دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 رجب 1431هـ/29-06-2010م, 07:30 AM
فتى التوحيد فتى التوحيد غير متواجد حالياً
المستوى الأول - الدورة الأولى
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 26
افتراضي فما قدروا الله حق قدره

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي جعل لكل زمان خلفاء وحنفاء له وحده يدعون من ضل عن طريق الهدي ويصبرونا على الأذى والحمد الله الذي من علينا بنعمه ظاهره وباطنه وأهمها نعمة الإسلام والأيمان والحمد الله الذي جعلنا من جنوده وأولياءه وحزبه والحمد الله الذي جعلنا من أتباع خاتم الأنبياء محمد صلي الله عليه وسلم الذي تركنا على المحجة البيضة ليله كنهارها لا يزيغ عنه إلا هالك والحمد الله الذي اختارنا من بين ملايين البشر من أجل إقامة دينه في قلوبنا وعلى أرضنا وبيننا فالله الحمد والمنة أن هدانا للإسلام وألحقنا بخير البشر رسول الله وصحابة الكريم والتابعين بأحسان الي يوم الدين فأنه لا معبود بحق العبودية الخالصة إلا سواه ولا محبوب بحق الحب الخالص من القلب النقي إلي سواه ولأنه خلقنا وأنعم علينا بنعمه ظاهره وباطنها وربانا في وقت لا يدري الوالد عن ولده شيئا ألا أن ينتظر متى يظهر له الولد والأم لا تدري إلا انه هناك مخلوق في بطنها فهيا كذلك تنتظر, فربانا ورزقنا في بطون أمهاتنا وأنار لنا ظلمت البطون بنور الفطرة النقية وهي توحيد رب البرية توحيده بالربوبية والإلوهية وأسمائه وصفاته العلية والحمد الله الذي ذكرنا في قرآنه فقال ((قل يا عبادي)) وله الحمد أن جعلنا من عباده وأعانا على الهداية وعلى معرفة الحق وكفرنا بعبودية ما سواه من الإله الباطلة التي يصرف له العبادة أو الطواغيت الطاغية التي تدعي لنفسه العبادة من دونه فالله هو الرب وبما انه هو الرب أذا هو المالك ويترتب على هذا الملك أنه يأمر وينهى في ملكه الم يقل الله تعالى ((ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ))فأين كنا عندما ذكرنا الله في قرآنه قبل أن يخلقنا لم نكن ثم كنا لم نكن بشر وخلق من خلق الله وبهذا الكينونة أصبح لدينا تكاليف وأمور يجب علينا مراعاته وحملها بكل رجولة فمن نحن حتى سخرا الله لنا كل شيء الشمس والقمر والسموات والأرضيين والليل والنهار والدواب والطيور أليس وراء هذا أمر عظيم وشئ جليل , فسبحان الله عندما كنا نطاف لا نري بالعين المجردة فكل مرة يتردد في ذهني سؤال من نحن ولماذا خلقنا? ولماذا خلقنا الله من تراب ثم نطفة ثم سوانا رجالا؟ لماذا لم يخلقنا من نور أو من أي شيء أخر إلا أن يكون لهذا الخلق شيء منفرد به ولماذا الإنسان هو الوحيد الذي أم جنة أو نار وباقي المخلوقات لا جنة ولا نار الا الجن فهم مكلفونا معنا ولماذا حملنا لنا هذه الأمانة العظيمة ونحن لا وجود لنا مقارنة بخلق الله من الشمس والقمر والأرض والسماء والجبال فمن نحن حتى تعطى لنا هذه الأمانة من ؟ ولماذا لما تعطي للملائكة إلا أن هناك أمر خلقنا من أجله ونحى من أجله ومن هنا يريدنا الله أن نموت من أجله فهل نحن كفأ لهذا الأمانة العظيمة فعندما نرحل في التفكر في خلق السموات والأرض والشمس والقمر والجبال والبحار وخلق الله من كل جنس ولون لماذا نحن الذي كلفنا بهذه المهمة .الجواب لأن الله عظيم ويترتب على هذه العظمة أن خلقنا لكي نعظمه ونقدسه فنحن مخلوقين من اجل أن نعظم الله بكل معنى التعظيم وتعظيمنا له هو في ملخص بسيط وهو ((عبادته وحدة لا شريك له في هذه العبودية التي خلقنا من أجلها فقال {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } وتحقيقنا لهذا العبادة ينحصر في أن نوحده بربوبيته وإلوهيته وأسمائه وصفاته وان نقر له بالحاكمية العلية والسلطان الاعظم له وان نوحده بأفعاله وهذا توحيد المعرفة والإثبات وان نوحد أفعالنا له وهذا توحيد الطلب والقصد وان نحصي ونتدبر ونسبح في معاني أسمائها وان نقدس صفاته فأنه عظيم ولأنه عظيم خلقنا وسر خلقنا في عظمته والله لو كتبت ملاين الكلمات كما قال الله قل لو كان البحر مدادآ لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددآ, لا أستطيع أن أوصف عظمة ملك الملوك وجبار السماوات والأرض ومن أجل هذا ينبغي على كل موحد أن يعلم بأنه مخلوق لتعظيم الخالق لأنه يحب العظمة ويحب من يعظمه ويتذلل له ويخضع له فجزاءه الجنة التي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر و والله حتى ولو لم تكن الجزاء الجنة فنحن مطالبين بحق عبوديته وتعظيمه لأنه هو الذي خلقنا فنحن مملوكين له وعبيد له ولكن من كرمه وفضله أن خلقنا لنا جنة جزاء طاعته وعبادته ولكن بعد خلق الجنة خلق النار بما انه خلق الجنة لأهل السعادة فمن الأحرى أنه يخلق نار وعذاب لأهل معصيته كمعصية إبليس بالكفر وجعل الشرك عنوان للمشركين في حياتهم فأشركوا به ألهآ أخر فهذه اكبر معصية عصى الله به ومن بعدها اوليائه, فالحمد الله الذي شهدت له جميع مخلوقاته بربوبيته وأقرت له بإلوهيته إلا الأنس والجن فكثير منهم فاسقون عن عبادة الله وإفراده بالإلوهية وأما باقي الخلائق التزمت بمحض فطرته الخلقية عبوديته فكل المخلوقات تعبد الله وتسبح له ولم تشرك به فهذا الهدد الذي من أجل أن رأى ملكة سبأ تسجد للشمس من دون الله غار وثار وغضب فمن الهدد فأنه لا في جنة ولا نار وانه تراب يوم القيامة فوظيفته في الدنيا أنه مخلوق ومسخر لنا لكي نتمتع بمنظره الجميل هذه سر خلقه فلماذا غضب الهدد, كان من الأحرى أن يقول لا دخل لي والله لقد دخل سبأ وسبأ كأنه جنة في الأرض أي وجد فيه كل ما يحب ويشتهي فهو تكفيه حبوب قمح بسيطة ولكن فطرته الخلقية لم تسمح له أن يشاهد خلق يشرك بالله في الإلوهية فغضب وقال إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ{23} وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ{24}(وهنا غضب الهدد وقال) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ{25} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ هذا الهدد فأين أنت من الهدد اين غضبك على دين ربك أن الله تعجب لأيمان عبديهى ابراهيم واسمساعيل في موقف الذبح لأنهم أنصاعوا لأمر الله ونحن متى يتعجب الله من غيرتنا على ديننا وعلى عقيدتنا التي بها نورتا قلوبنا وافئدتنا والله لان يتعجب الله من غيرتنا وايماننا الا ان نأخذا الدين بقوة كما قال تعالي {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً }مريم12 فعندما نأخذها بقوة نكون رجال كالرجال الذين وصفهم الله في كتابة بأن صدقوا وهذا سر الرجولة مع الله في الصدق الخالص من النقي النقي فقال تعالي {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23 وعندما لا تتمكن مننا الدنيا ولا تلهينا على اقامة ديننا نكونا رجال الله كما لقال تعالي {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }النور37 فهذه الرجولة التي يريده الله رجولة القلب وصدقه مع الله فالحمد الله رب العالمين أن جعلنا من أولياءه ولا حولا ولا قوة الا بالله العالي العظيم .
فهذه مقدمة كتبته في وقت ظهر البواح في كلمن المعاصي والاثام والكفر والشرك والبدع والله المستعان
فقد بدل شرع الله بشرع البشر والله العظيم لا يعلمون ما يفعلون ولهذا قال تعالي {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج74 وجاء في حادي الارواح لأبن القيم قال تعالي في حديث قدسي فيقول الله عز و جل و عزتي و جلالي لو يعلم العباد قدر عظمتي ما عبدوا غيري وجاء في الجواب الكافي لأبن القيم قال تعالى ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم الآية أي إذا كان أحدكم يأنف أن يكون مملوكه شريك له فى رزقه فكيف تجعلون لى من عبيدي شركاء فيما أنا به متفرد وهو الآلهية التى لاتنبغي لغيري ولا تصح لسوائي فمن زعم ذلك فما قدرني حق قدري ولا عظمني حق عظمتي ولا أفردني بما أنا متفرد به وحدي دون خلقى فما قدر الله بحق قدره من عبد معه غيره كما قال تعالى يا أيها الناس ضرب مثلا فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له إلى قوله لقوي عزيز فما قدر الله حق قدره من عبد معه غيره من لايقدر علي خلق أضعف حيوان وأصغر وإن يسلبهم الذباب شيئا مما عليه لم يقدروا على الاستعاذة منه قال تعالى وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة الآية فما قدر من هذا شأنه وعظمته حق قدره من أشرك معه فى عبادته من ليس له شىء من ذلك البتة بل هو أعجز شىء وأضعفه فما قدر القوي العزيز حق قدره من أشرك معه الضعيف الذليل وكذلك ما قدره حق قدره من قال أنه لم يرسل إلى خلقه رسولا ولا أنزل كتابا بل نسبه إلى مال يليق به ولا يحسن منه من إهمال خلقه وتضييعهم وتركهم سدي وخلقهم باطلا عبثا وكذا ما قدره حق قدره من نفي حقائق أسمائه الحسنى وصفاته العلى فنفى سمعه وبصره وإرادته واختياره وعلوه فوق خلقه وكلامه وتكليمه لمن شاء من خلقه بما يريد ونفى عموم قدرته وتعلقها بأفعال عباده من طاعتهم ومعاصيهم فأخرجها عن قدرته ومشيئته وجعلهم يخلقون لأنفسهم ما يشاؤن بدون مشيئه الرب فيكون فى ملكه مالا يشاء ويشاء مالا يكون فتعالى عن قوله اشباه المجوس علوا كبيرا وكذلك ما قدره حق قدره من قال أ ! يعاقب عبده على مالا يفعله عبده ولا له عليه قدرة ولا تأثير له فيه البتة بل هو نفس فعل الرب جل جلاله فيعاقب عبده على فعله فهو سبحانه الذي جبر العبد عليه وجبره على الفعل أعظم من أكراه المخلوق للمخلوق وإذا كان من المستقر في الفطر والعقول إن السيد لو أكره عبده على فعل أو الجأه اليه ثم عاقبه لكان قبيحا فأعدل العادلين وأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين كيف يجبر العبد على فعل لا يكون للعبد فيه صنع ولا تأثير ولا هو واقع بارادته ولا فعله البتة ثم يعاقب عليه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وقول هؤلاء شر من أشباه قول المجوس والطائفتان ما قدر الله حق قدره وكذلك ما قدره حق قدره من لم يصنه عن نتن ولا حش ولا مكان يرغب عن ذكره بل جعله فى كل مكان وصانه عن عرشه أن يكون مستويا عليه إليه تصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وتعرج الملائكة والروح وتنزل من عنده وتدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم تعرج إليه فصانه عن استوائه على سرير الملك ثم جعله فى كل مكان يأنف الأنسان بل غيره من الحيوان أن يكون فيه وما قد الله حق قدره من نفى حقيقة محبته ورحمته ورأفته ورضاه وغضبه ومقته ولا من نفي حقيقة حكمته التي هي الغابات المحمودة المقصودة بفعله ولا من نفى حقيقة فعله ولم يجعل له فعلا اختياريا يقوم به بل أفعاله مفعولات متفصلة عنه فنفي حقيقة مجيئه وإتيانه واستوائه على عرشه وتكليمه موسى من جانب الطور ومجيئه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده بنفسه الى غير ذلك من أفعاله وأوصاف كماله التي نفوها وزعموا أنهم ينفيها قد قدروه حق قدره وكذلك لم يقدره حق قدره من جعل له صاحبة وولدا وجعله سبحانه يحل فى جميع مخلوقاته أو جعله عين هذا الوجود وكذلك لم يقدره حق قدره من قال إنه رفع أعداء رسول الله وأهل بيته وأعلى ذكرهم وجعل الله فيهم الملك والخلافة والعزو وضع أولياء رسول الله وأهل بيته وأهانهم وأذلهم وضرب عليهم الذل أين ما ثقفوا وهذا يتضمن غاية القدح فى جناب الرب تعالي عن قول الرافضة علوا كبيرا وهذا القول مشتق من قول اليهود والنصارى فى رب العالمين إنه أرسل ملكا ظالما فادعا النبوة لنفسه وكذب على الله وأخذ زمانا طويلا يكذب على الله كل وقت ويقول قال كذا وأمر بكذا ونهى عن كذا وينسخ شرائع أنبيائه ورسله ويستبيح دماء أتباعهم وأموالهم وحريمهم ويقول الله أباح لى ذلك والرب تعالى يظهره ويؤيده ويعليه ويقربه ويجيب دعواته ويمكنه ممن يخالفه ويقيم الادلة على صدقه ولا يعاديه أحد الاظفر به فيصدقه بقوله وفعله وتقريره وتحدث أدلة تصديقه شيئا بعد شىء إلى يوم القيامة ومعلوم أن هذا يتضمن أعظم القدح والطعن فى الرب سبحانه وتعالى وعلمه وحكمته وحمته وربوبيته تعالى الله عن قول الجاحدين علوا كبيراانتهي كلامه رحمه الله
والله الذين اشركوا مع الله اربابا في التشريع والله ما قدروا الله حق قدره والذين واشركوا معه غيره في انواع عبادته ما قدروه حق قدره والله فحسبي الله ونعم الوكيل .
الله خالق السموات السبع وانزل تشريعه من فوق سابع سماء وانزله عن طريق الروح الطاهر سيدنا جبرائيل على السلام على قلب سيدنا محمد اطهر الخلق اجمعين هذا كله يأتي بعده حشرة لا يسوى عند الله جناح بعوضة يدعي الربوبية لم ان اغتصب في الارض حق التشريع واغتصب سلطان الالوهية في حق التحيم بين العباد بما شرع فأصبح ربآ دون الله فلا إله الا الله ولا ربا لنا سواه وكل من يدعي هذه فهو طاغوت كافر ويجب ومن اصل الدين الذي اتي به رسول رب العالمين أن نكفر بهذا الطاغوت والدليل قوله تعالي {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256 والطاغوت عرفه العلماء واحسن من حده في التعريف ابن القيم رحمه الله وقال أن من تحاكم أو حاكم إلى غير ما جاء به الرسول فقد حكم الطاغوت وتحاكم إليه والطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم من عبادة الله إلى عبادة الطاغوت وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى الطاغوت ومتابعته وهؤلاء لم يسلكوا طريق الناجين الفائزين من هذه الأمة وهم الصحابة ومن تبعهم ولا قصدوا قصدهم بل خالفوهم في الطريق والقصد معا ثم أخبر تعالى عن هؤلاء بأنهم إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول أعرضوا عن ذلك ولم يستجيبوا للداعي ورضوا بحكم غيره ثم توعدهم بأنهم إذا أصابتهم مصيبة في عقولهم وأديانهم وبصائرهم وأبدانهم وأموالهم بسبب إعراضهم عما جاء به الرسول وتحكيم غيره والتحاكم إليه كما قال تعالى فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم اعتذروا بأنهم إنما قصدوا الإحسان والتوفيق أي بفعل ما يرضي الفريقين ويوفق بينهما كما يفعله من يروم التوفيق بين ما جاء به الرسول وبين ما خالفه ويزعم بذلك أنه محسن قاصد الإصلاح والتوفيق والإيمان إنما يقتضي إلقاء الحرب بين ما جاء به الرسول وبين كل ما خالفه من طريقة وحقيقة وعقيدة وسياسة ورأي فمحض الإيمان في هذا الحرب لا في التوفيق وبالله التوفيق .من كتاب إعلام الموقعين .
فلقد جهل الناس عظمت رب العالمين لم ان اتخذوا ربآ واله من دون الله وتحاكموا لغير شرع الله فهم جاهلون لم ان عرضوا عن حكم رب العالمين والدليل قوله تعالي : {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }المائدة50 يقول أبن كثير في تفسيرها :
وقوله: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المُحْكَم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها (3) بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان، الذي وضع لهم اليَساق (4) وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى، من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه، فصارت في بنيه شرعًا متبعًا، يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله [صلى الله عليه وسلم] (5) فلا يحكم سواه (6) في قليل ولا كثير، قال الله تعالى: { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ } أي: يبتغون ويريدون، وعن حكم الله يعدلون. { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } أي: ومن أعدل من الله في حكمه لمن عَقل عن الله شرعه، وآمن به وأيقن وعلم أنه تعالى أحكم الحاكمين، وأرحم بخلقه (7) من الوالدة بولدها، فإنه تعالى هو العالم بكل شيء، القادر على كل شيء، العادل في كل شيء.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هلال بن فياض، حدثنا أبو عبيدة الناجي (8) قال: سمعت الحسن يقول: من حكم بغير حكم الله، فحكم الجاهلية [هو] (9)أنتهى كلامه رحمه الله
فلا إله الا الله لا معبود بحق العبودية الخالصة الا الله لا رب الا هو ولا مالك الا هو ولا اله الا هو ولا مشر وحاكم الا هو وسلطان الا سلطان الله على البشر
بأذن الله يتبع ......

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فما, قدروا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir