دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > لمعة الاعتقاد

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ذو القعدة 1429هـ/1-11-2008م, 12:32 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الحج والجهاد ماضيان مع طاعة كل إمام

وَنَرَى الحجَّ والجِهَادَ مَاضِيًا مَعَ طاعةِ كُلِّ إِمامٍ، بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا، وَصَلاةُ الجُمُعَةِ خَلْفَهُمْ جَائِزَةٌ.
قَالَ أنَسٌ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((ثَلاَثٌ من أَصْلِ الإِيمانِ: الكَفُّ عَمَّنْ قال: لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ، وَلاَ نُكفِّرُهُ بِذنْبٍ، وَلاَ نُخْرِجُهُ مِنَ الإِسْلاَم بِعَمَلٍ، وَالجِهادُ ماضٍ مُذ بَعَثَنِي اللهُ عزَّ وجلَّ حَتى يُقَاتِلَ آخرُ أُمَّتي الدَّجَّالَ، لا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ، وَلاَ عَدلُ عَادِل، والإِيمانُ بالأَقْدَار))، رواهُ أبو داودَ.


  #2  
قديم 13 ذو الحجة 1429هـ/11-12-2008م, 09:51 AM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post ششرح الشيخ ابن عثيمين

لا يوجد شرح للشيخ على هذا الموضوع

  #3  
قديم 13 ذو الحجة 1429هـ/11-12-2008م, 09:52 AM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ ابن جبرين

(1) أمَّا الجهادُ والحَجُّ معَ الأَئِمَّةِ؛ فإنَّ هذا أيضًا منْ جُمْلَةِ عقيدةِ المسلمِينَ، وَيُسْتَدَلُّ على ذلكَ بهذا الحديثِ الَّذي رَوَاهُ أبو داودَ وغيرُهُ.
وفيهِ أنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ بأنَّ الجهادَ ماضٍ معَ كلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ، حتَّى يُقَاتِلَ آخِرُ الأمَّةِ الدَّجَّالَ، وأنَّهُ لا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جائرٍ، ولا عَدْلُ عادلٍ.
يَعْنِي: أنَّ الأمَّةَ عليهم أنْ يُجَاهِدُوا مَنْ كَفَرَ باللهِ ومَنْ خَرَجَ عن الإسلامِ، ولوْ كانَ ذلكَ القائدُ أو الأميرُ أو الوالِي عَاصِيًا أوْ فَاسِقًا أوْ مُخِلاًّ بشيءٍ من العباداتِ والطَّاعاتِ، فإنَّ الجهادَ مَعَهُ فيهِ نَصْرٌ للإسلامِ والمسلمينَ.
وكذلكَ الحجُّ؛ فكثيرًا ما يكونُ تَحْتَ ولايَةِ بعضِ الأُمَرَاءِ والعُصَاةِ، فَيَصِحُّ الحجُّ معَ كلِّ أميرٍ بَرًّا كانَ أوْ فاجرًا.
وسببُ ذلكَ:
أنَّهم في القرونِ الماضيَةِ كانوا لا يَحُجُّونَ إلاَّ معَ أميرٍ يكونُ على الحُجَّاجِ، وَيَجْتَمِعُونَ حَوْلَهُ؛ لِيَأْمَنُوا مِنْ قُطَّاعِ الطريقِ، فَفِي الطَّريقِ أَعْرَابٌ يَقْطَعُونَ الطَّريقَ إذا كانَ الحُجَّاجُ مُتَفَرِّقِينَ ليسَ معهم مَنْ يَجْتَمِعُونَ مَعَهُ، فَيَخْرُجُ الحُجَّاجُ مَثَلاً من العراقِ والبَحْرَيْنِ والإِحْسَاءِ وما حَوْلَهَا؛ كُلُّهم يَجْتَمِعُونَ وَيَصِيرُ عليهم أميرٌ، وَيَتَوَجَّهُونَ إلى الحجازِ، ففي أثناءِ الطَّريقِ إذا كانوا مُتَفَرِّقِينَ تَقُومُ عليهم الأعرابُ وَتُقَاتِلُهُم وَتَسْلُبُهُم رَوَاحِلَهُم وَأَمْتِعَتَهُم، فإذا كانَ معهم أَمِيرٌ يَجْتَمِعُونَ عليهِ هَابَهُ الأعرابُ ولمْ يَقْدِرُوا على قِتَالِهِ؛ فمِنْ أجلِ ذلكَ نَقُولُ: إنَّ الحجَّ مَعَهُ ولوْ كانَ عَاصِيًا فيهِ خيرٌ.
فقدْ يُوجَدُ مِنْ أُمَرَاءِ الجيوشِ وَأُمَرَاءِ الحُجَّاجِ مَنْ يَشْرَبُ الخمرَ، أوْ يَسْمَعُ الأَغَانِيَ وَنَحْوَهَا، أوْ يُؤَخِّرُ الصَّلاةَ عنْ وَقْتِهَا، كَصَلاَةِ العصرِ مثلاً، وما أَشْبَهَهَا، فيقولُ بَعْضُهُم: كيفَ نَحُجُّ معَ هذا الَّذي يَشْرَبُ الخمرَ؟ نقولُ: ما دامَ أنَّ فيهِ مَصْلَحَةً، وأنَّ فيهِ نَفْعًا للمسلمينَ، حيثُ يَأْمَنُونَ معهُ على أَنْفُسِهِم وعلى مَنَاسِكِهِم وعبادَتِهِم؛ فإنَّ هذا خيرٌ، ووجودُهُ خيرٌ منْ عَدَمِهِ، معَ أنَّ الغالِبَ أنَّ أميرَ الحجَّاجِ يكونُ من المُتَمَسِّكِينَ والعابِدِينَ وأهلِ الخيرِ والصَّلاحِ، أوْ مِن العلماءِ والعُبَّادِ.
وهكذا يُقَالُ في الجهادِ: الأميرُ الَّذي يَكُونُ على المُجَاهِدِينَ غَالِبًا يكونُ منْ أهلِ الخيرِ والصلاحِ، ولا شَكَّ أنَّ فيهِ مَنْفَعَةً وَمَصْلَحَةً للمسلمينَ؛ وذلكَ لأنَّ الجهادَ فيهِ إعلاءٌ لكلمةِ اللهِ تَعَالَى، وفيهِ رفعٌ للإسلامِ وإِعْزَازٌ لهُ.
والغالبُ أنَّهُ إذا كانَ أميرُهُ حَازِمًا شديدَ البأسِ قَوِيَّ التَّفكيرِ، أنَّهُ يكونُ أَحْزَمَ للجيشِ وأَضْبَطَ لهُ؛ فإنَّهُ يُحِيطُهُم بِرِعَايَتِهِ وَيُرَاقِبُهُم، ويَعْرِفُ لهم الأَمَاكِنَ الَّتي يَسْكُنُونَ فيها وَيَنْزِلُونَ فيها، وَيُدَبِّرُهُم أَحْسَنَ تَدْبِيرٍ، فَيَنْتَصِرُونَ على عَدُوِّهِم وَيَظْفَرُونَ على مَنْ قَاتَلَهُم، ويكونُ ذلكَ الحازمُ سَبَبًا في انتصارِ الإسلامِ والمسلمِينَ.
فإذًا نُقَاتِلُ مَعَهُ ولوْ حَصَلَ منهُ بعضُ الخَلَلِ، ولو ارْتَكَبَ بعضَ الذُّنوبِ؛ فإنَّ وُجُودَهُ خيرٌ منْ عَدَمِهِ، وَخَيْرٌ مِنْ أنْ يَتَفَلَّتُوا وَيَتَفَرَّقُوا؛ فَيَظْفَرُ بهم الأعداءُ.
إذًا فالجهادُ مَاضٍ خَلْفَ كلِّ أميرٍ ومعَ كلِّ أميرٍ، والحجُّ ماضٍ خَلْفَ كلِّ أميرٍ ومعَ كلِّ أميرٍ، بَرًّا كانَ أوْ فَاجِرًا؛ لِلْمَصْلَحَةِ العامَّةِ.
ويُسْتَثْنَى منْ ذلكَ إذا كانَ كَافِرًا؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِلاَّ أَنْتَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا، عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ))، فَلاَ يَجُوزُ أنْ يُمَكَّنَ الكافرُ الَّذي أَعْلَنَ كُفْرَهُ من الغزوِ معَ المسلمينَ؛ لأنَّهُ لا يُؤْمَنُ أنْ يَكُونَ كَيْدُهُ على المسلمينَ، ولوْ كانَ قدْ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً معَ المسلمينَ أوْ عَصَبِيَّةً أوْ نحوَ ذلكَ؛ لأنَّ الكافرَ لا يَجُوزُ إِقْرَارُهُ أوْ إقرارُ ولايتِهِ على المسلمِينَ.
أمَّا إذا كانَ عَاصِيًا، مُجَرَّدَ مَعْصِيَةٍ، فالمَعَاصِي والكَبَائِرُ ونحوُهَا لا يَخْرُجُ بها صَاحِبُهَا من الإسلامِ، بلْ هوَ باقٍ على دِينِهِ.
وحيثُ إنَّنَا في هذهِ الأَزْمِنَةِ قد اخْتَلَفَت الأحوالُ بالنِّسبةِ إلى الحَجِّ، فَأُمِّنَت الطُّرقُ والحمدُ للهِ، فَصَارَ كلٌّ يَحُجُّ مِنْ جِهَتِهِ، ولا يَحْتَاجُونَ إلى أنْ يَكُونَ هناكَ أَمِيرٌ يَجْمَعُ الجيوشَ، بلْ يَحُجُّ أهلُ الجنوبِ مِنْ جِهَتِهِم، وَأَهْلُ الشمالِ منْ جِهَتِهِم، وَأَهْلُ الشَّرقِ وأهلُ الغربِ يَأْتُونَ منْ طُرُقٍ مختلفةٍ في البَوَاخِرِ وفي الطَّائراتِ وفي السَّيَّاراتِ ومِنْ كلِّ جِهَةٍ، ولا يَحْتَاجُونَ إلى وَالٍ.
وكذلكَ أَيْضًا في نفسِ المناسكِ، لا حَاجَةَ بأنْ يَكُونَ لهم أميرٌ يَتْبَعُونَهُ أوْ يَسِيرُونَ مَعَهُ كما كَانُوا سَابِقًا.
فَفِي حديثِ ابنِ عُمَرَ أنَّهُ سَأَلَهُ سائلٌ وقالَ: مَتَى أَرْمِي الْجِمَارَ؟ قَالَ: (إِذَا رَمَى إِمَامُكَ)، وهذا يَدُلُّ على أنَّهُم كانوا يَتَقَيَّدُونَ بالأميرِ، فلا يَرْمُونَ إلاَّ إِذَا رَمَى، ولا يَدْفَعُونَ إلاَّ إذا دَفَعَ.
وأمَّا الآنَ فَالأَمْرُ فيهِ سَعَةٌ ما دَامَ أنَّهم قدْ عَرَفُوا المَنَاسِكَ.
أمَّا في الجهادِ وَسَفَرِهِ؛ فالأمرُ مُخْتَلِفٌ، ومعلومٌ أنَّ هناكَ جِهَادًا في كثيرٍ من البلادِ الإسلاميَّةِ، وأنَّهم بِحَاجَةٍ إلى أنْ يَكُونَ عليهم أميرٌ؛ على كلِّ سَرِيَّةٍ، أوْ على كلِّ جيشٍ يُقَاتِلُونَ بهِ ولوْ كانَ هذا الأميرُ غيرَ مُوَلًّى مِنْ جهةِ الأميرِ العامِّ، أوْ مِنْ جهةِ المَلِكِ أو الخليفةِ، إنَّما مُوَلًّى مِنْ جِهَتِهِ في ولايَةٍ خَاصَّةٍ، فإنَّ طَاعَتَهُ في تَدْبِيرِ الجيوشِ وعَدَمِ التَّفَرُّقِ تُعْتَبَرُ منْ طاعةِ اللهِ؛ لِمَا في ذلكَ من المصلحةِ المُحَقَّقَةِ الَّتي يَتَحَقَّقُ بِسَبَبِهَا نَصْرُ الإسلامِ والمسلمينَ بإذنِ اللهِ.

  #4  
قديم 13 ذو الحجة 1429هـ/11-12-2008م, 09:52 AM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ :صالح آل الشيخ

القارئ:
(وَنَرَى الحجَّ والجِهَادَ مَاضِيًا مَعَ طاعةِ كُلِّ إِمامٍ، بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا، وَصَلاةُ الجُمُعَةِ خَلْفَهُمْ جَائِزَةٌ.
قَالَ أنَسٌ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ثَلاَثٌ من أَصْلِ الإِيمانِ: الكَفُّ عَمَّنْ قال: لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ، وَلاَ نُكفِّرُهُ بِذنْبٍ، وَلاَ نُخْرِجُهُ مِنَ الإِسْلاَم بِعَمَلٍ، وَالجِهادُ ماضٍ مُذ بَعَثَنِي اللهُ عزَّ وجلَّ حَتى يُقَاتِلَ آخرُ أُمَّتي الدَّجَّالَ، لا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ، وَلاَ عَدلُ عَادِل، والإِيمانُ بالأَقْدَار))، رواهُ أبو داودَ).

الشيخ: من مميِّزاتِ أهلِ السّنَّةِ والجماعةِ أنَّهُم يرون الحجَّ والجهادَ ماضيين مع أئمَّةِ المسلمين، بارّين كانوا أو فاجرين، فطاعةُ أئمَّةِ المسلمين الَّذين حصَلَتْ إمامتُهُم: إمَّا باختيارٍ من أهلِ الحلِّ والعقدِ؛ أو غلبةٍ بسيفٍ وسنانٍ، كلُّهم تنعقدُ لهم الإمامةُ الشَّرعيَّةُ، ويبقون لهم حقُّ الطَّاعةِ في المعروفِ، والجهادِ معهم، وعدم عصيانِهِم؛ لأنَّ طاعتَهُم من طاعةِ اللهِ ورسولِهِ.
فالخروجُ عنهم، أو الخروج عليهم، أو عدمُ اعتقادِ وجوبِ طاعتِهِم، هذا من اعتقاداتِ الخوارجِ والمعتزلةِ.
فإنَّ المعتزلةَ ضمَّنوا أصولَهُم الأمرَ بالمعروفِ والنَّهيَ عن المنكرِ، وجعلوا معنى ذلك أو ذلك مضمّناً للخروجِ على الأئمة -أئمَّةِ المسلمين- إذا رأوا منهم ظلماً، أو رأوا منهم كثرةَ عملٍ للمعاصي، أو كثرة ممارسةٍ للكبائرِ والمنكراتِ.
والخوارجُ خرجوا بها على هذا الأصلِ، وكذلك المعتزلةُ يرون الخروجَ؛ ويعتقدونه ديناً؛ لأجلِ هذا الأصلِ، وكذلك جماعةٌ كبيرةٌ من الأشاعرةِ يرون الخروجَ جائزاً للجورِ، ولانتشارِ الكبائرِ، ونحوِ ذلك.
أمَّا أهلُ السّنَّةِ والجماعةِ فيرون أنَّه ما دام أنَّ اسمَ الإسلامِ باقٍ على الإمامِ؛ فإنَّه تجبُ طاعتُهُ في المعروفِ؛ ولا يجوزُ الخروجُ عنه، وهذا مما يميِّزُ أهلَ السّنَّةِ والجماعةِ عن غيرِهِم، بل كان أئمَّةُ أهلِ الحديثِ وأئمةُ أهلِ السّنَّةِ يمتحنون النَّاسَ في زمنِ الفتنِ، في أواخرِ القرنِ الثَّالثِ والرَّابعِ، يمتحنون النّاسَ بهذا الأمرِ، هل يرون الطَّاعةَ أم لا يرونها؟ بل قالَ بعضُ الأئمةِ: (علامةُ أهلِ السّنَّةِ الدُّعاءُ للأئمَّةِ -يعني: للسَّلاطينِ- وعلامةُ أهلِ البدعةِ الوقيعةُ في السَّلاطينِ).
وهذا ظاهر لمن تأمَّل هديَ أهل السُّنةِ والجماعةِ، وتأمَّلَ أصولَهُم، وارجعوا في هذا الأمرِ إلى (الإبانةِ) لابنِ بطة، وارجعوا إلى كتابِ البربهاري -وهو من أئمَّةِ أهلِ السّنَّةِ والجماعةِ- فقد فصَّلَ القولَ في ذلكَ تفصيلاً بيّناً؛ لأجلِ ما ظهرَ في زمنِهِ من كثرةِ المخالفين في هذا الأصلِ العظيمِ.

فأهلُ السّنَّةِ يرونَ أنَّ الولايةَ الشَّرعيَّةَ تحصلُ عن أحدِ طريقين:
- إمَّا باختيارٍ من أهلِ الحلِّ والعقدِ.

- وإمَّا بغلبةٍ، فمن غلبَ ودعا النَّاسَ إلى بيعتِهِ فتجبُ بيعته، ومن اختير من أهل الحل والعقد، ودعا أهلُ الحل والعقدِ إلى بيعتهِ وجبت بيعتهُ، وقد حصلَ هذا في الإسلامِ وهذا، فبيعةُ الخلفاءِ الرَّاشدين كانت عن اختيارٍ، وبيعةُ الولاةِ وأمراءِ المؤمنين من بني أميَّةَ وبني العبَّاسِ وما بعدهم إلى زمانِنَا هذا حصلت بالغلبةِ لا بالاختيارِ.

وكلٌّ من الحالين أمرٌ شرعيٌّ، تلزمُ عنهُ وتتفرَّعُ عنه الأحكامُ الشَّرعيَّةُ ،من الطَّاعةِ، وعدمِ جوازِ الخروجِ، ومن المحبَّةِ والنُّصرةِ فيما أوجبَ اللهُ -جلَّ وعلا- فيه النُّصرةَ وأمر فيه، وهذا ممَّا يتميَّزُ به أهلُ السّنَّةِ عن الخوارجِ والمبتدعةِ.
وفي هذا الزَّمانِ كثرتْ المخالفةُ في هذا الأصلِ العظيمِ، والنَّاجي من نجَّاهُ اللهُ جلَّ وعلا، فكثيرٌ ممَّن يعتني بمنهجِ أهلِ السّنَّةِ والجماعةِ لا يعتني بمنهجِهِم في الإمامة.
وأهلُ السّنَّةِ والجماعةِ عقائدُهُم يجب أخذُهَا جميعاً دون تفريقٍ بين بابٍ وبابٍ؛ لأنَّنَا إذا فرَّقْنَا نكون على شيءٍ من الهوى.
فهذه الأبوابُ تُسَمَّى عند أهلِ العلمِ أبوابَ الاعتقادِ في الإمامةِ؛ لأنَّهُم خالفوا بذلك الخوارجَ والمعتزلةَ وطوائفَ من الأشاعرةِ.

  #5  
قديم 13 ذو الحجة 1429هـ/11-12-2008م, 09:54 AM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ:صالح الفوزان .حفظه الله (مفرغ)

المَتْنُ: ((وَالْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ)).
الشَّرْحُ: نَعَمْ. هوَ كذلكَ هذهِ الجملةُ، وَهي أنَّ الجهادَ مَاضٍ حتَّى يُقَاتِلَ آخرُ هذهِ الأمَّةِ الدَّجَّالَ، هذا تَشْهَدُ لهُ الأحاديثُ الصحيحةُ.

المَتْنُ: ((لا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ، وَلا عَدْلُ عَادِلٍ، وَالإِيمَانُ بِالأَقْدَارِ)). رَوَاهُ أبو دَاوُدَ.

الشَّرْحُ: الإِيمانُ بالقدرِ هذا سَبَقَ أَنَّهُ مِنْ أُصُولِ الإِيمانِ في حديثِ جبريلَ: ((وَأَنْ تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)).

المَتْنُ: وَمِن السُّنَّةِ تَوَلِّي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَحَبَّتُهُمْ.

الشَّرْحُ: وَمن أُصُولِ أهلِ السُّنَّةِ تَوَلِّي أصحابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَحَبَّتُهُمْ مُطْلَقاً رَضِيَ اللهُ عنهم؛ لِمَا خَصَّهُم اللهُ بهِ مِن الصُّحْبَةِ لرسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالسَّبْقِ إِلى الإِسلامِ، وَالجهادِ معَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِمَا فَضَّلَهُم اللهُ بهِ مِن العِلْمِ وَالعَمَلِ، فَهُمْ خَيْرُ القرونِ، بعدَ الأنبياءِ، وَأَفْضَلُ هذهِ الأمَّةِ بعدَ نَبِيِّهَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَجِبُ احْتِرَامُهُمْ، وَلا يَجُوزُ الكلامُ في أحدٍ منهم، وَلا يَجُوزُ تَصَيُّدُ أَخْطَائِهِمْ، إِنْ كانَ لِبَعْضِهِمْ أَخْطَاءٌ فلا نَتَصَيَّدُهَا وَنُظْهِرُهَا للنَّاسِ، لا يَجُوزُ هذا؛ لِمَا لهم مِن الفضائلِ التي تُغَطِّي ما قدْ يَصْدُرُ مِنْ بعضِهِم مِن الخطأِ، له مِن الفضائلِ ما يُغَطِّي ما يَصْدُرُ منهُ مِن الخَطَأِ، وَيُكَفِّرُ مَا عِنْدَهُ مِن الخَطَأِ.

ونحنُ مَأْمُورُونَ بِمَحَبَّتِهِمْ وَمُوَالاتِهِم وَالثناءِ عليهم، وَتَرْكِ تَلَمُّسِ الأخطاءِ لهم، وَتَنَقُّصِ أَحَدٍ مِنْهُمْ، قَالَ اللهُ تَعَالَى فيهم: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ}، يعني:الفَيْءَ، {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}، هذا في المهاجرينَ، الأنصارُ: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

قَالَ تَعَالَى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}.

قالَ تَعَالَى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، {لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.

والآياتُ في مَدْحِهِمْ وَالثناءِ عليهم كَثِيرَةٌ، وَأمَّا مِن السُّنَّةِ فقد صَحَّ في الصحيحَيْنِ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً ما بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ)).

لَوْ وَاحِدٌ مِنْ غيرِ الصحابةِ مِن المُؤْمِنِينَ أَنْفَقَ مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ مِن الذَّهَبِ في سبيلِ اللهِ، لا رِيَاءَ فيهِ وَلا سُمْعَةَ خَالِصاً لوجهِ اللهِ، ما بَلَغَ في الثوابِ وَالأجرِ وَالفضلِ مثلَ المُدِّ مِن الطعامِ الذي يَتَصَدَّقُ بهِ صَحَابِيٌّ، وَلا نِصْفِ المُدِّ.

الجَبَلُ مِن الذَّهَبِ لا يُعَادِلُ المُدَّ وَهوَ رُبْعُ الصَّاعِ، يَتَصَدَّقُ بهِ رَجُلٌ مِنْ صحابةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بلْ نِصْفَ المُدِّ، وَلا نَصِيفَهُ، يَعْنِي:نِصْفَهُ، فأيُّ فَضْلٍ أَعْظَمُ مِنْ هذا؟!

يَجِيءُ وَاحدٌ وَيَتَلَمَّسُ في بعضِ الصحابةِ أخطاءً أَوْ عَثَرَاتٍ، يُظْهِرُهَا للناسِ، وَلا يَجُوزُ الدخولُ فيما شَجَرَ بينَهُم في وَقتِ خِلافةِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِن الخلافِ بسببِ الفتنةِ، وَالفتنةُ إِذا جَاءَتْ وَالعياذُ باللهِ فإِنَّ خَطَرَهَا عظيمٌ، أَخَذَتْ عثمانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قُتِلَ شهيداً مَظْلُوماً، بُويِعَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَلم يَتِمَّ لهُ الأمرُ بسببِ ما حَصَلَ مِن الذينَ زَرَعُوا الفتنةَ، وَصَارُوا يُثِيرُونَ الفِتَنَ، حتَّى قَامَت الحروبُ بسببِ هؤلاءِ المُنْدَسِّينَ، قَتَلُوا عثمانَ، ثمَّ انْدَسُّوا في جيشِ عَلِيٍّ، ثمَّ أَبْرَمُوا الحربَ في وَقْعَةِ الجَمَلِ، وَفي صِفِّينَ وَغَيْرِهَا.

هؤلاء ما هُمْمِنْ نفسِ الصحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم، هذا الذي حصل مِنْ نَاسٍ مُنْدَسِّينَ مِنْ أهلِ الفِتَنِ، الذينَ يُوقِدُونَ العدواةَ، وَيَصْطَنِعُونَ الخلافَ، حتَّى حَصَلَ ما حَصَلَ، وَمَنْ دَخَلَ فيها مِن الصحابةِ فهوَ مُجْتَهِدٌ، يُرِيدُ نُصْرَةَ الحَقِّ، كُلُّهُمْ مُجْتَهِدُونَ، إِمَّا مُصِيبُونَ وَإِمَّا مُخْطِئُونَ، وَالخَطَأُ مغفورٌ، وَلهم مِن الفضائلِ وَالمناقبِ ما يُكَفِّرُ وَيُغَطِّي ما يَصْدُرُ مِنْ بعضِهِم مِن الأخطاءِ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ، وَلهمْ مِن السوابقِ في الإِسلامِ.

فلا يَجُوزُ لنا أنْ نَدْخُلَ في الحروبِ التي حَصَلَتْ، وَالفِتَنِ التي حَصَلَتْ، إِلاَّ على وَجْهِ الاعتذارِ لهم، أمَّا على وَجْهِ التَّخْطِئَةِ فهذا لا يَجُوزُ.

أهلُ السُّنَّةِ لا يَدْخُلُونَ هذا المدخلَ، إِنَّمَا يَعْتَذِرُونَ عَنْ صحابةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا يَدْخُلُونَ في هذا الأمرِ إِلا مُضْطَرِّينَ، وَإِلاَّ فالأصلُ الكَفُّ وَعدمُ الدخولِ، لكنْ مَن اضْطُرَّ للدُخولِ لِيَرُدَّ على مُبْطِلٍ أَوْ يُجَادِلَ مَارِقاً فَإِنَّهُ أيضاً يَتَوَقَّى وَيَعْتَذِرُ عَن الصحابةِ، وَيَعْتَقِدُ فَضَائِلَهُمْ، وَأنَّ ما حَصَلَ مِنْ بَعْضِهِمْ فَإِنَّهُ مَغْفُورٌ لِفَضَائِلِهِ وَسَوَابِقِهِ وَصُحْبَتِهِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ولهذا قَالَ لَمَّا ذَكَرَ المُهَاجِرِينَ وَالأنصارَ، قَالَ: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.

خُذْ هذهِ الآيَةَ نُصْبَ عَيْنَيْكَ، وَلا تَحِدْ عَنْهَا: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.


  #6  
قديم 13 ذو الحجة 1429هـ/11-12-2008م, 09:56 AM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post تيسير لمعة الاعتقاد للشيخ :عبد الرحمن بن صالح المحمود .حفظه الله ( مفرغ )


ثم انتقل الشيخ رحمه الله تعالى إلى مسألة أخرى تتعلق بالإمامة فقال : ((ونرى الحج والجهاد ماضيين مع كل امام بر كان أو فاجر))
وهذا تقرير لمذهب أهل السنة والجماعة في أن السمع والطاعة واجبة للإمام الشرعي, سواء كان برّاً أو فاجراً , وطاعته إنما هي في المعروف أي في غير معصية, فإذا
أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة , وأن طاعته واجبة ولو كان فاجراً, أي ولو كان مرتكباً لكبيرة , أو كان ظالماً, أو كان ممن يؤثر نفسه بالأموال ؛ لأن هذه الأمور التي هي من قبيل الظلم والفسق والفجور عند أهل السنة والجماعة لا ترفع طاعة هذا الإمام بل تظلُ طاعته واجبة في غير معصية الله سبحانه وتعالى , وهذا قد دلت عليه الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم كقولـه : (( اسمع وأطع وأن ضرب طهرك وأخذ مالك)).(1)
بل أمر بالطاعة عند الاستئثار بالأموال ونحوها, فعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : فيما أخذ علينا أن بايعنا عل السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا, وعسرنا ويسرنا, وأثرة علينا , وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفر بواحاً عندكم من الله فيه برهان .
(2)
وكذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما قيل لـه : أفلا نقاتلهم؟ قال : (( لا ما صلوا ))
(3) . فدل هذا على أن الإمام يجب لـه السمع و الطاعة, ولا يجوز الخروج عليه إلا أن يترك الصلاة , أو يأمر بترك الصلاة أو أن ياتي بكفر بواح ظاهر , عندنا من الله سبحانه وتعالى فيه برها ن وهذ هو منهج الجماهير من أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى .
وينبني على هذا لأصل أن الحجّ والجهاد عند أهل السنة والجماعة ماضيان مع الإمام سواء تولى الإمامة باختيار المسلمين لـه
أو بخلافة من قبله أو تسلط بالقوة وحكم بين الأمة بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام , فالسمع والطاعة

واجبة لـه , وهذه الحالة الثالثة ذكرها كثير من السلف, ففي هذه الحالات الثلاث يجب له السمع والطاعة , بشرط أن يحكم الأمة بالكتاب والسنة , وكذلك الحج معه ولوكان فاجراً , فيجب خروج المسلمين معه أو مع نائبه للحج وعدم ترك هذه الفريضة بسبب فسق الإمام أو فجوره, وقد كان الخلفاء من قديم الزمان يقودون الحج أو يرسلون من ينوب عنهم في قيادة الحجيج ووحدة الأمة في تحديد يوم عرفة, يوم العيد, ولا يترك الأمر لاختلاف الناس والطوائف.

وكان هذا مومجوداً في زمن الدولة الأموية والعباسبة وما بعدهما, والمؤرخون بالحوليات إذا وصلوا إلى شهر الحج قالوا : وحج بالناس فلان فيذكرون من حج بالناس سواء كان الخلفة او من ينوب عنه .

فالحج مع البرو الفاجر ماض, وكذلك أيضاً الجهاد في سبيل الله ولهذا قا ل علي رضي الله عنه وأرضاه :
لابد لهذه الأمة من إمامة برة أو فاجرة , قالوا : يا أمير المؤمنين قد عرفنا البرة فما الفاجرة؟ قال : الفاجرة حتى تحمي البيضة, وتقيم الحدود .

فيجب خروج المسلمين مع الإمام للجهاد ولو كان فاجراً, مادام مجاهداً في سبيل الله للكفار وللمشركين , فيجب أن يكون المؤمنون معه وتحت لوائه مطيعين مادام الإمام يحكم بالكتاب والسنة, ولم ينتقض إسلامه بكفر بواح ظاهر عندنا من الله سبحانه وتعالى فيه برهان فإننا نسمع له نطيع نحج ونجاهد معه أو مع من ينوب عنه .

ثم قال الشيخ : (( وصلاة الجمعة خلفهم جائزة ))وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة, أن الصلاة خلفهم جائزة ولو كانوا فجاراً , فيصلي خلف الإمام ولوكان يُعلم أنه يؤخر الصلاة أو أنه يشرب الخمر ونحو ذلك فالصلاة خلفه جائزة وقد ورد عن النبي أنه قال :
(( يصلون لكم فإن اصابوا فلكم وإن اخطأوا فلكم
وعليهم )) (4), وكان ابن عمر وأنس بن مالك يصليان خلف الحجاج.(5)
ثم قال الشيخ : (( قال أنس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ثلاث من أصل الإيمان؛ الكف عمن قال : لاإله إلا الله )) الكف عنه يعني عدم الإعتداء على دمه وماله عرضه مادام أظهر الدين , فنأخذه بظاهر حاله ؛ فإن أن باطنه كظاهره فالحمدلله , وإن لم يكن كذلك فإننا نحكم عليه بظاهره والله يتولى باطنه إلا أن يظهر لنا زندقة أو كفر وردة فيجب أن نقيم عليه حد الردة .

(( ولا نكفره بذنب سبق , ولا نخرجه من الإسلام بعمل, والجهاد ماضٍ منذ بعثني الله عز وجل , حتى يقاتل آخر أمتي الدجال, لا يبطله جور جائر, ولاعدل عادل , والإيمان بالأقدار ))
(6)هذا الحديث رواه أبوداود في سننه, وهوحديث ضعيف , ضعفه المنذري (7) وغيره وسبب تضعيفه أن فيه أحد الرواة وهو يزيد بن أبي نشبة مجهول كما قال الحافظ ابن حجر (8) وغيره .
وهذا الحديث وإن كان ضعيفاً إلا أن فيه من مسائل الإيمان أشياء منها : الإيمان بالأقدار, والجهاد ماض, ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب مالم يستحله, والكف عمن قال : لا إله إلا الله, وهذه الأمور دلت عليها أدلة أخرى , وقال بها أئمة أهل السنة والجماعة, والشاهد قوله : (( لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل)) أي أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة , فهو قائم في شرع الله واجب على المسلمين القيام به , وإذا كان لا يبطله جور جائر ولا عد ل عادل من المسلمين فلا يبطله نظام أو قانون دولي مهما أجمعت عليه دول الكفر .



(1) اخرجه مسلم كتاب لإمارة
(2)
اخرجه البخاري كتاب الفتن
(3)
اخرجه مسلم كتاب الإمارة
(4)
رواه البخاري كتاب الظذان .
(5)
اظر شرح الطحاوية لابن ابي العز .
(6)
اخرجه ابوداود كتاب الجهاد
(7)
في مختصر سنن ابي داود
(8)
في التقريب


  #7  
قديم 6 محرم 1430هـ/2-01-2009م, 03:55 AM
تيمية تيمية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 256
افتراضي شرح لمعة الاعتقاد,الشيخ الغفيص


من عقيدة أهل السنة والجماعة:
إقامة الحج والجهاد مع الإمام والسلطان براً كان أو فاجراً، ويعتقدون أن صلاة الجمعة والجماعة جائزة خلف السلطان وإن كان فاجراً فاسقاً.
الحج والجهاد مع السلطان براً كان أو فاجراً
قال الموفق رحمه الله: [ونرى الحج والجهاد ماضيين مع طاعة كل إمام براً كان أو فاجراً] . المعروف في القرون الماضية: أن الإمام هو الذي يقود مسيرة الحج، ومنهج أهل السنة هو لزوم الحج مع الإمام براً كان أو فاجراً بأن لا يختلف عليه في مواقيت الحج، فإذا ما قرر السلطان أن الوقوف بعرفة لمن معه من العلماء المجتهدين في يوم كذا وكذا؛ لزم جميع الحجاج أن يلتزموا بذلك. وكذلك الجهاد فإن راية السلطان ولو كان فاجراً تجب موافقتها ولا يجوز الخروج عنها في مقام الجهاد. ......



حكم الصلاة خلف السلطان الفاجر
قال الموفق رحمه الله: [وصلاة الجمعة خلفهم جائزة] . صلاة الجمعة خلف السلطان ولو كان فاجراً جائزة، حتى ولو لم يكن سلطاناً وكان رجلاً فاسقاً، فإن الصلاة خلف الفاسق جائزة، وإن كان يُنهى عن تقديم الفساق في الصلاة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في حديث أبي مسعود في الصحيح: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)لكن إذا صلى الفاسق فلا يجوز للمسلم أن يتحرج عن الصلاة خلفه؛ ولهذا ينبه إلى أن بعض الشباب أحياناً تدركه صلاة فائتة في مسجد، فيرى أن الإمام عليه أمارات بينة في الفسق، فيتعجل فيصلي وحده لعدم ثقته في صلاة هذا، وهذا لا شك أنه لا أصل له اللهم إلا إن كان هذا الذي يصلي من أهل البدع المعروفين فلا يصلي خلفه، وأما الفساق من المسلمين فمن تقدم في الصلاة فإنه يصلى خلفه وإن كان تقديمه ليس هو الأصل، بل هو منهي عنه، أما أهل البدع فلا يصلى خلفهم. قال الموفق رحمه الله: [قال أنس : قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من أصل الإيمان: الكف عمن قال: لا إله إلا الله، ولا نكفره بذنب، ولا نخرجه من الإسلام بعمل، والجهاد ماض منذ بعثني الله عز وجل حتى يقاتل آخر أمتي الدجال، لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل، والإيمان بالأقدار) رواه أبو داود ] . هذا حديث رواه أبو داود ، وهو متكلم في صحته.


  #8  
قديم 6 محرم 1430هـ/2-01-2009م, 03:55 AM
تيمية تيمية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 256
افتراضي

العناصر
- الحج والجهاد مع أئمة المسلمين
- وجوب طاعة ولاة الأمر وخطر الخروج عليهم

- بم تحصل الإمامة الشرعية؟


  #9  
قديم 6 محرم 1430هـ/2-01-2009م, 03:55 AM
تيمية تيمية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 256
افتراضي

الأسئلة
س1: اشرح قول المؤلف رحمه الله: (ونرى الحج والجهاد ماضياً مع طاعة كل إمام برًّا كان أو فاجراً)
مع بيان الفرق المخالفة لأهل السنة في هذا الأصل.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحج, والجهاد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir