دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > عد الآي > الفرائد الحسان لعبد الفتاح القاضي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 رجب 1432هـ/17-06-2011م, 11:23 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي المقدمة

نفائس البيان
شرح الفرائد الحسان

قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ) : (بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد هادي الخلق إلى طريق الحق، وعلى آله وصحبه والتابعين. أما بعد. فيقول العبد الفقير إلى لطف ربه الغني: عبد الفتاح بن عبد الغني القاضي لقبا، الشافعي مذهبا، الأزهري تربية، النقشبندي طريقة، الدمنهوري بلدا. هذا شرح وجيز لنظمي في علم الفواصل المسمي "الفرائد الحسان في عد آي القرآن" عمدت فيه إلى عذوبة اللفظ، وسهولة العبارة، وسلاسة التركيب، والله أسأل أن يجنبني عثرة اللسان، وزلة القدم، ويمنحني الإخلاص فيما قصدته من تقريب هذا العلم، وتيسيره على الطالبين وهو حسبي ونعم الوكيل.
قلت:
أحمد ربي وأصلي سرمدا = على رسول الله مصباح الهدى
وأقول: الحمد، معناه الثناء على الله تعالى على جهة التعظيم، والصلاة من الله تعالى: الرحمة والإحسان، ومن العبد التضرع والدعاء، والسرمد: الدائم، وقد بدأت نظمي بالحمد تأسيا بالقرآن الكريم حيث كانت أول سورة منه مبدوءة بالحمد، وثنيت بالصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعظيم فضلها، وكثرة أجرها. كما وردت بذلك صحاح الأحاديث، وحسبنا في ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا" رواه مسلم، والمعنى: أثنى علي خالقي، ومدبر أمري بما هو أهل له، وأسأله تبارك وتعالى أن يصلي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة ترفع درجاته، وتزيد في كماله، صلاة دائمة لا انقطاع لها فإنه عليه الصلاة والسلام قد هدانا إلى النور المبين، والصراط المستقيم.
[نفائس البيان: 22]
قلت:
وهاك خلف علماء العدد = في الآي منظوما على المعتمد
سميته الفرائد الحسانا = أرجو به القبول والإحسانا
وأقول: هاك اسم فعل أمر بمعنى خذ، والخلف بمعنى الاختلاف، والآية في اللغة العلامة، وفي الاصطلاح طائفة من القرآن الكريم ذات مبدأ ومقطع علمت بالتوقيف من الشارع، وجعلت دلالة وعلامة على انقطاع الكلام، وعلى صدق المخبر بها، والفرائد جمع فريدة، وهى الجوهرة النفيسة. والحسان جمع حسناء والمعنى: خذ أيها الطالب المختلف فيه بين العلماء الذين بحثوا في عدد آي القرآن الكريم حال كون هذا المختلف فيه منظوما ليسهل عليك حفظه وضبطه، وحال كونه ثابتا على القول الذي اعتمده العلماء وآثروه بالقبول. وقد سميت هذا المنظوم "الفرائد الحسان" تشبيها له في اتساقه وانتظامه وعظم قيمته بالجواهر الحسان وأنا أرجو بسبب هذا النظم القبول من الله تبارك وتعالى لعملي، والإحسان إلي في الدنيا والآخرة لأني خدمت به ناحية من القرآن الكريم وهى بيان المواضع التي وقع خلاف العلماء في عدها آية وعدم عدها، وهي ناحية هامة لها فوائد جليلة ستقف عليها قريبا إن شاء الله تعالى. وقد اقتفيت في هذا النظم أثر الإمامين الجليلين أبي عمرو الداني في كتابه "البيان" والشاطبي في "ناظمة الزهر" وجعلت هذين الكتابين عمدتي ومرجعي فيما يتعلق بجميع أئمة العدد، ما عدا العدد الحمصي فإنهما لم يتعرضا له فجعلت عمدتي في بيانه "تحقيق البيان" ونظمه لخاتمة المحققين الشيخ محمد المتولي و"إتحاف فضلاء البشر" للأستاذ الفاضل الشيخ البنا، و"لطائف الإشارات" للعلامة القسطلاني: وقبل الشروع في المقصود
[نفائس البيان: 23]
يحسن بنا أن نبين معنى الفاصلة، والطرق التي تعرف بها، وفوائد معرفتها ونذكر علماء العدد موجزين القول في ذلك فنقول:
الفاصلة: هي آخر كلمة في الآية نحو: العالمين، نستعين، مآب، بصيرا، أحد، وهى مرادفة لرأس الآية.
طرق معرفة الفواصل: هي أربعة: الأولى مساواة الآية لما قبلها وما بعدها طولا وقصرا.
الثانية: مشاكلة الفاصلة لغيرها مما هو معها في السورة في الحرف الأخير منها أو فيما قبله.
الثالثة: الاتفاق على عد نظائرها في القرآن الكريم. الرابعة: انقطاع الكلام عندها.
فوائد معرفة الفواصل: لمعرفتها فوائد جليلة وفيما يلي أهمها:
الأولى: يحتاج لمعرفة الفواصل لصحة الصلاة. فقد قال الفقهاء فيمن لم يحفظ الفاتحة يأتي بدلها بسبع آيات. فمن لم يكن عالما بالفواصل لا يمكنه أن يأتي بما يصحح صلاته.
الثانية: يحتاج إليها للحصول على الأجر الموعود به على قراءة عدد معين من الآيات في الصلاة.
الثالثة: كون هذه المعرفة سببا لنيل الأجر الموعود به على تعلم عدد مخصوص من الآيات أو قراءته عند النوم مثلا.
الرابعة: الاحتياج إلى هذا الفن في معرفة ما يسن قراءته بعد الفاتحة في الصلاة فقد نصوا على أنه لا تحصل السنة إلا بقراءة ثلاث آيات قصار.
[نفائس البيان: 24]
أو آية طويلة. ومن يرى منهم وجوب القراءة بعد الفاتحة لا يكتفي بأقل من هذا العدد.
الخامسة: اعتباره لصحة الخطبة فقد أوجبوا فيها قراءة آية تامة.
السادسة: توقف معرفة الوقف المسنون على هذا العلم. فالوقف على رءوس الآي سنة. وإذا لم يكن القارئ على خبرة بهذا الفن لا يتأتى له معرفه الوقف المسنون، وتمييزه من غيره.
السابعة: اعتبار هذا الفن في باب الإمالة؛ فإن من القراء من يوجب إمالة رءوس آي سور خاصة كرءوس آي السور الآتية: طه، والنجم، الأعلى، الشمس، الضحى، العلق، فإن ورشا وأبا عمرو يقللان رءوس آي هذه السور قولا واحدا, فلو لم يعلم القارئ رءوس الآي عند المدني الأول والبصري لا يستطيع معرفة ما يقلل لورش باتفاق، وما يقلل بالخلاف، وكذا يقال بالنسبة لأبي عمرو.
علماء العدد: هم سبعة على المشهور: المدني الأول، المدني الأخير، المكي، البصري، الدمشقي، الحمصي، الكوفي. وسنأتي على بيانهم واحدا واحدا إن شاء الله تعالى.
المدني الأولى: هو ما يرويه نافع عن شيخيه أبي جعفر -يزيد بن القعقاع- وشيبة بن نصاح، وهذا هو ما يرويه أهل الكوفة عن أهل المدينة بدون تعيين أحد منهم، بمعنى أنه متى روى الكوفيون العدد عن أهل المدينة بدون تسمية أحد منهم فهو عدد المدني الأول وهو المروي عن نافع عن شيخيه أبي جعفر وشيبة. وروى أهل البصرة عدد المدني الأول عن ورش عن نافع عن شيخيه،
[نفائس البيان: 25]
والحاصل أن المدني الأول هو ما رواه نافع عن شيخيه لكن اختلف أهل الكوفة والبصرة في روايته عن المدنيين. فأما أهل الكوفة فرووه عن أهل المدينة بدون تعيين أحد منهم. ورواه أهل البصرة عن ورش عن نافع عن شيخيه، وعدد آي القرآن في رواية الكوفيين عن أهل المدينة 6217. وفي رواية أهل البصرة عن ورش 6214. والذي اعتمده الإمام الشاطبي رواية أهل الكوفة، وقد تبع في ذلك الإمام الداني.
المدني الأخير: هو ما يرويه إسماعيل بن جعفر عن يزيد وشيبة بواسطة نقله عن سليمان بن جماز. فيكون المدني الأخير هو المروي عن إسماعيل بن جعفر عن سليمان بن جماز عن شيبة ويزيد، وعدد آي القرآن عنده 6214.
العدد المكي: هو ما رواه الإمام الداني بسنده إلى عبد الله بن كثير القارئ عن مجاهد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم. وعدد الآي عنده 6210.
العدد البصري: هو ما يرويه عطاء بن يسار وعاصم الجحدري. وهو ما ينسب بعد إلى أيوب بن المتوكل. وعدد آي القرآن عنده 6204.
العدد الدمشقي: هو ما رواه يحيى الذماري عن عبد الله بن عامر، اليحصبي عن أبي الدرداء وينسب هذا العدد إلى عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وعدد الآي فيه 6227 وقيل: 6226.
العدد الحمصي: هو ما أضيف إلى شريح بن يزيد الحمصي الحضرمي وعدد الآي فيه 6232.
العدد الكوفي: هو ما يرويه حمزة وسفيان عن علي بن أبي طالب -رضي الله
[نفائس البيان: 26]
عنه- بواسطة ذوي علم وخبرة، وهذا العدد هو الذي اشتهر بالعدد الكوفي فيكون لأهل الكوفة عددان أحدهما مروي عن أهل المدينة. وهو المدني الأول السابق ذكره، وثانيهما ما يرويه حمزة وسفيان كما تقدم، والحاصل أن ما يروى عن أهل الكوفة موقوفا على أهل المدينة فهو المدني الأول، وما يروى عنهم موصولا إلى علي بن أبي طالب فهو المنسوب إليهم وعدد آي القرآن فيه 6236.
واعلم أنني إذا أطلقت في النظم لفظ المدني بأن قلت: إن موضع كذا يعده المدني ولم أقيده بكونه الأول أو الثاني فالمراد به ما يشمل المدنيين الأول والثاني وإذا قلت: "الحجازي" فالمراد به ما يشمل المدنيين والمكي، وإذا أطلقت لفظ "الشامي" فالمراد به الدمشقي والحمصي معا، وإذا قلت: "العراقي" فالمراد به البصري والكوفي، وإذا ذكرت أن فلانا يعد موضع كذا فيكون المراد أن غيره لا يعده. وإذا قلت: إن فلانا يسقط موضع كذا كان المراد أن غيره يعده والله أعلم.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المقدمة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir