دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 رجب 1440هـ/18-03-2019م, 07:00 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عنتر علي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

تطبيق على الأسلوب الوعظي
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونثنى عليه الخير كله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إله الأولين والآخرين ، قال فة محكم كتابه : { كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ... } ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، صل الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
يقول تبارك وتعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } الملك (٢)


هذه الآية الكريمة تتضمن ثلاثة مقاطيع فى كل منها اتعاظ للخلق والتبصير لهم وارشادهم إلى ما هو خير لهم فى دينهم ودنياهم ، واخاذ الزاد من دنياه لآخرته ، والاعتراف بعظمة الله تعالى وشدة بطشه على العصاة ، وسعة رحمته وغفرانه على الطائعين .

المقطع الأول : قوله تعالى : { الذى خلق الموت والحياة ... }
فالموت والحياة ضدان ، والموت انعدام الحياة ، والموت والحياة معنيان يتعاقبان جسم الحيوان ، فيرتفع أحدهما بحلول الآخر ، ويعنى هذا أن الموت أمرٌ وجوديٌّ لأنّه مخلوقٌ .
[المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي: 8/ 351-352]

ففى المقطع الأول يخبر الله سبحانه وتعالى عن خلقه للموت والحياة ، فهما من مخلوقات الله كما دلت الآية عليها صريحة ، وهي كقوله تعالى : { خلق السماوات والأرض فى يومين ... }فصلت (١٢) وقوله تعالى : { خلق الإنسان علمه البيان }الرحمن (٣-٤) وقوله تعالى : { والأنعام خلقها ... }النحل (٥) وغيرها من الآيات التى تصرح بخلق الله تعالى للمخلوقات جميعا .
فإذا كان الموت مخلوقا كسائر المخلوقات فإنها ستفنى كما ستفنى الخلائق أجمعين ، والحياة معدومة من كل شيء ثم تحيا من جديد . فقد كتب الله تبارك وتعالى الفناء على كل شيء ، والبقاء له وحده .
فقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام فى قوله : { خلق الموت } قال : " أذل الله ابن آدم بالموت ، وفى رواية – بنى آدم – وجعل الدنيا دار فناء ، وجعل الآخرة دار بقاء وجزاء " . [تفسير عبد الرزاق: 2/ 304]
وروي عنه عليه الصلاة والسلام : " أنه يجاء بالموت يوم القيامة فى صورة كبش فيقال : يا أهل الجنة هل تعرفون من هذا ؟ فيقولون : " نعم " ، ثم يقال لأهل النار : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : يا رب هذا الموت ، فيسحط سحطا أي : يذبح ذبحا ، ثم يقال : " خلود لا موت فيه " [تفسير عبد الرزاق: 2/ 304] [جامع البيان: 23 / 118-119]
فإذا علم العبد المؤمن بمصير أمره ، وأنه وإن طالت سلامته فى هذه الدنيا ، سوف يحمل يوما على آلة حدباء ، فإنه يقشعر من ذلك اليوم ، ويخشى وقوفه بين يدي ربه تبارك وتعالى ، فيحسن أعماله ابتغاء وجه ربه سبحانه وتعالى .
ومعنى {خلق الموت والحياة}: خلق لكم الحياة ليختبركم فيها وخلق الموت ليبعثكم ويجازيكم بأعمالكم.




وأما المقطع الثانى : فقوله تعالى : { ليبلوكم أيكم أحسن عملا ... }
الابتلاء بمعنى الاختبار ، واللام من ( ليبلوكم ) السببية ، يعنى كان سبب خلقه تعالى للموت والحياة ابتلاء خلقه واختبارهم حتى يعلم الصالح منهم من الطالح .
وقوله : { أيكم أحسن عملا } أي : فينظر أي العباد يحسن أعماله وطاعته لله ابتغاء وجهه ، وأيهم أسرع إلى طلب رضوان الله ، فيحسن الذكر للموت كما فى قوله عليه الصلاة والسلام : " أكثروا من ذكر حاذم اللذات – الموت – " فيخاف الله ويحذر من بطشه وعذابه ، فيعلم أيكم أحسن عملا علم ما وقع ، واللّه -عزّ وجلّ- قد علم ما يكون منهم إلا أنّ الجزاء يجب بوقوع العمل منهم .
وقيل : { أيكم أحين عملا ... } أي : أحسن عقلا فى أمره تعالى ونهيه وأزهدكم فى الدنيا .
فإذا علم المؤمن أنه يبتلى بالموت ، وأن حياته بمثابة الابتلاء ، ازداد إيمانه بربه وأحسن إليه العمل واتخذ لنفسه من دنياه زادا للآخرة { فتزودوا فإن خير الزاد اتقوى واتقون يا أولى الألباب } . البقرة (١٩٧)

وأما المقطع الثالث الأخير ، فقوله تعالى : { وهو العزيز الغفور } صفتان من صفات الله الكمال " العزيز " من العزة ، أي الشديد القوي ، فهو العزيز العظيم المنيع الجناب، وهو مع ذلك غفورٌ لمن تاب إليه وأناب، بعدما عصاه وخالف أمره، وإن كان تعالى عزيزًا، هو مع ذلك يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز .
فإذا علم المؤمن الصادق فى إيمانه لربه هذا ، أحسن الظن فى الله ، وأنه تعالى وإن اشتد نقمته وبطشته للعصاة ، فإنه مع ذلك غفور رحيم .
ومعنى الآية: أنّه تعالى أوجد الخلائق من العدم، ليبلوهم ويختبرهم أيّهم أحسن عملًا؟
وقوله: {وهو العزيز} يقول: وهو القويّ الشّديد انتقامه ممّن عصاه، وخالف أمره، {الغفور} ذنوب من أناب إليه وتاب من ذنوبه). [جامع البيان: 23 / 118-119]

كما قال: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم} [البقرة: 28] فسمّى الحال الأوّل -وهو العدم-موتًا، وسمّى هذه النّشأة حياةً. ولهذا قال: {ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} [البقرة: 28] { ثم إليه ترجعون } فيجازيكم بالعفو والغفران لمن أطاعه ، وبالعذاب الشديد لمن عصاه تعالى .
أجدت بارك الله فيك، وإليك بعض الملحوظات.

- لعل المقدمة التي استفتحت بها بحاجة لمزيد من الضبط وترتيب الأفكار، لأنك فصلت بين الاستفتاح بالحمد والثناء على الله تعالى وبين الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بآية، ولو أتيت بمقدمة يسيرة قبل البدء بتفسير الآية لتكون بمثابة تهيئة للقارئ لكان أفضل.
- الربط بين الأفكار وحسن الانتقال بين الفقرات يعطي قوة للرسالة، وفي تفسير نظم الدرر للبقاعي ما يعينك على ذلك.
- الشواهد اللغوية يحسن عرضها ونسبتها لقائلها، كذلك ذكر رواة الحديث ومن أخرجها، دون الحاجة لذكر سلسلة السند مراعاة لمقام الوعظ.
- عنصر الترغيب لم يظهر واضحا، فوددت أن تذكر بأن المؤمن مع استعداده للموت لا ينس نصيبه من الدنيا، وأنّه يفرح بلقاء الله بعكس الكافر .
- انتبه للأخطاء اللغوية فهي تؤثر على جودة النص.
- لديك ملكة جيدة في أسلوب الوعظ فارعها اهتمامك رعاك الله.


الدرجة:ب
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir