دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الواسطية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 ذو الحجة 1429هـ/13-12-2008م, 03:03 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي التنبيهات السنية للشيخ: عبد العزيز بن ناصر الرشيد

وقَوْلُهُ: ( وَهُوَ شَديِدُ المِحَالِ ).( 75)
و قَوْلُهُ: ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ )،
وقَوْلُهُ: ( وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْناً مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ )،
وقَوْلُهُ: ( إِنَّهُمْ يَكِيْدُون كَيْداً وَأَكِيْدُ كَيْداً ).(76)

(75) قَولُهُ: (وَهُوَ شَديِدُ الْمِحَالِ): أي شديدةٌ مماحلتُه في عقوبةِ مَن طَغى عليه وعَتَى وتَمَادى في كُفْرِه،
وعن عليٍّ رَضِي اللهُ عَنْهُ: شديدُ المِحالِ: أي شديدُ الأخذِ، ورُويَ شديدُ القوَّةِ،
قال النَّسفِيُّ في تفسيرِهِ: والمعنى أنَّهُ شديدُ المكرِ والكيْدِ لأعدائِه يأتِيهم بالهَلَكةِ مِن حيثُ لا يحْتسبِون. انتهى.

(76) وقَولُهُ: (وَمَكَرُوا): أي كفـَّارُ بني إسرائيلَ حين أرادُوا قتلَ عيسى وصَلبَه، والمكرُ فعلُ شيءٍ يُرادُ به ضدُّه.
قَولُهُ: (وَمَكَرَ اللهُ): أيْ جازَاهم على مكرِهم، بأنْ رفعَ عيسى إلى السَّماءِ وألقَى شَبهَهُ على مَنْ أرادَ اغتيالَهُ حتَّى قتلَ، كما رَوى ذلك.
قَولُهُ: (وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ): أي أقْوَى المُجازين وأقدرُهم على العقابِ من حيثُ لا يشعرُ المعاقَبُ، انتهى. نسفيٌّ.

قَولُهُ: (وَمَكَرُوا): أي دبَّروا أمرَهُم على قتلِ صالحٍ عليه السَّلامُ وأهلِه على وجهِ الخِفْيةِ حتَّى مِن قومِهِم، خوفًا مِن أوليائِه.
قَولُهُ: (وَمَكَرْنا مَكْرًا): أي بنصرِ نبيِّنَا صالحٍ عليه السَّلامُ، وإهلاكِ قومِه المُكذِّبين، وقال تعالى: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ).
هذه الآياتُ فيها التَّحذيرُ مِن الأمنِ مِن مكرِ اللهِ،
قالَ الحسَنُ رحمَهُ اللهُ تعالى: مَن وسَّعَ اللهُ عليه فلا يَرَى أنهَ يَمْكُرُ به فلا رأْيَ له، وفي الحديثِ: ((إِذَا رَأَيْتَ اللهَ يُعْطِي الْعَبْدَ عَلَىَ مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فاعْلَمْ أَنَّما هُوَ اسْتِدْرَاجٌ)) رواه أحمدُ وابنُ جريرٍ، وابنُ أبي حاتمٍ، وهذا هو تفسيرُ المكرِ في قولِ بعضِ السَّلفِ، يستدرجُهُمُ اللهُ بالنِّعمِ إذا عصَوهُ، ويُملِي لهم ثمَّ يأخذُهم أخْذَ عزيزٍ مُقتدرٍ، وهذا مَعنى المكرِ والخديعةِ ونحوِ ذلك، ذكرهُ ابنُ جريرٍ بمعناه. انتهى. مِن ((فتحِ المجيدِ)).

قَولُهُ: (إِنَّهُمْ يَكِيدُون كَيْدًا): أي إنَّ كفَّارَ قريشٍ يكيدونَ كيدًا، وكيدُهم هو ما دبَّروه في شأنِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- من الإضرارِ به وإبطالِ أمرِه.
قَولُهُ: (وَأَكِيدُ كَيْدًا): أي أُجازيهم على كيدِهم، والكيدُ استدراجُهم كما في الآيةِ: (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ) قال ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللهُ تعالى: إنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- يكيدُهم كما يكيدونَ دينَهُ ورسولَهُ وعبادَهُ، وكيدُه سُبْحَانَهُ: استدراجُهم مِن حيثُ لا يعلمونَ، والإملاءُ لهم حتَّى يأخذَهمْ على غرَّةٍ، فإذا فَعَل ذلك أعداءُ اللهِ بأوليائِه ودينِه كان كيدُ اللهِ لهم حسنًا لا قُبْحَ فيه، فيُعطيهم ويستدرجُهم مِن حيثُ لا يَعلمونَ. انتهى. بتصرُّفٍ.
وقالَ ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللهُ تعالى:
المكرُ ينقسمُ إلى قسمينِ: محمودٍ، ومذمومٍ.
فإنَّ حقيقةَ إظهارِ أمرٍ وإخفاءِ خلافِه ليُتوصَّلَ إلى مرادِه , فمن المحمودِ مكرُه -سُبْحَانَهُ- بأهلِ المكرِ مقابلةً لهم بفعلِهم، وجزاءً لهم من جنسِ عمَلهِم، قال تعالى:(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )
وكذلك الكيدُ ينقسِمُ إلى نَوعينِ، قال تعالى: (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) وقَولُهُ: (كَذلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ) وكذلكَ الخداعُ ينقسمُ إلى محمودٍ، ومذمومٍ. فإنْ كانَ بحقٍّ فهو محمودٌ، وإن كانَ بباطلٍ فهو مذمومٌ. انتهى.

وهذه التَّفاسيرُ المتقدِّمةُ للمكرِ والكيدِ والخداعِ ونحوِ ذلك ليستْ مِن بابِ التَّأويلِ الَّذي ينكرُه أهلُ السُّنـَّةِ والجماعةِ، بل من بابِ التَّفسيرِ، فإنَّ جميعَ الصَّحابةِ والتَّابعينَ يصِفونَ اللهَ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- بأنَّه شديدُ القوَّةِ، وكذلك شديدُ المكرِ وشديدُ الأخذِ، كما وصفَ اللهُ -سُبْحَانَهُ- نفسَهُ بذلك في غيرِ آيةٍ من كتابِه، كقَولِهِ: (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)، وقَولِهِ: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)، وقَولُهُ: (إِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ) فيُمِرُّوُنَ هذه الآياتِ على ظواهرِها، ويعرفُون معنَاها، ولكنْ لا يُكيَّفُونَها ولا يُشبِّهونَها بصفاتِ المخلُوقينَ، وهذا مُجْمَعٌ عليه بينَ أهلِ السُّنَّةِ. انتهى. ملخَّصًا مِن ردِّ الشَّيخِ عبدِ اللهِ بنِ محمَّدٍ على الزَّيديَّةِ.
وقال ابنُ القيِّمِ رحِمه اللهُ في ((الصَّواعقِ)): واللهُ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- لم يصفْ نفسَهُ بالكيدِ والمكرِ والخداعِ والاستهزاءِ مطلقًا، ولا ذلك داخلٌ في أسمائِه الحُسْنى، فإنَّ هذه الأفعالَ ليست ممدوحةً مطلقًا، بل تُمدحُ في موضعٍ وتُذمُّ في موضعٍ، فلا يجوزُ إطلاقُ أفعالِها على اللهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- مطلقًا، فلا يقالُ: إنَّ اللهَ يمكرُ ويخادعُ ويستهزئُ، فكذلك بطريقِ الأوْلَى أن لا يُشْتَقَّ لَه منها أسماءٌ يُسمَّى بها؛ بل إذا كانَ لم يأتِ في أسمائِه الحُسنى المريدُ ولا المتكلِّمُ ولا الفاعلُ ولا الصَّانعُ؛ لأنَّ مسمَّياتِها تنقسمُ إلى ممدوحٍ ومذمومٍ، فكيفَ يكونُ منها الماكرُ والمخادعُ والمستهزئُ، وهذا لا يقَولُهُ مسلمٌ ولا عاقلٌ، والمقصودُ أنَّ اللهَ لم يصفْ نفسَه بالكيدِ والمكرِ والخداعِ إِلا على وجهِ الجزاءِ لمَن فعلَ ذلك لغيرِ حقٍّ، وقد عُلم أنَّ المُجازاةَ حسنةٌ من المخلوقِ فكيف من الخالقِ سُبْحَانَهُ وتعالى.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان, بصفة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir