دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة العقيدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 ربيع الأول 1435هـ/14-01-2014م, 02:29 PM
مثقف متجول مثقف متجول غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 12
افتراضي سؤال: هل الصواب قول أهل السنة: «أن الإيمان يزيد وينقص»، أم قول بعض الفرق: «أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص»؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال في موضوع الإيمان
أهل السنة يقولون بأن الإيمان يزيد وينقص، وبعض الفرق تقول بأنه لا يزيد ولا ينقص بناءا على إخراج العمل من مسمى الإيمان، والحجة عندهم بأنه إذا نقص الإيمان سيقع الشخص في الكفر لأن الإيمان إذا طرأ عليه نقص يعني صار كافر ، والعلة في هذا القول بأنه يجب أن يكون الإيمان بيقين بدون شك والشك كفر فإذا قلَّت نسبة الإيمان معناه أنه شك والإيمان لم يكن 100%، فهل هذا القول يسلم، وكيف يرد على مسألة أنه إذا نقص الإيمان صار كافرا لأنه يجب أن يبقى الإيمان بالله 100% ولا يقبل إيمان شخص نقص إيمانه عن هذا؟


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 ربيع الثاني 1435هـ/16-02-2014م, 09:27 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مثقف متجول مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال في موضوع الإيمان
أهل السنة يقولون بأن الإيمان يزيد وينقص، وبعض الفرق تقول بأنه لا يزيد ولا ينقص بناءا على إخراج العمل من مسمى الإيمان، والحجة عندهم بأنه إذا نقص الإيمان سيقع الشخص في الكفر لأن الإيمان إذا طرأ عليه نقص يعني صار كافر ، والعلة في هذا القول بأنه يجب أن يكون الإيمان بيقين بدون شك والشك كفر فإذا قلَّت نسبة الإيمان معناه أنه شك والإيمان لم يكن 100%، فهل هذا القول يسلم، وكيف يرد على مسألة أنه إذا نقص الإيمان صار كافرا لأنه يجب أن يبقى الإيمان بالله 100% ولا يقبل إيمان شخص نقص إيمانه عن هذا؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الصواب هو ما عليه أهل السنة والجماعة من أنّ الإيمان يزيد وينقص، وهو ما دلّت عليه الأدلّة الصحيحة من الكتاب والسنّة؛ فقد قال الله تعالى: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم} فحكم بأنّهم كانوا مؤمنين ثم ازداد إيمانهم؛ وقال تعالى: {وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيمانا فأمّا الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون} ، وقال تعالى: {ليزداد الذين آمنوا إيمانا}
فهذه الأدلّة وما في معناها صريحة في أنّ الإيمان يزيد ، والتصديق بزيادة الإيمان هو من التصديق الواجب بخبر الله تعالى، ومن أنكر أنّ الإيمان يزيد فهو مكذّب لله عزّ وجل كافر بهذا التكذيب إلا أن يكون له ما يرفع عنه حكم الكفر لشبهة تأويل أو جهل يعذر بمثله.
والإيمان تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح؛ وهذه الأمور يتفاضل فيها المؤمنون تفاضلاً كبيراً؛ فليس تصديق الصدّيقين كتصديق أصحاب الكبائر من المسلمين مع أنّ اسم الإيمان يشملهم ، وكذلك ما يقوم في القلب من أعمال الإيمان كمحبة الله تعالى وخشيته ورجائه والإنابة إليه والتوكل عليه والاستعانة به وغيرها من العبادات العظيمة يتفاضل فيها المؤمنون تفاضلاً كبيراً؛ ليسوا فيها على مرتبة واحدة؛ وإذا كانوا كذلك في أعمال القلوب ففي أعمال الجوارج وقول اللسان تفاوتهم أظهر وأكثر؛ فإن من دلائل قوّة الإيمان كثرة ذكر الله عزّ وجلَ، وأمّا الذي يغفل عن ذكر الله كثيراً فّإنما ذلك من ضعف إيمانه، فإنّ من أحبّ شيئاً أكثر من ذكره، ومن كانت محبّته لله عظيمة كان ذكره لله كثيراً.
وكذلك الأعمال التعبّدية الظاهرة من الصلاة والصدقة والصيام والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله والدعوة إليه وتعليم الناس أمور دينهم والنصيحة لهم ابتغاء وجه الله كلّ ذلك من أعمال الإيمان التي تفاوت المسلمين فيها ظاهر معروف، ومن زعم أنّه لا أثر لها في زيادة الإيمان فهو كاذب في دعواه.
وأصل الجواب على هذه الشبهة أنّ التصديق منه قدر لا يجزئ أن ينقص العبد منه شيئاً، وهو ما يتحقق به معنى التصديق شرعاً، فيؤديه بالقدر الذي يصحّ به إيمانه، وما زاد على ذلك فهو إما من واجبات الإيمان، أو من إحسانه المستحبّ، كما أنّ من توضّأ بالقدر المجزئ الذي يستوعب به غسل الأعضاء الواجب غسلها مرة واحدة فوضوؤه صحيح مجزئ، لكنّه ليس كمن يأتي بسنن الوضوء وآدابه ويتحرّى الإحسان فيه بأن يسبغ الوضوء ويغسل الأعضاء ثلاثاً من غير إسراف ولا تعدّي ويقرأ ما ورد من الذكر بعد الوضوء، كلاهما متوضّئ ووضوؤه مجزئ لكن شتان ما بينهما في الأجر والثواب وزيادة الإيمان، وكذلك من يصلّي الصلاة فيقتصر فيها على ما يتأدّى به الفرض فإنّ صلاته تجزئه ويثاب عليها لكنّه ليس كمن يتحرّى الإحسان في الصلاة والخشوع فيها ويجتهد في أداء آدابها وسننها، وقد يؤدّي بعض الناس الصلاة بالقدر المجزئ الذي تصحّ به الصلاة شرعاً مع اقترافه بعض المحرمات والمكروهات التي لا تبلغ أن تبطل الصلاة، وإن كانت تنقص من ثوابها.
فلذلك فإنّ من كان تصديقه ناقصاً بحيث يكون لديه تكذيب بما يجب التصديق به فهو كافر لا ينفعه بعض تصديقه، وهذا كمن يصدّق بعض كلام الله تعالى ويكفر ببعض ؛ فهو كافر خارج عن دين الإسلام كما قال الله تعالى: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا . أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذاباً مهينا}
وأمّا من كان يصدّق بكلّ ما يعلمه مما أخبر الله به فهو مؤمن وإن كان الذي يعلمه من ذلك قليلاً، فيكفيه التصديق المجمل ، وكلّما علم تفصيل شيء من خبر الله عزّ وجل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وجب عليه التصديق به، وكلما علم شيئاً من واجبات الإيمان وجب عليه الإتيان به.
وأمّا من يزعم أنّه لا يصحّ الإيمان بالله حتى يكون إيماناً كاملاً بالدرجة التامّة فهذا لا يعرف حقيقة معنى الإيمان ، وكلامه هذا فيه إلزام للناس بما لا طاقة لهم به، فإنّ ما يجهله العبد من أسماء الله وصفاته ومعانيها وآثارها وتفاصيل أحكامه وأخباره كثير لا تحيط به معرفة العبد.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, هل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir