دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 رجب 1436هـ/16-05-2015م, 04:42 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي مناقشة المرشد الوجيز المجموعة الرابعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مناقشة المرشد الوجيز المجموعة الرابعة

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 رجب 1436هـ/16-05-2015م, 04:48 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

المجموعة الرابعة
1: عائشة أبو العينين
2: عابدة المحمدي
3: روان بن الأمير
4: شيماء طه
5: هبة مجدي

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 رجب 1436هـ/16-05-2015م, 04:51 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

السلام عليكم أحبتي كيف حالكن جميعا
أنهيت الباب الاول والثاني والثالث لم أرفعه الى الان عندي صعوبه في الاتصال

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 رجب 1436هـ/16-05-2015م, 04:52 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

انتظر منكن تحديد الباب الذي ترغبن في تلخيصه

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 رجب 1436هـ/16-05-2015م, 10:05 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

الحمد لله أنهيت تلخيص الأول والثاني والثالث تبقى فيه قليل.

هل أرفعه هنا؟

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 رجب 1436هـ/16-05-2015م, 10:31 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

هذا الباب الأول
http://afaqattaiseer.net/vb/showpost...5&postcount=18
وهذا الثاني
http://afaqattaiseer.net/vb/showpost...0&postcount=11

أنتظر من باقي الأخوات المشاركة معنا والإتمام.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 رجب 1436هـ/16-05-2015م, 10:34 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

المقصد الرئيسي للباب:
بيان نزول القرآن ومايتصل به ، وجمعه ، وكتابته.
المقاصد الفرعية:
أولا :نزول القرآن:
1-وقت نزوله.
2-معنى نزوله في ليلة القدر.
3-معنى نزوله منجما.
4-الحكمة من نزوله منجما.
5-الحكمة من إنزاله جملة إلى السماء الدنيا.
6- متى كان نزوله إلى السماء الدنيا بعد ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أم قبلها؟
7-كم استغرق نزول القرآن؟
8-أول مانزل.
9-آخر مانزل.
10-كم استغرق نزول القرآن؟
ثانيا:حفظ القرآن:
أ-حفظ القرآن في صدر النبي صلى الله عليه وسلم.
ب-من جمع القرآن من الصحابة.
ج-هل العدد محصور فيمن ذكر من الصحابة؟
ثالثا:النسخ في القرآن.
رابعا:كتابة القرآن وتأليفه.
خامسا:جمع القرآن.



أولا :نزول القرآن:
1-وقت نزوله:

-قال الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقال جلت قدرته: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
-من ذهب أنها ليلة النصف من شعبان فقوله بعيد ، لأن ليلة القدر وردت الاحاديث بالأمر بالتماسها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان .
وممايدل على أن نزوله كان في رمضان ؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان، وأنزل الزبور لثماني عشرة خلت من شهر رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان)). هكذا أخرجه البيهقي في "كتاب الأسماء والصفات".
وممايدل أيضا أنها ليلة القدر الأثر الذي رواه البيهقي ، وفيه قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام.
2-معنى نزوله في ليلة القدر:
القول الأول :نزوله فيها جملة واحدة.
الآثار في هذا:
- روى أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن بسنده عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}. وكذلك أخرجه الحاكم في المستدرك.
- وأسند الحاكم في "المستدرك" عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، قال الله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}، صحيح على شرطهما.
- وأسند البيهقي في "كتاب الشعب" عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم فرق في السنين، قال: وتلا الآية: {فلا أقسم بمواقع النجوم}، قال: نزل متفرقا.
- في "تفسير الثعلبي" عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم نجوما عشرين سنة، فذلك قوله عز وجل: {فلا أقسم بمواقع النجوم}.
- وخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب ثواب القرآن" عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال: رفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة فرفع في بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا.
الثاني: أنه ابتدئ إنزاله فيها: وهذا قول الشعبي.
والثالث: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة:
- قال صحاب كتاب المنهاج : كان ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في كل ليلة، قدر ما ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الليلة التي تليها، فينزل جبريل عليه السلام ذلك نجوما بأمر الله تعالى فيما بين الليلتين من السنة إلى أن ينزل القرآن كله من اللوح المحفوظ في عشرين ليلة من عشرين سنة.
القول الرابع :المراد عرضه على جبريل عليه السلام كل عام في رمضان:
روى أبو عبيد بسنده عن داود بن أبي هند قال: قلت للشعبي: قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان.

3-معنى نزوله منجما:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام.
مواقع النجوم أي مساقطها يريد أنه أنزل مفرقا يتلو بعضه بعضا على الرفق والتؤدة.
قال أبو شامة : هو من قولهم: نجم عليه الدية أي قطعها، ومنه نجوم الكتابة، فلما قطع الله سبحانه القرآن وأنزله مفرقا قيل لتفاريقه نجوم، ومواقعها: مساقطها، وهي أوقات نزولها، وقد قيل: إن المراد {بمواقع النجوم} مغارب نجوم السماء، والله أعلم.
4-الحكمة من نزوله منجما:
-معنى فرقناه أي جعلناه آية آية وسورة سورة، وقيل: فصلناه أحكاما، كقوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم}، أي يفصل، وقيل: "فرقناه" بالتشديد أي أنزلناه مفرقا، {على مكث} على تؤدة وترسل {ونزلناه تنزيلا}: أي نجما بعد نجم، وقيل: جعلناه منازل ومراتب ينزل شيئا بعد شيء ولو أخذوا بجميع الفرائض في وقت واحد لنفروا.
-منها أيضا ماورد في الآية }كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا{ومعنى تثبيت الفؤاد :أن يقوى به قلبه؛فإن القرآن إذا كان يتجدد في النوازل على أقوى للقلب وأثبت .
ومعنى التثبيت أيضا ليسهل عليه حفظه ؛ أي لتحفظه فيكون فؤادك ثابتا به غير مضطرب.
- وأيضا في القرآن ما هو جواب عن أمور سألوه عنها، فهو سبب من أسباب تفريق النزول، ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.

5-الحكمة من إنزاله جملة إلى السماء الدنيا:
- تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه.
-إعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب. ذكره ابن أبي شامة.
و- متى كان نزوله إلى السماء الدنيا بعد ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أم قبلها؟
-الظاهر أنه قبلها، وكلاهما محتمل.ذكره أبو شامة .

6-كم استغرق نزول القرآن؟
قال ابو شامة رحمه الله:عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة، وهو مبني على الخلاف في مدة إقامة النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة بعد النبوة، فقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: خمس عشرة، ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة أنها عشر، والله أعلم.
7-أول مانزل:
-هو قوله تعالى {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، وذلك بحراء عند ابتداء نبوته.
ثم نزل {يا أيها المدثر} .

8-آخر مانزل:
-قال بعض العلماء:هو قوله تعالى:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية.
- وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.
وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوما} هي آخرهن، ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.
قال أبو عبيد: حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.

ثانيا:حفظ القرآن:
أ-حفظ النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن:

وفي الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أخذه {إن علينا جمعه وقرآنه}، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، قال: أنزلناه فاستمع له {ثم إن علينا بيانه} أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى).
-وقال تعالى: {سنقرئك فلا تنسى}، أي غير ناس له.
-وعن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك أن: (الله -تعالى- تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي)، ثم توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد. هذا لفظ البخاري، ولمسلم: (إن الله عز وجل تابع الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته حتى توفي)، وأكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ب-من جمع القرآن من الصحابة:
يه عن قتادة قال: (سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد. وفي رواية: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه)، وفي رواية: أحد عمومتي.
- قال الحافظ البيهقي في "كتاب المدخل": الرواية الأولى أصح، ثم أسند عن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعة، لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد، واختلفوا في رجلين من ثلاثة، قالوا: عثمان وأبو الدرداء، وقالوا: عثمان وتميم الداري، رضي الله عنهم.
وعن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر من الأنصار: أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد. ومجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثا، قال: ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير عثمان رضي الله عنهم.
-عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).
ج-هل العدد محصور فيمن ذكر من الصحابة؟

قال العلماء أن العدد ليس للحصر وجمعوا هذه الروايات من وجوه:
منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
ومنها أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، سوى هؤلاء الأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي -صلى الله عليه وسلم- حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء، ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.
ويحتمل أيضا أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءاة به، واحتياطا على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.
ذكر هذا القاضي وغيره.
-سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام أهل القرآن من الصحابة في أول "كتاب القراءات" له، فذكر من المهاجرين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة.
ومن الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.

ثالثا:النسخ في القرآن.

وهو ثلاثة أنواع:
1- ما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
2- ما نسخت تلاوته وحكمه، كآيتي الرجم والرضاع.
ففي صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: ((إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها)).
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: ((كان مما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن)). ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.
3-ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته كآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها: {أربعة أشهر وعشرا}.
في صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه.

رابعا:كتابة القرآن وتأليفه:

-كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته ويقول في مفرقات الآيات: ((ضعوا هذه في سورة كذا)).
-في جامع الترمذي وغيره، عن ابن عباس، عن عثمان -رضي الله عنهم- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))... هذا حديث حسن.
-وفي سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم". وفي رواية: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا نزلت علموا أن السورة قد انقضت.
-وأسند البيهقي في "كتاب المدخل" و"الدلائل" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نؤلف القرآن، إذ قال: ((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم)).
زاد في "الدلائل": نؤلف القرآن من الرقاع، ثم قال: وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم كانت مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب، فجمعها منها في صحف بإشارة أبي بكر وعمر، ثم نسخ ما جمعه في الصحف في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان على ما رسم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
-قال أبو شامة:وقد أخبرنا شيخنا أبو الحسن في "كتاب الوسيلة" عن شيخه الشاطبي بإسناده إلى ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم... وذكره أبو عمرو الداني في "كتاب المقنع").

خامسا:جمع القرآن:
جمع بعضه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جمع في خلافة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث كان في خلافة أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنهم أجمعين.
والجمع في خلافة عثمان رضي الله عنه كان في ترتيب السور كما ذكر أبو شامة رحمه الله.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 10:21 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

السلام عليكم
أخواتى الغاليات
المطلوب منا أن نتم تلخيص مقاصد الكتاب موزعه علينا فأرجو من كل من أخواتى أن تكتب لنا أسم الباب الذى ستقوم بتلخيص مقاصده
وقد أتممت تلخيص الباب الأول وسأضع تلخيصه هنا

ثم فى النهايه ننتقى أفضل تلخيص لكل باب أن كان هناك عده تلخيصات للباب الواحد أو نجمع بينها
أرجو أن تكتب لنا كل أخت من اخواتى ما الباب الذى ستقوم بتلخيص مقاصده

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 10:26 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

هبه مجدى الباب الأول والثانى والثالث
عابده المحمدى الأول والثانى والثالث
هذا ما تم تلخبيص مقاصده
سأقوم بأذن الله بتلخيص الباب الرابع وسأضعه مع الأول

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 11:21 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

● المقصد الرئيس للباب:
نزول القرآن فى ليله القدروكيفيه نزوله و المده التى نزل فيها وبيان حفظ القرآن وتأليفه فى عهد رسول الله وجمعه بعده
● المقاصد الفرعية للباب:
نزول القرآن فى ليله القدروكيفيه نزوله
== ليله القدر فى شهر رمضان
==اثبات نزول القرأن فى ليله القدر من شهر رمضان
==الإنزال الخاص بليله القدروالأقوال فيه
==وقت النزول جمله بعد النبوه ام قبلها والحكمه من ذلك
==السر فى نزول القران منجماً
== أول ما نزل من القران واخر ما نزل
المده التى نزل فيها القران
== مده نزول القرآن
==متابعه الوحى على الرسول حتى وفاته
== معارض جبريل الرسول للقران كل عام فى رمضان ومرتان عام وفاته
حفظ القرآن وتأليفه فى عهد رسول الله وجمعه بعده
==وعد الله لنبيه حفظ القران وبيانه
==أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بوضع كل آيه فى مكانها
==من جمع القران من الصحابه
==تأليف القرأن فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
== جمع القرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

● تلخيص مقاصد الباب:
نزول القرآن فى ليله القدروكيفيه نزوله
== ليله القدر فى شهر رمضان
ليله القدر فى شهر رمضان وليست متنقله فى شهور العام وليست هى ليله النصف من شعبان فقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن ليلة القدر في شهر رمضان، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتماسها في العشر الأخير منه
ولا ليلة أبرك من ليلة، هي خير من ألف شهر. فتعين حمل قوله سبحانه: {في ليلة مباركة} على ليلة القدر.
وقد أرشد إلى ذلك قوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم}، فهو موافق لمعنى تسميتها بليلة القدر؛ لأن معناه التقدير، فإذا ثبت هذا، علمت أنه قد أبعد من قال: الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان

==اثبات نزول القرأن فى ليله القدر من شهر رمضان
-أخرج الحافظ أبو بكر البيهقي في "كتاب الأسماء والصفات"، من حديث السري عن محمد بن أبي المجالد عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأله عطية بن الأسود فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقوله سبحانه: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة... يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام.
والمعنى أنزل مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق

- دل أيضا على أن إنزال القرآن كان في شهر رمضان، رواية قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان، وأنزل الزبور لثماني عشرة خلت من شهر رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان)). هكذا أخرجه البيهقي في "كتاب الأسماء والصفات" و"شعب الإيمان" له، وذكره أيضا الثعلبي في تفسيره وغيره.


==الإنزال الخاص بليله القدروالأقوال فيه




الأول : أنه ابتدئ إنزاله فيها.
وهذا قول الشعبي.
وهو إشارة إلى ابتداء إنزال القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك كان وهو متحنث بحراء في شهر رمضان


الثاني: أنه أنزل فيها جملة واحدة.
- قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن": حدثنا يزيد -يعني ابن هارون- عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.وأخرجه الحاكم فى المستدرك
-قال ابن جبير: نزل القرآن كله من السماء العليا إلى السماء السفلى ثم فصل في السماء السفلى في السنين التي نزل فيها.


الثالث: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.
قال أبو الحسن الواحدي المفسر: وقال مقاتل: أنزله الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة، وهم الكتبة من الملائكة في السماء الدنيا، فكان ينزل ليلة القدر من الوحي على قدر ما ينزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلها إلى مثلها من العام القابل، حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر، ونزل به جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام في عشرين سنة. وذكره ابى عبد الله الحليمى فى المنهاج


الرابع : الجمع بين القول الثانى والثالث
ذكر أبو الحسن الماوردي في تفسيره قال: نزل القرآن في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام.


الخامس:
أن داود بن أبي هند قال: قلت للشعبي: قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان.
زاد الثعلبي في تفسيره: فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء وينسيه ما يشاء.

وكأنه نزل عرضه وإحكامه في رمضان من كل سنة منزلة إنزاله فيه، مع أنه قد لا ينفك من إحداث إنزال ما لم ينزل أو تغيير بعض ما نزل بنسخ أو إباحة تغيير بعض ألفاظه على ما سيأتي، وإن ضم إلى ذلك كونه ابتدأ نزوله في شهر رمضان ظهرت قوته.


القول الراجح
قال ابو شامه في "كتاب شرح حديث المبعث": أن أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، وذلك بحراء عند ابتداء نبوته، ويجوز أن يكون قوله: {أنزل فيه القرآن} إشارة إلى كل ذلك، وهو كونه أنزل جملة إلى السماء الدنيا وأول نزوله إلى الأرض وعرضه وإحكامه في شهر رمضان، فقويت ملابسة شهر رمضان للقرآن، إنزالا جملة وتفصيلا وعرضا وإحكاما، فلم يكن شيء من الأزمان تحقق له من الظرفية للقرآن ما تحقق لشهر رمضان، فلمجموع هذه المعاني قيل: {أنزل فيه القرآن




==وقت النزول جمله بعد النبوه ام قبلها والحكمه من ذلك


الأول أنزل بعدها ويكون سرفى ذلك
تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم، قد قربناه إليهم لننزله عليهم، ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع لم نهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله تعالى باين بينه وبينها فجمع له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرقا.
وهذا من جملة ما شرف به نبينا صلى الله عليه وسلم،

الثانى أنزل قبلها ويكون سر ذلك
فائدته أظهر وأكثر؛ لأن فيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة أحمد المرحومة الموصوفة في الكتب السالفة، وإرسال نبيهم خاتم الأنبياء كما أعلم الله سبحانه وتعالى الملائكة قبل خلق آدم بأنه جاعل في الأرض خليفة، وكما أعلمهم أيضا قبل إكمال خلق آدم عليه السلام بأنه يخرج من ذريته محمد وهو سيد ولده، وعلى ذلك حملنا قوله صلى الله عليه وسلم: ((كنت نبيا وآدم بين الماء والطين))، على ما أوضحناه في "كتاب شرح المدائح النبوية"، وكان العلم بذلك حاصلا عند الملائكة، ألا ترى أن في حديث الإسرى، لما كان جبريل يستفتح له السماوات سماء سماء؟ كان يقال له: من هذا؟ فيقول: جبريل، يقال: من معك؟ فيقول: محمد، فيقال: وقد بعث إليه؟ فيقول: نعم. فهذا كلام من كان عنده علم بذلك قبل ذلك وقد تكلم على فائدة إنزال القرآن جملة، شيخنا أبو الحسن رحمه الله ببعض ما ذكرناه.
الراجح
الظاهر أنه قبلها، وكلاهما محتمل


==السر فى نزول القران منجماً
-هذا سؤال قد تولى الله سبحانه الجواب عنه فقال في كتابه العزيز: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة}، يعنون كما أنزل على من كان قبله من الرسل، فأجابهم الله تعالى بقوله: {كذلك} أي أنزلناه كذلك مفرقا {لنثبت به فؤادك} أي لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليه، ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك عليه وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة، ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه فيه على ما سنذكره.
- وأيضا في القرآن ما هو جواب عن أمور سألوه عنها، فهو سبب من أسباب تفريق النزول، ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.


== أول ما نزل من القران واخر ما نزل

اول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أول سورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته، على ما شرحناه في "كتاب المبعث"، ثم نزل {يا أيها المدثر} ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا، وآخر ما نزل من الآيات {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية، وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها، وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين، وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوما} هي آخرهن، ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.
قال أبو عبيد: حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.
قلت: يعني العاشر من يوم مرضه.
وقال: حدثنا عبد الله بن صالح وابن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.
قلت: يعني من آيات الأحكام، والله أعلم.


المده التى نزل فيها القران
== مده نزول القرآن
وكان بين نزول أول القرآن وآخره عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة، وهو مبني على الخلاف في مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة، فقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: خمس عشرة، ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة أنها عشر، والله أعلم.
قال قتادة: كان بين أوله وآخره عشرون سنة، ولهذا قال: {لتقرأه على الناس على مكث}.
==متابعه الوحى على الرسول حتى وفاته
عن أنس بن مالك أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد. هذا لفظ البخاري، ولمسلم: إن الله عز وجل تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفي، وأكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: يعني عام وفاته أو حين وفاته، يريد أيام مرضه كلها، كما يقال: يوم الجمل ويوم صفين، وكانت أياما، والله أعلم.
== معارض جبريل الرسول للقران كل عام فى رمضان ومرتان عام وفاته
بئت أن القرآن كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين، قال ابن سيرين: فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة.


حفظ القرآن وتأليفه فى عهد رسول الله وجمعه بعده
==وعد الله لنبيه حفظ القران وبيانه
في الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أخذه {إن علينا جمعه وقرآنه}، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، قال: أنزلناه فاستمع له {ثم إن علينا بيانه} أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى.

==أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بوضع كل آيه فى مكانها
جامع الترمذي وغيره عن ابن عباس عن عثمان رضي الله عنهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))... هذا حديث حسن، وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
==من جمع القران من الصحابه
أشبع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" الكلام في حملة القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام أدلة كثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة، وأن العادة تحيل خلاف ذلك، ويشهد لصحة ذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة على ما سيأتي ذكره، وذلك في أول خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء. وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن، فدل على أنها ليست للحصر، وما كان من ألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا على ظاهره
واحاديث المذكوره فى من جمع القرآن من الصحابه منها:-
وفيه عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).
وفيه عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد. وفي رواية: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه، وفي رواية: أحد عمومتي.
قال الحافظ البيهقي في "كتاب المدخل": الرواية الأولى أصح، ثم أسند عن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة، لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد، واختلفوا في رجلين من ثلاثة، قالوا: عثمان وأبو الدرداء، وقالوا: عثمان وتميم الداري، رضي الله عنهم.
وعن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر من الأنصار: أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد. ومجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثا، قال: ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير عثمان رضي الله عنهم.
==تاليف القران عهد رسول الله

تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كانت مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب، فجمعها منها في صحف بإشارة أبي بكر وعمر، ثم نسخ ما جمعه في الصحف في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان على ما رسم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ودليل تاليفه فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسند البيهقي في "كتاب المدخل" و"الدلائل" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن، إذ قال: ((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم)).
== جمع القرأن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال القاضي أبو بكر بن الطيب: "الذي نذهب إليه أن جميع القرآن الذي أنزله الله تعالى وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه ويرفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذي بين الدفتين، الذي حواه مصحف عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه، وأنه لم ينقص منه شيء ولا زيد فيه، وأن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم كان بجميعه بيانا شائعا ذائعا وواقعا على طريقة واحدة، ووجه تقوم به الحجة وينقطع العذر، وأن الخلف نقله عن السلف على هذه السبيل، وأنه قد نسخ منه بعض ما كانت تلاوته ثابتة مفروضة، وأن ترتيبه ونظمه ثابت على ما نظمه الله سبحانه ورتبه عليه رسوله من آي السور، لم يقدم من ذلك مؤخر، ولا أخر منه مقدم، وأن الأمة ضبطت عن النبي صلى الله عليه وسلم ترتيب آي كل سورة ومواضعها وعرفت مواقعها، كما ضبطت عنه نفس القرآن وذات التلاوة، وأنه قد يمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد رتب سوره على ما انطوى عليه مصحف عثمان، كما رتب آيات سوره، ويمكن أن يكون قد وكل ذلك إلى الأمة بعده، ولم يتول ذلك بنفسه صلى الله عليه وسلم، وإن هذا القول الثاني أقرب وأشبه بأن يكون حقا على ما سنبينه فيما بعد إن شاء الله تعالى، وإن القرآن لم يثبت آيه على تاريخ نزوله، بل قدم ما تأخر إنزاله، وأخر بعض ما تقدم نزوله على ما قد وقف عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك"... وساق الكلام إلى آخره في "كتاب الانتصار" للقرآن، على كثرة فوائده، رحمه الله.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 02:54 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

جزاكن الله خير اخواتي اسأل الله ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ويفتح علينا فتوح العارفين انه هو الفتاح العليم جزاكن الله خيرا اخواتي اذا أبدأ انا في الباب الخامس
أخواتي لو فيه صعوبه نتناقش سويا لعلنا نسهل بعض الصعوبات التي تواجهنا فمن أرادت ان تسأل فلتتفضل

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 05:07 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

بارك الله فيكم أخواتي ، وأسأل الله النجاح لهذه التجربة.
سأنزل التلخيصات الخاصة بي اليوم.عسى أن لا نتأخر عن متابعة المطلوب هذا الأسبوع.
نتظر مشاركة باقي الأعضاء.
بورك فيكم.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 07:05 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي مقاصد الباب الثالث

المقصد الكلي للباب :
بيان نزول القرآن على سبعة أحرف ، والمراد منه ، وبيان وجود ذلك في المصاحف التي بين أيدينا.
المقاصد الفرعية:
1-الأحاديث والآثار في نزول القرآن على سبعة أحرف.
-بيان الخلاف في رواية ثلاثة أحرف.

2-معنى الأحرف السبعة.
3-هل الأحرف السبعة موجودة الآن في المصحف أم لا؟ .
4-بيان وجوب موافقة القراءة للرسم العثماني.
5-الحكمة من إنزاله على سبعة أحرف


تلخيص الدرس:
المقاصد الفرعية:
1-الأحاديث والآثار في نزول القرآن على سبعة أحرف:
-في الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
-وفيهما عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ "سورة الفرقان" على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمر: ((أرسله))، فأرسله عمر فقال لهشام: ((اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)). واللفظ للبخاري. زاد مسلم: قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا، لا يختلف في حلال ولا حرام.
-في صحيح مسلم عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ -وفي رواية: ثم قرأ هذا- سوى قراءة صاحبه، فأقرأهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقرآ، فحسن النبي -صلى الله عليه وسلم- شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا فقال: ((يا أبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه يهون على أمتي فرد إلي في الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم -صلى الله عليه وسلم-))..
- وفي صحيح مسلم أيضا عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك))، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله -تعالى- يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك))، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك))، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا.
- وفي سنن أبي داود عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن، فقال لي: على حرف؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاث، فقلت: على ثلاث، حتى بلغت سبعة أحرف))، ثم قال: ((ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)).
- وعن أبي جهيم الأنصاري أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، كلاهما يزعم أنه تلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشيا جميعا حتى أتيا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فلا تماروا فيه فإن مراء فيه كفر)).
- وفي أول تفسير الطبري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف فالمراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم فردوه إلى عالمه)).
- وعن علقمة عن عبد الله قال: لقد رأيتنا نتنازع فيه عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيأمرنا فنقرأ عليه، فيخبرنا أن كلنا محسن، ولقد كنت أعلم أنه يعرض عليه القرآن في كل رمضان، حتى كان عام قبض فعرض عليه مرتين، فكان إذا فرغ أقرأ عليه، فيخبرني أني محسن، فمن قرأ على قراءتي فلا يدعنها رغبة عنها، ومن قرأ على شيء من هذه الحروف فلا يدعنه رغبة عنه، فإنه من جحد بآية -وفي رواية: بحرف- منه جحد به كله.
بيان الخلاف في رواية ثلاثة أحرف:

قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة، إلا حديثا واحدا يروى عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنزل القرآن على ثلاثة أحرف)). قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة؛ لأنها المشهورة.
يجوز أن يكون معناه: أن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف كـ {جذوة} و {الرهب} و {الصدفين}، يقرأ كل واحد على ثلاثة أوجه في هذه القراءات المشهورة، أو أراد: أنزل ابتداء على ثلاثة، ثم زيد إلى سبعة، والله أعلم.


2-معنى الأحرف السبعة:
-سبعة لغات من لغات العرب وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه. وهذه اللغات السبع متفرقة في القرآن ، بعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هوازن ونحو ذلك. هذا ماقالة أبو عبيد القاسم بن سلام.
ويؤيده قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"، وكذلك قال ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.
ويشهد له أيضا حديث أنس بن مالك: أن عثمان -رحمة الله عليه- قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ((ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم)).
- روى الكلبي عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.
قال أبو عبيد: والعجز هم سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف، وهذه القبائل هي التي يقال لها: عليا هوازن، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم. فهذه عليا هوازن، وأما سفلى تميم فبنو دارم، فهذه سبع قبائل.
قال ابن عبد البر : " وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) سبع لغات، وقالوا: هذا لا معنى له؛ لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر؛ لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه وفطر به لم ينكر عليه، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على نحو ما يدل عليه حديث عمر هذا. وقالوا: إنما معنى السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
قال: "وهذه الآثار كلها تدل على أنه لم يعن به سبع لغات، والله أعلم".
-وذكر ابن وهب في كتاب الترغيب من جامعه قال: قيل لمالك: أترى أن يقرأ بمثل ما قرأ به عمر بن الخطاب: "فامضوا إلى ذكر الله" ؟ قال: ذلك جائز، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه))، مثل تعملون ويعملون، وقال مالك: لا أرى باختلافهم في مثل هذا بأسا .
-واختار الحافظ أبو العلاء تفسيرها باللغات المتفرقة في القرآن.

2-أن هذا مشكل لأن العرب تسمى الكلمة المنظومة حرفا ، وتسمي القصيدة حرفا ، وكذلك الحرف المقطوع ، وهو يعني أيضا الجهة والمعنى كقوله }ومن الناس من يعبد الله على حرف {أي على جهة. قاله أبو جعفر النحوي.
3-المراد به سبعة لغات من لغات العرب ، ذكر ذلك سهل بن محمد السجستاني ؛ بلغة قريش وهذيل وتميم وأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر،. وقد أنطر ابن قتيبة هذا القول ورده بقول الله تعالى :{وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}، إلا أن يكون القائل لهذا أراد ما وافق من هذه اللغات لغة قريش.
وعن أيوب السختياني أنه قال: معنى قوله تعالى: {إلا بلسان قومه} أراد العرب كلهم.
قلت: فعلى هذا القول لا يستقيم اعتراض ابن قتيبة على ذلك التأويل.
4- قال بعض العلماء أن القرآن نزل بلغة قريش أساسا ، ولكن أبيح للمخاطبين أن يقرؤه بلغاتهم تيسيرا عليهم . ولأجل ذلك جاء في القرآن ألفاظ مخالفة ألفاظ المصحف المجمع عليه، كالصوف وهو "العهن"، وزقية وهي "صيحة"، وحططنا وهي "وضعنا"، وحطب جهنم وهي "حصب" ونحو ذلك، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل رجل منهم متمسك بما أجازه له صلى الله عليه وسلم وإن كان مخالفا لقراءة صاحبه في اللفظ، وعول المهاجرون والأنصار ومن تبعهم على العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام في العام الذي قبض فيه.
ويؤكد ذلك ماجاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: ((نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)). وفي رواية عن ابن عباس: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)).
-ومن ذلك من كانت لغته الإمالة، أو تخفيف الهمز، أو الإدغام، أو ضم ميم الجمع، أو صلة هاء الكناية، أو نحو ذلك أوأن ينطق بالشين التي كالجيم، في نحو أشدق، والصاد التي كالزاي كنحو مصدر، والكاف التي كالجيم، والجيم التي كالكاف، ونحو ذلك .
5- قيل المراد به التوسعة، ليس حصرا للعدد .
6-ذهب بعض أهل العلم إلى أنها سبعة أصناف، فمنها زاجر، ومنها أمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
ورد ذلك ابن عبد البر ؛ وضعف هذه الرواية ، وكذا لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله.
قال البيهقي : فإن صح فمعنى قوله: "سبعة أحرف": أي سبعة أوجه، وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف.
وهذا الحديث له تأويلات أخرى ذكرها العلماء ؛ فمنها ما ذكره أبو علي الأهوازي في "كتاب الإيضاح"، والحافظ أبو العلاء في "كتاب المقاطع": أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك من توهمه، لاتفاقهما في العدد وهو السبعة، وروي "زاجرا وآمرا..." بالنصب، أي نزل على هذه الصفة من سبعة أبواب على سبعة أحرف، ويكون المراد بالأحرف غير ذلك.
ومنها ؛ أن يكون ذلك تفسيرًا للأبواب، لا للأحرف، أي هذه سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه، أي أنزله الله تعالى كائنا من هذه الأصناف، لم يقتصر به على صنف واحد، بخلاف ما يحكى أن الإنجيل كله مواعظ وأمثال، والله أعلم.ذكره أبو شامة رحمه الله.
أقوال العلماء في معنى الأحرف السبع:
1- قال أبو بكر بن العربي شيخ السهيلي في كتاب شرح الموطأ.
"لم تتعين هذه السبعة بنص من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال، فقال ابن عباس: ((اللغات سبع والسماوات سبع والأرضون سبع، وعدد السبعات، وكأن معناه أنه نزل بلغة العرب كلها، وقيل: هذه الأحرف في لغة واحدة، وقيل: هي تبديل الكلمات إذا استوى المعنى)).
2-قال الخطابي: "اختلف الناس في تفسير قوله "سبعة أحرف" فقال بعضهم: معنى الحروف اللغات، يريد أنه نزل على سبع لغات من لغات العرب، هي أفصح اللغات، وأعلاها في كلامهم، قالوا: وهذه اللغات متفرقة في القرآن، غير مجتمعة في الكلمة الواحدة، وإلى نحو من هذا أشار أبو عبيد. وقال القتبي: لا نعرف في القرآن حرفا يقرأ على سبعة أحرف. وقال ابن الأنباري هذا غلط، فقد وجد في القرآن حروف تقرأ على سبعة أحرف، منها قوله تعالى: {وعبد الطاغوت} وقوله تعالى: {أرسله معنا غدا يرتع ويلعب}، وذكر وجوها، كأنه يذهب في تأويل الحديث إلى أن بعض القرآن أنزل على سبعة أحرف، لا كله".
3-- وقال أبو القاسم الهذلي في كتابه "الكامل": قال أبو عبيد: المقصود سبع لغات، لغة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن، وقيل: خمس لغات في أكناف هوازن: لسعيد وثقيف وكنانة وهذيل وقريش ولغتان على جميع ألسنة العرب. قال: وليس الشرط أن تأتي سبع لغات في كل حرف، بل يجوز أن يأتي في حرف وجهان أو ثلاثة أو أكثر، ولم تأت سبعة أحرف إلا في كلمات يسيرة، مثل: "أف" بالضم والفتح والكسر مع التنوين وبغير تنوين مع الحركات الثلاث وبالسكون . انتهى كلامه .
-ومثل {وعبد الطاغوت} و {تشابه علينا} و{عذاب بئيس}، و {هيهات}، و(دري توقد).أضاف هذا أبو العلاء.
-وأضاف أبو شامة : وقال قوم: السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم، كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان -رضي الله عنهم-، نحو الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، نحو (إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي)، (وجاءت سكرة الحق بالموت)، (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين)، (يأخذ كل سفينة صالحة غصبا)، (والعصر ونوائب الدهر)، (وله أخ أو أخت من أمه)، (وما أصابك من سيئة فمن نفسك إنا كتبناها عليك)، و(إن كانت إلا زقية واحدة)، و(كالصوف المنفوش)، و(طعام الفاجر)، و(إن بوركت النار ومن حولها) في نظائر ذلك، فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار، نحو (أوصى) و(وصى)، و {من يرتد} و(من يرتدد)، و(من تحتها) و(تحتها)، وكأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة التي عرضت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- على جبريل عليه السلام، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ.

4-قال ابن عبد البر : "وقد جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد". وقال: "وعلى هذا أهل العلم، فاعلم".
5- قال أبو الطاهر : سألت سفيان بن عيينة عن اختلاف قراءة المدنيين والعراقيين، هل تدخل في السبعة الأحرف؟ فقال: لا، وإنما السبعة الأحرف كقولهم هلم، أقبل، تعال، أي ذلك قلت أجزاك. قال أبو الطاهر: وقاله ابن وهب. قال أبو بكر الأصبهاني: ومعنى قول سفيان هذا أن اختلاف العراقيين والمدنيين راجع إلى حرف واحد من الأحرف السبعة، وبه قال محمد بن جرير الطبري".
6-قال أبو العلاء الحافظ: واعلم أن الاختلاف على ضربين: تغاير وتضاد، فاختلاف التغاير جائز في القراءات، واختلاف التضاد لا يوجد إلا في الناسخ والمنسوخ .

ورجح أبو شامة بعد أن سرد هذه الأقوال أن المراد بها اللغات ، ونقل ذلك أيضا عن القاسم بن ثابت بن عبد الرحمن العوفي السرقسطي رحمه الله ، وهو الذي حسنه ابن عبد البر وذهب إليه الطبري أيضا.
قال القاسم:"ولو أن رجلا مثل مثالا، يريد به الدلالة على معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)). وجعل الأحرف على مراتب سبعة، فقال: "منها لقريش، ومنها لكنانة، ومنها لأسد، ومنها لهذيل، ومنها لتميم، ومنها لضبة وألفافها، ومنها لقيس، لكان قد أوتي على قبائل مضر في مراتب سبعة تستوعب اللغات التي نزل بها القرآن".
"وهذه الأحاديث الصحاح التي ذكرنا بالأسانيد الثابتة المتصلة تضيق عن كثير من الوجوه التي وجهها عليها من زعم أن الأحرف في صورة الكتبة وفي التقديم والتأخير والزيادة والنقصان؛ لأن الرخصة كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم والعرب ليس لهم يومئذ كتاب يعتبرونه، ولا رسم يتعارفونه.
فإن قيل: فإنا نجد حروفا متباينة المخارج، وهي متفقة الصور يقرءون بها، مثل "ننشرها" و {ننشزها}، فإن العلة في ذلك تقارب معانيها، وإن تباعدت مخارجها، وليس بعجب أن يتوافى لحرفين متباينين في اللفظ، متقاربين في المخرج صورة تجمعهما وسمة تأخذهما، كما أنه ليس بعجب أن يتوافى في اللفظ الواحد معنيان متباينان، يسوغ بها القول ويحملها التأويل. ألا ترى أن الذين أخذت عنهم القراءة إنما تلقوها سماعا وأخذوها مشافهة وإنما القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول، ولا يلتفت في ذلك إلى الصحف ولا إلى ما جاء من وراء وراء، وإنما أخذت الرخصة في ذلك بالأمة الأمية، والعصبة المعدية، فلما كانت الرخصة وهم كانوا العلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب وإن الشهر هكذا وهكذا))، وجعل يشير بأصابعه عد العرب".
- ثم ذكر عن أبي حاتم السجستاني في قوله تعالى: {وعبد الطاغوت} سبعة أوجه من القراءات محفوظة، وإن كان المشهور عندنا اثنتين.
- ثم قال: "وأما في اللغات فموجود عنهم أن يختلفوا في حركات الحرف الواحد على سبعة وجوه، مثل قوله عز وجل: {أنعمت عليهم}، فقرأ بعضهم (عليهمو) بضمتين وواو، وبعضهم بضمتين وألقى الواو وأبقى حركة الميم، وبعضهم "عليهم" بضم الهاء وأسكن الميم، وبعضهم "عليهمي" بكسرتين وألحق الياء، وبعضهم بكسرتين وألقى الياء، وبعضهم بكسر الهاء وتسكين الميم، وبعضهم بكسر الهاء وضم الميم". قال: "وذلك كله مروي عن الأئمة من القراء والرؤساء من أهل اللغة والفصحاء من العرب".
وبهذا أيضا قال صاحب شرح السنة ؛ "أظهر الأقاويل وأصحها وأشبهها بظاهر الحديث أن المراد من هذه الحروف اللغات، وهو أن يقرأ كل قوم من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم من الإدغام والإظهار والإمالة والتفخيم والإشمام والإتمام والهمز والتليين وغير ذلك من وجوه اللغات إلى سبعة أوجه منها في الكلمة الواحدة".
ثم قال: "ولا يكون هذا الاختلاف داخلا تحت قوله تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} ؛ إذ ليس معنى هذه الحروف أن يقرأ كل فريق بما شاء مما يوافق لغته من غير توقيف، بل كل هذه الحروف منصوصة، وكلها كلام الله عز وجل، نزل بها الروح الأمين على النبي صلى الله عليه وسلم، يدل عليه قوله عليه السلام: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف))، فجعل الأحرف كلها منزلة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعارض جبريل عليه السلام في كل شهر رمضان بما يجتمع عنده من القرآن، فيحدث الله فيه ما شاء وينسخ ما يشاء، وكان يعرض عليه في كل عرضة وجها من الوجوه التي أباح الله له أن يقرأ القرآن به، وكان يجوز لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمر الله تعالى أن يقرأ ويقرئ بجميع ذلك، وهي كلها متفقة المعاني وإن اختلف بعض حروفها".
- وفي "كتاب غريب الحديث" لأبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله قال في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((لا تماروا في القرآن فإن المراء فيه كفر)).
"ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل، ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ أن يقرأ الرجل القرآن على حرف، فيقول له الآخر: ليس هو هكذا ولكنه هكذا، على خلافه، وقد أنزلهما الله تبارك وتعالى جميعا، يعلم ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن القرآن نزل على سبعة أحرف كل حرف منها شاف كاف)).
- "ومنه حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: إياكم والاختلاف والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال، فإذا جحد هذان الرجلان كل واحد منهما ما قرأ صاحبه لم يؤمن أن يكون ذلك قد أخرجه إلى الكفر لهذا المعنى".
- "ومنه حديث عمر رضي الله عنه: اقرءوا القرآن ما اتفقتم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه".
-قال أبو جعفر الطبري:"وأنزل كتابنا بألسن سبعة، بأي تلك الألسن السبعة تلاه التالي كان له تاليا على ما أنزله الله، لا مترجما ولا مفسرا، حتى يحوله عن تلك الألسن السبعة إلى غيرها، فيصير فاعل ذلك حينئذ -إذا أصاب معناه- له مترجما".
"فذلك معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((كان الكتاب الأول نزل على حرف واحد، ونزل القرآن على سبعة أحرف)).

3-هل الأحرف السبعة موجودة الآن في المصحف أم لا؟ .
هل الأحرف السبعة موجودة الآن في القراءات:
القول الأول:قال به القاضي أبي بكر إلى أنه جميعها.
1- حاول جماعة من أهل العلم بالقراءات استخراج سبعة أحرف من هذه القراءات المشهورة فقال بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة: منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}، ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود". ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"، ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
ووافق ذلك ابن عبد البر رحمه الله. واعتمد على هذه الأوجه مكي، وجعل من القسم الأول نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة" بضم السين وفتحها.
2-قال بعض العلماء كما نقله عنهم الأهوازي : يجمع ذلك سبعة أوجه:
1-الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه".
2-والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل".
3-والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}.
4- والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}.
5-والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}.
6-واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار،
7-وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، ونحو ذلك". قال: "وهذا القول أعدل الأقوال وأقربها لما قصدناه، وأشبهه بالصواب".
3-ذكر الأهوازي طريقة أخرى : أن معنى ذلك سبعة معان في القراءة:
"أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون".
"الثاني: أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا} و"فامضوا".
"والثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
"والرابع: أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
"والخامس: أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
"والسادس: التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل} و"الأكل".
"والسابع: الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد} ".
قال أبو علي: "وهذا معنى يضاهي معنى القول الأول الذي قبله.
4- أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراء" هي متفرقة في القرآن، وجملة ذلك سبعة أوجه:
"الأول: كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو {يسيركم} و"ينشركم"، و {لنبوئنهم} و"لنثوينهم"، و {فتبينوا} و"فتثبتوا".
"الثاني: زيادة كلمة، نحو "من تحتها"، و {هو الغني} ".
"الثالث: زيادة حرف، نحو {بما كسبت} و"فبما كسبت"، -يعني في سورة الشورى".
"الرابع: مجيء حرف مكان آخر، نحو {يقول} و"نقول"، و {تبلو} و"تتلو".
"الخامس: تغيير حركات، إما بحركات أخر، أو بسكون، نحو {فتلقى آدم من ربه كلمات}، و"ليحكم أهل الإنجيل".
"السادس: التشديد والتخفيف، نحو {تساقط} و"بلد ميت وميت".
"السابع: التقديم والتأخير، نحو {وقاتلوا وقتلوا}، (وقتلوا وقاتلوا).
ثم قال الشيخ: "وقوله عز وجل: {ثم انظر أنى يوفكون} يقرأ على سبعة أوجه، وكذلك قوله عز وجل: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية}، وقوله عز وجل: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا}، ولذلك نظائر".
- قال القاضي أبو بكر بن الطيب:
"القوم لم يختلفوا عندنا في هذه الحروف المشهورة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي لم يمت حتى علم من دينه أنه أقرأ بها وصوب المختلفين فيها، وإنما اختلفوا في قراءات ووجوه أخر لم تثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تقم بها حجة، وكانت تجيء عنه مجيء الآحاد، وما لم يعلم ثبوته وصحته، وكان منهم من يقرأ التأويل مع التنزيل، نحو قوله تعالى: {والصلاة الوسطى}، وهي صلاة العصر، "فإن فاءوا فيهن" , وأمثال هذا مما وجدوه في بعض المصاحف، فمنع عثمان رضي الله عنه من هذا الذي لم يثبت ولم تقم به الحجة، وحرقه، وأخذهم بالمستيقن المعلوم من قراءات الرسول صلى الله عليه وسلم".
"فأما أن يستجيز هو أو غيره من أئمة المسلمين المنع من القراءة بحرف ثبت أن الله تعالى أنزله، ويأمر بتحريقه والمنع من النظر فيه والانتساخ منه، ويضيق على الأمة ما وسعه الله تعالى، ويحرم من ذلك ما أحله، ويمنع منه ما أطلقه وأباحه، فمعاذ الله أن يكون ذلك كذلك".

القول الثاني: قال به أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده على أنه حرف منها.
قال:"فحملهم -يعني عثمان رضي الله عنه- على حرف واحد، وجمعهم على مصحف واحد، وحرق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه، فاستوسقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست من الأمة معرفتها وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها، وعفو آثارها، وتتابع المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منهم صحتها، فلا القراءة اليوم لأحد من المسلمين إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح، دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية".
وبهذا أيضا قال أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ ؛ فقال : "وتفسير ذلك أن الحروف السبعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن نزل عليها تجري على ضربين":
"أحدهما: زيادة كلمة ونقص أخرى، وإبدال كلمة مكان أخرى، وتقديم كلمة على أخرى، وذلك نحو ما روي عن بعضهم: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج)، وروي عن بعضهم: (حم سق)، (إذا جاء فتح الله والنصر)، فهذا الضرب وما أشبهه متروك، لا تجوز القراءة به، ومن قرأ بشيء منه غير معاند ولا مجادل عليه وجب على الإمام أن يأخذه بالأدب، بالضرب والسجن على ما يظهر له من الاجتهاد، فإن جادل عليه ودعا الناس إليه وجب عليه القتل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((المراء في القرآن كفر)) ولإجماع الأمة على اتباع المصحف المرسوم".
"والضرب الثاني: ما اختلف القراء فيه من إظهار، وإدغام، وروم، وإشمام، وقصر، ومد، وتخفيف، وشد وإبدال حركة بأخرى، وياء بتاء، وواو بفاء، وما أشبه ذلك من الاختلاف المتقارب".
"فهذا الضرب هو المستعمل في زماننا هذا، وهو الذي عليه خط مصاحف الأمصار، سوى ما وقع فيه من اختلاف في حروف يسيرة".

القول الثالث : قاله الشاطبي ؛ فمال إلى قول القاضي فيما جمعه أبو بكر، وإلى قول الطبري فيما جمعه عثمان رضي الله عنهما، ، والحق أن يلخص الأمر على ذلك فيقال: المجموع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به، وهو ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، أو ثبت عنه أنه قرأ به أو أقرأ غيره به.
وما اختلفت فيه المصاحف حذفا وإثباتا، نحو "من تحتها"، {هو الغني}، {فبما كسبت أيديكم} فمحمول على أنه نزل بالأمرين، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته على الصورتين لشخصين أو في مجلسين، أو أعلم بهما شخصا واحدا وأمره بإثباتهما.
وأما ما لم يرسم فهو مما كان جوز به القراءة، وأذن فيه، ولما أنزل ما لم يكن بذلك اللفظ خير بين تلك الألفاظ توسعة على الناس وتسهيلا عليهم، فلما أفضى ذلك إلى ما نقل من الاختلاف والتكثير اختار الصحابة رضي الله عنهم الاقتصار على اللفظ المنزل المأذون في كتابته، وترك الباقي للخوف من غائلته، فالمهجور هو ما لم يثبت إنزاله، بل هو من الضرب المأذون فيه بحسب ما خف وجرى على ألسنتهم.


4-بيان وجوب موافقة القراءة للرسم العثماني:
قال ابن عبد البر "قال أبو عمر: أن يقرأ به في غير الصلاة على وجه التعليم والوقوف على ما روي في ذلك من علم الخاصة، وإنما لم تجز القراءة به في الصلاة؛ لأن ما عدا مصحف عثمان لا يقطع عليه، وإنما يجري مجرى السنن التي نقلها الآحاد، لكنه لا يقدم أحد على القطع في رده، وقد قال مالك: إن من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود، أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصل وراءه".
قال أبو جعفر الطحاوي : تلك السبعة الأحرف إنما كانت في وقت خاص، لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد".
"قال أبو عمر: وهو الذي عليه الناس في مصاحفهم وقراءاتهم من بين سائر الحروف؛ لأن عثمان رضي الله عنه جمع المصاحف عليه". قال: "وهذا الذي عليه جماعة الفقهاء فيما يقطع عليه، وتجوز الصلاة به، وبالله العصمة والهدى".
- قال صاحب "شرح السنة":
"فأما القراءة باللغات المختلفة مما يوافق الخط والكتاب فالفسحة فيه باقية، والتوسعة قائمة بعد ثبوتها وصحتها، بنقل العدول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
قال أبو شامة : ولا يلزم في ذلك تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة من الاستفاضة وموافقة خط المصحف وعدم المنكرين لها نقلا وتوجيها من حيث اللغة، والله أعلم).
قال البيهقي:لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام، ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة، وإن كان غير ذلك سائغا في اللغة، أو أظهر منها.
- قال أبو بكر بن العربي: سقط جميع اللغات والقراءات إلا ما ثبت في المصحف بإجماع من الصحابة وما أذن فيه قبل ذلك ارتفع وذهب والله أعلم.

5-الحكمة من إنزاله على سبعة أحرف:
توسعة على العباد باعتبار اختلاف اللغات والألفاظ المترادفة وما يقارب معانيها.
قال أبو شامة: وكان هذا سائغا قبل جمع الصحابة المصحف تسهيلا على الأمة حفظه؛ لأنه نزل على قوم لم يعتادوا الدرس والتكرار وحفظ الشيء بلفظه، بل هم قوم عرب فصحاء يعبرون عما يسمعون باللفظ الفصيح.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2 شعبان 1436هـ/20-05-2015م, 12:47 PM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بارك الله فيكن أخواتي وأعتذر لكن عن التأخير لظروف مرضية
ألخص الباب السادس إن شاء الله

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 5 شعبان 1436هـ/23-05-2015م, 12:15 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لابأس عليك طهور ان شاء الله
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 8 شعبان 1436هـ/26-05-2015م, 01:49 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

تلخيص الباب السادس من كتاب المرشد الوجيز

مقصد الباب :
الاشتغال بالقرآن وتفضيله عما سواه

المقاصد
واقعنا مع القرآن والأفضل في التعامل معه
معنى يتلونه حق تلاوته.
معنى "فنبذوه وراء ظهورهم."
ما روي عن السلف في ضرورة العمل بالقرآن
نماذج من تأثر السلف بالقرآن
الاشتغال بالتدبر أولى من السرعة في القراءة
المراد من قوله تعالى "ورتل القرآن ترتيلا."
تحسين الصوت في القراءة والبعد عن الألحان المذمومة
النهي عن رفع الصوت بالقراءة
اكرام القرآن وتفضيله على ملذات الدنيا
البكاء عند قراءة القرآن.
العمل بالقرآن
القيام بالقرآن
أصناف القراء
تفاوت العلوم التي يشتغل بها الناس
كراهة التكلف في تحقيق القراءة

التلخيص :

واقعنا مع القرآن والأفضل في التعامل معه

لم يبق لمعظم من طلب القرىن العزيز همة الا في قوة الحفظ وسرعة سرده وتحرير النطق
والبحث عن مخارج حروفه والرغبة في حسن الصوت به.
وكل ذلك وان كان حسنا ولكن فوقه ما هو أهم منه وأتم وأولى وهو فهم معانيه والتفكر فيه والعمل بمقتضاه
والوقوف عند حدوده ليثمر خشية الله من حسن تلاوته.

معنى "يتلونه حق تلاوته.

أخرج القاسم بن سلام عن عبد الله بن عباس ومجاهد وعكرمة في قوله "يتلونه حق تلاوته" قال يتبعونه حق اتباعه ."

معنى "فنبذوه وراء ظهورهم"

قال الشعبي "فنبذوه وراء ظهورهم."
أما انه ما كان بين أيديهم ولكن نبذوا العمل به."

ما روي عن السلف في ضرورة العمل بالقرآن

عن أبي الزاهرية: أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه فقال: يا أبا الدرداء، إن ابني هذا جمع القرآن، فقال: اللهم اغفر، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاعه.
وروي مرفوعا وموقوفا: ((اقرءوا القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه)).
وعن الحسن: أن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه.

نماذج من تأثر السلف بالقرآن

حدثنا ابن المبارك عن مسعر عن عبد الأعلى التيمي قال: من أوتي من العلم ما لا يبكيه: فليس بخليق أن يكون أوتي علما ينفعه؛ لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
وعن تميم الداري: أنه أتى المقام ذات ليلة، فقام يصلي، فافتتح السورة التي تذكر فيها الجاثية، فلما أتى على هذه الآية {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}، لم يزل يرددها حتى أصبح.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه يردد {وقل رب زدني علما}، حتى أصبح.
وعن عامر بن عبد قيس: أنه قرأ ليلة من سورة المؤمن فلما انتهى إلى قوله تعالى: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}، لم يزل يرددها حتى أصبح.
وعن هشام بن عروة عن عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة عن أبيه عن جده قال: افتتحت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما "سورة الطور" فلما انتهت إلى قوله تعالى: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}. ذهبت إلى السوق في حاجة ثم رجعت، وهي تكررها: {ووقانا عذاب السموم}، قال: وهي في الصلاة

وعن سعيد بن جبير: أنه ردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}.
وعنه أنه استفتح بعد العشاء الآخرة بسورة: {إذا السماء انفطرت} فلم يزل فيها، حتى نادى منادي السحر.

الاشتغال بالتدبر أولى من السرعة في القراءة

عن أبي حمزة قال قلت لابن عباس اني سريع القراءة واني أقرأ القرآن في ثلاث
فقال لأن أقرأ البقرة في ليلةفأدبرها وأرتلها أحب الي من أن أقرأها كما تقول.
وعن محمد بن كعب قال "لئن أقرأ "اذا زلزلت." و"القارعة." ارددهما وأتفكر فيهما أحب الي من أن أهذ القرآن.
وعن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال: كنا جلوسا نقرأ القرآن، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا فقال: ((اقرءوا القرآن، فيوشك أن يأتي قوم يقرءونه، يقومونه كما يقوم القدح ويتعجلونه ولا يتأجلونه)).
وفي رواية سهل بن سعد: يقومون حروفه كما يقام السهم، لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون آخره ولا يتأجلونه.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: إياكم والهذاذين الذين يهذون القرآن ويسرعون بقراءته، فإنما مثل ذلك كمثل الأكمة التي لا أمسكت ماء ولا أنبتت كلأ.

المراد من قوله تعالى "ورتل القرآن ترتيلا".

عن مجاهد في قوله "ورتل القرآن ترتيلا" قال ترسل فيه ترسلا."
وعن ابن عباس "ورتل القرآن ترتيلا" بينه تبيينا.
وعن مجاهد قال بعضه في اثر بعض.

تحسين الصوت في القراءة والبعد عن الألحان المذمومة

قال أبو عبيد: حدثنا أبو النضر عن شعبة قال: حدثني معاوية بن قرة قال: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقته أو جمله يسير، وهو يقرأ سورة الفتح -أو قال: من سورة الفتح- ثم قرأ معاوية قراءة لينة، فرجع ثم قال: لولا أخشى أن يجتمع الناس علينا، لقرأت ذلك اللحن.
قال: وحدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قلت لعطاء ما تقول في القراءة على الألحان؟ فقال: وما بأس بذلك، سمعت عبد الله بن عمر يقول: كان داود عليه السلام يفعل كذا وكذا لشيء ذكره، يريد أن يبكي بذلك ويبكي

عن طاوس قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى
وعنه: ((أحسن الصوت بالقرآن أخشاهم لله تعالى)).
وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).
وعن عابس الغفاري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يتخوف على أمته خصالا: بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوما يتخذون القرآن من أمير، يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ولا بأفضلهم، إلا ليغنيهم به غناء.
وعن أنس: أنه سمع رجلا يقرأ بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه.
وقال شعبة: نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).
قال أبو عبيد: وإنما ذكره أيوب فيما يرى أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الألحان المبتدعة، يعني معنى الحديث غير ذلك،

النهي عن رفع الصوت بالقراءة

عن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع الرجل صوته بالقرآن في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها ويغلط أصحابه.
وعن يحيى بن كثير قال قيل للنبي صلى اله عليه وسلم ان هنا قوم يجهرون بالقراءة في صلاة النهار فقال ارموهم بالبعر."

اكرام القرآن وتفضيله على ملذات الدنيا

قال أبو عبيد: جلست إلى معمر بن سليمان بالرقة، وكان من خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له: لو أتيته فكلمته، فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم، فأكرمتهما عن ذلك.
وعن ابراهيم قال كان يكره أن يقرأ القرآن عند الأمر يعرض من أمر الدنيا."
وعن عروة قال كان اذا رأى شيئا من أمر الدنيا يعجبه قرأ "ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به أزواجا منهم."
عن أبي موسى الأشعري قال "ان من اجلال الله اكرام حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه.
وفي رةواية أيضا له
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط)).

البكاء عند قراءة القرآن

عن سعد بن مالك قالسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ان هذا القرآن نزل بحزن فاذا قرأتموه فابكوا فان لم تبكوا فتباكوا."

وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرءوا القرآن بحزن فانه نزل بحزن."
قال ابن أبي مليكة: صحبت ابن عباس -يعني في السفر- فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القرآن، يقرأ حرفا حرفا، ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب.
وقال عبد الله بن عروة بن الزبير: قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله.
وقال محمد بن جحادة: قلت لأم ولد الحسن البصري: ما رأيت منه؟ فقالت: رأيته فتح المصحف، فرأيت عينيه تسيلان وشفتيه لا تتحركان.

العمل بالقرآن

قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
وعن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون.
وعن عبد الملك بن شبيب عن رجل من ولد ابن أبي ليلى قال: دخلت على امرأة وأنا أقرأ سورة هود، فقالت لي: يا أبا عبد الرحمن، هكذا تقرأ سورة هود، والله إني فيها منذ ستة أشهر، وما فرغت من قراءتها,

وعن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال: كنا جلوسا نقرأ القرآن، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا فقال: ((اقرءوا القرآن، فيوشك أن يأتي قوم يقرءونه، يقومونه كما يقوم القدح ويتعجلونه ولا يتأجلونه
وفي رواية سهل بن سعد: يقومون حروفه كما يقام السهم، لا يجاوز تراقيهم، يتعجلون آخره ولا يتأجلونه.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: إياكم والهذاذين الذين يهذون القرآن ويسرعون بقراءته، فإنما مثل ذلك كمثل الأكمة التي لا أمسكت ماء ولا أنبتت كلأ.


القيام بالقرآن

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار يحل حلاله ويحرم حرامه خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامة كان القرآن له حجيجا)).
, قال ابن أبي مليكة: صحبت ابن عباس -يعني في السفر- فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القرآن، يقرأ حرفا حرفا، ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب

أصناف القراء

قال الحسن: قراء القرآن على ثلاثة أصناف:

صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة، كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم واستشعروا الخوف وارتدوا الحزن، فأولئك يسقي الله بهم الغيث وينصرهم على الأعداء، والله لهذا الضرب من حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر".


تفاوت العلوم التي يشتغل بها الناس

قال أبو حامد الغزالي في كتاب ذم الغرور:
"اللب الأقصى هو العمل، والذي فوقه هو معرفة العمل، وهو كالقشر للعمل وكاللب بالإضافة إلى ما فوقه، والذي فوقه هو سماع الألفاظ وحفظها بطريق الرواية، وهو قشر بالإضافة إلى المعرفة ولب بالإضافة إلى ما فوقه، وما فوقه هو العلم باللغة والنحو، وفوق ذلك القشرة العليا وهو العلم بمخارج الحروف، والعارفون بهذه الدرجات كلهم مغترون إلا من اتخذ هذه الدرجات منازل، فلم يعرج عليها إلا بقدر حاجته، فتجاوز إلى ما وراءه، حتى وصل إلى باب العمل، وطالب بحقيقة العمل قلبه وجوارحه، ورجى عمره في حمل النفس عليه وتصحيح الأعمال وتصفيتها عن الشوائب والآفات، فهذا هو المقصود المخدوم
من جملة علوم الشرع، وسائر العلوم خدم له ووسائل إليه وقشور له ومنازل بالإضافة إليه، وكل من لم يبلغ المقصد فقد خاب، سواء كان في المنزل القريب، أو في المنزل البعيد، وهذه العلوم لما كانت متعلقة بعلوم الشرع اغتر بها أربابها".

كراهة التكلف في تحقيق القراءة

جاء في كتاب تلاوة القرآن: "أكثر الناس منعوا من فهم القرآن لأسباب وحجب سدلها الشيطان على قلوبهم، فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن: أولها أن يكون الهم منصرفا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، وهذا يتولى حفظه شيطان وكل بالقراء ليصرفهم عن معاني كلام الله تعالى، فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف، يخيل إليهم أنه لا يخرج من مخرجه، فهذا يكون تأمله مقصورا على مخارج الحروف، فأنى تنكشف له المعاني؟ وأعظم ضحكة الشيطان لمن كان مطيعا لمثل هذا التلبيس".
ثم قال: "وتلاوة القرآن حق تلاوته أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل، وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار. فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ".
قلت: صدق رحمه الله، ومع أن الأمر كذلك، فقد تجاوز بعض من يدعي تجويد اللفظ إلى تكلف ما لا حاجة إليه، وربما أفسد ما زعم أنه مصلح له.
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني الحافظ المقرئ رحمه الله:
"التحقيق الوارد عن أئمة القراءة حده أن يوفي الحروف حقوقها من المد والهمز والتشديد والإدغام والحركة والسكون والإمالة والفتح، إن كانت كذلك من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف".

قال: "فأما ما يذهب إليه بعض أهل الغباوة من القراء من الإفراط في التمطيط، والتعسف في التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات إلى غير ذلك من الألفاظ المستبشعة والمذاهب المكروهة فخارج عن مذاهب الأئمة وجمهور سلف الأمة، وقد وردت الآثار عنهم بكراهة ذلك".
قال أبو بكر بن مجاهد:
"كان أبو عمرو سهل القراءة، غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل".
وقال حمزة:
إن لهذا التحقيق منتهى ينتهي إليه، ثم يكون قبيحا مثل البياض، له منتهى ينتهي إليه، فإذا زاد صار برصا.
وقال رجل لحمزة: يا أبا عمارة، رأيت رجلا من أصحابك همز حتى انقطع زره فقال: لم آمرهم بهذا كله.
وقال أبو بكر بن عياش: إمامنا يهمز {مؤصدة}، فأشتهي أن أسد أذني إذا سمعته يهمزها.


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 8 شعبان 1436هـ/26-05-2015م, 09:29 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

تلخيص مقاصد الباب الأول من كتاب المرشد الوجيز

المقصد الكلي للباب
وقت نزول القرآن ’ كيفية نزول القرآن ’ مدة نزول القرآن ’ معارضة جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم القرآن ’ كتابة الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعه للقرآن ومراحل جمع القرآن وأفضلية بعض الصحابة لما معهم من القرآن.

المقاصد الفرعية
1- وقت نزول القرآن .
2- كيفية نزول القرآن .
3- كتابة الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعه للقرآن .
4- معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن .
5- أنواع النسخ .
6- مراحل جمع القرآن.
7- فضل بعض الصحابة لما معهم من القرآن

تفصيل المقاصد الفرعية .
1- وقت نزول القرآن .
8- الشهر الذي نزل فيه القرآن قال تعالى (( شهر رمضان وقت نزول القرآن .
- الليلة التي نزل فيها القرآن : أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحريها في العشر الأخير منه ولا ليلة أبرك من ليلة هي خير من ألف شهر – فتعين حمل قوله سبحانه (( في ليلة مباركة )) على أنها ليلة القدر .
- سبب تسميتها ليلة القدر : لأن معناها التقدير ويدل على ذلك قوله تعالى (( فيها يفرق كل أمر حكيم )) .
- معنى قوله تعالى (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )) .
أنزلناه أي أسمعناه الملك , وأفهمناه إياه , وأنزلناه بما سمع , فيكون الملك منتقلا به من علو إلى سفل , ويشمل هذا المعنى جميع ألفاظ الإنزال المضافة إلى القرآن .
- المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر:
1- أنه ابتدئ إنزاله فيها.
2- أنه أنزل فيها جملة واحدة .
3- أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة كما في حديث ابن عباس رضي الله عنه قال:أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة وقرأ:(( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا )).
- الرد على من قال أن الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان،وأن قوله تعالى:(( أنزل فيه القرآن )) أي:في شأنه وفضل صيامه وبيان أحكامه وأن ليلة القدر توجد في جميع السنة لا تختص بشهر رمضان واتفق أن وافقت زمن إنزال القرآن ليلة النصف من شعبان:
نرد عليه بالأحاديث الواردة في بيان ليلة القدر وصفاتها وأحكامها كذلك يبطل هذا القول الجمع بين الآيات الثلاث وهي:(( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )) وقوله:(( إنا أنزلناه في ليلة القدر )) وقوله:(( إنا أنزلناه في ليلة مباركة )) فليلة القدر هي:الليلة المباركة وهي في شهر رمضان فلا منافاة بينها.
كذلك الخبر ورد عن ابن عباس وهو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم المشهود له بأنه حبر الأمة وترجمان القرآن.
2) كيفية نزول القرآن :
أ- نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا , ثم بعد ذلك في عشرين سنة : ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه قال (( أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر , ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة وقرأ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ))
ب- نزول القرآن منجما من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في كل ليلة قدر ما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم إلى الليلة التي تليها , فينزل جبريل عليه السلام نجوما بأمر الله تعالى فيما بين الليلتين من السنة إلى أن ينزل القرآن كله من اللوح المحفوظ في عشرين ليلة من عشرين سنة .
- معنى قوله (( وقرآنا فرقناه )) أي فصلناه آية آية وسورة سورة وقيل فصلناه إحكاما ومنها قوله تعالى (( فيها يفرق كل أمر حكيم ))
- معنى قوله (( على مكث )) أي على تؤدة وترسل .
- معنى قوله (( نزلناه تنزيلا )) نجما بعد نجم وقيل جعلناه منازل ومراتب ينزل شيئا بعد شيء
- فصل الذكر عن القرآن : عن ابن عباس رضي الله عنه قال (( فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم ويرتله ترتيلا .
- وعد الله لنبيه بجمع القرآن في صدره وبيانه له عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه فكان ذلك يعرف منه فأنزل الله(( لا تحرك به لسانك لتعجل به )) (( إن علينا جمعه وقرآنه ))
- الحكمة من إنزاله جملة إلى السماء الدنيا :
أ.تكريم بني آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة وتعريفهم عناية الله عز وجل ورحمته بهم
ب.تسليمهم ما أبرز لهم من الحظ بمبعث محمد صل الله عليه وسلم , وإنزال القرآن, وكلاهما رحمة , وقد قال الله تعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) وقال تعالى (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )) فوضع القرآن في بيت العزة في السماء الدنيا ليدخل في حد الدنيا .
- الحكمة من إنزاله إلى الأرض منجما :
قد بين الله تعالى تفسير ذلك بقوله (( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة )) ثم قال (( كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا )) أي أنزلناه مفرقا لنقوي به قلبك, فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب, وأشد عناية بالمرسل إليه ,وذلك لكثرة نزول الملك عليه ,وتجديد العهد به ,وبما معه من الرسالة من الله العزيز, فيحدث له السرور ما لا يوصف , ولذلك يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه .
وكذلك قيل (( لنثبت به فؤادك )) أي لتحفظه فيكون فؤادك ثابتا به غير مضطرب .
كذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم أميا لا يقرأ ولا يكتب , ففرق عليه القرآن ليتيسر عليه حفظه ولو نزل جملة لتعذر عليه حفظه في وقت واحد.
كذلك في القرآن ما هو جواب عن أمور سألوه عنها .
وكذلك لأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ولا يكون ذلك إلا أنزل فيما أنزل مفرقا
- أول ما نزل من القرآن :
ورد في كتاب شرح حديث المبعث إن أول ما نزل على النبي صل الله عليه وسلم (( إقرأ باسم ربك الذي خلق )) وذلك بحراء عند ابتداء نبوته .
ثم نزل (( يا أيها المدثر ))ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا ومدنيا حضرا وسفرا .
- آخر ما نزل من القرآن :
قوله تعالى (( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )) الآية
قال ابن عباس رضي الله عنهما زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين أي العاشر من يوم مرضه .
وأما ما قيل من أن آخر النزول آية الربا , وآية الدين ,فيكون ذلك آخر ما نزل من آيات الأحكام .
- كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف نهاية السورة :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه (( بسم الله الرحمن الرحيم )).
- متابعة الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته
عن انس بن مالك رضي الله عنه(( أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي )) ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد .
3) كتابة الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعه للقرآن :
عن عثمان رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات العدد, فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)) وإذا نزلت عليه الآية يقول
((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)) .
- جمع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن :
عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال : ((كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم : نؤلف القرآن من الرقاع, وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي صل الله عليه وسلم .
4) أنواع النسخ ثلاثة أنواع :
أ‌. ما نسخت تلاوته وبقي حكمه مثل ما روي عن عائشة رضي الله عنها(( كان مما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات يحرمن ))
ب‌. ومنه ما نسخت تلاوته وحكمه كعشر رضعات يحرمن .
ت‌. ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته : كأية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها وذكر فيها (( أربعة أشهر وعشرا ))
5) مراحل جمع القرآن :
- أن القرآن لم يجمع مرة واحدة فقد جمع بعضه بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم جمع بحضرة أبي بكر الصديق , والجمع الثالث وهو ترتيب السور كان في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان .
- قبول الآمة للمصحف الذي جمعه عثمان :
أن جميع القرآن الذي أنزله الله وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه ويرفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذي بين الدفتين ولم ينقص منه شيء ولم يزاد فيه شيء .
6) فضل بعض الصحابة لما معهم من القرآن :
- عن ابن مسعود قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم (( يقول خذوا القرآن من أربعة من عبدالله ابن مسعود وسالم ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب)) .
- تأويلات صرف حصر قول النبي صلى الله عليه وسلم خذوا القرآن عن أربعة تدل على أنها ليست للحصر وتأويل هذا اللفظ كالآتي :
1- أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها إلا أولئك النفر فقط .
2- أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته إلا تلك الجماعة .
3- أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا إلا تلك الجماعة .
4- أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه إلا تلك الجماعة .
5- لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كل ما نزل حتى تكامل نزوله إلا هؤلاء
6- لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم سوى هؤلاء الأربعة .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 8 شعبان 1436هـ/26-05-2015م, 09:39 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

تلخيص مقاصد الباب الثاني من كتاب المرشد الوجيز
المقصد العام للباب : بيان جمع أبي بكر للقرآن , وكاتبه وآخر ما كتب , وجمع عثمان بن عفان القرآن وكاتبه وآخر ما كتب والفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضي الله عنهم والقراءة التي اؤقرؤها الرسول صلى الله عليه وسلم في العرضة الأخيرة
المقاصد الفرعية :
1- بيان جمع أبي بكر للقرآن وكاتبه وآخر ما كتب
2- وجمع عثمان بن عفان القرآن وكاتبه وآخر ما كتب
3- والفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضي الله عنهم
4- والقراءة التي اؤقرؤها الرسول صلى الله عليه وسلم في العرضة الأخيرة
تفصيل المقاصد :
1- بيان جمع أبي بكر للقرآن وكاتبه وآخر ما كتب
-سبب جمع أبي بكر القرآن :
أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: ))إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر)).
- الذي جمع القرآن في عهد أبي بكر :
- قال زيد: قال أبو بكر)) إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال ))
- آخر ماوجد من الآيات في جمع أبي بكر الصديق للقرآن :
(( حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم)، حتى خاتمة "براءة" ))
- أول من جمع بين اللوحين :
قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، قال: قال علي)) يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين(( . وفي رواية عنه)) أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر)).
- أول من سمى المصحف :
بعد ما جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن ، فكتبوه في الورق ، وقال أبو بكر:التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: كان الحبشة يدعونه المصحف , فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في المصحف.
- المكان الذي حفظت فيه تلك الصحف :
في حديث زيد بن ثابت قال أرسل إلي ابو بكر مقتل أهل اليمامة ... إلى أن قال ((فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه
-بيان السبب في طلب البينة مع أنهما سمعاه من رسول الله :
قال الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء": ومعنى هذا الحديث -والله أعلم- من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن.قال: ويجوز أن يكون معناه: من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى، أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر.

2-جمع عثمان بن عفان القرآن وكاتبه وآخر ما كتب
- سبب جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه :
أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى
- الذي تولى جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه :
في حديث حذيفة بن اليمان :
(فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم.)
- آخر ما جمع من الآيات :
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)، فألحقتها في سورتها في المصحف.
- معنى قوله (فقد آية كذا فوجدتها مع فلان) :
أي أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعند غيره.
- موقف الناس من جمع عثمان للمصاحف وإحراقه بقية المصاحف :
مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك -أو قال: لم يعب ذلك أحد.
وعن عبد الرحمن عن شعبة عن علقمة بن مرثد عن رجل عن سويد بن غفلة قال: قال علي رضوان الله عليه: لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان. وفي رواية أخرى لو وليت من أمر المصاحف ما ولي عثمان لفعلت ما فعل عثمان.
- بيان من تولى الإملاء والكتابة أثناء الجمع :
وعن أسلم مولى عمر قال: اختلف الناس في القرآن فجعل الرجل يلقى الرجل في مغزاته فيقول: معي من القرآن ما ليس معك، أقرأني أبي بن كعب كذا وكذا، ويقول هذا: أقرأني عبد الله بن مسعود كذا وكذا، فلما رأى ذلك عثمان شاور فيه أهل القرآن من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرأوا أن يجمعوه في مصحف واحد، ثم يفرق في البلاد مصحفا مصحفا، ثم تحرق سائر الصحف، فدعا عثمان رضي الله عنه أربعة نفر، ثلاثة من قريش ورجلا من الأنصار: عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وسعيد بن العاص وزيد بن ثابت فقال: انسخوه. فنسخوه على هذا التأليف، وقال: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه على ما تقولون أنتم، فإن القرآن أنزل على لسان قريش، فنسخوا القرآن في مصحف واحد حتى فرغوا منه، ثم نسخ من ذلك المصحف مصاحف، فبعث إلى كل بلد مصحفا، وأمرهم بالاجتماع على هذا المصحف.
- وروى يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن موسى بن جبير أن عثمان بن عفان دعا أبي بن كعب وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال لأبي: إنك كنت أعلم الناس بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، كنت تقرئ في زمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بك، فأمل على هؤلاء القرآن في المصاحف، فإني أرى الناس قد اختلفوا، قال: فكان أبي يملي عليهم القرآن، وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص ينسخان.
- جمع الصحابة كان في جمعه في موضع واحد وليس في ترتيبه : في كتاب شرح السنة للبغوي قال)) الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين الدفتين القرآن الذي أنزله الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا، والذي حملهم على جمعه ما جاء بيانه في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته، ففزعوا فيه إلى خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ودعوه إلى جمعه، فرأى في ذلك رأيهم وأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم، فكتبوه كما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، من غير أن قدموا شيئا، أو أخروا، أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك، وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقيب آية كذا في السورة التي يذكر فيها كذا))
- الأمصار التي أرسل إليها عثمان المصاحف :
قال أبو حاتم السجستاني: لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا.
3-الفرق بين جمع أبو بكر وجمع عثمان رضي الله عنهم
- أبو بكر قصد جمعه في مكان واحد ذخرا للإسلام يرجع إليه المسلمون وعثمان رضي الله عنه قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان .
4-القراءة التي أقرؤها الرسول صلى الله عليه وسلم في العرضة الأخيرة
- وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرؤون قراءة العامة، وهي القراءة التي قرأها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان علي رضي الله عنه طول أيامه يقرأ مصحف عثمان، ويتخذه إماما ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل وهي التي بين فيها ما نسخ وما بقي.
- بيان أن القرآن أنزل بلغة قريش أي معظمه بلسانهم , فإذا وقع الإختلاف في كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم , أو المراد , نزل في الإبتداء بلسانهم ثم أبيح بعد ذلك , أن يقرأ بسبعة أحرف .

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 8 شعبان 1436هـ/26-05-2015م, 09:54 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

تلخيص مقاصد الباب الثالث من كتاب المرشد الوجيز
المقصد الكلي للباب:
نزول القرآن على سبعة أحرف وتفسير الحروف السبعة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم.

المقاصد الفرعية:
1- نزول القرآن على سبعة أحرف
2- تفسير الحروف السبعة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم
تفصيل المقاصد
المقصد الأول : نزول القرآن على سبعة أحرف .
- أصل القراءات السبعة لم يتعين بنص من النبي صلى الله عليه وسلم ولا بإجماع من الصحابة وقد اختلفت فيه الأقوال فعن ابن عباس قال : (( اللغات سبع والسماوات سبع والأرضون سبع ..))
- معنى قوله صلى الله عليه وسلم : (( أنزل القرآن على سبعة أحرف , قال أبو جعفر النحوي : لا يدرى معناه لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرف , والقصيدة كلمة , والحرف المعنى والجهة كقوله تعالى (( ومن الناس من يعبد الله على حرف )) أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني . قال أبو علي الأهوازي : سمعت أبو حاتم سهل أبن محمد السجستاني يقول : معنى سبعة أحرف سبعة لغات من لغات العرب , وذلك أن القرآن نزل بلغة قريش وهذيل وتميم وأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر
- الأحاديث الواردة فيها :-
في الصحيحين عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(( أقرأني جبريل عليه السلام على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف ))
- قال أبو عبيد تواترت الأحاديث كلها على الأحرف السبعة إلا حديث واحد يروى عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أنزل القرآن على ثلاثة أحرف )) قال أبو عبيد : ولا نرى المحفوظ إلا سبعة لأنها المشهورة ويجوز أن يكون معناه أن بعضه أنزل على ثلاثة أحرف( كجذوة ) و( الرهب ) و( الصدفين ) تقرأ على ثلاثة أوجه في هذا القراءات المشهورة
أو أراد أنه ابتدأ نزوله على ثلاثة أحرف ثم زيد إلى سبعة
- ما يقرأ على سبعة أحرف :
قال الأنباري : (( ما وجد في القرآن يقرأ على سبعة أحرف منها ( عبد الطاغوت ) وقوله ( أرسله معنا غدا يرتع ويلعب ) وهذا يدل على أن بعض القرآن أنزل على سبعة أحرف وليس كله ))
- اعتماد الصحابة ومن تبعهم على العرضة الأخيرة التي عرضها الرسول صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام في العام الذي قبض فيه, وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض عليه في كل سنة مرة جميع ما أنزل عليه فيها إلا في السنة الذي قبض فيها فإنه عرض عليه مرتين .
- الحكمة من إنزال القرآن على سبعة أحرف :
1- أن الله أنزل القرآن بلغة قريش ومن جاورها من فصحاء العرب , ثم أباح لهم قراءته بلغاتهم التي إعتداوا عليها على إختلافهم في الألفاظ والأعراب , ولم يكلفهم الانتقال من لغة لغيرها لمشقة ذلك عليهم .
2- ولأن العربي اذا فارق لغته التي طبع عليها اخذته العزة فجعلهم يقرأونه على عادتهم لئلا يشق عليهم ويبعده عن الإذعان , مع ما فيها من اتفاق المعنى من أجل ذلك جاء في القرآن ألفاظ مخالفة ألفاظ المصحف المجمع عليه , كالصوفي وهو العهن وزقية وهي صيحة وحططنا وهي وضعنا . وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل رجل منهم متمسك بما أجازه له صلى الله عليه وسلم .
3- أن الله أباح ان يقرأ على سبعة أحرف توسيعا على العباد وذلك لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي قيس مولى عمر بن العاص ((أن رجلا قرأ آية من القرآن ... )) إلى أن قال (( أن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فأي ذلك قرأتم أصبتهم فلا تماروا في القرآن فإن المراء فيه كفر ))
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا أوحي إليه أن يقرأ على حرفين وثلاثة (( هون على أمتي ..))
- بيان الأخبار التي وردت في إجازة قراءة غفور رحيم بدل عليم حكيم .
لأن ذلك مما نزل به الوحي فإذا قرأ ذلك في غير موضعه فكأنه قرأ آية من سورة وآية من سورة أخرى فلا يأثم بقرائتها ما لم يختم آية عذاب بآية رحمة , ولا آية رحمة بآية عذاب .
1- وكان هذا سائغا قبل جمع الصحابة المصحف تسهيلا لحفظه لأنه نزل على قوم لم يعتادوا التكرار وحفظه بلفظه بل يعبرون عما يسمعونه باللفظ الفصيح .
2- أن الصحابة خافوا من كثرة الاختلاف , وألهموا أن تلك الرخصة قد استغني عنها بكثرة الحفظ للقرآن , فنسخوا القرآن على اللفظ المنزل , وغير اللفظ المرادف له , وصار الأصل ما استقرت عليه القراءة في السنة التي توفي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , بعد ما عارضه جبريل عليه السلام في تلك السنة مرتين , ثم اجتمع الصحابة على إثباته بين الدفتين .
- بقي من الأحرف السبعة ما لا يخالف المرسوم وهو ما يتعلق بتلك الألفاظ من الحركات , والسكنات , والتشديد , والتخفيف , وإبدال حرف بحرف بحرف يوافقه في الرسم.
- الوعيد لمن جحد شيئا من القرآن :
عن علقمة عن عبدالله قال : (( لقد رأيتنا نتنازع فيه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم , فيأمرنا فنقرأ عليه فيخبرنا أن كلنا محسن , ولقد كنت أعلم أنه يعرض عليه القرآن في كل رمضان , حتى كان عام قبض فعرض عليه مرتين , فكان إذا فرغ فعرض عليه مرتين , فكان إذا فرغ أقرأ عليه فيخبرني أنني محسن , فمن قرأ على قراءتي فلا يدعنها رغبة عنها , ومن قرأ على شيء من هذه الحروف فلا يدعنه رغبة عنه , فإنه من جحد بآية وفي رواية بحرف منه جحد به كله .

المقصد الثاني : تفسير الحروف السبعة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم .
-تفسير ذلك من وجهين :
1- زيادة كلمة أو نقصانها , وإبدال كلمة بكلمة أخرى , أو تقديم وتأخير , مثل ما روي عن بعضهم : (( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج )) أو (( حم سق )) فهذا لا يجوز القراءة به . ومن قرأ به غير معاند أخذه الإمام بالأدب , ومن كان معاندا معلما له قتل لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( المراء في القرآن كفر )) لإجماع الأمة على إتباع المصحف المرسوم .
2-ما اختلف فيه من إظهار , وإدغام , وروم , وإشمام , وقصر , ومد , وإبدال حركة بأخرى , وياء بتاء , وواو بفاء , فهذا هو المستعمل في زماننا , وهو الذي عليه خط مصاحف الأمصار .
فثبت بهذا أن القراءات التي نقرأها هي بعض من الحروف السبعة التي نزل بها القرآن لموافقتها المصحف الذي اجتمعت عليه الأمة وترك ما سواها لمخالفتها مرسوم المصحف وذلك لعدة أمور :-
1- أن الله تعالى قال : (( فاقرءوا ما تيسر منه )) فصارت هذه القراءة هي المتيسرة لنا لرواية سلف الأمة لها وجمع المصحف على هذا الحرف .
وقال الطبري أن جميع القراءات ترجع إلى حرف واحد وهو حرف زيد بن ثابت
- قال القاضي أبو بكر بن الطيب : بيان أن الصحابة لم يختلفوا في القراءات المشهورة وإنما قراءات أخرى لم تثبت لها حجة .
- ان هناك قراءات تجيء عن الرسول صلى الله عليه وسلم مجيء الآحاد ولم يعلم ثبوته وحجته
- ولأن بعضهم يقرأ التأويل مع التنزيل مثل (( والصلاة الوسطى )) وهي صلاة العصر وقوله : (( فإن فاءوا فيهن ))
- فمنع عثمان رضي الله عنه من هذا الذي لم يثبت ولم تقم الحجة به وحرقه وأخذ بالمتيقن في قراءات الرسول صلى الله عليه وسلم .
- فأما أن يستجيز هو أو غيره من أئمة المنع من القراءة بحرف ثبت أن الله تعالى أنزله , ويأمر بتحريقه والمنع ن النظر فيه والانتساخ منه , ويضيق على الأمة ما وسعه الله تعالى ويحرم من ذلك ما أحله , ويمنع منه ما أطلقه وأباحه , فمعاذ الله أن يكون ذلك كذلك )).
- ثم إنه لم يجمعه على قراءة واحدة بحرف واحد بل جمعهم على قراءة بسبعة أحرف وسبع قراءات وهي ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لئلا تسقط قراءة قرأ بها الرسول صلى الله عليه وسلم وعرف حاجة الناس إلى معرفة جميع تلك الأحرف كتبها في مصاحفها وأنفذ كل إمام منها إلى ناحية لتكون جميع القراءات محروسة محفوظة .
- وقال صاحب شرح السنة وأما القراءة باللغات المختلفة مما يوافق الخط والكتاب فالفسحة فيه باقية بعد ثبوت صحتها بنقل العدول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 11 شعبان 1436هـ/29-05-2015م, 06:07 PM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخواتى الحبيبات
لدينا الأن بفضل الله تلخيص الباب الأول والثانى والثالث ووالسادس
وتبقى تلخيص الباب الرابع عندى وأن شاء الله اضعه بعد أن انتهى من أداء أختبار المعوذتين أى بعد يوم السبت والله المستعان
وتبقى تلخيص الباب الخامس عند أختى عابده

علماً ان لدينا للباب الأول 3 تلخيصات
وللباب الثانى والثالث لكل منهما تلخيصان سنختار منهم أن شاء الله

أين أختنا روان ؟؟ لم تشارك معنا

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 16 شعبان 1436هـ/3-06-2015م, 07:27 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

تلخيص الباب الخامس من كتاب المرشد الوجيز لأبي شامة المقدسي.
في الباب الخامس في الفصل بين القراءة الصحيحة اللغوية والشاذة الضعيفة المروية .
المقصد الكلي للباب : القراءة الصحيحة والقراءة الشاذة وإختلاف حملة القرآن في القراءات .
المقاصد الفرعية :
1- القراءة الصحيحة .
2- القراءة الشاذة .
3- إختلاف حملة القرآن في القراءات .
تفصيل المقاصد :
أولا : القراءة الصحيحة :-
- القراءة التي عليها الناس بالمدينة
القراءة التي عليها الناس بالمدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام هي القراءة التي تلقوها عن أوليهم تلقيا، وقام بها في كل مصر من هذه الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين، اجتمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيها طريقه وتمسكوا بمذاهبه على ما روي -يعني- عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة
- الآثار المروية :-
- قال إسماعيل القاضي: "أحسبه يعني هذه القراءة التي جمعت في المصحف".
- وذكر عن محمد بن سيرين أنه قال:
- "
كانوا يرون أن قراءتنا هذه هي أحدثهن بالعرضة الأخيرة"، وفي رواية قال: "نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين".
- القراءات التي بقيت بعد كتابة المصاحف باتفاق من الصحابة بالمدينة على ذلك، ونفذت إلى الأمصار وأمروا باتباعها وترك ما عداها، فأخذ الناس بها، وتركوا من تلك القراءات كل ما خالفها، وأبقوا ما يوافقها صريحا كقراءة {الصراط}بالصاد، واحتمالا كقراءة {مالك}بالألف ؛ لأن المصاحف اتفقت على كتابة "ملك" فيها بغير ألف، فاحتمل أن يكون مراده كما حذفت من "الرحمن" و"إسمعيل" و"إسحق" وغير ذلك.
ويحمل على اعتقاد ذلك ثبوت تلك القراءة بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يلتزم فيه تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة مع الاستفاضة، وموافقة خط المصحف، بمعنى أنها لا تنافيه عدم المنكرين لها نقلا وتوجيها من حيث اللغة.
- أركان القراءة الصحيحة :-
1- اشتهرت بصحة إسنادها .
2- موافقتها لخط المصحف .
3- لم تنكر من جهة اللغة العربية .
- أصح القراءات سندا وأصحها في العربية وقد اختار قوم قراءة عاصم ونافع فيما اتفقا عليه وقالوا: قراءة هذين الإمامين أصح القراءات سندا وأفصحها في العربية، وبعدهما في الفصاحة قراءة أبي عمرو والكسائي".
- المقصود بقراءة العامة :-
يريدون ما اتفق عليه أهل المدينة وأهل الكوفة. فهو عندهم سبب قوي يوجب الاختيار. وربما اختاروا ما اجتمع عليه أهل الحرمين، وسموه أيضا بالعامة".
- أسباب إختيار القراءة :-
إذا اجتمع للحرف قوته في العربية وموافقة المصحف واجتماع العامة عليه فهو المختار عند أكثرهم.
- هل ما ينسب للقراءات السبعة صحيحة أم شاذة ؟
القراءات الصحيحة المعتبرة المجمع عليها، قد انتهت إلى السبعة القراء المقدم ذكرهم، واشتهر نقلها عنهم لتصديهم لذلك وإجماع الناس عليهم، فاشتهروا بها كما اشتهر في كل علم من الحديث والفقه والعربية أئمة اقتدي بهم وعول فيها عليهم.
ونحن فإن قلنا: إن القراءات الصحيحة إليهم نسبت وعنهم نقلت، فلسنا ممن يقول: إن جميع ما روي عنهم يكون بهذه الصفة، بل قد روي عنهم ما يطلق عليه أنه ضعيف وشاذ بخروجه عن الضابط المذكور باختلال بعض الأركان الثلاثة، ولهذا ترى كتب المصنفين في القراءات السبع مختلفة في ذلك، ففي بعضها ذكر ما سقط في غيرها، والصحيح بالاعتبار الذي ذكرناه موجود في جميعها إن شاء الله تعالى.
- أمثلة ما نقل عن بعض القراء السبعة وفيه إنكار لأهل اللغة .
- الجمع بين الساكنين في تاءات البزي، وإدغام أبي عمرو، وقراءة حمزة "فما اسطاعوا"، وتسكين من أسكن "بارئكم" و"يأمركم" ونحوه و"سبأ" و"يا بني" و"مكر السيئ""، وإشباع الياء في "نرتعي" و"يتقي ويصبر" و"أفئدة من الناس" وقراءة "ليكة" بفتح الهاء، وهمز "سأقيها"، وخفض "والأرحام"، ونصب "كن فيكون"، والفصل بين المضافين في "الأنعام"
- هل كل القراءات السبعة متواترة والقطه بأنها منزل من عند الله واجب؟
قد شاع على ألسنة جماعة من المقرئين المتأخرين وغيرهم من المقلدين أن القراءات السبع كلها متواترة، أي كل فرد فرد مما روى عن هؤلاء الأئمة السبعة، قالوا: والقطع بأنها منزلة من عند الله واجب.
ونحن بهذا نقول، ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض، فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها.
فإن القراءات السبع المراد بها ما روي عن الأئمة السبعة القراء المشهورين، وذلك المروي عنهم منقسم إلى ما أجمع عليه عنهم لم يختلف فيه الطرق، وإلى ما اختلف فيه بمعنى أنه نفيت نسبته إليهم في بعض الطرق.
فالمصنفون لكتب القراءات يختلفون في ذلك اختلافا كثيرا، ومن تصفح كتبهم في ذلك ووقف على كلامهم فيه عرف صحة ما ذكرناه.
ثانيا : القراءات الشاذة :
- معنى الشذوذ
قال شيخنا أبو الحسن رحمه الله:
"
الشاذ مأخوذ من قولهم: شذ الرجل يشذ ويشذ شذوذا، إذا انفرد عن القوم واعتزل عن جماعتهم.
- رأي الأئمة الكبار :
- قال ابن مهدي: لا يكون إماما في العلم من أخذ بالشاذ من العلم أو روى عن كل أحد أو روى كل ما سمع".
- "وقال خلاد بن يزيد الباهلي: قلت ليحيى بن عبد الله بن أبي مليكة: إن نافعا حدثني عن أبيك عن عائشة أنها كانت تقرأ "إذ تلقونه" وتقول: إنما هو ولق الكذب. فقال يحيى: ما يضرك أن لا تكون سمعته عن عائشة، نافع ثقة على أبي وأبي ثقة على عائشة، وما يسرني أني قرأتها هكذا، ولي كذا وكذا. قلت: ولم وأنت تزعم أنها قد قرئت؟ قال: لأنه غير قراءة الناس، ونحن لو وجدنا رجلا يقرأ بما ليس بين اللوحين ما كان بيننا وبينه إلا التوبة أو نضرب عنقه، نجيء به، نحن عن الأمة عن الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عز وجل. وتقولون أنتم: حدثنا فلان الأعرج عن فلان الأعمى أن ابن مسعود يقرأ ما بين اللوحين، ما أدري ما ذا، إنما هو والله ضرب العنق أو التوبة".
- هل يجوز شيء من الشاذ القراءة به ؟
- قول مالك:
"
من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه".
- قول أبو عمر:
"
وعلماء المسلمين مجمعون على ذلك إلا قوما شذوا لا يعرج عليهم".
- بدعة ابن شنبوذ البغدادي:-
هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت المقرئ المعروف بابن شنبوذ البغدادي في طبقة ابن مجاهد مقرئ مشهور.
-
قال الخطيب في "تاريخ بغداد":
"
روى عن خلق كثير من شيوخ الشام ومصر وكان قد تخير لنفسه حروفا من شواذ القراءات تخالف الإجماع يقرأ بها. فصنف أبو بكر بن الأنباري وغيره كتبا في الرد عليه".
"
وقال إسماعيل الخطبي في كتاب التاريخ: اشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ، يقرئ الناس ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف مما يروى عن عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما مما كان يقرأ به قبل جمع المصحف الذي جمعه عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويتتبع الشواذ فيقرأ بها ويجادل، حتى عظم أمره وفحش، وأنكره الناس، فوجه السلطان فقبض عليه في يوم السبت لست خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وحمل إلى دار الوزير محمد بن علي -يعني ابن مقلة- وأحضر القضاة والفقهاء والقراء وناظره -يعني الوزير- بحضرتهم، فأقام على ما ذكر عنه ونصره واستنزله الوزير عن ذلك فأبى أن ينزل عنه أو يرجع عما يقرأ به من هذه الشواذ المنكرة التي تزيد على المصحف وتخالفه، فأنكر ذلك جميع من حضر المجلس وأشاروا بعقوبته ومعاملته بما يضطره إلى الرجوع فأمر بتجريده وإقامته بين الهنبازين وضربه بالدرة على قفاه، فضرب نحو العشرة ضربا شديدا، فلم يصبر واستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة فخلي عنه وأعيدت عليه ثيابه واستتيب، وكتب عليه كتاب بتوبته وأخذ فيه خطه بالتوبة".
ثالثا : إختلاف حملة القرآن في القراءات :
- المعرب العالم بوجوه الإعراب في القراءات :-
من حملة القرآن المعرب العالم بوجوه الإعراب في القراءات، العارف باللغات ومعاني الكلام، البصير بعيب القراءة المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين".
- من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك كالأعراب :-
ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك، فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر على تحويل لسانه، فهو مطبوع على كلامه".
- الذي يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه وليس عنده إلا الآداء لما تعلم ولا يعرف الإعراب ولا غيره، فذلك الحافظ ولا يلبث مثله أن ينسى إذا طال عهده، فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلى أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه، وعسى أن يكون عند الناس مصدقا، فيحمل ذلك عنه وقد نسيه وأوهم فيه وجسر على لزومه والإصرار عليه، أو يكون قد قرأ على من نسي وضع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم، فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بنقله".
- "ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعنى ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس في الآثار، فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين، فيكون بذلك مبتدعا.
- "منها اللغة الشاذة القليلة، ومنها الضعيف المعنى في الإعراب، غير أنه قد قرئ به، ومنها ما توهم فيه فغلط به، فهو لحن غير جائز عند من لا يبصر من العربية غير اليسير.
- ومنها اللحن الخفي الذي لا يعرفه إلا العالم النحرير ، وبكل قد جاءت الآثار في القراءات.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 16 شعبان 1436هـ/3-06-2015م, 07:39 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

احبتي بقي علينا المفاضله بين التلخيصات المتشابهه ارجو من الجميع المشاركه والمسارعه في ذلك حتى ننتهي من المتطلبات قبل رمضان واسال الله ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح .

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 18 شعبان 1436هـ/5-06-2015م, 09:16 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

كيف سنفاضل إن شاء الله أختي الكريمة؟ وأنا معك أرغب في الإتمام قبل رمضان إن شاء الله.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 21 شعبان 1436هـ/8-06-2015م, 09:04 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

على الاخوات الاتي لم يشاركن او مشاركتهن قليله قراء ة المواضيع واختيار الانسب من بينها ولتكن المجموعات التي انتهت من هذا العمل قدوة لنا ولنكن اكثر تعاونا وجزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 21 شعبان 1436هـ/8-06-2015م, 02:18 PM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

الباب الرابع من كتاب المرشد الوجيز
● المقصد الرئيس للباب:
الحرف السبعة وعلاقتها بالقراءات السبعة وحكمها والقراءات السبعه وسبب الأختلاف فيها وعله كونها سبعهة وأول من أقتصر عليها وبيان أن تلاوه القرآن اليوم على حرف واحد وحكم القراءه بالقراءات التى تخالف خط المصحف
● المقاصد الفرعية للباب:
الأحرف السبعه وأنها ليست القراءات السبعة
==معنى الأحرف السبعة
==الأحرف السبعة ليست القراءات السبعة
== القراءات ليست محصوره بسبع
== حكم أختلاف أئمة القراءة و من يمارى فى الحروف السبعه
== الأمر بالقراءه على الأحرف السبعه على التخيير وسبب أثبات الصحابه على قراءه واحده
القراءات السبعة وأختلاف الأمه
== سبب اختلاف الأمه فى القراءات بعد المرسوم لهم وأنفراد كل منهم بقراءه أختارها
== سبب جعل القراء سبعة وعله أختيارهم وأول من أقتصر عليهم
تلاوه القرآن اليوم
== تلاوه القرآن اليوم على حرف واحد
== حكم القراءه بالقراءات التى تخالف خط المصحف



● تلخيص مقاصد الباب:
الأحرف السبعه وأنها ليست القراءات السبعه
معنى الأحرف السبعة
وذلك أن أهل العلم قالوا في معنى قوله عليه السلام: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)): إنهن سبع لغات، بدلالة قول ابن مسعود رضي الله عنه وغيره: إن ذلك كقولك هلم وتعال وأقبل".
"فكان ذلك جاريا مجرى قراءة عبد الله: (إن كانت إلا زقية واحدة) و(كالصوف المنفوش)، وقراءة أبي رضي الله عنه: (أن بوركت النار ومن حولها)، (من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار)، وكقراءة ابن عباس رضي الله عنهما: (وعلى كل ضامر يأتون).
وأما ما اختلف فيه أئمة القراءة بالأمصار من النصب والرفع والتحريك والإسكان والهمز وتركه والتشديد والتخفيف والمد والقصر وإبدال حرف بحرف يوافق صورته فليس ذلك بداخل في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).
الأحرف السبعة ليست القراءات السبعة
- ولقد أخطأ من نسب إلى ابن مجاهد أنه قال بأن القراءات السبع هى الأحرف السبعه
- قال أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم: وهو يدافع عن شيخه ابو بكربن مجاهد لما نُسب اليه أنه اعتقد أن تفسير معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) أن تلك السبعة الأحرف هي قراءة السبعة القراء الذين ائتم بهم أهل الأمصار، فقال أن أبا بكر رحمه الله كان أيقظ من أن يتقلد مذهبا لم يقل به أحد، ولا يصح عند التفتيش والفحص".
- قال أبو محمد مكي:
"هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه، ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك".
قال: "فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء كنافع وعاصم وأبي عمرو، أحد الأحرف السبعة التي نص النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك منه غلط عظيم؛ إذ يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا؛ إذ قد استولوا على الأحرف السبعة عنده، فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة عنده".
"ويجب من هذا القول أن تترك القراءة بما روي عن أئمة هؤلاء السبعة من التابعين والصحابة مما يوافق خط المصحف، مما لم يقرأ به هؤلاء السبعة".
"ويجب منه أن لا تروى قراءة عن ثامن فما فوقه؛ لأن هؤلاء السبعة عند معتقد هذه القول قد أحاطت قراءتهم بالأحرف السبعة
القراءات ليست محصوره بسبع
وقد ذكر الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدرا من هؤلاء السبعة، على أنه قد ترك جماعة من العلماء في كتبهم في القراءات ذكر بعض هؤلاء السبعة واطرحهم: قد ترك أبو حاتم وغيره ذكر حمزة والكسائي وابن عامر، وزاد نحو عشرين رجلا من الأئمة ممن هو فوق هؤلاء السبعة
"وكذلك زاد الطبري في "كتاب القراءات" له على هؤلاء السبعة نحو خمسة عشر رجلا".
- "وكذلك فعل أبو عبيد وإسماعيل القاضي".

حكم أختلاف أئمة القراءة و من يمارى فى الحروف السبعه
"وذلك من قبل أن كل حرف اختلفت فيه أئمة القراءة لا يوجب المراء كفرا لمن مارى به في قول أحد من المسلمين، وقد أثبت النبي -صلى الله عليه وسلم- الكفر للمماري بكل حرف من الحروف السبعة التي أنزل بها القرآن".
الأمر بالقراءه على الأحرف السبعه على التخيير وسبب أثبات الصحابه على قراءه واحده
الإمام أبي جعفر بن جرير ذكر أن الأمر بقراءة القرآن على سبعة أحرف أمر تخيير، قال:
"فثبتت الأمة على حرف واحد من السبعة التي خيروا فيها، وكان سبب ثباتهم على ذلك ورفض الستة ما أجمع عليه صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين خافوا على الأمة تكفير بعضهم بعضا أن يستطيل ذلك إلى القتال وسفك الدماء وتقطيع الأرحام، فرسموا لهم مصحفا، أجمعوا جميعا عليه وعلى نبذ ما عداه لتصير الكلمة واحدة، فكان ذلك حجة قاطعة وفرضا لازما".
القراءات السبعة وأختلاف الأمه
سبب اختلاف الأمه فى القراءات بعد المرسوم لهم وأنفراد كل منهم بقراءه أختارها
- ما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه".
ذكر نحو ذلك مكي في كتابه المفرد الذي ألحقه "بكتاب الكشف" وكذلك الإمام أبو بكر بن العربي في "كتاب القبس"
-أن اختلاف القراء في الشيء الواحد مع اختلاف المواضع من هذا على قدر ما رووا، وأن ذلك المتلقن له من النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك الوجه أقرأ غيره كما سمعه، ثم من بعده كذلك إلى أن اتصل بالسبعة، ومثاله قراءة نافع "يحزن" بضم الياء وكسر الزاي في جميع القرآن، إلا حرف الأنبياء، وقراءة ابن عامر "إبراهام" بالألف في بعض السور دون بعض، ونحو ذلك مما يقال فيه: إنه جمع بين اللغتين



-و العلة التي من أجلها كثر الاختلاف عن هؤلاء الأئمة، وكل واحد منهم قد انفرد بقراءة اختارها مما قرأ به على أئمته
أن كل واحد من الأئمة قرأ على جماعات بقراءات مختلفة فنقل ذلك على ما قرأ، فكانوا في برهة من أعمارهم، يقرءون الناس بما قرءوا، فمن قرأ عليهم بأي حرف كان لم يردوه عنه؛ إذ كان ذلك مما قرءوا به على أئمتهم".
ومثال ذلك
قالون ربيب نافع وأخص الناس به، وورش أشهر الناس المتحملين إليه اختلفا في أكثر من ثلاثة آلاف حرف من قطع وهمز وتخفيف وإدغام وشبقراءة يعقوب الحضرمي غير متروكة، وكذلك قراءة عاصم الجحدري وقراءة أبي جعفر وشيبة إمامي نافع، وكذلك اختيار أبي حاتم وأبي عبيد، واختيار المفضل، واختيارات لغير هؤلاء الناس على القراءة كذلك في كل الأمصار من المشرق".
"ولم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية ورش عنه ولا نقلها أحد عن نافع غير ورش، وإنما ذلك لأن ورشا قرأ عليه بما تعلم في بلده فوافق ذلك رواية قرأها نافع على بعض أئمته فتركه على ذلك. وكذلك ما قرأ عليه به قالون وغيره".

"وهؤلاء الذين اختاروا إنما قرءوا للجماعة بروايات، فاختار كل واحد مما قرأ وروى قراءة تنسب إليه بلفظ الاختيار، وقد اختار الطبري وغيره
سبب أختيارهم
قوة وجهه في العربية، وموافقته للمصحف، واجتماع الأمة عليه"

سبب جعل القراء سبعة وعله أختيارهم وأول من أقتصر عليهم
-العلة التي من أجلها اشتهر هؤلاء السبعة بالقراءة دون من هو فوقهم، فنسبت إليهم السبعة الأحرف مجازا
ن الرواة عن الأئمة من القراء كانوا في العصر الثاني والثالث كثيرا في العدد، كثيرا في الاختلاف. فأراد الناس في العصر الرابع أن يقتصروا من القراءات التي توافق المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به، فنظروا إلى إمام مشهور بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدين وكمال العلم، واشتهر أمره وأجمع أهل مصره على عدالته فيما نقل، وثقته فيما قرأ وروى، وعلمه بما يقرئ به، ولم تخرج قراءته عن خط مصحفهم المنسوب إليهم، فأفردوا من كل مصر وجه إليه عثمان رضي الله عنه مصحفا إماما، هذه صفته وقراءته على مصحف ذلك المصر".
"فكان أبو عمرو من أهل البصرة، وحمزة وعاصم من أهل الكوفة وسوادها، والكسائي من أهل العراق، وابن كثير من أهل مكة، وابن عامر من أهل الشام، ونافع من أهل المدينة، كلهم ممن اشتهرت أمانته وطال عمره في الإقراء، وارتحل الناس إليه من البلدان، ولم يترك الناس مع هذا نقل ما كان عليه أئمة هؤلاء من الاختلاف ولا القراءة بذلك".
- جعل القراء الذين اختيروا للقراءة سبعة
أنهم جعلوا سبعة لعلتين:
"إحداهما: أن عثمان رضي الله عنه كتب سبعة مصاحف ووجه بها إلى الأمصار، فجعل عدد القراء على عدد المصاحف".
"والثانية: أنه جعل عددهم على عدد الحروف التي نزل بها القرآن
السبعة لزموا القيام بمصحفهم، وانتصبوا لقراءته، وتجردوا لروايته، ولم يشتهروا بغيره، واتبعوا ولم يبتدعوا.
عدم جمع القراء السبع كل ما اشتملت عليه الأحرف السبع
لسنا نقول: إن ما قرأه هؤلاء السبعة يشتمل على جميع ما أنزله الله عز وجل من الأحرف بالسبعة التي أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ بها، ولا معنى ما ورد عنهم معنى ذلك
وقد ظن بعض من لا معرفة له بالآثار أنه إذا أتقن عن هؤلاء السبعة قراءتهم أنه قد قرأ السبعة الأحرف التي جاء بها جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم وهو خطأ بين وغلط ظاهر عند جميع أهل البصر بالتأويل
أول من أقتصر على السبعه فى القراء
كان أبو بكر بن مجاهد أول من اقتصر على هؤلاء السبعة
قال أبو الحسن علي بن محمد رحمه الله:
"لما كان العصر الرابع سنة ثلاثمائة وما قاربها، كان أبو بكر بن مجاهد رحمه الله، قد انتهت إليه الرياسة في علم القراءة، وقد تقدم في ذلك على أهل ذلك العصر، اختار من القراءات ما وافق خط المصحف ومن القراء بها من اشتهرت قراءته، وفاقت معرفته، وقد تقدم أهل زمانه في الدين والأمانة والمعرفة والصيانة، واختاره أهل عصره في هذا الشأن، وأطبقوا على قراءته، وقصد من سائر الأقطار، وطالت ممارسته للقراءة والإقراء، وخص في ذلك بطول البقاء، ورأى أن يكونوا سبعة تأسيا بعدة المصاحف الأئمة، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف من سبعة أبواب))، فاختار هؤلاء القراء السبعة أئمة الأمصار، فكان أبو بكر بن مجاهد أول من اقتصر على هؤلاء السبعة، وصنف كتابه في قراءاتهم، واتبعه الناس على ذلك، ولم يسبقه أحد إلى تصنيف قراءة هؤلاء السبعة".
الرد على الطعن فى أدراج بن مجاهد لابن عامر فى القراء السبع
وكان غرض ابن مجاهد أن يأتي بسبعة من القراء من الأمصار التي نفدت إليها المصاحف، ولم يمكنه ذلك في البحرين واليمن لإعواز أئمة القراءة منهما، فأخذ بدلهما من الكوفة لكثرة القراء بها، وإذا كان هذا غرضه فلم يكن له بد من ذكر إمام من أهل الشام، ولم يكن فيهم من انتصب لذلك من التابعين مثل ابن عامر، فذكره.
- قال أبو طاهر:
"وأحسن الوجوه عندي أن يقال: إن قراءة ابن عامر قراءة اتفق عليها أهل الشام وإنها مسندة إلى أحد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
لولا أن أبا بكر شيخنا جعله سابعا لأئمة القراءة، فاقتدينا بفعله؛ لأنه لم يزل موفقا، فاتبعنا أثره، واهتدينا بهديه لما كان إسناد قراءته مرضيا، لكان أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش بذلك أولى منه؛ إذ كانت قراءته منقولة عن الأئمة المرضيين، وموافقة للمصحف المأثور باتباع ما فيه، ولكنا لا نعدل عما مضى عليه أئمتنا، ولا نتجاوز ما رسمه أولونا؛ إذ كان ذلك بنا أولى، وكنا إلى التمسك بفعلهم أحرى".
تلاوه القرآن اليوم على حرف واحد
-اليوم القرآن متلو على حرف واحد متفق الصورة في الرسم غير متناف في المعاني إلا حروفا يسيرة اختلفت صور رسمها في مصاحف الأمصار واتفقت معانيها فجرى مجرى ما اتفقت صورته".
-مثال أختلاف بعض الصور الرسم فى مصاحف الأمصار ذلك كالحرف المرسوم في مصحف أهل المدينة والشام (وأوصى بها إبراهيم)، وفي مصحف الكوفيين "ووصى"، وفي مصحف أهل الحرمين {لئن أنجيتنا}، وفي مصحف الكوفيين "أنجينا".
ووسبب ذلك أن زيد بن ثابت سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها على هذه الهيئات فأثبتها في المصاحف مختلفة الصور على ما سمعها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-


حكم القراءه بالقراءات التى تخالف خط المصحف
الذي في أيدينا من القراءات هو ما وافق خط ذلك المصحف من القراءات التي نزل بها القرآن وهو من الإجماع أيضا. وسقط العمل بالقراءات التي تخالف خط المصحف، فكأنها منسوخة بالإجماع على خط المصحف
وتمادى بعض الناس على القراءة بما يخالف خط المصحف مما ثبت نقله، وليس ذلك بجيد ولا صواب؛ لأن فيه مخالفة الجماعة، وفيه أخذ القرآن بأخبار الآحاد، وذلك غير جائز عند أحد من الناس

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مناقشة, المرشد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir