دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > مقدمات المحدثين > مقدمة المستخرج لأبي نعيم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 ربيع الأول 1432هـ/28-02-2011م, 08:01 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي المقدمة

(المقدمة)
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الشيخ الجليل أبو الحسن سعود بن أبي منصور بن محمد بن الحسن الخياط -يعرف بالجمال- بقراءتي عليه غير مرة بأصبهان، قلت له: أخبركم الشيخ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قراءة عليه وأنت تسمع في الخامس والعشرين من شعبان سنة أربع عشرة وخمسمائة؛ فأقر به.
أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو نعيم، أحمد بن عبد العزيز أحمد بن إسحاق يرحمه الله قراءة عليه في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة قال:
قال أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت: 430هـ): (الحمد لله، القديم الأول، الدائم الباقي، الذي له الأسماء الحسنى والمدائح العلى، الذي بتوفيقه رشد المرشدون وبخذلانه غوى الغاوون، انفرد عن سمات الحدث، وبان بأوصافه وأفعاله عن مساواة النظراء ومدناة الشركاء، فهو بجميع صفاته قديم، فهو في جميع أفعاله حكيم، وهو العزيز الرحيم، أستعين به استعانة من لا يجد عليه مفرا منه إلا إليه، ولا معول له في درك بغيته إلا عليه، وأستهديه بهداه الذي أنعم به على من أحب من خلقه، وأستعيذ به من الضلالة التي تعمي من الوصول إليه، وتصد من المعرفة به، وأسأله أن يصلي على النبي المنتخب محمد صلى الله عليه وسلم وعلى جميع أنبيائه ورسله.
ثم إني نظرت وفقك الله فرأيت أصول الحق التي توصل بأهلها إلى الحق ثلاثة أنواع:
- كتاب.
- وسنة.
- وإجماع الأئمة.
فوجدت الكتاب: آمرا بالانتهاء إلى قبول ما وردت به السنة، وزاجرا عما زجرت عنه السنة قال الله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا}، وقال: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}
[المستخرج لأبي نعيم: 1/ 33]
وقال: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون}، وقال: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}، وقال: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}، وقال: {ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون}، وقال: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله}، في آيات كثيرة في معناها ومخبرا عن الله أن متابعة الرسول وطاعته طاعة الله؛ قال الله: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وأن مخالفته وعصيانه يؤدي إلى الضلال المبين والعذاب الأليم؛ فقال: {ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا}، وقال: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
فلما وجب طاعته ومتابعته؛ تلزم كل عاقل ومخاطب:
- الاجتهاد في التمييز بين صحيح أخباره وسقيم آثاره،
- وأن يبذل مجهوده في معرفة ذلك واقتباس سنته وشريعته من الطرق المرضية والأئمة المهدية،
وكان الوصول إلى معرفة ذلك متعذرا إلا بمعرفة الرواة، والفحص عن أحوالهم وأديانهم، والكشف بالبحث عن صدقهم، وكذبهم، وإتقانهم، وضبطهم، وضعفهم، ووهائهم، وغلطهم، وخطئهم؛ وذلك أن الله تعالى جعل أهل العلم درجات، ورفع بعضهم على بعض، ولم يرفع بعضهم على بعض إلا وخص من رفعه على من دونه بمنزلة سنية ومرتبة بهية، فالمراتب والمنازل منه مواهب اختصهم بها دون الآخرين فلذلك وجب التمييز بينهم، والبحث عن أحوالهم ليعطى كل ذي فضل فضله، وينزل كل واحد منزلته التي أنزله. [المستخرج لأبي نعيم: 1/ 34]

ذكر المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أخباره عددت الاختلاف، وإيصائه عليه السلام بلزوم سنته وسنة المهديين من خلفائه:
- حدثنا أبو القاسم حبيب بن الحسن، وفاروق بن عبد الله، وسليمان بن أحمد، في آخرين قالوا: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله، ثنا أبو عاصم النبيل، وحدثنا أبو بكر عمرو بن حمدان، ثنا ابن شيرويه، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عيسى بن يونس قالا: ثنا ثور بن يزيد، ثنا خالد ابن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، ثم أقبل علينا بوجهه فوعضنا موعظة بليغة، ذرفت منها الأعين، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا؛ قال: ((أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا؛ فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)) ).
السياق لأبي القاسم، حدث به أحمد بن حنبل، عن أبي عاصم، عن ثور. ورواه عن خالد بجير بن ست. وحدث به الوليد بن مسلم أيضا، عن خالد.
- حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمد بن عمر الواقدي، ثنا معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا أسد بن موسى، ثنا معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا أسد بن موسى، ثنا معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي [المستخرج لأبي نعيم: 1/ 35]،
وحدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا معاوية -يعني ابن صالح-، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا ابن شيرويه، ثنا إسحاق، أنبا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا معاوية بن صالح، وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة إملاء، ثنا الحسن بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن عمر رسته، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي أنه سمع العرباض بن سارية رضي الله عنه يقول: (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، قلنا: يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: ((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنا بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا عضوا عليها بالنواجذ، وإنما المؤمن كالجمل الآنف حيث قيد انقاد)) ).
لفظ عبد الرحمن، وكذلك أسد مثله، ولفظ الواقدي مختصر، وهذا حديث جيد من صحيح حديث الشاميين.
وهو وإن تركه الإمامان محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج؛ فليس ذلك من جهة انكسار منهما له، فإنهما رحمهما الله قد تركا كثيرا مما هو بشرطهما أولى وإلى طريقتهما أقرب.
وقد روى هذا الحديث عن العرباض بن سارية ثلاثة من تابعي الشام معروفين مشهورين:
عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحجر بن حجر، ويحيى بن أبي المطاع، وثلاثتهم من معروفي تابعي الشام..
- فحديث عبد الرحمن: قد تقدم ذكر ما قاله، حدث به عن خالد بن معدان، وضمرة بن حبيب.

- وحديث حجر بن حجر: فحدثناه عن ابن هارون البغدادي ثنا موسى بن هارون الحافظ ثنا أبو خيثمة وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة إملاء ثنا أحمد بن مكرم ثنا علي بن المديني وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا حامد بن شعيب ثنا سريج بن يونس وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا جعفر الفريابي ثنا [المستخرج لأبي نعيم: 1/ 36]
رحيم وصفوان بن صالح قالوا: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ثور بن يزيد قال: حدثني عبد الرحمن، وحجر بن حجر قالا: أتينا العرباض بن سارية وهو مريض فقلنا: إنا جئناك عائدين وزائرين ومقتبسين، فقال العرباض: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بنا صلاة الغداة وأقبل علينا فوعظنا موعظة..)، وذكر الحديث مثله.
- وحديث يحيى بن أبي مطاع: فحدثناه سليمان بن أحمد، ثنا إبراهيم بن عبد الله ابن العلاء بن زبر، حدثني أبي، عن يحيى بن أبي مطاع، عن العرباض بن سارية السلمي، وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الوليد، عن عبد الله بن العلاء، حدثني يحيى بن أبي مطاع: سمعت العرباض بن سارية قال: (قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعظنا موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله وعظتنا موعظة مودع فاعهد إلينا، قال: ((عليكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، وسيرى من بعدي اختلافا شديدا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم والمحدثات فإن كل بدعة ضلالة)) ).
- وروى عن جبير بن نفير، عن العرباض بن سارية بعض هذا الحديث، وهو ما حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا إبراهيم بن يعقوب، ثنا يعقوب بن كعب الحلبي، ثنا عيسى بن يونس، عن أبي بكر الحمصي، عن شعوذ الأزدي، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن العرباض بن سارية قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني تركتكم على الواضحة ليلها كنهارها لا يرغب عنها بعدي منكم إلا هالك))).
فتلقت الهداة والعقلاء وصية نبيهم صلى الله عليه وسلم بالقبول، ولزموا التوطين على سنته، وسنة الهداة المرشدة من الخلفاء؛ فلم يرغبوا عنه، بل علموا أن الثبوت عليه غير ممكن إلا بتتبع ما سنه صلى الله عليه وسلم، وسنه بعده أئمة الهدى الذين هم خلفاؤه في أمته، فتركوا الاشتغال بهواجس النفوس، وخواطر القلوب، وما يتولد من الشبهات التي تولد آراء النفوس، وقضايا العقول؛ خوفا من أن يزيغوا عن المحجة التي فارقهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الذي شبه ليلها بنهارها، مع ما جاءهم عن الله تعالى من الوعيد البليغ المصرح بنفي الإيمان عما خالفه صلى الله عليه وسلم أو طعن على أحكامه، ولم تطب نفسه بالتسليم له،
وذلك ما
[المستخرج لأبي نعيم: 1/ 37] حدثناه أبو بكر بن خلاد، ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، ثنا يحيى بن بكير، حدثني الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير أنه حدثه، وحدثنا محمد بن المظفر، ومحمد بن إبراهيم قالا: ثنا محمد بن زبان، ثنا محمد بن رمح، ثنا الليث، وحدثنا أبو محمد بن حيان، ومحمد بن حميد وأبو أحمد الغطريقي قالوا: ثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد، ثنا الليث، وحدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، وحدثنا أبو علي ابن الصواف، ثنا مظفر بن موسى، ثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني، ثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير أنه حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه: أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك)) فغضب الأنصاري فقال: يا رسول الله آن كان ابن عمتك، فتلون وجه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: ((يا زبير اسق ثم احبس حتى يرجع إلى الجدر)) قال: فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}.
وعلموا علما يقينا أن نبيهم صلى الله عليه وسلم لا يأمرهم باتباعه، والإقامة على ما سنه صلى الله عليه وسلم لهم ولأمته حتى يأمرنا بالتبليغ عنه من شهده وعاينه إلى من غاب عنه ولم يشهده؛ وذلك ما حفظ عنه كثير من صحابته له مواقف شتى، وخطب ذوات عدد من ذلك قوله: ((ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب))، بعد أن قررهم بالتبليغ لهم عن الله تعالى كلفهم الإبلاغ عنه،
وهو ما
حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، ثنا أبو عامر، ثنا قرة بن خالد، عن محمد -يعني ابن سيرين- حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه ورجل أفضل من عبد الرحمن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي بكرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال لهم: ((اللهم هل بلغت))، قالوا: نعم، قال: ((ليبلغ الشاهد منكم [المستخرج لأبي نعيم: 1/ 38] الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع)).

وأكد صلى الله عليه وسلم في أمره إياهم بالبلاغ عنه
حتى حد لهم قليل ما قدروا على الإبلاغ عنه فقال: ((بلغوا عني ولو آية)).

- حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، ثنا عبد الله بن نمير، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو، وحدثنا عبيد وفاروق قالا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم، عن الأوزاعي، ثنا حسان، عن أبي كبشة، عن عبد الله ابن عمرو، وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، ثنا عبد الرزاق قال: ثنا الأوزاعي، وحدثنا محمد بن وسليمان، في آخرين قالوا: ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)).

ثم حث صلى الله عليه وسلم المبلغين عنه على تأدية ما يبلغون عنه كما بلغهم، ورغبهم في ذلك بالدعاء المجاب له، فمن بلغ عنه وأدى المسموع منه جعلنا الله ممن نالته الدعوة المجابة من نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم:

- حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن يونس بن موسى، ثنا عبد الله بن داود، ثنا علي بن صالح، عن سماك ابن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن مسعود، وحدثنا سليمان بن أحمد إملاء، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا محمد بن خالد الوهبي، ثنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه جبير، وحدثنا القاضي أبو أحمد [المستخرج لأبي نعيم: 1/ 39]
إملاء، ثنا محمد بن أيوب، ثنا عيسى بن إبراهيم البركي، ثنا أبو أمية بن يعلى، ثنا عيسى بن أبي عيسى الخياط، عن الشعبي قال: قدم علينا النعمان بن بشير فخطبنا فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نضر الله امرأً سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه إلى من هو أحفظ منه ويبلغه من هو أحفظ منه إلى من هو أفقه منه فرب حامل فقه ليس بفقيه))، وهذا لفظ علي بن صالح عن سماك.
- وحدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يوسف بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن عمر ابن سليمان، عن عبد الرحمن بن أبان، عن أبيه، عن زيد بن ثابت، وحدثنا حبيب، ثنا محمد بن إبراهيم بن بطال، ثنا طاهر بن خالد بن بزار، ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن طهمان، حدثني شعبة بن الحجاج، عن عمر بن سليمان، عن عبد الرحمن بن أبان، عن أبيه عمن يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((نضر الله امرأً سمع حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه))، لفظ يونس بن حبيب). [المستخرج لأبي نعيم: 1/ 40]


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ربيع الأول 1432هـ/28-02-2011م, 08:01 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

قال أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت: 430هـ): (ولم يقنعه صلى الله عليه وسلم الحث على الإبلاغ عنه والترغيب في ذلك حتى استوثق في التقييد والاشتراط على المبلغين عنه أن يحترزوا من الازدياد في البلاغ عنه؛ وذلك لعلمه صلى الله عليه وسلم أن يكون في أمته نشؤ سوء يحملهم الحرص والشهوة في الحديث ظنه على الزيادة فيه، وذلك ما
- حدثنا سليمان بن أحمد إملاء وقراءة ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة قالا ثنا عبد الجبار بن عاصم ثنا هلال بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن أبي عبلة حدثني عقبة بن وساج عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نضر الله من سمع قولي ثم لم يزد فيه))
[المستخرج لأبي نعيم: 1/40]
قلت: قد ورد (ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين؛ فإن دعوتهم تحيط من وراءهم).
لفظ سليمان مختصرا لم يذكر فيه لفظ الزيادة، وهذا الحديث رواه عن إبراهيم بن أبي عبلة عراك بن خالد، فخالف فيه هانئ بن عبد الرحمن فقال: (عن إبراهيم، عن محمد بن عجلان، عن أبيه عن زيد بن أبي ثابت..) ولم يذكر فيه لفظ الزيادة.
- حدثنا القاضي أبو أحمد، وسليمان وعبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن أحمد ابن راشد، ثنا موسى بن عامر أبو عامر، ثنا عراك بن خالد بن يزيد، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن محمد بن عجلان، عن أبيه عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله من سمع مقالتي هذه فحفظها حتى يبلغها غيره)).
ولفظ الزيادة لا يثبت من حديث ابن أبي عبلة فإنها مختلف فيها عليه، وإنما هو وحديث معاذ بن جبل.
- حدثنا أحمد بن بندار، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا هاشم بن عمار، ثنا عمرو بن واقد، ثنا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نضر الله امرأ سمع كلامي فلم يزد فيه فرب حامل علم إلى من هو أوعى له منه)).
وكما رغب صلى الله عليه وسلم في الإبلاغ عنه وحث عليه، أوعد كاتمي بيانه عظيم الوعيد وبليغ التخويف.
- حدثنا أبو عبد الله أحمد بن بندار الفقيه، ثنا أبو بكر أحمد بن أبي عاصم، ثنا إبراهيم ابن المنذر الحزامي، ثنا عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن عياش، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار)) حسن.
وأعلم صلى الله عليه وسلم أن هذا العلم الذي أوعد كاتمه هو ما يتقنه ويحفظه
[المستخرج لأبي نعيم: 1/41]
- حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا بشر بن موسى، ثنا سعيد بن منصور، ثنا عمارة بن زاذان الصيدلاني، عن علي بن الحكم، عن عطاء بن أبي رباح، وحدثنا فاروق الخطابي، وحبيب ابن الحسن قالا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا حجاج بن منهال، ثنا عمارة بن زادان، عن علي بن الحكم، عن عطاء عن أبي هريرة، وحدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عاصم بن علي، ثنا عمارة الصيدلاني، أنبا علي بن الحكم، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من رجل حفظ علما نافعا فسئل عنه فكتمه إلا جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار)).
وبين صلى الله عليه وسلم أن الملجم بلجام النار هو من كتم علما نافعا يستدل به المرء على نفع دينه ولزوم شريعته:
- حدثنا أبو بكر بن خلاد، وأبو بحر محمد بن الحسن البربهاري قالا: ثنا أحمد بن علي الخزاز، ثنا عبد الله بن عاصم الحماني، حدثني محمد بن داب، وأخبرني صفوان بن سليم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كتم علما مما ينفع الله به في أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار))، إسناده ضعيف.
- حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعد الواسطي، وسليمان بن أحمد قالا: ثنا محمود بن محمد الواسطي، ثنا القاسم بن سعيد بن المسيب، ثنا الحارث بن النعمان أبو النضر الأكفاني، ثنا سفيان، عن جابر، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سئل عن علم نافع فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار))، إسناده ضعيف لفظ سليمان.
وأما أن إقامة الله تعالى سفيرا بينه وبين خلقه، وجعله أمينا على خلقه ومؤتمنا فيهم، أطلعه الله
[المستخرج لأبي نعيم: 1/42]
على كثير من أنواع الغيوب والأشياء الكائنة بعده من حميد وذميم، ودل صلى الله عليه وسلم على كل ذلك وأخبر به أمته لتأكيد الحجة عليهم وتمام تبليغه إياهم رسالة ربهم تعالى، فكان من جملة ما أخبر به من الغيوب والحوادث الكائنة بعده؛ أن أعلمهم أن يكون بعده في أمته من يكذب عليه ويخبر عنه بالأباطيل، وبالغ النبي صلى الله عليه وسلم في الوعيد لمن كذب عليه في حياته وبعد وفاته:
- حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ليث بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون الحضرمي: أن أبا موسى الغافقي سمع عقبة بن عامر الجهني يحدث على المنبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث، فقال أبو موسى: إن صاحبكم هذا لحافظ أو هالك؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخر ما عهد علينا أن قال: ((عليكم بكتاب الله وسترجعون إلى قوم يحبون الحديث عني فمن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ومن حفظ شيئا فليحدث به)).
- حدثنا سليمان بن أحمد، ومحمد بن عبد الله المكاتب قالا: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا ضرار بن صرد، ثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون، حدثني وهب بن وهب -قاض كان لأهل مصر-، عن وداعة الخيري، عن أبي موسى الغافقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه، ضعيف.
- حدثنا أحمد بن سهل بن عمرو العسكري بالبصرة، ثنا إبراهيم بن حرب العسكري، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا محمد بن عمرو ثنا، أبو سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون رجلا كذابون يكذبون على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم)). ). [المستخرج لأبي نعيم: 1/43]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 ربيع الأول 1432هـ/28-02-2011م, 08:02 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

قال أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت: 430هـ): (وألفاظه صلى الله عليه وسلم في الوعيد للكاذبين عليه وردت عنه مختلفة: فورد عنه في الوعيد لمن قال عليه ما لم يقل؛ فتوجه هذا الوعيد على كل قائل عليه ما لم يقل عامدا كان أو غير عامد.
[المستخرج لأبي نعيم: 1/ 43]

- حدثناه عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عامر بن سعد، وحدثنا سليمان، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، وعاصم بن علي قالا: ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عامر بن سعد قال: سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: (والله ما يمنعني أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون أوعاهم لحديثه ولكن أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قال علي مالم أقل فليتبوأ مقعده من النار)).)، حسن.
ففي إمتناع عثمان رضي الله عنه من الإتساع في التحديث عنه مع إخباره عن نفسه أنه من وعاة أصحابه وحفاظهم؛ الدليل الكافي أن كل من أدى عنه صلى الله عليه وسلم، وبلغ غير ما قاله أو شيئألم يقله؛ أنه داخل في جملة من شمله وعيده وتخويفه، جعلنا الله من المتحرين للصدق، والمتحرزين من المساهلة في الرواية بكل ما يروى عنه ولم يقله برحمته.
وسأذكر بعون الله ومشيئته أنواعا من الوعيد لمن قلت مبالاته بالرواية عنه بكل ما سمعه قال أو لم يقل، فمن ذلك:
لفظه الوارد عنه فيمن تعمد عليه الكذب..
- حدثنا عبد الله بن جعفر قراءة، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن محمود بن لبيد، عن عثمان بن عفان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)). حسن.
وقد وردت عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث شديدة من الوعيد فيمن كذب عليه تعمده أو لم يتعمده..
- حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو مسعود، ثنا محمد بن عبيد، ثنا عبيد الله بن عمر، عن أبي بكر بن سالم، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يكذب علي يبن له بيت في النار)).
وأعلم صلى الله عليه وسلم ما يبوء به الكاذب عليه من الإثم لمباينته صلى الله عليه وسلم في جميع أحوال [المستخرج لأبي نعيم: 1/ 44] سائر الناس بأن الكاذب عليه ليس كمن كذب على غيره..
- حدثنا أبو بكر بن خلاد، عن الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبيد الله بن محمد بن حفص التيمي، أنبا عبد الواحد بن زياد، ثنا صدقة -وهو بن المثنى-، حدثني جدي رياح بن الحارث قال: كنا في مسجد الأكبر بالكوفة، والمغيرة بن شعبة جالس فجاء نجاب يقال له قيس بن علقمة، فقام فسب وسب، فقال سعيد بن زيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن كذبا علي ليس ككذب على غيري؛ من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)). صحيح.
ذكر وعيد ثان فيمن تعمد الكذب عليه صلى الله عليه وسلم..
- حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا يحيى بن إسحاق أبو زكريا السيلحيني، ثنا يحيى بن أيوب، عن حرام أبن عثمان، عن ابني جابر، عن أبيهما جابر ابن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اشتد غضب الله على من كذب علي أو أتى البهائم)). ضعيف.
وأعلم صلى الله عليه وسلم أن من أعظم الفرية من قوله ما لم يقل وهو وعيد ثالث عنه فيمن كذب عليه..
- حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا أبو اليمان، قال سليمان، وثنا أحمد بن عبد الوهاب، ثنا علي بن عياش قال: ثنا حريز بن عثمان، حدثني عبد الواحد بن عبد الله النصري، عن وائل بن الأسقع: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ((من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه أو يري عينيه في المنام مالم تريا أو يقل علي مالم أقل)).
[المستخرج لأبي نعيم: 1/ 45]
- حدثنا أبو علي الصواف، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، عن إسماعيل بن عبيد، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن عبد الوهاب بن بخت، عن عبد الواحد بن عبد الله النضري، عن وائلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أفرى الفرى من قولني ما لم أقل أو ادعى إلى غير أبيه أو يري عينيه في المنام ما لم تريا)).
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن من روى عنه شيئا يرى أنه كذب فقد اشترك في الكذب مع من بدأ بالكذب عليه..
- حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يفري عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)). صحيح.
- حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، وحدثنا حبيب، والخطابي قالا: ثنا أبو مسلم، ثنا سليمان بن حرب قال: ثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت قال: سمعت ميمون بن أبي شعيب يحدث عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من روى عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)). حسن.
وبلغ صلى الله عليه وسلم المتحدث بكل ما سمع أبلغ غاية الإثمين فقال صلى الله عليه وسلم ((كفي به إثما..))..
- حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا علي بن حفص، ثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى به إثما أن يحدث بكل ما سمع)). حسن.
[المستخرج لأبي نعيم: 1/ 46]
وأنزل صلى الله عليه وسلم من حدث بالكذب منازل أكابر الخائنين أو كذب في حديثه..
- حدثنا محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا زكريا بن يحيى ابن زحمويه، ثنا عمر بن هارون، ثنا ثور بن يزيد، عن يزيد بن شريح، عن جبير بن نفير، عن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق، وأنت له به كاذب)). ضعيف؛ ومعناه أن يصدقه فيما يذكر سماعه ولم يسمعه فيكون فيه كاذبا.
ولن يستعظم الكذب عليه إلا من خصه الله تعالى في أكثر أحواله بحسن التوفيق، وأيده العصمة والتسديد، كسيد المسلمين، وولي المؤمنين، وابن عم رسول رب العالمين، أخبره عن نفسه رضي الله عنه أن الخرور من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يبوء بالكذب على رسول رب العالمين، كذا روى لي عنه علي بن أبي طالب إذا حدثكم عنه.. حدثناه عبد الله بن جعفر، ثنا أبو مسعود بن الفرات، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا الأعمش، عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (فوالله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه)؛ فأقسم بعظيم القسم أن سقوطه من أعلى السموات إلى أسفل الأرض أحب إليه من إخباره وتحديثه عنه بما لم يقله صلى الله عليه وسلم، وذلك من عظيم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في صدره، ومعرفته بما استقر في قلبه من جسيم قبح الكذب عليه، أعاذنا الله وجميع المسلمين من التعرض لمماسة جميع ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من الوعيد في الكذبة عليه، وجعلنا ممن يقتدي في تعظيم الكذب عليه وتقبيحه بسيد المسلمين وأمير المؤمنين رضي الله عنه برحمته.
وقد رويت عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث ضعيفة ومعلولة، طالما افتراها الأغبياء والجهلة؛ فتطرقوا بها إلى إباحة الرواية لسقيم الأحاديث وأباطيلها، ولم يمنعهم ما لله تعالى عليهم من حجة النظر وإبلاغ الأثر من المصطفى أن المرء محظور عليه بإرسال لسانه بالخبر والإخبار عمن يصير الأخبار عنه دينا وتدينا إلا بعد العلم الذي يوجب العلماء [المستخرج لأبي نعيم: 1/ 47]
صحة قوله، وأن ذاكم من تلك الأحاديث بعينها إن شاء الله فمنها ما..
- حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن الكوثر ثنا أحمد بن علي الخزاز، وحدثنا سليمان بن أحمد بن القاسم بن محمد الدلال، ثنا أسيد بن زيد الجمال، ثنا محمد بن الفضل بن عطية عن الأحوص بن حكيم، عن مكحول عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده بين عيني جهنم)).
فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يرغبون: (إنا نحدث عنك بالحديث فنزيد فيه وننقص).
قال: ((ليس ذلكم أعنيكم، إنما أعني الذي يكذب علي يريد عيبي، وشين الإسلام)).
قالوا: (يا رسول الله ولجهنم عينان).
قال: ((ألم تسمعوا إلى قول الله عز وجل: {إذا رأتهم من مكان بعيد} فهل تراهم إلا بعينين)). ضعيف.

لفظهما قريب، والسياق استمكن، وهذا حديث لا أصل له فيما أعلم، والحمل فيه على محمد بن الفضل بن عطية لاتفاق أكثر الناس على إسقاط حديثه أيضا حديث معلول.
- حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا إدريس بن عبد الكريم، وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن يحيى المروزي، وحدثنا محمد بن علي حبيش، ثنا الصوفي، وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وحدثنا حبيب، ثنا حامد بن شعيب قالوا: ثنا الحكم بن موسى، ثنا محمد بن سلمة، ثنا الفزاري محمد بن عبيد الله، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) ضعيف، وقد روي عن طلحة بن مصرف بعد هذا المتن أقاويل أربعة:
- منها ما تقدم من حديث عبد الرحمن ابن عوسجة عن البراء، والواهم فيه الفزاري وهو محمد بن عبد الله الحرزمي متروك الحديث مجمع عليه

[المستخرج لأبي نعيم: 1/ 48]،
- ومنها حديث يونس بن بكير، عن الأعمش، عن طلحة، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله
حدثناه إبراهيم بن أحمد بن أبي الحصين، والحسين بن حمويه الخثعمي الكوفيان قالا: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن جعفر بن أبي مواتية، ثنا يونس بن بكير، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار))، هذا لفظ ابن أبي حصين، ولم يذكر فيه ليضل به، وابن أبي مواتية هو الكلبي من أهل الكوفة، حدث بغيب، وسمع منه الحضرمي بغيب، ورواه جماعة من الكوفيين، عن يونس بن بكير، بإسقاط ابن عمار من بين طلحة، وابن ميسرة عمرو بن شرحبيل.
حدثناه اسحاق بن أحمد، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا هناد بن السري، وحدثناه أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن العباس، ثنا أبو سعيد الأشج قال: ثنا يونس بن بكير، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)). ضعيف، هذا لفظ هناد، وهو المشهور من حديث يونس بن بكير، وذكر فيه: (ليضل به)، ووهم يونس بن بكير في هذا الحديث في موضعين:
أحدهما: إدخال أبي عمار فيما بين طلحة وعمرو.
والآخر: إيصاله ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو غير مرفوع من الوهم الكثير.
- والحديث الثالث رواية الحماني عبد الحميد، عن الأعمش، عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو ابن شرحبيل عن حذيفة بدل عبد الله بن مسعود: حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا حبشي بن محمد بن عبد الله بقصر ابن هبيرة، ثنا زياد بن أبي يزيد القصري، ثنا عبد الحميد الحماني، ثنا الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كذب [المستخرج لأبي نعيم: 1/ 49] علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار))، ولم يذكر فيه: (ليضل به)، والواهم في هذا الحديث الحماني أو زياد القصري، وهو أشبه، فإنه حديثه منضود به حدث به عنه محمد بن محمد سليمان الباغندي أيضا ضعيف.
- والوجه الرابع رواية أبي معاوية، عن الأعمش، عن طلحة، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن علي: حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي ببغداد، ومحمد بن إسحاق الأهوازي قالا: ثنا عبد الله بن زيدان، وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن الليث الجوهري قال: ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي من أصل كتابته، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار))، لم يقل من أصل كتابه إلا محمد بن إسحاق في حديثه، والحديث ينفرد به يحيى بن طلحة، وهو الواهم فيه فيما أرى.
والمحفوظ من جميع ذلك ما رواه زهير أبو خيثمة، عن الأعمش، عن طلحة، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي متعمدا ليضل به فليتبوأ مقعده من النار))،
كذا رواه مرسلا من حديث الأعمش.
ولعمري إن أكثر هلاك الناس وانتقالهم عن المحجة المضيئة بعد أن كانوا عليها من ميلهم إلى قبول كل ما يعرض عليهم من واهي الأخبار وبواطيلها؛ وذلك أن من قبل شيئا من ذلك قبلها ليتخذها فرية وتدينا، وقد روى صاحب الشريعة حديث استدل به على بعض ما ذكرناه وهو ما:
- حدثنا محمد بن حميد، ثنا هارون بن علي، ثنا محمد بن إسماعيل الحساني، ثنا يزيد ابن هارون، ثنا بقية بن الوليد، عن أبي العلاء، عن مجاهد، عن ابن عباس، وحدثنا أحمد بن بندار، وعبد الله بن محمد المقري قالا: ثنا ابن أبي عاصم، ثنا محمد بن مرزوق، ثنا عمر بن يونس، عن سعيد الحمصي، عن هارون بن هارون، عن مجاهد ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هلاك أمتي في العصبية والقدرية))، والرواية من غير ثبت، والداعي إلى شيء من العلوم؛ لا يخلو [المستخرج لأبي نعيم: 1/ 50] من نيل ما يثاب عليه المجاب إليه حقا كان أو باطلا ضعيف
- حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، أخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم، أخبرني يحيى بن أيوب، عن زبان بن فائدة، عن سهل بن معاذ، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من علم علما فله أجر ما عمل به عامل لا ينقص من أجر العامل)) ضعيف). [المستخرج لأبي نعيم: 1/ 51]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 ربيع الأول 1432هـ/28-02-2011م, 08:02 PM
نورة آل رشيد نورة آل رشيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,563
افتراضي

وجميع ما ذكرناه من الأحاديث يوجب نصا ودليلا على أن على العاقل الفاضل الذي بذل مجهوده في تحصيل ما يثبت عنده ويصح من أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وآثاره فقد علم وثبت أن في الأخبار المروية صحيحا ومعلولا، وأن في الرواة للأخبار معدلين أمناء ومجروحين أيضا غير مأمونين، وإذا اجتهد المرء في التمييز بينهم بإمعان النظر في أحوالهم بان له الصادق والعدل بنقله ما يوافق كتاب الله تعالى ولا يدفعه نظر ولا غيره ووقف على حال الكاذب المجروح بتفرده بالأخبار الواهية التي لا يجامعه كتاب ولا يقبله عقل، ولم يزل الأئمة من السلف يتتبعون انتقاد الحديث وطلبها من مكانها وأخذها من أهلها كما يتتبع الصيارفه جياد الورق والدراهم من رديئها ومحمولها لذا ضعيف
- حدثنا إسحاق بن أحمد ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أحمد بن أبي الحواري ثنا الوليد قال: سمعت الأوزاعي يقول: إنا كنا لنسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما يعرض الدرهم الزائف على الصيارفة فما عرفوا أخذنا وما أنكروا تركنا.
- حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد المقزي ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا طاهر بن خالد ثنا أبي قال سفيان يعني ابن عيينة وذكر مالكا فقال: رأيته لا يتتبع من الحديث إلا صحيحا ولا يأخذ إلا عن الثقات من الناس.
[المستخرج لأبي نعيم: 1/51]
- وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو القاسم البغوي حدثني أحمد بن ملاعب قال: سمعت أبا نعيم يقول: لا ينبغي أن يؤخذ الحديث إلا عن ثلاثة حافظ له وأمين عليه وعارف بالرجال.
وأخبرت أن بعض من يستهين بقبول الآثار جمع كتابا وسماه الجامع الصحيح وأن عدد المذكورين في هذا الكتاب من نقلة الأخبار لا تبلغ ثلاثة آلاف رجل بل يبلغ المذكورين من الرجال والنساء نحو ألفي نفس ليشمت الملحدين بهم، فإن عصابة تبلغ عدتهم من لدن نبيهم صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ما ذكرنا من العدد ليسوا على حق وطريقة إيهاما منه أن الحق فيمن خالفهم وبلغت عدتهم أكثر من ذلك، وهذا بحمد الله ونعمته راجع عليه ودافع لضلالته فإن الذين ذكروا في هذا الكتاب مصابيح الهدى وأعلام الدين، فهل يعرف لفرقة من الناس من أئمتهم وعلمائهم ما يعرف لهذه العصابة؛ فلقد اعترف بزعمه ألفي نفس فليذكر هو من أئمته وعلمائه عشرين نفسا أو لمن شاء من سائر الفرق ممن انتحل دينا أو قال مقالة سوى أصحاب الحديث وتباع الأثر، ولقد استهل كتاب التاريخ لهذا الإمام الذي نسب هذا الزعم إليه عدد هؤلاء الأئمة على أكثر من أربعين ألفا من رواة الآثار ونقلة الأخبار وليس والحمد لله فيما طعن به مطعن ولا شماتة، ولهذا الإمام الذي احتج هذا الطاعن بعدد المذكورين في جامعه المنسوب إلى الصحيح وهو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله كتاب ترجمه بكتاب الضعفاء والمجروحين، يبلغ عدد المذكورين فيه من الضعفاء والجرحاء نحو سبعمائة رجل أو أقل، فإن كان هذا الطاعن جعل كتابة في الصحيح أصلا وحجة ليجعل كتابه في الضعفاء أيضا أصلا وحجة وكتابه في التاريخ حجة، وليسقط المجروحين منه وهم دون سبعمائة نفس وليأخذ بالمعدلين وهم على زعمه ألفا نفس؛ فعلى زعمه يبقى الباقون من المذكورين في التاريخ وهم نيف وثلاثون ألفا متروكين بين الباب والدار، وهذا ما لا يعترض به صاحب عقل ودين ومن يكون من أهل هذه الصنعة؛ وذلك أنه رحمه الله أعني أبا عبد الله البخاري شرط شرطا بنى كتابه عليه؛ ومتى قصد فارس من فرسان هذه الصنعة ورام الزيادة عليه في شرطه من الأصول أمكنه ذلك، لتركه رحمه الله ما لا يتعلق بالأبواب والتراجم التي بنى عليها كتابه. وكذلك مسلم بن الحجاج النيسابوري رحمه الله له شرط في صدر كتابه أنه أنزل رواة الحديث منازل ثلاثة، وانه لم يقدر له الفراغ في تخريج أحاديثهم إلا من الطبقة الأولى منهم، مع أنهما وسائر أئمتنا رحمهم الله فرقوا بين رواة الأخبار وأنزلوهم منازلهم لما جعل الله تعالى بين خلقه من التباين في كل شيء؛
فمنهم ثقة ثبت حافظ لحديثه متقن لأخذه صدوقا
[المستخرج لأبي نعيم: 1/52]
فهذا هو الذي جمع له أكثر أسباب هذه الصنعة وأداتها
ومنهم ثقة ثبت غير حافظ
ومنهم صدوق غير حافظ ولا متقن
ومنهم مؤد لما سمعه من كتابه غير معتمد على حفظه
وأحوالهم تختلف، هذا صورة المعدلين منهم.
وكذلك أيضا لهم رحمهم الله فروق في التجريح
ففرقوا بين الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبين من يكذب في حديث الناس
وبين من يكذب في لقي المشايخ
وبين من يدلس
وبين من هو كثير الوهم سيئ الحفظ
وبين من ظهر منه اختلاط في ذهن أو عقل في آخر عمره فحمل عنه وأخذ منه بدءا وأخيرا
وبين من حدث من حفظه فأخطأ ثم ثبت على خطئه ومخالفه أقرانه ونظرائه
وبين المتهمين فيما رووا ولم يمكنهم تصحيح الكذب عليه
وبين من اتهم في دينه
وبين من أكثر الرواية عن الكاذبين وكان يعتمد في نفسه صادقا
كل هؤلاء أحوالهم عندهم مرتبة ومنازلهم مختلفة، ولا يتكلف البحث والتنقيب عن أحوال الرواة إلا من عني بأمر دينه وعلم أن قبول الآثار عن صاحب الشريعة دين يتدين به، فلقد كان الإمام يحيى بن سعيد يعد النظر في أحوال الرواة وذكرهم بما ظهر له منهم دينا وقربة إلى الله، وكذلك من فوقه من الأئمة مثل شعبة والثوري ومالك كانوا يعدون إظهار حال من خشوا منه حالا يوجب إسقاط عدالته دينا وقربة.
وبلغني عن أبي بكر بن خلاد أنه قال ليحيى بن سعيد: أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين أسقطت حديثهم خصماءك عند الله يوم القيامة،
فقال: فإذا كان هؤلاء خصمائي أحب إلي من أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم خصمي فيقول لي حدثت عني بما رأيت أنه كذب حدثني عنه بذلك
- حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عفان ثنا همام قال: قدم علينا أبو داود الأعمى فحدثنا عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب وعن أصحاب
فقلنا لقتادة: إن أبا داود يحدثنا وذكرنا هؤلاء، فقال: هذا رجل كذاب إنما كان يتطفف الناس قبل طاعون الجارف.
[المستخرج لأبي نعيم: 1/53]
- وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عفان حدثني يحيى بن سعيد قال: سألت شعبة وسفيان بن سعيد وسفيان بن عيينة ومالك بن أنس عن الرجل لا يحفظ ما أوتيهم في الحديث فقالوا كلهم بين أمره.
- وحدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس السراج ثنا الجوهري يعني حاتم بن الليث ثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان قال: كان مالك بن أنس ينتقي الرجال ولا يحدث عن كل أحد، قال علي: ومالك أمان فيمن حدث عنه من الرجال كان مالك يقول لا يؤخذ العلم إلا عمن يعرف ما يقول.
- حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو العباس السراج قال: سمعت عبيد الله بن سعيد يعني أبا قدامة قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال: مررت مع شعبة برجل، فقال: كذاب والله لولا أنه لا يحل لي أن أسكت أو كلمة معناها. حسن
وكان رحمه الله كثير التشدد في انتقاد الرجال شديد الاستقصاء في إظهار أحوالهم وتبين سيئاتهم حتى أنه رحمه الله كان يرى مقارفة بعض المحارم أهون من الرواية عن الكاذبين.
- حدثنا أبو إسحاق المعدل الأصبهاني النيسابوري ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت الحسن بن أبي الربيع يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحب إلي من أن أروي عن أبان. حسن
- وحدثنا أبو إسحاق محمد بن إسحاق قال: سمعت علي بن مسلم يقول: سمعت أبا داود يقول: حدث شعبة عن رجل فبين أمره، فقال: والله لألقينه من عنقي وأجعله في عنقك.
- حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي وذكره عنده أبو جعفر
[المستخرج لأبي نعيم: 1/54]
الخطمي وأبوه وجده، فقال: كان أبو جعفر وأبوه وجده حبيب بن خماشة قوم توارثوا الصدق بعضهم عن بعض. صحيح
- حدثنا أبو علي بن الصواف ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة سمعت أبي يقول: ذكرت لأبي نعيم عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي فقال: كان هؤلاء أهل بيت يتوارثون الضعف قرنا بعد قرن. صحيح
ولعمري لقد كنت هممت أن أجعل هذا الفصل كتابا جامعا يشمل على ترتيب أحوال الرواة ومعرفة منازلهم ومقاديرهم عند أهل الصنعة، فإذا الكتاب يخرج عن الغرض المقصود له ويصير كتابا ذا فنون وأنواع فعدلت عن ذلك؛ لأن الغرض في نصرة من رأى النظر في أحوال الرواة، وتعديل من وجب تعديله، وقبول خبر من وجب قبوله، وإسقاط من وجب إساقطه، وتجويز الجمع لبعض صحيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحكام والتبيين وغيره؛ كالإمام أبي عبد الله البخاري ومسلم بن الحجاج وأبي داود السجستاني وغيرهم رحمهم الله الذين صنفوا جوامعهم في السنن والأحكام وحكموا بصحتها وعدالة ناقليها، وليس كل من شرط شرط أو حذا حذوا فجمع على شرطه، حاكم بإسقاط ما لم يخرجه ولم يجمعه؛ هذا لا يتوهمه عليهم إلا الإغبياء الذين لا يتعلقون من معرفة هذا الشأن والصنعة بكبير شأن، فأما الصدور والأكابر من علماء هذه الصنعة يقولون في التعديل والجرح على كتبهم في العلل والتواريخ الذي يكون مبناهم فيه ومقصدهم على إبانة أحوال الرواة؛ فيسقطون من أسقطوه ويعدلون من عدلوه ويجرحون من جرحوه ويضعفون من ضعفوه ويوسطون من وسطوه.
ألا ترى جواب الأئمة في المسؤلين إياهم مختلف؛ فتارة يقولون بيت صدوق، وأخرى يقولون صالح، ومرة يقولون لا بأس به، وأخرى يقولون لا شيء، فأجوبتهم تختلف على قدر معرفتهم وعلمهم بحال المسئول فيه، فعلى مصنفاتهم في العلل وسؤالاتهم يعتمد في الجرح والتعديل لا على كتاب بنوا فيه على أصل وشرطوا لأنفسهم فيه شرطا.
- حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر ثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله زحر المنقري ثنا زكريا بن أبان الواسطي ثنا إسماعيل بن قعنب قال: سمعت حماد بن زيد يقول كلمنا شعبة في أبان بن أبي عياش وسألناه الكف عنه، فقال: إنه وإنه، فقلنا: تحب أن تمسك عنه، فقال: نعم، قال حماد: فبينا أنا في المنزل في يوم مطير إذا شعبة يخوض الماء أسمع خوضه فناداني يا أبا إسماعيل يا
[المستخرج لأبي نعيم: 1/55]
أبا إسماعيل فأجبته، فقال: هو ذا أمضي استعدى على أبان، فقلت له: ألم تضمن لنا أنك تمسك، فقال: لا أصبر لا أصبر ومضى. ضعيف
- حدثنا أبو القاسم منصور بن محمد بن الحسن الحذاء ثنا عبد الله بن أبي داود ثنا عمرو بن علي ثنا يحيى بن سعيد قال: سألت شعبة والثوري ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة عن الرجل يكاتب في الحديث فقالوا كلهم بين أمره. صحيح
- حدثنا أبو القاسم منصور بن محمد بن الحسن الحذاء ثنا ابن أبي داود ثنا محمد ابن عبد الملك ثنا عفان قال: كنا عند ابن علية فذكر صالح المري، فقال رجل: ليس بثقة، فقال له رجل آخر: مه اغتبت الرجل، فقال ابن علية: اسكتوا فإنما هذا دين. صحيح
- حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد ثنا أبو العباس السراج قال: سمعت محمد بن سهل ابن عسكر يقول: سألت عبد الرزاق أي الإسناد أصح، فقال: الزهري عن علي بن حسين عن أبيه عن علي.
- حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت محمد بن سهل يقول: سمعت سليمان بن حرب يقول -وسئل عن أصح الإسناد- فقال: حماد عن أيوب عن محمد عن عبيدة عن علي، قال محمد بن إسحاق: وسألت محمد بن إسماعيل عن أصح الأسانيد، فقال: مالك عن نافع عن ابن عمر.
وأنا إن شاء الله بعونه وحسن توفيقه ذاكر تسمية نفر من المجروحين وساقطي الشهادة في عقب هذا الفصل؛ يعلم الناظر في ذكرهم أن مثلهم لم يتركوا ولم يجرحوا إلا عن حقيقة وبصيرة كانت لهم في أمرهم منهم من وقف منه على توليد حديث لم يكن له أصل، ومنهم من عاينوا منه قبيح الزيادة
[المستخرج لأبي نعيم: 1/56]
في حديثه، ومنهم من كانوا إذا لقنوا شيئا يلقنوا على حسب اختلاف ما كانوا عليه من الأحوال وما ظهر منهم، أعاذنا الله من كل سوء وأدام لنا إسبال جميل ستره بلطفه وفضله إنه الفعال لما يريد.


التوقيع :
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - :
" من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها .... من علت همته طلب العلوم كلها ، و لم يقتصر على بعضها ، و طلب من كل علم نهايته ، و هذا لا يحتمله البدن .
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار ، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب" .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المقدمة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir