدَتْ نَواجِذُهُ). رواه أحمد واللفظ له ومسلم وغيرهما.

وهذا الحديث اختلف أهل العلم في تفسيره والجمع بينه وبين النصوص الأخرى كما في قول الله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}، وقوله تعالى: { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)} ، وقوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)}

وقوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)}

والأقوال في الجمع بين هذه الآيات والأحاديث الخاصة ثلاثة أقوال:
القول الأول: الآيات خاصة بالكفار، لدلالة سياقها، ولدلالة النص في قول الله تعالى: {فلننبئنّ الذين كفروا بما عملوا}.
والقول الثاني: أنها في من أتى يوم القيام بشرّ لم يكفّر ولم يُمح، وإن كان من المسلمين، وأما من محيت عنه ذنوبه فلا تظهر له.
والقول الثالث: أنّ هذا حكم عامّ يُخصّ منه ما ورد في النصوص من المحو لبعض المؤمنين دون بعض، وأن ذلك موقوف على مشيئة الله تعالى فإن شاء الله قرر عبده المؤمن بذنوبه كلها، وإن شاء قرره ببعضها، وهذا أرجح الأقوال وبه تجتمع دلالات النصوص.

وفي صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة».




والله تعالى أعلم.


التوقيع :

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 25 صفر 1437هـ/7-12-2015م, 05:20 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
منتقى_السؤالات |أسئلة الفقه

السؤال: كيف أُطعم مسكينا ؟ هل العمّال من المساكين؟
الجواب: العامل الذي يضطر للعمل في مهن وضيعة عند الناس أو في عمل شاق وأجر قليل لا يكفي لسدّ حاجته؛ فهذا من دلائل حاجته وفقره لأنه لولا الاضطرار لما قبل العمل في تلك المهنة؛
فيعدّ من المساكين، ومجرد العمل لا يخرج العامل من وصف المسكنة إذا كان ما يجنيه لا يكفي حاجته ، وقد قال الله عليها: {أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر} ، فسماهم مساكين وهم يعملون.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 25 صفر 1437هـ/7-12-2015م, 05:22 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

قناة عبد العزيز الداخل العلمية
منتقى_السؤالات |

السؤال: ما هي أوقات صلاة الاستخارة؟ وكيف أعرف نتيجة الاستخارة؟
الجواب: وقت الاستخارة متعلّق بالحاجة إليها لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا همّ أحدكم بالأمر"؛ فإن كان في غير وقت نهي عن الصلاة فيستحبّ أن يصلي ركعتين؛ ثم يدعو بدعاء الاستخارة كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في الصحيح.
وإن دعا دون صلاة فلا حرج ؛ وقد ورد الحث على دعاء الاستخارة من غير ذكر الصلاة من حديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم.
وتعرف نتيجة الاستخارة بصحّة الدعاء واتّباع الهدى؛ فإذا كان الدعاء من قلب مؤمن مخلص وكان متّبعا للسنّة في دعائه وفيما يتعلّق بأمر استخارته؛ بحيث لا يستخير في أمر فيه إثم ولا قطيعة رحم؛ ويبذل ما يستطيع من الأسباب المشروعة؛ فإنّ دعاءه يستجاب بإذن الله تعالى، وما يقدّره الله له بعد ذلك فهو الخيرة له؛ فليرض بذلك وليحسن الظنّ بالله، وكلما كان العبد أحسن ظنّا بالله وأكثر يقينا كان نصيبه من الخيرة أعظم.

السؤال: هل صلاة الاستخارة من ذوات الأسباب؟ وهل يجوز أن تصلى في وقت النهي؟ وهل في المسألة خلاف؟
الجواب: نعم في المسألة خلاف على ثلاثة أقوال؛ فقالت طائفة من الفقهاء بالمنع مطلقاً، وهو رواية عن الإمام أحمد، وقال به بعض الحنابلة والشافعية.
وقالت طائفة من الفقهاء بالجواز مطلقاً لذوات الأسباب ومنها صلاة الاستخارة على خلاف في اعتبارها من ذوات الأسباب.
والقول الثالث: إذا كانت الاستخارة في أمر يمكن تأخيره إلى وقت إباحة الصلاة؛ فيجب تأخيرها وإن كانت في أمر يفوت إذا أخّرت الصلاة جاز أداء صلاة الاستخارة في وقت النهي، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عثيمين.
وقد سبق بيان أن الاستخارة تصحّ بالدعاء، ولو لم يكن معها صلاة.
وينظر هذا الرابط:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...3&postcount=92


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لمنتقى, الجامع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir