المجموعةالثالثة:
أ: تكلّم بإيجاز عن أنواع البيان الإلهيللقرآن.
.................................................................................
أنزل الله تعالى القرآن وتكفل ببيانه بأحسن بيان وتفسير ، ويشهد لذلك آيات كثيرة منها قوله تعالى : ( ولايأتونك بمثل الا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ) . أي أحسن بيانا وتفصيلا ومن ذلك بيان الله لما أنزل في القرآن .
-والبيان الإلهي على 4 أنواع هي :
1-تفسير القرآن بالقرآن : وهو قسمان :
*منه ماهو صريح : بأن يدل على المعنى صراحة من غير التباس وهذا يعد من التفسير الإلهي . كما في قوله تعالى : ( والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب ) . فسر الطارق بالنجم الثاقب .
*منه مايدخله الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن بين مصيب ومخطئ : فمن أصاب فيه فقد وفق في بيانه للقرآن بالقرآن ، ومن أخطأ فيه أو أصاب بعض المعنى ، فلا يصح أن ينسب اجتهاده في الى التفسير الإلهي للقرآن .
ويدخل في تفسير القرآن بالقرآن :
-تفسير إحدى القراءات لغيرها .
-تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه .
-بيان المجمل وتقييد المطلق وتخصيص العام وغيرها .
2- تفسير القرآن بالحديث القدسي :
هو ان يرد في الاحاديث القدسية مايبين مراد الله تعالى ببعض ما ورد في كتابه.
من أمثلته : ما رواه أحمد وغيره عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في قوله تعالى : هو أهل التقوى واهل المغفرة ، قال : قال الله تعالى : ( أنا أهل أن أتقى ، فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له ) .
3-تفسير القرآن بالوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم :
وذلك بتفسير بعض ما أنزل الله تعالى بأحاديث النبي التي هي وحي : منشؤها من الله ولفظها من النبي . ومن ذلك أخبار الغيبيات ، وتفصيل مالا يعرف الا بتوقيف من الله تعالى . واعتبر أهل العلم هذا النوع أنه من التفسير النبوي .
4-البيان القدري لبعض معاني القرآن :
بأن يقدر الله تعالى أمورا يظهر بها المعنى الذي أراده تعالى . وهذا قد يوهم ويخطئ فيه البعض .
ومن أمثلته : ما جاء في مسند الامام أحمد عن الزبير بن العوام أنه قال : (لما نزلت هذه الآية : واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة . قال : ونحن يومئذ متوافرون .فجعلت أتعجب من هذه الآية ، أي فتنة تصيبنا ؟ ماهذه الفتنة ؟ حتى رأيناها )
...................
والمراد ببيان هذه الأنواع : بيان أن أول نشأة علم التفسير كانت ببيان الله تعالى له بأوضح بيان وتفسير بعضه ببعض .