دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 03:56 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 34: قصيدة شبيب بن البرصاء: أَلم تَر أَنَّ الحَي فَرّقَ بينهمْ = نَوىً يومَ صحرَاءِ الغمِيمِ لَجوجُ

قال شبيب بن البرصاء:

أَلم تَرَ أَنَّ الحَيَّ فَرَّقَ بينَهُمْ = نَوىً يومَ صحْرَاءِ الغَمِيمِ لَجُوجُ
نَوىً شَطَنَتْهُمُ عن نَوَانَا وهيَّجَتْ = لنا طَرَباً، إِنَّ الخُطُوبَ تَهِيجُ
فلمْ تَذْرِفِ العَيْنَانِ حتَّى تَحَمَّلَتْ = مَعَ الصُّبْحِ أَحْفَاضٌ لهُمْ وحُدُوجُ
وحتَّى رَأَيْتُ الْحَيَّ تَذْرِي عِرَاصَهُمْ = يَمَانِيَةٌ تَزْهَى الرَّغامَ دَرُوجُ
فأَصْبَحَ مَسْرُورٌ بِبَيْنِكِ مُعْجَبٌ = وبَاكٍ لهُ عندَ الدِّيارِ نَشِيجُ
فإِنْ تَكُ هِنْدٌ جَنَّةً حِيلَ دُونها = فقدْ يَعْزِفُ اليَأْسُ الفَتَى فَيَعِيجُ
إِذَا احْتَلَّتِ الرَّنْقَاءَ هِنْدٌ مُقِيَمةً = وقد حانَ منِّي من دِمَشْقَ بُرُوجُ
وبُدِّلْتُ أَرْضَ الشِّيحِ منها وبُدِّلَتْ = تِلاَعَ المَطَالِي سَخْبَرٌ ووَشِيجُ
وأَعْرَضَ مِنْ حَوَرَانَ والقِنُّ دُونَها = تِلاَلٌ وخَلاَّتٌ لَهُنَّ أَجِيجُ
فلا وَصْلَ إِلاَّ أَنْ تُقَرِّبَ بَيْنَنا = قلاَئِصُ يَجْذِبْنَ المَثَانِيَ عُوجُ
ومُخْلِفَةٌ أَنْيَابَهَا جَدَلِيَّةٌ = تَشُدُّ حَشاها نِسْعةٌ ونَسِيجُ
لها رَبِذَاتٌ بالنَّجاءِ كأَنَّها = دعائِمُ أَرْزٍ بينهُنَّ فُرُوجُ
إِذا هَبَطَتْ أَرضاً عَزَازاً تَحَامَلَتْ = مَنَاسِمُ منها رَاعِفٌ وشَجِيجُ
ومُغْبَرَّةِ الآفاقِ يَجرِي سَرَابُها = عَلَى أُكْمِهَا قبلَ الضُّحَى فيَمُوجُ
قَطَعْتُ إِذَا الأَرْطَى ارْتَدَى في ظِلالِهِ = جَوَازئُ يَرْعَيْنَ الفَلاَةَ دُمُوجُ
لَعَمْرُ ابنةِ المُرِّيِّ ما أَنا بالَّذِي = له أَن تنُوبَ النَّائِبَاتُ ضَجِيجُ
وقد عَلِمَتْ أُمُّ الصَّبِيَّيْنِ أَنَّنِي = إِلى الضَّيْفِ قَوَّامُ السِّنَاتِ خَرُوجُ
وإِنَّي لأَُغْلِي اللَّحْمَ نِيئاً وإِنَّنِي = لَمِمَّنْ يُهينُ اللَّحْمَ وهْو نَضِيجُ
إِذَا المُرْضِعُ العَوْجاءُ باللَّيلِ عَزَّها = عَلَى ثَدْيِهَا ذُو وَدْعَتَيْنِ لَهُوجُ
إِذَا ما ابْتَغَى الأَضيافُ مَنْ يبْذُلُ القِرَى = قَرَتْ لِيَ مَقْلاَتُ الشِّتاءِ خَدُوجُ
جُمَاليَّةٌ بالسَّيْف مِن عَظْمِ ساقِهَا = دَمٌ جاسِدٌ لم أَجْلُهُ وسُحُوجُ
كأَنَّ رِحالَ المَيْسِ في كل مَوْقِفٍ = عليها بأَجْوَازِ الفَلاَةِ سُرُوجُ
وما غاضَ مِن َشيْءٍ فإِنَّ سَمَاحتي = ووَجْهِي بهِ أُمُّ الصَّبِيّ بَلِيجُ


  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 06:31 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

34


وقال شبيب بن البرصاء


1: أَلم تَرَ أَنَّ الحَيَّ فَرَّقَ بينَهُمْ = نَوىً يومَ صحْرَاءِ الغَمِيمِ لَجُوجُ
2: نَوىً شَطَنَتْهُمُ عن نَوَانَا وهيَّجَتْ = لنا طَرَباً، إِنَّ الخُطُوبَ تَهِيجُ
3: فلمْ تَذْرِفِ العَيْنَانِ حتَّى تَحَمَّلَتْ = مَعَ الصُّبْحِ أَحْفَاضٌ لهُمْ وحُدُوجُ
4: وحتَّى رَأَيْتُ الْحَيَّ تَذْرِي عِرَاصَهُمْ = يَمَانِيَةٌ تَزْهَى الرَّغامَ دَرُوجُ
5: فأَصْبَحَ مَسْرُورٌ بِبَيْنِكِ مُعْجَبٌ = وبَاكٍ لهُ عندَ الدِّيارِ نَشِيجُ
6: فإِنْ تَكُ هِنْدٌ جَنَّةً حِيلَ دُونها = فقدْ يَعْزِفُ اليَأْسُ الفَتَى فَيَعِيجُ
7: إِذَا احْتَلَّتِ الرَّنْقَاءَ هِنْدٌ مُقِيَمةً = وقد حانَ منِّي من دِمَشْقَ بُرُوجُ
8: وبُدِّلْتُ أَرْضَ الشِّيحِ منها وبُدِّلَتْ = تِلاَعَ المَطَالِي سَخْبَرٌ ووَشِيجُ
9: وأَعْرَضَ مِنْ حَوَرَانَ والقِنُّ دُونَها = تِلاَلٌ وخَلاَّتٌ لَهُنَّ أَجِيجُ
10: فلا وَصْلَ إِلاَّ أَنْ تُقَرِّبَ بَيْنَنا = قلاَئِصُ يَجْذِبْنَ المَثَانِيَ عُوجُ
11: ومُخْلِفَةٌ أَنْيَابَهَا جَدَلِيَّةٌ = تَشُدُّ حَشاها نِسْعةٌ ونَسِيجُ
12: لها رَبِذَاتٌ بالنَّجاءِ كأَنَّها = دعائِمُ أَرْزٍ بينهُنَّ فُرُوجُ
13: إِذا هَبَطَتْ أَرضاً عَزَازاً تَحَامَلَتْ = مَنَاسِمُ منها رَاعِفٌ وشَجِيجُ
14: ومُغْبَرَّةِ الآفاقِ يَجرِي سَرَابُها = عَلَى أُكْمِهَا قبلَ الضُّحَى فيَمُوجُ
15: قَطَعْتُ إِذَا الأَرْطَى ارْتَدَى في ظِلالِهِ = جَوَازئُ يَرْعَيْنَ الفَلاَةَ دُمُوجُ
16: لَعَمْرُ ابنةِ المُرِّيِّ ما أَنا بالَّذِي = له أَن تنُوبَ النَّائِبَاتُ ضَجِيجُ
17: وقد عَلِمَتْ أُمُّ الصَّبِيَّيْنِ أَنَّنِي = إِلى الضَّيْفِ قَوَّامُ السِّنَاتِ خَرُوجُ
18: وإِنَّي لأَُغْلِي اللَّحْمَ نِيئاً وإِنَّنِي = لَمِمَّنْ يُهينُ اللَّحْمَ وهْو نَضِيجُ
19: إِذَا المُرْضِعُ العَوْجاءُ باللَّيلِ عَزَّها = عَلَى ثَدْيِهَا ذُو وَدْعَتَيْنِ لَهُوجُ
20: إِذَا ما ابْتَغَى الأَضيافُ مَنْ يبْذُلُ القِرَى = قَرَتْ لِيَ مَقْلاَتُ الشِّتاءِ خَدُوجُ
21: جُمَاليَّةٌ بالسَّيْف مِن عَظْمِ ساقِهَا = دَمٌ جاسِدٌ لم أَجْلُهُ وسُحُوجُ
22: كأَنَّ رِحالَ المَيْسِ في كل مَوْقِفٍ = عليها بأَجْوَازِ الفَلاَةِ سُرُوجُ
23: وما غاضَ مِن َشيْءٍ فإِنَّ سَمَاحتي = ووَجْهِي بهِ أُمُّ الصَّبِيّ بَلِيجُ


ترجمته: هو شيب بن يزيد بن جمرة بن عوف بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان. والبرصاء لقب أمه، واسمها قرصافة، وقيل أمامة، بنت الحرث بن عوف بن أبي حارثة. ولم تكن برصاء، وإنما لقبت به لبياضها، وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها إلى أبيها الحرث بن عوف المري الفارس المشهور، فقال: لا أرضاها لك فإن بها سوءا، ولم يكن بها، فرجع فوجدها قد برصت، فتزوجها ابن عمها يزيد بن جمرة، فولدت له شبيبا، فعرف بابن البرصاء، وهو شاعر محسن فصيح إسلامي، من شعراء الدولة الأموية، بدوي لم يحضر إلا وافدا أو منتجعا، وكان شريفا سيدا في قومه، في بيت شرفهم وسؤددهم، وكان أعور، أصاب عينه رجل من طيء في حرب كانت بينهم.
جو القصيدة: روى الجمحي في الطبقات 216-217 عن أبي عبيدة قال: (خطب شيب بن البرصاء إلى مسهر بن علي بن جابر أحد بني غيظ بن مرة، فقال: نعم والله أزوجك، فقال شبيب: أؤامر أخي: فقال: تؤامر رجلا في تزويجك ويحك، والله لا أزوج رجلا لا يملك أمره. فقال شيب (وذكر الأبيات 16-19). فبدأ شبيب قصيدته بالبكاء لفراق حبيبته، ووصف الدار بعد رحلتها، وذكر تباعد ما بين داره ودارها. وأنه سيقطع ذلك البعد بناقة وصفها. ثم نعت الفلاة وقدرته على اجتيازها في صميم الحر. ثم أشار إلى ابنة المري، وفخر لها بصبره على الشدائد، وهجره النوم لاستقبال الضيف، وبشرائه الجزر بالثمن الغالي ليضرب عليها بالقداح في الشتاء، لينال المعوزين خيرها. ووصف هزال المرضع ذاك الوقت ولهج ولدها بالرضاع. ثم فخر بأنه لا يضن بنحر ناقته لأضيافه.
تخريجها: منتهى الطلب: 1: 291-292. عدا البيتين 9، 23 والأبيات 17: 19 في النوادر 180 لرجل من غطفان، وشبيب مري غطفاني. والبيت 12 في اللسان 7: 169 غير منسوب وفيه (فروع) بدل (فروج) وهو خطأ. والأبيات 16-19 في طبقات الجمحي 217. والبيت 18 في سمط اللآلي 493. وانظر الشرح 335-341.
(1) النوى: النية التي ينوونها في سفرهم. الغميم: موضع. اللجوج: المنقادة المتتابعة.
(2) شطنتهم: أخذت بهم على غير قصد. الطرب: خفة تلحق للفرح والجزع، وهو ههنا للجزع.
(3) الأحقاض: جمع حفض، بفتحتين، وهو البعير الضعيف يحمل عليه الأمتعة والآنية. الحدوج: جمع حدج، بكسر فسكون، وهي مراكب النساء،
(4) ذرت الريح الشيء. وأذرته: أطارته. العراص: جمع عرصة، وهي البقعة الواسعة بين الدور. الرغام، بالفتح: التراب اللين. تزهاه: تستخفه. الدروج من الرياح: السريعة المر. وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة.
(5) النشيج: مثل البكاء للصبي إذا ردد صوته في صدره ولم يخرجه.
(6) عزف اليأس الفتى: منعه وصرفه، وهذا فعل نادر التعدية، ذكره صاحب النهاية في حديث (عزفت نفسي عن الدنيا) يعيج: يقنع ويرضى.
(7) الرنقاء: في بلاد عامر بن صعصة. البروج: الخروج والظهور هنا، كما يفهم من السياق، وهذا المصدر لم يذكر في المعاجم، وفي اللسان: (وكل ظاهر مرتفع فقد برج) وضبط بالقلم بفتح الراء، ويؤيده هذا المصدر.
(8) أرض الشيح الأرض التي ينبت فيها أراد البادية المطالي: موضع بنجران وتلاعه: مسايل أوديته. سخبر ووشيج: موضعان بناحية المطالي، يريد: هي سخبر ووشيج.
(9) القن: جبل. خلات: جمع خلة، بالفتح. وهي الرملة المنفردة. الأجيج: تلهب النار.
(10) القلائص: جمع قلوص، وهي الشابة من الإبل، المثاني: الحبال. الواحدة مثناة، بفتح الميم وكسرها. العوج: المعوجة من الضمر والهزال، نعت للقلائص. مخلفة أنيابها: الإخلاف مرور عام على الإبل بعد ظهور آخر أسنانها. جدلية: منسوبة إلى جديلة من اليمن. النسعة: سيور مضفورة على هيئة الحبل.
(12) أراد بالربذات القوائم، وأصل الربذ، بالتحريك، الخفة. النجاء: السرعة. الأرز: شجر بالشأم يوصف بالصلابة.
(13) العزاز، بالفتح: الأرض الصلبة. راعف: الرعاف خروج الدم من الأنف، أراد أن العزاز أدمت مناسمها. الشجيج: من الشج، وهو فعيل بمعنى مفعول.
(14) مغبرة الآفاق: فلاة ارتفع فيها الغبار لذهاب النبت. الأكم: جمع أكمة.
(15) قطعت: أي قطعت هذه الفلاة. الأرطى: شجر يدبغ به. والظباء والبقر تعتاده تكنس في أصوله. الجوازئ من البقر: التي تجتزئ بالرطب عن الماء. الدموج: الداخلة في كنسها، هكذا فسر الأنباري، وتوجيهه أن يكون جمع (دامج) اسم فاعل من قولهم (دمج الشيء) دخل، وهذا الجمع لم يذكر في المعاجم، ونظيره في المسموع (شاهد وشهود).
(16) ابنة المري: هي ابنة الرجل الذي خطب إليه، كما سبق في جو القصيدة. الضجيج: الصياح عند المكروه والمشقة والجزع. يقول: لست ممن يجزع لنازلة تنزل به، أنا صبور على ريب الدهر.
(17) السنات: جمع سنة، بكسر ففتح، وهي النعاس الخفيف. يقول: إذا طرقني ضيف وأنا نائم خرجت إليه فأنزلته.
(18) أغلي اللحم: أشتري خياره غاليا للضرب بالقداح في الجدب لينحر الناس. إهانته النضيج: بذله لمن ورده، لا يمنع أحدا منه.
(19) أي أغلي اللحم في هذا الموضع الشديد. العوجاء: التي اضطرب خلقها للهزال من الجوع فهزلت وانحنت. عزها: غلبها. ذو ودعتين: يريد ولدها، والودعة، بسكون الدال وتحرك: الخرز البحري المعروف، يعلق على الصبي لدفع العين فيما يظنون. اللهوج: المغري بالرضاع يلهج به لقلته في ثدي أمه.
(20) قرت: أراد قرت أضيافي. المقلات: التي لا يعيش لها ولد، جمعها مقاليت، وهي من القلت، بفتح اللام، وهو الهلاك. الخدوج: التي رمت بولدها قبل تمام أيامه فهو أصلب لها وأنفس.
(21) الجمالية: التي تشبه الجمل في خلقها. الجاسد: اللازق يريد أنه يعرقبها بالسيف. السحوج: جمع سحج. بسكون الحاء، وهو الأثر في الجلد كالخدش.
(22) الميس: شجر يتخذ منه الرحال. الأجواز: الأوساط.
(23) غاض: نقص. بليج: طلق مسفر مشرق. وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 08:55 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال شبيب بن البرصاء

1: ألم تر أن الحي فرق بينهم.......نوى يوم صحراء الغميم لجوج
(النوى) النية التي ينوونها في سفرهم، و(اللجوج) المنقادة المتتابعة، ولم يرفع أبو عكرمة شبيبًا في النسب ونسبه أحمد فقال: قال أبو عبيدة معمر بن المثني هو شبيب بن يزيد بن جمرة بن عوف بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار وأمه البرصاء هي أمامة بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة، قال: وكان شبيب شديد العصبية لبني فزارة لأن جدته أم أمه البرصاء قرصافة بنت نجبة بن ربيعة بن رياح بن هلال بن شمخ بن فزارة، وأم عقيل بن علفة أخت البرصاء وهي عمرة بنت الحارث وشبيب إسلامي قديم شاعر معروف، ويروى: نوى يوم دارات الغمير خلوج، ويروى الغبير وهو ماء لبني محارب.
2: نوى شطنتهم عن نوانا وهيجت.......لنا طربًا إن الخطوب تهيج
(شطنتهم) أخذت بهم على غير قصد، يقال نوى شطون إذا كانت عوجاء المذهب وهو مأخوذ من قولهم بئر شطون وهي التي في جرابها عوج فتخرج دلوها بشطنين، قال الشاعر:
أكل يوم لك شاطنان.......ولا أحب الماء ذا الشطان
و(الخطوب): الأحداث الواحد خطب و(الطرب): خفة تلحق للفرح والجزع، قال الجعدي:
وأراني طربًا في إثرهم.......طرب الواله أو كالمتبل
المتبل: المأخوذ بالتبل وهو الثأر وقال أبو ذؤيب:
طربت لذكره من غير نوب.......كما يهتاج موشي قشيب
الرواية نقيب أي أرقت لذكر الحديث من غير نوب من غير قرب وقوله يهتاج موشي نقيب يعني بالنقيب المزمار أي في صدري كالمزامير لا أنام ومن روى قشيب أراد جديدًا وقال ذو الرمة:
أستحدث الركب عن أشياعهم خبرًا.......أم راجع القلب من أطرابه طرب
غيره:
نوى شطنتهم عن هواك وهيجت.......رجيع الهوى إن الخطوب تهيج
3: فلم تذرف العينان حتى تحملت.......مع الصبح أحفاض لهم وحدوج
(الأحفاض): جمع حفض وهو البعير الضعيف يحمل عليه الأمتعة والآنية، قال رؤبة: يا ابن قروم لسن بالأحفاض، و(الحفض) في غير هذا المتاع الذي يحمل على البعير سمي حفضًا لأنه يحمل على الحفض وهو من الأضداد، قال عمرو بن كلثوم:
ونحن إذا عماد الحي خرت.......على الأحفاض نمنع ما يلينا
يعني متاع البيت ويروى عن الأحفاض يعني الإبل، و(الحدوج): جمع حدج وهي مراكب النساء ومنه قولهم بعير محدوج إذا شد عليه الحدج وإنما قال مع الصبح لأن أكثر ما يرحلون بالنساء في الليل، ويروى:
وما خفت منها البين حتى رأيتها.......وقد زال أجمال بها وحدوج
4: وحتى رأيت الحي تذري عراصهم.......يمانية تزهى الرغام دروج
(تزهاه): تستخفه، لم يرو هذا البيت أبو عكرمة، (الرغام) التراب ومنه أرغم الله أنفه أي أذله حتى يلصق بالتراب.
5: فأصبح مسرور ببينك معجب.......وباك له عند الديار نشيج
6: فإن تك هند جنة حيل دونها.......فقد يعزف اليأس الفتى فيعيج
(يعيج): يقنع ويرضى، ويعوج يعطف ويرجع ويروى:
فإن تك جمل حيل بيني وبينها.......فقد يحكم اليأس الفتى فيعيج
يحكمه: يرده عما يريد ومنه أخذت حكمة الدابة لأنها تمنعها وتردها.
(فيعيج): يعقل وينتفع.
7: إذا احتلت الرنقاء هند مقيمة.......وقد حان مني من دمشق بروج
(الرنقاء): موضع، و(البروج): المنازل، ويروى: هند غريبة، (الرنقاء) في بلاد عامر بن صعصعة.
8: وبدلت أرض الشيح منها وبدلت.......تلاع المطالي سخبر ووشيج
9: وأعرض من حوران والقن دونها.......تلال وخلات لهن أجيج
10: فلا وصل إلا أن تقرب بيننا.......قلائص يجذبن المثاني عوج
ويروى: ينفخن المثاني، (القلائص): جمع قلوص وهي الشابة من الإبل، قال الأصمعي: القلوص من الإبل بمنزلة الفتاة من الناس و(المثاني) الحبال الواحدة مثناة و(العوج) نعت للقلائص وهي المعوجة من الضمر والهزال.
11: ومخلفة أنيابها جدلية.......تشد حشاها نسعة ونسيج
ويروى: تضم (حشاها) ويروى: بمخلفة، (المخلفة): التي أتى لها بعد البزول سنة، ولا سن نعد بعد البزول، إنما يقال مخلف عام ومخلف عامين ومخلف ثلاثة أعوام إلى أن يهرم البعير، و(الجدلية): منسوبة إلى جديلة من اليمن، ويروى شدنية، (نسعة): سيور مضفورة على هيئة الحبل فأراد أنها يشد رحلها بنسعة من سيور يريد بذكره النسعة أنها نجيبة إذ كان لا يشد بالنسع إلا النجائب.
و(النسيج) ما نسج منه، ويقال بل أراد غرضة الرحل والجمع غرض، والغرضة من الرحل بمنزلة الحزام من السرج.
12: لها الربذات بالنجاء كأنها.......دعائم أرز بينهن فروج
أراد (بالربذات) القوائم وأصل الربذ الخفة و(النجاء) السرعة يمد ويقصر و(الدعائم) جمع دعامة وهو ما يدعم البيت به من خشب مثل الأساطين شبه قوائمها بالدعائم لطولها.
و(الأرز) شجر بالشأم يوصف بالصلابة وقوله (بينهن فروج) أراد سعة فرجها وهو أشد لتمكنها ويروى على ربذات.
13: إذا هبطت أرضًا عزازًا تحاملت.......مناسم منها راعف وشجيج
(العزاز): الأرض الصلبة، قال الفقعسي الراجز: يروي الدهاس والعزاز فائض، و(المناسم): جمع منسم وهو طرف خف البعير بمنزلة الظفر من الإنسان أراد أن العزاز تدمي مناسمها فهي ترعف شبهه برعاف الإنسان.
يقال رعف يرعف و(الشجيج) مفعول من الشج منقول إلى فعيل، ويروى:
عزازًا وقت بها.......مناسم منها ناصع وشجيج.
وقت حفيت فكأنها تتقي.
14: ومغبرة الآفاق يجري سرابها.......على أكمها قبل الضحى فيموج
(المغبرة): الدوية القفر، و(الآفاق): النواحي وهي الأقطار والأقتار واحدها قتر وأفق وقطر يريد أنها أرض تجدب فالغبار يرتفع فيها لذهاب النبت والندى.
وقال الأصمعي: السراب يكون في الضحى والآل يكون في نصف النهار إلى ما بعده من آخر النهار وهذا البيت يشهد لقوله.
و(الأكم) جمع أكمة يقال أكمة وآكم وأكم وأكمة وإكام ويموج يجيء ويذهب، ويروى:
وداوية قفر يمور سرابها.......بعيد الضحى في أكمها فيموج
15: قطعت إذا الأرطى ارتدى في ظلاله.......جوزائ يرعين الفلاة دموج
أي: قطعت هذه المغبرة الآفاق، و(الأرطى) شجر يدبغ به والظباء والبقر تعتاده تكنس في أصوله.
و(الجوزائ) من البقر التي تجتزئ بالرطب عن الماء والدموج الداخلة في كنسها، ويروى:
إذا الأرطى ارتدى في ظلاله.......جوازئ يسكن الفلاة دموج
16: لعمر ابنة المري ما أنا بالذي.......له أن تنوب النائبات ضجيج
ويروى: (لعمر ابنة الزيدي ما أنا بالذي)، يقول: لست ممن يجزع لنازلة تنزل به، أنا صبور على ريب الدهر.
17: وقد علمت أم الصبيين أنني.......إلى الضيف قوام السنات خروج
يقول: إذا طرقني ضيف وأنا نائم خرجت إليه فأنزلته، وقوله (قوام السنات) أي قوام إذا أخذت السنات غيري فأنامته و(السنات): جمع سنة وهو ما يغشى الإنسان من سمادير النوم.
18: وإني لأغلي اللحم نيئًا وإنني.......لممن يهين اللحم وهو نضيج
قوله (لأغلي اللحم نيئًا) يريد أنه يضرب بالقداح في الجدب لينحر للناس فلا يشتري إلا سمينًا فذلك إغلاؤه به وإهانته النضيج أنه يبذله لمن ورده لا يمنع أحدًا منه، قال الأصمعي: هذا كقولهم بما عز وهان وأنشد:
أهان لها الطعام فلم تضعه.......غداة الروع إذ دعيت نزال
يريد فرسًا آثرها على عياله ونفسه فوجده فيها يوم الروع أي أعطته قوة ونشاطًا بما أعطاها وآثرها وقال الآخر:
إني لأغلاهم للحم قد علموا.......نيئًا وأرخصهم لحمًا إذا نضجا
19: إذا المرضع العوجاء بالليل عزها.......على ثديها ذو ودعتين لهوج
أي: (أغلي اللحم) في هذا الموضع الشديد، و(العوجاء) التي اضطرب خلقها للهزال من الجوع وشدة الجدب فهزلت وانحنت، و(عزها): غلبها وذو ودعتين يريد ولدها و(اللهوج) واللهيج واللاهج المغرى بالرضاع، وإنما لهج به لأنه ليس في ثدي أمه ما يغنيه ولو كان فيه ما يغنيه لم يلهج به.
20: إذا ما ابتغى الأضياف من يبذل القرى.......قرت لي مقلات الشتاء خدوج
يريد ناقة نحرها، و(الخدوج) التي رمت بولدها فهو أصلب لها وأنفس، يقال خدجت تخدج فهي خادج والولد خديج إذا ألقت ولدها قبل تمام أيامه، فإن ألقته وقد تمت أيامه وبعض خلقه ناقص قيل أخدجت فهي مخدج والولد مخدج، والمقلات وجمعها مقاليت هي التي لا يعيش لها ولد، قال الأصمعي: وأصل ذلك من القلت وهو الهلاك، ومنه الحديث: (إن المسافر وماله لعلى قلت إلا ما وقى الله) ومنه قول بشر بن أبي خازم:
تظل مقاليت النساء يطأنه.......يقلن ألا يلقى على المرء مئزر
يصف رجلاً شريفًا وكان أهل الجاهلية يقولون إذا قتل الرجل السيد فخطته المرأة المقلات سبع خطوات عاش ولدها، ويروى:
إذا عدم الأضياف من يضمن القرى.......قرت لي مرباع النتاج خلوج
21: جمالية بالسيف من عظم ساقها.......دم جاسد لم أجله وسحوج
(الجمالية) التي تشبه بخلق الجمل، وقوله (من عظم ساقها) أراد أنه يعرقبها، و(الجاسد): اللازق، و(السحوج): جمع سحج وهو الأثر في الجلد كالخدش، ويروى لم نجله أي لم نكشفه.
22: كأن رحال الميس في كل موقف.......عليها بأجواز الفلاة سروج
(الميس): شجر يتخذ منه الرحال وقوله كل موقف أراد أنهم إذا نحروا حملوا رحل ما نحروا على ما معهم من الإبل، و(الأجواز) الأوساط واحدها جوز، تمت في رواية أبي عكرمة وزاد غيره بيتًا:
23: وما غاض من شيء فإن سماحتي.......ووجهي به أم الصبي بليج
[شرح المفضليات: 335-341]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
34, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir