دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى السابع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 ذو القعدة 1439هـ/4-08-2018م, 09:46 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السادس من كتاب التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حماية النبيّ صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد، وتحذيره من الغلوّ فيه.
النبي صلى الله عليه وسلم أرسله الله عز وجل بالوحي، وقد حمل الرسالة وأدى الأمانة، وبلغ الأمة بما يُصلحها وما يجب أن تكون عليه من أمر التوحيد الخالص لله، وأنه سبب لدخول الجنة والفوز برضا الله،
وقد حذر من الشرك، وبين أنه سبب الهلاك، وحلول العقوبات، بل وبالغ في التحذير من مقدماته المفضية إليه، وقد قال الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم: ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم
حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، فالنبي صلى الله عليه وسلم حريص على هذه الأمة ، فكل خير دلها عليه، وكل شر حذرها منه، فإنه يثقُل عليه كل ما يؤذي المؤمنين.

ومما يبين حرصه صلى الله عليه وسلم على حماية جناب التوحيد، والتحذير من الشرك، قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا عليّ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)،
والشاهد: (ولا تجعلوا قبري عيدا)، فهذا قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقد نهى أن يجعله الناس عيدا بالتردد عليه، والاجتماع عنده، كما يُعاد العيد الأسبوعي أو السنوي، فكل ما تكرر فهو عيد،
وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تجعله عيدا، وهذا النهي كي لا يُقصد القبر، وتُشد إليه الرحال، ويبالغ الناس في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، ويُتخذ واسطة يتوصل بها إلى الله عز وجل،
كما يفعل المبتدعة من الصوفية، وإن كان هذا النهي من النبي صلى الله عليه وسلم لزيارة قبره واتخاذه عيدا، فمن كان أدنى منه فهو في حقه أولى كقبور الصالحين الذين غالى المبتدعة فيهم، وعظموهم،
فوقعوا في غياهب الشرك.

والذي يدعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم صدقا، فإنه يمتثل لأمره، فلا يتخذ قبره عيدا، ويصلي عليه حيث كان، لأن الصلاة معروضة عليه، دون زيارة القبر والحضور عنده.
وبهذا النهي يسد النبي صلى الله عليه وسلم مدخلا إلى الشرك، من تعظيم القبور، وأصحابها.

س2: بيّن خطر تقليد اليهود والنصارى.
اليهود والنصارى جاء التحذير من سلوك سبيلهم في مواضع عدة في القرآن الكريم، كما في سورة الفاتحة في قوله تعالى: ( اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
وقد نقل المفسرون أن المقصود بالضالين هم النصارى الذين حرفوا دين الله وابتدعوا فيه فضلوا، وأن المغضوب عليهم هم اليهود الذين علموا الحق فخالفوه فغضب الله عليهم،
وجاءت نصوص أخرى في القرآن والسنة مُحذرة من اتباعهم.

فقد ذهبوا يحرضون المشركين على قتال المسلمين، ويتقربون إليهم بقولهم أنهم أهدى وأفضل من المسلمين، فأظهروا الإيمان بطواغيت المشركين، فقال الله تعالى عنهم : ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب
يؤمنون بالجبت والطاغوت)، ورغم التحذير منهم ألا أن سُنة الله ماضية في خلقه، فوقع من بعض المسلمين اتباعهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) فهذه الأمة تتبع من كان قبلها
من الأمم، ومن رحمته سبحانه أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، فإن وقع من البعض فلا يقع من المصلحين الصالحين، ولا يعني مُضي سنة الله في عباده ألا يُدعى الناس إلى التوحيد، ويُحذرون من الشرك،
فالقدر يرده القدر، ولن يُصلح آخر الأمة إلا ما صلُح به أولها وهو لزوم التوحيد.

س3: كيف الجمع بين حديث: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ...)) وحديث الباب وفيه ((وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان)) ؟


إن قدر الله الكوني واقع لا محالة فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الشرك واقع في أمته، والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم:
(وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان)، والفئام الجماعات الكثيرة، وهذا من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، فهذا مشاهد الآن في أغلب بلاد الإسلام، فذهب البعض يقدسون القبور ويعظمون أصحابها،
ويتقربون لهم، وغير ذلك من مشاهد البدع والشركيات، ويمكن الجمع بين هذا الحديث ، وبين قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ...)
فالشيطان يدعو إلى الكفر بالله، وعبادة ما سواه، ويشمل ذلك عبادة الأوثان وغيرها، وقد أيس الشيطان من أن يطيعه عباد الله المخلصين المصلين، وقد وصف المؤمنين في الحديث بأخص وصف لهم (المصلين)،
فعلامة الإيمان الصلاة فمن تركها فقد كفر، فمن حقق الصلاة بأركانها وواجباتها فقد أطاع الله ولم يعبد الشيطان، ولا يجتمع نقيضان، فذهب الشيطان يحرش بين المسلمين ويوقع بينهم الشرور
ويأتيهم من باب حب الدين، فوقعوا في البدع من حيث أرادوا الإحسان، إلا عباد الله المخلصين الثابيتن على الحق، لا يضرهم فتنة حتى يلقوا الله.
والله تعالى أعلم.

س4: بيّن معنى السحر، واذكر أنواعه.

السحر في اللغة: عبارة عما خفي ولطفي سببه، وقال المقدسي: السحر عزائم ورقى وعُقد يؤثر في القلوب والأبدان فيُمرض ويقتل.
وأما أنواعه فقد جاء في الحديث وإن كان فيه ضعف: ( إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت)،
وقد قال بعض السلف في تفسير قول الله تعالى: ( يؤمنون بالجبت والطاغوت) أن الجبت هو السحر.
ومن أنواعه:
1.العيافة: وهى زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها.

2.الطرق: وهو الخط يخط بالأرض، أو الذي الحصى الذي يضرب به النساء في الأرض،
ولعل الثاني أقرب لقول لبيد: لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما الله صانع.
وأما الخط بالرمل فهو داخل في أنواع الكهانة، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خط في الأرض كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم: ( خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا،
وخط خطا في الوسط خارجا منه ...) الحديث، وشتان بين خط الأنبياء وخط الكهان والسحرة التي هى ضرب من السحر.
3. نوع من علم النجوم: وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد من زاد) وهو تعلم علم النجوم الذي يكون فيه استدلال
على أحوال الأرض، وهو المعروف بعلم التأثير، بخلاف العلم النافع الذي هو مباح تعلمه وهو علم التسييرالذي من خلاله تعرف الجهات والقبلة ونحو ذلك.
4.النفث في العقد: وقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا وهو لا يصح، ولذا نستدل بقول الله تعالى : ( ومن شر النفاثات في العقد).
5. نوع من البيان: وقد قال صلى الله عليه وسلم : (إن من البيان لسحرا)، وقال البعض أن هذا على سبيل المدح، والبعض قال على سبيل الذم، والأصح أنه كان على سبيل الذم
إذ يكون المرء على الباطل، فيلحن بالحجج والبراهين فيقلب على السامع الباطل حقا، ويموه عليه، كما يعمل السحر من تغيير الحقائق.
والله تعالى أعلم.

س5: ما الفرق بين العرّاف والكاهن؟ وما حكم من سألهما أو صدّقهما؟
الكاهن هو الذي يأخذ من مسترق السمع، وهو الذي يتعاطى أمور غيبية خفية يصل بها إلى المراد وهو أقرب إلى الساحر.
وقد عرف البغوي العراف فقال : هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يُستدل بها على المسروق أو مكان الضالة.
وقال شيخ الإسلام: العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم مما يتكلم في معرفة الأمرو بهذه الطرق.
فالحاصل أن العراف والكاهن قريبان من بعضهما فكلاهما يتكلف معرفة الغيب، سواء بمقدمات تصل له من خلال مسترقي السمع أو مما يُحتال به فيعرف، وكلاهما من أولياء الشياطين،
إذ ادعوا معرفة الغيب وأتوا بأمور تنافي التوحيد.

أما عن حكم من سألهما أو صدقهما، فلا شك أن مرتبة التصديق أشد من مرتبة السؤال، وقد ورد حديثان يظهر من خلالهما الحكم فالحديث الأول: ( من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول
فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى لله عليه وسلم )، فمن أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما قال واعتقد أنه يعلم الغيب ، فقد كفر، لأنه خالف الوحي الذي ورد فيه تفرد المولى تبارك وتعالى بعلم الغيب،
أما الحديث الثاني: (من أتى عرافا فسأله عن شيئ لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) كما رواه مسلم، فقد يأتي المرء الكاهن أو العراف فيسأله وهو في قرارة نفسه لا يصدقه، ولكنه يُجرب، ويخرج من عنده
غير مصدق لما قال، فهذا لا تُقبل منه صلاة أربعين يوما، فإن صدقه واعتقد بعلمه للغيب فقد كفر.

س6: اشرح معنى "التنجيم" وبيّن خطره.
التنجيم كما عرفه شيخ الإسلام: هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية.
وقد عرفه الخطابي بأنه : علم النجوم المنهي عنه ...
فما المنهي عنه من علم النجوم وما المباح؟
فالمنهي عنه هو التنجيم وهو تطلب علم الغيب بالنظر في النجوم، أو اعتقاد أن النجوم لها تأثير على الأحوال الأرضية، فيما يعرف بعلم التأثير.
وأما المباح منه فيما يعرف باسم علم التسيير وهو الاهتداء بالنجوم في الطريق أو معرفة الجهات والقبلة.
فأما خطر التنجيم : فإن المنجم كالكاهن يدعي علم الغيب،وقد عُلم شرعا وعقلا أنه لا يعلم الغيب إلا الله وحده، وأمرُ ذلك المنجم إن صدق فإنه يصدق في كلمة، ويكذب في مائة، وصدقُه هذا
ليس صدق عن علم بل قد يوافق قدرا.
وقد وردت أحاديث محذرة لمن اشتغل بذلك النوع المحرم، كقوله صلى الله عليه وسلم: ( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زادا ما زاد).
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مما أخاف على أمتي : التصديق بالنجوم...) الحديث.
وورد حديث في الوعيد لمن اشتغل بالسحر والتنجيم فذكر صلى الله عليه وسلم أن ثلاثة لا يدخلون الجنة، وذكر منهم المصدق بالسحر، والمقصود بالمصدق بالسحر الذي يعتقد تأثيره ونفعه،
ولما كان التنجيم كالسحر فصار حكمه مثل حكمه.

س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تبيّن فيها خطر كفر النعمة.

الحمد لله الذي له الملك، خلق العباد ورزقهم وهو المنان قبل السؤال، فله الحمد حمدا مباركا طيبا، وأعظم ما امتن به الله عز وجل على خلقه نعمة الهداية،
والوحي الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم،فله الحمد.
ونعم الله تعالى لا يحصيها إلا هو سبحانه كما قال تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، وقال تعالى متفضلا على خلقه جميعا: ( هو الذي جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون)،
فكم من غارق في نعم الله لا يؤدي شكرها.
ومن شكر نعمة الله أن يعترف الإنسان بفضل الله عليه، وأن ينسب النعم صغيرها وكبيرها إلى الله وحده بل إن نعم الله في الحقيقة كلها كبيرة عظيمة، فمن ذا الذي يستشعر فقره وضعفه وحاجته،
أمام غنى ربه وقوته ونعمه.وقد وعد عباده وعدا أن من شكره على نعمه حفظها عليه بل وزاده، ومن كفر وجحد فهو متوعد بالعذاب، كما قال تعالى: ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
فمن شكر زاده الله، وبمفهوم المخالفة فإن من كفر وجحد النعمة سُلبت منه.
ومن مظاهر كفر النعمة ليس فقط عدم شكر المنعم عليها، بل نسبتها لغيره، وهذا من سوء الأدب مع الله، ولو كانت النسبة بلسانه فقط، دون اعتقاد قلبه، والأصل أن يجتنب الإنسان العبارات الموهمة،
ومثال ذلك قول البعض: (مُطرنا بنوء كذا)، فإن الفاعل على الحقيقة ومسبب الأسباب هو الله وحده، لا الأنواء ولا غيرها، ومن قابل نعم الله بالتكذيب،
فإنه يصدق عليه قوله تعالى: (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون)،فيكون شكر الله على النعم التكذيب والبهتان.

ومن الأدب في الدعاء الثناء على الله بنعمه، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أبوء بنعمتك علي)، فأين يذهب الجاحدون الكافرون بنعمته، فالنعم تُسلب، ويُحرم العبد التوفيق في الدنيا،
وفي الآخرة العذاب الشديد.فالزم عبد الله حمده وشكره بقلبك ولسانك، معترفا بنعمه، متسمكا بتوحيده، محققا له قولا وعملا، وأبشر بالخير في الدنيا والآخرة.

الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ذو القعدة 1439هـ/5-08-2018م, 02:12 AM
أحمد إبراهيم الدبابي أحمد إبراهيم الدبابي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 322
افتراضي

حكمه :تغيير من قبل الشرك الأصغر إن كان لها تأثير في تغيير مسارك أو نيتك تفاؤلاً أو تشاؤماً

لقد ذكرت حكم ذلك بأن تغيير المرء لافعاله حال الطيرة وتغيير الفعل ونيته ومساره تشاؤما أو تفاؤلا هومن قبيل الشرك الأصغر.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 ذو القعدة 1439هـ/11-08-2018م, 04:10 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد إبراهيم الدبابي مشاهدة المشاركة
حكمه :تغيير من قبل الشرك الأصغر إن كان لها تأثير في تغيير مسارك أو نيتك تفاؤلاً أو تشاؤماً

لقد ذكرت حكم ذلك بأن تغيير المرء لافعاله حال الطيرة وتغيير الفعل ونيته ومساره تشاؤما أو تفاؤلا هومن قبيل الشرك الأصغر.
راجع إجابتك فليس فيها الشرك الأصغر.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ذو الحجة 1439هـ/12-08-2018م, 04:37 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم السادس من كتاب التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن حماية النبيّ صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد، وتحذيره من الغلوّ فيه.
النبي صلى الله عليه وسلم أرسله الله عز وجل بالوحي، وقد حمل الرسالة وأدى الأمانة، وبلغ الأمة بما يُصلحها وما يجب أن تكون عليه من أمر التوحيد الخالص لله، وأنه سبب لدخول الجنة والفوز برضا الله،
وقد حذر من الشرك، وبين أنه سبب الهلاك، وحلول العقوبات، بل وبالغ في التحذير من مقدماته المفضية إليه، وقد قال الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم: ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم
حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، فالنبي صلى الله عليه وسلم حريص على هذه الأمة ، فكل خير دلها عليه، وكل شر حذرها منه، فإنه يثقُل عليه كل ما يؤذي المؤمنين.

ومما يبين حرصه صلى الله عليه وسلم على حماية جناب التوحيد، والتحذير من الشرك، قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا عليّ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)،
والشاهد: (ولا تجعلوا قبري عيدا)، فهذا قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقد نهى أن يجعله الناس عيدا بالتردد عليه، والاجتماع عنده، كما يُعاد العيد الأسبوعي أو السنوي، فكل ما تكرر فهو عيد،
وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تجعله عيدا، وهذا النهي كي لا يُقصد القبر، وتُشد إليه الرحال، ويبالغ الناس في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، ويُتخذ واسطة يتوصل بها إلى الله عز وجل،
كما يفعل المبتدعة من الصوفية، وإن كان هذا النهي من النبي صلى الله عليه وسلم لزيارة قبره واتخاذه عيدا، فمن كان أدنى منه فهو في حقه أولى كقبور الصالحين الذين غالى المبتدعة فيهم، وعظموهم،
فوقعوا في غياهب الشرك.

والذي يدعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم صدقا، فإنه يمتثل لأمره، فلا يتخذ قبره عيدا، ويصلي عليه حيث كان، لأن الصلاة معروضة عليه، دون زيارة القبر والحضور عنده.
وبهذا النهي يسد النبي صلى الله عليه وسلم مدخلا إلى الشرك، من تعظيم القبور، وأصحابها.

س2: بيّن خطر تقليد اليهود والنصارى.
اليهود والنصارى جاء التحذير من سلوك سبيلهم في مواضع عدة في القرآن الكريم، كما في سورة الفاتحة في قوله تعالى: ( اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
وقد نقل المفسرون أن المقصود بالضالين هم النصارى الذين حرفوا دين الله وابتدعوا فيه فضلوا، وأن المغضوب عليهم هم اليهود الذين علموا الحق فخالفوه فغضب الله عليهم،
وجاءت نصوص أخرى في القرآن والسنة مُحذرة من اتباعهم.

فقد ذهبوا يحرضون المشركين على قتال المسلمين، ويتقربون إليهم بقولهم أنهم أهدى وأفضل من المسلمين، فأظهروا الإيمان بطواغيت المشركين، فقال الله تعالى عنهم : ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب
يؤمنون بالجبت والطاغوت)، ورغم التحذير منهم ألا أن سُنة الله ماضية في خلقه، فوقع من بعض المسلمين اتباعهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) فهذه الأمة تتبع من كان قبلها
من الأمم، ومن رحمته سبحانه أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، فإن وقع من البعض فلا يقع من المصلحين الصالحين، ولا يعني مُضي سنة الله في عباده ألا يُدعى الناس إلى التوحيد، ويُحذرون من الشرك،
فالقدر يرده القدر، ولن يُصلح آخر الأمة إلا ما صلُح به أولها وهو لزوم التوحيد.

س3: كيف الجمع بين حديث: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ...)) وحديث الباب وفيه ((وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان)) ؟


إن قدر الله الكوني واقع لا محالة فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الشرك واقع في أمته، والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم:
(وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان)، والفئام الجماعات الكثيرة، وهذا من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، فهذا مشاهد الآن في أغلب بلاد الإسلام، فذهب البعض يقدسون القبور ويعظمون أصحابها،
ويتقربون لهم، وغير ذلك من مشاهد البدع والشركيات، ويمكن الجمع بين هذا الحديث ، وبين قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ...)
فالشيطان يدعو إلى الكفر بالله، وعبادة ما سواه، ويشمل ذلك عبادة الأوثان وغيرها، وقد أيس الشيطان من أن يطيعه عباد الله المخلصين المصلين، وقد وصف المؤمنين في الحديث بأخص وصف لهم (المصلين)،
فعلامة الإيمان الصلاة فمن تركها فقد كفر، فمن حقق الصلاة بأركانها وواجباتها فقد أطاع الله ولم يعبد الشيطان، ولا يجتمع نقيضان، فذهب الشيطان يحرش بين المسلمين ويوقع بينهم الشرور
ويأتيهم من باب حب الدين، فوقعوا في البدع من حيث أرادوا الإحسان، إلا عباد الله المخلصين الثابيتن على الحق، لا يضرهم فتنة حتى يلقوا الله.
والله تعالى أعلم.

س4: بيّن معنى السحر، واذكر أنواعه.

السحر في اللغة: عبارة عما خفي ولطفي سببه، وقال المقدسي: السحر عزائم ورقى وعُقد يؤثر في القلوب والأبدان فيُمرض ويقتل.
وأما أنواعه فقد جاء في الحديث وإن كان فيه ضعف: ( إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت)،
وقد قال بعض السلف في تفسير قول الله تعالى: ( يؤمنون بالجبت والطاغوت) أن الجبت هو السحر.
ومن أنواعه:
1.العيافة: وهى زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها.

2.الطرق: وهو الخط يخط بالأرض، أو الذي الحصى الذي يضرب به النساء في الأرض،
ولعل الثاني أقرب لقول لبيد: لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما الله صانع.
وأما الخط بالرمل فهو داخل في أنواع الكهانة، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خط في الأرض كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم: ( خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا،
وخط خطا في الوسط خارجا منه ...) الحديث، وشتان بين خط الأنبياء وخط الكهان والسحرة التي هى ضرب من السحر.
3. نوع من علم النجوم: وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد من زاد) وهو تعلم علم النجوم الذي يكون فيه استدلال
على أحوال الأرض، وهو المعروف بعلم التأثير، بخلاف العلم النافع الذي هو مباح تعلمه وهو علم التسييرالذي من خلاله تعرف الجهات والقبلة ونحو ذلك.
4.النفث في العقد: وقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا وهو لا يصح، ولذا نستدل بقول الله تعالى : ( ومن شر النفاثات في العقد).
5. نوع من البيان: وقد قال صلى الله عليه وسلم : (إن من البيان لسحرا)، وقال البعض أن هذا على سبيل المدح، والبعض قال على سبيل الذم، والأصح أنه كان على سبيل الذم
إذ يكون المرء على الباطل، فيلحن بالحجج والبراهين فيقلب على السامع الباطل حقا، ويموه عليه، كما يعمل السحر من تغيير الحقائق.
والله تعالى أعلم. [ونبين ما يكون شركا أكبر، وماا يكون فسقا]

س5: ما الفرق بين العرّاف والكاهن؟ وما حكم من سألهما أو صدّقهما؟
الكاهن هو الذي يأخذ من مسترق السمع، وهو الذي يتعاطى أمور غيبية خفية يصل بها إلى المراد وهو أقرب إلى الساحر.
وقد عرف البغوي العراف فقال : هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يُستدل بها على المسروق أو مكان الضالة.
وقال شيخ الإسلام: العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم مما يتكلم في معرفة الأمرو بهذه الطرق.
فالحاصل أن العراف والكاهن قريبان من بعضهما فكلاهما يتكلف معرفة الغيب، سواء بمقدمات تصل له من خلال مسترقي السمع أو مما يُحتال به فيعرف، وكلاهما من أولياء الشياطين،
إذ ادعوا معرفة الغيب وأتوا بأمور تنافي التوحيد.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
[خلاصة ما ذذكرتِ أن هناك من يرى أن العراف والكاهن بمعنى واحد وهو الذي يخبر عن الغيبيات في المستقبل، ومنهم من يرى العراف أعم كما قال شيخ الإسلام: (العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال، ونحوهم ممّن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق)، وقيل: العراف من يخبر عن الضمير، والكاهن من يدعي معرفة أمور مستقبلية]

أما عن حكم من سألهما أو صدقهما، فلا شك أن مرتبة التصديق أشد من مرتبة السؤال، وقد ورد حديثان يظهر من خلالهما الحكم فالحديث الأول: ( من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول
فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى لله عليه وسلم )، فمن أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما قال واعتقد أنه يعلم الغيب ، فقد كفر، لأنه خالف الوحي الذي ورد فيه تفرد المولى تبارك وتعالى بعلم الغيب، [ هل هو كفر أكبر أو أصغر أو يُتوقف فيه؟]
أما الحديث الثاني: (من أتى عرافا فسأله عن شيئ لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) كما رواه مسلم، فقد يأتي المرء الكاهن أو العراف فيسأله وهو في قرارة نفسه لا يصدقه، ولكنه يُجرب، ويخرج من عنده
غير مصدق لما قال، فهذا لا تُقبل منه صلاة أربعين يوما، فإن صدقه واعتقد بعلمه للغيب فقد كفر.

س6: اشرح معنى "التنجيم" وبيّن خطره.
التنجيم كما عرفه شيخ الإسلام: هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية.
وقد عرفه الخطابي بأنه : علم النجوم المنهي عنه ...
فما المنهي عنه من علم النجوم وما المباح؟
فالمنهي عنه هو التنجيم وهو تطلب علم الغيب بالنظر في النجوم، أو اعتقاد أن النجوم لها تأثير على الأحوال الأرضية، فيما يعرف بعلم التأثير.
وأما المباح منه فيما يعرف باسم علم التسيير وهو الاهتداء بالنجوم في الطريق أو معرفة الجهات والقبلة.
فأما خطر التنجيم : فإن المنجم كالكاهن يدعي علم الغيب،وقد عُلم شرعا وعقلا أنه لا يعلم الغيب إلا الله وحده، وأمرُ ذلك المنجم إن صدق فإنه يصدق في كلمة، ويكذب في مائة، وصدقُه هذا
ليس صدق عن علم بل قد يوافق قدرا.
وقد وردت أحاديث محذرة لمن اشتغل بذلك النوع المحرم، كقوله صلى الله عليه وسلم: ( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زادا ما زاد).
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مما أخاف على أمتي : التصديق بالنجوم...) الحديث.
وورد حديث في الوعيد لمن اشتغل بالسحر والتنجيم فذكر صلى الله عليه وسلم أن ثلاثة لا يدخلون الجنة، وذكر منهم المصدق بالسحر، والمقصود بالمصدق بالسحر الذي يعتقد تأثيره ونفعه،
ولما كان التنجيم كالسحر فصار حكمه مثل حكمه.

س7: اكتب رسالة من سبعة أسطر تبيّن فيها خطر كفر النعمة.

الحمد لله الذي له الملك، خلق العباد ورزقهم وهو المنان قبل السؤال، فله الحمد حمدا مباركا طيبا، وأعظم ما امتن به الله عز وجل على خلقه نعمة الهداية،
والوحي الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم،فله الحمد.
ونعم الله تعالى لا يحصيها إلا هو سبحانه كما قال تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، وقال تعالى متفضلا على خلقه جميعا: ( هو الذي جعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون)،
فكم من غارق في نعم الله لا يؤدي شكرها.
ومن شكر نعمة الله أن يعترف الإنسان بفضل الله عليه، وأن ينسب النعم صغيرها وكبيرها إلى الله وحده بل إن نعم الله في الحقيقة كلها كبيرة عظيمة، فمن ذا الذي يستشعر فقره وضعفه وحاجته،
أمام غنى ربه وقوته ونعمه.وقد وعد عباده وعدا أن من شكره على نعمه حفظها عليه بل وزاده، ومن كفر وجحد فهو متوعد بالعذاب، كما قال تعالى: ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
فمن شكر زاده الله، وبمفهوم المخالفة فإن من كفر وجحد النعمة سُلبت منه.
ومن مظاهر كفر النعمة ليس فقط عدم شكر المنعم عليها، بل نسبتها لغيره، وهذا من سوء الأدب مع الله، ولو كانت النسبة بلسانه فقط، دون اعتقاد قلبه، والأصل أن يجتنب الإنسان العبارات الموهمة،
ومثال ذلك قول البعض: (مُطرنا بنوء كذا)، فإن الفاعل على الحقيقة ومسبب الأسباب هو الله وحده، لا الأنواء ولا غيرها، ومن قابل نعم الله بالتكذيب،
فإنه يصدق عليه قوله تعالى: (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون)،فيكون شكر الله على النعم التكذيب والبهتان.

ومن الأدب في الدعاء الثناء على الله بنعمه، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أبوء بنعمتك علي)، فأين يذهب الجاحدون الكافرون بنعمته، فالنعم تُسلب، ويُحرم العبد التوفيق في الدنيا،
وفي الآخرة العذاب الشديد.فالزم عبد الله حمده وشكره بقلبك ولسانك، معترفا بنعمه، متسمكا بتوحيده، محققا له قولا وعملا، وأبشر بالخير في الدنيا والآخرة.

الحمد لله رب العالمين



التقدير: (ب+).
تم خصم نصف درجة لتأخر أداء الواجب.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir