دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > لامية العرب

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 12 محرم 1430هـ/8-01-2009م, 12:14 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي أعجب العجب لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


ويومٍ مِن الشِّعْرَى يَذوبُ لُوَابُهُ = أَفاعيهِ في رَمضائِه تَتَمَلْمَلُ

الشِّعْرَى الكوكبُ الذي يَطْلُعُ بعدَ الجوزاءِ، وطُلوعُه في شِدَّةِ الْحَرِّ، وذابَ الشيءُ نَقيضُ جَمُدَ، ولُوابُه ولُعابُه واحدٌ، ولُوابُه هنا ما تَراهُ مِن شِدَّةِ الْحَرِّ مثلَ نسْجِ العَنكبوتِ، والأَفاعِي جَمْعُ أَفْعَى وهي الْحَيَّةُ، والرَّمْضُ شِدَّةُ وقْعِ الشمسِ على الرمْلِ وغيرِه، والأرضُ رَمضاءُ, أيْ أصابَها الرمْضُ، والتَّمَلْمُلُ التحرُّكُ على الفِراشِ إذا لم تَستَقِرَّ عليه مِن الوَجَعِ، كأنه على مَلَّةٍ, والْمَلَّةُ الرمادُ الحارُّ، قالَ الشاعرُ:

أَبَاتَكَ اللهُ في أبياتِ مُعْتَتِرٍ = عن الْمَكارِمِ لا عَفٌّ ولا قَارِي
صَلْدُ النَّدَى زاهدٌ في كُلِّ مَكْرُمَةٍ = كأنما ضَيْفُهُ في مَلَّةِ النارِ
الْمُعْتَتِرُ الذي يَتَنَحَّى يَنْزِلُ ناحيةً هرَبًا مِن القِرَى، وقولُه: ولا قارِي، أيْ: لا يَقْرِي الضيْفَ.
والواوُ في و"يومٍ" واوُ "رُبَّ"، وقد ذُكِرَ مِثلُه، و"مِن" لبيانِ الجنْسِ, والتقديرُ: ويومٍ مِن الأيامِ التي تَطْلَعُ فيها الشِّعْرَى، و"مِن الشِّعْرَى" صفةُ يومٍ، و"يَذوبُ" نَعْتٌ لـ"يومٍ" أيضاً، أيْ: ذائبٌ لُوابُه، وأَفاعيهِ مُبتدأٌ و"تَتملمَلُ" خَبَرُه, وفي رَمضائِه مُتعلِّقٌ بـ"تَتملمَلُ".

نَصَبْتُ له وَجْهِي ولا كِنَّ دُونَه = ولا سِتْرَ إلا الأَتْحَمِيُّ الْمُرَعْبَلُ

النصْبُ الإقامةُ. تَقولُ: نَصبتُ وَجْهِي للحَرِّ أَقَمْتُهُ، والكِنُّ السِّتْرُ، والجمْعُ أَكنانٌ، قالَ عَزَّ مِن قائلٍ: {وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً} قالَ الكِسائيُّ كَنَنْتُ الشيءَ سَترتُه وصُنْتُه مِن الشمسِ، والأَتْحَمِيُّ ضَرْبٌ مِن البُرودِ, قالَ قائلُهم:
وعليه أَتْحَمِيٌّ نَسْجُه مِن نَسْجِ هَوْرَمْ
غزَلَتْهُ أمُّ خَلْمِي كلَّ يومٍ وزنَ دِرْهَمْ
والْخِلْمُ بكسْرِ الخاءِ وسكونِ اللامِ الصدِيقُ.
والْمُرَعْبَلُ الممَزَّقُ، يُقالُ: ثَوبٌ مُرَعْبَلٌ, أيْ مُمَزَّقٌ.
"نَصَبْتُ" هو العاملُ في "يومٍ"، الذي هو أوَّلُ البيتِ الْمُتَقَدِّمِ، ويُسَمَّى جَوابَ رُبَّ، ويَجوزُ أنْ يكونَ نَعْتاً لهذا أيْ: ويومٍ مَنصوبٍ له وَجْهِي، وهذا أظهَرُ الوجهينِ؛ لأنَّ "نَصبتُ" قد استَوْفَى مفعولَه، فلا يَتعدَّى غيرَه، وكذلك لو قُلتَ: لَقيتُ اليومَ زَيْداً، لم يكنِ اليومُ مَفعولاً لـ "لَقِيتُ". ويُؤَيِّدُه عَوْدُ الهاءِ في "له" إليه، وهذا شأنُ الصفةِ، فعلى هذا يكونُ العاملُ في "رُبَّ" فِعْلاً تقديرُه: لابَسْتُ يوماً شديدَ الْحَرِّ، والهاءُ في "له" لليومِ، ولا كِنَّ, "كِنَّ" مَبنيَّةٌ مع "لا"، لتَضَمُّنِها معنى "مِن" الْمُقَدَّرَةِ بعدَ "لا"، و"دونَه" في مَوْضِعِ رفْعٍ، أيْ لا كِنَّ استَقَرَّ دُونَه، وهو خبرُ "لا", وموضِعُ هذا المجموعِ حالٌ مِن "وَجْهِي"، أيْ: نَصبتُ له وجهي بارزاً أو مَكشوفاً، و"لا سِتْرَ" معطوفٌ على "لا كِنَّ"، والخبرُ محذوفٌ دَلَّ عليه خبرُ "لا" الأُولَى، والأَتْحَمِيُّ مرفوعٌ بدَلٌ مِن مَوْضِعِ لا واسْمِها؛ لأنَّ موْضِعَهما رفْعٌ على أنه مُبتدأٌ, وهو مِثلُ قولِنا: لا إلهَ إلاَّ اللهُ، كأنه قالَ: اللهُ الإلهُ.

وضافٍ إذا هَبَّتْ له الريحُ طَيَّرَتْ = لَبائدَ عن أَعطافِه ما تُرَجَّلُ

الضَّفْوُ السُّبوغُ، وثوبٌ ضافٍ, وشَعْرٌ ضافٍ، أيْ سابغٌ، قالَ الشاعرُ:
ليالِيَ لا أُطاوِعُ مَن نَهَانِي ويَضْفُو تحت كَعْبَيَّ الإزارُ
واللبائدُ: جَمْعُ لَبيدةٍ، وهي الشعْرُ المتراكِبُ بينَ كَتِفَيْهِ، والأعطافُ جَمْعُ عِطْفٍ، وعِطْفَا الرجُلِ جانِباهُ مِن لَدُنْ رأسِه إلى وَرِكَيْهِ، وعِطفَا كُلِّ شيءٍ جَانِباهُ، وتَرَجَّلُ تُسَرَّحُ.
والمعنى أَنِّي لا يَسترُ وجْهِي إلا الثوبُ الْمُمَزَّقُ وشعْرُ رأسي؛ لأنه سابغٌ, وإذا هبَّتْ الريحُ لا تُفَرِّقُه، لأنه ليس بِمُسَرَّحٍ، بل قد تَلَبَّدَ واتَّسَخَ، لأني في قَفْرٍ مِن الأرضِ، ولا أَعْبَأُ بدَهْنِه ولا تَرجيلِه.
وضافٍ معطوفٌ على الأَتْحَمِيِّ، وهو صفةٌ لمحذوفٍ، أيْ: وشعْرٍ سابغٍ، و"إذا" ظَرْفٌ لـ"طَيَّرَتْ"، و"هَبَّتْ" في مَوْضِعِ جَرٍّ بإضافةِ "إذا" إليه، أيْ تُطَيِّرُه الريحُ وقتَ هُبُوبِها، ولبائدُ لا يَنصرِفُ, وقد تَقَدَّمَ الكلامُ على نَظائرِه، وعن أَعطافِه متَعَلِّقٌ بـ "طَيَّرَتْ"، ويَجوزُ أنْ يكونَ صفةً للبائدَ، و"تُرَجَّلُ" نعْتٌ لـ "لبائدَ".

بَعِيدٌ بِمَسِّ الدُّهْنِ والفَلْيِ عَهْدُهُ = له عَبَسٌ عافٍ مِن الغِسْلِ مُحْوِلُ

العَبَسُ: ما يَتعلَّقُ بأذنابِ الإبِلِ مِن أبوالِها وأبعارِها فيَجِفُّ عليها، وعَبَسَ الوَسَخُ في يَدِ فُلانٍ, أيْ يَبِسَ، والمعنى أنه لبُعْدِ هذه بهذه الأشياءِ، اجْتَمَعَ في رأسِه الوَسَخُ حتى صارَ كأنه مِثلُ العَبَسِ الذي في أَذنابِ الإبلِ، وعافٍ كثيرٌ، أيْ: عَبَسُه كثيرٌ، والغِسْلُ ما يُغسَلُ به الرأسُ مِن خَطْمِيٍّ وغيرِه, وأَنْشَدَ:

فيَا لَيْلَ إنَّ الغِسْلَ ما دُمتُ آيِمًا = عَلَيَّ حرامٌ لا يَمَسَّنِيَ الغِسْلُ

والْمُحْوِلُ الذي أَتَى عليه حَوْلٌ، قالَ الكُمَيْتُ:

أَأَبْكَاكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ = وما أَنْتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ

وقالَ آخَرُ:

مِن القاصِراتِ الطرْفِ لو دَبَّ مُحْوِلٌ = مِن الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها لأَثَّرَا

الإِتْبُ القميصُ الصغيرُ الذي لا يَكونُ ثَخينًا.
والمعنى أنَّ شعْرَه منذُ حَوْلٍ لم يُغسَلْ ولم يَتعَهَّدْهُ بشيءٍ مما ذَكَرَه.
"بعيدٌ" صفةُ ضافٍ، وعهْدُه مرفوعٌ بـ "بعيدٌ"، لأنه اسمُ فاعلٍ، أيْ بَعُدَ عهْدُه، ويَجوزُ أنْ يكونَ عهْدُه مُبتدأً, وبعيدٌ خبرَه، كما تَقولُ: قائمٌ زيدٌ، وبِمَسِّ الدُّهْنِ يَتعلَّقُ بـ "بعيدٌ"، على القوْلَيْنِ جميعاً, وعلى القولِ بأنه مُبتدأٌ وخبرٌ، يكونُ نَعْتاً لـ "ضافٍ" أيضاً, وعَبَسٌ مُبتدأٌ, وعافٍ نَعْتٌ له, وله خبرُه، والجملةُ نعتٌ لـ "ضافٍ"، أيْ مُعْبِسٌ، ومُحْوِلٌ كذلك أيضاً، ومِن الغِسْلِ يَجوزُ أنْ يكونَ نَعتاً لـ "مُحْوِلُ" قُدِّمَ فصارَ حالاً، ويَجوزُ أنْ يكونَ بمعنى بَدَلٍ، ويكونُ التقديرُ: له عَبَسٌ كثيرٌ بَدَلٌ مِن الغِسْلِ، فيكونُ على هذا صفةً لـ"عافٍ"، ويَجوزُ أنْ يَتعلَّقَ بـ"عافٍ"، أيْ: كَثُرَ مِن عدَمِ الغِسْلِ.

وخَرْقٍ كظَهْرِ التُّرْسِ قَفْرٍ قَطَعْتُهُ = بعامِلَتَيْنِ ظَهْرُه ليس يُعْمَلُ

الْخَرْقُ الأرضُ الواسعةُ تتَخَرَّقُ فيها الرياحُ، وجَمْعُها خُروقٌ، قالَ الْهُذَلِيُّ:
وإنهما لَجَوَّابَا خُرُوقٍ
وكظَهْرِ التُّرْسِ، يُريدُ أنها مُستويةٌ، و"قَفْرٍ" ليس بها أحَدٌ.
والعامِلتانِ رِجلاهُ, وظَهْرُه إشارةٌ إلى الْخَرْقِ، أيْ: ليسَ مما تَعْمَلُ فيها الركابُ، ورُوِيَ ظَهْرُها. وهو إشارةٌ إلى الْخَرْقِ أيضًا.
و"خَرْقٍ" مجرورٌ بـ "رُبَّ"، وكظَهْرِ التُّرْسِ صفةٌ لـ "خَرْقٍ"، و"قَفْرٍ قَطعتُه" صِفتانِ لـ"خَرْقٍ" أيضاً، والواوُ واوُ رُبَّ، وتَتعلَّقُ بمحذوفٍ، أيْ قَصدْتُ خَرْقاً مِن الأرضِ، ويَجوزُ أنْ يكونَ "قَطعتُه" هو العاملُ في "رُبَّ"، فلا يكونُ صِفةً، الباءُ في بـ "عَامِلَتَيْنِ" تَتعلَّقُ بـ"قَطَعْتُ"، وظَهْرُه مُبتدأٌ، وليس وما عَمِلَتْ فيه خبرُه، واسمُ ليس مُستَتِرٌ فيها، و"يَعمَلُ" خبرُها، والمبتدأُ وخبرُه صفةٌ لِـ "خِرْقٍ"، أيْ: غيرُ مُعْمَلٍ فيها الرِّكابُ.

وأَلْحَقْتُ أُولاهُ بأُخْرَاهُ مُوفِياً = على قُنَّةٍ أَقْعِي مِراراً وأَمْثُلُ

أَلْحَقْتُ أُولاهُ بأُخراهُ، يَعنِي: جَمَعْتُ بينَهما بسَيْرِي فيه، والضميرُ في "أُولاَهُ وأُخراهُ" عائدٌ إلى الْخَرْقِ، ولسُرْعَتِي لَحِقَ أوَّلُها بآخِرِها، و"مُوفِياً" مُشْرِفاً عليها، أيْ كَمَلَ سَيْرُها، والقُنَّةُ بالضمِّ أَعْلَى الجبَلِ، مِثلُ القُلَّةِ, قالَ الشاعرُ:

أَمَا ودِماءٍ مائراتٍ تَخالُها = على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَما
وما سَبَّحَ الرُّهبانُ في كلِّ بِيعةٍ = أَبِيلَ الأَبِيلَيْنِ المسيحَ ابنَ مَرْيَمَا
لقدْ ذاقَ مِنَّا عامِرٌ يومَ لَعْلَعٍ = حُساماً إذا ما هُزَّ بالكَفِّ صَمَّمَا
والإقعاءُ عندَ أهْلِ اللغةِ أنْ يُلْصِقَ الرجُلُ ألْيَتَيْهِ بالأرضِ ويَنْصِبَ ساقَيْهِ، ويَتسانَدَ إلى ظهْرِه، و"أَمْثُلُ" أي أَنْتَصِبُ قائماً.
الباءُ في أُخراهُ مُتَعَلِّقَةٌ بـ "أَلْحَقْتُ"، و"مُوفِياً" حالٌ مِن الضميرِ في "أَلْحَقْتُ"، و"على قُنَّةٍ" يَتعلَّقُ بـ "أُقْعِي"، و"أُقْعِي" حالٌ مِن الضميرِ في "مُوفِياً" أو في "أَلْحَقْتُ"، ويكونُ على هذا حالاً مُقَدَّرَةً. و"مِراراً" يَجوزُ أنْ يَنتصِبَ على الْمَصْدَرِ، أيْ أَمُرُّ مِراراً، ويَجوزُ أنْ يَنتصِبَ على الظرْفِ، أيْ أُقْعِي أَحياناً، و"أَمْثُلُ" مَعطوفٌ على "أُقْعِي"، و"مِراراً" مُقَدَّرَةٌ هنا ودَلَّ عليها "مِراراً" الأُولَى.

تَرُودُ الأَرَاوِي الصُّحْمُ حَوْلِي كَأَنَّهَا = عَذَارَى علَيْهِنَّ الْمُلاَءُ الْمُذَيَّلُ

تَرُودُ: تَذهبُ وتَجيءُ، والأَرَاوِي واحِدُها أَرْوِيَّةٌ، وهي الأُنْثَى مِن الوُعولِ، والصُّحْمُ جَمْعُ أَصْحَمَ وصَحماءَ، وهي الوُعولُ السُّودُ التي يَضْرِبُ لونُها إلى صُفرةٍ، والعَذارَى جمْعُ عَذراءَ وهي البِكْرُ، والْمُلاءُ ضَرْبٌ مِن الثيابِ، والْمُذَيَّلُ الطويلُ الذَّيْلِ.
والمعنى أنَّ الأَرَاوِيَ تَذهبُ وتَجيءُ حَوْلِي كالْعَذَارَى، أيْ قد أَنِسَتْ بي لكثرةِ مُخَالَطَتِي لها، فما تَنْفِرُ مِنِّي, كما أنَّ العَذَارَى كذلك.
تَرُودُ حالٌ مِن الضميرِ في "أُقْعِي"، أيْ "أُقْعِي" رائدةً لِي الأَرَاوِي، و"عَذَارَى" خبرُ "كأنَّ", والْمُلاءُ مُبتدأٌ، والْمُذَيَّلُ صِفَتُه, و"علَيْهِنَّ" خبرُ المبتدأِ, والمبتدأُ وخبرُه صِفةُ "عَذَارَى" تَقديرُه: لابِساتٌ.

ويَرْكُدْنَ بالآصالِ حَوْلِي كَأَنَّنِي = مِن العُصْمِ أَدْفَى يَنْتَحِي الكِيحَ أَعْقَلُ

يَرْكُدْنَ يَثْبُتْنَ، وكلُّ ثابتٍ في مَكانٍ فهو راكِدٌ، والآصالُ جَمْعُ أَصيلٍ، وهو الوقتُ مِن العَصْرِ إلى الْمَغْرِبِ، قالَ الشاعرُ:

لعَمْرِي لأَنْتَ البيتُ أُكْرِمَ أهْلُه = وأَقْعُدُ في أفيائِه بالأَصَائِلِ

والعُصْمُ جَمْعُ أعْصَمَ مِن الوُعولِ، وهو الذي في ذِراعَيْهِ بَياضٌ، وقيلَ: الذي بإِحْدَى يَدَيْهِ بَياضٌ، والأَدْفَى مِن الوُعولِ الذي طالَ قَرْنُه جِدًّا وذهَبَ قِبَلَ أُذُنَيْهِ، و"يَنتحِي" يَعتمِدُ ويَقْصِدُ، والكِيحُ عرْضُ الجبَلِ وسَنَدُه، والأعقَلُ الْمُمْتَنِعُ في الجبَلِ العالِي.
والمعنى أنَّ الأرَاوِيَ لا تُنْكِرُنِي كأَنَّنِي واحدٌ منها.
يَرْكُدْنَ معطوفٌ على "تَرودُ"، والنونُ ضميرُ الأراوي، و"بالآصالِ" ظرْفٌ لـ "يَرْكُدْنَ"، وهو ظرْفُ زَمانٍ، و"حَوْلِي" ظرْفُ مكانٍ لـ "يَرْكُدْنَ" أيضاً، و"كأنني" حالٌ مِن الياءِ في "حَوْلِي"، والحالُ مِن الْمُضافِ إليه ضعيفٌ مِن جهةِ أنَّ العامِلَ في الحالِ هو العاملُ في صاحبِ الحالِ، ولا يَعملُ المضافُ, لكنْ أمْكَنَ ههنا أنْ يُقالَ: حَوْلِي ظرْفٌ, والحالُ يَعملُ فيها رَوائحُ الأفعالِ، فبطريقِ الأَوْلَى أنْ يَعملَ فيها الظرْفُ، ويُمكِنُ أنْ يُقالَ: حَوْلاً في الأصْلِ مَصدَرٌ؛ لأنه مِن: حالَ يَحولُ حَوْلاً، ثم جُعِلَ اسماً لكلِّ ما أَحاطَ بالشيءِ مِن جوانِبِه, فهو بمعنى الإحاطةِ، فيكونُ التقديرُ: تُحيطُ بي مُشْبِهاً حالِي حالَ أَدْفَى. فيكونُ معنى "حَوْلِي" هو العاملُ في الحالِ، و"أَدْفَى" خبرُ "كأنَّ" و"مِن العُصْمِ" يَجوزُ أنْ يكونَ حالاً، العاملُ فيه معنى "كأنَّ"، وصاحبُ الحالِ الضميرُ في "كأَنَّنِي", وقد جاءَ مِثلُ هذا, قالَ الشاعِرُ:

كأنه خَارِجاً مِن جَنْبِ صَفْحَتِه = سَفُّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عند مُفْتَئِدِ

ويَجوزُ أنْ يكونَ صِفةً لـ "أَدْفَى"، قُدِّمَ فصارَ حالاً، و"يَنتحِي" يَجوزُ أنْ يكونَ نَعْتاً لـ "أَدْفَى"، ويَجوزُ أنْ يكونَ حالاً مِن الضميرِ في "أَدْفَى"، والكلامُ في "أَعْقَلُ" كذلك, يَجوزُ أنْ يكونَ نَعتاً لـ "أَدْفَى"، وأنْ يكونَ حالاً مِن الضميرِ في "يَنتحِي"، واللهُ سُبحانَه وتعالى أَعْلَمُ.


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لامية, شرح

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir