المتن:
(101) وَابْدَأْ بِهَمْزِ الْوَصْلِ مِنْ فِعْلٍ بِضَمْ = إِنْ كَانَ ثَالِثٌ مِنَ الْفِعْلِ يُضَمْ
(102) وَاكْسِرْهُ حَالَ الْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَفِي = الاَسْمَاءِ غَيْرِ اللاَّمِ كَسْرُهَا وَفِي
(103) ابْنٍ مَعَ ابْنَةِ امْرِيءٍ وَاثْنَيْنِ = وَامْرَأَةٍ وَاسْمٍ مَعَ اثْنَتَيْنِ
_________________
(101)" وابدَأْ " وُجوبًا " بهمزِ الوَصْلِ من فِعلٍ بِضَمٍّ " أي مع ضَمِّ الهمزةِ.
"إن كانَ ثالِثٌ مِنَ الفعلِ يُضَمُّ" ضَمًّا لازِمًا، ولَوْ تقديرًا. نحوُ: انظُرْ واخرُجْ، وادْعُ. ونحو: اغزِي يا هندُ؛ إذ أصلُهُ اغزُوِي، نُقِلَتْ كسرةُ الواوِ إلى الزَّايِ قبلَهَا، بعدَ سَلْبِهَا حركتَهَا. فالْتَقَى السَّاكنانِ، فَحُذِفَت الواوُ. بخلافِ نَحْوِ: امشُوا. فإنَّه يجبُ كسرُ همزتِهِ – كمَا يُعلَمُ ممَّا يأتي – ؛لأنَّ ضمَّ ثالثِهِ عارضٌ. إذ أصلُهُ: امْشِيُوا: بكسْرِ الشِّينِ؛ فنُقِلَتْ ضَمَّةُ الياءِ إلى الشِّينِ، بعد سَلْبِهَا حركتَهَا، فالْتَقَى السَّاكنانِ، فَحُذِفَت الياءُ.
ويجوزُ في ضمِّ همزةٍ نَحوُ: أُغزِي الإشمامُ بالكسْرِ بأنْ تنحُوَ بالضَّمَّةِ نحوَ الكسرةِ.
(102)"واكسِرْهُ" أي: الهمزَ "حالَ الكسْرِ والفتحِ" لِثَالثِ الفعلِ. نحوُ: اضْرِبْ، وارْجِعْ، وامْشِ، واعلَمْ، واذْهَبْ، وانْطَلِق، واستَخْرِج.
وابْتُدِِئَ بهمزةِ الوَصْلِ – فيمَا ذُكِرَ – لِيُتَوَصَّلَ بها إلى النُّطقِِ بالسَّاكنِ. ومِن ثمَّ سُمِّيتْ: همزةَ وصْلٍ. ولذَلكَ سمَّاها الخليلُ: سَلْمُ اللِّسانِ.
وَوَجْهُ ضَمِّهِ في مضمومِ ثالِثِ الفعْلِ، وكسرِهِ في مكسورِهِ، المُنَاسبةُ فيهِمَا، وطلَبُ الخفَّةِ. وَوَجْهُ كَسْرِهِ في مَفْتُوحِهِ الحملُ على مكسورِهِ في إعرابِ المثنَّى والجمعِ. وذَكَرَ ابنُ النَّاظمِ هنا فوائدَ لا يفتقرُ إليهَا الشَّرحُ.
"وفي الأسماءِ" الآتيةِ – بدَرْجِ الهمزةِ والاكتفاءِ بحرَكةِ اللاَّمِ عن هَمزةِ الوصْلِ – "غيرَ اللاَّم" أي: لامِ التّعريفِ "كسرُها" أي: كسرُ الهمزةِ فيهَا "وفي" أيِّ تامٍّ بخلافِهَا في لامِ التَّعريفِ فإنَّها تُفْتَحُ طلَبًا لِلْخفَّةِ فيمَا يكثُرُ دورُهُ.
واستثناءُ "لامِ التَّعريفِ" مِن الأسماءِ استثناءٌ منقطِعٌ؛ لأنَّها حرْفٌ لا اسْمٌ، ومِن ثَمَّ قالَ ابنُ النَّاظِمِ: ليسَ مستثنىً منهَا، بلْ من قولِهِ: "واكسِرْهُ" يعني: مِنْ ضميرِهِ. أي: واكسِرْ الهمزةَ فيمَا ذَكَرَ غَيْرَ همزةِ ألْ المَعْرَفَةِ. وفيه بُعدٌ من حيثُ اللفظُ.
(103) وقد بيَّن النَّاظمُ الأسماءَ بقولِهِ "ابن" – بالجرِّ بدلاً من الأسماءِ – "مع ابنةٍ، امرئٍ، واثنيْنِ، وامرأةٍ، واسمٍ – أصلُهُ سُمُوٌّ، وقيلَ: وَسْمٌ – مع اثنتيْنِ".
وبقيَ مِن الأسماءِ المشهُورَةِ التي تُكسَرُ همزةُ الوَصْلِ فيها قياسًا: اثنان، اسْتٌ – أصلُه: سِتَةٌ لجمعِهِ على اسْتَاتٍ – وابنُم – بمعنى ابنٌ, زيدتْ فيهِ الميمُ تأكيدًا أو للمبالغةِ -.
ويقالُ في امرئٍ: مَرءٌ، وفي امرأةٍ، مَرأةٌ.