دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 04:03 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 38: قصيدة ربيعة بن مقروم: أَمن آلِ هنْد عرفْت الرسُومَا = بِجمْرانَ قَفْرا أَبت أَنْ تَرِيما

قال ربيعة بن مقروم:

أَمِنْ آلِ هِنْدٍ عَرَفْتَ الرُّسُومَا = بِجُمْرَانَ قَفْراً أَبَتْ أَنْ تَرِيما
تَخَالُ مَعَارِفَهَا بَعْدَ مَا = أَتَتْ سَنَتَانِ عليها الوُشُومَا
وَقَفْتُ أُسَائِلُهَا نَاقَتَي = ومَا أَنَا أَمْ مَّا سُؤَالِي الرُّسُومَا
وذكَّرَني العَهْدَ أَيَّامُهَا = فَهَاجَ التَّذَكُّرُ قلباً سَقِيماً
فَفَاضَتْ دُمُوعِي فَنَهْنَهْتُها = عَلَى لِحْيَتِي ورِدَائي سُجُومَا
فَعَدَّيْتُ أَدْمَاءَ عَيْرَانةً = عُذَافِرَةً لا تَمَلُّ الرَّسِيمَا
كِنَازَ البَضِيعِ جُمَالِيَّةً = إِذَا مَا بَغَمْنَ تَرَاها كَتُومَا
كأَنِّي أُوَشَّحُ أنْسَاعَهَا = أَقَبَّ مِنَ الحُقْبِ جَأباً شَتِيمَا
يُحَلِّي مِثْلَ القنَا ذُبَّلاً = ثَلاَثاً عَنِ الوِرْدِ قَد كُنَّ هِيمَا
رَعَاهُنَّ بالقُفِّ حَتَّى ذَوَتْ = بُقُولُ التَّنَاهِي وهَرَّ السَّمُوما
فَظَلَّتْ صوَادِىَ خُزْر العُيُونِ = إِلى الشَّمْسِ مِنْ رهْبةٍ أَنْ تَغِيمَا
فلمَّا تبَيَّنَ أَنَّ النَّهارَ = تَوَلَّى وآنسَ وَحْفاً بَهِيماً
رَمَى اللَّيلَ مُستعَرِضاً جَوْزَهُ = بِهِنَّ مِزَرًّا مِشَلاًّ عَذُومَا
فَأَوْرَدَها مَعَ ضَوْءِ الصَّباحِ = شَرَائِعِ تَطْحَرُ عَنْها الجَمِيمَا
طَوَامِيَ خُضْراً كلَوْنِ السَّماءِ = يَزِينُ الدَّرَارِيُّ فيها النُّجُومَا
وبِالماءِ قَيْسٌ أَبو عَامِرِ = يُؤَمِّلُهَا ساعَةً أَنْ تَصُومَا
وبِالكَفِّ زَورَاءُ حرْمِيَّةٌ = مِنَ القُضْبِ تُعْقِبُ عَزْفاً نَئِيمَا
وأَعْجَفُ حَشْرٌ ترى بِالرِّصَا = فِ ممَّا يُخَالِطُ منها عَصِيمَا
فأَخْطأَها فَمَضَتْ كُلُّها = تَكادُ من الذُّعْرِ تَفْرِي الأَدِيمَا
وإِنْ تَسْئَلِيني فإِنِّي امْرُؤٌ = أُهِينُ اللئِيمَ وأَحْبُو الكَرِيمَا
وأَبْنِي المَعَالِيَ بِالمَكْرُماتِ = وأُرْضِي الخَليلَ وأُرْوِي النَّدِيمَا
ويَحْمَدُ بَذْلِي لهُ مُعْتَفٍ = إِذَا ذَمَّ مَنْ يَعتَفِيهِ اللَّئيمَا
وأَجْزِى القُرُوضَ وَفاءً بها = بِبُؤسَى بَئِيسَى ونُعْمَى نَعِيما
وقَوْمِي، فإِنْ أَنتَ كذَّبْتَنِي = بِقَوْلِيَ فاسْئَلْ بِقَوْمي عَلِيمَا
أَلَيْسُوا الَّذِينَ إِذَا أَزْمَةٌ = أَلَحَّتْ على الناسِ تُنْسِي الحُلُومَا
يُهِينُونَ في الحقِّ أَموالَهُمْ = إِذَا اللَّزَباتُ الْتحَيْنَ المُسِيمَا
طِوَالُ الرِّماحِ غَداةَ الصَّباحِ = ذَوُو نَجْدَةٍ يَمْنَعُونَ الْحَرِيمَا
بَنُو الحربِ يوماً إِذَا اسْتَلأَْمُوا = حَسِبْتَهُمُ في الْحَدِيدِ القُرومَا
فِدىً بِبُزَاخَةَ أَهْلِي لَهُمْ = إِذَا مَلأُوا بالجُمُوعِ الْحَزِيمَا
وإِذْ لَقِيَتْ عامِرٌ بالنِّسَا = رِ مِنْهُمُ وطِفْخَةَ يوماً غَشُومَا
بهِ شاطَرُوا الحَيَّ أَموالَهُمْ = هَوَازِنَ، ذَا وَفْرِهَا والعَديمَا
وساقَتْ لَنَا مَذْحِجٌ بالكُلاَبِ = مَوالِيهَا كلَّهَا والصَّمِيمَا
فَدَارَتْ رَحانَا بِفُرْسانِهِمْ = فَعَادُوا، كأَنْ لم يكونُوا، رَمِيمَا
بِطَعْنٍ يَجِيشُ لهُ عانِدٌ = وضرْبٍ يُفَلِّقُ هاماً جُثُومَاً
وأَضْحَتْ بِتَيْمَنَ أَجْسَادُهُمْ = يُشَبِّهُهَا مَن رَآها الهَشِيمَا
تَرَكْنَا عُمَارَةَ بَيْنَ الرِّماحِ = عُمارةَ عَبْسٍ نَزِيفاً كلِيما
ولولاَ فَوارِسُنَا ما دَعَتْ = بذَات السُّلَيْمِ تَمِيمٌ تَمِيما
وما إِنْ لأُِوئِبَهَا أَنْ أَعُدَّ = مآثِرَ قَوْمِي ولاَ أَنْ أَلُومَا
ولكنْ أُذَكِّرُ آلاَءَنَا = حَدِيثاً وما كانَ مِنَّا قَديمَا
ودَارِ هَوَانٍ أَنِفْنَا المُقَامَ = بها فَحَلْلَنا مَحَلاًّ كَرِيمَا
إِذَا كان بَعْضُهُمُ لِلهَوَانِ = خَلِيطَ صَفاءٍ وأُمًّا رؤُومَا
وثَغْرٍ مَخُوفٍ أَقَمْنَا بهِ = يَهَابُ بهِ غيرُنا أَن يُقِيمَا
جَعَلْنَا السُّيُوفَ بهِ والرِّماحَ = مَعَاقِلَنَا والحدِيدَ النَّظِيمَا
وجُرْداً يُقرَّبْنَ دُونَ العِيَالِ = خِلاَلَ البُيُوتِ يَلُكْنَ الشَّكيمَا
تُعَوَّدُ في الْحَرْبِ أَنْ لاَ بَرَاحَ = إِذا كُلِّمَتْ لا تَشَكَّى الكُلومَا


  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 06:34 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

38


وقال ربيعة بن مقروم


1: أَمِنْ آلِ هِنْدٍ عَرَفْتَ الرُّسُومَا = بِجُمْرَانَ قَفْراً أَبَتْ أَنْ تَرِيما
2: تَحَالُ مَعَارِفَهَا بَعْدَ مَا = أَتَتْ سَنَتَانِ عليها الوُشُومَا
3: وَقَفْتُ أُسَائِلُهَا نَاقَتَي = ومَا أَنَا أَمْ مَّا سُؤَالِي الرُّسُومَا
4: وذكَّرَني العَهْدَ أَيَّامُهَا = فَهَاجَ التَّذَكُّرُ قلباً سَقِيماً
5: فَفَاضَتْ دُمُوعِي فَنَهْنَهْتُها = عَلَى لِحْيَتِي ورِدَائي سُجُومَا
6: فَعَدَّيْتُ أَدْمَاءَ عَيْرَانةً = عُذَافِرَةً لا تَمَلُّ الرَّسِيمَا
7: كِنَازَ البَضِيعِ جُمَالِيَّةً = إِذَا مَا بَغَمْنَ تَرَاها كَتُومَا
8: كأَنِّي أُوَشَّحُ أنْسَاعَهَا = أَقَبَّ مِنَ الحُقْبِ جَأباً شَتِيمَا
9: يُحَلِّي مِثْلَ القنَا ذُبَّلاً = ثَلاَثاً عَنِ الوِرْدِ قَد كُنَّ هِيمَا
10: رَعَاهُنَّ بالقُفِّ حَتَّى ذَوَتْ = بُقُولُ التَّنَاهِي وهَرَّ السَّمُوما
11: فَظَلَّتْ صوَادِيَ خُزْر العُيُونِ = إِلى الشَّمْسِ مِنْ رهْبةٍ أَنْ تَغِيمَا
12: فلمَّا تبَيَّنَ أَنَّ النَّهارَ = تَوَلَّى وآنسَ وَحْفاً بَهِيماً
13: رَمَى اللَّيلَ مُستعَرِضاً جَوْزَهُ = بِهِنَّ مِزَرًّا مِشَلاًّ عَذُومَا
14: فَأَوْرَدَها مَعَ ضَوْءِ الصَّباحِ = شَرَائِعِ تَطْحَرُ عَنْها الجَمِيمَا
15: طَوَامِيَ خُضْراً كلَوْنِ السَّماءِ = يَزِينُ الدَّرَارِيُّ فيها النُّجُومَا
16: وبِالماءِ قَيْسٌ أَبو عَامِرِ = يُؤَمِّلُهَا ساعَةً أَنْ تَصُومَا
17: وبِالكَفِّ زَورَاءُ حرْمِيَّةٌ = مِنَ القُضْبِ تُعْقِبُ عَزْفاً نَئِيمَا
18: وأَعْجَفُ حَشْرٌ ترى بِالرِّصَا = فِ ممَّا يُخَالِطُ منها عَصِيمَا
19: فأَخْطأَها فَمَضَتْ كُلُّها = تَكادُ من الذُّعْرِ تَفْرِي الأَدِيمَا
20: وإِنْ تَسْئَلِيني فإِنِّي امْرُؤٌ = أُهِينُ اللئِيمَ وأَحْبُو الكَرِيمَا
21: وأَبْنِي المَعَالِيَ بِالمَكْرُماتِ = وأُرْضِي الخَليلَ وأُرْوِي النَّدِيمَا
22: ويَحْمَدُ بَذْلِي لهُ مُعْتَفٍ = إِذَا ذَمَّ مَنْ يَعتَفِيهِ اللَّئيمَا
23: وأَجْزِي القُرُوضَ وَفاءً بها = بِبُؤسَى بَئِيسَى ونُعْمَى نَعِيما
24: وقَوْمِي، فإِنْ أَنتَ كذَّبْتَنِي = بِقَوْلِيَ فاسْئَلْ بِقَوْمي عَلِيمَا
25: أَلَيْسُوا الَّذِينَ إِذَا أَزْمَةٌ = أَلَحَّتْ على الناسِ تُنْسِي الحُلُومَا
26: يُهِينُونَ في الحقِّ أَموالَهُمْ = إِذَا اللَّزَباتُ الْتحَيْنَ المُسِيمَا
27: طِوَالُ الرِّماحِ غَداةَ الصَّباحِ = ذَوُو نَجْدَةٍ يَمْنَعُونَ الْحَرِيمَا
28: بَنُو الحربِ يوماً إِذَا اسْتَلأَْمُوا = حَسِبْتَهُمُ في الْحَدِيدِ القُرومَا
29: فِدىً بِبُزَاخَةَ أَهْلِي لَهُمْ = إِذَا مَلأُوا بالجُمُوعِ الْحَزِيمَا
30: وإِذْ لَقِيَتْ عامِرٌ بالنِّسَا = رِ مِنْهُمُ وطِفْخَةَ يوماً غَشُومَا
31: بهِ شاطَرُوا الحَيَّ أَموالَهُمْ = هَوَازِنَ، ذَا وَفْرِهَا والعَديمَا
32: وساقَتْ لَنَا مَذْحِجٌ بالكُلاَبِ = مَوالِيهَا كلَّهَا والصَّمِيمَا
33: فَدَارَتْ رَحانَا بِفُرْسانِهِمْ = فَعَادُوا، كأَنْ لم يكونُوا، رَمِيمَا
34: بِطَعْنٍ يَجِيشُ لهُ عانِدٌ = وضرْبٍ يُفَلِّقُ هاماً جُثُومَاً
35: وأَضْحَتْ بِتَيْمَنَ أَجْسَادُهُمْ = يُشَبِّهُهَا مَن رَآها الهَشِيمَا
36: تَرَكْنَا عُمَارَةَ بَيْنَ الرِّماحِ = عُمارةَ عَبْسٍ نَزِيفاً كلِيما
37: ولولاَ فَوارِسُنَا ما دَعَتْ = بذَات السُّلَيْمِ تَمِيمٌ تَمِيما
38: وما إِنْ لأُِوئِبَهَا أَنْ أَعُدَّ = مآثِرَ قَوْمِي ولاَ أَنْ أَلُومَا
39: ولكنْ أُذَكِّرُ آلاَءَنَا = حَدِيثاً وما كانَ مِنَّا قَديمَا
40: ودَارِ هَوَانٍ أَنِفْنَا المُقَامَ = بها فَحَلْلَنا مَحَلاًّ كَرِيمَا
41: إِذَا كان بَعْضُهُمُ لِلهَوَانِ = خَلِيطَ صَفاءٍ وأُمًّا رؤُومَا
42: وثَغْرٍ مَخُوفٍ أَقَمْنَا بهِ = يَهَابُ بهِ غيرُنا أَن يُقِيمَا
43: جَعَلْنَا السُّيُوفَ بهِ والرِّماحَ = مَعَاقِلَنَا والحدِيدَ النَّظِيمَا
44: وجُرْداً يُقرَّبْنَ دُونَ العِيَالِ = خِلاَلَ البُيُوتِ يَلُكْنَ الشَّكيمَا
45: تُعَوَّدُ في الْحَرْبِ أَنْ لاَ بَرَاحَ = إِذا كُلِّمَتْ لا تَشَكَّى الكُلومَا


ترجمته: هو ربيعة بن مقروم بن قيس بن جابر بن خالد بن عمرو بن غيظ بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار. وفي شرح الأنباري في القصيدة 113 ص 731 (بن قيس بن جابر بن عوف بن غيظ) وهو خطأ مخالف لسائر المصادر. وربيعة أحد شعراء مضر المعدودين في الجاهلية والإسلام، أسلم فحسن إسلامه، وشهد القادسية وغيرها من الفتوح. وعاش 100 سنة. وله ترجمة في الإصابة 2: 220، والخزانة 3: 566. وقد لقبه البحتري في حماسته ص 204 بالمخبل الضبي، وهو خطأ، شبه عليه هذا بالمخبل السعدي القريعي، الذي مضت ترجمته في القصيدة 21، لأن بعضهم سماه (ربيعة بن ربيع بن قتال) فاشتبه عليه ربيعة بربيعة، وهذا غير ذاك، ولم نجد أحدا غير البحتري سمى ابن مقروم (المخبل).
جو القصيدة: يفخر فيها بقومه وشدة بأسهم في الحروب، ويذكر من تلك الأيام يوم بزاخة والنسار وطخفة والكلاب وذات السليم. وقد بدأها بوصف رسوم دار صاحبته ووقوفه عليها، وبكى لتذكارها. ثم ذكر الرحلة على ناقة أسهب في نعتها، وشبهها بالعير الوحشي، وساق الحديث عنه وعن أتنه وسلطانه عليها، ووصف الصائد يتربص بها عند الماء، وكيف فرت منه، ليجعل ذلك شبها لسرعة ناقته. ثم فخر بأخلاقه وحسن سياسته لمخالطيه، وبقومه وكرمهم وتمام استعدادهم للحرب، وذكر مفاخر أيامهم وإباءهم للضيم، ونعت سلاحهم وخيلهم.
تخريجها: البيت 7 في الموشح 42. والبيت 11 في الكنز اللغوي 18. والأبيات 24، 29-31 في النقائض 1067. والبيت 33 في الأمالي 1: 8. والأبيات 32-34 في سمط اللآلي 37. والبيت 33 في الاقتضاب 366. والبيت 40 في حماسة البحتري 121. وانظر الشرح 355-371.
(1) جمران: موضع، يقال بالجيم وبالحاء المهملة. وروى ياقوت البيت في الحرفين. تريم: تبرح. يريد أن الرسوم باقايات خوالد.
(2) المعارف: ما عرف منها من رسم أو طلل.
(3) (أسائلها) حال معترضة بين الفعل ومفعوله. وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة.
(5) نهنهتها: كففتها. سجوما: مصدر سجم الدمع إذا قطر، وقع المصدر حالا، أو مفعولا مطلقا من معنى (فاضت) أي: فاضت دموعي سجوما على لحيتي وردائي فنهنهتها.
(6) الأدماء: البيضاء، أراد الناقة. وعديتها: عزلتها لرحلي واخترتها. وهذا المعنى ليس في المعاجم. العيرانة: التي تشبه بالعير لصلابتها. العذافرة: الضخمة. الرسيم: ضرب من السير.
(7) الكناز: المكتنزة. البضيع: اللحم. الجمالية: التي تشبه الجمل في إشرافه. البغام: ضرب من الرغاء ليس بالشديد. الكتوم: التي تكتم الرغاء لصبرها على السير.
(8) الأنسام: سيور عراض تشد بها الرحال. وتوشيحها: شدها. الأقب: الضامر، وقد عدى (أوشح) إلى مفعولين، وهو قليل، وفي اللسان: (وقد أشحه الثوب) والهمزة بدل من الواو. الحقب: جمع أحقب، وهو الحمار الوحشي الذي في بطنه بياض. الجأب: الغليظ. الشتيم: الكريه الوجه.
(9) يحلئ: أي الحمار، والتحلئة: المنع من الماء. مثل القنا: شبه الأتن في صلابتها أو طولها بالقنا. الذبل: الضوامر. الورد: إتيان الماء. الهيم: العطاش، جمع هيماء.
(10) القف: ما صلب من الأرض واجتمع. ذوت: ذهب ماؤها التناهي: جمع تنهية وهو الموضع من الأرض له حاجز يمنع الماء أن يخرج منه وما ينبت في التناهي من البقل أبطأ زبولا من سواه، لأنه ينبت في الماء. هر: كره. السموم: شدة الحر مع هبوب الريح.
(11) الصوادي: العطاش. خزر العيون: تضيق عيونها تراقب الشمس. لأن فحلها لا يوردها الماء إلا عند الغروب. تغيم: تعطش، والغيم والغين: العطش. وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة.
(12) آنس: أبصر وعلم وأحس. الوحف، من الشعر والنبات: ما غرز وأتت أصوله واسود، أراد به هنا الليل. البهيم: الأسود.
(13) جوز الليل: وسطه. المزر: العضوض. والزر: العض. المشل: الطارد، والشل: الطرد. العذم: العض أيضا، عذمه يعذمه: إذا عضه.
(14) الشرائع: جمع شريعة، وهي مثل الفرضة في النهر. تطحر: تدفع. الجميم: ما اجتمع على الماء من قذى.
(15) الطوامي: المرتفعة لكثرة مائها. جعلها خضرا لصفائها. الدراري: عظام النجوم.
(16) أبو عامر: هو القانص. الصيام: القيام. يؤملها أن تقف ساعة فيرميها.
(17) الزوراء: القوس. الحرمية: منسوبة إلى الحرم. نسبة على غير قياس. القضب: يريد أنها عملت من قضيب. العزف: صوتها، مأخوذ من عزيف الجن. النئيم: الصوت أيضا. وهو دون الزئير. ونصب (زوراء) وما تبعه على تقدير فعل، كأنه قال (وأمسك بالكف) والرفع على الابتداء. والضبط بالنصب ثابت في الأصل، وذكر الأنباري رواية الرفع.
(18) أراد بالأعجف السهم. الحشر: الدقيق. الرصاف، بالكسر: أسفل من مدخل النصل في السهم. العصيم: أثر الدم.
(19) تفري الأديم: تشق الجلد وتقطعه.
(21) الخليل: الصاحب. وفسره ابن الأعرابي هنا بأنه المختل ذو الحاجة، أي: إذا جاءني محتاج أعطيته حتى يرضى.
(22) المعتفي: المعترض من غير مسألة.
(23) البؤس والبؤسى والبئيسى: بمعنى. يقول: أجزي صاحب الحسنة حسنة، وصاحب السيئة سيئة.
(25) ألحت: لزمت وتتابعت. الحلوم: العقول، وإنما ينسى الرحل حلمه لشدة الجهد، يطيش حلمه ويذهب عقله.
(26) أي ينفقون أموالهم في الحقوق التي تعتريهم، من قرى ضيف ومنيحة ودية. اللزبات، بفتح الزاي: جمع لزبة، بسكونها، وهي القحط. التحين: قشرن، يقال لحوت العود ولحيته: إذا قشر ما عليه من لحائه. المسيم: صاحب الإبل والغنم، اشتق اسمه من السائمة.
(27) النجدة: الرفعة في كل أمر. الحريم: ما يجب عليهم منعه.
(28) استلأموا: لبسوا اللأمة، وهي السلاح. القروم: فحول الإبل.
(29) بزاخة: موضع. الحزيم، بالزاي: الحزم من الأرض، وهو الصلب. وهذا الحرف لم يذكر في المعاجم.
(30) النسار وطخفة، بكسر أولهما: موضعان. الغشوم: الظالم.
(31) به: أي في يوم النسار. شاطروا: أخذوا الشطر، وهو النصف. الوفر: المال الكثير. العديم: المقل.
(32) الموالي: ههنا: الحلفاء. الصميم: الصريح الخالص في نسبه. وأراد بالكلاب الوقعة بين مذحج وتميم، الذي أشير إليه في قصيدة عبد يغوث رقم 30.
(33) عادوا رميما: صاروا عظاما بالية.
(34) يجيش: يفور لكثرته. العاند: ما عند من الدم، أي سال فلم يرقأ. الجثوم: جمع جاثم، وهو اللازم مكانه لا يبرح.
(35) تيمن، بفتح الميم وضمها: موضع. الهشيم: ما يبس وتكسر من ورق الشجر.
(36) عمارة، هو ابن زياد العبسي، يقال له عمارة الوهاب، وهو أحد الكملة الأربعة: عمارة والربيع وأنس وقيس، وأمهم فاطمة بنت الخرشب الأنمارية، أخت سلمة بن الخرشب، وقد مضت ترجمته في قصيدته رقم 5. نزيف وكليم: فعيل بمعنى مفعول، والكلم: الجرح.
(37) ذات السليم: موضع كان به يوم من أيامهم.
(38) أوئبها: أخزيها وأفضحها، والإبة، بكسر الهمزة وفتح الباء: العار وما يستحيا منه. يقول: لست أعد مآثر قومي لأخزي هذه.
(39) لم يرو هذا البيت أبو عكرمة.
(41) الرؤوم: التي تعطف على ولدها وتحبه.
(42) الثغر: موضع المخافة.
(43) النظيم: المنظوم.
(44) الجرد: الخيل القصيرة الشعر. يقربن دون العيال: يؤثرن ويفضلن بالإكرام. يلكن: يمضغن. الشكيم: لسان اللجام.
(45) كلمت: جرحت. الكلوم: الجروح. يقول: إذا جرحت صبرت ولم تبرح.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 09:02 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال ربيعة بن مقروم أحد بني غيظ بن السيد
1: أمن آل هند عرفت الرسوما.......بجمران قفرًا أبت أن تريما
(جمران) موضع ولم يرفعه أبو عكرمة في النسب، وهو ربيعة بن مقروم بن قيس بن جابر بن خالد بن عمرو بن غيظ بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر وكان ممن أصفق عليه كسرى ثم عاش في الإسلام دهرًا وهو مسلم وشهد القادسية.
2: تخال معارفها بعدما.......أتت سنتان عليها الوشوما
(المعارف): ما عرف منها من رسم أو طلل، و(الوشوم): جمع وشم وهي الخضرة تكون في اليد من فعل العجم.
3: وقفت أسائلها ناقتي.......وما أنا أم ما سؤالي الرسوما
لم يروه أبو عكرمة.
4: وذكرني العهد أيامها.......فهاج التذكر قلبًا سقيمًا
كذا رواه أبو عكرمة أيامها ورواه أحمد آياتها.
5: ففاضت دموعي فنهنهتها.......على لحيتي وردائي سجوما
أي (فاضت دموعي على لحيتي) وردائي (سجومًا فنهنهتها) أي كففتها و(سجم) يسجم إذا صب.
6: فعديت أدماء عيرانة.......عذافرة لا تمل الرسيما
(الأدماء): البيضاء و(العيرانة): التي تشبه بالعير لصلابتها و(العذافرة): الضخمة و(الرسيم): ضرب من السير و(عديتها): عزلتها لرحلي واخترتها، غيره: ومنه قول الآخر:
فعد عما ترى إذ لا ارتجاع له.......وأنم القتود على عيرانة أجد
7: كناز البضيع جمالية.......إذا ما بغمن تراها كتوما
(الكناز): المكتنزة و(البضيع): اللحم و(الجمالية): التي تشبه الجمل في إشرافه والبغام ضرب من الرغاء ليس بالشديد والظباء تبغم أيضًا وهو من صوت الظبية لين ضعيف ومنه سميت المرأة بغوم، و(الكتوم) التي لا ترغو تكتم الرغاء للصبر على السير ومثله قول الأعشى: والضامزات تحت الرحال، وقال في قصيدة أخرى:
كتوم الرغاء إذا هجرت.......وكانت بقية ذود كتم
وكان الأصمعي يعيب قول النابغة: لها صريف صريف القعو بالمسد، وينسبه إلى الغلط ويقول الرغاء في الذكور من النشاط وفي الإناث من الإعياء.
8: كأني أوشح أنساعها.......أقب من الحقب جأبًا شتيما
شبهها بحمار وحش، و(الأقب): الضامر و(الحقب): الحمير التي في موضع الحقب منها بياض، و(الجأب): الغليظ.
و(الشتيم) الكريه الوجه وقال أحمد: المعنى كأني شددت أنساعي بحمار وحش أي كأن ناقتي حمار وحشي.
(أوشح) أشدها بالرحل، ويروى أوشح أقتادها.
9: يحلئ مثل القنا ذبلاً.......ثلاثًا عن الورد قد كن هيمًا
(التحلئة): المنع من الماء يقال قد حلأ فلان إبله، قال الراجز:
لطال ما حلأتماها لا ترد.......فخلياها والسجال تبترد
وقال آخر وهو ابن هرمة: لأغدو على ردهة أحلئها، وقال آخر:
حلأها التيس ابن زكى زكرى.......بهازرًا ما حيث دارت تجفى
وقوله (مثل القنا) شبه الحمير في صلابتها بالقنا ويقال بل في طولها و(الذبل) الضوامر والورد إتيان الماء و(الهيم): العطاش جمع أهيم وهي من أفعل فعل كما يقال أحمر وحمر وأصفر وصفر وكسرت الهاء لتصح الياء.
10: رعاهن بالقف حتى ذوت.......بقول التناهي وهر السموما
ويروى: حتى التوت بقول (التناهي)، (القف): ما صلب من الأرض واجتمع، وأصل القفوف الاجتماع، ومنه الحديث: (قف منه شعري) أي اجتمع وتقبض وذوت ذهب ماؤها، يقال ذوى العود فهو ذاوٍ و(التناهي) جمع تنهية وهو النهي والنهي وهو موضع من الأرض له حاجز ينهى الماء أن يخرج منه وبقول التناهي أبطأ ذبولاً من سواها لأنها تنبت في الماء وهر كره والسموم شدة الحر مع هبوب الريح وبذلك سميت الريح (سمومًا)، يقال قد سم يومنا إذا هبت فيه السموم.
11: فظلت صوادي خزر العيون.......إلى الشمس من رهبة أن تغيما
لم يروه أبو عكرمة ويروى: (أن تعيما): أي تعطش و(الصوادي) العطاش رجل صديان وامرأة صدياء وخزر العيون تراقب الشمس لأن فحلها لا يوردها الماء إلا في الغروب من الشمس.
12: فلما تبين أن النهار.......تولى وآنس وحفًا بهيما
قال الأصمعي: لا يورد الحمار آتنه إلا ليلاً وأنشد:
ظل وظلت حوله صيمًا.......يراقب الجونة كالأحول
(الوحف): البهيم الليل، قال أحمد: وحف يعني الليل من قولهم شعر وحف كثير أسود.
13: رمى الليل مستعرضًا جوزه.......بهن مزرًا مشلاً عذوما
(جوز الليل) وسطه، والمزر العضوض والزر العض و(المشل): الطارد والشل الطرد و(العذم) أيضًا العض عذمه يعذمه عذمًا إذا عضه.
14: فأوردها مع ضوء الصباح.......شرائع تطحر عنها الجميما
(الشرائع): جمع شريعة وهي مثل الفرضة في النهر و(تطحر): تدفع والطحر: الدفع ومنه قول طرفة:
طحوران عوار القذى فتراهما.......كمكحولتي مذعورة أم فرقد
و(الجميم): ما اجتمع على الماء من قذىً.
15: طوامي خضرًا كلون السماء.......يزين الدراري فيها النجوما
كذا رواه أبو عكرمة (يزين) بالزاي معجمة ورفع الدراري وقال أحمد بن عبيد: هو تصحيف، (الطوامي): المرتفعة لكثرة مائها يقال قد طم الماء وطما إذا كثر وجعلها خضرًا لصفائها، و(الدراري): عظام النجوم أراد أن النجوم ترى في هذا الماء وروى أحمد: (يرين الداراري فيها النجوما)، أي يرين النجوم الدراري في هذا الماء لصفائه وجعل النجوم ترجمة عن الدراري وأنشد العجاج:
تخال فيه الكوكب الزهارا.......لؤلؤة في الماء أو مسمارا
يعني المسامير التي تجعل على الحقاق والمصاحف ونصب الدراري و(النجوم) بيرين وجعل النجوم ترجمة عن الدراري.
وبالماء قيس أبو عامر.......يؤملها ساعة أن تصوما
أبو عامر القانص والصيام والقيام ومنه:
خيل صيام وخيل غير صائمة.......تحت العجاج وخيل تعلك اللجما
وقال أحمد بن عبيد: يؤملها أن تقف ساعة فيرميها.
17: وبالكف زوراء حرمية.......من القضب تعقب عزفًا نئيما
ويروى (زوراء حرمية) رفع، (الزوراء): القوس و(الحرمية): منسوبة إلى الحرم وقوله (القضب) يريد أنها عملت من قضيب.
و(العزف) صوتها مأخوذ من عزيف الجن، و(النئيم) أيضًا الصوت وهو دون الزئير، وروى أحمد من القضب بالفتح وقال هو أجود.
18: وأعجف حشرًا ترى بالرصا.......ف مما يخالط منها عصيما
أراد (بالأعجف) السهم و(الحشر) الدقيق و(الرصاف) أسفل من الرعظ من السهم والرعظ مدخل النصل في السهم والعصيم لطخ من الدم ويروى: مما يعالج ويروى: مما يخاسف.
19: فأخطأها فمضت كلها.......تكاد من الذعر تفري الأديما
(الأديم) ههنا جلدها. أبو جعفر: (تفري) بالضم وقال: (الإفراء) الإفساد والفري الإصلاح وأنشد بيت الأعشى بالضم تفري الهجير بالإرقال وأنشدني في الإصلاح:
ولأنت تفري ما خلقت وبعـ.......ـض القوم يخلق ثم لا يفري
20: وإن تسأليني فإني امرؤ.......أهين اللئيم وأحبو الكريما
21: وأبني المعالي بالمكرمات.......وأرضي الخليل وأروي النديما
قال الأصمعي: (الخليل): الصاحب واحد الأخلاء وقال ابن الأعرابي: (الخليل) ههنا المختل ذو الحاجة و(الخلة) الحاجة أي إذا جاءني محتاج أعطيته حتى يرضى وأنشد:
وإن أتاه خليل يوم مسغبة.......يقول لا غائب مالي ولا حرم
22: ويحمد بذلي له معتف.......إذا ذم من يعتفيه اللئيما
(المعتفي): المعرض من غير مسألة، يقال عفا فلان فلانًا يعفوه إذا أتاه فهو عاف له والجمع عفاة وعافية وأنشد:
لعز علينا ونعم الفتى.......بأن صرت يا عمرو للعافيه
23: وأجزي القروض وفاءً بها.......ببؤسى بئيسي ونعمى نعيما
ويروى: (ببؤسى بئيسًا)، وروى أحمد: فبؤسى ببؤسى، يقول أجزي صاحب الحسنة حسنة وصاحب السيئة سيئة.
24: وقومي فإن أنت كذبتني.......بقولي فاسأل بقومي عليما
أبو جعفر: (بقومي فاسأل) ويروى: بما قلت فاسأل.
25: أليسوا الذين إذا أزمة.......ألحت على الناس تنسي الحلوما
(الأزم) والأزن والأزل الجدب والجدب القحط وقوله (ألحت على الناس) أي تتابعت عليهم حتى (ينسوا حلومهم).
قال أحمد: (الأزم) العض يقال إن عمر قال للحارث بن كلدة: يا حار ما الطب؟، قال: (الأزم) أي إمساك اليد عن الفم وروي عن عيسى بن عمر، كانت لنا بطة تأزم أي تعض وينشد:
وما ذكر وإن يسمن فأنثى.......شديد الأزم ليس له ضروس
(حاشية: قال أبو عمرو يعني القراد) وإنما ينسى الرجل حلمه لشدة الجهد، يطيش حلمه ويذهب عقله.
26: يهينون في الحق أموالهم.......إذا اللزبات التحين المسيما
ويروى: (يهينون في المحل أموالهم)، أي ينفقون أموالهم في الحقوق التي تعتريهم وتنزل بهم من قرى ضيف ومنيحة ودية.
و(التحين) قشرن، يقال: لحوت العود ولحيته إذا قشرت ما عليه من لحائه، و(المسيم): صاحب الإبل والغنم اشتق اسمه من السائمة وهي الراعية من المال يقال قد أسام الرجل إذا كان له مال يرعى و(اللزبات): جمع لزبة وهي القحط وأنشد غيره لأوس:
لحينهم لحي العصا فطردنهم.......إلى سنة جرذانها لم تحلم
وقال الله تعالى: {فيه تسيمون}، أي: ترعون مالكم.
27: طوال الرماح غداة الصباح.......ذوو نجدة يمنعون الحريما
قوله (غداة الصباح) إذا أغير عليهم في الصبح فصاح الصائح وا صباحاه و(النجدة) الرفعة في كل أمر ومنه قيل رجل نجد إذا كان رفيع الأخلاق عاليها، و(الحريم) ما يجب عليهم منعه.
غيره: لم يرد أنها طوال في غداة الصباح قصار في غيرها ولكن أراد أنهم يتقدمون في الحرب وكأنهم بتقدمهم يزيدون رماحهم طولاً لأنهم يدنونها من عدوهم وإن بعد لتقدمهم.
28: بنو الحرب يومًا إذا استلأموا.......حسبتهم في الحديد القروما
قوله (بنو الحرب) يريد أنهم ولدوا فيها ونشأوا كقول الآخر:
نحن أناس نبتت لحانا.......في موضع لا نعرف الدهانا
يريد أنهم نشأوا في الحرب والقروم فحول الإبل الواحد قرم، والمستلئم اللابس السلاح، قال الشاعر:
إذا ركبوا الخيل واستلأموا.......تحرقت الأرض واليوم قر
29: فدى ببزاخة أهلي لهم.......إذا ملأوا بالجموع الحريما
قال أحمد بن عبيد: (الحزيما) بالزاي معجمة أي الحزم من الأرض وهو الصلب مثل الحزن يقال حزم وحزوم والراء تصحيف وبزاخة موضع.
30: وإذ لقيت عامر بالنسا.......ر منهم وطخفة يومًا غشوما
(النسار وطخفة) موضعان وأصل (الغشم) الظلم ويمر بعد فراغنا من القصيدة حديث المشاطرة في الخبر كيف كان.
31: به شاطروا الحي أموالهم.......هوزان ذا وفرها والعديما
(شاطروا) أخذوا الشطر، وقوله (به) أي اليوم إذ صبروا وكابدوه وعجز عنه غيرهم (فشوطروا أموالهم والوفر): المال الكثير و(العديم): المقل.
32: وساقت لنا مذحج بالكلاب.......مواليها كلها والصميما
(الموالي) ههنا الحلفاء و(صميمها) صرحاؤها يعني كلاب تميم ثم جمعت اليمن فهزمتهم بنو تيم وأسروا عبد يغوث في هذا اليوم وفيه يقول عبد يغوث:
أمعشر تيم قد ملكتم فأسحجوا.......فإن أخاكم لم يكن من بوائيا
33: فدارات رحانا بفرسانهم.......فعادوا كأن لم يكونوا رميما
34: بطعن بجيش له عاند.......وضرب يفلق هامًا جثوما
(العاند): ما عند من الدم أي خرج على غير قصد والعاند عن الحق من الناس الجائر عنه، و(يجيش) يفور لكثرته، و(الهام): جمع هامة، (الجثوم) يكون في الطير بمنزلة البروك في الإبل والربوض في الغنم.
ويروى: يطير هامًا جثومًا.
35: وأضحت بتيمن أجسادهم.......يشبهها من رآها الهشيما
(الهشيم): ما يبس وتكسر من ورق الشجر و(تيمن) موضع ورواها أحمد بتيمن بفتح الميم وقال: هو موضع معروف مشهور.
36: تركنا عمارة بين الرماح.......عمارة عبس نزيفًا كليما
(نزيف) مقلوب من مفعول إلى فعيل وكذلك الكليم والكلم الجرح وجمعه كلوم يعني عمارة بن زياد العبسي يقال له عمارة الوهاب، وهو أحد الكملة وأمهم فاطمة بنت الخرشب الأنمارية.
37: ولولا فوارسنا ما دعت.......بذات السليم تميم تميما
38: وما إن لأوئبها أن أعد.......مآثر قومي ولا أن ألوما
39: ولكن أذكــــــــــــــــر آلاءنا.......حديثًا وما كان منا قديما
لم يرو هذا البيت أبو عكرمة قوله (إن لأوئبها) يقول لست أعد مآثر قومي لأخزي هذه، و(أوئبها): أخزيها وأفضحها، : أوأبت فلانًا إذا أخزيته، والإبة العار وما يستحيا منه، قال الشاعر:
لما أتاه خاطبًا في أربعة.......أوأبه ورد من جاء معه
أي أخزاه بالرد وقال لي أبو جعفر أحمد قال أبو عمرو الشيباني: جلس معي أعرابي على مائدتي فقصر في الأكل فاستحثثته فقال: يا أبا عمرو ما طعامك بطعام تؤبة أي بطعام يستحيا من أكله، وقال الآخر:
أأصرها وبني عمي ساغب.......فكفاك من إبة علي وعاب
يقول: أأصر إبلي وبني عمي جائع، وكفاني بذلك خزيًا وعارًا والعيب والعاب واحد، وكذلك الذيم والذام، ويروى وما لأوبئها.
40: ودار هـــــــــوان أنفنا المقام.......بها فحللنا محلاً كريمًا
41: إذا كان بعضهم للهوان.......خليط صفاء وأما رؤوما
(الرؤوم) التي تعطف على ولدها وتحبه فإن رئمته ولا تدر عليه فهي العلوق، قال الشاعر:
أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به.......رئمان أنف إذا ما ضن باللبن
أي: تجود له بالرئمان وتمنعه اللبن، قال أحمد: إنما تعطف على ولد غيرها فتبذل له الشم وتمنعه اللبن.
42: وثغر مخوف أقمنـــــــــــــــــــــا به.......يهاب به غيرنا أن يقيما
43: جعلنا السيوف به والرماح.......معاقلنا والحديد النظيما
(المعاقل): جمع معقل وهو الحرز و(النظيم) مقلوب من منظوم إلى نظيم.
44: وجردًا يقربن دون العيال.......خلال البيوت يلكن الشكيما
(الجرد): الخيل، ويستحب قصر شعر الفرس، وقوله (يقربن دون العيال) أي يؤثرن كقول شمعلة بن الأخضر وهو يذكر الخيل:
نوليها الحليب إذا شتونا.......على علاتنا ونلي السمارا
قوله على علاتنا أي على خلة تكون بنا والسمار: اللبن الذي كثر ماؤه و(الشكيم): فأس اللجام وهو اللسان.
45: تعود في الحرب أن لا براح.......إذا كلمت لا تشكى الكلوما
ويروى: (إذا كلمت لم تشك الكلوما)، (الكلوم) الجراح، يقول إذا جرحت صبرت ولم تبرح.
خبر يوم النسار، قوله يوم النسار قال أحمد بن عبيد: قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: النسار أجبل متجاورة يقال لها الأنسر وهي النسار، وفيها أقاويل وادعاء من الرباب ومن قول بني أسد وغطفان وغيرهما من قيس، قال أبو عبيدة: وهو عندي باطل مختلط أخذ عن جهال وجاء الشعر الثابت الذي لا يرد بغير ذلك، قال أبو عبيدة: حدثني قيس بن غالب بن عباية بن أسماء بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري وشيخ علامة من بني قتيبة بن معن بن باهلة وأبو مرهب رتبيل الدبيري من بني أسد بن خزيمة وغير واحد من علماء قيس وبني أسد أن يوم النسار كان بعد يوم جبلة لا ما تقول الرباب والدليل على ذلك أن الأحاليف غطفان وبني أسد وطيئًا شهدوا يوم النسار بعدما تحالفت الأحاليف وحصن بن حذيفة هو الذي أمر سبيعًا الثعلبي أن يحالف بينهم فحالف بينهم وبين بني أسد بن خزيمة. وكانت بنو أسد وطيء قد احتلفوا قبل ذلك فسموا الأحاليف.
وذلك بعد قتل حذيفة بن بدر، وكانت بنو عبس في بني عامر يوم جبلة لأنهم كانوا قتلوا حذيفة يوم الهباءة. والدليل على ذلك أيضًا أن حصن بن حذيفة كان رئيس الأحاليف ولم يرأسهم أبوه حذيفة لأن حذيفة لو كان حيًا لم يرأسهم ابنه حصن، والدليل على أن حصنًا كان رئيس الأحاليف قول زهير:
ومن مثل حصن في الحروب ومثله.......لإنكار ضيم أو لأمر يحاوله
إذا حل أحياء الأحاليف حوله.......بذي لجب هداته وصواهله
ألا ترى أنه كان رئيس الأحاليف وإنما رأس حصن بن حذيفة بعد قتل أبيه فكيف يكون يوم النسار قبل يوم جبلة كما تزعم الرباب، قال أبو عبيدة: وحدثني درواس أحد بني معبد بن زرارة أن حاجب بن زرارة كان يوم جبلة غلامًا له ذؤابة، فلو كان يوم النسار قبل يوم جبلة ما كان حاجب إلا طفلاً وما كان رأس بني تميم [يوم النسار لأنه كان رئيس بني تميم يوم النسار والدليل على ذلك أيضًا أن حاجبًا لم يكن ليرأس بني تميم] و لقيط حي ولقيط قتل يوم جبلة.
قال أبو عبيدة: وحدثني ابن شفاء المنافي من بني مناف بن دارم قال: إنما نبه أبو عكرشة بعد مقتل أبي نهشل.
وأبو عكرشة هو حاجب وأبو نهشل هو لقيط، والدليل على أن لقيطًا كان أنبه من حاجبٍ أن لقيطًا هو الذي طلب بني عامر بثأر أخيه معبد يوم جبلة وهو الذي جمع الملوك يوم جبلة وهو كان رأس بني تميم يوم جبلة.
وحاجب كان يوم جبلة في جيشه وكل هذا حجة على من زعم أن يوم النسار كان قبل يوم جبلة.
قال أبو عبيدة: وكان سبب يوم النسار أن بني تميم كانوا يأكلون عمومتهم بني ضبة وبني عبد مناة، فأصابت بنو ضبة رهطًا من تميم فطلبتهم بنو تميم فانزالت جماعة الرباب فلحقت ببني أسد بن خزيمة وهم يومئذ في الأحاليف حلفاء لبني ذبيان بن بغيض، فنادى صريخ بني ضبة يال خندف (قال القتبي وذلك أول يوم تخندفت فيه) فأصرختهم بنو أسد واستعووا حليفيهم غطفان وطيئًا، قال أبو الغراف الضبي: وكان رئيس بني أسد يومئذ عوف بن عبد الله بن عامر بن جذيمة بن نصر بن قعين، وقال أبو مرهب: بل كان رئيسنا يومئذ يعني يوم النسار خالد بن نضلة، قال أبو عبيدة: وحدثني قيس بن غالب أن رئيس جماعة الرباب وجماعة الاحاليف يوم النسار حصن بن حذيفة، قال: وأنشدني أبو مرهب في تصداق ذلك قول بشر بن أبي خازم في كلمة له:
أضربهم حصن بن بدر فأصبحوا.......بمنزلة يشكو الهوان حريبها
قال أبو عبيدة: ولكن الناس قلبوه وهكذا سمعته من مشيختنا، قال: وحدثني قيس بن غالب عن مشيخة قومه أن عبد الملك بن مروان سأل رجلاً من بني فزارة وكانوا عنده، من كان على الناس يوم النسار فقال كانوا متساندين، قال ويدخل أبو قشع وكان أعلمنا فسأله عبد الملك عن ذلك فقال: والذي نفسي بيده يا أمير المؤمنين للناس يوم النسار أطوع لحصن بن حذيفة من بعض غلماناك لك، قال أبو عبيدة: وزعم أبو الغراف الضبي وأبو نعامة العدوي وأبو الذيال أن رئيس الرباب يوم النسار الأسود بن المنذر أخو النعمان، وأم الأسود أمامة بنت الحارث بن جلهم من تيم عدي وكان النعمان بعثه قبل ذلك رئيسًا على الرباب وكان ملكهم وأظنهم قد صدقوا لأن حصنًا لا يرأس ملكًا أخا ملك وهو سوقة، ولكنهما كانا متساندين وأنشدوني في تصداق ذلك أن الأسود كان رئيس الرباب يوم النسار قول عوف بن عطية بن الخرع التيمي:
ما زال حينكم ونقص حلومكم.......حتى بلوتم كيف وقع الأسود
وقبائل الأحلاف وسط بيوتكم.......يعلون هامكم بكل مهند
وقال بنو أسد وغطفان هذه مصنوعة، لم يشهد الأسود بن المنذر يوم النسار، فلما بلغ بني تميم ذلك استمدوا بني عامر بن صعصعة فأمدوهم وعلى بني تميم حاجب بن زرارة وفي تصداق ذلك أن حاجبًا كان على بني تميم يوم النسار قول بشر بن أبي خازم:
وأفلت حاجب فوت العوالي.......على شقاء تلمع في السراب
ولو أدركن رأس بني تميم.......عفرن الوجه منه بالتراب
وعلى بني عامر جواب وهو مالك بن كعب من بني أبي بكر بن كلاب لأن بني جعفر يومئذ قد نفاهم جواب إلى بني الحارث بن كعب فحالفوهم، قال: وزعمت بنو كعب أن رئيس بني عامر يوم النسار شريح بن مالك القشيري.
والتقوا بالنسار فصبرت عامر واستحر بهم الشر وانفضت بنو تميم وولت لم يصب منهم كثير، فهزموا وقتلوا وسبوا، فغضبت بنو تميم لبني عامر وقتل قد بن مالك الوالبي شريح بن مالك القشيري رأس بني عامر في قول بني كعب بن ربيعة، ففخر بذلك سهم الأسدي في الإسلام وحملت على بشر بن أبي خازم:
وهم تركوا رئيس بني قشير.......شريحًا للضباب وللنسور
وقتلوا عبيد بن معاوية بن عبد الله بن كلاب وقتلوا الهصان وهو عامر بن كعب من بني أبي بكر بن كلاب وقد كان ثعلبة بن الحارث بن حصبة بن أزنم بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع أسر الهصان هذا يوم ذي نجب فمن عليه ويوم ذي نجب بعد يوم جبلة، وأسر خالد بن نضلة الأسدي دودان بن خالد أحد بني نفيل وأسر أيضًا حنثر بن الأضبط الكلابي، فقال خالد بن نضلة في أسرهما:
تدارك إرخاء النعامة حنثرا.......ودودان أدته إلي ابن خالد
وقال أيضًا:
تدارك إرخاء النعامة حنثرا.......ودودان أدت في الصفاد مكبلا
وصارت سلمى بنت المحلق لعروة بن خالد بن نضلة الأسدي وصارت العنقاء بنت همام من بني أبي بكر بن كلاب لزياد بن دبير بن وهب بن أعيا بن طريف الأسدي، وصارت أم خازم بنت كلاب [من بني أبي بكر بن كلاب] لأرطاة بن منقذ الأسدي، وصارت رملة بنت صبيح للحارث بن جزء بن جحوان الأسدي وصارت هند بنت وقاص لقيس بن عبد الله الفقعسي، وصارت أمامة بنت العداء لأسامة بن نمير الوالبي.
فقالت سلمى بنت المحلق تعير جوابًا (وجواب لقب كان يجوب الأبآر ويحفرها ويتخذها لنفسه) فقالت تعيره بفرته والطفيل:
لحى الإله أبا ليلى بفرته.......يوم النسار وقنب العير جوابا
كيف الفخار وقد كانت بمعترك.......يوم النسار بنو ذبيان أربابا
لم تمنعوا القوم إذ شلوا سوامكم.......ولا النساء وكان القوم أحزابا
وقال رجل من بني ذبيان يعيره بفراره عن امرأتيه وجوابًا:
وفر عن ضرئيه وجه خارئة.......ومالك فر قنب العير جواب
فبعثت بنو كلاب إلى القوم فشاطروهم سبيهم فقالت الفارعة بنت معاوية من بني قشير تعير كلابًا بمشاطرتهما الأحاليف [سبايهم] يومئذ:
منا فوارس قاتلوا عن سبيهم.......يوم النسار وليس منا أشطر
ولبئس ما نصر العشيرة ذو لحىً.......وحفيف نافجة بليل مسهر
ضبعا عظال تعفران استيهما.......فرأتهما أخرى فظلت تعفر
ويروى فقامت، قال الأصمعي: وأحسب أن قول العرب ما على عفر الأرض مثله من هذا.
زعمت بزوخ بني كلاب أنهم.......منعوا النساء وأن كعبًا أدبروا
كذبت بزوخ بني كلاب إنها.......تمشي الضراء وبولها يتقطر
حاشى بني المجنون إن أباهم.......صات إذا سطع الغبار الأكدر
الصات: الذي له صوت في الناس والصيت الشديد الصوت والبزوخ: الذي يدخل ظهره ويخرج بطنه.
وقوله ذو لحىً أرادت ذا اللحية ابن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب ومسهر بن عبد قيس بن ربيعة بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب وريطة ابنة الحريش وبنوها بنو خويلد بن نفيل.
وبنو أبي بكر يقولون بل هم أربعة بشر بن كعب بن أبي بكر وبنو المجنون من بني أبي بكر.
قال بشر بن أبي خازم في تصداق حديث غطفان وبني أسد وأنه كما حدثوا وأن بني ضبة استعانوهم ودعوهم:
أجبنا بني سعد بن ضبة إذ دعوا.......ولله مولى دعوة لا يجيبها
وكنـــــــــــــــــــــــــــــــــــا إذا قلنا هوزان أقبلي.......إلى الرشد لم يأت السداد خطيبها
عطفنا لهم عطف الضروس من الملا.......بشهباء لا يمشي الضراء رقيبها
الضروس: الناقة الحديثة النتاج وإنما سميت ضروسًا لأنه يعتريها عند نتاجها عضاض أيامًا حذارًا على ولدها ثم يذهب عنها.
فلما رأونا بالنسار كأننا.......نشاص الثريا هيجتها جنوبها
فكانوا كذات القدر لم تدر إذا غلت.......أتنزلها مذمومة أم تذيبها
يقول لما رأونا تحيروا بعلوا ودجروا ودهشوا فلم يدروا كيف يصنعون فكانوا كذات القدر التي ارتجنت زبدتها والارتجان الفساد فلما أوقدت تحت الزبدة لم تستقر في القدر فطفحت فجعل الزبد يخرج منها، فتحيرت لم تدر كيف تصنع، إن أنضجت زبدتها خرجت من القدر وانصبت وإن تركتها بقي غير منضج لا ينفق عنها، فيقول هؤلاء تحيروا مثل هذه المرأة.
جعلنا قشيرا غاية يهتدى بها.......كما مد أشطان الدلاء قليبها
يقول لأن منازل قشير في أقاصي بني عامر فنحن نطؤهم بالخيل حتى ننتهي إلى آخرهم كما أن الدلاء منتهاها قعر القليب، والقليب: البئر غير مطوية بالحجارة.
لدن غدوة حتى أتى الليل دونهم.......وأدرك جري المبقيات لغوبها
قطعناهم فباليمامة فرقة.......وأخرى بأوطاس تهر كليبها
قال أبو عبيدة: لا أعرف على هذا الجمع إلا عبد وعبيد، قال الأصمعي: مثله معز ومعيز وضأن وضئين وبخت وبخيت وبقر وبقير وشاء وشوي.
أضر بهم حصن بن بدر فأصبحوا.......على حالة يشكو الهوان حريبها
بني عامر إنا تركنا نساءكم.......من الشل والإيجاف تدمى عجوبها
عضاريطنا البيض الكواعب كالدمي.......مضرجة بالزعفران جيوبها
وقال سهم في تصداق ذلك أن تميمًا قد شهدوا مع بني عامر يوم النسار وهي تحمل على بشر:
ونحن جلبنا الخيل حتى تناولت.......تميم بن مر بالنسار وعامرا
وقال عبيد بن الأبرص في ذلك وفي غضب تميم لعامر:
ولقد تطاول بالنسار لعامر.......يوم تشيب له الرؤوس عصبصب
ولقد أتاني عن تميم أنهم.......ذئروا لقتلى عامر وتغضبوا
ذئروا: ساءت أخلاقهم، ومنه الحديث: (إن النساء ذئرن على أزواجهن)
رغم لعمر أبيك عندي هين.......ولقد يهون علي أن لا يعتبوا
وقال بشر أيضًا في ذلك:
غضبت تميم أن تقتل عامر.......يوم النسار فأعقبوا بالصيلم
قال أبو جعفر: هو يوم الجفار ويوم النسار ومختصره إن بني ضبة حالفت بنو أسد على بني تميم وكانت ضبة أصابت من بني تميم نفرًا فهربت إلى بني أسد فحالفوهم على أن يقاتلوا العرب ثلاث سنين معهم، فلما بلغ بني تميم حلف ضبة بعثت إلى بني عامر بالنسار فحالفوهم وقالت بنو أسد لضبة: بادروا بني عامر بالنسار قبل أن تصير إليهم بنو تميم ففعلوا فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، فناشدتهم بنو عامر وقالوا: هذه أموالنا نشاطركم فرضوا بذلك، وكفوا عنهم فشاطروهم. فقالت أم أوفى الأسدية (قال أبو جعفر: أنشدنيه أبو تمام)
ظلت كلاب بالنسار وكعبها = ونميرها جزرًا تهان وتشطر
ضبعا عظال تعفران استيهما = فرأتهما أخرى فظلت تعفر
منا فوارس دافعوا عن كلهم = يوم النسار ولم تدافع أشطر
وعلى الجفار تميمها وربابها = عفرى تعودهم الضباع وأنسر
قال أبو جعفر: لم يرو هذا البيت أبو تمام ورواه الزيادي يعني بيت عفرى، أشطر من كلاب بأخذهم منهم الشطر، فأجابها رجل من بني عامر فقال:
أمهزئة قباقب أم أوفى = تلوم الناس في يوم النسار
تلوم الناس في يوم أراها = وإخوتها الكواكب بالنهار
ومن قبل الجفار وما أتاها = عن اخوتها تميم بالجفار
لقد هزئت قباقب أم أوفى = جعار يا لخضفتها جعار
وصبحوا بني تميم بالجفار فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وانهزموا فأخرجتهم بنو أسد عن دارهم وهي الأجفر وزرود إلى فيد فهو قول بشر بن أبي خازم:
أجبنا بني سعد بن ضبة إذ دعوا.......ولله مولى دعوة لا يجيبها
وكنا إذا قلنا هوزان أقبلي.......إلى الرشد لم يأت السداد خطيبها
الأبيات، وقال أيضًا:
غضبت تميم أن تقتل عامر.......يوم النسار فأعقبوا بالصيلم
وقال:
ويوم النسار ويوم الجفار.......كانا عذابًا وكانا غراما
فأما تميم تميم بن مر.......فألفاهم االقوم ربى نياما
وأما بنو عامر بالنسار.......غداة أتونا فكانوا نعاما
تم اليوم. ويقال إن الذي هاج أمر النسار والحرب التي كانت فيه أن أرض مضر أجدبت زمانًا ثم إن بلاد بني سعد والرباب أخصبت وجادها الغيث والرباب ضبة بن أد وتيم وعدي وعكل وهم عوف بنو عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر.
وكان الناس يزعمون أن عامر بن صعصعة بن سعد بن زيد مناة هو الذي كان يقود به بعيره يعني أن عامرًا كان يقود بسعدٍ جده حين أسن وضعف فقال في ذلك المخبل:
أتهزأ مني أم عمرة أن رأت.......نهارًا وليلاً بلياني فأسرعا
فإن أك لاقيت الدهاريس منهما.......فقد أفنيا لقمان قبلي وتبعا
ولا ينتهي الدهر المواصل بينه.......عن الغل حتى يستدير ويصرعا
في الأصل الغيل في موضع الغل وأنشدنا ثعلب المواصل بينه بالكسر:
كما قال سعد إذ يقود به ابنه.......كبرت فجنبني الأرانب صعصعا
الأرانب ههنا إكام صغار، ويزعمون أن صعصعة إنما انطلق من عند أبيه سعد غضبًا حين أنهب المعزى بعكاظ فلحق بإخوته لأمه وهم ولد معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. وكانت أمهم الناقمية والناقم من بني تغلب عند سعد فيزعمون أنها ولدت صعصعة ثم فارقها فتزوجها بعده معاوية بن بكر.
فلما وقع ذلك الغيث أقبلت عامر بن صعصعة ومعها هوازن إلى بني سعد وكانوا يواصلونهم بذلك النسب. فسألوهم أن يرعوهم ومن معهم من هوزان ففعلوا. فلما اجتمعت سعد والرباب وهوازن ومن معها قال بعضها لبعض: إنه قل ما اجتمع مثل عدتنا قط إلا كانت بينهم أحداث، فليضمن رجل من هوازن ما كان فيهم وليضمن رجل من سعد أو من الرباب ما كان فيهم. فكان الضامن لما كان في سعد والرباب الأهتم وهو: سمي بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن الحارث وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد وكان الضامن على هوازن قرة بن هبيرة بن عامر بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
فرعوا ذلك الغيث ما شاء الله، ثم إن رجلاً من بني ضبة يقال له الحنتف بن السجف بن عبد بن الحارث بن طريف بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة أغار على خيل لمالك بن سلمة بن قشير وهو ذو الرقيبة فذهب بها فيستودعها رجلاً من بني أسد بن خزيمة يقال له خالد بن عمرو بن عبيد بن نضر بن سبيع بن مالك بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد وكان غيبها قبل ذلك عند عوف بن عطية بن الخرع التيمي. فلما فقد ذو الرقيبة خيله أقبل هو وقرة بن هبيرة إلى الأهتم فقالا: ضمانك، فقال: وما ذاك؟ قالا: عدي على خيلنا فذهب بها، فقال: هل تدرون من أخذها؟ قالا: لا قال: فاطلبوها واسألوا ولنطلب ولنسأل، فإن يكن أصابها رجل من بني سعد أو الرباب فأنا لها ضامن حتى أردها، قال فطلبوا وسألوا فذكر لهم أنها رئيت عند عوف بن عطية التيمي.
فسألوه عنها فأنكر أن يكون رآها أو علم منها علمًا وسأل الأهتم فوجدها قد كانت عنده فاحتبس إبل عوف حتى أرضى ذا الرقيبة من خيله وأخذ منه شرواها أي مثلها.
فانطلق عوف إلى الحنتف فأخبره الخبر فرد عليه عدة ما أخذ منه من الإبل ورغب الحنتف في الخيل فأمسكها، فقال عوف بن عطية في ذلك:
يا قر يا ابن هبيرة بن قشير.......يا سيد السلمات إنك تظلم
يا قر إن تشعر فإني شاعر.......أو إن تكارمني فغيرك أكرم
[شرح المفضليات: 355-371]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
38, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir