دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > جمال القراء وكمال الإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ربيع الأول 1431هـ/15-03-2010م, 11:20 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الكتاب الخامس: أقوى العدد في معرفة العدد

الكتاب الخامس: أقوى العدد في معرفة العدد
عدد آي القرآن ينقسم إلى: المدني الأول، والمدني الآخر، والمكي، والكوفي، والبصري، والشامي.
فالمدني الأول رواه نافع بن أبي نعيم رحمه الله، عن أبي جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح، وبه أخذ القدماء من أصحاب نافع.
والمدني الأخير فهو الذي رواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، عن سليمان به مسلم بن جماز، عن شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي جعفر يزيد بن القعقاع مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، وعليه الآخذون لقراءة نافع اليوم، وبه ترسم الأخماس والأعشار وفواتح السور في مصاحف أهل المغرب.
وأما المكي فمنسوب إلى عبد الله بن كثير رحمه الله وغيره من أهل مكة، وهم يروون ذلك عن أبي بن كعب رحمه الله.
[1/189]
وأما العدد الكوفي فرواه حمزة بن حبيب الزيات رحمه الله ، بسنده إلى أبي عبد الرحمن السلمي ، وأبو عبد الرحمن يسند بعضه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وأما العدد البصري فمنسوب إلى عاصم بن ميمون الجحدري.
وأما العدد الشامي فعن يحيى بن الحارث الذماري ، رحمه الله .
فاتحة الكتاب:
هي سبع باتفاق، إلا أنهم اختلفوا في الآية السابعة: فعد الكوفي والمكي {بسم الله الرحمن الرحيم} آية من الفاتحة ، ولم يعدوا {أنعمت عليهم} وبالعكس المدنيان والبصري والشامي .
وعد {بسم الله الرحمن الرحيم} آية من الفاتحة: الشافعي رحمه الله ،
[1/190]
وأبو ثور ، وأحمد ، وإسحق ، وأبو عبيد ، وأهل الكوفة ، وأكثر أهل العراق ، وابن شهاب الزهري ، وعمرو بن دينار ، وابن جريح ، ومسلم بن خالد ، وسائر أهل مكة ، وهو مذهب ابن عمر ، والصحيح عن ابن عباس ، وبه تقول جماعة ، وأصحاب ابن عباس: سعيد بن جبير، وعطاء، ومجاهد، وطاووس. وقد روى الجهر بها في الصلاة عن أبي هريرة، وعمار، وابن الزبير، واختلف في ذلك عن عمر وعلي، وكان أحمد، وإسحق، وأبو عبيد، وسفيان، وابن أبي ليلى، والحسن بن حيي، وابن شبرمة يخفونها في صلاة الجهر، وكذلك يقول إبراهيم النخعي، والحكم بن عيينة، وحماد، وهو مذهب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وإلى ذلك ذهب أبو حنيفة رضي الله عنه.
وقال الكرخي وغيره من أصحابه: لم يحفظ عنه أنها من فاتحة
[1/191]
الكتاب أو ليست منها، ومذهبه يقتضي أنها ليست بآية منها، قالوا لأنه يسر بها في صلاة الجهر. والإسرار بها لا يدل على ما قولوه به، لأن جماعة من فقهاء الكوفة قد عدوها منها؛ وهم يسرون بها اتباعا للسنة في صلاة الجهر، واقتداء بالآثار الواردة في ذلك.
وقال داود: هي آية مفردة في كل موضع كتبت فيه في المصحف، وليست بآية في شيء مما افتتح به، وإنما هي آية في قوله عز وجل: {وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} لا غير.
قال الرازي: ومذهب أبي حنيفة يقتضي عندي ما قال داود، وكذلك قال مالك رضي الله عنه، إلا أنه قال: إن الله عز وجل لم ينزلها في شيء من كتابه إلا في وسط سورة النمل، ولا تقرأ في الفاتحة في الفريضة سرا ولا جهرا، وقال بجميع ذلك من قوله الأوزاعي وابن جرير الطبري، وعدوا كلهم {أنعمت عليهم} آية.
وحجة من عدها آية ما روى الليث بن سعد رحمه الله قال: حدثني خالد بن يزيد، عن سعد بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال: "صليت وراء أبي هريرة، فقرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}، ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ {ولا الضالين} فقال آمين وقال الناس آمين. وكان يقول كلما ركع وسجد الله أكبر وإذا قام من الجلوس قال الله أكبر ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده أني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم".
والليث بن سعد إمام قدوة، وخالد بن يزيد الإسكندري،
[1/192]
وسعيد بن أبي هلال من الثقات عند أهل الحديث.
وروى العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة جهر بها ببسم الله الرحمن الرحيم".
قالوا ومما يدل على أنها آية من أول فاتحة الكتاب: أن أم سلمة وصفت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته آية: {بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين..} فهذا دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأها كذلك ويجهر بها.
وعن عبد الله بن عمر وابن عباس رضي الله عنهما، أنهما كانا إذا افتتحا الصلاة يقرآن: بسم الله الرحمن الرحيم. وكذلك روي عن عبد الله بن الزبير. وروى سفيان الثوري رحمه الله عن عاصم قال: سمعت سعيد بن جبير يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) في كل ركعة. وروي عن ابن جريج قال: أخبرني أبي أن سعيد بن جبير أخبره عن ابن عباس، قال في قول الله عز وجل: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} قال: هي أم القرآن.
قال عبد الرزاق: "قرأها علي ابن جريج: {بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم. ملك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم * ولا الضالين} آية آية ، وقال: قرأها علي أبي كما قرأتها عليك وقال: قرأها علي ابن عباس كما قرأتها عليك. وقال ابن عباس: قد أخرجها الله لكم – يعني فاتحة الكتاب – وما أخرجها لأحد قبلكم}.
[1/193]
وعن سعيد بن جبير: سألت ابن عباس رضي الله عنه عن قول الله عز وجل: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} قال: هي أم القرآن استثناها الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأخرها حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم. قال سعيد: ثم قرأها ابن عباس، فقرأ فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم).
قال ابن جريج: قلت لأبي: أخبرك سعيد بن جبير أن ابن عباس قال له: {بسم الله الرحمن الرحيم} آية من فاتحة الكتاب؟ قال نعم. وعن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يجهر بـ {بسم الله الرحمن الرحيم} ويقول: هو شيء اختلسه الشيطان من عامة الناس.
وهذا هو الأكثر والأشهر عن ابن عباس، أنه كان يجهر بها، وأنها أول آية في فاتحة الكتاب، وعلى ذلك جميع أصحابه، ولا خلاف في ذلك. عن ابن عمر وابن الزبير وشداد بن أوس وعطاء ومجاهد وطاووس وسعيد بن جبير وعكرمة ومكحول وعمر بن عبد العزيز وابن شهاب الزهري، وقال محمد بن كعب القرظي: فاتحة الكتاب سبع آيات بـ {بسم الله الرحمن الرحيم}. وكان ابن شهاب يقول: من ترك {بسم الله الرحمن الرحيم}، فقد ترك آية من فاتحة الكتاب. وعن أبي المقدام: صليت خلف عمر بن عبد العزيز، فسمعته يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم.
وقال أبو عبيد: أخبرنا ابن أبي مريم عن عبد الجبار بن عمر أنه سمع كتاب عمر بن عبد العزيز يقرأ: (استفتحوا) بـ {بسم الله الرحمن الرحيم} وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقتدي بعمل أهل المدينة، ويحمل عليه الناس. وقال الشافعي رضي الله عنه: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز قال: أنا ابن جريج قال، أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم أن أبا بكر بن حفص بن عمر بن
[1/194]
سعيد أخبره أن أنس بن مالك أخبره قال: "صلى معاوية بالمدينة صلاة يجهر فيها بالقراءة، فلم يقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} ولم يكبر في الخفض والرفع.. فلما فرغ ناداه المهاجرون والأنصار: يا معاوية نقصت الصلاة، أين بسم الله الرحمن الرحيم، وأين التكبير إذا خفضت ورفعت.. فكان إذا صلى بهم بعد ذلك، قرأ بسم الله الرحمن الرحيم وكبر".
وهذا يدل على أن الجهر بها في أول الفاتحة في الصلاة من عمل أهل المدينة، وأنها آية منها لقولهم: {نقصت الصلاة}.
وروى عكرمة عن ابن عباس أنه كان يفتتح بـ {بسم الله الرحمن الرحيم} يجهر بها، وكان يقول: إنما ذلك شيء سرقه الشيطان من الناس.
وأما من لم يعدها آية من الفاتحة وأسقطها منها؛ فإنه احتج بما رواه قيس بن عباية قال: حدثني ابن عبد الله بن مغفل عن أبيه قال: "سمعني وأنا أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فقال: يا بني إياك والحدث، فإني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر وعثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقرأها، فإذا قرأت فقل {الحمد لله رب العالمين}.
وقيس بن عباية الحنفي أبو نعامة، ثقة عند أهل الحديث، إلا أنه لم يرو هذا الحديث عن ابن عبد الله بن مغفل سواه، فابن عبد الله بن مغفل مجهول، لأن المجهول عندهم من لم يرو عنه إلا رجل واحد، والمجهول لا تقوم به حجة. وقد ذهب إلى هذا الحديث من أسقطها، وذهب إليه أيضا من أسر بها، لأنه قال لم أسمع، أو ما سمعت أحدا منهم.
[1/195]
واحتجوا أيضا بما رواه أبو الجوزاء، واسمه أوس بن عبد الله، من ربيعة الأزد عن عائشة رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين، ويختمها بالتسليم".
قال أهل الحديث: هذا الحديث مرسل، لأن أبا الجوزاء لا يعرف له سماع من عائشة رضي الله عنها، وأيضا فإنه لا حجة فيه لمن أسقط {بسم الله الرحمن الرحيم} لأن قولها: يفتتح الصلاة بالحمد لله رب العالمين، لم ترد به نفي {بسم الله الرحمن الرحيم}، وإنما أردت: كان صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بهذه السورة ويختمها بالتسليم . وهذا واضح.
واحتجوا أيضا بما روى مالك رحمه الله عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة أنه سمعه يقول: سمعت أبا هريرة يقول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج)) هي خداج: غير تمام. قال: قلت يا أبا هريرة، إني أحيانا أكون وراء الإمام، قال فغمز ذراعي ثم قال: اقرأ بها في نفسك يا فارسي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل)) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأوا. يقول العبد {الحمد لله رب العالمين} يقول الله حمدني عبدي. يقول العبد {الرحمن الرحيم} يقول الله أثنى علي عبدي. يقول العبد {ملك يوم الدين} يقول الله تعالى: مجدني عبدي. يقول العبد {إياك نعبد وإياك نستعين} فهذه الآية بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. ويقول العبد {اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم
[1/196]
غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فهؤلاء لعبدي، ولعبدي ما سأل)).
وليس لهم حديث في سقوط {بسم الله الرحمن الرحيم} من أول الفاتحة أقوى من هذا الحديث، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأوا، يقول العبد: {الحمد لله رب العالمين} )) قالوا: ولم يقل بسم الله الرحمن الرحيم. ثم قال بعد أن عد {الحمد لله رب العالمين} آية. ((يقول العبد: {الرحمن الرحيم} )) فعدها آية. قالوا: ثم قال: ((يقول العبد: {ملك يوم الدين} )) فعدها آية، ثم قال: ((يقول العبد: {إياك نعبد وإياك نستعين} )) فعدها آية، فتمت أربعا. ثم قرأ إلى آخر السورة فقال (هؤلاء) ولم يقل (هاتان) فدل ذلك على ثلاث آيات لتتم سبع آيات، إذ أجمع المسلمون على أنها سبع آيات.
قالوا: فدل هذا الحديث على أن {أنعمت عليهم} آية، وأن {بسم الله الرحمن الرحيم} ليست آية. وهذا حديث لا خلاف في صحته وثقة رواته.
والكلام على هذا الحديث من وجهين: قول الأئمة، والمعنى:
أما قول الأئمة؛ قال يحيى بن معين: العلاء بن عبد الرحمن ليس حديثه بحجة، وهو وسهيل قريب من السواء. وقال أحمد بن حنبل رحمه الله: هو عندي أقوى من سهيل بن أبي صالح ومحمد بن عمرو.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: العلاء بن عبد الرحمن ليس بذاك، لم يزل الناس ينفون حديثه. وقال أبو حاتم الرازي: روى عن العلاء الثقات، وأنا أنكر من حديثه أشياء.
[1/197]
وقال أبو عمر بن عبد البر: العلاء ليس بالمتين عندهم، وقد انفرد بهذا الحديث، وليس يوجد إلا له، ولا تروى ألفاظه عن أحد سواه: والله أعلم.
وأما من جهة المعنى؛ فأقول مستعينا بالله: إنه ليس بحجة في إسقاط {بسم الله الرحمن الرحيم} من الفاتحة، لأنه إنما لم يذكر {بسم الله الرحمن الرحيم} لأن المراد منها موجود في قوله في الآية الثالثة {الرحمن الرحيم}. فلو قال: "اقرأوا، يقول العبد {بسم الله الرحمن الرحيم} يقول الله عز وجل: أثنى علي عبدي. ثم قال بعد ذلك: يقول العبد {الرحمن الرحيم} لقال: يقول الله عز وجل: أثنى علي عبدي. فاستغنى بإحدى الآيتين عن الأخرى.
وأما قوله: ((يقول الله عز وجل: هؤلاء لعبدي)) فإنما أراد هؤلاء الكلمات.. ويعضد هذا الذي قلناه حديث نعيم المجمر: صليت وراء أبي هريرة.. والجمع بين الحديثين أولى من تعارضهما، والله أعلم. وابن أبي هلال الذي يرويه عن نعيم المجمر عن أبي هريرة؛ ليس بدون العلاء بن عبد الرحمن عند أهل الحديث، ومما يشهد لصحة ما رواه أبو سعيد المقبري وصالح مولى التوءمة عن أبي هريرة، " أنه كان يفتتح ببسم الله الرحمن الرحيم".
وأما إثباتها آية في أول كل سورة؛ فلم يذهب إليه أحد من أهل العدد. وقال ابن عباس رحمه الله: من تركها فقد ترك مائة وأربع عشرة آية. قال الشافعي رحمه الله: وأخبرنا عبد المجيد، عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن
[1/198]
عمر أنه: كان لا يدع بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن والسورة التي بعدها، وكذلك كان عطاء وأكثر أصحاب ابن عباس يقرأونها في فاتحة الكتاب وفي السورة التي يقرأون بعدها.
وروى ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر أنه كان يقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول فاتحة الكتاب، ويقرأها كذلك في السورة التي يقرأ بعدها. وكذلك روى نافع عنه، وروي عن ابن الزبير مثل ذلك.
وعن سعيد بن جبير، أن المؤمنين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا لا يعلمون انقضاء السورة، حتى تنزل {بسم الله الرحمن الرحيم} فإذا نزلت {بسم الله الرحمن الرحيم} علموا أن السورة قد انقضت، ونزلت الأخرى، وكذلك روى سعيد بن جبير عن ابن عباس.
وروى المختار بن فلفل عن أنس قال: "بينما النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، قلنا ما يضحك يا رسول الله؟ قال: ((نزلت علي آنفا سورة، فقرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم * إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر} )). ثم قال: ((هل تدرون ما الكوثر؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((نهر وعدنيه ربي في الجنة، آنيته أكثر من عدد الكواكب، ترد علي أمتي فيختلج العبد منهم فأقول: يا رب إنه من أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدث بعدك)).
فمذهب ابن عباس ومن ذكرناه أنها آية في أول كل سورة من تلك السور، وهو مذهب ابن عمر وابن الزبير وعطاء ومكحول وطاووس وابن المبارك والشافعي، وقد اختلف عنه، وتحصيل مذهبه ما ذكرته.
[1/199]
سورة البقرة:
{الم} عدها أهل الكوفة.
{ولهم عذاب أليم} [الآية: 10] انفرد بها الشامي.
{مصلحون} [الآية: 11] أسقطها الشامي وحده.
{إلا خائفين} [الآية: 114] أسقطها الجميع إلا البصري.
{واتقون يا أولي الألباب} [الآية: 197] أسقطها المدني الأول.
{في الآخرة من خلاق} [الآية: 200] أسقطها المدني الأخير.
{ويسألونك ماذا ينفقون} [الآية: 219] عدها المدني الأول والمكي.
{لعلكم تتفكرون} [الآية: 219] عدها الكوفي والشامي والمدني الأخير.
{قولا معروفا} [الآية: 235] للبصري وحده.
{الحي القيوم} [الآية: 255] للمدني الأخير والبصري والمكي.
{من الظلمات إلى النور} [الآية: 257] للمدني الأول.
فالاختلاف في إحدى عشرة آية، فهي في الكوفي مائتان وثمانون وست آيات، وخمس آيات في المدنيين والمكي والشامي، وسبع آيات في البصري.
سورة آل عمران:
{الم} الكوفي.
{وأنزل التوراة والإنجيل} [الآية: 3] أسقطها الشامي وحده.
[1/200]
{وأنزل الفرقان} [الآية: 4] أسقطها الكوفي وحده.
{ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل} [الآية: 48] عدها الكوفي وحده.
{ورسولا إلى بني إسرائيل} [الآية: 49] عدها البصري وحده.
{مما تحبون} [الآية: 92] أسقطها الكوفي والبصري.
{مقام إبراهيم} [الآية: 97] عدها أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، ووافقه الشامي.
ولا نظير لها، فاختلافها سبع آيات، وهي مائتا آية في جميع العدد.
سورة النساء:
{ويريدون أن تضلوا السبيل} [الآية: 44] للكوفي والشامي.
{فيعذبهم عذابا أليما} [الآية: 173] للشامي وحده.
فهي مائة وست وسبعون آية عند الكوفي، وتنقص آية للمدنيين والبصري والمكي، وتزيد آية للشامي، واختلافها آيتان.
سورة المائدة:
{أوفوا بالعقود} [الآية: الأولى] أسقطها الكوفي وحده، وكذلك قوله عز وجل: {ويعفو عن كثير} [الآية: 15].
{فإنكم غالبون} [الآية: 23] للبصري وحده.
[1/201]
اختلافها ثلاث آيات، وهي في الكوفي مائة وعشرون، وفي المدني والمكي والشامي تزيد اثنتين، وفي البصري تزيد ثلاث آيات.
سورة الأنعام.
{وجعل الظلمات والنور} [الآية الأولى] للمدنيين والمكي.
{لست عليكم بوكيل} [الآية: 66] للكوفي.
{ويوم يقول كن فيكون} [الآية: 73] أسقطها الكوفي وحده، وكذلك {إلى صراط مستقيم} [الآية: 161].
اختلافها أربع آيات، وهي مائة وستون وخمس آيات للكوفي، وست آيات للبصري والشامي، وسبع آيات للمدنيين والمكي.
سورة الأعراف:
{المص} للكوفي.
{مخلصين له الدين} [الآية: 29] للبصري والشامي.
{كما بدأكم تعودون} [الآية: 29] للكوفي.
{ضعفا من النار} [الآية: 38] للمدنيين والمكي.
{الحسنى على بني إسرائيل} [الآية: 137] مدنيين ومكي.
اختلافها خمس آيات، وهي في الكوفي والمدنيين والمكي مائتان وست آيات، وفي البصري والشامي تنقص آية.
[1/202]
سورة الأنفال.
{ثم يغلبون} [الآية: 36] للبصري والشامي.
{ليقضي الله أمرا كان مفعولا} [الآية: 42] للجميع إلا الكوفي.
{بنصره وبالمؤمنين} [الآية: 62] للجميع إلا البصري.
اختلافها ثلاث آيات، وهي في الكوفي سبعون وخمس آيات، وقال الشامي: وسبع آيات، وقال الباقون: وست آيات.
سورة التوبة:
{أن الله بريء من المشركين} [الآية: 3] للبصري.
{إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما} [الآية: 39] للشامي.
{قوم نوح وعاد وثمود} [الآية: 70] للمدنيين والمكي.
اختلافها ثلاث آيات، وهي مائة وتسع وعشرون في الكوفي، وثلاثون للباقين.
سورة يونس عليه السلام:
{دعوا الله مخلصين له الدين} [الآية: 22] للشامي وحده.
{لنكونن من الشاكرين} [الآية: 22] أسقطها الشامي وحده.
{وشفاء لما في الصدور} [الآية: 57] عدها الشامي وحده.
وهي مائة وتسع آيات في جميع العدد إلا الشامي؛ فإنها فيه مائة وعشر.
سورة هود عليه السلام.
{إني بريء مما تشركون} [الآية: 54] للكوفي وحده.
[1/203]
{يجادلنا في قوم لوط} [الآية: 74] أسقطها البصري وحده.
{من سجيل} [الآية: 82] للمدني الأخير والمكي.
{منضود} [الآية: 82] أسقطها المدني الأخير والمكي.
{خير لكم إن كنتم مؤمنين} [الآية: 86] للمدنيين والمكي.
{و لا يزالون مختلفين} [الآية: 118] للكوفي والبصري والشامي.
{إنا عاملون} [الآية: 121] أسقطها المدني الأخير والمكي.
اختلافها سبع آيات، وهي في الكوفي مائة وعشرون وثلاث آيات، وآيتان في المدني الأول والشامي، وآية في المدني الأخير والبصري والمكي.
سورة يوسف عليه السلام:
ليس فيها اختلاف، وهي مائة وإحدى عشرة آية عند الجميع.
سورة الرعد:
{لفي خلق جديد} [الآية: 5] أسقطها الكوفي.
{يستوي الأعمى والبصير} [الآية: 16] للشامي.
{تستوي الظلمات والنور} [الآية: 16] أسقطها الكوفي.
{من كل باب} [الآية: 23] للكوفي والبصري والشامي.
اختلافها أربع آيات، وهي في الكوفي ثلاث وأربعون آية، وأربع وأربعون في المدنيين والمكي، وخمس وأربعون في البصري، وست وأربعون في الشامي.
[1/204]
سورة إبراهيم عليه السلام:
{الناس من الظلمات إلى النور} [الآية الأولى] أسقطها الكوفي والبصري، وكذلك {قومك من الظلمات إلى النور} [الآية: 5].
{وعاد وثمود} [الآية: 9] أسقطها الكوفي والشامي.
{ويأت بخلق جديد} [الآية: 19] للكوفي والمدني الأول والشامي.
{وفرعها في السماء} [الآية: 24] أسقطها المدني الأول.
{وسخر لكم الليل والنهار} [الآية: 33] أسقطها المكي والبصري.
{عما يعمل الظالمون} [الآية: 42] أسقطها الكل إلا الشامي.
اختلافها سبع، وهي خمسون وآيتان في الكوفي، وآية في البصري، وأربع آيات في المدنيين والمكي، وخمس آيات في الشامي.
سورة الحجر:
ليس فيها اختلاف، وهي تسعون وتسع آيات.
سورة النحل:
مائة وعشرون وثمان آيات، ليس فيها اختلاف.
سورة بني إسرائيل:
{يخرون للأذقان سجدا} [الآية: 107] للكوفي وحده، والباقون لا خلاف عندهم، عدها عطاء بن يسار، وعاصم الجحدري، ويحيى بن الحارث الذماري، وأبي بن كعب، وأهل مكة – مائة وعشر آيات، وكذلك قال
[1/205]
عكرمة وقتادة، والحسن، والكلبي، وهي في الكوفي مائة وإحدى عشرة آية، وعند المدنيين والبصري والمكي والشامي مائة وعشر آيات.
سورة الكهف.
مائة وعشر آيات في الكوفي، وخمس آيات في المدنيين والمكي، وإحدى عشرة في البصري، وست آيات في الشامي، اختلافها عشر آيات:
{إلا قليل} [الآية: 22] للمدني الأخير.
{فاعل ذلك غدا} [الآية: 23] للمدني الأول والكوفي والبصري والمكي والشامي.
{وجعلنا بينهما ذرعا} [الآية: 32] أسقطها المدني الأول والمكي.
{أن تبيد هذه أبدا} [الآية: 35] أسقطها المدني الأخير والشامي.
{وآتيناه من كل شيء سببا} [الآية: 84] أسقطها المدني الأول والمكي.
{فأتبع سببا} [الآية: 85] أثبتها الكوفي والبصري، وكذلك: {ثم أتبع سببا} [الآية: 89] وكذلك أيضا {ثم أتبع سببا} الثانية [الآية: 92].
{ووجد عندها قوما} [الآية: 86] أسقطها المدني الأخير والكوفي.
{بالأخسرين أعمالا} [الآية: 103] أسقطها المدنيان والمكي.
سورة مريم عليها السلام:
تسعون وثمان آيات في الكوفي والمدني الأول والبصري والشامي، وتسع في المدني الأخير والمكي.
[1/206]
اختلافها ثلاث آيات: {كهيعص} للكوفي.
{واذكر في الكتاب إبراهيم} [الآية: 41] للمدني الأخير والمكي.
{فليمدد له الرحمن مدا} [الآية: 75] أثبتها الكل إلا الكوفي.
سورة طه:
مائة وثلاثون وخمس آيات في الكوفي، وأربع آيات في المدنيين والمكي، وآيتان في البصري، ومائة وأربعون آية في الشامي، اختلافها إحدى وعشرون آية:
{طه} للكوفي.
{كي نسبحك كثيرا} [الآية: 33] أسقطها البصري وحده، {ونذكرك كثيرا} [الآية: 34] مثله.
{محبة مني} [الآية: 39] أسقطها الكوفي والبصري.
{وفتناك فتونا} [الآية: 40] عدها البصري والشامي.
{كي تقر عينها ولا تحزن} [الآية: 40] عدها الشامي وحده.
{فلبثت سنين في أهل مدين} [الآية: 40] عدها الشامي وحده.
{واصطنعتك لنفسي} [الآية: 41] للكوفي والشامي.
{من اليم ما غشيهم} [الآية: 78] للكوفي وحده.
[1/207]
{فأرسل معنا بني إسرائيل} [الآية: 47] للشامي وحده.
{ولقد أوحينا إلى موسى} [الآية: 77] للشامي وحده.
{غضبان أسفا} [الآية: 86] للمدني الأول والمكي.
{وعدا حسنا} [الآية: 86] للمدني الأخير.
{فكذلك ألقى السامري} [الآية: 87] أسقطها المدني الأخير وحده.
{وإله موسى} [الآية: 88] عدها المدني الأول والمكي.
{فنسي} [الآية: 88] أسقطها المدني الأول والمكي.
{ألا يرجع إليهم قولا} [الآية: 89] عدها المدني الأخير وحده.
{إذ رأيتهم ضلوا} [الآية: 92] عدها الكوفي وحده.
{قاعا صفصفا} [الآية: 106] عدها البصري والكوفي والشامي.
{مني هدى} [الآية: 123] أسقطها الكوفي وحده، وكذلك: {زهرة الحياة الدنيا} [الآية: 131].
واعلم أن من أهل العدد من يقول: اختلافها سبع عشرة، فلا يذكر أربع آيات انفرد بها الشامي: {تقر عينها ولا تحزن}، {سنين في أهل مدين}، {فأرسل معنا بني إسرائيل} {ولقد أوحينا إلى موسى}.
سورة الأنبياء عليهم السلام:
اختلافها آية: {ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم} [الآية: 66] عدها الكوفي وحده، فهي مائة واثنتا عشرة آية عنده، وعند الباقين. وإحدى عشرة.
[1/208]
سورة الحج:
{من فوق رءوسهم الحميم} [الآية: 19] للكوفي وحده.
{ما في بطونهم والجلود} [الآية: 20] كذلك.
{وعاد وثمود} [الآية: 42] عدها الكل إلا الشامي.
{وقوم لوط} [الآية: 43] أسقطها البصري والشامي.
{هو سماكم المسلمين} [الآية: 78] لم يعدها إلا المكي.
اختلافها خمس آيات، وهي سبعون وثمان آيات في الكوفي، وسبع آيات في المكي، وست آيات في المدنيين، وخمس آيات في البصري، وأربع في الشامي.
سورة المؤمنين:
اختلافها آية واحدة: {وأخاه هارون} [الآية: 45] أسقطها الكوفي وحده، وهي في الكوفي مائة وثماني عشرة آية، {وفي الباقين مائة وتسع عشرة}.
سورة النور:
اختلافها آيتان: {بالغدو والآصال} [الآية: 36] عدها الكوفي والبصري والشامي، وكذلك: {يذهب بالأبصار} [الآية: 43]، وهي ستون وأربع آيات عند هؤلاء، وعند المدنيين والمكي اثنتان وستون.
سورة الفرقان:
وهي سبعون وسبع آيات في العدد كله، لا اختلاف فيها.
[1/209]
سورة الشعراء:
اختلافها أربع آيات:
{طسم} للكوفي.
{فلسوف تعلمون} [الآية: 49] للكل إلا الكوفي.
{أين ما كنتم تعبدون} [الآية: 92] للكل إلا البصري.
{وما تنزلت به الشياطين} [الآية: 210] للكل إلا المدني الأخير والمكي.
وهي مائتان وسبع وعشرون في الكوفي والمدني الأول والشامي، وست وعشرون في المدني الأخير والبصري والمكي.
سورة النمل:
اختلافها آيتان:
{ممرد من قوارير} [الآية: 44] في الجميع إلا الكوفي.
{وأولو بأس شديد} [الآية: 33] عدها المدنيان والمكي.
وهي تسعون وثلاث آيات في الكوفي، وأربع في البصري والشامي، وخمس في المدنيين والمكي.
سورة القصص:
وهي في جميع العدد ثمانون وثمان آيات:
[1/210]
{طسم} عدها الكوفي.
{أمة من الناس يسقون} [الآية: 23] أسقطها الكوفي. اختلافها آيتان.
سورة العنكبوت:
وهي ستون وتسع آيات في جميع العدد، اختلافها ثلاث آيات:
{الم} عدها الكوفي.
{وتقطعون السبيل} [الآية: 29] أسقطها الكوفي والبصري والشامي.
{مخلصين له الدين} [الآية: 65] عدها البصري والشامي.
سورة الروم:
ستون آية عند الكوفي والمدني الأول والبصري والشامي، وتسع وخمسون في المدني الأخير والمكي، وكذلك قال أبي بن كعب، اختلافها أربع آيات:
{الم} للكوفي.
{غلبت الروم} [الآية: 2] للكوفي والمدني الأول والبصري والشامي.
{في بضع سنين} [الآية: 4] للبصري والمدني الأخير والمكي والشامي.
{يقسم المجرمون} [الآية: 55] للمدني الأول وحده.
سورة لقمان عليه السلام:
{الم} للكوفي.
{مخلصين له الدين} [الآية: 32] للبصري والشامي.
[1/211]
اختلافها موضعان، وهي ثلاثون وأربع آيات في الكوفي والبصري والشامي، وثلاث آيات في المدنيين والمكي.
سورة السجدة:
ثلاثون آية في جميع العدد إلا البصري، فإنها فيه تسع وعشرون، اختلافها آيتان:
{الم} للكوفي.
{ائنا لفي خلق جديد} [الآية: 10] أسقطها الكوفي والبصري.
سورة الأحزاب:
ليس فيها اختلاف، وهي سبعون وثلاث عند الجميع.
سورة سبأ:
اختلافها آية واحدة: {عن يمين وشمال} [الآية: 15] عدها الشامي وحده فهي خمسون وأربع آيات عند الجميع إلا الشامي، فإنها في عدده: وخمس آيات.
سورة الملائكة:
اختلافها سبع آيات:
{لهم عذاب شديد} [الآية: 7] للبصري والشامي.
{وما يستوي الأعمى والبصير} [الآية: 19] أسقطها البصري، وكذلك: {ولا الظلمات ولا النور} [الآية: 20] عدها الجميع إلا البصري.
[1/212]
{بمسمع من في القبور} [الآية: 22] أسقطها الشامي.
{بخلق جديد} [الآية: 16] أسقطها البصري.
{لسنة الله تبديلا} [الآية: 43] أسقطها المدني الأول والمكي والكوفي.
{أن تزولا} [الآية: 41] عدها البصري وحده.
وهي في الكوفي والمدني الأول والبصري والمكي أربعون وخمس آيات، وفي المدني الأخير والشامي ست وأربعون.
سورة يس:
اختلافها آية واحدة: {يس} للكوفي وحده، وهي ثمانون وثلاث آيات في الكوفي، وآيتان في سواه.
سورة الصافات.
اختلافها آيتان:
{وما كانوا يعبدون} [الآية: 22] أسقطها البصري.
{وإن كانوا ليقولون} [الآية: 167] أسقطها أبو جعفر يزيد وحده، وعدها الباقون. وهي في الكوفي والمدنيين والمكي والشامي مائة وثمانون وآيتان، وفي البصري مائة وثمانون وآية.
سورة ص:
اختلافها ثلاث آيات:
{ذي الذكر} [الآية الأولى] عدها الكوفي.
[1/213]
{كل بناء وغواص} [الآية: 37] أسقطها البصري.
{والحق أقول} [الآية: 84] عدها الكوفي.
وهي ثمانون وثمان آيات في الكوفي، وست آيات في المدنيين والمكي والشامي، وخمس في البصري.
سورة الزمر:
اختلافها سبع:
{فيما هم فيه يختلفون} [الآية: 3] أسقطها الكوفي.
{مخلصا له الدين} [الآية: 11] عدها الكوفي والشامي.
{مخلصا له ديني} [الآية: 14] عدها الكوفي.
{فبشر عباد} [الآية: 17] أسقطها المدني الأول والمكي.
{فما له من هاد} [الآية: 36] عدها الكوفي.
{تجري من تحتها الأنهار} [الآية: 20] عدها المدني الأول والمكي.
{فسوف تعلمون} [الآية: 39] عدها الكوفي.
وهي سبعون وخمس آيات في الكوفي، وآيتان في المدنيين والبصري والمكي، وثلاث في الشامي.
سورة المؤمن:
اختلافها سبع:
{حم} للكوفي.
{كاظمين} [الآية: 18] أسقطها الكوفي.
[1/214]
{يوم التلاق} [الآية: 15] أسقطها الشامي.
{يوم هم بارزون} [الآية: 16] عدها الشامي.
{وأورثنا بني إسرائيل الكتاب} [الآية: 53] أسقطها المدني الأخير والبصري.
{الأعمى والبصير} [الآية: 58] عدها المدني الأخير والشامي.
{والسلاسل يسحبون} [الآية: 71] عدها الكوفي والمدني الأخير والشامي.
{في الحميم} [الآية: 72] عدها المدني الأول والمكي.
{أين ما كنتم تشركون} [الآية: 73] عدها الكوفي والشامي.
وهي ثمانون وست آيات في الشامي، وخمس آيات في الكوفي، وأربع في المدنيين والمكي، وآيتان في البصري.
سورة السجدة:
اختلافها آيتان:
{حم} للكوفي.
{وعاد وثمود} [الآية: 13] للمدنيين والكوفي والمكي.
وهي خمسون وأربع آيات في الكوفي، وثلاث في المدنيين والمكي، وآيتان في البصري والشامي.
سورة حم عسق:
اختلافها ثلاث آيات:
[1/215]
{حم} للكوفي. {عسق} للكوفي.
{كالأعلام} [الآية: 32] للكوفي.
وهي في الكوفي خمسون وثلاث آيات، وخمسون فيما سواه.
سورة الزخرف:
اختلافها آيتان:
{حم} للكوفي.
{إلا الذي فطرني فإنه سيهدين} [الآية: 27] أسقطها الكوفي والشامي.
فهي في الشامي ثمانون وثمان آيات وتسع آيات فيما سواه.
سورة الدخان:
اختلافها أربع آيات:
{حم} للكوفي.
{إن هؤلاء ليقولون} [الآية: 34] للكوفي.
{إن شجرة الزقوم} [الآية: 43] أسقطها المدني الأخير والمكي.
{في البطون} [الآية: 45] أسقطها المدني الأول والمكي والشامي.
فهي خمسون وتسع آيات في الكوفي، وسبع في البصري، وست في المدنيين والمكي والشامي.
سورة الجاثية:
[1/216]
اختلافها آية: {حم} للكوفي. فهي في الكوفي ثلاثون وسبع آيات، وست فيما سواه.
سورة الأحقاف:
اختلافها آية: {حم} للكوفي. فهي في الكوفي ثلاثون وخمس آيات، وأربع فيما سواه.
سورة محمد صلى الله عليه وسلم:
اختلافها آيتان: {حتى تضع الحرب أوزارها} [الآية: 4] عدها الكل إلا الكوفي.
{للشاربين} [الآية: 35] عدها البصري وحده.
وهي في الكوفي ثلاثون وثماني آيات، وتسع في المدنيين والمكي والشامي، وأربعون في البصري.
سورة الفتح:
وهي عشرون وتسع آيات، ولا اختلاف فيها، نظيرها {إذا الشمس كورت}.
سورة الحجرات:
ثماني عشرة آية في جميع العدد.
سورة ق:
أربعون وخمس آيات في جميع العدد.
[1/217]
سورة الذاريات:
ستون آية في جميع العدد.
سورة الطور:
اختلافها آيتان:
{والطور} للكوفي والبصري والشامي.
{إلى نار جهنم دعا} [الآية: 13] للكوفي والشامي.
وهي أربعون وتسع آيات في الكوفي والشامي، وثمان آيات في البصري وسبع في المدنيين والمكي.
سورة النجم:
اختلافها ثلاث آيات:
{فأعرض عن من تولى} [الآية: 29] للشامي.
{لا يغني من الحق شيئا} [الآية: 28] للكوفي.
{ولم يرد إلا الحياة الدنيا} [الآية: 29] أسقطها الشامي وحده.
فهي ستون وآيتان في الكوفي، وإحدى وستون فيما سواه.
سورة القمر:
ليس فيها اختلاف، وهي خمسون وخمس آيات في الجميع.
[1/218]
سورة الرحمن عز وجل:
اختلافها أربع آيات:
{الرحمن} للكوفي والشامي.
{خلق الإنسان} [الآية: 3] للكوفي والبصري والشامي.
{شواظ من نار} [الآية: 35] للمدنيين والمكي.
{يكذب بها المجرمون} [الآية: 43] للجميع إلا البصري.
وهي سبعون وثماني آيات في الكوفي والشامي، وست في المدنيين والمكي وسبع في البصري.
سورة الواقعة:
اختلافها أربع عشرة آية:
{فأصحاب الميمنة} [الآية: 8] أسقطها المكي والكوفي.
{وأصحاب المشأمة} [الآية: 9] أسقطها الكوفي وحده.
{موضونة} [الآية: 15] أسقطها البصري والشامي.
{وأباريق} [الآية: 18] عدها، المدني الأخير والمكي.
{وحور عين} [الآية: 22] عدها المدني الأول والكوفي.
{و لا تأثيما} [الآية: 25] أسقطها المدني الأول والمكي.
{وأصحاب اليمين} [الآية: 27] أسقطها المدني الأخير والكوفي.
{إنشاء} [الآية: 35] أسقطها البصري.
[1/219]
{وأصحاب الشمال} [الآية: 41] أسقطها الكوفي.
{سموم وحميم} [الآية: 42] أسقطها المكي.
{وكانوا يقولون} [الآية: 47] عدها المكي.
{الأولين والآخرين} [الآية: 49] عدها المدني والكوفي والبصري.
{لمجموعون} [الآية: 50] عدها المدني الأخير والشامي.
{فروح وريحان} [الآية: 89] عدها الشامي.
وهي تسعون وست آيات في الكوفي، وتسع في المدنيين والمكي والشامي، وسبع في البصري.
سورة الحديد:
اختلافها آيتان:
{من قبله العذاب} [الآية: 13] للكوفي.
{وآتيناه الإنجيل} [الآية: 27] للبصري.
وهي عشرون وتسع آيات في الكوفي والبصري، وثماني آيات في المدنيين والمكي والشامي.
سورة المجادلة:
اختلافها آية: {في الأذلين} [الآية: 20] أسقطها المدني الأخير والمكي، وهي عشرون آية وآية في المكي والمدني الأخير، وآيتان فيما سواه.
[1/220]
سورة الحشر:
أربع وعشرون آية، لا خلاف فيها.
سورة الممتحنة:
ثلاث عشرة آية في جميع العدد.
سورة الصف:
أربع عشرة آية بإجماع.
سورة الجمعة:
إحدى عشرة آية باتفاق.
سورة المنافقون:
مثل الجمعة في العدد والإجماع.
سورة التغابن:
ثماني عشرة آية بلا خلاف.
سورة الطلاق:
اختلافها ثلاث آيات.
{يؤمن بالله واليوم الآخر} [الآية: 2] عدها الشامي.
{يجعل له مخرجا} [الآية: 2] أسقطها المدني الأول والشامي والبصري.
{يا أولي الألباب} [الآية: 10] عدها المدني الأول.
وهي إحدى عشرة آية في البصري، واثنتا عشرة فيما سوى ذلك.
[1/221]
سورة التحريم:
اثنتا عشرة آية بلا خلاف.
سورة الملك:
اختلافها آية: {قد جاءنا نذير} [الآية: 9] عدها المدني الأخير والمكي، وهي إحدى وثلاثون في المدني الأخير والمكي، وهي ثلاثون فيما سوى ذلك.
سورة ن:
خمسون وآيتان بإجماع.
سورة الحاقة:
اختلافها آيتان:
{الحاقة} عدها الكوفي.
{كتابه بشماله} [الآية: 25] مدنيان ومكي.
وأما قوله تعالى {ما الحاقة} فإنها آية باتفاق، والسورة خمسون وآية في البصري والشامي، وآيتان فيما سوى ذلك.
سورة سأل سائل:
أربعون وأربع آيات في العدد كله إلا الشامي، فإنها فيه أربعون وثلاث آيات، أسقط {خمسين ألف سنة} [الآية: 4] وعدها الباقون.
سورة نوح عليه السلام:
اختلافها أربع آيات:
[1/222]
{ولا سواعا} [الآية: 23] أسقطها الكوفي، وكذلك {فأدخلوا نارا} [الآية: 25].
{ونسرا} [الآية: 23] عدها المدني الأخير والكوفي والمكي.
{وقد أضلوا كثيرا} [الآية: 24] عدها المدني الأول والمكي.
وهي عشرون وثماني آيات في الكوفي، وتسع في البصري والشامي، وثلاثون في المدنيين والمكي.
سورة الجن:
اختلافها آيتان:
{لن يجيرني من الله أحد} [الآية: 22] عدها الشامي وحده.
فهي تسع وعشرون في الشامي، وثمان وعشرون فيما سواه.
سورة المزمل:
اختلافها ثلاث آيات:
{يا أيها المزمل} عدها المدني الأول والكوفي والشامي.
{إنا أرسلنا إليكم رسولا} [الآية: 15] عدها المكي.
{الولدان شيبا} [الآية: 17] أسقطها المدني الأخير.
وهي تسع عشرة آية في البصري، وثماني عشرة آية في المدني الأخير، وعشرون آية فيما سوى ذلك.
[1/223]
سورة المدثر:
اختلافها آيتان:
{في جنات يتساءلون} [الآية: 40] عدها الجميع إلا المدني الأخير.
{عن المجرمين} [الآية: 41] عدها أيضا الجميع إلا المكي والشامي وهي خمسون وست آيات في المدني الأول والكوفي والبصري، وخمس في المدني الأخير والمكي والشامي.
سورة القيامة:
اختلافها آية: {لتعجل به} [الآية: 16] عدها الكوفي وحده. فهي فيه أربعون آية، وفيما سواه تسع وثلاثون.
سورة الإنسان:
إحدى وثلاثون آية باتفاق.
سورة المرسلات:
خمسون آية في الجميع.
سورة النبأ:
اختلافها آية: {عذابا قريبا} [الآية: 40] عدها البصري وحده، فهي فيه إحدى وأربعون آية، وفيما سواه أربعون.
سورة النازعات:
اختلافها آيتان:
[1/224]
{ولأنعامكم} [الآية: 33] لم يعدها البصري ولا الشامي، وعدها سواهما.
{فأما من طغى} [الآية: 37] عدها الكوفي والبصري والشامي.
فهي في الكوفي أربعون وست، وخمس فيما سواه.
سورة عبس:
اختلافها آيتان:
{ولأنعامكم} [الآية: 32] أسقطها البصري والشامي.
{فإذا جاءت الصاخة} [الآية: 33] أسقطها الشامي وحده.
فهي في الشامي أربعون، وفي البصري أربعون وآية، وفيما سوى ذلك أربعون وآيتان.
سورة كورت:
وهي عشرون وتسع آيات باتفاق.
سورة انفطرت:
تسع عشرة آية بإجماع.
سورة المطففين:
ست وثلاثون آية بغير خلاف.
سورة انشقت:
اختلافها آيتان:
{كتابه بيمينه} [الآية: 7] أسقطها البصري والشامي، وكذلك {وراء
[1/225]
ظهره} [الآية: 10]. وهي في البصري والشامي عشرون وثلاث آيات، وخمس فيما سوى ذلك.
سورة البروج:
عشرون وآيتان بلا خلاف.
سورة الطارق:
اختلافها آية: {يكيدون كيدا} [الآية: 15] أسقطها المدني الأول وحده، فهي فيه ست عشرة آية، وفيما سواه سبع عشرة آية.
سورة الأعلى عز وجل:
تسع عشرة آية في الجميع.
سورة الغاشية:
عشرون وست آيات بغير خلاف.
سورة الفجر:
اختلافها أربع آيات:
{ونعمه} [الآية: 15] عدها المدنيان والمكي.
{فقدر عليه رزقه} [الآية: 16] كذلك.
{بجهنم} [الآية: 23] عدها المدنيان والمكي والشامي.
{فادخلي في عبادي} [الآية: 29] عدها الكوفي وحده.
[1/226]
فهي ثلاثون آية في الكوفي والشامي، وثلاثون وآيتان في المدنيين والمكي، وتسع وعشرون في البصري.
سورة البلد:
عشرون آية بلا خلاف فيها.
سورة والشمس:
اختلافها آية: {فعقروها} [الآية: 14] عدها المدني الأول وحده، فهي فيه ست عشرة آية، وخمس عشرة فيما سواه.
سورة والليل:
إحدى وعشرون آية في جميع العدد، وليس {من أعطى} [الآية: 5] رأس آية، وإنما رأس الآية {واتقى} بغير خلاف.
سورة والضحى:
إحدى عشرة آية بإجماع.
سورة ألم نشرح:
ثماني آيات باتفاق.
سورة والتين:
مثلها.
سورة القلم:
اختلافها آيتان:
{أرأيت الذي ينهى} [الآية: 9] عدها الجميع إلا الشامي.
[1/227]
{لئن لم ينته} [الآية: 15] عدها المدنيان والمكي.
وهي ثماني عشرة في الشامي، وتسع عشرة في الكوفي والبصري، وعشرون في المدنيين والمكي.
سورة القدر:
اختلافها آية: {ليلة القدر} الثالثة، عدها الشامي والمكي، فهي فيهما ست آيات وفيما سواهما خمس.
سورة لم يكن:
اختلافها آية: {مخلصين له الدين} [الآية: 5] عدها البصري وحده، فهي فيه تسع آيات، وفي غيره ثماني آيات.
سورة إذا زلزلت:
اختلافها آية: {أشتاتا} [الآية: 6] أسقطها المدني الأول والكوفي، فهي فيهما ثماني آيات، وفيما سواهما تسع آيات.
سورة العاديات:
إحدى عشرة آية بغير اختلاف.
سورة القارعة:
اختلافها ثلاث آيات.
{القارعة} الأولى، عدها الكوفي.
{موازينه} [الآيتان: 6، 8] أسقطها البصري والشامي.
[1/228]
فهي فيهما ثماني آيات، وهي عشر آيات في المدنيين والمكي، وإحدى عشرة في الكوفي.
سورة التكاثر:
ثماني آيات بغير اختلاف.
سورة العصر:
لم يختلف في أنها ثلاث آيات، ولكن اختلفوا في رأس آيتين: {والعصر} عدها الجميع إلا المدني الأخير. {وتواصوا بالحق} أسقطها الجميع إلا المدني الأخير.
سورة الهمزة:
تسع آيات بغير خلاف.
سورة الفيل:
خمس آيات بإجماع.
سورة قريش:
اختلافها آية: {من جوع} [الآية: 4] عدها المدنيان والمكي، فهي فيهما خمس آيات، وهي فيما سواهما أربع آيات.
سورة أرأيت:
اختلافها آية: {يراءون} [الآية: 6] عدها الكوفي والبصري، فهي فيهما سبع آيات، وست فيما سواها.
[1/229]
سورة الكوثر:
ثلاث آيات بغير خلاف.
سورة الكافرون:
ست آيات في الجميع بغير خلاف.
سورة النصر:
ثلاث آيات بغير خلاف.
سورة تبت:
خمس في جميع العدد.
سورة الإخلاص:
اختلافها آية: {لم يلد} عدها المكي والشامي، فهي فيهما خمس آيات، وهي أربع آيات في سواهما.
سورة الفلق:
خمس آيات باتفاق.
سورة الناس:
اختلافها آية: {الوسواس} [الآية: 4] عدها المكي والشامي، فهي فيهما سبع آيات، وهي ست آيات فيما سواهما.
[1/230]
وقال بعض من عني بهذا الشأن: جملنا عدد آي القرآن مع آي فاتحة الكتاب، كل ذلك في العدد الكوفي، فكان ذلك: ستة آلاف آية ومائتي آية وستا وثلاثين آية.
وجملنا ذلك كله للمدني الأخير، وهو عدد إسماعيل بن جعفر المدني، فكان: ستة آلاف آية ومائتي آية وأربع عشرة آية.
وكان في المدني الأول: ستة آلاف آية ومائتي آية وسبع عشرة آية.
وحسبناه في عدد أهل البصرة، فكان ستة آلاف آية ومائتي آية وأربع آيات.
وجمعناه على عدد أهل الشام، فكان ستة آلاف ومائتي آية وسبعا وعشرين آية.
وحسبنا حروف القرآن فكان: ثلاثمائة ألف حرف وواحدا وعشرين ألف حرف. وعددنا الكلمات فكانت اثنتين وسبعين ألف كلمة. وقد عدوا كلمات كل سورة وحروفها. وما أعلم لذلك من فائدة، ولأن ذلك إن أفاد؛ فإنما يفيد في كتاب تمكن الزيادة والنقصان منه، والقرآن لا يمكن ذلك فيه.
على أن ما يمكن أن يزاد فيه وينقص منه؛ لا يفيد فيه حصر كلماته وحروفه، فقد تبدل كلمة موضع أخرى، وحرف مكان حرف، والقرآن بحمد الله محفوظ من جميع ذلك.
ثم إني رأيتهم قد اختلفوا في عدد الكلمات والحروف، فلم يحصل من ذلك حقيقة يقطع بها. فإن قيل: فما الموجب لاختلافهم في عدد الآي؟ قلت: النقل والتوقيف، ولو كان ذلك راجعا إلى الرأي لعد الكوفيون {الر} آية كما عدوا {الم}، وكيف عدوا {المص} ولم يعدوا {المر}، وما لهم لم يعدوا: {طس}
[1/231]
و{ص} و{ق} و{ن} كما عدوا {طسم} و{طه} و{يس}.. وكيف عدوا {كهيعص} آية واحدة، وعدوا {حم * عسق} آيتين.
ولما عد الشامي {غشاوة ولهم عذاب أليم} [البقرة: 10] وأسقط {إنما نحن مصلحون} [البقرة: 11] ولما عد الجميع إلا الشامي {وأنزل التوراة والإنجيل} في آل عمران [الآية: 3]، ولما أسقط الكوفي وحده {وأنزل الفرقان} [آل عمران: 4] وعدها غيره، ولما أسقط الجميع {فإذا دخلتموه فإنكم غالبون} [المائدة: 23] إلا البصري، ولما عد الكوفي {من اليم ما غشيهم} في طه [الآية: 78] وقد مر في السور من هذا كثير، يدلك على التوقيف.
وقد صنف عبيد الله بن محمد الناقط كتابا، اعتمد فيه على قياس رءوس الآي، فما رآه موافقا للقياس عده، وما كان على خلاف ذلك اختار تركه. مثال ذلك أنه قال في سورة النساء في قوله عز وجل: {ويريدون أن تضلوا السبيل} [الآية: 44] عدها أهل الكوفة، قال والقياس تركها ونحن لا نعدها، قال لأنها ليست متسقة على ما قبلها ولا ما بعدها، والكتاب كله كذلك.
ولو كان العدد بالأشباه لما عدوا {من ثقلت موازينه} في القارعة [الآية: 6] ونحو ذلك وكذلك {وأما من خفت موازينه} [القارعة: 8] وهو كثير.
فإن قيل: فلو كان ذلك توقيفا لم يقع اختلاف. قلت: الأمر في ذلك على نحو من اختلاف القراءات، وكلها مع الاختلاف راجع إلى النقل والله أعلم.
ومما يؤيد ما ذكرته من أن عدد الآي راجع إلى التوقيف؛ ما روى عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود أنه قال: "اختلفنا في سورة من القرآن،
[1/232]
فقال بعضنا ثلاثين، وقال بعضنا اثنتين وثلاثين، وأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه، فتغير لونه، فأسر إلى علي بن أبي طالب بشيء، فالتفت إلينا علي رضوان الله عليه فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علمتموه".
ففي هذا دليل على أن العدد راجع إلى التعليم. وفيه أيضا دليل على تصويب العددين لمن تأمل بفهم.
[1/233]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخامس, الكتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir