دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 ربيع الأول 1439هـ/26-11-2017م, 03:47 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 10-22)



1. استخلص المسائل، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها، من قول الله تعالى:
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.


2. اكتب رسالة بأسلوب التقرير العلمي في تفسير واحدة من الآيات التالية:
1:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ}.

2
: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ}.

3
: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}.

4: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.



تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.
- يجب ذكر مصادر البحث في نهاية كل تطبيق.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 ربيع الأول 1439هـ/1-12-2017م, 12:31 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

1. استخلص المسائل، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها، من قول الله تعالى:
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.
🔺مسائل لها علاقة بعلوم القرآن
-سبب نزول الآية
-مناسبة الآية لما قبلها
-القراءات في الآية
المراجع :
تفسير ابن كثير ،والبرهان في تناسب سور القرآن، لأبي جعفر أحمد بن إبراهيم الثقفي ، والسبعة لابن مجاهد، والغاية في القراءات العشر لابن مهران الأصبهاني، والتبصرة لمكي بن أبي طالب

🔺تفسير مجمل للآية
المراجع الأولية: تفاسير ابن جرير، وابن أبي حاتم، والزجاج، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير.

🔺المسائل التفسيرية الاعتقادية الاعرابية البيانية البلاغية :
-متعلق فعل الأمر (قل)
-المخاطب في الآية
-المأمور القول لهم
-الغرض من الاستفهام(أؤنبئكم)
-مرجع الضمير في (أَؤُنَبِّئُكُمْ)
-معنى حرف الجر (بِخَيْرٍ)
-معنى التنكير في(بخير)
المراجع
-المراد بالخير
-الغرض من حرف الجر (من)
-مرجع اسم الإشارة (ذلكم)
-معنى اللام في (لِلَّذِينَ)
-مرجع الاسم الموصول (الّذِينَ)
-معنى التقوى لغةً
-المراد بالتقوى
-مرجع الضمير في (اتَّقَوْا)
-سبب مجيء الفعل اتَّقَوْا بالزمن الماضي
-متعلق الظرف (عِنْدَ)
-عود الضمير في (رَبِّهِمْ)
-الغرض من الإضافة
-سبب التنكير في (جنات)
-المراد ب(جنات )
-الغرض من الجمع في (جنات)
-سبب مجيء الفعل تَجْرِي بالزمن المضارع
-الغرض من حرف الجر (من)
-متعلق الظرف في (تحتها)
-غرض الجمع في (الأنهار)
-الغرض من التعريف في (الأنهار)
-دلالة استخدام الظرف(من تحتها)
-معنى الخلود لغةً
-المراد ب(خالدين ) في الآية
-سبب مجيء خالدين مصدر
-متعلق المصدر خالدين
-متعلق الجار والمجرور (فيها)
-الغرض من العطف (و)
-معنى(أزواج)لغةً
-المراد ب(أزواج)
-معنى (مطهّرة)
-المراد ب (مطهّرة)
-الغرض من اسلوب المبالغة في (مطهّرة)
-معنى حرف العطف (و)
-معنى (رضوان )لغةً
-المراد ب(رضوان )
-سبب تقديم (أزواج )على (رضوان)
-الغرض من شبه الجملة (من الله)
-معنى (بصير) لغةً
-المراد ب (بصير )
-ما يفيده حرف الجر الباء (بالعباد)
-معنى العباد لغةً
-المراد ب(العباد)
-الحكمة من ختم الآية باسم الله البصير
المراجع:-
- من كتب التفسير:تفسير ابن جرير، ومعاني القرآن للفراء والزجاج ،و تفسير أبي السعود، والكشاف للزمخشري ،وروح المعاني للآلوسي، والتحرير والتنوير لابن عاشور ، وابن عطية وابن الجوزي، وابن كثير.
- من كتب اللغة: العين للخليل بن أحمد، وتهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري، ومعجم المقاييس لابن فارس، والإيضاح للقزويني
- ومن كتب العقيدة: كتاب التوحيد لابن خزيمة، وكتاب التوحيد لابن منده، وشروح العقيدة الواسطية والطحاوية.

-الفوائد السلوكية من الآية
-مقصد الآية
المراجع:
تفسير ابن القيّم رحمه الله ومدارج السالكين وطريق الهجرتين والوابل الصيب.والرجوع الى كتب السلوك عامة

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 ربيع الأول 1439هـ/1-12-2017م, 01:19 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

إعادة (توضيح أكثر)
1. استخلص المسائل، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها، من قول الله تعالى:
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.
🔺مسائل لها علاقة بعلوم القرآن
-سبب نزول الآية
-مناسبة الآية لما قبلها
-القراءات في الآية
المراجع :
مراجع أسباب النزول :تفسير ابن كثير ،والعجاب في بيان الأسباب للحافظ ابن حجر، ولباب النقول في بيان أسباب النزول لجلال الدين السيوطي.
مراجع تناسب الآيات السور:والبرهان في تناسب سور القرآن، لأبي جعفر أحمد بن إبراهيم الثقفي ، التناسب ،ونظم الدرر في تناسب الآي والسور، لبرهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي، وكتابه هذا أوسع الكتب في علم المناسبات، وقد أجاد في مواضع كثيرة منه، وتكلّف الحديث في التناسب في بعض المواضع فانتقد لأجل ذلك التكلّف.
3: تناسق الدرر في تناسب السور، لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي(ت: 911هـ).مراجع القراءات :السبعة لابن مجاهد، والغاية في القراءات العشر لابن مهران الأصبهاني، والتبصرة لمكي بن أبي طالب

🔺تفسير مجمل للآية
المراجع الأولية: تفاسير ابن جرير، وابن أبي حاتم، والزجاج، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير.

المسائل التفسيرية
-متعلق فعل الأمر (قل)
-المخاطب في الآية
-المأمور القول لهم
-الغرض من الاستفهام(أؤنبئكم)
-مرجع الضمير في (أَؤُنَبِّئُكُمْ)
-معنى حرف الجر (بِخَيْرٍ)
-معنى التنكير في(بخير)
المراجع
-المراد بالخير
-الغرض من حرف الجر (من)
-مرجع اسم الإشارة (ذلكم)
-معنى اللام في (لِلَّذِينَ)
-مرجع الاسم الموصول (الّذِينَ)
-معنى التقوى لغةً
-المراد بالتقوى
-مرجع الضمير في (اتَّقَوْا)
-سبب مجيء الفعل اتَّقَوْا بالزمن الماضي
-متعلق الظرف (عِنْدَ)
-عود الضمير في (رَبِّهِمْ)
-الغرض من الإضافة
-سبب التنكير في (جنات)
-المراد ب(جنات )
-الغرض من الجمع في (جنات)
-سبب مجيء الفعل تَجْرِي بالزمن المضارع
-الغرض من حرف الجر (من)
-متعلق الظرف في (تحتها)
-غرض الجمع في (الأنهار)

🔺مسألة تفسيرية بيانية:
-الغرض من التعريف في (الأنهار)
- من كتب التفسير: تفسير أبي السعود، وروح المعاني للآلوسي، والتحرير والتنوير لابن عاشور.
- ومن كتب البلاغة: التبيان للطيبي، والإيضاح للقزويني وشروحه، وأسرار البلاغة ودلائل الإعجاز للجرجاني.

-دلالة استخدام الظرف(من تحتها)
-معنى الخلود لغةً
المسائل التفسيرية الاعتقادية
-المراد ب(خالدين ) في الآية
-سبب مجيء خالدين مصدر
-متعلق المصدر خالدين
كتاب التوحيد لابن خزيمة، وكتاب التوحيد لابن منده، وشروح العقيدة الواسطية والطحاوية.
-متعلق الجار والمجرور (فيها)
-الغرض من العطف (و)
-معنى(أزواج)لغةً
-المراد ب(أزواج)

🔺مسألة تفسيرية لغوية
-المراد ب (مطهّرة)
-معنى (مطهّرة)
المراجع:- من كتب التفسير: معاني القرآن للفراء والزجاج و ابن جرير وابن أبي حاتم وابن عطية وابن الجوزي، وابن كثير.
- من كتب اللغة: العين للخليل بن أحمد، وتهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري، ومعجم المقاييس لابن فارس.

-الغرض من اسلوب المبالغة في (مطهّرة)
-معنى حرف العطف (و)
-معنى (رضوان )لغةً
-المراد ب(رضوان )

🔺مسألة تفسيرية إعرابية بيانية
-سبب تقديم (أزواج )على (رضوان)
المراجع الأولية:
- من كتب التفسير: تفسير أبي السعود، وروح المعاني للآلوسي، والتحرير والتنوير لابن عاشور.
- ومن كتب إعراب القرآن: معاني القرآن وإعرابه للزجاج، وإعراب القرآن لأبي جعفر النحاس، ومشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب.
- ومن كتب البلاغة: مباحث التقديم والتأخير في كتب البلاغة، في دروس البلاغة وشروحها، والإيضاح للقزويني.

-الغرض من شبه الجملة (من الله)
-معنى (بصير) لغةً
-المراد ب (بصير )
-ما يفيده حرف الجر الباء (بالعباد)
-معنى العباد لغةً
-المراد ب(العباد)
-الحكمة من ختم الآية باسم الله البصير

🔺مسألة سلوكية
الفوائد السلوكية من الآية
-مقصد الآية
المراجع الأولية:
تفسير ابن القيّم رحمه الله ومدارج السالكين وطريق الهجرتين والوابل الصيب.والرجوع الى كتب السلوك عامة

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 ربيع الأول 1439هـ/2-12-2017م, 10:58 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

القسم الثاني من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 10-22)
1. استخلص المسائل، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها، من قول الله تعالى:
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.

المسائل التفسيرية
- علاقة الآية بما قبلها
- المخاطب في الآية
- سبب افتتاح الآية بالأمر (قل)
- معنى (أؤنبئكم)
- مرجع الضمير في قوله (أؤنبئكم)
- الغرض من الاستفهام في قوله (أؤنبئكم)
- دلالة استخدام اسم الإشارة (ذلكم) التي هي للبعيد
- مرجع الضمير في (ذلكم)
- دلالة التعبير بقوله (بخير)
- معنى التقوى لغة
- المراد بقوله (للذين اتقوا)
- دلالة قوله (عند ربهم)
- الخلاف بين المفسرين في منتهى الاستفهام
- دلالة ذكر كلمة (جنات) بصيغة الجمع
- المراد بقوله (تجري من تحتها)
- المراد بـ(الأنهار) ودلالة ذكرها بصيغة الجمع
- معنى (خالدين فيها)
- المراد بـ(أزواج)
- معنى (مطهرة)
- متعلق التطهير
- معنى ( رضوان)
- سبب تنكير كلمة (رضوان)
- دلالة استخدام مصدر(رضوان) بدلا من مصدر (الرضا)
- دلالة ذكر قوله (من الله) بعد قوله (رضوان)
- مناسبة ختم الآية بقوله (والله بصير بالعباد)
مسائل اعتقادية
اثبات صفة البصر لله سبحانه
المراجع المرشحة لبحث المسائل الآتية :
1- المراد بـ(الأزواج)
هذه مسألة تفسيرية يرجع فيها إلى كتب المفسرين مثل : تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم والبغوي والنكت والعيون للماوردي ، وتفسير ابن عطية وابن الجوزي والقرطبي وابن كثير .
2- معنى (رضوان)
هذه مسألة لغوية تفسيرية ، ومن أهم المراجع
معاني القرآن للفراء ، مجاز القرآن لأبي عبيدة ، معاني القرآن للزجاج ، معاني القرآن للنحاس ، غريب القرآن لابن قتيبة ، والعمدة في غريب القرآن لمكي أبي طالب ، تهذيب اللغة للأزهري ، مقاييس اللغة لابن فارس ، لسان العرب لابن منظور ، القاموس المحيط للفيروز آبادي ، بالإضافة إلى جمع أقوال المفسرين في تفسيرها من التفاسير السابقة .
3- اثبات صفة البصر لله سبحانه
هذه مسألة اعتقادية ، يرجع فيها لكتب التفسير مثل : تفسير ابن جرير وابن أبي زمنين والبغوي وابن كثير والشنقيطي ، وما كتبه ابن تيمية وابن القيم ، وكذلك كتب الاعتقاد مثل : كتاب التوحيد لابن خزيمة وابن منده ، وشروح الواسطية والطحاوية ، كتاب السنة لابن أبي عاصم والمروزي ، وغيرها .

2. اكتب رسالة بأسلوب التقرير العلمي في تفسير واحدة من الآيات التالية:
1: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ}.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وبعد ،
فقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عما زُين لجميع الناس على مر العصور في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملذات والشهوات ، وذلك من باب الوعظ والإرشاد ، وإيضاح الأفضل لهم في الدنيا والآخرة .
قال تعالى : (زين للناس حب الشهوات)
التزيين لغة هو تحسين الشيء ، وإزالة ما يعتريه من قبح أو تشويه ، واختلف المفسرون في المزيِّن على أقوال :
- الأول : الله زين ذلك بما جعله في الطبائع من المنازعة ، كما قال تعالى : (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها ) ، وهو ظاهر قول عمر بن الخطاب .
- الثاني : المزين هو الشيطان لأنه لا أحد أشد ذما لها من الذي خلقها ، وهو قول الحسن .
قال ابن عاشور : وكأنّه ذهب إلى أنّ التزيين بمعنى التسويل والترغيب بالوسوسة للشهوات الذميمة والفساد ، وقصَرَه على هذا وهو بعيد لأنّ تزيين هذه الشهوات في ذاته قد يوافق وجه الإباحة والطاعة ، فليس يلازمها تسويل الشيطان إلاّ إذا جعلها وسائل للحرام ، وفي الحديث : « قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدُنا شهوَته ولَهُ فيها أجْر فقال : أرأيتم لو وضعَها في حرام أكان عليه وِزر ، فكذلك إذا وضَعها في الحلال كان له أجر »
- الثالث : أن الله زين من حبها من حسن ، وزين الشيطان من حبها ما قبح .
والراجح في المسألة التفصيل ، وأن التزيين لما رجع إلى انفعال في الجبلة ، كان فاعله على الحقيقة هو خالقَ هذه الجبلاّت ، فالمزيِّن هو الله بخَلْقه لا بِدَعوته ، وأما إذا التفتنا إلى الأسباب القريبة المباشرة كان المزّيِّن هو مَيْلَ النفس إلى المشتهى ، أو ترغيبَ الداعين إلى تناول الشهوات أو الشيطان بترغيبه للشهوات الذميمة .
قال ابن عطية : قال القاضي أبو محمد رحمه الله: «وإذا قيل زين الله، فمعناه بالإيجاد والتهيئة لانتفاع وإنشاء الجبلة عن الميل إلى هذه الأشياء، وإذا قيل زين الشيطان فمعناه بالوسوسة والخديعة وتحسين أخذها من غير وجوهها. والآية تحتمل هذين النوعين من التزيين ولا يختلف مع هذا النظر»
وتعليق التزيين بالحب جرى على خلاف مقتضى الظاهر ، لأن المزين للناس هو الشهوات ، فإذا زينت لهم أحبوها ، وبهذا فقد زينت لهم تزيين حب وهو أشد أنواع التزيين .
والشهوات جمع شهوة من شهى الشيء ، وأطلقت الشهوات على الأشياء المشتهاة على وجه المبالغة في قوة الوصف .
وعبر عنها بالشهوات للإشارة- كما يقول الآلوسى- إلى ما ركز في الطباع من محبتها والحرص عليها حتى لكأنهم يشتهون اشتهاءها . أو تنبيها على خستها: لأن الشهوات خسيسة عند الحكماء والعقلاء ففي ذلك تنفير عنها وترغيب فيها عند الله

ثم بين سبحانه أصول الشهوات البشرية : التي تجمع مشتهيَات كثيرة ، والتي لا تختلف باختلاف الأمم والعصور والأقطار فقال تعالى : (من النساء)
فبدأ سبحانه بالنساء لأن الميل إليهن مركوز في طبائع الرجال لحكمة بقاء النوع ، ولأن ذكر محبة أحدهما يغني عن ذكر الطرفين معا ، كذلك فإن المرأة في فطرتها يهمها أن تكون مطلوبة لا طالبة ، حتى لو كانت محبتها للرجل أشد ، فإنها تحاول أن تثير فيه ما يجعله هو الذي يطلبها لا هي ، وقد ثبت في الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال : "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء "
وأما إن القصد هو الإعفاف وكثرة الأولاد ، فهذا مندوب إليه كما جاء عنه عليه الصلاة والسلام : الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة .

قال تعالى (والبنين)
وحب الولد أيضا مركوز في الطباع لحفظ النوع من الاضمحلال ، وليدفع عنه الولد ما يضره عند كبره في حال ضعفه .
فإذا كان حب البنين للتفاخر والزينة فهو داخل في الحب المذموم في الآية ، أما إن كان لتكثير النسل وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم فهذا محمود ممدوح ، كما ثبت في الحديث : تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة .

قال تعالى : (والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة)
قد أودع الله في النفوس منذ العصور شهوة حب الذهب والفضة لأن بها يُدفع أعواض جميع الأشياء المحتاج إليها ، فكأن من يملكهما يملك جميع الأشياء .
وحبّ المال تارةً يكون للفخر والخيلاء والتّكبّر على الضّعفاء، والتّجبّر على الفقراء، فهذا مذمومٌ، وتارةً يكون للنّفقة في القربات وصلة الأرحام والقرابات ووجوه البرّ والطّاعات، فهذا ممدوحٌ محمودٌ عليه شرعًا.
والقناطير جمع قنطار ، وهي مأخوذة من عقد الشيء وإحكامه ، والقنطار عند العرب المال الكثير .
اختلف المفسرون في مقدار القنطار على سبعة أقاويل:
أحدها: أنه ألف ومائتا أوقية، وهو قول معاذ بن جبل، وأبي هريرة ورواه زر بن حبيش عن أُبيّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «القِنْطَارُ أَلفٌ وَمِائَتا أُوقِيَّةٍ».
والثاني: أنه ألف ومائتا دينار، وهو قول الضحاك، والحسن، وقد رواه الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والثالث: أنه اثنا عشر ألف درهم أو ألف دينار، وهو قول ابن عباس.
والرابع: أنه ثمانون ألفاً من الدراهم، أو مائة رطل من الذهب، وهو قول سعيد بن المسيب، وقتادة.
والخامس: أنه سبعون ألفاً، قاله ابن عمر، ومجاهد.
والسادس: أنه ملء مسك ثور ذهباً، قاله أبو نضرة.
والسابع: أنه المال الكثير، وهو قول الربيع.
واختلف في معنى المقنطرة على خمسة أقوال :
أحدها: أنها المضاعفة، وهو قول قتادة.
والثاني: أنها الكاملة المجتمعة.
والثالث: هي تسعة قناطير، قاله الفراء.
والرابع: هي المضروبة دراهم أو دنانير، وهو قول السدي.
والخامس: أنها المجعولة كذلك، كقولهم دراهم مدرهمة.
ويحتمل وجهاً سادساً: أن القناطير المذكورة مأخوذة من قنطرة الوادي، إما لأنها بتركها مُعَدَّة كالقناطر المعبورة، وإما لأنها معدة لوقت الحاجة.
والراجح : أن القناطير المراد بها المال الكثير ، وقد رجح ابن عطية ذلك بقوله : إنها إشارة إلى حضور المال وكونه عتيدا، فذلك أشهى في أمره.
كما رجح ذلك ابن كثير بقوله إن حاصل كلام المفسرين أنه المال الجزيل .

قال تعالى : (والخيل المسومة)
والخيل: جمع خائل عند أبي عبيدة، سمي بذلك الفرس لأنه يختال في مشيه ، وقال غيره: هو اسم جمع لا واحد له من لفظه .
وقد جبلت النفوس على حب الخيل ، وهو على ثلاثة أقسامٍ، تارةً يكون ربطها أصحابها معدّة لسبيل اللّه تعالى، متى احتاجوا إليها غزوا عليها، فهؤلاء يثابون. وتارةً تربط فخرًا ونواءً لأهل الإسلام، فهذه على صاحبها وزر. وتارةً للتّعفّف واقتناء نسلها. ولم ينس حقّ اللّه في رقابها، فهذه لصاحبها ستر
واختلف المفسرون في معنى (مسومة) على خمسة أقوال :
أحدها: أنها الراعية، قاله سعيد بن جبير، والربيع، ومنه قوله تعالى: {وفيه تسيمون} أي ترعون.
والثاني: أن المسومة الحسنة، قاله مجاهد، وعكرمة، والسدي.
والثالث: أنها المعلَّمة، قاله ابن عباس، وقتادة.
والرابع: أنها المعدة للجهاد، قاله ابن زيد.
والخامس: أنها من السيما مقصورة وممدود، قاله الحسن
وحكى ابن فارس في مجمله المسومة المرسلة وعليها ركبانها ، وقال المبرد : المعروفة في البلدان ، وقيل المسومة : المكوية .
والراجح كما قال القرطبي : كل ماذكر يحتمله لفظ الآية ، فتكون راعية معدة حسانا معلمة لتعرف من غيرها .
قال تعالى : (والأنعام )
هي المواشي من الأصناف الأربعة وهي الإبل والبقر والضأن والمعز.
قال تعالى : (والحرث)
واختلف في الحرث على قولين :
الأول : الزرع من الحبوب والجنات وغير ذلك .
الثاني : أن يريد أرض الحرث لأنها أصل، ويكون الحرث بمعنى المحروث
والرجح : أن الآية تحتمل المعنيين جميعا .

قال تعالى : (ذلك متاع الحياة الدنيا)
الإشارة بقوله (ذلك) التي هي للبعيد إلى جميع ما تقدم ذكره من الشهوات ، وأفرد الكاف لأن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، أو لغير معين .
ومتاع : كل ما يستمتع به مدة من الوقت ، فهو مؤذن بالقلة والمفارقة .

قال تعالى : (والله عنده حسن المئاب)
والمآب في اللغة: المرجع، يقال: آب الرجل, يؤوب , أوباً, وإياباً,ومآباً
ومعنى الآية تقليل أمر الدنيا وتحقيرها، والترغيب في حسن المرجع إلى الله تعالى في الآخرة ، وتفضيل معالي الأمور وصالِح الأعمال على المشتهيات المخلوطةِ أنواعُها بحلال منها وحرام ، والمعرَّضة للزوال ، فإنّ الكمال بتزكية النفس لتبلُغ الدرجات القدسية ، وتنال النعيم الأبدي العظيم .
ونلاحظ في الآية أن الله سبحانه ذكر أهم الشهوات في هذه الحياة إلى نفس الإنسان سواء كانت جسدية أو مالية أو روحية .
فذكر أربعة أصناف من المال ، كل نوع من المال يتمول به صنف من الناس ; أما الذهب والفضة فيتمول بها التجار ، وأما الخيل المسومة فيتمول بها الملوك ، وأما الأنعام فيتمول بها أهل البوادي ، وأما الحرث فيتمول بها أهل الرساتيق . فتكون فتنة كل صنف في النوع الذي يتمول ، فأما النساء والبنون ففتنة للجميع ..
قال السعدي رحمه الله : لما زينت هذه الشهوات وتعلقت بها النفوس ، انقسم الناس فيها إلى قسمين : قسم: جعلوها هي المقصود، فصارت أفكارهم وخواطرهم وأعمالهم الظاهرة والباطنة لها، فشغلتهم عما خلقوا لأجله، وصحبوها صحبة البهائم السائمة، يتمتعون بلذاتها ويتناولون شهواتها، ولا يبالون على أي: وجه حصلوها، ولا فيما أنفقوها وصرفوها، فهؤلاء كانت زادا لهم إلى دار الشقاء والعناء والعذاب، والقسم الثاني: عرفوا المقصود منها وأن الله جعلها ابتلاء وامتحانا لعباده، ليعلم من يقدم طاعته ومرضاته على لذاته وشهواته، فجعلوها وسيلة لهم وطريقا يتزودن منها لآخرتهم ويتمتعون بما يتمتعون به على وجه الاستعانة به على مرضاته. . وفي هذه الآية تسلية للفقراء الذين لا قدرة لهم على هذه الشهوات التي يقدر عليها الأغنياء، وتحذير للمغترين بها وتزهيد لأهل العقول النيرة بها، وتمام ذلك أن الله تعالى أخبر بعدها عن دار القرار ومصير المتقين الأبرار.

المصادر
- تفسير الطبري
- تفسير البغوي
- تفسير الماوردي
- تفسير القرطبي
- تفسير ابن عطية
- تفسير الزجاج
- تفسير الوسيط للطنطاوي
- تفسير ابن كثير
- تفسير السعدي
- تفسير ابن عاشور

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 ربيع الأول 1439هـ/2-12-2017م, 11:10 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

استخلص المسائل، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها، من قول الله تعالى: قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.

مسائل تفسيرية

  • علة استئناف الآية بالأمر بالقول للنبي صلى الله عليه وسلم
  • القراءات في قوله (أَؤُنَبِّئُكُمْ
  • الأقوال على منتهى الاستفهام في هذه الآية
  • الغرض من الإستفهام
  • سبب التعبير بقوله (أَؤُنَبِّئُكُمْ
  • المراد في قوله (قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ
  • معنى حرف الجر بقوله (بخير
  • -معنى الآية العام
  • معنى اللام في قوله (للذين
  • معنى التقوى
  • علام يرجع الضمير بقوله (ربهم
  • معنى جنات
  • الغرض من الجمع بقوله (جنات
  • الغرض الجمع بقوله (الأنهار
  • -المراد بالخلود
  • -المراد بالأزواج المطهرة
  • -معنى الرضا
  • -المراد برضوان من الله
  • الغرض من العطف بقوله (ورضوان
  • سبب إظهار لفظ الجلالة بقوله (ورضوان من الله )دون أن يقال منه
  • القراءات بقوله (وَرِضْوَانٌ
  • سبب ذكر الرضا كمنزلة لجزاء المتقين
  • -معنى الإبصار في قوله (بصير بالعباد
  • سبب التعدية بالباء بقوله ( بالعباد
  • علة ختم الآية بقوله (وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
  • المراجع الأولية.
    تفاسير ابن جرير،، وابن عاشور ، وابن عطية، والقرطبي ، والبغوي ،وابن كثير.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ربيع الأول 1439هـ/2-12-2017م, 11:58 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}.
سبب النزول
قال القرطبي: «لما ظهر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة قدم عليه حبران من أحبار أهل الشام فلما أبصرا المدينة قال أحدهما للآخر: ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان! فلما دخلا على النبي صلّى الله عليه وسلّم عرفاه بالصفة والنعت فقالا له: أنت محمد؟ قال نعم قالا:
وأنت أحمد؟ قال: نعم. قالا: نسألك عن شهادة فإن أنت أخبرتنا بها آمنا بك وصدقناك.
فقال لهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سلانى. فقالا: أخبرنا عن الأعظم شهادة في كتاب الله. فأنزل الله تعالى- على نبيه صلّى الله عليه وسلّم (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ) فأسلم الرجلان وصدقا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذكره البغوي والطنطاوي
في هذه الآية تقرير بالتوحيد ، ولفضل العلم وخصوصية العلماء قرن الله سبحانه وتعالى شهادته بهم ، فهو المتفرد بالجلال عظمة وتعظيماً ،لاشريك له في الملك ، لإله إلا هو الرحمن الرحيم ، تخضع له الرقاب ، فمن علمه زاده علماً ورفعة ، فالمؤمن الحق يشهد بألوهيته وربوبيته وهو الواحد الأحد الفرد الصمد سبحانه
معنى شهد الله:
قال الزجاج :الشاهد هو الذي يعلم الشيء ويبينه ; فقد دلنا الله تعالى على وحدانيته بما خلق وبين ،وقال ابن عطية أصل شهد في كلام العرب حضر .
قال البغوي: وقال مجاهد : حكم الله ،ذكره البغوي
معنى شهادة الله
قال البغوي : معنى شهادة الله الإخبار والإعلام ، ومعنى شهادة الملائكة والمؤمنين الإقرار
القراءة في قوله (شهد الله أنه لا إله إلا هو ) ،
قال الزجاج :وأكثر القراءة {أنّه لا إله إلّا هو} قرئت بفتح الألف في (أنه), وقد رويت بالكسر عن ابن عباس، والأكثر فتح (أنّه) , وذكره ابن عطية وابن كثير
قال ابن كثير : وقرأ وذكر ابن جرير أن ابن عباس قرأ : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام ) بكسر " إنه " وفتح ( إن الدين عند الله الإسلام ) أي الكسائي بفتح " أن " في قوله أنه لا إله إلا هو.، والجمهور قرءوها بالكسر على الخبر ، وكلا المعنيين صحيح . ولكن هذا على قول الجمهور أظهر والله أعلم .
وقرأ ابن عباس فيما حكى الكسائي " شهد الله إنه " بالكسر أن الدين " بالفتح ، وذكره ابن عاشور
معنى (أنه لا إله إلا هو )
قال ابن كثير : أي: المتفرد بالإلهيّة لجميع الخلائق، وأنّ الجميع عبيده وخلقه، والفقراء إليه، وهو الغنيّ عمّا سواه ، وذكره الزجاج وابن عطية
علة تكرار قوله (لإله الا هو
قال القرطبي :لا إله إلا هو العزيز الحكيم كرر لأن الأولى حلت محل الدعوى ، والشهادة الثانية حلت محل الحكم . وقال جعفر الصادق : الأولى وصف وتوحيد ، والثانية رسم وتعليم ; يعني قولوا لا إله إلا الله العزيز الحكيم .
قال الطنطاوي : وقوله( لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )تكرير للمشهود به للتأكيد والتقرير، وفيه إشارة إلى مزيد الاعتناء بمعرفة أدلته لأن تثبيت المدعى إنما يكون بالدليل، والاعتناء به يقتضى الاعتناء بأدلته.
المراد بأولوا العلم
قال القرطبي : المراد بأولي العلم الأنبياء عليهم السلام . وقال ابن كيسان : المهاجرون والأنصار . مقاتل : مؤمنو أهل الكتاب السدي والكلبي : المؤمنون كلهم ; وهو الأظهر لأنه عام .وذكره البغوي
فضل أولوا العلم قائم إلى قيام الساعة , فتعلموا العلم , وعملوا به , وعلموه , وكان هذا له أثر عند ربهم , فذكرهم في كتابه واثنى عليهم ,وجعل شهادته مع شهادتهم , فهذا دليل فضل العلم والمسارعة في طلبه لننال أجره من عند الله سبحانه .
قال الطنطاوي : والمراد بأولى العلم هنا جميع العلماء الذين سخروا ما أعطاهم الله من معارف في خدمة عقيدتهم، وفيما ينفعهم وينفع غيرهم، وأخلصوا الله في عبادتهم، وصدقوا في أقوالهم وأفعالهم.
سبب قرن شهادته سبحانه بأولوا العلم
ذكر ابن كثير أنها خصوصيّةٌ عظيمةٌ للعلماء في هذا المقام.
وقال السعدي :هذه الآية دليل على شرف العلم من وجوه كثيرة، منها: أن الله خصهم بالشهادة على أعظم مشهود عليه دون الناس، ومنها: أن الله قرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وكفى بذلك فضلا، ومنها: أنه جعلهم أولي العلم، فأضافهم إلى العلم، إذ هم القائمون به المتصفون بصفته .وذكره القرطبي والطنطاوي
لماذا قدم الله الملائكة على أولوا العلم
قال الطنطاوي : وقدم- سبحانه- الملائكة على أولى العلم، لأن فيهم من هو واسطة لتوصيل العلم إلى ذويه، لأن علمهم كله ضروري بخلاف البشر فإن علمهم منه ما هو ضروري، ومنه ما هو اكتسابى.
معنى القسط باللغة
والقسط هو العدل، من قولهم: هو مقسطٌ، وقد أقسط، إذا عدل.ذكره ابن جرير والطنطاوي
معنى ( قائماً بالقسط
قال ابن جرير :فإنّه بمعنى أنّه الّذي يلي العدل بين خلقه، وقيل دينًا قائمًا بالعدل.ذكره الرازي والسيوطي والسعدي والبغوي والطنطاوي
معنى العزيز
قال ابن كثير : الّذي لا يرام جنابه عظمةً وكبرياءً،وذكر ابن جرير الّذي لا يمتنع عليه شيءٌ أراده، ولا ينتصر منه أحدٌ عاقبه أو انتقم منه،وذكره للطنطاوي .
معنى الحكيم
قال ابن كثير :الحكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره.وذكر ابن جرير الحكيم في تدبيره، فلا يدخله خللٌ ،وذكره للطنطاوي
القراءة في قوله (إن الدين عند الله الإسلام
قال ابن عطية : اختلاف القراء في كسر الألف من إنّ الدّين وفتحها .
قال الطبري : ذكر ابن عباس : (أنّ الدّين) بكسر إنّ الأولى وفتح أنّ الثّانية بإعمال شهد
قال البغوي:وفتح الكسائي الألف من : أن الدين ردا على أن الأولى تقديره شهد الله أنه لا إله إلا هو وشهد أن الدين عند الله الإسلام ، أو شهد الله أن الدين عند الله الإسلام بأنه لا إله إلا هو ، وكسر الباقون الألف على الابتداء .
المراد بأصل الدين
قال ابن عطية : الدين هو الملة والطاعة وذكره ابن جرير
قال الطنطاوي :وأصل الدين في اللغة الجزاء والحساب. يقال دنته بما صنع أى جازيته على صنيعه، ومنه قولهم: كما تدين تدان أى، كما تفعل تجازى، وذكره ابن عاشور
معنى الإسلام
قال ابن عطية : الإيمان والطاعة وقال ابن جرير هو الانقياد بالتّذلّل والخشوع .
وقال أبو العالية : والإسلام بمعنى الإيمان والطاعات ; وعليه جمهور المتكلمين . والأصل في مسمى الإيمان والإسلام التغاير .
وقال البغوي : والإسلام هو الدخول في السلم وهو الانقياد والطاعة ، يقال : أسلم أي دخل في السلم واستسلم .وذكره الطنطاوي
معنى (إن الدين عند الله الإسلام )
قال قتادة، قوله: {إنّ الدّين عند اللّه الإسلام} والإسلام: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، والإقرار بما جاء به من عند اللّه، وهو دين اللّه الّذي شرّع لنفسه، وبعث به رسله، ودلّ عليه أولياءه، لا يقبل غيره ولا يجزي إلا به.ذكره ابن جرير والبغوي
قال ابن كثير : إخبارٌ من اللّه تعالى بأنّه لا دين عنده يقبله من أحدٍ سوى الإسلام، وهو اتّباع الرّسل فيما بعثهم اللّه به في كلّ حينٍ، حتّى ختموا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، الّذي سدّ جميع الطّرق إليه إلّا من جهة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم،
وقال ابن جرير قوله: {إنّ الدّين عند اللّه الإسلام} إنّ الطّاعة لله الّتي هي الطّاعة له عنده الطّاعة له، وإقرار الألسن والقلوب له بالعبوديّة والذّلّة، وانقيادها له بالطّاعة فيما أمر ونهى، وتذلّلها له بذلك من غير استكبار عليه ولا انحرافٍ عنه دون إشراك غيره من خلقه معه في العبوديّة والألوهيّة.وذكره السيوطي .
المراجع
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 
_تفسير القرآن لمحمد بن جرير الطبري 
_تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 
_كتاب تفسير معالم التنزيل للبغوي 
_تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 
_كتاب التفسير الوسيط للطنطاوي 
_كتاب معاني القرآن وإعرابه للزجاج
_تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ربيع الأول 1439هـ/5-12-2017م, 08:04 AM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

1. استخلص المسائل، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها، من قول الله تعالى:
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.
مناسبة الاية
سبب نزول الاية
مقصد الاية
القراءات في قوله ( قل أؤنبئكم )
القراءات في قوله ( ورضوان )
المسائل :
فائدة الابتداء ب قل
المخاطب في الاية
معنى نبأ
معنى الهمزة في قوله : ( أؤنبكم)
الغرض من الاستفهام
فائدة إبهام خير
متعلق ( ذلكم )
معنى التقوى
جزاء المتقين
معية الله للمتقين
معنى الجنة
معنى الخلود
معنى التطهير في قوله ( أزواج مطهرة )
المراد بمطهرة
معنى الرضوان
المراد بالرضوان
فائدة التنوين في رضوان
فائدة أن يكون الرضوان من الله
معنى بصير
فائدة التعدي بالباء في قوله ( بصير بالعباد )
معنى ( بصير بالعباد )
المسائل:
سبب نزول الاية :
الكتب المرشحة :
أسباب النزول للواحدي
البحر المحيط لأبي حيّان
و كتاب العجاب في بيان الأسباب لشهاب الدين أحمد بن علي.
ولباب النقول في أسباب النزول للسيوطي وتنزيل القرآن لابن شهاب الزهر ي .
الغرض من الاستفهام
الكتب المرشحة :
تفسير الألوسي وتفسير التحرير والتنوير وتفسير البيضاوي ،إعراب القران وبيانه لمحي الدين درويش .
معنى التطهير في قوله ( أزواج مطهرة )
الكتب المرشحة :
تفسير الطبري وتفسير ابن كثير وتفسير ابن عطية وتفسير التحرير والتنوير وتفسير أبي حيّان الأندلسي وتفسير الكشاف والدر المصون للسمين الحلبي.

2. اكتب رسالة بأسلوب التقرير العلمي في تفسير واحدة من الآيات التالية:
1: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ}.
الحمد لله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، أنعم علينا بنعمه وأحاطنا بعنايته ،والصلاة والسلام على أشرف خلقه وأكرم عباده .
أما بعد :
قال تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ}.
ذكر الله عز وجل في هذه الآية الكريمة ما حبب للناس من الشهوات في الدنيا الفانية لأنها دار ابتلاء واختبار .
قَرَأ جُمْهُورُ الناسِ: "زُيِّنَ" عَلى بِناءِ الفِعْلِ لِلْمَفْعُولِ ورَفْعِ "حُبُّ" عَلى أنَّهُ مَفْعُولٌ لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، وقَرَأ الضَحّاكُ ومُجاهِدٌ "زَيَّنَ" عَلى بِناءِ الفِعْلِ لِلْفاعِلِ ونَصْبِ "حُبَّ" عَلى أنَّهُ المَفْعُول.
و معنى زين: أي حسن حب الشهوات ، والشهوة من خلق الله في الإنسان ، لأنها ضرورة لا يقدر على دفعها. وفي المزين لحب الشهوات ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه الشيطان ، لأنه لا أحد أشد ذما لها من الله تعالى الذي خلقها ، وهو ظاهر قول الحسن ، فإنه قال : من زينها ؟ ما أحد أشد لها ذما من خالقها . فتزيين الله تعالى إنما هو بالإيجاد والتهيئة للانتفاع وإنشاء الجبلة على الميل إلى هذه الأشياء . وتزيين الشيطان إنما هو بالوسوسة والخديعة وتحسين أخذها من غير وجوهها .
. الثاني: تأويل أن الله زين حب الشهوات لما جعله في الطبائع من المنازعة كما قال تعالى: إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها [الكهف: 7] ، قاله الزجاج
وهو ظاهر قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ذكره البخاري . وفي التنزيل : إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها ; ولما قال عمر : الآن يا رب حين زينتها لنا نزلت : قل أؤنبئكم بخير من ذلكم.
والثالث: أن الله زين من حبها ما حسن ، وزين الشيطان من حبها ما قبح.
والآية على كلا الوجهين ابتداء وعظ لجميع الناس ، وفي ضمن ذلك توبيخ لمعاصريمحمد - صلى الله عليه وسلم - من اليهود وغيرهم .
وقرأ الضحاك ومجاهد " زين " على بناء الفعل للفاعل ، ونصب " حب " وحركت الهاء من الشهوات فرقا بين الاسم والنعت والشهوات جمع شهوة وهي معروفة ورجل شهوان للشيء ، وشيء شهي أي مشتهى واتباع الشهوات مرد وطاعتها مهلكة . وفي صحيح مسلم : حفت الجنة بالمكاره وحفت النار [ ص: 27 ] بالشهوات رواه أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وفائدة هذا التمثيل أن الجنة لا تنال إلا بقطع مفاوز المكاره وبالصبر عليها . وأن النار لا ينجى منها إلا بترك الشهوات وفطام النفس عنها . وقد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : طريق الجنة حزن بربوة وطريق النار سهل بسهوة . . . ; وهو معنى قوله ( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) . أي طريق الجنة صعبة المسلك فيه أعلى ما يكون من الروابي ، وطريق النار سهل لا غلظ فيه ولا وعورة ، وهو معنى قوله ( سهل بسهوة ) وهو بالسين المهملة .
ابتدأ الله عز وجل بذكر شهوة النساء وذلك لأنّ الفتنة بهنّ أشدّ، كما ثبت في الصّحيح أنّه، عليه السّلام، قال: «ما تركت بعدي فتنةً أضرّ على الرّجال من النّساء).
ثم ثنى بذكر شهوة البنين ، والبنين هم زينة الحياة الدنيا كما قال الله عز وجل : ( المال والْبَنُون زينة الحياة الدنيا ) وكان العرب يفتخرون دائما بكثرة البنين ويتباهون بهم ،قال تعالى : ( وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ) سبأ 35 ،وامتن الله على الوليد بن المغيرة في سورة المدثر بقوله :( ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدوداوبنين شهودا ).
ثم ذكر الله عز وجل شهوة المال فقال :( والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة )
﴿والقَناطِيرِ المُقَنْطَرَةِ﴾
اخْتَلَفُوا في مِقْدارِ القِنْطارِ عَلى سَبْعَةِ أقاوِيلَ: أحَدُها: أنَّهُ ألْفٌ ومِائَتا أُوقِيَّةٍ، وهو قَوْلُ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ، وأبِي هُرَيْرَةَ ورَواهُ زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « (القِنْطارُ ألْفٌ ومِائَتا أُوقِيَّةٍ)» . والثّانِي: أنَّهُ ألْفٌ ومِائَتا دِينارٍ، وهو قَوْلُ الضَّحّاكِ، والحَسَنِ، وقَدْ رَواهُ الحَسَنُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. والثّالِثُ: أنَّهُ اثْنا عَشَرَ ألْفَ دِرْهَمٍ أوْ ألْفَ دِينارٍ، وهو قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ.
والرّابِعُ: أنَّهُ ثَمانُونَ ألْفًا مِنَ الدَّراهِمِ، أوْ مِائَةُ رِطْلٍ مِنَ الذَّهَبِ، وهو قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، وقَتادَةَ.
والخامِسُ: أنَّهُ سَبْعُونَ ألْفًا، قالَهُ ابْنُ عُمَرَ، ومُجاهِدٌ.
والسّادِسُ: أنَّهُ مِلْءُ مَسْكِ ثَوْرٍ ذَهَبًا، قالَهُ أبُو نَضْرَةَ.
والسّابِعُ: أنَّهُ المالُ الكَثِيرُ، وهو قَوْلُ الرَّبِيعِ.
ورجح هذا القول ابن جرير فقال: فالصواب في ذلك أن يقال: هو المال الكثير، كما قال الربيع بن أنس، ولا يحدُّ قدرُ وزنه بحدٍّ على تَعسُّف.
وَفي ﴿المُقَنْطَرَةِ﴾ خَمْسَةُ أقاوِيلَ: أحَدُها: أنَّها المُضاعَفَةُ، وهو قَوْلُ قَتادَةَ.
والثّانِي: أنَّها الكامِلَةُ المُجْتَمِعَةُ.
والثّالِثُ: هي تِسْعَةُ قَناطِيرَ، قالَهُ الفَرّاءُ.
والرّابِعُ: هي المَضْرُوبَةُ دَراهِمَ أوْ دَنانِيرَ، وهو قَوْلُ السُّدِّيِّ.
والخامِسُ: أنَّها المَجْعُولَةُ كَذَلِكَ، كَقَوْلِهِمْ: دَراهِمُ مُدَرْهَمَةٌ.
وَيَحْتَمِلُ وجْهًا سادِسًا: أنَّ القَناطِيرَ المَذْكُورَةَ مَأْخُوذَةٌ مِن قَنْطَرَةِ الوادِي، إمّا لِأنَّها بِتَرْكِها مُعَدَّةٌ كالقَناطِرِ المَعْبُورَةِ، وإمّا لِأنَّها مُعَدَّةٌ لِوَقْتِ الحاجَةِ، والقَناطِيرُ مَأْخُوذَةٌ مِن عَقْدِ الشَّيْءِ وإحْكامِهِ وقد روي عن النبي ﷺ في قوله:"وآتيتم إحداهن قنطارًا" - خبرٌ لو صحّ سندُه، لم نعدُه إلى غيره. وذلك ما رواه أنس بن مالك، عن رسول الله ﷺ: ﴿وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا﴾ [سورة النساء: 20] ، قال: ألفا مئين يعني = ألفين.(12) كما ذكر ابن جرير رحمه الله .
﴿والخَيْلِ المُسَوَّمَةِ﴾ فِيها خَمْسَةُ تَأْوِيلاتٍ: أحَدُها: أنَّها الرّاعِيَةُ، قالَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، والرَّبِيعُ، ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فِيهِ تُسِيمُونَ﴾ أيْ تَرْعَوْنَ.
والثّانِي: أنَّ المُسَوَّمَةَ الحَسَنَةُ، قالَهُ مُجاهِدٌ، وعِكْرِمَةُ، والسُّدِّيُّ.
والثّالِثُ: أنَّها المُعَلَّمَةُ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ، وقَتادَةَ.
والرّابِعُ: أنَّها المُعَدَّةُ لِلْجِهادِ، قالَهُ ابْنُ زَيْدٍ.
والخامِسُ: أنَّها مِنَ السِّيما مَقْصُورَةٌ ومَمْدُودٌ، قالَهُ الحَسَنُ، قالَ الشّاعِرُ:
غُلامٌ رَماهُ اللَّهُ بِالحُسْنِ يافِعًا لَهُ سِيمْياءٌ لا تَشُقُّ عَلى البَصَر.
وعلق الطبري رحمه الله على هذه الاقوال بقوله :وأولى هذه الأقوال بالصواب في تأويل قوله:"والخيل المسوّمة"، المعلَمة بالشِّيات، الحسان، الرائعة حسنًا من رآها. لأن"التسويم" في كلام العرب: هو الإعلام. فالخيل الحسان مُعلَمةٌ بإعلام الله إياها بالحسن من ألوانها وشِياتها وهيئاتها، وهي"المطهَّمة"، أيضًا. ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان في صفة الخيل:
بِضُمْرٍ كَالقِدَاحِ مُسوَّماتٍ ... عَلَيْهَا مَعْشَرٌ أَشْبَاهُ جِنِّ(16) يعني ب"المسوّمات"، المعلمات، وقول لبيد:
وَغَدَاةَ قَاعِ القُرْنَتَيْنِ أَتَيْنَهُمْ ... زُجَلا يُلُوحُ خِلالَهَا التَّسْوِيمُ(17)
فمعنى تأويل من تأول ذلك:"المطهمةَ، والمعلمة، والرائعة"، واحدٌ.
* * *
وأما قول من تأوّله بمعنى: الراعية، فإنه ذهب إلى قول القائل:"أسمْتُ الماشية فأنا أُسيمها إسامة"، إذا رعيتها الكلأ والعشب، كما قال الله عز وجل: ﴿وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ﴾ [سورة النحل: 10] ، بمعنى: ترعَوْن، ومنه قول الأخطل:
مِثْلَ ابْنِ بَزْعَةَ أَوْ كآخَرَ مِثْلِهِ، ... أَوْلَى لَكَ ابْنَ مُسِيمَةِ الأجْمَالِ!(18)
يعني بذلك: راعية الأجمال. فإذا أريد أنّ الماشية هي التي رعت، قيل:"سامت الماشية تسوم سومًا"، ولذلك قيل:"إبل سائمة"، بمعنى: راعية، غير أنه غير مستفيض في كلامهم:"سوَّمتُ الماشيةَ"، بمعنى أرعيتها، وإنما يقال إذا أريد ذلك:"أسمتها".
فإذْ كان ذلك كذلك، فتوجيه تأويل"المسوّمة" إلى أنها"المعلمة" بما وصفنا من المعاني التي تقدم ذكرها، أصحّ.
وأما الذي قاله ابن زيد: من أنها المعدّة في سبيل الله، فتأويل من معنى"المسوّمة"، بمعزِلٍ.
وذكر ابن كثير رحمه الله أقسام حب الخيل فقال:
وَحُبُّ الْخَيْلِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ، تَارَةً يَكُونُ ربطَها أصحابُها معدَّة لِسَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، مَتَى احْتَاجُوا إِلَيْهَا غزَوا عَلَيْهَا، فَهَؤُلَاءِ يُثَابُونَ. وَتَارَةً تُرْبَطُ فَخْرًا وَنِوَاءً لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَهَذِهِ عَلَى صَاحِبِهَا وزْر. وَتَارَةً لِلتَّعَفُّفِ وَاقْتِنَاءِ نَسْلِهَا. وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا، فَهَذِهِ لِصَاحِبِهَا ستْر. كما ذكر ابن كثير رحمه الله
ثم ختم الله عز وجل هذه الشهوات بذكر شهوةالأنعام فقال : ﴿والأنْعامِ
و" الأنعام" جمع"نَعَم"، وهي الأزواج الثمانية التي ذكرها في كتابه: من الضّأن والمعِز والبقر والإبل.
ولا يُقالُ: النَّعَمُ لِجِنْسٍ مِنها عَلى الِانْفِرادِ إلّا لِلْإبِلِ خاصَّةً.
( والحَرْثِ ) هو الزَّرْعُ.
وَيَحْتَمِلُ وجْهًا ثانِيًا: أنْ يُرِيدَ أرْضَ الحَرْثِ لِأنَّها أصْلٌ، ويَكُونُ الحَرْثُ بِمَعْنى المحروث .
والقول في تأويل قوله: ﴿ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) ﴾
قال الطبري رحمه الله: يعني بقوله جَل ثناؤه:"ذلك"، جميعَ ما ذُكر في هذه الآية من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضّة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث. فكنى بقوله:"ذلك" عن جميعهن. وهذا يدل على أن"ذلك" يشتمل على الأشياء الكثيرة المختلفة المعاني، ويكنى به عن جميع ذلك.
وأما قوله:"متاع الحياة الدنيا"، فإنه خبر من الله عن أن ذلك كله مما يَستمتع به في الدنيا أهلها أحياءً، فيتبلَّغون به فيها، ويجعلونه وُصْلة في معايشهم، وسببًا لقضاء شهواتهم، التي زُيِّن لهم حبها في عاجل دنياهم،دون أن تكون عدّة لمعادهم، وقُرْبة لهم إلى ربهم، إلا ما أسلِك في سبيله، وأنفق منه فيما أمَر به.
﴿وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ أَيْ: حُسْنُ الْمَرْجِعِ .
وَالْمَآبُ المرجع، آب يؤوب إِيَابًا إِذَا رَجَعَ، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
وَقَدْ طَوَّفْتُ فِي الْآفَاقِ حَتَّى ... رَضِيتُ مِنَ الْغَنِيمَةِ بِالْإِيَابِ
وقال آخر:
وكل ذى غيبة يؤوب ... وغائب الموت لا يؤوب
وَأَصْلُ مَآبٍ مَأَوِبٌ، قُلِبَتْ حَرَكَةُ الْوَاوِ إِلَى الْهَمْزَةِ وَأُبْدِلَ مِنَ الْوَاوِ أَلِفٌ، مِثْلَ مَقَالٍ. وَمَعْنَى الْآيَةِ تَقْلِيلُ الدُّنْيَا وَتَحْقِيرُهَا وَالتَّرْغِيبُ فِي حُسْنِ الْمَرْجِعِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي الْآخِرَةِ.
المصادر :
تفسير الطبري
تفسير ابن كثير
تفسير القرطبي
تفسير مكي بن أبي طالب
تفسير الثعالبي
تفسير ابن عطية
تفسير المارودي
تفسير البغوي
تفسير ابن عاشور
تفسير الزجاج
تفسير الفراء

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ربيع الأول 1439هـ/5-12-2017م, 08:06 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

. استخلص المسائل، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها، من قول الله تعالى:
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.

- سبب نزول الآية
- مناسبة الآية
- مقصد الآية
- القراءة في قوله ( أؤنبئكم )
- المخاطب في الآية
- الغرض من السؤال
- الأقوال في نهاية الاستفهام
- معنى ( الباء في قوله ( بخير )
-معنى خير في اللغة
- دلالة تنكير قوله ( خير )
المراجع الأولية:
تصنيف المسألة: تفسيرية بيانية
- من كتب التفسير: تفسير أبي السعود، وروح المعاني للآلوسي، والتحرير والتنوير لابن عاشور، وما جمع من تفسير ابن القيّم، وغيرها.
- ومن كتب البلاغة: فصل معاني التنكير في كتب البلاغة، في دروس البلاغة وشروحها، والإيضاح للقزويني، وغيرها.
- متعلق الجار والمجرور في قوله ( بخير )
- معنى ( من ) في قوله ( من ذلكم )
- المشار في الآية بقوله ( ذلكم )
- دلالة استعمال اسم الاشارة البعيد ( ذلك )
- دلالة التفضيل بقوله ( خير من ذلكم )
- معنى اللام في قوله ( للذين )
- معنى الاسم الموصول ( الذين )
- دلالة استعمال الجمع في الاسم الموصول .
- معنى التقوى
- معنى الظرف ( عند )
- معنى الرب
-مرجع الضمير الهاء في قوله ( ربهم )
- فائدة اضافة الرب إلى الضمير .
- معنى (جنات )
- دلالة الجمع في قوله ( جنات )
- دلالة تنكير قوله ( جنات )
- معنى ( تجري )
- متعلق الفعل ( تجري )
- معنى ( من ) في قوله ( تجري من )
- معنى الظرف ( تحت )
- مرجع الضمير في قوله ( تحتها )
- معنى ( الأنهار ) في اللغة
- المراد بالأنهار .
تصنيف المسألة: تفسيرية.
المراجع الأولية: تفاسير ابن جرير، وابن أبي حاتم، والزجاج، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن كثير، وغيرهم.

- دلالة التعريف في قوله ( الأنهار )
- فائدة جمع كلمة ( الأنهار )
- معنى الخلود في اللغة
تصنيف المسألة: تفسيرية لغوية
المراجع الأولية:
- من كتب التفسير: معاني القرآن للفراء والزجاج والنحاس والأخفش ومجاز القرآن لأبي عبيدة، مع الرجوع إلى تفاسير ابن جرير وابن أبي حاتم وابن عطية وابن الجوزي، وابن كثير، وغيرهم.
- من كتب اللغة: العين للخليل بن أحمد، وتهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري، ومعجم المقاييس لابن فارس.

- معنى ( في ) في قوله ( فيها ) .
- -معنى الواو في قوله ( وأزواج )
- دلالة العطف بالأزواج .
- معنى ( أزواج ) في اللغة
- دلالة الجمع في قوله ( أزواج )
- معنى ( مطهرة )
- المراد بالطهارة
- دلالة وصف الأزواج بالطهارة .
- معنى الواو في قوله ( ورضوان )
- القراءة في قوله ( رضوان )
- معنى ( رضوان )
- دلالة استعمال صيغة المصدر في قوله ( رضوان )
- معنى ( من ) في قوله ( من الله )
- معنى لفظ الجلالة ( الله )
- دلالة استعمال ( الله) بدل الرب
- مناسبة ختم الآية بصفة البصر .
- معنى ( بصير )
- معنى الباء في قوله ( بالعباد )
- دلالة اقتران البصر بالعباد .
معنى العبد في اللغة
المراد بالعباد في الآية


2. اكتب رسالة بأسلوب التقرير العلمي في تفسير واحدة من الآيات التالية:
1: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ}.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
هذه الآية جامعة للشهوات المنوعة التي في الدنيا ،وهي أعظمها ، وهذه الشهوات ابتلى الله به عباده ،وهي أشدها فتنة ،وهذه الآية أيضا تسلية للفقراء ،وتحذير للمغترين بالدنيا ، وقد جاء في الحديث الذي رواه مسلم من طريق ثابت وحميد عن أنس بن مالك قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره"
والناس في هذه الشهوات على قسمين:
القسم الاول : فمنهم من جعلها مقصوده من الدنيا فأفرط فيها وانشغل بها .
القسم الثاني : عرف المقصود منها فجعلها وسيلة وطريقا يتزود بها للآخرة .
وقوله ( زين) : جاءت الكلمة بصيغة المجهول ، لبيان حقارة الدنيا وما تستلذ به النفس .
والتزيين تصيير الشيء زينا أي حسنا ، فهو تحسين الشيء المحتاج إلى التحسين ، وإزالة ما يعتريه من القبح أو التشويه ، ولذلك سمي الحلاق مزينا ، ذكر ذلك ابن عاشور في التحرير والتنوير .
واختلف العلماء في المزين على قولين :
القول الأول : قالت فرقة أن المزين هو الله ، وهو من قول عمر بن الخطاب في الحديث الذي رواه البخاري .
وقد أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد قال : لما نزلت : زين للناس حب الشهوات إلى آخر الآية . قال عمر : الآن يا رب حين زينتها لنا . فنزلت : قل أأنبئكم الآية كلها .
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ، وابن أبي حاتم ، عن أسلم قال : رأيت عبد الله بن أرقم جاء إلى عمر بن الخطاب بحلية آنية وفضة، فقال عمر : اللهم إنك ذكرت هذا المال فقلت : زين للناس حب الشهوات حتى ختم الآية . وقلت : لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم وإنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا، اللهم فاجعلنا ننفقه في حق، وأعوذ بك من شره .
القول الثاني : قالوا أن المزين هو الشيطان ،قال الحسن ، حكاه عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عنه.
أخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : زين للناس الآية . قال : زين لهم الشيطان .
والراجح : أن الآية تحتمل المعنين من وجه ، مع أن الأرجح هو القول الأول .
وقد رجح القول الأول الزجاج وابن عاشور .
قال الزجاج ( ت: 311هجري) : قيل في (زُيِّنَ) قولان: قال بعضهم اللَّه زينها مِحْنَةً كما قال:
(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7).
وقال بعضهم: الشيطان زينها لأن اللَّه قد زهد فيها وأعلم أنَّها متاع
الغرور.
والقَوْلُ الأول أجودُ لأن جَعْلَهَا زينةً محبوبة موجودٌ واللَّه قد زهَّد فيها بأن
أعلم وأرى زوالها.
قال ابن عطية ( ت: 543هجري) : وإذا قيل: زين الله، فمعناه بالإيجاد والتهيئة لانتفاع وإنشاء الجبلة على الميل إلى هذه الأشياء. وإذا قيل: زين الشيطان فمعناه: بالوسوسة والخديعة وتحسين أخذها من غير وجوهها. والآية تحتمل هذه النوعين من التزيين، ولا يختلف مع هذا النظر. وهذه الآية على كلا الوجهين ابتداء وعظ لجميع الناس.
قال ابن عاشور ( ت : 1393) : ولما رجع التزيين إلى انفعال في الجبلة ، كان فاعله على الحقيقة هو خالق هذه الجبلات ، فالمزين هو الله بخلقه لا بدعوته ، وروي مثل هذا عن عمر بن الخطاب ، وإذا التفتنا إلى الأسباب القريبة المباشرة كان المزين هو ميل النفس إلى المشتهى ، أو ترغيب الداعين إلى تناول الشهوات : من الخلان والقرناء ، وعن الحسن : المزين هو الشيطان ، وكأنه ذهب إلى أن التزيين بمعنى التسويل والترغيب بالوسوسة للشهوات الذميمة والفساد ، وقصره على هذا - وهو بعيد - لأن تزيين هذه الشهوات في ذاته قد يوافق وجه الإباحة والطاعة ، فليس يلازمها تسويل الشيطان إلا إذا جعلها وسائل للحرام ، وفي الحديث قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته وله فيها أجر . فقال : أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر وسياق الآية تفضيل معالي الأمور وصالح الأعمال على المشتهيات المخلوطة أنواعها بحلال منها وحرام ، والمعرضة للزوال ، فإن الكمال بتزكية النفس لتبلغ الدرجات القدسية ، وتنال النعيم الأبدي العظيم ، كما أشار إليه قوله : ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب .
ومعنى الشهوات :
الشهوات جمع شهوة ، وشهي الشيء وشهاه يشهاه شهوة واشتهاه وتشهاه : أحبه ورغب فيه، وهو حاصل ماذكره البغوي وابن منظور وابن عطية .
والمراد هنا المشتهيات عبر عنها بالشهوات مبالغة في كونها مرغوبا فيها أو تحقيرا لها لكونها مسترذلة عند العقلاء من صفات الطبائع البهيمية ، ووجه تزيين الله سبحانه لها ابتلاء عباده كما صرح به في الآية الأخرى ، ذكره الشوكاني في فتح القدير .

أنواع الشهوات المذكورة في الآية :
النساء : فبدأها بالنساء؛ لأنهن أعظم فتنة وأشدها على الرجال ؛ فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري من طريق أبا عثمان النهدي عن أسامة بن زيد : ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وقد أخرج مسلم من حديث أبي سعيد في أثناء حديث واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء .
وقد ذكر ابن عاشورفي التحرير والتنوير علة عدم ذكر الرجال ؛ بسبب ميل النساء إلى الرجال أضعف في الطبع.
البنين : وحب الأبناء هذا جعله الله في الطبع ، وفيه حفظ النسل ، ولكن قد يحب الشخص الأبناء فيكون محبة مذمومة وقد يحبهم ويكون محمودا ، فإن أحبهم للتفاخر والزينة فيكون داخلا في الذم ، كما قال تعالى : ( ألهاكم التكاثر ) ، وقوله تعالى في سورة الكهف : ( فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا )
وإن أحبهم أيضا وانشغل بهم عن الآخرة ، فأيضا يكون مذموما وتكون له فتنة ،كما قال تعالى : ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) سورة الأنفال ، و كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) سورة المنافقون 9.
وقال تعالى : (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) سورة التوبة 24
وأما المحمود في محبة الأولاد ، هو أن يتكاثر فيهم للزيادة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد جاءت الأحاديث بذلك .
ما رواه النسائي وأبو داود والإمام أحمد بلفظ: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم. ومنها: تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة. وهو حديث صحيح رواه الشافعي عن ابن عمر.
وأيضا من المحمود أن يرغب بالولد رغبة في عمل صالح ينفعه بعد موته ، فالولد لو كان صالحا سيدعو له ،كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم بسنده ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " *
وخص البنين دون البنات لعدم الإطراد في محبتهن ، وقد ذكر ذلك الشوكاني في فتح القدير .
القناطير المقنطرة من الذهب والفضة :
القناطير : جمع قنطار ، وهو مأخوذ من عقد الشئ واحكامه والقنطرة من ذلك ومقنطرة به أي مكملة كما تقول الاف مؤلفة، وهو عند العرب الشيء الكثير من المال ، قاله الزجاج والنحاس ، وذكره الشوكاني .
قال الزجاج (ت :311هجري ) : (القناطير) عند العرب الشيءُ الكثير من المال وهو جمْع قنطار.
وقال أيضا : قكأن القنطار هُوَ الجملة من المال التي تكُون عقدة وثيقة منه.
ومعنى مقنطرة : فاختلفوا على معناها على أقوال :
القول الأول : المضعفة، قاله الفراء، وذكره البغوي ، وابن جرير وابن عطية والقرطبي وغيرهم .
القول الثاني :المضروبة ، قاله السدي ، ذكره البغوي ، وضعفه ابن عطية
القول الثالث :المكملة ، قاله مكي ، ذكره ابن عطية .
القول الرابع : المحصنة المحكمة ، والمدفونة ، وهو حاصل ما قاله الضحاك ويمان ، ذكره البغوي .
القول الخامس : الحاضرة العتيدة ، قاله ابن عطية ورجححه .
القول السادس : بعضه فوق بعض ، وهو قول قاله الربيع ، و ذكره ابن عطية والقرطبي
والراجح : هو القول الأول وهو الذي عليه أكثر العلماء ، ولكن ابن عطية يرجح أنها الحاضرة العتيدة .
فزين للناس حب الشهوات من هذه القناطير المقنطرة من الذهب والفضة .
قال القرطبي (ت : 671هجري ): فالذهب مأخوذة من الذهاب ، والفضة مأخوذة من انفض الشيء تفرق ; ومنه فضضت القوم فانفضوا ، أي فرقتهم فتفرقوا . وهذا الاشتقاق يشعر بزوالهما وعدم ثبوتهما.
فالذهب والفضة من الأموال ، فهي فتنة للناس أيضا ، قال تعالى : ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) سورة الأنفال ، وفي الحديث الذي رواه الترمذي والإمام أحمد والحاكم والطبراني في الأوسط قال صلى الله عليه وسلم : (إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال )
وقال عنه الترمذي حسن صحيح غريب ، وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة .
والمال وإن كان مطلوبا للحياة ، لكن عن تعلق به العبد وانشغل بها او استعملها في معصية صارت فتنة ، ولذلك جاء في الحديث الذي رواه البخاري وابن ماجه من طريق أبي صالح عن أبي هريرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض)
فالمتعلق بالمال حياته في تعاسة وخسارة وشر ؛ لأنه جعل المال همه ، لذلك لو نقص عليه المال أو إن لم يعط منها صار مهموما غير راضي .
ويصبح المال محمودا إن جعلها وسيلة لطاعة الله وليس غايته في الحياة .
الخيل المسومة : فذكر الله بعد ذلك عن نوع آخر من الشهوات والمتعلقات وهو الخيل .
فالخيل هو الفرس ،وقال ابن كيسان : حدثت عن أبي عبيدة أنه قال : واحد الخيل خائل ، مثل طائر وطير ، وضائن وضين ; وسمي الفرس بذلك لأنه يختال في مشيه، ذكره القرطبي في أحكام القرآن .
وأما في معنى المسمومة فاختلف العلماء فيها :
القول الأول : المعلمة ، قاله ابن عباس ، وذكره الزجاج و ابن جرير و ابن عطية ،والقرطبي
وأخرج ابن أبي حاتم قال : الخيل المسومة الغرة والتحجيل.
القول الثاني : المطهمة الحسان .قاله مجاهد ، ورواه ابن جرير وذكره ابن عطية والقرطبي
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال : هي المطهمة الحسان .
القول الثالث: المعدة والمسرحة ، وهو حاصل ما ذكره الحسن وربيع ومجاهد وسعيد بن جبير ، ذكره ابن عطية والقرطبي وغيرهم .
وكل هذه الأقوال صحيحة وتحتمله المعنى ، وقد ذكر ذلك ابن عطية والقرطبي .
فالخيل المسمومة يكون محموما لو سومها للجهاد ، وأما لو اتخذ الخيول للتفاخر بها وسومها للتفاخر بها أو انشغل بها صار مذموما .
والأنعام : هذا أيضا نوع آخر من الشهوات هو الأنعام ، وهي جمع النعم ويعني بها الإبل والبقر والغنم ، كما ذكر ذلك ابن قتيبة ، ويشمل المواشي أيضا كما ذكر ذلك الزجاج .
فهذه المواشي محببة إلى الناس ، وبالذات أهل الوبر ، ولها منافع عظيمة ، قال تعالى : ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون) ، فمن انشغل بها عن طاعة الله صار مذموما .
وأيضا الحرث : وهو الزرع ، قاله أبي عبيد و الزجاج ، وابن عطية والبغوي وغيرهم .
قال ابن عاشور (ت : 1393) : والحرث أصله مصدر حرث الأرض : إذا شقها بآلة ليزرع فيها أو يغرس.
وهذه الشهوات التي ذكرها الله في الآيات هي متاع الحياة الدنيا لذلك قال : ( ذلك متاع الحياة الدنيا ) : فهنا يشير إلى أنها متاع زائل ؛ لذلك قال بعدها ( والله عنده حسب المئاب : أي المرجع ، فما عند الله باق ولا كدر فيه ولا منغص ، وأما متاع الدنيا فلا يبقى على حاله ويزول .
قال تعالى : (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) ، فهي متاع ينخدع بها وينفتن بها من اغتر بها .
فعلينا الحذر من الاغترار بالدنيا وشهواتها ، ولنأخذ منها ما يسهل علينا الطريق في العمل على مرضاة الله وطاعته ، ونبتعد عن مساخطه وغضبه .
-------------------------------------
المراجع :
معاني القرآن للفراء
معاني القرآن للزجاج
مجاز القرآن لأبي عبيدة
لسان العرب لابن منظور
تفسير الطبري
تفسير ابن كثير
تفسير ابن عطية
تفسير القرطبي
تفسير الشوكاني
التحرير والتنوير لابن عاشور
تفسير البغوي
تفسير السعدي
صحيح بخاري
صحيح مسلم


تم بحمد لله وتوفيقه
وأعتذر عن التأخر بسبب ظروف صحية وتعطل الجهاز .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 ربيع الأول 1439هـ/6-12-2017م, 08:22 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

رسالة تفسيرية بالأسلوب العلمي
قال تعالى:
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلمِ قائِمًا بِالقِسطِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ}
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ}
تشتمل هذه الآية على أعظم شهادة في كتاب الله؛ كما ذكر في سبب النزول: عندما قدم حبران من الشام إلى المدينة، فقال أحدهما للآخر: ما أشبه هذه بمدينة النبي الخارج في آخر الزمان، ثم عرفا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنعت، فقالا: أنت محمد؟ قال: "نعم". فقالا: أنت أحمد؟ فقال: "نعم". فقالا: نسألك عن شهادة إن أخبرتنا بها آمنا. فقال: "سلاني" فقال أحدهما: أخبرنا عن أعظم الشهادة في كتاب الله، فنزلت وأسلما ،وقيل نزلت للرد على وفد نجران في افتراءاتهم.
ذكرفي فضل هذه الآية ما روي من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «حديث :
منْ قرأ {شَهِد اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إلَهَ إِلاّ هُوَ والْمَلاَئِكَةُ وأُولُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالقِسطِ لاَ إلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} عند منامه خلق الله له سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة». وروى عن سعيد بن جبير أنه قال: كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً لكل حَيِّ من أحْيَاء العرب صنمٌ أو صنمان. فلما نزلت هذه الآَية أصبحت الأصنام قد خرت ساجدة لله. ذكره القرطبي
والشهادة في اللغة لم يخرج معناها عن الحضور والعلم والإقرار بتكذيب أو تصديق خبر مُخْبِرٍ.
أما معنى شهادة الله والملائكة وأولي العلم ففيها أقوال :
القول الأول :أنها بمعنى واحد لله وللملائكة ولأولي العلم وهو :الإخبار المبني على علم من الله بأنه لا شريك له بالأدلة السمعية;فهو المدعي الشاهد لأنه الأول ليس قبله شيء هو الشاهد الحقيقي على وحدانيته ،وعلى كل شيء وما سواه سبحانه عبيد له ،والإخبار من الملائكة للرسل بما علموا من وحدانية الله وإخبار الرسل لأولي العلم ،واخبار أولو العلم بذلك للعامة .
القول الثاني:أنها على سبيل المجاز بعلاقة اللزوم ، بمعنى البيان وإقامة الأدلة والحجج على توحيد الله .وقد تحققت من خلال الآيات النقلية والكونية من خلق وإيجاد؛ فتكون شهادة الله بمعنى الدلالة ونصب الأدلة، وشهادة الملائكة بمعنى الإقرار وأولي العلم بمعنى الإقرار وبيان ذلك بالحجج والأدلة .ذكر ابن حيان قول ابن كيسان: شهد بإظهار صنعه.شعر :
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد :
القول الثالث:بمعنى قضى الله{أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة}, شهودٌ على ذلك. قالَه أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى ،ورد الطبريهذا القول لعدم معرفة هذا المعنى في لغة العرب ولا العجم؛ وذكر أن للشّهادة معنًى، يختلف عن معنى القضاء.
وشهادة الله فيها قولان :
القول الأول: قراءة لابن عباس : (شهد اللّه إنّه لا إله إلاّ هو) (أنّ الدّين) بكسر إنّ الأولى وفتح أنّ الثّانية وبذلك تكون شهادة الله على (أنّ الدين عند اللّه الإسلام} فيكون قوله :(إنّه لا إله إلاّ هو) معترضاً في الكلام.روى الطبري عن موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {شهد اللّه أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة} إلى: {لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم} فإنّ اللّه يشهد هو والملائكة والعلماء من النّاس أنّ الدّين عند اللّه الإسلام .وهي قراءة غير مقبولة عند العلماء.
القول الثاني : قراءة ابن مسعودٍ قرأ: {شهد اللّه أنّه لا إله إلا هو} بفتح أنّ، وكسر إنّ وبذلك تكون الشهادة على التوحيد من: {إنّ الدّين عند اللّه الإسلام} على معنى إعمال الشّهادة في أنّ الأولى، وإنّ الثّانية مبتدأةٌ، وهي القراءة المقبولة والمتفق عليها عند العلماء .
أما معنى أولو العلم ذكر فيه عدة أقوال: قيل :الأنبياء عليهم السلام. وقال ٱبن كيسان: المهاجرون والأنصار. وقال مقاتِل: مؤمِنوا أهل الكتاب. وقال السدي والكلبيّ: المؤمنون كلهم .ذكره القرطبي ورجح قول السدي والكلبي لأنه عام.وروى عبد الرحمان الرازي عن أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ :(شهد اللّه أنّه لا إله إلّا هو والملائكة وأولوا العلم فإنّ اللّه شهد والملائكة والعلماء من النّاس.)
روى الطبري عن أبو محمّد بن الشّافعيّ فيما كتب إليّ، عن أبيه أو عمّه عن سفيان بن عينية قوله: شهد اللّه أنّه لا إله إلّا هو والملائكة وأولوا العلم: فكلّ من علمها فهو من أولي العلم.وفي ذلك دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم؛لأن الله ذكر إسم العلماء والملائكة بعد اسمه سبحانه.
وذكر ابن عطية سبب تخصيص أولي العلم من البشر، لأنهم ينقسمون إلى: عالم وجاهل، بخلاف الملائكة. فإنهم في العلم سواء.
وسبب تقديم الملائكة على أولي العلم من البشر لأنهم الملأ الأعلى، وعلمهم كله ضروري، بخلاف البشر، فإن علمهم ضروري وإكتسابي.كما ذكر ابن حيان.
وفي قوله تعالى {قائماً بالقسط} أقوال:
القول الأول :أن يكون نصباً على الحال من الضمير في قوله: {إلاّ هو} أي أن الله شهد بوحدانيته وقيامِه بالعدل، قاله بعض نحويّي أهل البصرة كما ذكرالطبري،رجحه الزمخشري وابن عطية.
القول الثاني: أن يكون نصباً على المدح لاسم الجلالة من قوله: {شهد الله}، فكان معناه: شهد اللّه القائم بالقسط أنّه لا إله إلاّ هو. قاله بعض نحويّي الكوفةكما ذكر الطبري ،وقد ذكر أنّها في قراءة ابن مسعودٍ كذلك
القول الثالث :أن يكون نصباً على الحال من أولي العلم أي:أن كل واحد من أولي العلم قائماً بالقسط في أداء هذه الشهادة،قاله ابن عاشور.
وذكر ابن عاشور معنى القيام:أي المواظبة كقوله: {أفمن هو قائم على كلّ نفس بما كسبت}ومعنى القسط :العدل وذكر أهميته قائلاً :(وقد أقام الله القسط في تكوين العوالم على نُظُمها، وفي تقدير بقاء الأنواع، وإيداع أسباب المدافعة في نفوس الموجودات، وفيما شرع للبشر من الشرائع في الاعتقاد والعمل: لدفع ظلم بعضهم بعضاً، وظلمِهم أنفسَهم، فهو القائم بالعدل سبحانه وعَدْل الناس مقتبس من محاكاة عدله).
أما قوله تعالى : {لا إله إلا هو العزيز الحكيم}ففيه أقوال:
قيل:أن {لا إله إلا هو }تكرار والتكرار للتوكيد،ذكره ابن حيان.
وقيل :أن الشهادةالأولى هي :شهادة الله، والثانية شهادة الملائكة وأولي العلم، ذكره ابن حيان واعترض عليه لأنه يؤدّي إلى قطع في الكلام المعطوف .
وقيل أن:الأول جار مجرى الشهادة، والثاني جار مجرى الحكم،ذكره ورده ابن حيان لأنه لا يساعد عليه اللفظ.وذكره القرطبي وأضاف قول جعفر الصادق: الأولى وصفٌ وتوحيدٌ، والثانية رَسْمٌ وتعليمٌ؛ يعني قولوا لا إله إلا الله العزيز الحكيم.
وختمت الآية بصفتي ﴿الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ الْعَزِيزُ: الَّذِي لَا يُرَامُ جَنَابُهُ عَظَمَةً وَكِبْرِيَاءً، الْحَكِيمُ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَشَرْعِهِ وَقَدَرِهِ.ذكره ابن كثير .
قوله عز وجل: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ}:
قيل :نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى لاتخاذهم اسم اليهودية والنصرانية وتركهم اسم الإسلام.
ذكر علماء اللغة أن معنى الدّين: الطّاعة والذّلّة.
ومعنى الإسلام، وهو الانقياد والخضوع.
وقال الطبري :(والإسلام: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، والإقرار بما جاء به من عند اللّه، وهو دين اللّه الّذي شرّع لنفسه، وبعث به رسله، ودلّ عليه أولياءه، لا يقبل غيره ولا يجزي إلا به).
كما روى الطبري عن المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قال: حدّثنا أبو العالية، في قوله: {إنّ الدّين عند اللّه الإسلام} قال: الإسلام: الإخلاص للّه وحده وعبادته لا شريك له، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وسائر الفرائض لهذا تبعٌ.حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزّبير: {إنّ الدّين عند اللّه الإسلام} أي ما أنت عليه يا محمّد من التّوحيد للرّبّ والتّصديق للرّسل).
وروى عبد الرحمان الرازي عن الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا عبد الكبير، ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن عن قوله: إنّ الدّين عند اللّه الإسلام قال: هو خيرٌ.
قوله: الإسلام
وروى الرازي عن أبيه، ثنا صالح بن حاتم بن وردان، حدّثني أبي عونٍ، عن ابن سيرين، عن أبي الرّباب القشيريّ إنّ الدّين عند اللّه الإسلام قال: يأمرهم بالإسلام وينهاهم عمّا سواه.
المراجع:
تفاسير الجمهرة :(معاني القرآن للفراء ،مجاز القرآن لأبي عبيدة ،معاني القرآن للزجاج)
لسان العرب لابن منظور
تفسير الطبري
تفسير ابن كثير
تفسير ابن عطية
تفسير القرطبي
تفسير الماوردي
تفسير ابن الحوزي
التحرير والتنوير لابن عاشور

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 ربيع الأول 1439هـ/8-12-2017م, 10:05 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)
المسائل:
-ماروى في سبب نزول الآية
مظان البحث :
- تفسيربن كثير وكتب التفسير المسندة كتفسير عبد الرزاق الصنعانى وبن أبي حاتم
-الكتب المفردة في أسباب النزول : أسباب النزول للواحدي(ت:468هـ).
والعجاب في بيان الأسباب للحافظ ابن حجر(ت:852هـ) ، والمطبوع منه إلى الآية 78 من سورة النساء، وقد قيل إنه لم يكمله، وقيل أكمله وبيّض جزءا منه، وفُقد الباقي.
ولباب النقول في بيان أسباب النزول لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ).
والصحيح المسند في أسباب النزول للشيخ مقبل بن هادي الوادعي(ت:1422هـ) وهو أجود هذه الكتب وأصحّها
. والاستيعاب في بيان الأسباب لسليم الهلالي ومحمد بن موسى آل نصر
-مناسبة الآية لماقبلها
-مقصد الآية
-المخاطب ب{قل}
-مناسبة افتتاح الآية ب{قل}
-المقول له هذا الكلام
-معنى الاستفهام
-القراءات في قوله {أؤنبئكم}
مظان البحث:
-كتب التفسير التى تعنى بالقراءات كابن جرير وبن عطية وبن كثير
-كتب توجيه القراءات : معاني القراءات وعللها لأبي منصور الأزهري(ت:370هـ)
وإعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه
والحجة في علل القراءات السبع لأبي علي الفارسي(ت:377هـ).
والمحتسب في تبيين وجوه شواذّ القراءات لأبي الفتح ابن جني(ت:392هـ)
- وحجة القراءات لابن زَنْجَلَة(ت:403هـ)
- والإبانة عن معاني القراءات لمكي بن أبي طالب القيسي(ت:437هـ).
- والكشف عن وجوه القراءات له.
- والكتاب الموضح في وجوه القراءات وعللها لابن أبي مريم الفسوي(ت:565هـ).
ومن المراجع أيضاً بعض شروح الشاطبية كشرح علم الدين السخاوي وشرح شعلة وشرح أبي شامة المقدسي.
-معنى الإنباء
-معنى الباء
-معنى الخير
-متعلق الخيرية
-الغرض من المفاضلة بقوله {بخير من }
-معنى {من}
-مرجع اسم الإشارة {ذلك}
- مرجع الميم في {ذلكم}
-الموضع الذي تناهى إليه الاستفهام في قوله {قل أؤنبئكم}
مظان البحث:
كتب التفسير التى تعنى بالإعراب كالفراء وابن جرير والزجاج والنحاس وأبي حيان والسمين الحلبي وابن عاشور وغيرهم.
وفي إعراب القرآن كتب مفردة من أهمّها:
- إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس وهو غير كتابه في معاني القرآن.
- وإعراب ثلاثين سورة لابن خالويه
- وإعراب القراءات السبع وعللها، له أيضاً.
- ومشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب.
- والبيان في غريب إعراب القرآن لابن الأنباري
- والملخص في إعراب القرآن، للخطيب التبريزي
- وكشف المشكلات وإيضاح المعضلات، للباقولي
- وإملاء ما منّ به الرحمن من جوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن لأبي البقاء العكبري
كتب التفسير التى تعنى بالوقف والابتداء كابن جرير وبن كثير وبن عطية
واعتنى به أيضاً من كتب في معاني القرآن وإعرابه كالفراء والزجاج والنحاس والعكبري وغيرهم.
وفي الوقف والابتداء كتب مفردة، من أهمّها
إيضاح الوقف والابتداء، لأبي بكر محمد بن القاسم بن بشار ابن الأنباري(ت:328هـ)
القطع والائتناف، لأبي جعفر أحمد بن محمد النحاس(ت:338هـ).
المكتفى في الوقف والابتداء، لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني(ت: 444هـ).
. نظام الأداء في الوقف والابتداء، لأبي الأصبغ عبد العزيز بن علي ابن الطحان(ت:559هـ).
. علل الوقوف، لأبي عبد الله محمد بن طيفور السجاوندي الغزنوي(ت:560هـ).
. المرشد في الوقوف على مذاهب القراء السبعة، لأبي محمد الحسن بن علي بن سعيد العَمَّاني(ت ق6 هـ)، وقد حقّق كتابه في رسالتين علميتين.
. الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي، لأبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطار الهمذاني(ت:596هـ).
. علم الاهتداء في الوقف والابتداء، لعلم الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي(ت: 643هـ)، وهو جزء من كتابه الكبير جمال القراء.
: المقصد لتلخيص ما في المرشد، لشيخ الإسلام أبي يحيى زكريا بن محمّد السُّنيكي الأنصاري(ت:926 هـ).
. منار الهدى في بيان الوقف والابتداء، لأحمد بن عبد الكريم بن محمد الأشموني(ت:ق11هـ).
. معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء، للشيخ محمود خليل الحصري(ت:1401هـ)
-معنى اللام{للذين}
-معنى الاسم الموصول {الذين}
-دلالة تقديم الجار والمجرور
-المراد بالتقوى
-دلالة الظرفية {عند ربهم}
-دلالة استعمال لفظ الربوبية
-معنى جنات
-الخلاف في إعراب {جنات}
-مرجع الضمير في قوله {تحتها }
-المراد بالخلود
-المراد بالأزواج المطهرة
-متعلق التطهير
-معنى رضوان
-دلالة صيغة فعلان
-معنى {من الله}
-دلالة عطف {ورضوان }على {جنات}
-دلالة اظهار لفظ الجلالة في قوله{من الله } دون إضماره
-مناسبة الختام للآية
-معنى {بصير بالعباد}
-دلالة تعدية {بصير }بالباء ش
-المراد ب{العباد}
-معنى العبودية وأنواعها
-دلالة قوله تعالى {بصير بالعباد}
===================================================================

الحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد،
فإن القرآن الكتاب العظيم اشتمل على علم الأولين والآخرين وأرشد لما فيه خيري الدنيا والدين فكشف حجب الغفلة وكان لقارئه ناصح أمين فقد أخبر عن السابقين الأولين من الأمم الغابرة لنتعظ فنأتسي بمن فاز ونحذر ممن خسر وخاب ،ومن ذلك أن الله تعالى بين لأهل الكتاب حقيقة ماهم عليه وفند شبههم ودعاهم للإيمان والتوحيد على لسان رسوله الكريم ومخاطبا إياهم في كتابه الكريم فلم يذعن إلا القليل فمازالوا عن عنادهم وكبرهم وحسدهم حتى حرموا أنفسهم ومن تبعهم من الإيمان بالله وحده ورسوله الخاتم ،ومن ذلك أنه لما نصر الله رسوله والمؤمنين على كفار قريش يوم بدر جمع النبي يهود المدينة في سوق بني قينقاع فوعظهم وحذرهم مغبة كفرهم وعنادهم ودعاهم للإيمان بالله وحده وبرسالته صلى الله عليه وسلم فكان منهم :
ما رواه بن جرير بسنده عن بن عباس : قال، لما أصاب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قريشًا يوم بدْر فقدم المدينة، جمع يهودَ في سوق بني قَينُقاع. فقال: يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشًا! فقالوا: يا محمد، لا تغرّنك نفسك أنك قتلتَ نفرًا من قريش كانوا أغمارًا لا يعرفون القتال، (2) إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تأت مثلنا!! (3) فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم:"قلْ للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد" إلى قوله:"لأولي الأبصار".
وقوله تعالى {قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة}خاطبهم الله تعالى أي يهود المدينة بقوله قد كان لكم آية وعلامة على صدق ما أخبرتكم به -من أنكم ستغلبون وتحشرون -وهى التقاء فئتين أحدهما تقاتل في سبيل الله وحده وهم الرسول ومن شهد بدر معه والفئة الأخرى الكافرة ممن حارب الله ورسوله،روى بن جرير بسنده عن: مجاهد في قوله:"قد كان لكم آية في فئتين"، قال: في محمد وأصحابه، ومشركي قريش يوم بدر
فيكون المعنى قد كان لكم معشر يهود عبرة وعظة فيما علمتم مما كان بين الفئتين المذكورتين فئة المؤمنين الذين يقاتلون في سبيل الله وفئة الكفار المشركين ونصر الفئة المؤمنة على قلة عددهم على الفئة الكافرة على كثرة العدد فاحذروا أن يقع بكم مثل ماوقع بهم ، اختاره بن جرير وذكره بن عطية احتمالا والقرطبي أيضا وغيرهم

وقد ذكر بعض أهل العلم أقوالا أخرى في المخاطبين بقوله {قد كان لكم}:
فقيل :المخاطب بهذه الآية على ظاهرها وسياق التى قبلها يدل أن المخاطبين بها هم المخاطبون أنفسهم بالآية السابقة{قل للذين كفروا ستغلبون } أي الكفار المشركون إذ توعدهم في الآية السابقة بالغلب وأنهم سيحشرون إلى جهنم وهذه الآية تبين فيها تحقق الوعد الذي وعدوه وما حل بهم من هزيمة على يد المؤمنين
قال به: الحسن وذكره عنه محمد بن عبد الله بن أبي زمنين في التفسير
واختاره القاسمى وجعل المخاطبين هم المشركون وأن الآية التى وقعت بها العبرة أنهم أروا المسلمين مثلى عدد المشركين فهابوهم وجبنوا عنهم وعلل التعارض بين هذا القول وما جاء في سورة الأنفال من التصريح بتقليل كل فئة في عين الأخرى من أن هذا التقليل كان في بادىء الأمر ليجترؤا عليهم ثم كثروا في أعينهم بعد ذلك فهما حالان مختلفان
واختاره الزمخشرى وقال أن المخاطبين هم المشركون وأنهم رأوا المسلمين ضعفي ماهم عليه لنزول الملائكة تؤيدهم وهذه هى الآية واحتج عليه بقراءة نافع بالتاء {ترونهم}أيها المشركون
وهذا القول محمول على من اعتبر هذه الآية معطوفة على سابقتها في الخطاب الموجه للكفار جميعا
ولايمنع أن يكون المخاطب بها عموم الكافرين من اليهود والمشركين فقد اشتركوا في صفة الكفر ،أشار إلى ذلك بن عطية

وقيل أيضا يحتمل أن يكون المخاطب بها المؤمنون وتكون الآية مستأنفة غير معطوفة على التى قبلها فيكون المراد منها تثبيت المؤمنين وتقوية أنفسهم وذلك أنه لما أخبر الله نبيه أن الذين كفروا سيغلبون ويحشرون ربما تطرق التعجب أو الشك فيى قلوب بعض ضعاف الإيمان وكذلك المنافقين فيستبعدون حصول هذا الأمر فخاطبهم بذلك تشجيعا لهم وتثبيتا،ذكره بن عطية احتمالا والقرطبي ومكي بن أبي طالب
واعترض على هذا القول الزمخشرى وقراءة نافع لاتساعد عليه،إذ يلزم من ذلك قوله{ ترونهم مثليكم }
ونقل توجيه هذا القول صاحب الدر فقال:
وقد أجابَ بعضُهم عن ذلك بجوابين، أحدُهما: أنه من باب الالتفات من الخطاب إلى الغَيبة وأن حقَّ الكلام: «مِثْلَيْكم» بالخطاب، إلا أنه التفتَ إلى الغَيْبة، ونظَّره بقوله تعالى: {حتى إِذَا كُنتُمْ فِي الفلك وَجَرَيْنَ بِهِم} [يونس: 22] . والثاني: أن الضميرَ في «مِثْلَيْهم» وإن كان المرادُ به المؤمنين إلا أنه عادَ على قوله: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله} ، والفئةُ المقاتِلة هي عبارةٌ عن المؤمنين المخاطبينَ، والمعنى: تَرَوْن أيها المؤمنون الفئةَ الكافرة مِثْلَيْ الفئةِ المقاتلةِ في سبيل الله، فكأنه قيل: تَرَوْنَهم أيَها المؤمنون مِثْلَيْكُم. وهوَ جوابٌ حسنٌ ومعنى واضحٌ.
وأما قوله تعالى {يرونهم مثليهم رأي العين } فقد اختلف أهل العلم في الرائي والمرئي ومدار هذا الخلاف على أوجه القراءات التي تقرأ بها {يرونهم}
فعلى قراءة التاء: «ترونهم» أن الرائي هم فئة المؤمنين -فقيل أن التى رأت هى الفئة المؤمنة رأت الفئة الكافرة مثلي عدد أنفسها تارة ثم رأتها مثل عدد أنفسها تارة أخرى،قال بهذا القول بن مسعود
رواه بن جرير بسنده من طريق السدي في خبر ذكره، عن مرة الهمداني، عن ابن مسعود:"قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين"، قال: هذا يوم بدر. قال عبد الله بن مسعود: قد نظرنا إلى المشركين، فرأيناهم يُضْعِفون علينا، ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدًا، وذلك قول الله عز وجل: (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ) [سورة الأنفال: 44] ورواه بن أبي حاتم أيضا من طريق أبي زرعة
فعلى هذا يكون المعنى أنهم رأوا المشركين يزيدون عليهم بمثل عددهم فهذا هو المثلين ثم رأوهم بعد ذلك مثلهم في العدد لايزيدون عليهم وهو مصداق قوله {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا} ثم رأوهم بعد ذلك أقل منهم كما صرحت بذلك رواية بن مسعود رضي الله عنه قال قد نظرنا إلى المشركين فرأيناهم يُضعِفون علينا ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلاً واحداً ثم قلّلهم الله تعالى أيضاً في أعينهم حتى رأتهم عدداً يسيراً أقلَّ من أنفسهم قال ابن مسعود رضي الله عنه لقد قُلِّلوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لرجل إلى جنبي تراهم سبعين قال أراهم مائة فأسرنا منهم رجلاً فقلنا كم كنتم قال ألفاً، رواه بن جرير وذكره أبوالسعود
-وقيل أن المسلمين قد رأوا المشركين على حقيقة عددهم أي مثليهم لم يقللوا ،قال به بن عباس ورواه بن جرير من طريق عطية العوفي وهو ضعيف :
روى بن جرير من طريق عطية العوفي عن ابن عباس:"قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة"، أنزلت في التخفيف يوم بدر، فإن المؤمنين كانوا يومئذ ثلثمئة وثلاثة عشر رجلا (1) وكان المشركون مثليهم، فأنزل الله عز وحل:"قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين"، وكان المشركون ستةً وعشرين وستمئة، فأيد الله المؤمنين. فكان هذا الذي في التخفيف على المؤمنين
وهو أيضا مخالف للروايات الأخرى التى تظاهرت بأن عدد المشركين كان مابين التسعمائة إلى الألف
روى بن جرير بسنده قال: حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم نفرًا من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون الخبرَ له عليه، (5) فأصابوا راويةً من قريش: (6) فيها أسلم، غلام بني الحجاج، وعَريض أبو يسار غلام بني العاص. فأتوا بهمارسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما: كم القوم؟ قالا كثير! قال: ما عدّتهم؟ قالا لا ندري! قال: كم يَنحرون كل يوم؟ قالا يومًا تسعًا، ويومًا عشرًا. قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: القومُ ما بين التسعمئة إلى الألف. ورواه بن جرير أيضا عن بن جريج والربيع وقتادة
وقيل أن الرائي هم المشركون رأوا المسلمين مثلي عددهم فوقع الرعب في قلوبهم فانهزموا ثم تحققوا بعد الهزيمة أن حقيقة الأمر كانت بخلاف ما رأوا وكانت تلك هى الآية،قاله بن عاشور
ويحتمل أيضا على قراءة التاء أن يكون المخاطب هم اليهود :أي قد كان لكم يامعشر يهود عبرة وعظة في فئتين التقتا فئة مؤمنة وأخرى كافرة وقد رأيتم لو كنتم حضورا قلة عدد المسلمين وكثرة عدد المشركين على قراءة التاء، ذكره بن عطية وعلى قراءة الياء يكون الخطاب لليهود قد تحول إلى الغيبة وهو أسلوب تعرفه العرب
ومن قرأها بالياء أيضا أى كان لكم يامعشر يهود عبرة ومتفكر في فئتين يرى المؤمنون الكفار مثلي عدد أنفسهم
ومن قرأ بضم التاء أو الياء فكأن المعنى، أن اعتقاد التضعيف في جميع الكفار إنما كان تخمينا وظنا لا يقينا، فلذلك ترك في العبارة من الشك وذلك أن أرى بضم الهمزة تقولها فيما بقي عندك فيه نظر وأرى- بفتح الهمزة تقولها فيما قد صح نظرك فيه، ونحا هذا المنحى أبو الفتح وهو صحيح ،قاله بن عطية

وقوله تعالى {يرونهم مثليهم} اختلف أهل اللغة في في حقيقة المثلين إذ قد اشتهرت الروايات أن عدد المشركين كان يزيد على عدد المسلمين ثلاثة أمثال لامثلين:

فزعم الفراءُ أن معنى (يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ) بمعنى يرونهم ثلاثة أمثالهم قال لأنك إِذا قلت: عندي ألف وأحتاج إلى مثلها فأنت تحتاج إلى ألفين فكأنك قلت أحتاج إلي مثليها - وإذا قلت عندي ألف وأحتاج إِلى مثليها فأنت تحتاج إلى ثلاثة آلا*ف، ورجح هذا القول بن كثير
واعترض الزجاج على هذا التوجيه فقال:
وهذا باب الغلط فيه غلط بَيِّن في جميع المقاييس وجميع الأشياءِ، لأنا إِنما نعقل مثل الشيءِ ما هو مساو له، ونعقل مثليه ما يساويه مرتين، فإِذا جهلنا المثل فقد بطل التميز، فالذي قال يبطل في اللفظ ويبطل في معنى الدلالة على الآية التي تُعْجِز، لأنهم إذا رأوهم على هَيْئَتِهِمْ فليس هذا آيَة، فإنْ زَعم أن الآيةَ في هذا غلبةُ القليل على الكثير فقد أبْطَلَ أيضاً لأن القليل يغلب الكثيرَ. موجود ذلك أبداً.
وإنَّما الآيةُ في هذا أنَّ اللَّه قد أعلم المسلمين أن المائة تغلب المائتين فأراهم المشركين على قدر ما أعلمهم أنهم يغلبونهم لِيُقَوِّيَ قلوبهم، وأرى المشركين المسلمين أقل - من عدد المسلمين، ثم ألقَى مع ذلك في قلوبهم الرعب فجعلوا يرون عدداً قليلاً مع رعب شديد حتى غُلِبُوا.
والدليل على صحة هذا القول قول اللَّه عزَّ وجلَّ: (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا).
فهذا هو الذي فيه آية أن يُرَى الشيء بخلاف صورته - واللَّه أعلم -. فعلى هذا القول يكون المثلين لا على حقيقتها
-وقيل أن المراد بالمثلين حقيقتها وأن جيش المشركين كان ستمائة ونيف
روى بن جرير من طريق عطبة العوفي عن ابن عباس:"قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة"، أنزلت في التخفيف يوم بدر، فإن المؤمنين كانوا يومئذ ثلثمئة وثلاثة عشر رجلا (1) وكان المشركون مثليهم، فأنزل الله عز وحل:"قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين"، وكان المشركون ستةً وعشرين وستمئة، فأيد الله المؤمنين. فكان هذا الذي في التخفيف على المؤمنين. رواه بن جرير من طريق العوفى وهو ضعيف
قال صاحب الدر المصون: والمعنى: تَرَوْن أيها المؤمنون الكافرين مثلي عددِ أنفسكم، وهذا تقليلٌ للكافرين عند المؤمنين في رأيِ العين، وذلك أنَّ الكفارَ كانوا ألفاً ونَيِّفاً والمسلمونُ على الثلث منهم، فأراهم إياهم مِثْلَيْهم، على ما قَرَّر عليهم من مقاومةِ الواحدِ للاثنين في قوله تعالى: {فَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ}
وقال أبو السعود: {رَأْىَ العين} مصدر مؤكدٌ ليَرَوْنهم إن كانت الرؤية بصريةً أو مصدر تشبيهيّ إن كانت قلبية أي رؤيةً ظاهرة مكشوفةً جارية مجرى رؤية العين واختار بن عطية القول بأنها رؤية عين لأن فعل الرؤية تعدى لمفعول واحد
ومما سبق يتبين أن نظم الآية يحتمل توجه الخطاب للكافرين من المشركين واليهود وأيضا المؤمنين ولكن إن صحت الروايات في سبب النزول فإن الخطاب يكون متوجها على الصحيح لليهود وهو ما رجحه بن جرير ولم يذكر قولا آخر غيره عن السلف
وأما شأن الرؤية فإن السياق يرجح أن يكون الرائي هم المؤمنون لأن هذا هو ما جاءت به الروايات وهو ما رجحه بن جرير وقال إن صحت رواية بن مسعود في ذلك والله أعلم بمراده
{والله يُؤَيّدُ} أي يقوي{بِنَصْرِهِ مَن يشاء} من غير أسباب وبأيسر الأسباب وهذا من القول المأمور به
وقوله {إن في ذلك} المشار إليه هو الآية من تكثير القليل أى تكثير المسلمين في أعين الكافرين على قول أو تقليل الكثير أي تقليل الكافرين في أعين المسلمين على قول آخر، واستعمال اسم الإشارة للبعيد ليدل على عظم شأن هذه الآية ـ،والعبرة من العبور والمراد الاتعاظ {لأولى الأبصار}أي ذوى العقول الراجحة والبصائر السديدة الذين يتفكرون وينظرون في عواقب الأمور فيتبين لهم الحق.فهم المنتفعون على الحقيقة بالآيات

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23 ربيع الأول 1439هـ/11-12-2017م, 09:48 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

1. استخلص المسائل، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها، من قول الله تعالى:
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.


# مسائل لها علقة بعلوم القرآن :
-سبب نزول الآية.
-علاقة الآية بما قبلها
-القراءات في الآية:
القراءات في (جنات)
القراءات في (ورضوان من الله)



#مسائل التفسير والاعتقاد واللغة :
-التفسير الإجمالي للآية
-سبب بداية الآية بفعل الأمر( قل)
-المخاطب في قوله (قل)
-لمن الخطاب في قوله (أؤنبئكم)
-نوع الاستفهام والغرض منه
-معنى الإنباء
-فائدة التعبير بالنبأ
-مقصد الآية
-فائدة تنكير لفظ (بخير) وإبهامه.
-مرجع الإشارة في قوله (من ذلكم)
-فائدة التعبير بالإشارة للبعيد وجمع اسم الإشارة (ذلكم).
-معنى التقوى في قوله (للذين اتقوا)
-فائدة التعبير بالعندية في قوله (عند ربهم جنات)
-فائدة إضافة (رب) لضمير المتقين (عند ربهم).
-الخلاف فيما انتهى إليه الاستفهام في الآية.
-المراد بقوله (تجري من تحتها الأنهار)
-المراد بالرضوان المذكور في الآية
-فائدة عطف الرضوان من الله على ما سبق من النعيم.
-معنى قوله (وأزواج )
-معنى التطهير في قوله (وأزواج مطهرة)
-فائدة ختم الآية بقوله (والله بصير بالعباد)



#المراجع الأولية:
-علاقة الآية بما قبلها :
ابن عطية ، الزجاج، البقاعي ، تفسير أبي السعود، أنوار التنزيل للبيضاوي . ... وغيرها

-التفسير الإجمالي للآية:
تفسير الطبري، الزجاج ، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب ،تفسير ابن الجوزي، ابن كثير، السعدي ... وغيرها

-الخلاف فيما انتهى إليه الاستفهام في الآية.
القرطبي ، الطبري ، ابن عطية ، البحر المحيط لأبي حيان ، أنوار التنزيل للبيضاوي ... وغيرها

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 03:22 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

المجلس الثالث مجلس القسم الثاني سورة آل عمران


1. استخلص المسائل، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها، من قول الله تعالى:
قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ.
سبب نزول الآية.
المخاطب في الآية
الغرض من الاستفهام
معنى أؤنبئكم
المراد ب(خير)
المرد ب (من ذلكم.
المرد ب(للذين اتقوا
معنى عند ربهم.
موقع جنات من الأعراب.
معنى جنات.
المراد ب(تجري من تحتها الأنهار.

المراد بالخلود فيها.
معنى أزواج مطهرة.
القراءات في (ورضوان.
سبب تخصيص الرضوان ضمن النعيم الذي أعد للمتقين.
سبب ختم الآية باسمه الله البصير.



أعراب (والله بصير بالعباد.

المراجع
تفسي ابن أبي حاتم.
تفسير عبد الىزاق.
تفسير ابن جرير
تفسير الثعلبي.
الهداية ألى بلوغ النهاية مكي بن أبي طالب.


بحر العلوم للسمرقندي

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 03:30 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

رسالة في قول الله تعالى "شهد الله أنه لا أله الا هو."
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الأنسان ما لم يعلم.
والصلاة والسلام على خير من تعلم جعلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد قال تعالى (شهد الله أنه لا أله ألا هو وأولوا العلم قائماً بالقسط لا أله ألا هو العزيز الحكيم.)
هذه الآية تمهيد لقوله (أن الدين عند الله الأسلام.)
ذلك أن أساس الأسلام هو توحيد الله وأعلان هذا التوحيد وتخليصه من شوائب الشرك.
وفيها تعريض اباليهود والنصارى والمشركين وأن تفاوتوا في أراتب الأشراك.
والشهادة حقيقتها خبر يصدق به خب! مخبر وقد يكذب به خبر آخر.
فشهادة الله تحقيقه وحدانيته بالدلائل التي نصبها على ذلك.
وشهادة الملائكة تحقيق ذلك فيما بينه وتبليغ بعضهم ألى الرسل.
وشهادة أولو العلم تحقيقهم ذلك بالحجج والأدلة.


أخبر اله تعالى أنه شهد سبحانه وكفى به شهيداً وهو أصدق الشاهدين وأعدًهم وأصدق اقائلين بأنه لا أله ألا هو المتفرد لالألهية لجميع الخلائق وأن الجميع عبيده وخلقه وفقراء أليه وهو الغني عما سواه كما قال (لكن الله يشهد بما أنزل أليك أنزله بعلمه والملائكة يشهثون وكفى بالله شهيدً.
ثم قرن شهادة الملائكة وأولي العلم بشهادته وشهدت الملائكة وأولوا العلم فالملائكة معطوفة على السم الله.
فهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام.
وكان بعض البصريين يقول شهد الله أي قضى الله ورفع الملائكة.
فيكون المعنى واللائكة شهود وأولوا العلم.
فالله تعالى قبل أن يخلق الخلق شهد أن لا أله هو ولم خلق الملائكة شهدوا بذلك.
ثم لما خلق الله المؤمنين شهدوا بمثل ذلك وهم أولوا العلم.
(قائماً بالقسط.) منصوبة على الحل وهو في كل الأحوال كذلك يعني الله قائماً بالعدل على كل نفس ويقال من أقر بهذه الشهادة على عقد تبلبه فقد قام بالعدل.
جقال مقاتل سبب نزول هذه الآية أن عبد الله بن سلام وأصحابه قالوا لرؤساء اليهود اتبعوا دين محمد صلى الله عليه وسلم فقالت اكيهود ديننا أفضً من دينكم فقال الله (شهد الله أنه لا أله ألا هو وأولوا العلم.) يشهدون بذلك وأولوا العلم بالتورايشهدون بذلك ويشهدون أن الله قائم بالقسط أي بالعلدل. وأن الدين عند الله الأسلام.
قال الكلبي وفيه وجه آخر وهو أنه لما ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدين قدم عليه حبران من أحبار الشام فلما نظرا ألى المدينة قال أحدهم لصاحبه ما أشبه هذه بصفة مديمة النبي الذي يخرج في آخر الزمان فلما دخلا عليه &الا له أنت محمد؟
قال نعم. وأنت أحمد؟ قاً أنا محمد وأحمد قالا أخبرنا عن أعظم اًشهادة في كتاب الله فنزلت (شهد الله أن لا أله ألا هو....) فأسلم الرجلان.
وروي عن أبي عبيدة أنه قال (شهد الله.) يعني "لم الله وبين الله.
فالله عزوجل دل على توحيده بجميع ما خلق فبين أنه لا يقدر أحد أن ينشئ شيئاً واحداً مما أنشأ الله تعالى.
وشهدت الملائكة بما علمت من عظيم قدرته وشهد أولو العلم بما ثبت عندهم وتبين من خلقه الذي لا يقد! غيره عليه.
وفي هذه الآية فضل أهل العلم لأنه ذكر شهادة نفسه ثم ذكر شهادة الملائكة ثم ذكر شهادة أهل العلم.
ثم قال (لا أله ألا هو العزيز الحكيم.) العزيز الذي لا يرام جنابه عظمة وكبرياء.
الحكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره.
فشهد بمثل ما شهد من قبل لتأكيد الكلام.
ثم قال تعار (أن الدين عند الله الأسلام.)
هذا شروع في أول غرض نزلت من أجله السورة غرض محاجة نصارن نجران
أخبار من الله تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الأسلام وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم فن لقي الله بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم على دين على غير شريعته فليس بمتقبل كما قال تعار (ومن يبتغِ غير الأسلام ديناً فلن يقبل منه.)
والدين حقيقته في الأصل الجزاء ثم صار حقيقة عرفية يطلق على مجموعة عقائد وأعمال يلقنها رسول من عند الله ثم أطلق على ما يشبه ذلك مما يدعيه بعض زعماء الناس باعتقاد عقله فتلتزمه طائفة من الناس.
وسمي اًدين ديناً لأنه يترقب منه متبعه الجزاء عاجلا أو آجلا فما من أهل دين ألا وهم يترقبون جزاءمن رب ذلك الدين فالمشركون يطمعون في أعانة الآلهة ووساطتهم ورضاهم ويقولون هؤلاء شفاعنا عند الله وقال سفيان يوم أحد اعلُ هبل.
وقد عرف العلماء الدين الصحيح بأنه وضع ألهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود ألى الخير باطناً وظاهراً.
والأسلام علم بالغلبة على مجموع الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي هذه الآية أخبر بانحصار الدين المتقبل عنده في الأسلام.
قرأ الكسائي بالنصب على معنى البناء يعني شهدوا أن لا أله ألا هو وأن الدين عند الله الأسلام.
وقرأ الباقون بالكسر على معنى الابتداء ومعناه أن الدين المرضي
عند اله الألام.

اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علماء يا أرحم الراحمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المراجع

ا
1 تفسير ابن أبي حاتم
2 تفسير الطبري.
3 بحر العلوم للسمرقندي.
4 التحرير والتنوير
5 تفسير ابن كثير

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 1 ربيع الثاني 1439هـ/19-12-2017م, 04:12 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

اكتب رسالة بأسلوب التقرير العلمي :

3: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}.
بسم الله الرحمن الرحيم
أثبت الله تعالى في هذه الآية استحقاقه للألوهية وحده دون أحد سواه ، فهو المعبود المستحق دون غيره وقرر التوحي بأعظم الطرق الموجبة له وهي شهادته وكفى به شهيدًا، وهو أصدق الشّاهدين وأعدلهم، وأصدق القائلين وذكر شهادة ملائكته وأهل العلم ، ومعنى قوله :(شهد الله): أي علم وبين لعباده هذا الأمر الحق فالشاهد هو العالم المبين لما علمه ،فالله سبحانه قد دل على توحيده بجميع ما خلق فبين أنه لا أحد يقدر أن ينشيء شيئا واحدا مما أنشأ، وقال أبو عبيدة معنى شهد الله: قضى الله ، ذكره عنه الزجاج ورده ابن عطية وقال: أصل شهد في كلام العرب حضر، ومنه قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشّهر فليصمه}[البقرة 185] ثم صرفت الكلمة حتى قيل في أداء ما تقرر علمه في النفس بأي وجه تقرر من حضور أو غيره ، وقال الطبري فأمّا من قال معنى شهد: قضى، فممّا لا يعرف في لغة العرب ولا العجم؛ لأنّ الشّهادة معنًى، والقضاء غيرها.
وقوله (أنه لا إله إلا هو ) على قرائتين مختلفتين :
-قراءة الأكثر فتح (أنّه) , وكسر (إنّ الدّين) قرأ بها جميع القراء إلا الكسائي.
-ورويت بالكسر عن ابن عباس، وروى {أنّ الدّين عند اللّه الإسلام} بفتح الألف، قرأ بها الكسائي .
والمعنى على القراءة الأولى شهد اللّه أنّه لا إله إلاّ هو، وشهدت الملائكة، وأولو العلم فالملائكة معطوفٌ بهم على اسم اللّه، وأنّه مفتوحةٌ بـ شهد.
وعلى القراءة الثانية المعنى شهد الله أن الدين عنده الإسلام وأنه لاإله إلا الله.
قال ابن عطية : تأول السدي الآية على نحو قراءة ابن عباس فقال: «الله وملائكته والعلماء يشهدون:{إنّ الدّين عند اللّه الإسلام}[آل عمران: 19] أي: شهد هو وملائكته وأولو العلم من البشر بأنّ الدّين عند اللّه الإسلام.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن عبد ربّه، حدّثنا بقيّة بن الوليد، حدّثني جبير بن عمرو القرشيّ، حدّثنا أبو سعيد الأنصاريّ، عن أبي يحيى مولى آل الزّبير بن العوّام، عن الزّبير بن العوّام، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو بعرفة يقرأ هذه الآية: {شهد اللّه أنّه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}«وأنا على ذلك من الشّاهدين يا ربّ».
{أنّه لا إله إلا هو} أي: المتفرد بالإلهيّة لجميع الخلائق، وأنّ الجميع عبيده وخلقه، والفقراء إليه، وهو الغنيّ عمّا سواه كما قال تعالى: {لكن اللّه يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى باللّه شهيدًا} الآية [النّساء: 166].
وفي إضافة شهادة ملائكته وأولي العلم بشهادته خصوصية وفضل عظيم للعلماء فقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته وخصهم بالشهادة على هذا الأمر العظيم الذي خلق الله لأجله العباد فقال: {شهد اللّه أنّه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم} وقدم ذكر الملائكة على العلماء لبيان مزيد فضلهم ومنزلتهم عند الله.
وأمّا قوله: {قائمًا بالقسط} فإنّه بمعنى أنّه الّذي يلي العدل بين خلقه.وروي هذا عن مجاهد وعن محمّد بن جعفر بن الزّبير
قال الطبري: "ونصب قائمًا على القطع.
وكان بعض نحويّي أهل البصرة يزعم أنّه حالٌ من هو الّتي في لا إله إلاّ هو.
وكان بعض نحويّي الكوفة يزعم أنّه حالٌ من اسم اللّه الّذي مع قوله: {شهد اللّه} فكان معناه: شهد اللّه القائم بالقسط أنّه لا إله إلاّ هو. وقد ذكر أنّها في قراءة ابن مسعودٍ كذلك: وأولو العلم القائم بالقسط، ثمّ حذفت الألف واللام من القائم فصار نكرةً وهو نعتٌ لمعرفةٍ، فنصب.
وأولى القولين بالصّواب في ذلك عندي قول من جعله قطعًا على أنّه من نعت اللّه جلّ ثناؤه، لأنّ الملائكة وأولي العلم معطوفون عليه، فكذلك الصّحيح أن يكون قوله قائمًا حالاً منه "وهو دائم على هذه الحال.

وفي قوله {لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم} تأكيد لما سبق ونفي أن يكون شيءٌ يستحقّ العبودية غيره سبحانه لا شريك له في ملكه.
فهو العزيز الّذي لا يمتنع عليه شيءٌ أراده، ولا ينتصر منه أحدٌ عاقبه أو انتقم منه، فهو القوي المتين الذي لا يغلب سبحانه الحكيم في تدبيره، فلا يدخله خللٌ.
"وختَم بقوله: الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ؛ قيل: ليكونَ دليلًا على قِسطِه؛ إذ لا يَصِحُّ أبدًا لذي العزَّةِ الكاملة والحِكمة الشَّاملة أنْ يتصرَّفَ بجَوْرٍ، ودليلًا على وحدانيَّتِه؛ لأنَّه لا يصحُّ التفرُّدُ بدون الوصفينِ. " ذكره البقاعي
ومن مقاصد هذه الآية كما ذكر الطبري نفي ما أضافت النّصارى الّذين حاجّوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في عيسى من البنوّة، وما نسبه المشركون من أنّ لله شريكًا، واتّخاذهم دونه أربابًا، فأخبرهم اللّه عن نفسه أنّه الخالق كلّ ما سواه، وأنّه ربّ كلّ ما اتّخذه كلّ كافرٍ وكلّ مشركٍ ربًا دونه، وأنّ ذلك ممّا يشهد به هو وملائكته وأهل العلم به من خلقه.
فبدأ جلّ ثناؤه بنفسه تعظيمًا لنفسه، وتنزيهًا لها عمّا نسب الّذين ذكرنا أمرهم من أهل الشّرك به ما نسبوا إليها، كما سنّ لعباده أن يبدءوا في أمورهم بذكره قبل ذكر غيره، مؤدّبًا خلقه بذلك.
فالملائكة الّتي يعظّمها المشركون ويعبدها الكثير منهم - وأهل العلم ينكرون ما هم عليه مقيمون من كفرهم وقولهم في عيسى وقول من اتّخذ ربًّا غيره من سائر الخلق، فقال: شهدت الملائكة وأولو العلم أنّه لا إله إلاّ هو، وأنّ كلّ من اتّخذ ربًّا دون اللّه فهو كاذبٌ؛ احتجاجًا منه لنبيّه عليه الصّلاة والسّلام على الّذين حاجّوه من وفد نجران في عيسى.
قال ابن القيم في مدارج السالكين: تَضمَّنَتْ هذه الآيةُ وهذه الشَّهادةُ: الدَّلالةَ على وَحدانيَّتِه المنافيةِ للشِّركِ، وعلى عَدْلِه المنافي للظُّلم، وعِزَّتِه المنافيةِ للعجز، وحِكمتِه المنافية للجهلِ والعيبِ؛ ففيها الشَّهادةُ له بالتَّوحيد، والعَدْل، والقُدرة والعِلم والحِكمة؛ ولهذا كانتْ أعظمَ شَهادةٍ.
رزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح وجعلنا الله من عباده المخلصين.



المراجع: تفسير الزجاج ، ابن عطية ، الطبري ، ابن القيم في مدارج السالكين ، ابن كثير ، البقاعي ،

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 17 ربيع الثاني 1439هـ/4-01-2018م, 12:37 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

‎1. استخلص المسائل، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها، من قول الله تعالى:
(قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.
▪️المسائل المستخرجة
١- سبب نزول الآية
٢- مناسبة الآية لما قبلها
٣- مقصد الآية
٤- المخاطب في الآية
٥- سبب افتتاح الآية بقوله (قُلْ)
٦- الغرض من الاستفهام (أَؤُنَبِّئُكُمْ)
٧- سبب اختيار لفظة "النبأ"
٨- الغرض من الالتفات في الخطاب
٩- دلالة أسلوب الخطاب المستعمل في قوله(قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ)
٩- دلالة اختيار حرف الباء في كلمة (بِخَيْرٍ)
١٠- دلالة إبهام كلمة خير وتنكيرها
١١- دلالة الجمع في ضمير المخاطب
١٢- المقصود من صلة الموصول وعلته في قوله (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ)
١٣- الغرض من اختيار لفظة التقوى
١٤- دلالة تقديم الخبر على المبتدأ (جَنَّاتٌ)
١٥-ما يفيده قوله(عِنْدَ رَبِّهِمْ)
١٦- دلالة لفظة (الرَّب)
١٧- ما يفيده إضافة لفظة الرب إلى ضمير المتقين
١٨- دلالة الْجَمْع والتنوين في (جنّات)
١٩- معنى (خَالِدِينَ فِيهَا )
٢٠- المراد بـ(وَأَزْوَاجٌ)
٢١- معنى (مُطَهَّرَةٌ)
٢٢- متعلق التطهير
٢٣- دلالة الفعل المضعف (رضوان)
٢٤- الغرض من عطف قوله(ورضوان من الله) على ما قبله
٢٥- دلالة إظهار لفظ الجلالة في (ورضوان من الله)
٢٦- مناسبة ختم الآية بقوله (وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)
٢٧- المقصد من إظهار لفظ الجلالة في قوله(وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)
٢٨- مفهوم الآية
٢٩- متضمن الآية
المراجع المرشحة لبحث المسائل التالية:

١- سبب نزول الآية .
كتب أسباب النزول مثل :كتاب اسباب النزول للواحدي، والعجاب في في بيان الأسباب للحافظ ، ولباب النقول في بيان أسباب النزول للسيوطي، والصحيح المسند في أسباب النزول للوادعي ،وغيرها
2- سبب افتتاح الآية بقوله (بقل ) الكتب التي يوصى بالأطلاع عليها أ ولاً: ينظر في الكتب المسنده مثل تفسير ابن جرير، وأبي حاتم،وابن عطية،وابن الجوزي ،وابن كثير،وينظر معها في الكتب المعنية في البلاغة والبيان مثل التحريروالتنوير لابن عاشور،وتفسير أبو السعود،والكشاف للزمخشري،ونظم الدرر للبقاعي،وروح المعاني للألوسي،وحاشية الطيبي على الكشاف ،وغيرها ن الكتب مع الإنتباه لما فيها من تكلف ومخالفات في مسائل العقيدة.
3- معنى (خَالِدِينَ فِيهَا ) يرجع فيها إلى ماجمع من الأحاديث والأثار وهي على مراتب ، الأولى كتب التفسير في كتب السنة :
1-كتاب تفسير القرآن من صحيح
‎2- كتاب التفسير من صحيح مسلم
‎3_أبواب تفسير القرآن من جامع الترمذي
‎4- كتاب تفسير القرآن من جامع عبد الله بن وهب المصري
5- كتاب التفسير من سنن سعيد بن منصور الخراساني ـ
وكذلك كتب التفسير في جوامع الأحاديث والتفاسير المسندة مثل : 1- تفسير القرآن العزيز للصنعاني ، 2- تفسير الرازي ، 3- تفسير الثعلبي وغيرهم

. اكتب رسالة بأسلوب التقرير العلمي في تفسير واحدة من الآيات التالية:

3: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}.

قال "ابن تيمية" تنوعت عبارات المفسرين في لفظ (شهد) فقالت طائفة منهم مجاهد والفراء وأبو عبيدة : أي حكم وقضى، وقالت طائفة منهم ثعلب والزجاج: أي بين ،وقالت طائفة أي أعلم ،وكذلك قالت طائفة: معنى شهادة الله الإخبار والإعلام ،ومعنى شهادة الملائكة والمؤمنين الإقرار ) .

وقال : (كلّ هذه الأقوال وما في معناها صحيحة، وذلك أن الشهادة تتضمن كلام الشاهد وقوله وخبره عما شهد به ..).
وعلى هذا تكون هذه الشهادة قد تضمنت أمرين :
الأول : شهادته على نفسه عز وجل شهادة قولية وفعلية، فالقولية قوله عز وجل :(شهد الله أنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ ) وفعليه بما يظهره تعالى من آياته فكل الكائنات تشهد له عز وجل بلسان الحال، وكذلك بما نصب من الأدلة في أرضه وفي سمائه يراه العبد بفطرته كما قال الأعرابي البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ألا تدل على العليم الخبير ؟
( قال ابن كيسان : (شهد الله انه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ) بتدبيره العجيب، وأموره المحكمة عند خلقه أنه لا إله إلا هو .
الثاني : إخباره به وإعلامه لخلقه بما شهد به ، ومن تأول أنه بمعنى حكم وقضى فهو من اللازم ، لأن الحكم والقضاء إنما هو إلزام وأمر ، ولا أجل وأعظم من أن يأمر عباده بتوحيده وعدم الشرك به قال تعالى:(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ) وقال عز من قائل:(وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِين)
ولعظم شأن التوحيد شهد به تعالى وأشهد عليه خيرة خلقه،لأن الأمر العظيم لا يستشهد عليه إلا بعظيم مثله حيث قرن شهادته بشهادة ملائكته الكرام وصفوة خلقه العلماء العارفين لحقه
العالمين بوحدانيته وقدرته .
وقد فسرت شهادتهم بأمرين :
الأول : هو العلم والأقرار ، والثاني التبيين والإظهار،
وَكلاهما مطلوبان ممن كان بهذا الوصف وبهذه المكانة التي وضعها الله بها، بوصفهم بأولي العلم دلّ ذلك على تمكنهم منه وانتفاعهم به ونفعهم به غيرهم قال تعالى:(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
وأولى ما يُعْلم ويُعَلّم هو توحيد الله واخلاص العبادة له ونبذ ما يشوبه، قال تعالى:(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِله) وهو الذي بمعرفته يزيد الإيمان ويحصل اليقين وتحصل الخشية قال تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فهم بهذا العلم قد وصلوا إلى العلم اليقيني نسأل الله الكريم من فضله
الذي به نالوا هذه المرتبة العالية .
وقد وصفهم الله في كتابه بأحسن وصف وأسماه فسماهم ربانيين ،قال تعالى:(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ )
ومعنى قائم بالقسط أي متكلماً بالعدل مخبراً به آمراً به، لا يماثله أحد من خلقه في شيء من أموره، لا قولاً ولافعلا، وفي هذه الآية ردٌ على ما أضافته النصارى الذين حاجوا النبي صلى الله عليه وسلم في عيسى وغيرهم أنه إله ، فأخبرهم سبحانه أنه الآله الحق الذي يستحق العبادة وحده وفنّد في هذه السورة افترءاتهم وأبطل أكاذيبهم .
ثم قال تعالى (لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْعَزِيز الْحَكِيم) قال جعفر بن محمد "الأولى وصف وتوحيد، والثانية رسم وتعليم " قال ابن تيمة (ومعنى هذا أن الأولى شهادة الله بهاحيث قال (شهد الله انه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ) والتالي للقرآن إنما يذكر أن الله شهد بها هو والملائكة وأولوا العلم ، وليس في ذلك شهادة من التالي نفسه بها ، فذكرها الله مجردة ليقولها التالي، فيكون التالي قد شهد بها انه لا اله الّا هو).
وختم هذه الآية بالعزيز الحكيم ليكون دليلاً على قسطه وعلى وحدانيته،وإثبات لعزته وحكمته، فالعزة تتضمن القدرة والشدة والامتناع والغلبة، والحكيم يتضمن حكمه وعلمه وحكمته فيما يقوله ويفعله ،حكيمٌ سبحانه في إراداته وأفعاله وأقواله.
وفي الآية من البلاغة والبيان ،حيث قدم العزة على الحكمة لأن السياق يتحدث عن قدرة الله ووحدانيته وعدله، ومنها رد العجز على الصدر فقد رد (الْعَزِيز) إلى تفرده بالوحدانية التي تقتضي العزة، ورد (الْحَكِيم) إلى العدل الذي هو القسط فالحكمه تلائم القيام بالقسط فأتى (بالعزيز الحكيم)لتقرير الأمرين.
وقدتضمنت هذه الآية على وجازتها ثلاثة أصول : وهي شهادة التوحيد ، وإثبات عدله، وإثبات قدرته وحكمته، فسبحان من أعجز بكلامه البلغاء ،ودان له من في الأرض والسماء .
واختلف المفسرون في قوله (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) هل هو كلام مستأنف، أم داخلٌ في مضمون هذه الشهادة ، وهذا الاختلاف مبنيٌ على القراءة فمن كسر "إنّ" كانت القراءة على الإستناف ومن باب الخبر، والغرض منه بيان فضيلة هذا الدين بأجمع عبارة وأوجزها،وهو الذي قال به "ابن جرير" وعليه الجمهور ورجحه ابن القيم لأن الكلام قبله قد تم ،والجملة الثانية مؤكدة لمضمون ما قبلها، فيكون أبلغ في التقرير، وأذهب في المدح والثناء، .
وقال "لهذا كان كسر (إنّا كُنّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إنَّهُ هو البَرُّ الرَّحِيمُ) أحسن من الفتح وكان الكسر في قَوْلِ المُلَبِّي " لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ " أحْسَنَ مِنَ الفَتْحِ ).
ومن قرأ "إِنَّ" بالفتح فتأتي على أنّ الله تعالى شهد بتوحيده على أن الدين عند الله هوالإسلام ،فتتضمنت الشهادة توحيده سبحانه وتحقيق أن الإسلام هو الدين المرضي عنده تعالى ،وهوقول الكسائي وورد في رواية لأبن جرير عن ابن عباس ، وبن مسعود
قال "ابن كثير (أي شهد هو وملائكته وأولو العلم من البشر بأن الدين عند الله الإسلام ) وذكر أن المعنيين صحيح .
ففي الآية تقرير لألوهيته وبيان للعبادة والدين الذي يُتعين أن يعبد به ويدان له أنه دين الإسلام، قال تعالى :(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)

وصلى الله على نبيّنا محمد وسلم تسليماً كثيرا .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 11 جمادى الآخرة 1439هـ/26-02-2018م, 04:58 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 10-22)

1. استخلص المسائل، ثم رشّح المراجع الأوّلية لبحث ثلاثة منها، من قول الله تعالى:
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.
علوم السورة
-سبب النزول
المسائل التفسيرية:
-مناسبة الآية لما قبلها
-مقصود الآية
-المخاطب في الآية
-فائدة استفتاح الآية بقل.
-من يوجه له القول
-نوع الإستفهام في قوله:(أؤنبئكم) والمراد به.
-متعلق الإستفهام
-معنى النبأ
-سبب الخيرية في قوله:(بخير )
-فائدة ابهام الخير
-مرجع الإشارة في ( ذلكم)
-معنى التقوى
-المقصود من تخصيص صفة التقوى
-دلالة اسم الرب مضافا لضمير المتقين.
-معنى الجنة لغة.
-وصف الجنة
-دلالة قوله: ( خالدين فيها)
-معنى وصف الأزواج ب( مطهرة)
-الحكمة من تخصيص ذكر نعمة (الأزواج)
-أركان الثواب
-معنى رضوان الله.
-د لالة عطف الرضوان على ما سبق من النعيم
- دلالة التنوين في رضوان
-دلالة اظهار اسم الله فلم يقل: رضوان منه.
-الحكمة من ذكر رضوان الله بعد ذكر نعيم الجنة.
-دلالة الباء في قوله:( بالعباد)
-المراد بالعباد
-المقصود من قوله: ( والله بصير بالعباد)
-أنواع النعيم في هذه الآية والشواهد على ذلك.
المراجع :
تفسير الطبري ،ابن إبي حاتم،وابن عطية وابن كثير والرازي وغيرهم
المسائل المختارة
-مناسبة الآية
-الحكمة من ذكر رضوان الله بعد ذكر نعيم الجنة.
-المقصود من قوله( والله بصير بالعباد)
المراجع المختارة:
-تفسير جامع البيان لابن جرير الطبري
-تفسير مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي
-تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور

رسالة بأسلوب التقرير العلمي في تفسير قوله تعالى :
قال تعالى :﴿فَإنْ حاجُّوكَ فَقُلْ أسْلَمْتُ وجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ، وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ. ﴾
بعد أن أقام الله تعالى الحجة البينة على أن الدين عند الله هو الإسلام وأن أهل الكتاب اختلفوا بعد ما أن جاءهم العلم بغياً وحسدا ،لقن في هذه الآية الكريمة ،نبيه صلى الله عليه وسلم الحجة لمن جادله وخاصمة منهم بالشبة الباطلة والأقوال المنحرفة ،فقال تعالى : (فَإنْ حاجُّوكَ فَقُلْ أسْلَمْتُ وجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ، وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) ففي قوله تعالى:(فَإنْ حاجُّوكَ ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ،وهو توجيه له بما يردّ به على من حاجّه وجادله،وأختلف المفسرون بمرجع الضمير في (حاجّوك) فقيل : اليهود والنصارى روي عن الحسن، وقال مقاتل في تفسيره : يعني اليهود ،وقيل :أن المراد النفر من نصارى نجران الذين جادلوه في أمر عيسى عليه السلام ، قاله ابن جرير ،وقال الزجاج:أهل الكتاب والمشركين ،وقال أبو مسلم :جميع الناس لِقَوْلِهِ بَعْدَ ﴿وقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ والأُمِّيِّينَ﴾ .
و الراجح أن مرجع الضمير عائد إلى النفر من وفد نصارى نجران ، لأن السورة مدنية وسياق آياتها من صدر السورة إلى الآية الثالثة و الثمانين ، منها نزل في وفد نصارى نجران ، الذين حاجوه في أمر عيسى عليه السلام .
والمحاجّة : مُفاعلة ومعنى المحاجّة :المخاصمة ، المحاجّة هي أن يتبادل المتجادلان الحجة، بأن يقدم كل واحد حجته ويطلب من الآخر أن يرد عليها أو يقدم الحجة على ما يدعيه ويزعم أنه الحق الذي لا شك فيه. وأكثر استعمال فعل حاجّ في معنى المخاصمة بالباطل : كما في قوله تعالى : { وحاجّهُ قومه } [ الأنعام : 80 ] وقوله تعالى : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه } في سورة [ البقرة : 258 ] .
واختلف المفسرون بالمحاجّ فيه :
قيل :الدين ،قاله مقاتل و أبو حيان .
وقيل: في أمر عيسى ، قاله ابن جرير
وقيل:ما يأتون به من الباطل من قولهم: خلقنا وفعلنا وجعلنا وأمرنا فإنها شبه باطل قد عرفوا ما فيها من الحق. قاله محمد بن جعفر بن الزبير
وقيل: الأقاويل المزورة، والمغالطات. قاله ابن عطية
وقيل: جادلوك في التوحيد. قاله ابن كثير
والراجح : هوالجمع بينها فوفد نجران جادل النبي صلى الله عليه وسلم ، في ألوهية عيسى عليه السلام ،مستدلين بمغالطات وشبه باطله ، يعرفون الحق فيها .فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، أن يقول لهم إني انقدت وأخلصت قصدي في عبادتي لله وحده ، وكذلك من اتبعني على ديني ، فهم قد انقادوا وأسلموا قصدهم لله ، معرضين عن طريق الضلال ، كما قال تعالى : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) [ يوسف : 108 ]
وقوله :(فَقُلْ أسْلَمْتُ وجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ )
المراد بإسلام الوجه:إخلاص القصد في العبادة ،لله وحده ، دون من سواه، وانقدت له .
وخص الوجه هنا،بالعبير عن الذات ،لأنه أشرف أعضاء الإنسان وأكرمها، وهو الذي تكون به المواجهه.فإذا خضع الوجه لشيء خضعت سائر الجوارح.
(وَمَنِ اتَّبَعَنِ)أي ومن اتبعني أخلص قصده في عبادته لله وانقاد له، وقيل معطوفة على (لله)أي ولمن اتبعني بحسن الصحبة وتعليمه.
ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ،أن يدعوهم ، إلى سبيله وطريقه الذي اتبعه ،وهو الدين الخالص لله وحده ،ويدعوهم إلى الدخول في شرعه ،فقد تبين لهم الحق الذي لا مرية فيه ، فحال العاقل أنه إذا عرف الحق وتبين له أن يدخل فيه ويلتزمه لا أن يكابر فقال
(وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ) المراد بالذين أوتوا الكتاب :اليهود والنصارى والأميين هم مشركوا العرب سموا بذلك لأنهم أمة أمية لا تكتب ، أو لأنه لا كتاب لهم ، أو نسبة لمكة فهي تسمى أم القرى
( أَأَسْلَمْتُمْ )أي أأقررتم بالتوحيد وأخلصتم عبادتكم لله ،فقيل:أنها بمعنى الأمر والحض أي :أسلموا.
وقيل: للتهديد ، كما تقول للرجل بعد أن تأمره وتؤكد عليه " أقبلت. . وإلا فأنت أعلم ، والمعنى أنك تسأله متوعدا .
قال صاحب الكشاف: وقوله أَأَسْلَمْتُمْ يعنى أنه قد أتاكم من البينات ما يوجب الإسلام ويقتضى حصوله لا محالة فهل أسلمتم أم أنتم بعد على كفركم وهذا كقولك لمن لخصت له المسألة ولم تبق من طرق البيان طريقا إلا سلكته: هل فهمتها لا أم لك. ومنه قوله- تعالى- فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ بعد ما ذكر الصوارف عن الخمر والميسر. وفي هذا الاستفهام استقصار- أى عد المخاطب قاصرا- وتعيير بالمعاندة وقلة الإنصاف، لأن المنصف إذا تجلت له الحجة لم يتوقف في إذعانه للحق .
ثم بين الله تعالى نتيجة أختيارهم أحد الطريقين ، الهدى أو الإعراض فقال :
(فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ، وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ)
أي إن انقادوا للحق واخلصوا لله ، وآمنوا بمثل ما آمنم به ،فقد اهتدوا للطريق المسقيم طريق الإيمان، وإن تولوا وأعرضوا عن الإسلام ، فلا يضرك اعراضهم شيئاً، إنما عليك تبليغ الناس دين الله وشرعه ، وإقامة الحجة عليهم ، والله بصير بهم لا يخفى عليه من أمرهم شيئاً، فيجازي كلا بعمله ، إن خير فخير وإن شر فشر .
اختلف العلماء في نسخ هذه الآية ، فقيل :إنها محكمة ، والمراد بها تسكين نفس الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأنه كان يحرص على هدايتهم ، ويتحسر على إعراضهم،وقيل : المراد بها الإقتصار على التبليغ ، وهذا منسوخ بآية السيف .ذكره ابن الجوزي وابن عطية وغيرهم
قال أبن عطية: وهذا يحتاج أن يقترن به معرفة تاريخ نزولها، وأما على ظاهر نزول هذه الآية في وقت وفد نجران فإنما المعنى فإنما عليك البلاغ بما فيه قتال وغيره.
قال ابن كثير :هذه الآية وأمثالها من أصرح الدلالات على عموم بعثته صلّى الله عليه وسلّم إلى جميع الخلق كما هو معلوم من دينه ضرورة، وكما دل عليه الكتاب والسنة في غير ما آية وحديث.أهـ
فهذه الآية قطعت الحجة ،على من ادعى أن هذا الدين خاص بالعرب وأن محمد صلى الله عليه وسلم رسالته خاصة بالعرب ، فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم، أن يأمر أهل الكتاب المشركين ، بالإسلام ، أسلموا تسلموا ، ويهددهم إن تولوا فالله بصير بهم عليم بأقوال وأفعالهم وما تخفي صدورهم .والله أعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت أسغفرك وأتوب إليك

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 3 رجب 1439هـ/19-03-2018م, 03:13 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير آل عمران
(الآيات 10-22)


أحسنتم بارك الله فيكم وأحسن إليكم.

تفسير قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} الآية.

1: هناء هلال أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- القاضي أبو محمد هو نفسه ابن عطية الأندلسي.
- يلاحظ عدم تخريجك للأحاديث والآثار.

2: فاطمة الزهراء أحمد ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: توجد ملاحظات على عدد المسائل وصياغتها، ويستفاد من مسائل الأستاذة هناء فقد أجادت.
ومسألة معنى الاستفهام مسألة تفسيرية بيانية يرجع فيها إلى كتب البلاغة إضافة إلى كتب التفسير اللغوي.
ج2: يلاحظ أيضا عدم تخريج الأقوال، مع ملاحظة على تحرير مسألة تعيين المزيّن في الآية، وأحيلك على تحرير الأستاذة هناء.

3: هيا أبو داهوم أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 3 رجب 1439هـ/19-03-2018م, 04:40 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير آل عمران
(الآيات 10-22)


تفسير قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} الآية.

4: بدرية صالح ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: فاتتك بعض المسائل، وأحيلك إلى مسائل الأستاذة هناء.
أما بالنسبة للمراجع فالمطلوب مراجع بحث ثلاث مسائل مما استخلصتيه، لكنك على ما يبدو قد وضعتِ مراجع بحث لجميع المسائل، وليست مناسبة لكل هذه المسائل.
ج2: وردت قراءة ثالثة عن ابن عباس بكسر "إنه" وفتح "أن"، كما أورد ابن عطية قراءات أخرى في لفظة "شهد"، ويجب بيان المعنى على كل قراءة.

5: ميسر ياسين أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: أحسنت استخلاص المسائل وتعيين المراجع، مع وجود ملاحظات على صياغة بعض المسائل.
ج2: توجد قراءة بالفتح في الموضعين، فتكون الشهادة على وحدانية الله وعلى أن الدين المقبول عنده هو الإسلام.

6: شيماء طه د

بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: المراجع المذكورة لا تصلح لبحث كل هذه المسائل.
ج2: توجد أوجه كثيرة للقراءات في الآية، ولكنك تكلمت عن بعضها فقط وباختصار.

7: تماضر ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: "مسائل التفسير والاعتقاد واللغة" تصنيف لا يصحّ، وإنما الصحيح أن يفصل كل نوع على حدة، نظرا لاختلاف مراجع بحثه.
- التفسير الإجمالي للآية لا يعد مسألة.

ج2: وردت قراءة ثالثة عن ابن عباس بكسر "إنه" وفتح "أن"، كما أورد ابن عطية قراءات أخرى في لفظة "شهد"، ويجب بيان المعنى على كل قراءة.
- لم تفسّري قوله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام}، ولم تشيري إلى سبب النزول.

8: منيرة محمد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: وردت قراءة ثالثة عن ابن عباس بكسر "إنه" وفتح "أن"، كما أورد ابن عطية قراءات أخرى في لفظة "شهد"، ويجب بيان المعنى على كل قراءة.
- لم تشيري إلى سبب النزول.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 1 رمضان 1439هـ/15-05-2018م, 08:52 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم..

قوله تعالى: {فإن حاجّوك فقلت أسلمت وجهي لله} الآية.
9: مضاوي الهطلاني ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: لم أفهم قصدك من ذكر ثلاثة مراجع بعد المسائل الثلاثة المختارة، هل كل مرجع يختصّ بمسألة على الترتيب أم ماذا؟
غير أن المسألة الواحدة يجب أن يبيّن نوعها ومجموعة المراجع المتوقّع أن تبحث فيها.
ج2: اختصرتِ في مسألة تسمية من لا يكتب بالأميّ، وذكرتِ وجها واحدا لمعنى قوله تعالى: {أسلمت وجهي لله}.
ويلاحظ عدم تخريجك للمرويات، وعدم نسبة الأقوال أحيانا.



قوله تعالى: {قد كان لكم آية في فئتين التقتا} الآية.
10: أمل يوسف أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir