التشبيهُ(1)
(التشبيهُ)(2): إِلْحاقُ أمْرٍ(3) بأمْرٍ في وصْفٍ(4) بأَداةٍ(5) لغَرَضٍ(6)، والأمْرُ الأوَّلُ يُسمَّى الْمُشبَّهَ(7)، والثانى الْمُشبَّهَ به (8)، والوصْفُ(9) وجهُ الشبَهِ(10)، والأداةُ الكافُ أو نحوُها(11). نحوُ: العلْمُ كالنُّورِ في الهِدايةِ، فالعلْمُ مشبَّهٌ، والنورُ مشبَّهٌ به، والهدايةُ وجْهُ الشبَهِ، والكافُ أداةُ التشبيهِ(12).
ويَتعلَّقُ بالتشبيهِ(1) ثلاثةُ مباحثَ: الأوَّلُ في أركانِه، والثانى في أقسامِه، والثالثُ في الغرَضِ(2) منه(3).
____________________
(1) التشبيهُ
أي: هذا مبحثُه
(2) (التشبيهُ) لغةً: جعْلُ الشيءِ شبيهاً بآخَرَ. واصطلاحاً:
(3) (إلحاقُ أمْرٍ) أي: إلحاقُ المتكلِّمِ أمراً ويُقالُ لهذا المتكلِّمِ مشبِّهٌ, بكسْرِ الموحَّدَةِ, ودالٌّ.
(4) (بأمرٍ في وصْفٍ ) أي: معنًى, والمرادُ به ما قابَلَ العينَ، خرجَ به اشتراكُ أمرين في عينٍ، نحوُ: شارَكَ زيدٌ عَمْراً في الدارِ. فلا يُسَمَّى تشبيهاً.
(5) (بأداةٍ) دالَّةٍ علي الإلحاقِ المذكورِ لفظاً أو تقديراً خَرَجَ به اشتراكُ أمرين في معنًى على وجهِ الاستعارةِ التحقيقيَّةِ، نحوُ: رأيتُ أَسَداً في الحمَّامِ، أو على وجهِ الاستعارةِ بالكِنايةِ نحوُ: أَنْشَبَت الْمَنِيَّةُ أظفارَها، أو على وجهِ التجريدِ، نحوُ: لقِيتُ بزيدٍ أسداً، فإنه لا يُسَمَّى تشبيهاً اصطلاحاً، نعمْ هو تشبيهٌ لُغَوِيٌّ؛ إذ هو أَعَمُّ من الاصطلاحيِّ, فكلُّ اصطلاحيٍّ لُغَوِيٌّ, ولا عكسَ فيجتمعان في: (زيدٌ أسدٌ)، ويَنفردُ اللُّغَوِيُّ في الاستعارةِ والتجريدِ.
(6) (لغرضٍ) أي: لأمْرٍ باعثٍ على إيجادِه.
(7) والأمرُ الأوَّلُ يُسَمَّى (المُشبَّهَ) و الأمرُ
(8) (الثاني المُشبَّهَ به) ويقالُ لهما: الطرَفان, كما سيأتي والمرادُ بهما معناهما, لا اللفظُ الدالُّ عليهما.
(9) (والوصفُ) أي: المعنى المشترَكُ الجامِعُ بينَ الطرفين يُسَمَّى.
(10) (وجهَ الشبَهِ) سواءٌ كان تمامَ ماهيَّتِهِما أو جزءاً من ماهيَّتِهما أو خارجاً.
(11) (والأداةُ الكافُ ونحوُها) مما يدُلُّ على الإلحاقِ المذكورِ، فدَخَلَ في التعريفِ ما ذُكِرَتْ فيه أداةُ التشبيهِ, سواءٌ ذُكِرَ المُشبَّهُ.
(12) (نحوُ: العلْمُ كالنورِ في الهدايةِ فالعلْمُ مشبَّهٌ والنورُ مشبَّهٌ به, والهدايةُ وجهُ الشبهِ, والكافُ أداةُ التشبيهِ) أو لم يُذكَر المُشبَّهُ، نحوُ كالنورِ في الهدايةِ بحذفِ العلْمِ لقيامِ قرينةٍ، كما لو قيلَ: ما حالُ العلْمِ؟ وسواءٌ ذُكِرَ وجهُ الشبَهِ أم لا، ودَخَلَ فيه ما لم تُذكَرْ فيه أداةُ التشبيهِ, وجُعِلَ المُشبَّهُ به خبراً عن المُشبَّهِ, أو في حكْمِ الخبرِ سواءٌ كان مع ذكْرِ المُشبَّهِ، نحوُ العلْمُ نورٌ أو مع حذفِه نحوُ قولِه تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} أي: همْ، فقد جُعِلَ المُشبَّهُ به في حكْمِ الخبرِ عن المُشبَّهِ من حيث إفادةُ الاتِّحادِ وتَنَاسِي التشبيهِ, كما في الحالِ نحوُ: كرَّ زيدٌ أسداً. أي: كالأسدِ، والمفعولِ الثاني من بابِ عَلِمْتُ، نحوُ: علِمْتُ زيداً أسداً. أي: كالأسدِ، والصفةِ نحوُ: مررْتُ برَجُلٍ أسدٍ، أي: كالأسدِ، وماءُ اللُّجَيْنِ أي: كاللُّجَيْنِ، وكونِه مُبَيِّناً له نحوُ قولِه تعالى:{حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}.
(1) (ويَتعلَّقُ بالتشبيهِ) هنا.
(2) (ثلاثةُ مباحثَ: الأوَّلُ في أركانِه والثاني في أقسامِه، والثالثُ في الغرَضِ) الداعِي.
(3) (منه) أي: من التشبيهِ.