دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 رجب 1437هـ/17-04-2016م, 06:11 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
2: سورة البقرة.
3. خواتيم سورة البقرة.
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
2: سورة النساء
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
2: سورة آل عمران.
3: سورة النساء
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
2: سورة البقرة
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الخميس القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 رجب 1437هـ/20-04-2016م, 08:04 AM
عفاف فالح الجهني عفاف فالح الجهني غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 132
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟

صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» أراد به: بأفضل القرآن لك، ,وقوله {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن.
وعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري



س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»
فإنّ قراءة آية الكرسي بإيمان دبر كلّ صلاة يلزم منها ثلاثة أمور:
الأول: محافظة صاحبها على الصلوات كلّها، ومن حافظ عليها كانت له نجاة ونوراً يوم القيامة.
والثاني: صحّة إيمانه باعتقاده ما دلّت عليه هذه الآية العظيمة التي هي أعظم آية في القرآن.
والثالث: كثرة الذكر؛ بتكرار هذه الآية بإيمان ويقين في مواقيت الصلوات صباحاً ومساءً.
ومن صحّت له هذه المقامات الثلاث: المحافظة على الصلوات، وصحّة الإيمان، وكثرة الذكر كان من خيار عباد الله المؤمنين



قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».
2: سورة آل عمران.
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...» عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها - وهي خالته - قال: فاضطجعت على عرض الوسادة، «واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل - أو قبله بقليل، أو بعده بقليل - ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي»

3: سورة النساء
قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} وقال النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر»
والسبغ قيل هيقال إسحاق بن راهويه: (يعني البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة».
عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله: إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له؛ فسألوه عنهما، فلم يخبرهم؛ فقال: علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، فقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا) البقرة، فقالا: ما رأيناهما، ثم أخذا في النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدِ الله غفوراً رحيما} ، فقالا: هذه واحدة.
ثم تصفَّحا آل عمران، حتى انتهينا إلى قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} فقالا: هذه أخرى، ثم أطبقا المصحف، ثم أتيا عبد الله، فقالا: هما هاتان الآيتان؟

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1

: سورة الفاتحة
3. وحديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس،
ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب

2-وحديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» رواه الطبراني في الأوسط.
ورواه ابن الشجري في أماليه من طريق سليمان بن أحمد عن صلة بن سليمان الأحول عن ابن جريج به.
وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.

3-وحديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال؟ ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليًّا.
2: سورة البقرة
حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
وحكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
قال الترمذي:
«هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعَّفه
»
وأصحّ ما روي في أن سورة البقرة سنام القرآن أثر ابن مسعود موقوفاً عليه،

2-2. وحديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء»
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وأبو داوود في المراسيل عن جبير بن نفير مرسلاً، ورواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان من طريق الفضل الشعراني عن عبد الله بن صالح به إلى جبير بن نفير عن أبي ذر مرفوعاً.
وأبو عبيد رواه عن عبد الله بن صالح به مرسلاً موافقاً رواية ابن وهب عن معاوية عند أبي داوود في المراسيل، وهو الصواب.
والحديث ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.



س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟ الأمر الأول: أن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم؛ والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى: الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق في الجملة فهؤلاء لا يُطّرح حديثهم جُملة، ولا يقبلون مطلقاً، بل يُعتبر حديثهم فإذا ورد من طريق أخرى أو كان له شواهد فيُحكم بصحّته لانتفاء علّة ضعف الضبط.
والدرجة الثانية: الذين لا تُقبل مرويّاتهم مطلقاً، ولا يعتبر بها، وهم متروكو الحديث، من الكذّابين، والمتّهمين بالكذب، والذين بلغوا من كثرة الخطأ والتساهل في الرواية عن الواهين من غير تبيين مبلغاً استحقّوا به ترك حديثهم؛ فهؤلاء لا يُجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم.

والأمر الثاني: أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع؛ فانقطاع الإسناد موجب لضعف الحديث.
والأمر الثالث: انتفاء العلّة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
وهي على خمس درجات:
الدرجة الأولى: المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
والدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة.
والدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت.
والدرجة الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
والدرجة الخامسة: المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثّعلبيّ في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنّهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنّما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الّذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشّأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شرَه جمهور المحدثين، فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنّه قد صحّ عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».
قال: (وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
والدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم
الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.


س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن
ان الغلو في خواص القران يؤدي الي فساد وضلال وضياع الدين ومن ذلك ما ابتدعه بعض الصوفية الغلاة في خواصّ القرآن من دعاوى وضلالات، واستعمال أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال، وجداول وأوفاق تبيّن للمحققين أنها من طلاسم السحر، لكنّهم موّهوا بها على أتباعهم، وسموّا الأمور بغير أسمائها، فسمّوا الشياطين الذين يتقرّبون إليهم خُدّام الآيات، وسمّوا الاشتغاثات الشركية عزائم، وسمّوا غرائب أسماء الشياطين أسراراً، ولولا خشية الإغراء بها مع ضعف النفوس لذكرت أمثلة مما ذكروه في هذا الباب مما يدلّ على ضلالهم وتضليلهم وبعدهم عن هدى القرآن، وتلبيسهم على الناس
فهذا الغلو شر عظيم وضياع على الامة فالواجب الابتعاد عن كل غلو في خواص القران الكريم .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 رجب 1437هـ/20-04-2016م, 09:58 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الثانية
:
السؤال الأول :
دلل على تفاضل سور القرآن؟
مما يدل على تفاضل سور القرآن :
قال تعالى :
ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}. فقوله تعالى ( بخير منها ) دليل صريح على أن بعض الآيات خير من بعض
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات }
وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.

فهذه الآيات دلت على أن في الآيات ما هو خير من بعض . وكذلك في الآيات محكمات ومتشابهات ، ومنها عظيمة كما وصفها تعالى ....

ورد كثير من الأحاديث في فضل سور مخصوصة منها
- وعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري

- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين».
رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم

- وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قلت : الله ورسوله أعلم
قال : «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم
قال : فضرب في صدري وقال : ( والله ليهنك العلم أبا المنذر )
رواه مسلم

- وكذلك المعوذتان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما: «ما تعوّذ الناس بأفضل منهما». رواه النسائي

- وقال في الإخلاص في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن».
وغيرها في فضل آية الكرسي والزهراوين ... وغيرها ..

فهذه الأحاديث تدل على أن بعض السور والآيات أحب إلى الله من بعض ، وبعضها أفضل وأعظم عند الله من بعض ... وتفاضل بعض السور على بعض لا يعني أن المفضول فيه نقص أو ضعف أو اختلاف فالقرآن كله في نهاية الغاية من الحسن والإحكام والإتقان مكرم عن التناقض والاختلاف والنقص فكله كلام الله تعالى وكله أفضل ... وإنما تفاضلها في أجر قراءتها وفي أيها أحب إلى الله وعظمة مكانتها عند الله ...
فمثلا خص الله الصلاة بسورة الفاتحة فلا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ، ولا يجزئ عنها غيرها في الصلاة لمن استطاع ... والمعوذتان حصن حصين من كل الشرور ، والإخلاص تعدل ثلث القرآن وأواخر البقرة لها فضل عظيم ...
قال ابن تيمية : ( والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف ، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم ... )

السؤال الثاني :
بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي

مما ورد في بيان فضلها :
- أنها أعظم آية نزلت في القرآن ...
كما في حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر
». رواه مسلم في صحيحه

- هي حافظة للمؤمن في صباحه ومسائه ...
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان» رواه البخاري في صحيحه

- وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»
رواه النسائي في السنن الكبرى وفي عمل اليوم والليلة له ، والحديث متكلم فيه ... والأظهر أنه إسناد حسن لا بأس به.
وله ما يؤيّده من حيث المعنى ، لأن قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة تعني :
1- محافظة تاليها على الصلاة التي هي عمود الدين
2- صحة إيمانه بفضل آية الكرسي
3- كثرة الذكر ... فالآية كلها تعظيم لله فمن حافظ على ذكرها صباح مساء ودبركل صلاة حافظ على الذكر في كل وقت ...
ومن صحّت له هذه المقامات الثلاث: المحافظة على الصلوات، وصحّة الإيمان، وكثرة الذكر كان من خيار عباد الله المؤمنين.

2: سورة آل عمران
هي والبقرة ( الزهراوان ) تظلان صاحبهما في الموقف وتحاجان عنه يوم القيامة
- وقد صح في فضل آل عمران أنها تحاج عن صاحبها يوم القيامة
حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران )) وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه مسلم والترمذي

- وصح في فضلها أنها تظل صاحبها في الموقف هي والبقرة :
حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...)
- و حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة). رواه مسلم

- وورد أن فيها اسم الله الأعظم : في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه» رواه ابن ماجه والطحاوي ... حسنه الألباني

- وفي خواتيمها ترغيب في تدبرها وعقلها وفهمها
حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض ... }» الآية كلها .... رواه ابن حبان في صحيحه

3: سورة النساء
1- قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
قال ابن عباس: هي السبع الطوال -والنساء من السبع الطوال - ، صحّ ذلك عنه من طريق منصور بن المعتمر عن مجاهد عنه عند ابن جرير، وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية، والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب.

2- أوصى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتعلمها لأن فيها الفرائض :
عن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض» رواه الحاكم والبيهقي

- وقال ابن مسعود رضي الله عنه في فضلها :
- : «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
- : (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما
}.
قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن

السؤال الثالث :
اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة :
- حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» رواه الطبراني في الأوسط.
ضعيف لأن سليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.

- وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»
رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس،
سبب ضعفه أن صالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
قال ابن عدي: (هو رجل قاص حسن الصوت، وعامة أحاديثه منكرات ينكرها الأئمة عليه، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أتى من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي أنه مع هذا لا يتعمد الكذب، بل يغلط [فيها]).

- وحديث يوسف بن عطية، عن سفيان عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس،
ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.

2: سورة البقرة
- عن خالد بن سعيد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام»
رواه أبو يعلى في مسنده والعقيلي في الضعفاء، وابن حبان والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
سبب ضعفه : قال العقيلي: «خالد بن سعيد المديني عن أبي حازم، ولا يتابع على حديثه».

- حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
سبب ضعفه : أن حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعَّفه»

- حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
سبب ضعفه أن عبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.

السؤال الرابع :
ما هي شروط صحّة الحديث؟
الحديث الصحيح هو الحديث الذي اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله من أول السند إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة ..
قال صاحب البيقونية :
أوَّلـُهـا الصَّحـيحُ وهو ما اتـَّصـل ***إسْـنَـادُه وَلـم يـُشـَـذ أو يُــعــلّ
يـْروِيه عــدلٌ ضابطٌ عـن مثـله ***مُـعـتـمـدٌ في ضـبـطِهِ ونـقـلِهِ

إذن لابد حتى يحكم للحديث بالصحة من صحة إسناده ومتنه
🔸فأما صحة الإسناد فتتحقق بـ:
1- أن يكون الرواي مقبول الرواية ( عدل ضابط )
والذين لا تقبل رواياتهم صنفان :
أ : ضعيفو الضبط ، فهم أهل صدق في أنفسهم ( عدول ) لكنهم ضعيفو الحفظ والضبط فهؤلاء لا يطرح حديثهم جملة ولا يقبلون مطلقا بل إذا ورد حديثهم من طرق أخرى أو كان له شواهد فإنه يحكم بصحته لانتفاء علة ضعف الضبط
ب: مجروحو العدالة : وهم الذين لا تقبل رواياتهم مطلقا ولا يعتبر بهم فهم متروكو الحديث من الكذابين والمتهمين بالكذب أو الذين تساهلوا في الرواية عن الوضاعين والمتهمين من غير تبيين ، فهؤلاء يترك حديثهم ولا يجبر بمتابعة غيرهم .

2- اتصال السند ... فانقطاع السند موجب لضعف الحديث
3- انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد كالمخالفة والتدليس والاضطراب
- فالمخالفة أن يخالف الراوي من هو أوثق منه فيص منقطعا أو يغفل ذكر راو لضعفه
- والتدليس أن يسقط راويا ضعيف الإسناد ( لإخفاء ضعف السند ) ويروي عن شيخه ب( عن ) و ( أن ) وهو ما يسمى بالمعنعن والمؤنن .. والمدلس لا يقبل حديثه إلا إن صرح بالسماع من شيخه بصيغ السماع المقبولة عند المحدثين كحدثنا وسمعت وأخبرنا ...
قال صحب البيقونية : وما أتـى مُــدَلــسًــا نـوعَــانِ
الأوُّل ُ الإسـقـاط للـشـيـخِ وأن ***يـنـقـُـل عمَّن فوقه بعَـن وأن
والـثـانِ لا يـُسـقـطـهُ لكن يَصِفْ*** أوصَافهُ بـما به لا يـنـعـرِف

- والاضطراب أن يختلف الرواة في الإسناد اختلافا شديدا فلا يوقف على صحته ... فهو موجب للضعف
وذوُ اخـتِـلافِ سـنـدٍ أو مَـتـن ِ*** مُـضـطـِربٌ عَنْدَ أهـيـل الـفـن

🔸وأما صحة المتن فتحقق بأمرين :
1- صحة السند المؤدي إلى المتن
مع التنبيه أن ضعف السند لا يقضي بضعف المتن مطلقا فقد يروى الحديث من طرق أخرى صحيحة فتقويه ...
2- انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة والنكارة والاضطراب والرواية بالمعنى المخل والتصحيف والتحريف وغيرها


السؤال الخامس :
بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
🔸المرويات في فضائل القرآن تضم المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرسل الذي يرويه التابعي عن رسول الله والآثار التي تروى عن الصحابة ( الموقوف ) وعن التابعين ( المقطوع )
** وهي على خمس درجات :
1- الأولى : الصحيحة لذاتها التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة في السند أو المتن
2- الثانية : الصحيحة لغيرها وهي التي في أسانيدها ضعف يجبر بالشواهد وتعدد الطرق ، بشرط سلامة المتن من العلة القادحة ..
3- الثالثة : المرويات الضعيفة ضعفا محتملا فإسنادها ضعيف قابل للتقوية ، ومتنها غير منكر من جهة المعنى
4- الرابعة : المرويات الواهية التي في إسنادها ضعف شديد ، أو متنها منكر مخالف للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية
5- الخامسة : المرويات الموضوعة التي يتبين أنها مكذوبة مختلقة .

🔸ما يؤخذ من هذه المرويات :
أ - مرويات الدرجتين الأولى والثانية يحتج بهما

ب- مرويات الثالثة اختلف فيها أهل العلم
- فبعضهم يحتج بها في الرقائق والأخبار والفضائل
- ومنهم من يستأنس بها استئناسا ولا يحتج بها
- ومنهم من يذكرها للفائدة فقط كأن يكون المتن حسنا جامعا أو لبيان ضعفها

ج - مرويات الدرجة الرابعة لا يجوز ذكرها إلا لبيان ضعفها والتنبيه على عللها
وقد يرويها بعض المحدثين لفوائد عارضة أو لجمع طرقها فيعتبرون ذكر الإسناد مبين لحالها ثم يتساهل المفسرون والشراح والفقهاء فيحذف السند اختصارا ويتداول المروي الضعيف وينتشر

د- مرويات الدرجة الخامسة لا تحل روايتها إلا للتبيين
فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )

السؤال السادس :
بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
روي عن أبي بن كعب حديث طويل فيه بيان لفضائل القرآن سورة سورة وهذا الحديث موضوع مكذوب عليه ،

- رواه العقيلي من طريق بزيغ بن حسان عن علي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي ...
- ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق مخلد بن عبد الواحدعن علي بن زيد بن جدعان وعطاء بن ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب ،
- ورواه ابن مردويه من طريق مخلد عن أبي الخليل عن علي بن زيد وعطاء عن زر عن أبي بن كعب
- ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليم عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابي أمامة عن أبي بن كعب

** قال ابن الجوزي عنه وعن كتابته في التفاسير أو كتب الفضائل : ( وهذا حديث فضائل السور مصنوع بلا شك وفي إسناد الطريق الأول بزيغ ، قال الدارقطني : متروك
وفي الطريق الثاني : مخلد بن عبد الواحد ، قال ابن حبان : منكر الحديث جدا
وقد اتفق بزيغ ومخلد على رواية هذا الحديث عن زيد بن علي ، قال أحمد وابن معين : علي بن زيد ليس بشيء .
وأيضا فنفس الحديث يدل أنه مصنوع فإنه قد استنفد السور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرسول صلى الله عليه وسلم . )

ثم روى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إلي فقال حدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).
فهذا مما يدل على وضع هذا الحديث ... وعدم جواز التحديث به .

السؤال السابع :
عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
🔸دلائل معرفة خواص القرآن :
1- دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة ...
ومن أمثلة ذلك
- من القرآن : قوله تعالى : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)}؛
فهذه الآية التي تتحدث عن مرض سدنا يعقوب عليه السلام ودعائه فيه قد ختمت بقوله تعالى ( وذكرى للعابدين ) تذكيرا للمؤمنين وتنبيها لهم أن يقتدوا به فيقولوا كما قال إن مسهم ضر .

- من السنة : حديث أبي سعيد الخدري عن المسلمين الذين ارتحلوا حتى دخلوا حيا من أحياء العرب فلدغ سيد ذلك الحي فذهبوا إلى المسلمين يسألونهم إن كان معهم راق . فقام أحدهم فرقاه بسورة الفاتحة فبرئ فأعطوهم غنما ، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهم الغنم وعرضوا عليه ما جرى قال : ( وما يدريك أنها رقية ، قد أصبتم ، اقسموا واضربوا لي معكم سهما ) وضحك صلى الله عليه وسلم

2- ما ثبت عن الصحابة رضوان الله عنهم
من ذلك : عن أبي زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}). حسنه الألباني

** وكثير مما روي عن الصحابة في هذا الباب ضعيف أو واه وقليل منها يصح وما صح منها محمول على أمرين :
- أنهم تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم
- أنهم فعلوه اجتهادا منهم بناء على الأصل بالإذن الشرعي بالرقية في غير شرك

3- ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم :
من ذلك ما روي عن المغيرة العجلي أنه قال : من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن ، أربع آيات ( وإلهكم إله واحد لا إله إله هو الرحمن الرحيم ) وآية الكرسي والثلاث من آخرها ... ) والمغيرة تابعي ثقة

4- الاجتهاد في اختيار ما يتناسب من الآيات مع أحوال مخصوصة
ذكر ابن القيم في زاد المعاد كتابا لمن تعسرت ولادتها : قال : ( يكتب في إناء نظيف { إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت }وتشرب منه الحامل ويرش على بطنها .
وبعضهم كتب لمن تعسرت ولادتها سورة الزلزلة ...

** ففي ذلك إشارة إلى أن يختار كل صاحب بلاء من الآيات والسور ما يناسب حاله ويجده يطمئن إليه وإلى ما يرجو منه ... فالأصل في ذلك التقرب إلى الله والتوسل له بكلامه تعالى لدفع الكروب ...

السؤال الثامن :
بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
خواص القرآن وفضائل بعض آياته وسوره لها طرق محددة في معرفتها ... وحتى ما اجتهد فيها فاجتهاد في بعض ما يحمل معان مماثلة لمدلول الآية أو للحادثة التي نزلت فيها أو لقصتها التي تتحدث عنها ... وليس تبعا لهوى ... وبالتالي فإن المغالاة والتوسع في خواص القرآن كجعل كل سورة لها فضل مخصوص وتأويل الآيات بما لا تحتمل ليتناسب مع مرادات من يستخدمها يؤدي إلى مزالق خطرة ... وقع فيها بعض الوعاظ وكثير من الصوفية ... حتى إن بعضهم وضع الأحاديث وكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلق فضائل للسور لم تصح ولم ترد ورتب بعضهم من الأجور على بعض الآيات منا لم يرد ... وترتيب الأجور على الأعمال مما ليس فيه اجتهاد ، لأنه لا بد أن يكون منقولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
بل إن بعض الغلاة قد تمادى وغلا في ذلك حتى استخدمها كالتمائم وبعضهم في الشعوذة والسحر
ومن أسوأ ذلك ما ابتدعه بعض غلاة الصوفية من تمتمات ورسوم وشعوذات وطلاسم يوهمون أتباعهم وبعض الجهلة من الناس بأن ما يستعملونه آيات قرآن ومن يتواصلون معه هم الملائكة ... بل وبعضهم يبيع ما يوهم الناس أنها من القرآن من التمائم والحجب يأكلون به أموالهم بالباطل ويذهبون بهم إلى الشرك والظن أنها تضر وتنفع من دون الله والعياذ بالله
ولهم كتب ومؤلفات في خواص القرآن الكريم مما ابتدعوه واختلقوه يلبسون به على العباد دينهم ... والقرآن منهم براء ... فمنها ما هو سحر وتقرب إلى الشياطين والعياذ بالله . ومنها أقوال وأفعال وهيئات مكذوبة ومفتراة على الصالحين ليقنعوا الناس بها ... فالناس لو قلت لهم الشيخ الفلاني أو الصالح الفلاني فعل وقال كذا وكذا إن كان جاهلا لا يتحقق من أمر صدق واتبع ظانا أنه يتأسى بفلان ويقترب من الله كتقرب ذلك الصالح

فأحسن هذا الغلو وليس فيه حسن هو الابتداع ... وكل بدعة ضلالة ... والبدعة خلاف السنة ...
وفيما صح من فضل القرآن بل فيه جملة من أنه شفاء ودواء وطمأنينة ما يغني العبد لو صحت منه العزيمة عن اتباع سقطات الغالين ...

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 رجب 1437هـ/20-04-2016م, 10:39 AM
نورة الصالح نورة الصالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 80
افتراضي

المجموعة الأولى


س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
أن هذا ثابت في الأدلة الصحيحة الصريحة
فمما جاء في القرآن:
- "ما ننسخ من آية أو ننسها نأتِ بخير منها أو مثلها" فأثبت التفاضل
- "ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم" فتخصيص السبع المثاني دليل على أفضليتها
ومن السنة النبوية:
- قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبيّ بن كعب: أتدري أي آية في كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: "والله ليهنك العلم، أبا المنذر" .رواه مسلم
وقوله صلى الله عليه وسلم لعقبة: "يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عزوجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل".

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
تناولت فضائلها كونها أعظم سورة في القرآن وأنها أم القرآن، وهي نور لم يؤته أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم، وليس في الكتب السماوية مثلها، وأنها رقية، إلى غير ذلك.
يدل عليه حديث أبيّ السابق، كذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم"، وقوله لأبيّ: "ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها؟" قال: بلى، قال: "فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها".
وقول جبريل له: "أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته"
وقول النبي عنها: "ومايدريك أنها رقية".



2: سورة البقرة.
مما ورد فيها أنها تظل صاحبها يوم القيامة وتحاج عنه، وتنفر الشيطان، وأن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمهمم سورة البقرة وآل عمران".
وقال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة".
3. خواتيم سورة البقرة.
أنهما من النورين الذين أوتيهما النبي صلى الله عليه وسلم، وتكفي صاحبها، وأخذها النبي من في السماء.
ففي الحديث: "الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه"
وفي حديث الإسراء والمعراج: "فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا" وذكر منها: "وأعطي خواتيم سورة البقرة".

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة.
لوجود مظاهر بن أسلم المخرومي الذي هو منكر الحديث.
- عن عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "في هاتين الآيتين (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) و (الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم) إن فيهما اسم الله الأعظم"
وهو ضعيف لكون عبيد الله وشهر ضعيفان.
- عن يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي عن سعيد بن جبير قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين"
لأن اسناده منقطع، فسعيد بن جبير لم يدرك عمر


2: سورة النساء
- حديث يزيد بن هارون السابق.
- عن أبي إسحاق السبيعي عن عبدالله بن قيس عن ابن عباس قال: "من قرأ سورة النساء مما لا يحجب علم الفرائض
لأن عبدالله بن قيس مجهول الحال.
- عن سلام المدايني قال: حديثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامه عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرئ من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم"
حديث موضوع، قال ابن معين عن سلام: ليس حديث بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
1- للتنبيه على ضعفها وبيان سببه لئلا يُغتر بها.
وقد قال ابن معين: كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا خبزًا نضجًا.
وهو أصل الأسباب.
2- لجمع الطرق؛ للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد.
3- لرصد ما روي في هذا الباب وحفظه وجمعه في مكان واحد؛ ليسهل الوصول إليه.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل
لا؛ فقد يروى بإسناد صحيح آخر
يبين ذلك حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعًا: "اقرؤوا القرآن؛ فإن الله لا يعذّب قلبًا وعى القرآن" الحديث المعين هذا ضعيف لضعف إسناده، لكن ورد بإسناد صحيح مروي عن أبي أمامة بلفظ "اقرءوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة؛ فإن الله لن يعذب قلبًا وعى القرآن"
وهو وإن كان موقوفًا عن أبي أمامة فإنه مما لا مدخل فيه للرأي، فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا الرواية.


س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
1- الإرسال: وهو ما أسنده التابعي للنبي صلى الله عليه وسلم.
2- الانقطاع في السند: وهو أعم من الإرسال.
3- المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
4- الخطأ في الإسناد.
5- المرويات التي يكون إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
6- الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
7- منكر المتن.
8- الضعيف الذي لا أصل له.
9- الموضوع.


س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
هو الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة. وقد يستعمل لاصطلاحات أخرى لكن هذا المعنى هو المراد هنا.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
يُعمل بها من باب الرقية لا اعتقاد الثبوت.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 رجب 1437هـ/20-04-2016م, 04:01 PM
منيرة عبدالرزاق علي منيرة عبدالرزاق علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 100
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
ورد في الأدلة الصحيحة أن بعض سور القرءان وآياته تتفاضل :
-فمن ذلك ما جاء في الأحاديث الصحيحة من فضل سورة الفاتحة قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الحمد لله رب العالمين (هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته .
-وثبت في الصحيح أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرءان .
-ما جاء في فضل آية الكرسي .
وغير ذلك من الأدلة .
....................................................................
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
-كثرة أسمائها تدل على فضلها : فهي أم القرءان والسبع المثاني والكافيه والشافيه والشفاء ومن فضلها أنه لاتتم الصلاة إلا بها وورد في فضائلها أحاديث كثيرة منها :
-روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أم القرءان هي السبع المثاني والقرءان العظيم .
-روى عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب .
2: سورة البقرة.
هي أكبر سورة وأشمل السور أحكام وهي تتقدم المصحف وهذا دليل على شرفها وورد في فضائلها أحاديث كثيرة منها :
-فضلها مع سورة آل عمران : ما رواه الناس بن سمعان : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران ، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما . رواه مسلم .
- من فضلها أن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه . في ما رواه أبو هريرة (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة») رواه مسلم .
-و كان الذي يحفظ البقرة من الصحابة يعظم فيهم : قال أنس بن مالك رضي الله عنه)كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا(.
3. خواتيم سورة البقرة.
- حديث ابن مسعود : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه . متفق عليه.
-حديث النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان .
- حديث حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)).
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
- يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة». رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر.
- يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
- مسعر بن كدام عن جابر بن يزيد الجعفي عن الشعبي عن ابن مسعود أنه قال:«نعم كنز الصعلوك سورة آل عمران, يقوم بها الرجل من آخر الليل». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، والدارمي في سننه، والبيهقي في شعب الإيمان، وجابر الجعفي متروك الحديث.
2: سورة النساء:
-يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر، وقد تقدّم.
-عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
-سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.
.......................................................................
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
-التنبيه على ضعفها لئلا يغتر بها .
-جمع الطرق للاستعانه بها على قراءة الأحاديث التي تقوى بتعدد الطرق والشواهد .
-جمع هذه الأحاديث في باب واحد ليسهل رجوع أهل الحديث إليها .
.........................................................................
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
- لايقتضي ذلك . ومثال على هذا: حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
ثم قال بعد ذكر إسناده:«وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي وهو الخشني متروك.و انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ : «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي. وبمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.
..........................................................
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن
-ترجع أسبابه الى الإسناد أو المتن أو إليهما جميعا . وأنواع ذلك :
1-الإرسال : وهو انقطاع في الإسناد فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات.
والمراسيل على درجات عند أهل العلم مهم من يضعفها مطلقا ومنهم من يأخذها بشروط .
2- انقطاع السند وهو أعم مما قبله .
3-المخالفة بالرواية بالمعنى المغير للفظ .
4-الخطأ في الاسناد .
5-المرويات التي يكون في اسنادها مجهول العين أو الحال .
6-الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث .
7- منكر المتن .
8- الضعيف الذي لا أصل له .
...............................................................
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
-هو الانتفاع ببعض سور القرءان في أحوال مخصوصة وتأثيره في الرقية والكرب ...................................................
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
1-إما أن يكون جائز: أن يرقى بالآيات التي تناسب الحال وأخذ بذلك العلماء ومن هذا :
-وذكر ابن القيّم رحمه الله في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر}.
-وكتب بعض أهل العلم لمن تعسّرت ولادتها سورة الزلزلة.
- ومن هذا الباب أن يقرأ من يجد ضيقاً في صدره سورة الشرح فيجد راحة وانشراحاً.
2-وإما أن يكون من الغلو المحرم كفعل الصوفية من استعمال أشياء غير معقولة المعنى وكتابة الآيات بالدم ويذبح حيوان بصفات معينة ويقرأ عليه آيات معينة . وغير ذلك الذي يعتبر من السحر والدجل .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 رجب 1437هـ/21-04-2016م, 12:07 AM
علي الدربي علي الدربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 98
افتراضي

الإجابة على أسئلة المجموعة الثانية :
السؤال الأول :
دلل على تفاضل سور القرآن؟
مما يدل على تفاضل سور القرآن: 1- قوله تعالى: [ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ]. فقوله تعالى [ بخير منها ] دليل صريح على أن بعض الآيات أفضل من بعضها الآخر.
2- وقوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات }، ففيها الإشارة إلى أن في آيات القرآن محكمات ومتشابهات، وهذه إشارة إلى التفاضل. ومثلها:
3- قوله تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.

* وأما في السنة فقد وردت أحاديث كثيرة منها :ما يخص سورة بعينها 4- وعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري

5- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين». رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم

6 - وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قلت : الله ورسوله أعلم
قال : «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم
قال : فضرب في صدري وقال : ( والله ليهنك العلم أبا المنذر ) رواه مسلم

* فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن بعض السور والآيات أفضل وأعظم عند الله من بعض.
وتفاضل بعض السور على بعض لا يعني أن المفضول فيه نقص أو ضعف أو اختلاف فالقرآن كله في نهاية الغاية من الحسن والإحكام والإتقان مكرم عن التناقض والاختلاف والنقص فكله كلام الله تعالى وكله أفضل.

السؤال الثاني :
بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي: مما ورد في بيان فضلها :
- أنها أعظم آية زلت في القرآن: كما في حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم
فهي حافظة للمؤمن في يومه وليلته. ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان» رواه البخاري
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»
رواه النسائي في السنن الكبرى وفي عمل اليوم والليلة له.

2: سورة آل عمران
*تلقب البقرة وآل عمران بــ ( الزهراوين ) وتظلان صاحبهما في الموقف، وتحاجان عنه يوم القيامة .
*وقد صح في فضلها أحاديث منها، حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران )) وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه مسلم وغيره
*وصح في فضلها أنها تظل صاحبها في الموقف: حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة). رواه مسلم
*وذكر أن فيها اسم الله الأعظم : في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه» رواه ابن ماجه والطحاوي . حسنه الألباني
*وفي خواتيمها ترغيب في تدبرها وترهيب في ضد ذلك:. حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض ... }» رواه ابن حبان في صحيحه

3: سورة النساء
*قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
ورد في تفسير السبع المثاني أنها السبع الطوال قاله ابن عباس والنساء منها ، صحّ ذلك عنه من طريق منصور بن المعتمر عن مجاهد عنه عند ابن جرير، وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية، والقول الأصح أنها فاتحة الكتاب.

*أوصى بتعلمها عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأن فيها الفرائض : فعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض» رواه الحاكم والبيهقي
*وقال ابن مسعود رضي الله عنه في فضلها : «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.

السؤال الثالث :
اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة :
1-حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» رواه الطبراني في الأوسط. ضعيف لأن سليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.

2-حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين» رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، سبب ضعفه أن صالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.

3- وحديث يوسف بن عطية، عن سفيان عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس، ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث. قال فيه البخاري: منكر الحديث.

2: سورة البقرة:
1- عن خالد بن سعيد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام» رواه أبو يعلى في مسنده والعقيلي في الضعفاء، وابن حبان والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
وسبب ضعفه: قال العقيلي: «خالد بن سعيد المديني عن أبي حازم، ولا يتابع على حديثه».

2- حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
سبب ضعفه : أن حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.

3- حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبرى.
سبب ضعفه أن عبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.

السؤال الرابع :
ما هي شروط صحّة الحديث؟
الحديث الصحيح هو الحديث الذي اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله من أول السند إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة
وتتحقق صحة الإسناد بعدة أمور:
1- أن يكون الرواي عدلا ضابطا حتى تقبل روايته.
2- اتصال السند، فانقطاع السند موجب لضعف الحديث.
3- انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد كالمخالفة والتدليس والاضطراب .
وتتحقق صحة المتن بأمرين :
1- صحة السند المؤدي إلى المتن.
2- انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة والنكارة والاضطراب والتصحيف والتحريف وغيرها .

السؤال الخامس :
بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويات في فضائل القرآن تضم المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرسل الذي يرويه التابعي عن رسول الله والآثار التي تروى عن الصحابة ( الموقوف ) وعن التابعين ( المقطوع )، وهي على خمس درجات :
الأولى : الصحيحة لذاتها التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة في السند أو المتن.
الثانية : الصحيحة لغيرها وهي التي في أسانيدها ضعف يجبر بالشواهد وتعدد الطرق ، بشرط سلامة المتن من العلة القادحة.
الثالثة : المرويات الضعيفة ضعفا محتملا فإسنادها ضعيف قابل للتقوية ، ومتنها غير منكر من جهة المعنى.
الرابعة : المرويات الواهية التي في إسنادها ضعف شديد ، أو متنها منكر مخالف للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
الخامسة : المرويات الموضوعة التي يتبين أنها مكذوبة مختلقة .

ما يؤخذ منها : مرويات الدرجتين الأولى والثانية يحتج بهما، ومرويات الثالثة اختلف فيها أهل العلم، ومرويات الدرجة الرابعة لا يجوز ذكرها إلا لبيان ضعفها والتنبيه على عللها
وقد يرويها بعض المحدثين لفوائد عارضة أو لجمع طرقها فيعتبرون ذكر الإسناد مبين لحالها ثم يتساهل المفسرون والشراح والفقهاء فيحذف السند اختصارا ويتداول المروي الضعيف وينتشر، ومرويات الدرجة الخامسة لا تحل روايتها إلا للتبيين.

السؤال السادس :
بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هذا الحديث موضوع مكذوب عليه ، رواه العقيلي من طريق بزيغ بن حسان عن علي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش.
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق مخلد بن عبد الواحدعن علي بن زيد بن جدعان وعطاء بن ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
ورواه ابن مردويه من طريق مخلد عن أبي الخليل عن علي بن زيد وعطاء عن زر عن أبي بن كعب.

** قال ابن الجوزي عنه: ( وهذا حديث فضائل السور مصنوع بلا شك وفي إسناد الطريق الأول بزيغ ، قال الدارقطني : متروك
وفي الطريق الثاني : مخلد بن عبد الواحد ، قال ابن حبان : منكر الحديث جدا
فهذا يدل على أنه موضوع ولا يجوز تداوله إلا على سبيل بيان نكارته.

السؤال السابع :
عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
دلائل معرفة خواص القرآن :
1- دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة:
ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)}؛ فهذه الآية التي تتحدث عن مرض سيدنا يعقوب عليه السلام ودعائه فيه، وقد ختمت بقوله تعالى ( وذكرى للعابدين ) تذكيرا للمؤمنين وتنبيها لهم أن يقتدوا به فيقولوا كما قال إن مسهم ضر .

2- دلالة ما ثبت عن الصحابة رضوان الله عنهم
فعن أبي زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}). حسنه الألباني

3- دلالة ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم :
من ذلك ما روي عن المغيرة العجلي أنه قال : من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن ، أربع آيات ( وإلهكم إله واحد لا إله إله هو الرحمن الرحيم ) وآية الكرسي والثلاث من آخرها )

4- دلالة الاجتهاد في اختيار ما يتناسب من الآيات مع أحوال مخصوصة
ذكر ابن القيم في زاد المعاد كتابا لمن تعسرت ولادتها : قال : ( يكتب في إناء نظيف { إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت }وتشرب منه الحامل ويرش على بطنها. وبعضهم كتب لمن تعسرت ولادتها سورة الزلزلة ...

السؤال الثامن :
بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
المغالاة والتوسع في خواص القرآن كجعل كل سورة لها فضل مخصوص وتأويل الآيات بما لا تحتمل ليتناسب مع مرادات من يستخدمها يؤدي إلى مزالق خطرة، وقع فيها بعض الوعاظ وكثير من الصوفية، حتى إن بعضهم وضع الأحاديث وكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلق فضائل للسور لم تصح ولم ترد ورتب بعضهم من الأجور على بعض الآيات منا لم يرد، وترتيب الأجور على الأعمال مما ليس فيه اجتهاد ، لأنه لا بد أن يكون منقولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بل إن بعض الغلاة قد تمادى وغلا في ذلك حتى استخدمها كالتمائم وبعضهم في الشعوذة والسحر، ومن أسوأ ذلك ما ابتدعه بعض غلاة الصوفية من تمتمات ورسوم وشعوذات وطلاسم يوهمون أتباعهم وبعض الجهلة من الناس بأن ما يستعملونه آيات قرآن ومن يتواصلون معه هم الملائكة. ولهم كتب ومؤلفات في خواص القرآن الكريم مما ابتدعوه واختلقوه يلبسون به على العباد دينهم، والقرآن منهم براء.
** وهذا كله من الابتداع، وكل بدعة ضلالة، والبدعة خلاف السنة. وفيما صح من فضائل القرآن غنية عن ما سواه.

والله تعالى أعلم وأحكم.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 رجب 1437هـ/21-04-2016م, 02:04 AM
إسماعيل أحمد أحمد إسماعيل أحمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 214
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
قال الله تعالى :{ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}الشاهد :نأت بخير منها :أي هناك تفاضل في الآية

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
لآية الكرسي فضائل نذكر منها
*أعظم آية من كتاب الله كما ورد في حديث أبو المنذر وكذلك عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أعظم آية فأجاب بقوله صلى الله عليه وسلم :((الله لاإله ألا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ة لا نوم))
*لا يقرب الشيطان بذكرها
*فضل قراءتها دبر كل صلاة سبب دخول ذاكرها الجنة .

2: سورة آل عمران.
* تشفع لذاكرها يوم القيامة
*دافعة للكسل و الخمول قال أنس بن مالك :(كان الرجل إذا قرأ البقرة و آل عمران جدّ فينا)
*
3: سورة النساء
*فقه للفرائض
*

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
1*عن عبادة ابن الصامت مرفوعا :{أم القرآن عوض من غيرها ،وليس غيرها منها بعوض }
سبب الحكم بضعفه : تفرد به محمد بن خلاد الذي احترقت أحاديثه فبدأ يحدث بالمعنى فلعله ذكر الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
وقد روى في صحيح البخاري و مسلم عن عبادة بن الصامت بلفظ :((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب))
2* حديث أبان عن شهر بن حوشب عن ابن عباس مرفوعا ((فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن))
سبب الحكم بضعفه :اختلف في أبان
قال البويصري :هو أبان بن صمعة - ثقة اختلط بعدما أسن
قال ابن حجر :هو أبان الرقاشي- متروك
قال الألباني :هو أبان بن عياش -متروك الحديث
وضعف الحديث لضعف أبان وضعف شهر بن حوشب
3*حديث سلام الطويل عن زيد العمي عن ابن سيرين عن أبي سعيد الخدري أنّرسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((فاتحة الكتاب شفاء من السمّ))
سبب الحكم بضعفه :سلام الطويل متهم بالكذب وزيد العمى ضعيف ،حكم الألباني على الخبر بالوضع في السلسلة الضعيفة .
2: سورة البقرة
1*حديث ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن ابن مسعود مرفوعا :((ما خيب امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران))
سبب الحكم بضعفه :ليث ضعيف الحديث
2*حديث حكيم بن جبير عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لكل شيء سنام ،و إنّ سنام القرآن سورة البقرة ...))
سبب الحكم بالضعف :حكيم بن جبير متروك الحديث لسوء حفظه وغلوه في التشيع
3* حديث ابراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود ،قال :((
لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى يتغنى ويدع أن يقرأ سورة البقرة، فإن الشيطان يفر من البيت يقرأ فيه سورة البقرة، وإن أصفر البيوت الجوف يصفر من كتاب الله))
سبب الحكم بضعفه :ضعف حديث ابراهيم بن مسلم الهجري.

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
1-صحة الإسناد: رجاله تقبل روايتهم واتصال الإسناد
2-صحة المتن:يتم بصحة الإسناد إليه ،وانتفاء العلة القادحة في المتن

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
درجات المرويات في فضائل القرآن :
1-مرويات صحيحة لذاتها
2-مرويات صحيحة لغيرها
3-مرويات ضعيفة ضعفا محتملا
4-مرويات واهية هناك علة في المتن أو السند
5-مرويات موضوعة أو مكذوبة.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هذا الحديث موضوع من أشهر الموضوعات من رواية الكذابين المكذوب عن أبي بن كعب من طريق مخلد بن عبد الواحد و
طريق بزيع بن حسان
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
الدلالة الأولى :دلالة النصوص من الكتاب و السنة على تأثير بعض الآيات و السور في أحوال مخصوصة
مثل :قوله تعالى :{و أفوض أمري إلى الله إنّ الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا} فدل على أنّ سبب الوقاية من السوء و الشرور هو التوكل على الله و الإيمان به .
الدلالة الثانية :ما ثبت عن الصحابة
:مثل أثر ابن مسعود قال :(من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة، وآية الكرسي، وآيتان بعد آية الكرسي، وثلاثاً من آخر سورة البقرة، لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان، ولا شيء يكرهه، ولا يُقرَأْن على مجنون إلا أفاق)
الدلالة الثالثة:ما ثبت عن الصالحين من التابعين و تابعيهم :مثل ما روي عن زر بن حبيش قال :(من
قرأ آخر سورة الكهف لساعةٍ يريد أن يقومها من الليل قامها)
الدلالة الرابعة :الإجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات و الأحوال المخصوصة :مثل ذكر ابن القيم أن شيخ الإسلام كان يكتب على جبهة الراعف:{
وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر}
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
لقد قاد الغلو في باب خواص القرآن إلى انتشار الفساد و الإنحلال الديني فمن أثار ذلك إنتشار بدعة المتصوفة وسلوكهم في إفساد المجتمع بالطلاسم السحرية التي سموها للعامة بأسماء موهمة لواقعها دعوة للتضليل و الفساد في الأرض ، يكتبون الحجب و التمائم ويزعمون أنها تدفع البلاء و تجلب الشفاء من الأسقام المستعصية و ما هي إلا وسيلة لأكل أموال النّاس بالباطل و نشر الفساد في الأرض.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 رجب 1437هـ/21-04-2016م, 05:51 AM
تامر السعدني تامر السعدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 208
افتراضي

المجموعة الأولى


س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
أولا: دلت الأدلة الصحيحة على تفاضل الآيات والسور، فقال تعالى {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}
وفي الحديث عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر»
وغير ذلك من الأدلة.
ثانيا: احتج البعض بأن التفضيل يقتضي نقص المفضل عليه، والصواب أن التفضيل لا يشترط وجود نقص في المفضل عليه، بل كلاهما؛ المفضل والمفضل عليه في أعلى درجات الكمال.
ثالثا: احتج آخرون بأن القرآن كلام الله وبالتالي هو صفة من صفات الله ولا يقع فيها تفاضل، والصواب أن التفاضل يقع في الأسماء والصفات، فأسماء الله كلها حسنى ولكن بعضها أحب إليه عز وجل من بعض، وكذا الصفات كلها عليا ولكن بعضها أحب إلى الله تعالى من بعض.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.

1- ورد في الحديث أنها أعظم سور القرآن ({الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته»)
2- هي أم القرآن، وفي الحديث «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم»
3- لا يوجد في القرآن ولا الإنجيل ولا التوراة ولا الزبور مثلها.
4- هي نور لم يؤته نبي غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
5- من فضلها كذلك كونها رقية نافعة بإذن الله.
6- ومن فضلها أن الصلاة لا تتم إلا بها، فهي تقرأ في كل ركعة.
7- ولا يقرأ أحد بحرف منهما إلا أعطاه.

2: سورة البقرة.
1- أول سور القرآن بعد الفاتحة في المصحف.
2- كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ بها القيام.
3- مما ورد في فضلها انها تظل صاحبها يوم القيامة وتحاج عنه.
4- أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة أي السحرة كما في الحديث.
5- الشياطين تفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.
6- أكبر سور القرآن وأكثرها من حيث عدد الآيات، واشتملت على كثير من أحكام الشريعة والقصص والآداب.
7- بها أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي.

3. خواتيم سورة البقرة.
1- أنهما نور لم يؤتهما نبي غير نبينا صلى الله عليه وسلم.
2- لا يقرأ أحد بحرف منها إلا أعطاه.
3- من قرأهما في ليلة كفتاه كما في الحديث.
4- وفي حديث النعمان بن بشير (لا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان»)

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران

1- في هاتين الآيتين {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} و{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} إن فيهما اسم الله الأعظم. رواه عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، وعبيد الله وشهر ضعيفان.
2- عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدِّث أنه «من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح». وحكم بضعفه لأن سعيد بن عبد العزيز لم يدرك يزيد الجرشي
3- عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين» والإسناد منقطع لأن سعيد بن جبير لم يدرك عمر

2: سورة النساء
1- عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين» والإسناد منقطع لأن سعيد بن جبير لم يدرك عمر
2- عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» وحكم بضعفه لأن عبد الله بن قيس مجهول الحال
3- حديث سلام بن سليمان المدايني «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» و سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
أولا: بيان ضعفها وتوضيحه حتى لا يغتر بها أحد.
ثانيا: جمع الطرق يساعد على دراسة الأحاديث وطرقها.
ثالثا: جمع كل ما يروى في كل باب وحفظه في مصدر واحد، فيستفيد منه المعنيون بدراسة الحديث.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا يقتضي ضعف إسناد معين ضعف المتن، فقد يروى نفس المتن بإسناد آخر صحيح. ومثال ذلك حديث مسلمة بن علي الخشني «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن» والصحيح في المتن أنه موقوف على أبي أمامة وهذا لفظه «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن»

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
1- المرسل وهو ما يرويه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة.
2- الذي فيه انقطاع في السند، وهو أعم من المرسل.
3- الضعف للرواية بالمعنى فقط دون اللفظ.
4- وجود خطأ في الإسناد.
5- وجود مجهول في الإسنادن سواء مجهول حال أو مجهول عين.
6- أحد الرواة متروك الحديث.
7- المتن منكر.
8- الذي لا أصل له.
9- الموضوع.

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
المراد به أن بعض السور والآيات يكون لها تأثير في مواقف محددة كالرقى وغيرها، وكذا خصائص وأحكام القرآن التي يختص بها ويتميز عن غيره، وكذا ما في القرآن من إعجاز وبيان.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
لا يصح في خواص القرآن إلا ما ثبت بدليل والتجربة قد تكون صحيحة وقد لا تكون صحيحةن وحتى إن كانت صحيحة فهي ليست بدليل ثابت. وينبغي الحذر في هذا الباب الذي قد وقع فيه الكثير.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 رجب 1437هـ/21-04-2016م, 05:58 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية

س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
دلت النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة دلالة بيّنة على أنّ بعض السور والآيات أفضل وأحبّ إلى الله من بعض.
من الأدلة الدالة على تفاضل سور القرآن من القرآن :
قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} فدلت الآية على أن الآية الناسخة خير أو مثل المنسوخة وفي هذا تفاضل واضح بين بين الآيات .
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
من الأدلة الدالة على تفاضل سور القرآن من السنة النبوية :
- عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.
وجه الدلالة :
لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن،فعلم بذلك تفضيلها على ما سواها من السوروأنها من أعظم السور .
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين». رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس.
وجه الدلالة :
«ألا أخبرك بأفضل القرآن»،فعلم بذلك تفضيلها على ما سواها من السور.
- وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم من طريق أبي السليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ.
وجه الدلالة :
«يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» فتبين بهذا الكلام أنها أعظم من غيرها .
- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل» رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران أسلم بن عمران التجيبي عن عقبة.
وجه الدلالة :
(فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها) تبين بهذا أنها من أحب السور إلى الله وفي هذا تفضيل لها عما سواها من السور .
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي.
ورد في فضل آية الكرسي أحاديث منها:
1. حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم في صحيحه من طريق سعيد الجريري عن أبي السَّليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ بن كعب،وروي الحديث بزيادات وطرق آخرى .
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان» رواه البخاري في صحيحه من طريق عوف بن أبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.

3. وحديث واثلة بن الأسقع البكري رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم جَاءهم في صُفَّةِ المهاجرين؛ فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم}). رواه أبو داوود في سننه والطبراني في الكبير والحديث فيه ضعف، لكن صحّ في معناه حديث أبيّ بن كعب.

4. وحديث أبي أيّوب الأنصاري رضي الله عنه أنه كانت له سهوة فيها تمر، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه قال: فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاذهب فإذا رأيتها فقل: بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود.
فقال: (( كذبت، وهي معاودة للكذب ))
قال: فأخذها مرة أخرى فحلفت أن لا تعود فأرسلها، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود.
فقال: (( كذبت وهي معاودة للكذب))
فأخذها؛ فقال: ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فقالت: إني ذاكرة لك شيئا! آية الكرسي اقرأها في بيتك؛ فلا يقربك شيطان ولا غيره.
قال: فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( ما فعل أسيرك؟))
قال: فأخبره بما قالت.
قال: ((صدقت وهي كذوب )). رواه أحمد في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، والترمذي في جامعه، وأبو الشيخ في العظمة ، والطبراني في الكبير ، والحاكم في المستدرك والحديث بمجموع طرقه إلى أبي أيوب الأنصاري يرتقي إلى درجة الحسن .

5. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»
رواه النسائي في السنن الكبرى وفي عمل اليوم والليلة له، وابن السني في عمل اليوم والليلة، والطبراني في الدعاء والكبير، وابن حبان في صحيحه من طرق عن محمد بن حمير عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة مرفوعاً.
وفي سنده كلام والأظهر أنه إسناد حسن لا بأس به.
وله ما يؤيّده من حيث المعنى؛ فإنّ قراءة آية الكرسي بإيمان دبر كلّ صلاة يلزم منه
المحافظة على الصلوات، وصحّة الإيمان، وكثرة الذكر وبهذا يكون العبد من خيار عباد الله .
2: سورة آل عمران.
فضائل سورة آل عمران
ورد في فضلها أحاديث منها :
1. حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...» الحديث.
2. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان..) الحديث.
3. وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...) الحديث.
4. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه» رواه ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير
والحديث بمجموع هذه الطرق حسّنه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.
5. وقال عبد الله بن مسعود: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننه والبيهقي في شعب الإيمان .

6. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) .
7. وقال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل) اسناده حسن .
خواتيم آل عمران:
1. وحديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها - وهي خالته - قال: فاضطجعت على عرض الوسادة، «واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل - أو قبله بقليل، أو بعده بقليل - ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي» رواه البخاري في صحيحه
2. حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض ... }» الآية كلها ،رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التفكر كما في تخريج الإحياء للعراقي.

3: سورة النساء
فضائل سورة النساء
1. قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
قال ابن عباس: هي السبع الطوال، وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية، والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب.
2. وحديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر» رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وابن الضريس، ومحمد بن نصر في قيام الليل، والطحاوي في مشكل الآثار، والحاكم، والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ،وفي سند الحديث كلام والذي يترجّح أن هذا الحديث حسن إن شاء الله.
3. وقال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة.
4. وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض» رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان والواحدي في تفسيره و إسناده صحيح.
5. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
6. وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن المنذر في تفسيره، وسعيد بن منصور في سننه، والطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، والحاكم في مستدركه وحسّنه الشيخ سعد الحميّد في تحقيقه لكتاب التفسير من سنن سعيد بن منصور.
7. عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله: إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له؛ فسألوه عنهما، فلم يخبرهم؛ فقال: علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، فقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا) البقرة، فقالا: ما رأيناهما، ثم أخذا في النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدِ الله غفوراً رحيما} ، فقالا: هذه واحدة.
ثم تصفَّحا آل عمران، حتى انتهينا إلى قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} فقالا: هذه أخرى، ثم أطبقا المصحف، ثم أتيا عبد الله، فقالا: هما هاتان الآيتان؟
فقال عبد الله: نعم). رواه سعيد بن منصور والطبراني في الكبير من طريق جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن أبي هبيرة عن إبراهيم النخعي به.
والحديث بمجموع طرقه حسن إن شاء الله تعالى، وترتيب الوعد بالمغفرة على تلاوتهما والاستغفار بعدهما مما لا يقال بالرأي.
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
1- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس
سبب الضعف:
ضعف السند لضعف راوي فيه
*صالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
*قال ابن عدي: (هو رجل قاص حسن الصوت، وعامة أحاديثه منكرات ينكرها الأئمة عليه، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أتى من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي أنه مع هذا لا يتعمد الكذب، بل يغلط [فيها]).

2- حديث الوليد بن جميل، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«أربع آيات نزلن من كنز تحت العرش، لم ينزل منهن شيء غيرهن: أم الكتاب، فإنه يقول: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}، وآية الكرسي، وسورة البقرة، والكوثر». رواه ابن الضريس في فضائل القرآن، والطبراني في المعجم الكبير، والمستغفري في فضائل القرآن وغيرهم.
سبب الضعف:
ضعف السند لضعف راوي فيه وتضعيف الألباني له
*الوليد بن جميل القرشي ليّن الحديث، قال فيه أبو حاتم الرازي: شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة.
*قد ضعّف الألباني هذا الحديث في السلسلة الضعيفة.

3- حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه، وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولي العلم من بعدي، كما يخبرونكم به، وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور، وما أوتي النبيون من ربكم، وليسعكم القرآن وما فيه من البيان، فإنه شافع مشفع، وما حل مصدق ألا وإن لكل آية منه نورا يوم القيامة، ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة»رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
سبب الضعف:
ضعف السند لضعف راوي فيه وحكم أئمة الحديث بضعفه
*عبيد الله بن أبي حميد الهذلي قال فيه البخاري: منكر الحديث ،وقال أيضاً: يروي عن أبي المليح عجائب.،وقال الإمام أحمد: ترك الناس حديث. ،وقال النسائي: ليس بثقة.
2: سورة البقرة
مما لا يصحّ من المرويّات في فضلها
1- حديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء»
*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وأبو داوود في المراسيل عن جبير بن نفير مرسلاً، ورواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان من طريق الفضل الشعراني عن عبد الله بن صالح به إلى جبير بن نفير عن أبي ذر مرفوعاً.
سبب الضعف:
الحديث مرسل وضعفه الألباني
*أبو عبيد رواه عن عبد الله بن صالح به مرسلاً موافقاً رواية ابن وهب عن معاوية عند أبي داوود في المراسيل، وهو الصواب.
*الحديث ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.
2- حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
سبب الضعف:
ضعف السند لضعف راوي فيه
*حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
*قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعَّفه»
وأصحّ ما روي في أن سورة البقرة سنام القرآن أثر ابن مسعود موقوفاً عليه، وقد تقدّم في صحيح فضائل السور والآيات.
3- حديث معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم». رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والروياني والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في العظمة.
قال أبو الشيخ: الرجل هو أبو عثمان وليس النهدي.
وهكذا رواه الإمام أحمد وأبو داوود من طريق عبد اللّه بن المبارك، عن سليمان التّيميّ عن أبي عثمان -وليس بالنّهدي-، عن أبيه، عن معقل بن يسار به مختصراً.
سبب الضعف:
ضعف السند لجهالة راوي فيه،ولضعف راوي آخر فيه
*هذا الحديث ضعيف جداً لجهالة أبي عثمان، وجهالة أبيه.
*قد رواه النسائي في الكبرى وابن حبان من غير تنبيه على أنّ أبا عثمان ليس النهدي، وبحذف أبيه من الإسناد.
*رواه المستغفري في فضائل القرآن من طريق أبي مقاتل، عن سليمان التيمي، عَن أبي عثمان النهدي عن معقل بن يسار .. وذكر الحديث.
*أبو مقاتل هو حفص بن سلم السمرقندي متروك الحديث.
*لذلك فلا يغترّ بتصحيح السيوطي لإسناد هذا الحديث في الدر المنثور، ولا بمن تابعه على ذلك.
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
الحديث لا يُحكم بصحته إلا إذا صَحَّ إسنادُه ومتنُه
شروط صحة الإسناد :
1- أن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم؛ والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى:
الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق في الجملة فهؤلاء لا يُطّرح حديثهم جُملة، ولا يقبلون مطلقاً، بل يُعتبر حديثهم فإذا ورد من طريق أخرى أو كان له شواهد فيُحكم بصحّته لانتفاء علّة ضعف الضبط.
والدرجة الثانية:
الذين لا تُقبل مرويّاتهم مطلقاً، ولا يعتبر بها، وهم متروكو الحديث، من الكذّابين، والمتّهمين بالكذب، والذين بلغوا من كثرة الخطأ والتساهل في الرواية عن الواهين من غير تبيين مبلغاً استحقّوا به ترك حديثهم؛ فهؤلاء لا يُجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم.
2- أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع؛ فانقطاع الإسناد موجب لضعف الحديث.
3- انتفاء العلّة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.
فالمخالفة أن يخالف الرواي من هو أوثق منه فيَصِل إسناداً منقطعاً، أو يُغفل ذكر راوي ضعيف.
والتدليس أن يسقط راوياً ضعيفاً من الإسناد ويروي عن شيخه بصيغة "عن" أو "أنّ"، ومن عُرف بالتدليس فلا يُقبل حديثه إلا أن يصرّح بالسمّاع.
والاضطراب أن يختلف الرواة في الإسناد اختلافاً شديداً فلا يُوقف على صحّته، والاضطراب موجب للضعف.

شروط صحة المتن :
1- صحّة الإسناد إليه.
2- انتفاء العلّة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويّات على خمس درجات:
الدرجة الأولى:
المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
التعامل مع مرويات الدرجة الأولى:
يحتج بها
الدرجة الثانية:
المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة.
التعامل مع مرويات الدرجة الثانية:
يحتج بها
الدرجة الثالثة:
المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت.
التعامل مع مرويات الدرجة الثالثة:
من أهل العلم من يحتجّ بها في الفضائل والرقاق والأخبار، ومنهم من يستأنس بها ولا يحتجّ بها، ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسناً جامعاً، أو لينبّه على ضعفه مع شهرته.
الدرجة الرابعة:
المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
التعامل مع مرويات الدرجة الرابعة :
لا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها، والتنبيه على عللها، وقد يرويها بعض المحدّثين لفوائد عارضة أو لغرض جمع الطرق ويعدّون ذكر الإسناد تبيينا لحالها، ثم يتساهل في نقلها بعض المفسّرين والفقهاء وشرّاح الأحاديث من غير معرفة بحال رواتها، وقد يحذفون الأسانيد اختصاراً.
الدرجة الخامسة:
المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.
التعامل مع مرويات الدرجة الخامسة :
لاتحلّ روايتها إلا على التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
ذكر الحديث ومن رواه :
*رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" له كما في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه قال: «أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا.. » إلخ.
*ورواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
*ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليمٍ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم .. به مفرّقاً على السور.
* ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم «يا أبي من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر...» فذكر فضل سورة سورة إلى آخر القرآن انتهى بحروفه.

أسباب ضعف الحديث:
1- ضعف الحديث سندا في أكثر من راوي من رواته
2- ضعف الحديث متنا وركاكة أسلوبه
3- ذكر مايبين وضع الحديث
رد ابن الجوزي وبيانه لوضع الحديث:
قال ابن الجوزي: (وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثّعلبيّ في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنّهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنّما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الّذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشّأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شرَه جمهور المحدثين، فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنّه قد صحّ عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».
ضعف الحديث سنداً:
قال: (وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين علّي بن زيد ليس بشيء
ضعف الحديث متناً:
نفس الحديث يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول.
وضع الحديث :
ثمّ روى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليهفقال حدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).
التعامل مع الحديث:
هذا الحديث من المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة فهو من مرويات الدرجة الخامسة التي لاتحلّ روايتها إلا على التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ العراقي: (كلّ من أودع حديث أبيّ - المذكور - تفسيره، كالواحدي، والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك؛ لكن من أبرز إسناده منهم، كالثعلبي، والواحدي فهو أبسط لعذره، إذ أحالَ ناظرَه على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه، وأما من لم يبرز سنده، وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش، كالزمخشري).
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
دلائل معرفة خواصّ القرآن
الدلالة الأولى:
دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
مثال:
قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}، وقال تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
فتبيّن بدلالة الآيتين أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغمّ والكرب، ودلّ قوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين} على أنّ هذا الأمر لا يختصّ بيونس عليه السلام، بل هو عامّ للمؤمنين إذا دعوا واستغاثوا بالله وسبّحوه معترفين ذنوبهم.
ومما يدلّ على صحّة استنباط هذا المعنى ما رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه وغيرهما من طريق إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له».
الدلالة الثانية
ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
مثال:
ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
مثال:
ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
مثال:
- أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
لابد من الحذرمن الغلو في باب خواص القرآن ؛ فإنّه قد قاد الغلاة إلى فساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين والعاقل اللبيب يتمسك بما ورد في الكتاب والسنة ولايغتر بالكذب حفاظاً على دينه ،ولابد من الحذر مما ابتدعه بعض الصوفية الغلاة في خواصّ القرآن من دعاوى وضلالات، و رسوم وأحوال، وجداول وأوفاق من طلاسم السحر،ولايغتر بالأسماء التي سموها فالعبرة بالشيء لا باسمه
وهؤلاء سموّا الأمور بغير أسمائها، فسمّوا الشياطين الذين يتقرّبون إليهم خُدّام الآيات، وسمّوا الاستغاثات الشركية عزائم، وسمّوا غرائب أسماء الشياطين أسراراً، وهذا كله من تلبيس الحق بالباطل، وخداع على الجهّال والعامّة، وترويج للفساد باسم خواصّ القرآن، وفيه من أكل أموال الناس بالباطل والشر والوقوع في الشرك وهو من أعظم الذنوب والسحر والخرافة وغيره من المفاسد التي يصعب حصرها ،ومما ينبغي الحذر منه المؤلفات الصوفية في خواص القرآن ومنها:
1. كتاب "خواصّ القرآن الحكيم" لمحمّد بن أحمد بن سعيد التميمي (ت: 390هـ)
2. رسالة في "خواص بسم الله الرحمن الرحيم" لأحمد بن علي بن يوسف البوني (622هـ).
3. كتاب "العقد المنظوم فيما تحتويه الحروف من الخواص والعلوم" لابن عربي الطائي (ت:638هـ)
4. كتاب "السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل " لأبي الحسن الشاذلي (ت: 656هـ ) .
5. كتاب "فضائل القرآن وخواصها" لأبي بكر الغساني الودياشي (ت696هـ).
6. كتاب "البرهان والدليل في خواصّ سور التنزيل" لابن منظور القيسي الأندلسي (ت:750هـ)
7. وكتاب "الدر النظيم في خواصّ القرآن العظيم" لعبد الله بن أسعد اليافعي (ت:768هـ) .
والمصنفات التي ينبغي الحذر منها في هذا الباب على نوعين :
1. صنف حقيقته سحر وتقرّب إلى الشياطين بأعمال بدعية، ورسوم وأحوال وهيئات، واستغاثات وعزائم.
2. وصنف دعاوى مجرّدة، وكذب على الصالحين بذكر تجارب مزعومة، ودعاوى متوهّمة.
فعلى العاقل اللبيب أن يحفظ دينه وعقله من الوقوع في مثل هذه الأباطيل وأن لايقبل الا ماصح من الأحاديث وأن يحذر غاية الحذر من كتب الصوفية خاصة ماتضمن منها أمور السحر والدجل والإستغاثات الشركية ،وأن يجتهد في معرفة صحة الرواية وأن يختار من يأخذ عنه من أئمة الدين وعلمائهم المحققين الراسخين في العلم وأن يتخير أفضل الكتب وأثبتها وأن يتسلح بالعلم الشرعي ويسأل أهل العلم فيما يشكل عليه ،حتى يكون عمله سببا للتقرب من الله لا سببا في الوقوع في كبيرة الشرك أو السحر والبعد عن الله وخسارة الدين .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14 رجب 1437هـ/21-04-2016م, 06:23 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية
ملاحظة : المشاركة الأولى تم تسليمها في الوقت ولم أستطع تسليمها منسقة بسبب المتصفح وقمت بتغيره وإعادة الإرسال .
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
دلت النصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة دلالة بيّنة على أنّ بعض السور والآيات أفضل وأحبّ إلى الله من بعض.
من الأدلة الدالة على تفاضل سور القرآن من القرآن :
قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} فدلت الآية على أن الآية الناسخة خير أو مثل المنسوخة وفي هذا تفاضل واضح بين بين الآيات .
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
من الأدلة الدالة على تفاضل سور القرآن من السنة النبوية :
- عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.
وجه الدلالة :
لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن،فعلم بذلك تفضيلها على ما سواها من السوروأنها من أعظم السور .
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين». رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس.
وجه الدلالة :
«ألا أخبرك بأفضل القرآن»،فعلم بذلك تفضيلها على ما سواها من السور.
- وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم من طريق أبي السليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ.
وجه الدلالة :
«يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» فتبين بهذا الكلام أنها أعظم من غيرها .
- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل» رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران أسلم بن عمران التجيبي عن عقبة.
وجه الدلالة :
(فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها) تبين بهذا أنها من أحب السور إلى الله وفي هذا تفضيل لها عما سواها من السور .
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي.
ورد في فضل آية الكرسي أحاديث منها:
1. حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم في صحيحه من طريق سعيد الجريري عن أبي السَّليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ بن كعب،وروي الحديث بزيادات وطرق آخرى .
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان» رواه البخاري في صحيحه من طريق عوف بن أبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.

3. وحديث واثلة بن الأسقع البكري رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم جَاءهم في صُفَّةِ المهاجرين؛ فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم}). رواه أبو داوود في سننه والطبراني في الكبير والحديث فيه ضعف، لكن صحّ في معناه حديث أبيّ بن كعب.

4. وحديث أبي أيّوب الأنصاري رضي الله عنه أنه كانت له سهوة فيها تمر، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه قال: فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاذهب فإذا رأيتها فقل: بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود.
فقال: (( كذبت، وهي معاودة للكذب ))
قال: فأخذها مرة أخرى فحلفت أن لا تعود فأرسلها، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود.
فقال: (( كذبت وهي معاودة للكذب))
فأخذها؛ فقال: ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فقالت: إني ذاكرة لك شيئا! آية الكرسي اقرأها في بيتك؛ فلا يقربك شيطان ولا غيره.
قال: فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( ما فعل أسيرك؟))
قال: فأخبره بما قالت.
قال: ((صدقت وهي كذوب )). رواه أحمد في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، والترمذي في جامعه، وأبو الشيخ في العظمة ، والطبراني في الكبير ، والحاكم في المستدرك والحديث بمجموع طرقه إلى أبي أيوب الأنصاري يرتقي إلى درجة الحسن .

5. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»
رواه النسائي في السنن الكبرى وفي عمل اليوم والليلة له، وابن السني في عمل اليوم والليلة، والطبراني في الدعاء والكبير، وابن حبان في صحيحه من طرق عن محمد بن حمير عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة مرفوعاً.
وفي سنده كلام والأظهر أنه إسناد حسن لا بأس به.
وله ما يؤيّده من حيث المعنى؛ فإنّ قراءة آية الكرسي بإيمان دبر كلّ صلاة يلزم منه
المحافظة على الصلوات، وصحّة الإيمان، وكثرة الذكر وبهذا يكون العبد من خيار عباد الله .
2: سورة آل عمران.
فضائل سورة آل عمران
ورد في فضلها أحاديث منها :
1. حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...» الحديث.
2. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان..) الحديث.
3. وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...) الحديث.
4. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه» رواه ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير
والحديث بمجموع هذه الطرق حسّنه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.
5. وقال عبد الله بن مسعود: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننه والبيهقي في شعب الإيمان .

6. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) .
7. وقال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل) اسناده حسن .
خواتيم آل عمران:
1. وحديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها - وهي خالته - قال: فاضطجعت على عرض الوسادة، «واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل - أو قبله بقليل، أو بعده بقليل - ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي» رواه البخاري في صحيحه
2. حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض ... }» الآية كلها ،رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التفكر كما في تخريج الإحياء للعراقي.

3: سورة النساء
فضائل سورة النساء
1. قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
قال ابن عباس: هي السبع الطوال، وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية، والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب.
2. وحديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر» رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وابن الضريس، ومحمد بن نصر في قيام الليل، والطحاوي في مشكل الآثار، والحاكم، والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ،وفي سند الحديث كلام والذي يترجّح أن هذا الحديث حسن إن شاء الله.
3. وقال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة.
4. وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض» رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان والواحدي في تفسيره و إسناده صحيح.
5. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
6. وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن المنذر في تفسيره، وسعيد بن منصور في سننه، والطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، والحاكم في مستدركه وحسّنه الشيخ سعد الحميّد في تحقيقه لكتاب التفسير من سنن سعيد بن منصور.
7. عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله: إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له؛ فسألوه عنهما، فلم يخبرهم؛ فقال: علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، فقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا) البقرة، فقالا: ما رأيناهما، ثم أخذا في النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدِ الله غفوراً رحيما} ، فقالا: هذه واحدة.
ثم تصفَّحا آل عمران، حتى انتهينا إلى قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} فقالا: هذه أخرى، ثم أطبقا المصحف، ثم أتيا عبد الله، فقالا: هما هاتان الآيتان؟
فقال عبد الله: نعم). رواه سعيد بن منصور والطبراني في الكبير من طريق جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن أبي هبيرة عن إبراهيم النخعي به.
والحديث بمجموع طرقه حسن إن شاء الله تعالى، وترتيب الوعد بالمغفرة على تلاوتهما والاستغفار بعدهما مما لا يقال بالرأي.
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
1- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس
سبب الضعف:
ضعف السند لضعف راوي فيه
*صالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
*قال ابن عدي: (هو رجل قاص حسن الصوت، وعامة أحاديثه منكرات ينكرها الأئمة عليه، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أتى من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي أنه مع هذا لا يتعمد الكذب، بل يغلط [فيها]).

2- حديث الوليد بن جميل، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«أربع آيات نزلن من كنز تحت العرش، لم ينزل منهن شيء غيرهن: أم الكتاب، فإنه يقول: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}، وآية الكرسي، وسورة البقرة، والكوثر». رواه ابن الضريس في فضائل القرآن، والطبراني في المعجم الكبير، والمستغفري في فضائل القرآن وغيرهم.
سبب الضعف:
ضعف السند لضعف راوي فيه وتضعيف الألباني له
*الوليد بن جميل القرشي ليّن الحديث، قال فيه أبو حاتم الرازي: شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة.
*قد ضعّف الألباني هذا الحديث في السلسلة الضعيفة.

1- حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه، وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولي العلم من بعدي، كما يخبرونكم به، وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور، وما أوتي النبيون من ربكم، وليسعكم القرآن وما فيه من البيان، فإنه شافع مشفع، وما حل مصدق ألا وإن لكل آية منه نورا يوم القيامة، ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة»رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
سبب الضعف:
ضعف السند لضعف راوي فيه وحكم أئمة الحديث بضعفه
*عبيد الله بن أبي حميد الهذلي قال فيه البخاري: منكر الحديث ،وقال أيضاً: يروي عن أبي المليح عجائب.،وقال الإمام أحمد: ترك الناس حديث. ،وقال النسائي: ليس بثقة.
2: سورة البقرة
مما لا يصحّ من المرويّات في فضلها
1- حديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء»
*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وأبو داوود في المراسيل عن جبير بن نفير مرسلاً، ورواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان من طريق الفضل الشعراني عن عبد الله بن صالح به إلى جبير بن نفير عن أبي ذر مرفوعاً.
سبب الضعف:
الحديث مرسل وضعفه الألباني
*أبو عبيد رواه عن عبد الله بن صالح به مرسلاً موافقاً رواية ابن وهب عن معاوية عند أبي داوود في المراسيل، وهو الصواب.
*الحديث ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.
2- حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
سبب الضعف:
ضعف السند لضعف راوي فيه
*حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
*قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعَّفه»
وأصحّ ما روي في أن سورة البقرة سنام القرآن أثر ابن مسعود موقوفاً عليه، وقد تقدّم في صحيح فضائل السور والآيات.
3- حديث معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم». رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والروياني والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في العظمة.
قال أبو الشيخ: الرجل هو أبو عثمان وليس النهدي.
وهكذا رواه الإمام أحمد وأبو داوود من طريق عبد اللّه بن المبارك، عن سليمان التّيميّ عن أبي عثمان -وليس بالنّهدي-، عن أبيه، عن معقل بن يسار به مختصراً.
سبب الضعف:
ضعف السند لجهالة راوي فيه،ولضعف راوي آخر فيه
*هذا الحديث ضعيف جداً لجهالة أبي عثمان، وجهالة أبيه.
*قد رواه النسائي في الكبرى وابن حبان من غير تنبيه على أنّ أبا عثمان ليس النهدي، وبحذف أبيه من الإسناد.
*رواه المستغفري في فضائل القرآن من طريق أبي مقاتل، عن سليمان التيمي، عَن أبي عثمان النهدي عن معقل بن يسار .. وذكر الحديث.
*أبو مقاتل هو حفص بن سلم السمرقندي متروك الحديث.
*لذلك فلا يغترّ بتصحيح السيوطي لإسناد هذا الحديث في الدر المنثور، ولا بمن تابعه على ذلك.
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
الحديث لا يُحكم بصحته إلا إذا صَحَّ إسنادُه ومتنُه
شروط صحة الإسناد :
1- أن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم؛ والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى:
الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق في الجملة فهؤلاء لا يُطّرح حديثهم جُملة، ولا يقبلون مطلقاً، بل يُعتبر حديثهم فإذا ورد من طريق أخرى أو كان له شواهد فيُحكم بصحّته لانتفاء علّة ضعف الضبط.
والدرجة الثانية:
الذين لا تُقبل مرويّاتهم مطلقاً، ولا يعتبر بها، وهم متروكو الحديث، من الكذّابين، والمتّهمين بالكذب، والذين بلغوا من كثرة الخطأ والتساهل في الرواية عن الواهين من غير تبيين مبلغاً استحقّوا به ترك حديثهم؛ فهؤلاء لا يُجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم.
2- أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع؛ فانقطاع الإسناد موجب لضعف الحديث.
3- انتفاء العلّة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.
فالمخالفة أن يخالف الرواي من هو أوثق منه فيَصِل إسناداً منقطعاً، أو يُغفل ذكر راوي ضعيف.
والتدليس أن يسقط راوياً ضعيفاً من الإسناد ويروي عن شيخه بصيغة "عن" أو "أنّ"، ومن عُرف بالتدليس فلا يُقبل حديثه إلا أن يصرّح بالسمّاع.
والاضطراب أن يختلف الرواة في الإسناد اختلافاً شديداً فلا يُوقف على صحّته، والاضطراب موجب للضعف.

شروط صحة المتن :
1- صحّة الإسناد إليه.
2- انتفاء العلّة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويّات على خمس درجات:
الدرجة الأولى:
المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
التعامل مع مرويات الدرجة الأولى:
يحتج بها
الدرجة الثانية:
المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة.
التعامل مع مرويات الدرجة الثانية:
يحتج بها
الدرجة الثالثة:
المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت.
التعامل مع مرويات الدرجة الثالثة:
من أهل العلم من يحتجّ بها في الفضائل والرقاق والأخبار، ومنهم من يستأنس بها ولا يحتجّ بها، ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسناً جامعاً، أو لينبّه على ضعفه مع شهرته.
الدرجة الرابعة:
المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
التعامل مع مرويات الدرجة الرابعة :
لا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها، والتنبيه على عللها، وقد يرويها بعض المحدّثين لفوائد عارضة أو لغرض جمع الطرق ويعدّون ذكر الإسناد تبيينا لحالها، ثم يتساهل في نقلها بعض المفسّرين والفقهاء وشرّاح الأحاديث من غير معرفة بحال رواتها، وقد يحذفون الأسانيد اختصاراً.
الدرجة الخامسة:
المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.
التعامل مع مرويات الدرجة الخامسة :
لاتحلّ روايتها إلا على التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
ذكر الحديث ومن رواه :
*رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" له كما في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه قال: «أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا.. » إلخ.
*ورواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
*ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليمٍ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم .. به مفرّقاً على السور.
* ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم «يا أبي من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر...» فذكر فضل سورة سورة إلى آخر القرآن انتهى بحروفه.

أسباب ضعف الحديث:
1- ضعف الحديث سندا في أكثر من راوي من رواته
2- ضعف الحديث متنا وركاكة أسلوبه
3- ذكر مايبين وضع الحديث
رد ابن الجوزي وبيانه لوضع الحديث:
قال ابن الجوزي: (وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثّعلبيّ في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنّهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنّما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الّذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشّأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شرَه جمهور المحدثين، فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنّه قد صحّ عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».
ضعف الحديث سنداً:
قال: (وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين علّي بن زيد ليس بشيء
ضعف الحديث متناً:
نفس الحديث يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول.
وضع الحديث :
ثمّ روى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليهفقال حدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).
التعامل مع الحديث:
هذا الحديث من المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة فهو من مرويات الدرجة الخامسة التي لاتحلّ روايتها إلا على التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ العراقي: (كلّ من أودع حديث أبيّ - المذكور - تفسيره، كالواحدي، والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك؛ لكن من أبرز إسناده منهم، كالثعلبي، والواحدي فهو أبسط لعذره، إذ أحالَ ناظرَه على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه، وأما من لم يبرز سنده، وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش، كالزمخشري).
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
دلائل معرفة خواصّ القرآن
الدلالة الأولى:
دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
مثال:
قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}، وقال تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
فتبيّن بدلالة الآيتين أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغمّ والكرب، ودلّ قوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين} على أنّ هذا الأمر لا يختصّ بيونس عليه السلام، بل هو عامّ للمؤمنين إذا دعوا واستغاثوا بالله وسبّحوه معترفين ذنوبهم.
ومما يدلّ على صحّة استنباط هذا المعنى ما رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه وغيرهما من طريق إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له».
الدلالة الثانية
ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
مثال:
ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
مثال:
ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
مثال:
- أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.


س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
لابد من الحذرمن الغلو في باب خواص القرآن؛ فإنّه قد قاد الغلاة إلى فساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين والعاقل اللبيب يتمسك بما ورد في الكتاب والسنة ولايغتر بالكذب حفاظاً على دينه ،ولابد من الحذر مما ابتدعه بعض الصوفية الغلاة في خواصّ القرآن من دعاوى وضلالات، و رسوم وأحوال، وجداول وأوفاق من طلاسم السحر،ولايغتر بالأسماء التي سموها فالعبرة بالشيء لا باسمه
وهؤلاء سموّا الأمور بغير أسمائها، فسمّوا الشياطين الذين يتقرّبون إليهم خُدّام الآيات، وسمّوا الاستغاثات الشركية عزائم، وسمّوا غرائب أسماء الشياطين أسراراً، وهذا كله من تلبيس الحق بالباطل، وخداع على الجهّال والعامّة، وترويج للفساد باسم خواصّ القرآن، وفيه من أكل أموال الناس بالباطل والشر والوقوع في الشرك وهو من أعظم الذنوب والسحر والخرافة وغيره من المفاسد التي يصعب حصرها ،ومما ينبغي الحذر منه المؤلفات الصوفية في خواص القرآن ومنها:
1. كتاب "خواصّ القرآن الحكيم" لمحمّد بن أحمد بن سعيد التميمي (ت: 390هـ)
2. رسالة في "خواص بسم الله الرحمن الرحيم" لأحمد بن علي بن يوسف البوني (622هـ).
3. كتاب "العقد المنظوم فيما تحتويه الحروف من الخواص والعلوم" لابن عربي الطائي (ت:638هـ)
4. كتاب "السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل " لأبي الحسن الشاذلي (ت: 656هـ ) .
5. كتاب "فضائل القرآن وخواصها" لأبي بكر الغساني الودياشي (ت696هـ).
6. كتاب "البرهان والدليل في خواصّ سور التنزيل" لابن منظور القيسي الأندلسي (ت:750هـ)
7. وكتاب "الدر النظيم في خواصّ القرآن العظيم" لعبد الله بن أسعد اليافعي (ت:768هـ) .
والمصنفات التي ينبغي الحذر منها في هذا الباب على نوعين :
1. صنف حقيقته سحر وتقرّب إلى الشياطين بأعمال بدعية، ورسوم وأحوال وهيئات، واستغاثات وعزائم.
2. وصنف دعاوى مجرّدة، وكذب على الصالحين بذكر تجارب مزعومة، ودعاوى متوهّمة.
فعلى العاقل اللبيب أن يحفظ دينه وعقله من الوقوع في مثل هذه الأباطيل وأن لايقبل الا ماصح من الأحاديث وأن يحذر غاية الحذر من كتب الصوفية خاصة ماتضمن منها أمور السحر والدجل والإستغاثات الشركية ،وأن يجتهد في معرفة صحة الرواية وأن يختار من يأخذ عنه من أئمة الدين وعلمائهم المحققين الراسخين في العلم وأن يتخير أفضل الكتب وأثبتها وأن يتسلح بالعلم الشرعي ويسأل أهل العلم فيما يشكل عليه ،حتى يكون عمله سببا للتقرب من الله لا سببا في الوقوع في كبيرة الشرك أو السحر والبعد عن الله وخسارة الدين .



رد مع اقتباس
  #11  
قديم 14 رجب 1437هـ/21-04-2016م, 10:46 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
الأدلة من كتاب الله:
1- قال تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها).
قال تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات).
قال تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم).
الأدلة من السنة:
عن ابى سعيد ابن المعلى قال:
كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي فقال: ألم يقل الله (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم).
ثم قال لي:( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد) , ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له :ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن قال: (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته.
رواه البخاري.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:
( ألا أخبرك بأفضل القرآن) قال (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين) رواه النسائي
عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال :(يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)
قال: قلت:( الله لا إله إلا هو الحي القيوم)
قال: فضرب في صدري، وقال: (والله ليهنك العلم، أبا المنذر) رواه مسلم
كما أن الله سبحانه وتعالى جعل لبعض السور خواص مثلا جعل الصلاة لا تصح بدون فاتحة الكتاب وجعل سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن وجعل البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة تنفر منه الشياطين .

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
1- أعظم آيه في القرآن الدليل :عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:
( ألا أخبرك بأفضل القرآن) قال (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين) رواه النسائي
عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال :(يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)
قال: قلت:( الله لا إله إلا هو الحي القيوم)
قال: فضرب في صدري، وقال: (والله ليهنك العلم، أبا المنذر) رواه مسلم
2- حديث أبي هريرة قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت
فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ...فذكر الحديث فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (صدقك وهو كذوب).
3- وحديث أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت).
2: سورة آل عمران
1- حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما)
2-عن أبي أمامة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما....)
3- عن أبي أمامة مرفوعا :( اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه)
4- وعن أنس ابن مالك رضي الله عنه:( كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)

3: سورة النساء
1- قال تعالى:( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) قال ابن عباس: هي السبع الطوال.
2- وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( من أخذ السبع فهو حبر).
3- وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض)
4- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة).
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
1- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن)
رواه ابن الشجري في أماليه من طريق سليمان بن أحمد و وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.
2- ومرسل عبد الملك بن عمير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء) رواه الدارمي والبيهقي في شعب الإيمان وابن مروان الدينوري في المجالسة من طريق سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير مرسلاً.
3- عن فضيل بن عمرٍو عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال؟ ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإن فضيل لم يدرك علي.

2: سورة البقرة
1- وحديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: (ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران) رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به وليث ضعيف الحديث.
2- حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي) رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوه في التشيع .
3- حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه..) وفيه (ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة)
وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
الشرط الأول:
صحة الإسناد وتتحقق بثلاثة أمور:
1- أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم .ومن لا تقبل روايتهم إما:
- أن يكون الراوي ضعيف في ضبطه وحفظه وهو ممن يشهد لهم بالصدق فهؤلاء تقبل روايتهم إذا كان لها شاهد من طرق أخرى.
- أن يكون الراوي متهم بالكذب أو يعرف عنه التساهل في الرواية وعدم التثبت ومتروك الحديث.
2- أن يكون الإسناد متصل غير منقطع.
3- أن يخلو من العلة القادحة كالمخالفة لغيره من الثقات ,والتدليس بأن يسقط راوي ضعيف ويروي عن شيخة بصيغة عن أوأن فلاتقبل رواية من عرف عنه التدليس إلا إذا صرح بالسماع ,والاضطراب وهو أن يختلف الرواه في الإسناد اختلافا شديدا.
الشرط الثاني:
صحة المتن وتتحقق بشرطين:
1- صحة الإسناد إليه.
2- انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة والنكارة والإضطراب والرواية بالمعنى المخل وغيرها.
وضعف الإسناد لا يقتضي ضعف المتن مطلقا فقد يكون صحيح من طريق آخر.
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن
على خمس درجات:
1- مرويات صحيحة لذاتها وهي التي صح اسنادها و متنها بغير علة قادحة.
2- مرويات صحيحة لغيرها وهي التي يكون في إسنادها ضعف يجبر بتعدد الطرق ويكون متنها خالي من العلة القادحة.
3- مرويات ضعيفة ضعف محتمل للتقوية ويكون متنها غير منكر من جهة المعنى.
4- المرويات الواهية التي يكون إسنادها شديد الضعف أو متنها منكر من جهة المعنى.
5- المرويات الموضوعة أي المكذوبة.
ومرويات الدرجة الأولى والثانية يحتج بها, والثالثة بعض العلماء يذكرها في فضائل الأعمال أو في الرقائق والأخبار, ومرويات الدرجة الرابعة لايجوز ذكرها إلا للتنبيه على ضعفها, والدرجة الخامسة لا يجوز ذكرها إلا للتنبيه على أنها مكذوبة.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
حيث مكذوب على أبي ابن كعب.
الأدلة:
1- روي من عدة طرق ثبت ضعفها :
الطريق الأول: من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
وقال الدارقطني أن ( بزيغ) أنه متروك.
الطريق الثاني: من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب
وقال ابن حبان أن مخلد بن عبد الواحد منكر الحديث جدا.
2- و اتفق (بزيع ومخلد) على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد و قال (أحمد وابن معين) أن علّي بن زيد ليس بشيء. ذكر ذلك ابن الجوزي
3- كما أنه ذكر في كل سورة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك لا يناسب كلام الرسول عليه الصلاة والسلام. ذكر ذلك ابن الجوزي
4- روى ابن الجوزي عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي قال: (سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه
فقال حدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن
)
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة
1- دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة :
قال تعالى:( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين)
فقول الله تعالى:( وكذلك ننجي المؤمنين) فيه إشارة على أن الأمر ليس خاصا بسيدنا يونس عليه السلام وحده بل هو عام لكل المؤمنين إذا دعوا ربهم مخلصين له وسبحوه وتابوا إليه وكذلك قوله تعالى: (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون).
2- ما ثبت عن الصحابة:
روي عن الصحابة آثار كثيرة في خواص القرآن ولم يصح منها إلا القليل ومنها:
عن أبو زميل سألت ابن عباس فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به قال: فقال لي أشيء من شك؟ قال: وضحك قال: ما نجا من ذلك أحد قال: حتى أنزل الله عز وجل:( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) قال: فقال لي إذا وجدت في نفسك شيئا فقل:( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم). رواه أبو داوود والبيهقي
3- ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم:
عن المغيرة بن سبيع العجلي (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من: ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) وآية الكرسي والثلاث آيات من آخرها). رواه سعيد بن منصور والدارمي
4- الاجتهاد في معرفة التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة:
ذكر ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر) قال وسمعته يقول: (كتبتها لغير واحد فبرأ) وقال: (لا يجوز كتابتها بدم الراعف، كما يفعله الجهال، فإن الدم نجس، فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى).

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
أن الغلو في هذا الباب أدى إلى ضلال مبين ومن ذلك ما حصل من بعض غلاة الصوفية فقد أدى بهم الغلو إلى الإستعانة بأشياء غير معقولة المعنى من رسوم وجداول تبين أنها من طلاسم السحر وضللوا أتباعهم ولبسوا الحق بالباطل وذلك باسم خواص القرآن حتى أن منهم من زعم أن لكل آية خادم وأنه يخاطبه ويطلب منه ما يريد ولكنهم في الحقيقة يخاطبون الشياطين فغلاة الصوفية أدخلوا على الأمة في هذا الباب شرعظيم ولهم مؤلفات في ذلك وما يكتبونه في هذا الباب على صنفين :
1- سحر وتقرب للشياطين بأعمال بدعية.
2- دعاوى ليس لها أصل وكذب على الصالحين .
ومن ذلك ما قاله ابن منظور القيسي في خواص قوله تعالى :( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) أنه نسب إلى ابن الجوزي أن من خواصها أنها تقرأ عند شراء البطيخ.
وهناك ممن لا ينتسبون للصوفية ولكنهم تأثروا بهم في هذا الباب فخلطوا وأساؤوا كما كان من الشاه ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي في كتابه (الفوز الكبير في أصول التفسير).

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 14 رجب 1437هـ/21-04-2016م, 11:09 PM
الصورة الرمزية نوره عبدالجبار القحطاني
نوره عبدالجبار القحطاني نوره عبدالجبار القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بلاد التوحيد.
المشاركات: 129
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
من الكتاب : قال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
و من السنة :
عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي

1.حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»رواه البخاري في صحيحه من طريق عوف بن أبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.
3.قراءة آية الكرسي بإيمان دبر كل صلاة يلزم منها ثلاثة أمور:
الأول: محافظة صاحبها على الصلوات كلها، ومن حافظ عليها كانت له نجاة ونوراً يوم القيامة.
والثاني: صحّة إيمانه باعتقاده ما دلّت عليه هذه الآية العظيمة التي هي أعظم آية في القرآن.
والثالث: كثرة الذكر؛ بتكرار هذه الآية بإيمان ويقين في مواقيت الصلوات صباحاً ومساءً.
ومن صحّت له هذه المقامات الثلاث: المحافظة على الصلوات، وصحّة الإيمان، وكثرة الذكر كان من خيار عباد الله المؤمنين.
2: سورة آل عمران.
ورد في فضلها أحاديث :
1. حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...»
2. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان..)
3. وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...)
4. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)
و غيرها من الأحاديث الدالة على فضلها .
3: سورة النساء
1.قال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة.
2.وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض»
3.وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
4.وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة

1. حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
وقد صحّ ما يغني عنه من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.

2. وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.

3. وحديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس،
ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.

2: سورة البقرة
1: حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.
2. وحديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء»
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وأبو داوود في المراسيل عن جبير بن نفير مرسلاً، ورواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان من طريق الفضل الشعراني عن عبد الله بن صالح به إلى جبير بن نفير عن أبي ذر مرفوعاً.
وأبو عبيد رواه عن عبد الله بن صالح به مرسلاً موافقاً رواية ابن وهب عن معاوية عند أبي داوود في المراسيل، وهو الصواب.
والحديث ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.
3. وحديث خالد بن سعيد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام» رواه أبو يعلى في مسنده والعقيلي في الضعفاء، وابن حبان والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
قال العقيلي: «خالد بن سعيد المديني عن أبي حازم، ولا يتابع على حديثه».

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
مما ينبغي أن يعلم أن الحديث لا يُحكم بصحته إلا إذا صَح إسناده ومتنه.
و صحة الإسناد لا تتحقّق إلا بثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم؛ والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى: الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق في الجملة فهؤلاء لا يُطّرح حديثهم جُملة، ولا يقبلون مطلقاً، بل يُعتبر حديثهم فإذا ورد من طريق أخرى أو كان له شواهد فيُحكم بصحّته لانتفاء علّة ضعف الضبط.
والدرجة الثانية: الذين لا تُقبل مرويّاتهم مطلقاً، ولا يعتبر بها، وهم متروكو الحديث، من الكذّابين، والمتّهمين بالكذب، والذين بلغوا من كثرة الخطأ والتساهل في الرواية عن الواهين من غير تبيين مبلغاً استحقّوا به ترك حديثهم؛ فهؤلاء لا يُجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم.

والأمر الثاني: أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع؛ فانقطاع الإسناد موجب لضعف الحديث.
والأمر الثالث: انتفاء العلّة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.


س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
والأحاديث المروية في فضائل بعض سور القرآن على أنواع:
- فمنها فضائل متعلّقة بشأن السورة والآية وبيان منزلتها وقدرها عند الله عزّ وجل.
- ومنها فضائل متعلّقة بعظم ثواب قراءتها.
- ومنها فضائل متعلّقة ببيان خصائص بعض السور والآيات وبعض آثارها التي امتازت بها.
- ومنها فضائل متعلّقة بالتنبيه على عظم معانيها وسعة دلائلها.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
_رواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
- ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليمٍ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم .. به مفرّقاً على السور.
- ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم «يا أبي من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر...» فذكر فضل سورة سورة إلى آخر القرآن انتهى بحروفه.
قال ابن الجوزي: (وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثّعلبيّ في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنّهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنّما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الّذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشّأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شرَه جمهور المحدثين، فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنّه قد صحّ عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».
قال: (وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين علّي بن زيد ليس بشيء وأيضًا فنفس الحديث.
يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول).



س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.

الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
ومن ذلك قول الله تعالى: { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)}؛ والقول في هذه الآية نظير ما سبق؛ فإن قوله تعالى: {وذكرى للعابدين} تذكير لهم وحثّ على الاتّساء به عليه السلام.
والدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
فمن ذلك: ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).
وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
- ومن ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من{وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
ومن ذلك أن يرقي الراقي كلَّ حالة بما يناسبها من الآيات، وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك:
ومن أمثلته:
- أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.
- وذكر ابن القيّم رحمه الله في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر}.
قال: وسمعته يقول: (كتبتها لغير واحد فبرأ) وقال: (لا يجوز كتابتها بدم الراعف، كما يفعله الجهال، فإن الدم نجس، فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى).
وهذه الرقية مبناها على التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على إيقاف انهمار المطر الشديد الذي جعله عذاباً على قوم نوح، وأَمْرِهِ الأرض أن تبلعَ ماءها حتى غاض الماء وقضى الله الأمر؛ فيتوسّل إليه تعالى أن يأمر جَسد المرعوف بإيقاف نزفه دمه، وأن يُذهب عنه ما يجد من ذلك النزف.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
يجب على المسلم الحذر من الغلوّ في هذا الباب؛ فإنّه قد قاد الغلاة إلى فساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين، والعياذ بالله.
ومن ذلك ما ابتدعه بعض الصوفية الغلاة في خواصّ القرآن من دعاوى وضلالات، واستعمال أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال، وجداول وأوفاق تبيّن للمحققين أنها من طلاسم السحر، موّهوا بها على أتباعهم، وسموّا الأمور بغير أسمائها، فسمّوا الشياطين الذين يتقرّبون إليهم خُدّام الآيات، وسمّوا الاشتغاثات الشركية عزائم، وسمّوا غرائب أسماء الشياطين أسراراً، وروّجوا أباطيلهم وأسحارهم باسم خواصّ القرآن، وكان منهم من يكتب الحُجب والتمائم ويبيعها، ويزعم أنّ فيها من الخواصّ ما يدفع البلاء، ويجلب السعد، ويحفظ من العين والعدوّ، وأكلوا أموال الناس بالباطل والتمويه والتضليل.
ولكبار الصوفية مؤلفات فيما يدّعون أنّه من "خواصّ القرآن" فيها غلوّ وضلال مبين، ومنها:
1. كتاب "خواصّ القرآن الحكيم" لمحمّد بن أحمد بن سعيد التميمي (ت: 390هـ)، ولم أقف على كتابه، لكن ذُكرت عنه عظائم، وله مخطوطات يعتني بها السحرة.
2. ورسالة في "خواص بسم الله الرحمن الرحيم" لأحمد بن علي بن يوسف البوني (622هـ).
3. وكتاب "العقد المنظوم فيما تحتويه الحروف من الخواص والعلوم" لابن عربي الطائي (ت:638هـ) زعيم الصوفية في زمانه ، وهو كتاب سحرٍ ضمّنه ما ادّعى فيه أنه من خواص القرآن لقضاء الحاجات ودفع المضار تدليساً وتمويهاً.
كتب الصوفيّة في هذا الباب كثيرة، والمقصود التنبيه على باطلها بذكر أمثلة منها؛ فليحذرها طلاب العلم، وليحذّروا من اغترّ بها.
وما يذكرونه مما يُحذّر منه في هذا الباب على صنفين:
1. صنف حقيقته سحر وتقرّب إلى الشياطين بأعمال بدعية، ورسوم وأحوال وهيئات، واستغاثات وعزائم.
2. وصنف دعاوى مجرّدة، وكذب على الصالحين بذكر تجارب مزعومة، ودعاوى متوهّمة.
ومن ذلك ما ذُكر عن ابن منظور القيسي في خواصّ قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} أنه نسب إلى ابن الجوزي رحمه الله أن من خواصّها أنها تُقرأ عند شراء البطّيخ، فمن أراد ذلك فليقرأها سراً وهو يقلب البطيخ فإنه يرشد إلى طيب ما فيها، فإذا أراد أكلها قرأ عليها عند شقها بالسكين {فدبحوها وما كادوا يفعلون} فإنه يجدها طيبة إن شاء الله تعالى.
فهذا كذب بيّن على ابن الجوزيّ رحمه الله.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 15 رجب 1437هـ/22-04-2016م, 12:12 AM
عبد المغيث إبراهيم المنصوري عبد المغيث إبراهيم المنصوري غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 91
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
قال الله تعالى:"ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها".
وقال تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات".
وقال تعالى:"ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم".
- وعن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله:"استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم".
ثم قال لي: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد". ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: "ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن"، قال: "الحمد لله رب العالمين" "هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته". رواه البخاري
فهذه الأدلة وما في معناها تدل دلالة بينة على أن بعض السور والآيات أفضل وأحب إلى الله من بعض، وهي وإن كانت كلها في الذروة العليا من حسن البيان والإحكام، مكرمة عن كل وصف نقص وضعف واختلاف؛ إلا أنها ليست على درجة واحدة في الفضل؛ فبعضها أعظم من بعض، وبعضها أحب إلى الله من بعض، وتلاوة بعضها أعظم أجرا من بعض.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة"
وقال في موضع آخر:" والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة ".
وقد خالف في هذه المسألة أبو حاتم ابن حبان صاحب الصحيح، ومكي بن أبي طالب القيسي، ونسب القاضي عياض والقرطبي والزركشي القول بعدم التفضيل إلى أبي الحسن الأشعري وأبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني وهو من كبار الأشاعرة ونظارهم؛
فإن كان هذا القول منسوب إلى الأشاعرة عامة وإلى أبي حسن الأشعري خاصة فيرد عليه كما يلي :
أما أبو الحسن الأشعري ومن قال بقوله القديم في القرآن وأنه عبارة عن كلام الله تعالى، وليس هو من كلامه حقيقة، وأنه لا يتبعض، ولا يتجزأ، وليس بحرف ولا صوت؛ فهذا مما لا ينبغي أن يعتد به؛ لأنه مبني على اعتقاد باطل في كلام الله تعالى مخالف لنصوص الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فلا يتلفت إليه؛ على أنّ أبا الحسن الأشعري قد رجع عن قوله هذا في آخر حياته، وألف كتاب "الإبانة" الذي أعلن فيه رجوعه إلى مذهب أهل السنة وتأسيه بالإمام أحمد بن حنبل ، وقد كان رجوعه رجوعا مجملا لم يخل من أخطاء في تفصيل الاعتقاد.
وقد أشكل على بعض الأشاعرة الجمع بين مذهبهم في صفة الكلام وصراحة أدلة التفاضل بين الآيات والسور، ولهم في جواب هذا الإشكال أوجه متعددة لا تخلو من التكلف والبعد، وقد ذكر الحليمي والزركشي والسيوطي طائفة منها.
والمقصود أن القول بتفاضل سور القرآن وآياته هو القول الصحيح الذي دلّت عليه النصوص الكثيرة، وهو القول المأثور عن السلف.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
ورد في عظم شأنها وشرف فضلها أحاديث كثير فهي أعظم آية في القرآن كما أخبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام وقرأها قبل نومه لم يقربه شيطان ولا غيره وحافظ على ذكرها دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت كما جاء من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت».
2: سورة آل عمران.
ورد في فضلها أحاديث دلت عظمها وشرفها مما جاء فيها أن تقدم وهي وسورة البقرة سور القرآن فتأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، كما أنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة وقد جاء من :
*حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران..." الحديث.
*وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعا:"اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان.." الحديث.
* وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعا:"تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة..." الحديث.

3: سورة النساء
ورد في فضلها أحاديث تدعو إلى تعلما وحفظها واعتناء بها فهي من السبع المثاني التي من تعلمها وقرأها فهو حبر كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أخذ السبع فهو حبر "
وقال أبن مسعود في فضلها :" إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل:"إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما".
- وقوله:"إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما".
- وقوله: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
- وقوله: "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما".
- وقوله:"ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما".

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
* وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: "أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض"
رواه الدارقطني
قال الدارقطني: "تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة".
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما ينكر عليه.
* وحديث أبي الأحوص الكوفي، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: «رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة». رواه الطبراني في الأوسط وابن الأعرابي في معجمه.
رجاله ثقات إلا أنه منقطع، مجاهد لم يسمع من أبي هريرة.
* وحديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» رواه الطبراني في الأوسط.
ورواه ابن الشجري في أماليه من طريق سليمان بن أحمد عن صلة بن سليمان الأحول عن ابن جريج به؛وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.

2: سورة البقرة
*حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. »الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة"رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.
*وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
وحكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعَّفه"
وأصحّ ما روي في أن سورة البقرة سنام القرآن أثر ابن مسعود موقوفا عليه، وقد تقدم في صحيح فضائل السور والآيات.

*وحديث خالد بن سعيد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام" رواه أبو يعلى في مسنده والعقيلي في الضعفاء، وابن حبان والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
قال العقيلي:"خالد بن سعيد المديني عن أبي حازم، ولا يتابع على حديثه".

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
*شروط صحّة الحديث
ومما ينبغي أن يعلم أن الحديث لا يحكم بصحته إلا إذا صح إسناده ومتنه.
وصحة الإسناد لا تتحقق إلا بثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم.
والذين لا تقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى: الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق في الجملة فهؤلاء يجبر ضعف حديثهم بمتابعة .
والدرجة الثانية: الذين لا تقبل مروياتهم مطلقا، ولا يعتبر بها، وهم متروكو الحديث، من الكذابين، والمتهمين بالكذب؛ فهؤلاء لا يجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم.

والأمر الثاني: أن يكون الإسناد متصلا غير منقطع.
والأمر الثالث: انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد.

وصحة المتن لا تتحقق إلا بأمرين:
الأمر الأول: صحة الإسناد إليه.
والأمر الثاني: انتفاء العلة القادحة في المتن.

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
درجات المرويات
المرويات تعم ما يروى بالأسانيد من الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم والمرسلة عنه، والآثار التي تروى عن الصحابة والتابعين.
وهي على خمس درجات:
الدرجة الأولى: المرويات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
والدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يجبر بالشواهد وتعدد الطرق، ويكون المتن سالما من العلة القادحة.
والدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفا محتملا، وهي التي يكون متنها غير منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابل للتقوية لو وجدت.
والدرجة الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكرا مخالفا للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
والدرجة الخامسة: المرويات الموضوعة، وهي التي يتبين أنها مكذوبة مختلقة.
*فمرويات الدرجتين الأولى والثانية يحتج بهما.
*مرويات الدرجة الثالثة مختلف فيها :
/من أهل العلم من يحتج بها في الفضائل والرقاق والأخبار.
/منهم من يستأنس بها ولا يحتج بها.
/ منهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسنا جامعا، أو لينبه على ضعفه مع شهرته.
*مرويات الدرجة الرابعة لا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها، والتنبيه على عللها.
*أما مرويات الدرجة الخامسة فلا تحل روايتها إلا على التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب رضي الله في فضائل سور القرآن حديث موضوع وهو شر أنواع الضعيف ، وهو ما كان من رواية الكذابين.
*وقد رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" له كما في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
* ورواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
*ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليم، حدثنا هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبي بنكعب عن الرسول.
*ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى اللّه عليه .

قال ابن الجوزي:"وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع"، قال الدارقطني: متروك.
وفي الطريق الثاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
وقد اتفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علي بن زيد قال أحمد وابن معين علي بن زيد ليس بشيء وأيضا فنفس الحديث.
مما يدل على أنه مصنوع فإنه قد استنفذ السور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرسول.

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
*الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
مثال ذلك: قوله تعالى:"وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد " فقولها مع الإيمان بالله والتوكّل عليه وبذل ما
يستطاع من الأسباب له أثر عظيم في دفع كيد الأعداء، لقول الله تعالى بعدها: "فوقاه الله سيئات ما مكروا".
*والدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
مثال ذلك: ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك" الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل:"هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم"
*الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
من أمثلة على دلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: "من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من"وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم"، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها".
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
*الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
من أمثلة على ذلك: أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أن صاحبه المروذي أصابته حمى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، "قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين"، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمى التي من فيح جهنم.
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
لقد حذر العلماء المسلمين من الغلو في هذا الباب، وخطره على الأمة ،حيث بينوا أنه يقود كل من غالى فيه من الغلاة إلى فساد كبير،ضلال مبين، وانحلال في الدين والعياذ بالله ؛ من أمثلة على ذلك ما ابتدعه بعض الصوفية الغلاة في خواص القرآن من دعاوى وضلالات، واستعمال أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال وجداول ، تبين للمحققين أنها من طلاسم السحر، فأدخلوا بذلك على الأمة من هذا الباب شرا عظيما، وبلاء وفتنة ضل بها طوائف من أتباع الطرق والعامة المخدوعين بضلالاتهم، حيث سموا الأمور بغير أسمائها، فسموا الشياطين الذين يتقربون إليهم خدام الآيات، وسموا الاستغاثات الشركية عزائم، وسموا غرائب أسماء الشياطين أسرارا، فلبسوا الحق بالباطل، وموهوا على الجهال والعامة، وروجوا أباطيلهم وأسحارهم باسم خواص القرآن، وكان منهم من يكتب الحجب والتمائم ويبيعها، ويزعم أن فيها من الخواص ما يدفع البلاء، ويجلب السعد، ويحفظ من العين والعدو، وأكلوا أموال الناس بالباطل والتمويه والتضليل وهدا فيض من غيض مما أوردته كتبهم في هذا الباب من غلو
وابتداع باسم "خواصّ القرآن" تمويها وتلبيسا، وحقيقته لغو وتضليل، أو سحر وتدجيل.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 15 رجب 1437هـ/22-04-2016م, 04:48 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
ورد في ذلك عدة أدلة منها:
من الكتاب :
1- قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) , فقوله نأت بخير منها دلّ على أن بعض السور أفضل من بعض.
2- قوله تعالى : (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ), دلّت الآية على تفضيل سورة الفاتحة على غيرها .
ومن السنّة :
1- عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله:{استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.

ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال:{الحمد لله رب العالمين}«هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري في صحيحه .
دلّ ذلك على أن أعظم سور القرآن وأكثرها فضلاً سورة الفاتحة .
2- عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»

قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»

قال: قلت:{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم في صحيحه .
وهذا دليلٌ صريح على أن أعظم آيات القرآن وأفضلها آية الكرسي .

................................................................
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
آية الكرسي
1- أنها أعظم آية في القرآن , دلّ على ذلك :
حديث أبو بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»

قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»

قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال:«والله ليهنك العلم، أبا المنذر».رواه مسلم في صحيحه.
2- أنها تحفظ العبد في ليلته, فلا يقربه شيطان , ويدلّ على ذلك :
حديث أبو هريرة رضي الله عنه،قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم«صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»رواه البخاري في صحيحه.
3- من قرأها بعد كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت , دلّ على ذلك :
حديث أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»رواه النسائي في السنن الكبرى,والحديث حسن الإسناد.

2:
سورةآل عمران
1- أنها تتقدم السور يوم القيامة لتشفع لأهلها, دلّ على ذلك :
حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...»الحديث.
2- أنها تظل صاحبها يوم القيامة , دلّ على ذلك :

حديث أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان..)الحديث.
و حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...)الحديث.
3- فيها اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب , ويدلّ على ذلك :
حديث أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه»رواه ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير ,وروي مقطوعاً على القاسم عند ابن ماجه
.
والحديث بمجموع طرقه حسّنه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.
4- من قرأها فهو غني , دلّ على ذلك :

ما ورد عن عبد الله بن مسعود: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة».رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننه والبيهقي في شعب الإيمان .
5- من قرأها كان ذا شأن , دلّ على ذلك :

ما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا.
6- فيها تيسير لصاحبها ونجاة , دلّ على ذلك :

ما ورد عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل).رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، والدارمي في سننه , وإسناده حسن .
ويحسن الإشارة إلى فضل خواتيمها :
1- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها إذا استيقظ لقيام الليل , ويدل على ذلك :
حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها - وهي خالته - قال: فاضطجعت على عرض الوسادة،«واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل - أو قبله بقليل، أو بعده بقليل - ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي» رواه البخاري في صحيحه.
2- الحث على التفكر بها , وتوعّد من أغفل ذلك , دلّ على ذلك :
حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها{إن في خلق السموات والأرض ... }»الآية كلها.رواه ابن حبان في صحيحه .

3:
سورة النساء
1- منّ الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بها , ويدل على ذلك :
قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}

قال ابن عباس: هي السبع الطوال, وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية، والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب.
2- من أخذ السبع كان حبرا , وهي إحداهن , دل على ذلك
حديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر»رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وابن الضريس، ومحمد بن نصر في قيام الليل، والطحاوي في مشكل الآثار، والحاكم، والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد , و هذا الحديث حسن إن شاء الله.
3- كان عمر رضي الله عنه يأمر بتعلمها , دل على ذلك :
ما ورد عن حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ(تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور).رواه أبو عبيد في فضائل القرآن .

وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض»رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان والواحدي في تفسيره , وإسناده صحيح.
4- أنها مزيّنة لصاحبها , دل على ذلك :

ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة».رواه أبو عبيد والدارميوقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
5- فيها خمس آيات تدل على سعة مغفرة الله وعفوه , ويدلّ على ذلك :

ما ورد عن عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
-
قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
-
وقوله:{إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
-
وقوله:{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
-
وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
-
وقوله:{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها).رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن المنذر في تفسيره، وسعيد بن منصور في سننه، والطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، والحاكم في مستدركه والحديث حسن بمجموع طرقه.

................................................................

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة الفاتحة

1- حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات»مسند الفردوس
وسبب الضعف : أن يوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث
.
وقد قال فيه البخاري: منكر الحديث, وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة, وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
2- حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن»رواه الطبراني في الأوسط.

وسبب الضعف: أن سليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.
3- حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال؟ ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش).رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق.
وسبب الضعف : انقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليًّا.

2:
سورةالبقرة
1- حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
وسبب الضعف: أن عبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.
2- حديث خالد بن سعيد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام»رواه أبو يعلى في مسنده والعقيلي في الضعفاء، وابن حبان والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.

وسبب الضعف : أن خالد بن سعيد المديني ضعيف لا يتابع حديثه .
قال العقيلي: «خالد بن سعيد المديني عن أبي حازم، ولا يتابع على حديثه».
3- حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران»رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.

وسبب الضعف : أن ليثاً ضعيف الحديث.

................................................................

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
يحكم بصحة الحديث إذا صح إسناده ومتنه .
فصحة الإسناد تتحقق بثلاثة أمور :
الأمر الأول: أن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم؛ ومن لا تُقبل روايتهم على درجتين:

الدرجة الأولى: الذين يكون سبب جرحهم ضعف الضبط.
وحكمهم : أن لا يُطّرح حديثهم جُملة، ولا يقبلون مطلقاً، بل يُعتبر حديثهم فإذا ورد من طريق أخرى أو كان له شواهد فيُحكم بصحّته لانتفاء علّة ضعف الضبط.

والدرجة الثانية: هم متروكو الحديث من الكذّابين، والمتّهمين بالكذب، أو من كثر خطأهم أو تساهلهم في الرواية عن الواهين من غير تبيين .
وحكمهم : لا تُقبل مرويّاتهم مطلقاً، ولا يعتبر بها.

والأمر الثاني: أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع.
والأمر الثالث: انتفاء العلّة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.
فالمخالفة: أن يخالف الراوي من هو أوثق منه فيَصِل إسناداً منقطعاً، أو يُغفل ذكر راوي ضعيف.
والتدليس : أن يسقط راوياً ضعيفاً من الإسناد ويروي عن شيخه بصيغة "عن" أو "أنّ"، والمدلّس لا يُقبل حديثه إلا أن يصرّح بالسمّاع.
والاضطراب : أن يختلف الرواة في الإسناد اختلافاً شديداً فلا يُوقف على صحّته.

أما صحة المتن فتحقق بأمرين:
1- صحّة الإسناد إليه.
2- انتفاء العلّة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ، والتصحيف والتحريف.

................................................................
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويات في فضائل القرآن على خمس درجات :

أولها :المرويّات الصحيحة لذاتها , وهي التي صحّ إسنادها من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
ثانيها: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف لكنه يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة.
وحكم هاتين الدرجتين: أنهيحتج بهما.

ثالثها:المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية وحكمها:
· من أهل العلم من يحتجّ بها في الفضائل والرقاق والأخبار.
· ومنهم من يستأنس بها ولا يحتجّ بها.
· ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسناً جامعاً، أو لينبّه على ضعفه مع شهرته.
رابعها: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
وحكمها: لا تجوز روايتها إلا لبيان ضعفها والتنبيه على عللها.

خامسها: المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.
وحكمها: لا تجوز روايتها إلا على وجه التبيين, وتعّد كذبا على النبي صلى الله عليه وسلم.

................................................................

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.

الحديث المروي عن أبي بن كعب هو : (أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا.. )إلخ.
وهذا الحديث يعد من الموضوعات , وقد تعددت طرقه وكلها لا تخلو من ضعف , ومن تلك الطرق :
1- ما رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" و في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
2- ورواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
وهذان الطريقان فيهما مخلد بن عبد الواحد وعلي بن زيد وكلاهما من الضعفاء , قال ابن حبان في مخلد : منكر الحديث جدا , وقال أحمد وابن معين في علي بن زيد :ليس بشيء.
3- ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليمٍ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومما جاء في تهذيب الكمال عن سلام بن سليم: أن أبا حاتم قال فيه : ضعيف الحديث تركوه, وقَال البُخارِيُّ : تركوه, وَ قَال النَّسَائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه.
4- ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب .

وهذا الطريق فيه بزيع , وقد قال فيه الدّارقطنيّ: متروك, وعلّي بن زيد أحد الضعفاء, وتقدم الكلام عنه .

................................................................

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحدلكلّ دلالة.
1- دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
ومثالها: قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}،وقال تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}

فدلت الآيتان على أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغمّ والكرب،
وقوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين{
دلّ على العموم فيدخل في هذا الأثر جميع المؤمنين .
ويؤكد صحة هذا المعنى المستنبط حديث سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دعوة ذي النون إذ هو في بطنالحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له». رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه.
2- ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم ,
ويحمل ما يصح منها على أمرين :
· أن تكون مما تعلّموه من النبي صلى الله عليه وسلم.
· أو تكون مما فعلوه اجتهاداً بناء على أصل الإذن الشرعي.
ومثال ذلك : حدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك}الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}
).
رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة وقدحسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
أما الواهية من تلك المرويات فلا يؤخذ بها إلا بشرطين :
· أن تظهر المناسبة بين الآيات والحالة .
· ولا يكون في المتن ما ينكر
فتؤخذ على أنّها رقية لا على اعتقاد ثبوتها عن الصحابة رضي الله عنهم.
ومثال ذلك : ما جاء عن الحَسَن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (إذا استصعبت دابة أحدكم أو كانت شَموساً فليقرأ هذه الآية في أذنها{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}).الشَّموس: المتمنّعة. رواه البيهقي في الدعوات.

والحسن بن عمارة متروك الحديث.
3- ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
ومثالها: عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من{وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها). رواه سعيد بن منصور والدارمي, والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.

4- الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة, وهي أن يرقي الراقي في كل حالة ما يناسبها من الآيات
ومثالها: أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله،{قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين
).
ففي الرقية توسل بأن يذهب الله حرارة الحمى كما أذهب حرارة النار عن إبراهيم عليه السلام .

................................................................

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
الغلو في هذا الباب أمر خطير جداَ , وقد قاد الغلو كثيراً من الناس إلى الضلال والانحراف والانحلال من الدين والعياذ بالله , فكثير من غلاة الصوفية أضلوا الناس ولبسوا عليهم دينهم من هذا الباب فروّجوا السحر والباطل على أنها رقىَ نافعة وصدّقهم كثير من الناس .
وهم في هذا الباب أحد صنفين:
1- صنف حقيقته سحر وتقرّب إلى الشياطين بأعمال بدعية، ورسوم وأحوال وهيئات، واستغاثات وعزائم.
2- وصنف دعاوى مجرّدة، وكذب على الصالحين بذكر تجارب مزعومة، ودعاوى متوهّمة.
وقد كتب كبار الصوفية في خواص القرآن ولهم في ذلك مؤلفات أدخلوا فيها تلك الأباطيل ومنها:
1- كتاب"خواصّ القرآن الحكيم" لمحمّد بن أحمد بن سعيد التميمي (ت: 390هـ)
2- كتاب"السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل " لأبي الحسن الشاذلي (ت: 656هـ ) زعيم الطريقة الشاذلية، وكتابه هذا كتاب سحر في حقيقته.
3- كتاب"العقد المنظوم فيما تحتويه الحروف من الخواص والعلوم" لابن عربي الطائي (ت:638هـ) زعيم الصوفية في زمانه ، وهو كتاب سحرٍ ضمّنه ما ادّعى فيه أنه من خواص القرآن لقضاء الحاجات ودفع المضار تدليساً وتمويهاً.
وقد كتب أيضا في باب خواص القرآن من غير الصوفية من خلط وأساء فذكر ما هو كذب وباطل من باب جمع كل ما ذكر في الباب.
ومن غير الصوفية أيضا من أتى بدعاوى منكرة وزعم وباطل كما ورد عن الشاه ولي الله الدهلوي في كتابه الفوز الكبير في أصول التفسير.
والمقصود التحذير والتنبيه على أنه قد حصل بالغلو في هذا الباب لبس كبير وتمويه على العامة , والله المستعان.


تم بفضل الله , والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 15 رجب 1437هـ/22-04-2016م, 02:21 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟.
يرد على ذلك أن التفاضل بين سور القرآن وآياته ثابت بالأدلة الصحيحة الصريحة
من القرآن:
قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
فقوله نأت بخير منها " دليل إثبات التفاضل بين الآيات.

وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
فتخصيص السبع المثاني دليل على أفضليتها
ومن السنة النبوية:
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم التفت اليه فقال "ألا أخبرك بأفضل القرآن»قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين». رواه النسائي في السنن الكبرى.
- قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبيّ بن كعب: أتدري أي آية في كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: "والله ليهنك العلم، أبا المنذر" .رواه مسلم
وغير ذلك من الأدلة.
- و القول بتفاضل سور القران وآياته هو القول المأثور عن أئمة السلف
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة».
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي
1
: سورة الفاتحة.
- كثرة أسمائها؛ دليل على فضلها فإن كثرة أسماء المسمى دليل بين على عظيم فضله
- - كثرة ما ورد من أحاديث تدل على فضلها فهذا أيضا مما يدل على عظيم فضلها؛فقد ورد أنّها أعظم سور القرآن، وأنّها أفضل القرآن، وأنّها خير سورة في القرآن، وأنّها أمّ القرآن ؛ وأنّه ليس في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها، وأنّها نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنّها رقية نافعة، وأن الصلاة لا تتمّ إلا بها.

-
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :{ أم القرءان هي السبع المثاني والقرءان العظيم}. رواه البخاري.
- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقرأ عليه أبيّ بن كعب أمَّ القرآن- فقال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني»..
-
-روى عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : {لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب}. متفق عليه
-
-

2:
سورة البقرة.
- وسورة البقرة هي مقدّم سور القرآن بعد الفاتحةو قد ورد في فضائلها أحاديث كثيرة تدل على عظيم فضلها من ذلك
- أنّ سورة البقرة تقدم سورَ القرآن يوم القيامة.
- وأنها تظلّ صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه.
- وأنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة.
- وأنّ تلاوتها تنفّر الشياطين.
من ذلك حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه،قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة). رواه مسلم.
- و حديث أبي هريرة رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»رواه مسلم

3.
خواتيم سورة البقرة.
مما ورد في فضل خواتيم سورة البقرة
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنهقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه»وفي لفظ: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» . متفق عليه ..
وعن النعمان بن بشير،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان»

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة آل عمران
- حديث أبي هريرة رضي الله عنهأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة».
الحديث رواه أهل الأثر من طريق مظهر بن أسلم المخزومي
قال البخاري: مظاهر منكر الحديث.
فسبب ضعف الحديث ؛ فيه راو منكر الحديث

- عن أبي مسهر الغساني عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدِّث أنه«من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح».
- الأثر ضعيف و سبب ضعفه انقطاع فى السند فإن سعيد بن عبد العزيز لم يدرك يزيد الجرشي.
-
- عن عبد الله بن زياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن: عن عائشة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سورة البقرة وآل عمران جعل الله له جناحين منظومين بالدر والياقوت»رواه الثعلبي في تفسيره والمستغفري في فضائل القرآن.
- الحديث ضعيف لأنعبد الله بن زياد منكر الحديث.
2- سورة النساء
- عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه.
الأثر ضعيف و سبب ضعفه جهالة الراوي لان عبد الله بن قيس مجهول الحال..
- عن سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي.
-
- الحديث ضعيف و لأنه موضوع .
-
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
- التنبيه على ضعفها لئلا يغتر بها.
- القصد من جمع تلك الأحاديث هو جمع الطرق المختلفة بغية الاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق و الشواهد
- القصد من ذلك جمع ورد في ذلك الباب في موضع واحد حتى يسهل على أهل الحديث الرجوع إليها.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
ضعف الإسناد المعين لا يقتضي ضعف الحديث مطلقا لأنه قد يصح من طريق آخر . - يروى بإسناد صحيح آخر-
مثال ذلك
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعًا: "اقرؤوا القرآن؛ فإن الله لا يعذّب قلبًا وعى القرآن"أورده الألباني في السلسلة الضعيفة،وقال: ضعيف جدا.
فالحديث المعين هذا ضعيف لضعف إسناده، لكن ورد بإسناد صحيح مروي عن أبي أمامة بلفظ "اقرءوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة؛ فإن الله لن يعذب قلبًا وعى القرآن"
وهو وإن كان موقوفًا عن أبي أمامة فإنه مما لا مدخل فيه للرأي، فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا الرواية.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
يرجع سبب ضعف الحديث المروي إلى سببين
ضعف في السند أوضعف في المتن ؛ أو ضعف في كليهما
وأنوا ذلك"

1- الإرسال: وهو ما أسنده التابعي للنبي صلى الله عليه وسلم.والحديث المرسل في انقطاع في السند بين التابعي و النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلا يقبل المرسل إلا أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات.

2-
الانقطاع في السند: ما سقط من إسناده راو واحد ؛ وهو أعم من المرسل لان المرسل سقط من روا في نهاية السند
3- المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
4-
الخطأ في الإسناد.
5-
المرويات التي يكون إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
6-
الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
7-
منكر المتن.
8-
الضعيف الذي لا أصل له.
9-
الموضوع
.
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
خواصّ القرآن تسمية اصطلاحية متأخرة يطلقها بعض العلماء على ما عرف من الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة، ولم تكن هذه التسمية معروفة عند السلف الصالح وإن كان قد جرى في زمانهم بعض ما يدخل في هذا المعنى.
و كلمة "خواصّ القرآن" يستعملها العلماء لمعاني متعددة:
منها:ما عرف من تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.
ومنها:ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
ومنها:التأثير الإعجازي للقرآن. والمقصود به العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانه وتأثير خطابه.
قال ابن القيّم رحمه الله: (ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواصّ ومنافع مجربة، فما الظن بكلام رب العالمين، الذي فَضْلُه على كلِّ كلام كفضل الله على خلقه الذي هو الشفاء التام، والعصمة النافعة، والنور الهادي، والرحمة العامة الذي لو أنزل على جبل؛ لتصدع من عظمته وجلالته. :"

.س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
- ما كانت ثابتا صحيحا ؛ ونقله سلف الأمة لنا وعملوا به؛ فهذا لا شك بجوازه
-أما ما كان من باب الغلو المحرم؛ ومن تلبيس الحق بالباطل ؛ حتى يصل الأمر إلى السحر و الشعوذة كما يفعله الصوفية فان ذلك لا شك في حرمته بل يجب التحذير من طريقتهم.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 16 رجب 1437هـ/23-04-2016م, 01:35 AM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي إجابة مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
ج1/ الأدلة من القرءان:
قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وقال تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
الأدلة من السنة النبوية:
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: ((ألا أخبرك بأفضل القرآن))قال: ((فتلا عليه الحمد لله رب العالمين)). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس.
-
وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟))
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال :((يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟))
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: {والله ليهنك العلم، أبا المنذر }.. رواه مسلم من طريق أبي السليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ.
-
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال : ((يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل ((رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران أسلم بن عمران التجيبي عن عقبة)).
- وهذه الأدلة وما في معناها تدل على أن بعض الآيات والسور أحب وأفضل عند الله تعالى من بعض وإن بلغت كلها من حسن البيان والإحكام أعظم المبلغ؛ إلا أن الله اختص بعضها بمزيد فضل ؛ فبعضها أعظم من بعض مثل أن جعل قراءة الفاتحة من آكد واجبات الصلاة فلا تصح الصلاة إلا بها ن وأيضا تلاوة بعضها أعظم أجرا من بعض مثل آخر ءايتين من سورة البقرة والمعوذتين وبعضها أحب إلى الله تعالى من بعض مثل أن من قرأ سورة الإخلاص وهو يحبها لأن فيها صفة الله أحبه الله ووجبت له الجنة وأنها تعدل ثلث القرآنكما في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن)).

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1- آية الكرسي:
- فضائل ءاية الكرسي:
- حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟))
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: ((يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ ))
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم }.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم في صحيحه من طريق سعيد الجريري عن أبي السَّليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ بن كعب.
وفي رواية في غير صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( والذي نفسي بيده إنَّ لها للساناً وشفتين تقدّسَان للملك عند ساق العرش)).
- . وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((صدقك وهو كذوب ذاك شيطان )) رواه البخاري في صحيحه من طريق عوف بن أبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.

- وروى النسائي في الكبرى وابن الضريس في فضائل القرآن من طريق إسماعيل بن مسلم، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي هريرة، أنه كان على تمر الصدقة، فوجد أثر كف كأنه قد أخذ منه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أتريد أن تأخذه؟ قل: سبحان من سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم " قال أبو هريرة: فقلت، فإذا أنا به قائم بين يدي، فأخذته لأذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنما أخذته لأهل بيت فقراء من الجن، ولن أعود، قال: فعاد، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أتريد أن تأخذه؟» فقلت: نعم، فقال: ((قل سبحان من سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم» فقلت، فإذا أنا به، فأردت لأذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعاهدني أن لا يعود فتركته، ثم عاد، فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتريد أن تأخذه؟ " فقلت: نعم، فقال: " قل: سبحان الذي سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم " فقلت: فإذا أنا به، قلت: عاهدتني فكذبت وعدت، لأذهبن بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: خل عني أعلمك كلمات، إذا قلتهن لم يقربك ذكر ولا أنثى من الجن، فقلت: وما هؤلاء الكلمات؟ قال: آية الكرسي اقرأها عند كل صباح ومساء، قال أبو هريرة: فخليت عنه، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أوما علمت أنه كذلك؟)).

- وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت))
رواه النسائي في السنن الكبرى وفي عمل اليوم والليلة له، وابن السني في عمل اليوم والليلة، والطبراني في الدعاء والكبير، وابن حبان في صحيحه من طرق عن محمد بن حمير عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة مرفوعاً.
ومحمد بن حمير السليحي مختلف فيه؛ وثقه يحيى بن معين ودحيم، وسئل عنه الإمام أحمد؛ فقال: ما علمت إلا خيراً.

2- سورة آل عمران:
فضائل سورة ءال عمران:
- حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه مسلم والترمذي من طريق الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان الكلابي.

- وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة). رواه مسلم من طريق معاوية بن سلام، عن أخيه زيد، عن أبي سلام ممطور الحبشي عن أبي أمامة صديّ بن عجلان الباهلي
- وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً : ((تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة..)) الحديث.


- وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: ((اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه)) رواه ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير من حديث غيلان بن أنس عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة.
وروي مقطوعاً على القاسم عند ابن ماجه.
وله شاهد من حديث عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد عند الإمام أحمد وأبي داوود والترمذي وغيرهم.
والحديث بمجموع هذه الطرق حسّنه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.

- قال عبد الله بن مسعود : ((من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة )). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن سليم بن حنظلة البكري عن ابن مسعود.
قال أبو محمد الدارمي: (محبرة: مزينة).

- قال أنس بن مالك رضي الله عنه: ((كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)).

- قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل)). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، والدارمي في سننه من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر عن أبي أمامة.
وهذا إسناد حسن؛ فالرواة عن عبد الله بن صالح أئمة، ولا أعلم في الإسناد مخالفة تنكر، ولا في المتن علّة ولا نكارة، وهي رؤيا نقلها صحابيّ فيعتبر بها.

3- سورة النساء:
- فضائل سورة النساء:
- قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
قال ابن عباس: هي السبع الطوال، صحّ ذلك عنه من طريق منصور بن المعتمر عن مجاهد عنه عند ابن جرير، ومن طريق أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عنه عند النسائي، وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية، والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب.

- قال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ ( تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور) .رواه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة.
- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ((من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة)) رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.

- قال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
-
قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
-
وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
-
وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
-
وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
-
وقوله :{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيه ). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن المنذر في تفسيره، وسعيد بن منصور في سننه، والطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، والحاكم في مستدركه كلهم من طريق مسعر بن كدام، عن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه عن جدّه عبد الله بن مسعود.

- عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله: إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له؛ فسألوه عنهما، فلم يخبرهم؛ فقال: علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، فقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا البقرة، فقالا: ما رأيناهما، ثم أخذا في النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدِ الله غفوراً رحيما}، فقالا: هذه واحدة.
ثم تصفَّحا آل عمران، حتى انتهينا إلى قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} فقالا: هذه أخرى، ثم أطبقا المصحف، ثم أتيا عبد الله، فقالا: هما هاتان الآيتان؟
فقال عبد الله: نعم) .رواه سعيد بن منصور والطبراني في الكبير من طريق جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن أبي هبيرة عن إبراهيم النخعي به.
وإبراهيم النخعي وإن لم يكن قد أدرك ابن مسعود فإنه يروي عن علقمة والأسود؛ فالإسناد متصل إلا أنّ ليث بن أبي سليم يُضعّف في حديثه لكنّه توبع على هذا الحديث؛ فقد رواه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود قالا: قال عبد الله: إن في كتاب الله لآيتين ما أذنب عبد ذنبا فقرأهما، فاستغفر الله عز وجل، إلا غفر له: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله}، وقوله :{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}).


س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:

1- سورة الفاتحة:
- 1)حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
سبب الحكم بضعفه :
- أنالحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
- أنهوقد صحّ ما يغني عنه من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما


2)وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: ((أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض))
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
- سبب الحكم بضعفه:
- أنمحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
- أن هذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) ؛ فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
- 3)حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن» رواه عبد بن حميد مرفوعاً، ورواه الفريابي في تفسيره كما في الدر المنثور، وابن مروان الدينوري في المجالسة كلاهما موقوفاً على ابن عباس بلفظ: (فاتحة الكتاب ثلثا القرآن).
- سبب الحكم بضعفه:
- أنهواختُلف في أبان هذا من هو؛ فذهب البوصيري إلى أنه أبان بن صمعة، وهو ثقة لكنّه اختلط بعدما أسنّ.
-وذهب الألباني إلى أنه أبان ابن أبي عياش البصري، وهو متروك الحديث، وقال ابن حجر في المطالب العالية: (أبان هو الرقاشي: متروك)، ولعله أراد أبان ابن أبي عياش، فسبق ذهنه إلى يزيد بن أبان الرقاشي، وكلاهما متروكان.
- البوصيري إسناد الحديث، وضعّفه ابن حجر لأجل اختلافهما في تعيين أبان.
- أما الألباني فضعّفه جداً؛ لضعف أبان، وضعف شهر بن حوشب.

2- سورة البقرة:
- 1)حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه، وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولي العلم من بعدي، كما يخبرونكم به، وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور، وما أوتي النبيون من ربكم، وليسعكم القرآن وما فيه من البيان، فإنه شافع مشفع، وما حل مصدق ألا وإن لكل آية منه نورا يوم القيامة، ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
- سبب الحكم بضعفه:
- أنعبيد الله بن أبي حميد الهذلي قال فيه البخاري: منكر الحديث
وقال أيضاً: يروي عن أبي المليح عجائب.
وقال الإمام أحمد: ترك الناس حديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
- 2)ورد في فضل ءاية الكرسي في سورة البقرة:
حديث واثلة بن الأسقع البكري رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم جَاءهم في صُفَّةِ المهاجرين؛ فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم}). رواه أبو داوود في سننه والطبراني في الكبير من طريق عن ابن جريج، قال: أخبرني عمر بن عطاء، أن مولى لابن الأسقع، رجل صدق أخبره عن ابن الأسقع به.
- السبب في الحكم بضغفه:
لجهالة مولى ابن الأسقع، لكن صحّ في معناه حديث أبيّ بن كعب


- 3) وورد أيضا في فضل ءاية الكرسي من سورة البقرة:
حديث أبي أيّوب الأنصاري رضي الله عنه أنه كانت له سهوة فيها تمر، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه قال: فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاذهب فإذا رأيتها فقل: بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود.
فقال: (( كذبت، وهي معاودة للكذب)).
قال: فأخذها مرة أخرى فحلفت أن لا تعود فأرسلها، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود.
فقال: (( كذبت وهي معاودة للكذب)).
فأخذها؛ فقال: ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فقالت: إني ذاكرة لك شيئا! آية الكرسي اقرأها في بيتك؛ فلا يقربك شيطان ولا غيره.
قال: فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( ما فعل أسيرك؟ ))
قال: فأخبره بما قالت.
قال: ((صدقت وهي كذوب )). رواه أحمد في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، والترمذي في جامعه، وأبو الشيخ في العظمة ، والطبراني في الكبير ، والحاكم في المستدرك كلهم من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيّوب الأنصاري.
- سبب الحكم بضعفه:
- أن محمد ابن أبي ليلى ضعيف الحديث لسوء حفظه؛ لكنّه لم يتفرّد به؛ فقد تابعه عبد الله بن يسار الجهني والحكم بن عتيبة وأبو فروة النهدي وقد أخرج الطبراني رواياتهم، وله طرق أخرى أخرجها الحاكم لا تخلو من ضعف.
- والحديث بمجموع طرقه إلى أبي أيوب الأنصاري يرتقي إلى درجة الحسن لأمن غائلة سوء الحفظ عند محمّد بن أبي ليلى.

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
ج4/ لا يُحكم بصحة الحديث إلا إذا صح إسناده ومتنه ،
أولًا : صحة الإسناد لا تتحقق إلا بثلاثة أمور:
1- أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم ؛ والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين:
· أهل الصدق في الجملة ، وهاؤلاء لا يُطرح حديثهم جملةً ولا يٌقبل مطلقًا، بل يُعتبر ويُحكم بصحته لو كان له شواهد أخرى.
· متروكو الحديث من الكذّابين والمتهمين بالكذب ، وهاؤلاء لا تُقبل مروياتهم مطلقًا ولا يٌعتبر بهاولا يُجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم.
2- أن يكون الإسناد متصلا غير منقطع.
3- انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد ؛ كالمخالفة والتدليس والاضطراب.
ثانيًا: صحة المتن لا تتحقق إلا بأمرين:
1- صحة الإسناد إليه.
2- انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة والنكارة والاضطراب والرواية بالمعنى المخِلّ ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
ج5/ هي على خمس درجات:

الدرجة الأولى: المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
والدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة.
والدرجة الثالثة:المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت.
والدرجة الرابعة:المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
والدرجة الخامسة:المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.

- أحكام هذه الدرجات:
· مرويات الدرجتين الأولى والثانية: يحتجّ بهما.
· مرويات الدرجة الثالثة من أهل العلم من يحتجّ بها في الفضائل والرقاق والأخبار،
ومنهم من يستأنس بها ولا يحتجّ بها،
ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسناً جامعاً، أو لينبّه على ضعفه مع شهرته.
· مرويات الدرجة الرابعة لا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها، والتنبيه على عللها، وقد يرويها بعض المحدّثين لفوائد عارضة أو لغرض جمع الطرق ويعدّون ذكر الإسناد تبيينا لحالها، ثم يتساهل في نقلها بعض المفسّرين والفقهاء وشرّاح الأحاديث من غير معرفة بحال رواتها، وقد يحذفون الأسانيد اختصاراً.
· أما مرويات الدرجة الخامسة فلا تحلّ روايتها إلا على التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
· رواة الحديث:
قد رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" له كما في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه قال: ((أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا))..إلخ.
- ورواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.

-
ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليمٍ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم .. به مفرّقاً على السور.

-
ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم «يا أبي من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر...» فذكر فضل سورة سورة إلى آخر القرآن انتهى بحروفه.
· قول أهل العلم في الحديث:
- قال ابن الجوزي: ((وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثّعلبيّ في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنّهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنّما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الّذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشّأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شرَه جمهور المحدثين، فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنّه قد صحّ عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال :((من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)).
- قال: ((وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
- وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
- وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين : علّي بن زيد ليس بشيء وأيضًا فنفس الحديث.
- يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول).
- روى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه
فقال حدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).
- قال الحافظ العراقي:( (كلّ من أودع حديث أبيّ - المذكور - تفسيره، كالواحدي، والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك؛ لكن من أبرز إسناده منهم، كالثعلبي، والواحدي فهو أبسط لعذره، إذ أحالَ ناظرَه على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه، وأما من لم يبرز سنده، وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش، كالزمخشري)).
- قلت: وقد أورده البيضاوي أيضاً في تفسيره مفرقاً على السور من غير إسناد ولا تنبيه.

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
- الدلالة الأولى:دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة .
ومن أمثلة ذلك:
- قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين} ، وقال تعالى : {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
فدلت الآيتين على فضل التسبيح والتوحيد في النجاة من الغم والكرب ، ودل قوله تعالى : { وكذلك ننجي المؤمنين} على أنّ هذا الأمر لا يختصّ بيونس عليه السلام، بل هو عامّ للمؤمنين إذا دعوا واستغاثوا بالله وسبّحوه معترفين ذنوبهم.
،ويعضد هذا المعنىما رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه وغيرهما من طريق إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له)).
الدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم: والصحيح منه قليل.
الآثار التي تصحّ عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب محمولة على أحد أمرين:
الأول: أن تكون مما تعلّموه من النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أن تكون مما فعلوه اجتهاداً بناء على أصل الإذن الشرعي.
- ومن أمثلة ذلك: ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم)} وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم:
- ومن أمثلة ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} ، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخره) ، والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة :
- ومن أمثلة ذلك:
أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
ج8/ لابد من الحذر من الغلو في هذا الباب ؛ لأنه :
- قاد الناس إلى ضلال مبين.
- منهم من تعلق ببعض ما كتبه بعض الصوفية الغلاة من رسوم وأحوال للرقية.
- ومنهم من يستعمل أشياء غير معقولة المعنى.
- ومنهم من يطلب ذبح حيوان يصفه بأوصاف معيّنة، ويطلب قراءة آيات محددة.
- ومن أصحاب الطرق الصوفية من يزعم أنّ لكل آية خادماً، ويترسّم برسوم وأحوال حتى يخاطب خادم تلك الآية، ويطلب منه ما يريد، وهو إنما يخاطب الشياطين.
- دخل غلاة الصوفية من هذا الباب مدخلاً سيئاً لبسوا فيه الحق بالباطل، وموّهوا على الجهّال والعامّة، واتّخذوه وسيلة لترويج أباطيلهم وأسحارهم باسم خواصّ القرآن، فضلّوا وأضلّوا كثيراً، وضلوّا عن سواء السبيل، ولهم كتب كثيرة فيها غلو وضلال مبين.
ومن حققّ في أمرهم تبيَّن أنه سحر وتدجيل ، وقد اعترف بذلك بعض من منّ الله عليه بالتوبة من السحر من أصحاب تلك الطرق ، وذكر أنه كان يعتقد أنه يكلم الملائكة ويخاطبهم ، وتلا قول الله تعالى : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40)قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (42)}، ثم قال ما معناه: كانت هذه حالنا، كنا نظنّ أننا نخاطب الملائكة ونتقرب إليهم ويخدموننا؛ فإذا بهم شياطين.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 16 رجب 1437هـ/23-04-2016م, 04:54 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1/ كيف ترد على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته ؟
القرآن كتاب الله تعالى، أضافه إليه لأنه كلامه سبحانه وتعالى تكلم به حقيقة فكل حرف منه فإن الله قد تكلم به، والقرآن الكريم يتفاضل.
*قال تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننساه نأت بخير منها أو مثلها)
*وقال تعالى:( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات)*
وقال تعالى:(ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم)
- وعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.*
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين». رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس.
- وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»*
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.*
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»*
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم من طريق أبي السليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ.
- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل» رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران أسلم بن عمران التجيبي عن عقبة.*

ففي هذه دلالة بيّنة على أن بعض السور والآيات أفضل وأحب إلى الله من بعض، وهي وإن كانت كلها في الذروة العليا من حسن البيان والإحكام إلا أنها تفاضل باعتبار مدلولاتها وموضوعاتها، فسورة الإخلاص التي فيها الثناء على الله عز وجل بما تضمنته من الأسماء والصفات، ليست مسورة المسد التي فيها بيان حال أبي لهب من حيث الموضوع، كذلك يتفاضل من حيث التأثير والقوة في الأسلوب، فإن من الآيات ما تجدها آية قصيرة لكن فيها ردع قوي للقلب وموعظة له، ونجد آية أخرى أطول منها بكثير لكن لا تشتمل على ما تشتمل عليه الأولى، فمثلا قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه...) هذه الآية موضوعها سهل والبحث فيها بمعاملات تجري بين الناس وليس فيها ذلك التأثير الذي يؤثره مثل قوله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)، فهذه تحمل معاني عظيمة فيها زجر وموعظة وترائب وترهيب ليس كآية الدين مثلا ، مع أن آية الدين أطول منها.
وبعضها أعظم من بعض، وبعضها أحب إلى الله من بعض، وتلاوة بعضها أعظم أجرا من بعض، ولبعضها خواص اختصها الله بها كما في الفاتحة، وآخر آيتين من البقرة، والمعوذتين، والإخلاص.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأيضاً فالكلام وإن اشترك من جهة المتكلِّم به في أنه تكلَّم بالجميع؛ فقد تفاضل من جهة المتكلَّم فيه، فإن كلامه الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.
وأيضاً فإذا كان بعض الكلام خيراً للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه، وإلا فالشيئان المتساويان من كل وجه، لا يكون ثواب أحدهما أكثر، ولا نفعه أعظم)ا.هـ.
وقال: (والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة).

*خالف في هذه المسألة ابن حبان، ومكي بن أبي طالب، والباقلاني، وأبي الحسن الأشعري واحتجّ له القرطبي والزركشي بأن القول بأن القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله لا تتفاضل، كما أن أسماءه لا تتفاضل؛ واحتجاجهما غير صحيح بل هو خطأ فالقرآن باعتبار المتكلم به واحد وهو الله عز وجل، *ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله يتكلم بكلام حقيقي متى شاء، كيف شاء، بما شاء،بصوت وحرف لا يماثل أصوات المخلوقين، ومن عقيدتهم أنه منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود.والكلام وإن اشترك من جهة المتكلِّم به في أنه تكلّم بالجميع إلا أن بعض كلامه أفضل من بعض.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة»ا.هـ.
*كما أن بعض أسماءه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض بدلالة الأدلة الصحيحة، وللمأثور عن السلف الصالح من القول بمقتضى أدلة التفاضل في أسماء الله تعالى وصفاته. فاختص الله بعض أسمائه بمزيد فضل - وأما التفاضل في أسماء الله تعالى فإنّ الله تعالى قد اختصّ بعض أسمائه بمزيد فضل، ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد وغيره من طريق مالك بن مغول، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب").
وفي صحيح مسلم من حديث الأعرج عن أبي هريرة، عن عائشة رضي الله عنهما، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً من الفراش؛ فالتمستُه فوقَعت يدي على بطن قدميه، وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: «اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
وفي صحيح البخاري من حديث أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي".
فأسماء الله تعالى كلها حسنى وبعضها أحب إليه من بعض، وصفاته كلها عليا وبعضها أحب إليه من بعض، وكلامه كله حسن لا نقص فيه ولا اختلاف، وبعضه أفضل من بعض؛ وقد فضل الله القرآن على سائر كتبه المنزلة، وجعل له فضلا بتلاوته وحفظه على سائر ما أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من كلامه الذي ليس في القرآن، فتفاضل سور القرآن وآياته كذلك.*
وأما أبو الحسن الأشعري فاعتقاده باطل في كلام الله تعالى مخالف لنصوص الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فلا يلتفت إليه، وقد عاد عن مذهبه هذا في آخر حياته؛ إلى مذهب أهل السنة، وكان رجوعا مجملا لم يخل من أخطاء في تفصيل الاعتقاد.*
والباقلاني في كتابيه (إعجاز القرآن) و (الانتصار للقرآن) مواضع فيها النص على تفضيل القرآن على سائر الكتب، وتفضيل بعض آيات القرآن في أوجه الإعجاز على بعض.*






س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:*
1: سورة الفاتحة.

ورد في فضلها أنها:
- أعظم سور القرآن
عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.*
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.
- أم القرآن -أي أصله وجامعة معانيه-
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وأثر ابن جريج، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس عن قوله {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} قال: «هي أم القرآن، استثناها الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخرها لهم، حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم» .*
قال سعيد: ثم قرأها ابن عباس، وقرأ فيها {بسم الله الرحمن الرحيم}). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن جرير في تفسيره، ورواه ابن الضريس عن سعيد بن جبير مقطوعاً.*
- ليس في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها
عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »*
قلت: بلى.*
قال: « فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها »*
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!*
قال: « فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »
فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ». رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
ورواه أبو عبيد وأحمد من طريق إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقرأ عليه أبيّ بن كعب أمَّ القرآن- فقال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني».
قال البيهقي: (فيشبه أن يكون هذا القولُ صدرَ من جهةِ صاحبِ الشرعِ صلى الله عليه وسلم لأبيّ، ولأبي سعيد بن المعلَّى كليهما).
- أفضل القرآن
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس به.
- خير سورة في القرآن
عن عبد الله بن جابر البياضي الأنصاري رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ علي، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ علي، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ علي؛ فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي، وأنا خلفه، حتى دخل رحلَه، ودخلت أنا إلى المسجد؛ فجلستُ كئيباً حزيناً؛ فخرج عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد تطهَّر، فقال: (عليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله).
ثم قال: (ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن؟).
قلت: بلى يا رسول الله.*
قال: (اقرأ "الحمد لله رب العالمين" حتى تختمها). رواه الإمام أحمد والضياء المقدسي في المختارة من طريق محمّد بن عبيد عن هاشم بن البريد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن جابر، وهو حديث حسن، وقد تقدّمت بعض شواهده.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق علي بن هاشم بن البريد عن أبيه به، وزاد: قال علي: وأحسبه قال: ( فيها شفاء من كل داء) وهذه الزيادة لا تصح.*
- نور لم يؤته نبي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يقرأ بحرف منها إلا أعطيه
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم في صحيحه وابن أبي شيبة في مصنفه والنسائي في الكبرى وأبو يعلى وابن حبان والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في السنن الصغرى وغيرهم من طريق عمار بن رزيق، عن عبد الله بن عيسى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وقوله: (لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) فسّر بعض العلماء الحرف بكلّ كلمة فيها طلب نحو "اهدنا" و"غفرانك"، و"اعف عنا"، ولعل الأظهر عموم حروفها؛ كما فسّره حديث أبي هريرة مرفوعاً: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي..) الحديث؛ فكلّ جملة طلبية عطاؤها الإجابة، وكلّ جملة خبرية عطاؤها ذكر الله وإثابته.
- رقية نافعة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟*
فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحمد لله رب العالمين..}؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»
ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم). متفق عليه من حديث أبي بشر اليشكري عن أبي المتوكّل الناجي عن أبي سعيد الخدري.
ورواه أحمد وابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجه من طريق جعفر بن إياس، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ثلاثين راكبا، قال: فنزلنا بقوم من العرب، قال: فسألناهم أن يضيفونا فأبوا، قال: فلدغ سيدهم، قال: فأتونا، فقالوا: فيكم أحد يرقي من العقرب؟*
قال: فقلت: نعم أنا، ولكن لا أفعل حتى تعطونا شيئا، قالوا: فإنا نعطيكم ثلاثين شاة، قال: فقرأتُ عليها الحمدَ سبع مرات.
قال: فبرأ، قال: فلما قبضنا الغنم، قال: عرض في أنفسنا منها، قال: فكففنا حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فذكرنا ذلك له، قال: فقال: « أما علمت أنها رقية، اقسموها واضربوا لي معكم بسهم ».
وله طرق أخرى.*
قال النووي: (أما قوله صلى الله عليه وسلم: « واضربوا لي بسهم» فإنما قاله تطييباً لقلوبهم ومبالغةً في تعريفهم أنه حلال لا شبهة فيه).
- الصلاة لا تتم إلا بها
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه من حديث الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
والأحاديث في الأمر بقراءة الفاتحة في الصلاة متواترة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم.*
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج» ثلاثا غير تمام. فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام؟ فقال: «اقرأ بها في نفسك»؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام والترمذي والنسائي كلهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وله طرق أخرى كثيرة



2: سورة البقرة.

من فضلها أنها:
- مقدم سور القرآن بعد الفاتحة.*
- مقدمة في المصحف.*
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدّمها في القيام.*
- تقدم سور القرآن يوم القيامة.*
- تظل صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه.*
عن النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه مسلم والترمذي من طريق الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان الكلابي.
- أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة.*
عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته، يقول: «تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة» ثم سكت ساعة، ثم قال: " تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك بالهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلا)). رواه أحمد وابن أبي شيبة والدارمي ومحمد بن نصر والطبراني والبغوي كلهم من طريق: بشير بن المهاجر الغنوي، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، وحسّنه الألباني رحمه الله في الصحيحة
- قراءتها تنفر الشياطين.*
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» رواه مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه، والنسائي في الكبرى وغيرهم من طريق سهيل بن صالح عن أبيه عن أبي هريرة.*
- أكبر سور القرآن، وأكثرها آيات.*
- اشتملت على كثير من أحكام الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والمواعظ والقصص والأمثال والآداب
- لها شأن عظيم عند النبي صلى الله عليه وعند أصحابه، فمن حفظها جدّ في أعينهم.
*عن*أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) يعني عَظُم.
رواه أحمد من طريق يزيد بن هارون عن حميد عن أنس، وأصله في الصحيحين.
- خصّ النبي صلى الله عليه وسلم أهلها يوم حنين عندما تولوا، وهذا يدل على عظم الأمانة التي يتحملها صاحب هذه السورة، ولذلك جعلها الصحابة رضوان الله عليهم شعارهم يوم اليمامة.*
قال الزهري: حدثني كثير بن عباس، عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته التي أهداها له الجذامي فلما ولى المسلمون قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عباس ناد» قلت: يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة وكنت رجلا صيتا فقلت: يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة فرجعوا عطفة كعطفة البقرة على أولادها وارتفعت الأصوات). رواه الحميدي في مسنده واللفظ له، وهو في مسند الإمام أحمد من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري مختصراً.
وقال عروة بن الزبير:(كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم مسيلمة: يا أصحاب سورة البقرة).
رواه عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه
- يتضمنت أعظم آية في القرآن -وهي آية الكرسي-
- ورد في خواتيمها عدد من الأحاديث التي دلت على جلالة قدرها عند الله، وعظيم ثواب تلاوتها.
- سنام القرآن ولبابه
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لُبَاباً، وإن لُباب القرآن المفصل» رواه الدارمي والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود موقوفاً عليه.

3. خواتيم سورة البقرة.

صحّ فيها أحاديث تدل على جلالة قدرها عند الله تعالى، وعظيم ثواب تلاوتها، وأنها مما ادّخره الله تعالى لهذه الأمة، وفصلها به على غيرها من الأمم.*
*عن*ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
وعن*أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه» وفي لفظ: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»*
وعن*أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي» رواه أحمد من طريق شيبان عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر.






س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران

حديث يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).*
سبب الضعف: انقطاع السند ؛ حيث أن سعيد بن جبير لم يدرك عمر.*

حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عثمان بن عفان، قال: «من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» رواه الدارمي.
السبب/ ضعف الراوي -ابن لهيعة

حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران»رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.*
السبب/ ضعف الراوي -ليث -


2: سورة النساء

حديث يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
السبب/ انقطاع السند؛ حيث أن سعيد بن جبير لم يدرك عمر.*

عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه
السبب/ جهالة حال الراوي -عبد الله بن قيس-*

عن سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي،
السبب/ ضعف الراوي واتهامه بالكذب -الحديث موضوع سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء-.

*


س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.*
اعتنى العلماء بجمع الضعيف من المرويات وإن كان فيما صحّ غنية وكفاية لثلاث فوائد:
الأولى: التنبيه على ضعفها، وبيان سببه لئلا يُغترّ بها، وهذه من شأن الحذّاق من أهل الحديث*
وقد قال أبو بكر الأثرم: (رأى أحمد بن حنبل يحيى بن معين بصنعاء في زاوية وهو يكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس، فإذا اطلع عليه إنسان كتمه. فقال له أحمد: تكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس وتعلم أنها موضوعة؟ فلو قال لك قائل: أنت تتكلم في أبان ثم تكتب حديثه على الوجه؟*
فقال: رحمك الله يا أبا عبد الله! أكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزاق عن معمر على الوجه فأحفظها كلها، وأعلم أنها موضوعة حتى لا يجئ إنسان بعده فيجعل أبان ثابتا ويرويها عن معمر، عن ثابت، عن أنس، فأقول له: كذبت إنما هو عن معمر، عن أبان لا عن ثابت).
الثانية: جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد.*
الثالثة: رصد ما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع، وجمعه موضع واحد مع عزوه إلى مصادره، أو تصنيفه على الأبواب أو المسانيد ليسهل وصول أهل الحديث إليه، وليستفيد منه أهل العلم بعده؛ بالدراسة والتمحيص.*
والأصل السبب الأول، والآخران معينان عليه.*





س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.

ضعف الإسناد المعين لا يقتضي ضعف المتن مطلقا، لأنه قد يروى بإسناد آخر صحيح.*
كما في حديث*مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن»
وهذا الإسناد*واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ وانفرد برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.*
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.*
- شرحبيل بن مسلم⬅ روى عنه هذا الأثر حَريزُ بن عثمان الرَّحبي وهو ثقة ثبت⬅ ورواه عن حريز ثلاثة هم: يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة، والحكم بن نافع عند الدارمي، وحجّاج بن محمد عند ابن بطة العكبري.
-*وأما سليم بن عامر الخبائري⬅ روى هذا الأثر عنه معاوية بن صالح⬅ ورواه عن معاوية عبد الله بن صالح كاتب الليث⬅ ورواه عن عبد الله بن صالح: البخاري في "خلق أفعال العباد" والدارمي في سننه.*
- وأما القاسم بن عبد الرحمن فرواه عنه حريز، ورواه عن حريز شبابة بن سوّار عند ابن أبي شيبة.*
وهؤلاء كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدّم، وتفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله: «ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة».
ومسلمة بن عليّ متروك الحديث كما تقدّم فلا تعتبر مخالفته.*
وبمجموع الطرق المعتبرة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه موقوفا، وهو *مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.
لأن الموقوف يأخذ حكم الرفع إذا صحّ عن الصحابي وكان مما لا مدخل للاجتهاد فيه، ولم تعرف له علّة أخرى توجب منع القول بالرفع.*


*
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
الضعف له أنواع وأسباب عائدة إلى الإسناد أو المتن أو إليهما معا، ومن تلك الأنواع:
1. الإرسال، وهو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.*
والإرسال انقطاع في الإسناد فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبرا يتقوى بالشواهد والمتابعات.*
والمراسيل على أنواع ودرجات: فمن أهل العلم من يضعّفها مطلقا، ومنهم من يقبلها بشروط. *
ومن المراسيل في فضائل القرآن: مرسل الحسن البصري، ومرسل عبد الملك بن عمير
2. الانقطاع في السند، وهو أعمّ مما قبله
ويعرف الانقطاعبأمور منها:
- معرفة تواريخ وفاة الشيخ ولادة الراوي عنه.*
- تصريح الراوي بأنه لم يسمع ممن روى عنه، كما صرّح الضحاك بن مزاحم أنه لم يسمع من ابن عباس.*
- أن يحصر الراوي ما سمعه من شيخه، فيكون مارُوي عنه مما سواه منقطعا.*
- نصّ الأئمة النقاد على أن ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أو حصروا ما سمعه منه.*
- المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.*
- *الخطأ في الإسناد
- المرويات التي في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال. *
- الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.*
- منكر الحديث، وغالبا ما يكون مع نكارة المتن؛ علة ظاهرة في الإسناد، وهذا بيّن. لأن ضعف الإسناد يدل على سبب نكارة المتن.*
لكن ربما روي حديث بسند أو أثر بإسناد ظاهره الصحة، ومتنه منكر ففي هذا الحالة: إما أن يجاب عن الإشكال بما يزيل النكارة، بحيث يكون للمتن معنى مقبول غير منكر يصح أن يحمل عليه من غير تكلف
وإما أن يتعرف على علة الإسناد التي دلّت إلى رواية هذا المتن المنكر.*
- الضعيف الذي لا أصل له. *
وهو الذي لا يعرف له إسناد ولا مخرج. **
قال شيخ الإسلا منو ومن المتقدمين من يصف الخبر الذي ليس لديه إسناد مخرجه صحيح؛ بأنه لا أصل له، وإن كان مرويا بإسنادمن الأسانيد الواهية * * * *
9. الموضوع، وهو شر هذه الأنواع، وهو ماكان من رواية الكذابين. **
ومن أشهر الموضوعات في فضائل القرآن: الحديث الطويل المكذوب على أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائلالقرآن سورة سورة. *







س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
خواص القرآن: تسمية اصطلاحية متأخرة يطلقها بعض العلماء على ما عرف من الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة. *
ويستعملها العلماء لمعاني متعددة:*
منها: تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرقى والكرب وغيرها-وهو المراد-*
ومنها: التأثير الإعجازي للقرآن.*
ومنها: ما يختص به القرآن من خصائص وأحكام يتميز بها عن غيره. *





س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.

خصّ القرآن الكريم عن غيره من الكتب السماوية، أنّه علاج للبشر من جانبين: الجانب المعنوي. والجانب الحسّيّ.
فعلاجه للجانب المعنوي، قد انتظم آيات، فيما يخصّ السلوك البشري بأنواعه، سلوكا تجاه ربهم، وسلوكا تجاه أنفسهم وسلوكا تجاه الآخرين.
وعلاجه للجانب الحسّي، قد انتظم آيات وأدعية، أشير إليها عن طريق السنّة، تارة، واكتشفت خصائص بعضها من خلال تجارب، قد قام بها رجال صالحون، فعولج بها ناس كثيرون.
وورد الإذن العام بالرقية التي ليس فيها شرك أو ما يؤدي إليه. *
ويجوز لصاحب كل بلاء قراءة ما يناسب بلاءه من السور والآيات، ويتوسل إليه سبحانه أن يذهب عنه ما يجد ويحاذر، وأن يحفظه ويلطف به.*لكن ما رُوي بأسانيد واهي؛ة لا ينبغي أن يغترّ بها إلا أن تظهر المناسبة بين الآيات والحالة ولا يكون في المتن ما ينكر فتؤخذ على أنها رقية لا على اعتقاد ثبوتها.*

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 16 رجب 1437هـ/23-04-2016م, 05:11 PM
مريم عادل المقبل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى :
س1/
أن التفاضل ليس المقصود منه انتقاص أو التقليل من شأن بقية الأيات أو السور ، فكلام الله كله عال القدر والشرف ، ثم إن هذا التفضيل لبعض السور والآيات ثابت بالكتاب والسنة الصحيحة .
س2 /
فضل سورة الفاتحة :
أفضل سور القران ، فقد ثبت عن النبي عليه الصلاو السلام أنه سال الصحابي الذي كان معه بالمسجد ، ألا أخبرك بأعظم سورة في القران ؟ السبع المثاني .. كذلك جاء في الحديث مايدل على عظم قدرها أنها "لا صلاة لمن لم يقرأبفاتحة الكتاب " ، وأوجب الله قراءتها في كل ركعة بل عدها ركنا من أركان الصلاة ، وجعلها الله رقية وشفاء ، كما ثبت في قصة اللديغ الذي ارتقى بسورة البقرة ، قال له عليه الصلاة والسلام :"ومايدريك أنها رقيه " اقرارا له .
فضل سورة البقرة :
ثبت في فضلها أحاديث صحيحة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "اقرأوا البقرة فإن أخذها بركها وتركها حسرة ولا تستطيعها البطله ، والبيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه الشيطان " كذلك "إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة "
فهي بركة للمؤمن في نفسه وبيته وهي كذلك غمامة تظله يوم القيامة ,,
خواتيم سورة البقرة :
ثبت فيها أنها كنز من تحت العرش ، وهي مما اختص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ووعد الله قارئها أنه له أن يعطيه مايسأل بكل كلمة منها ، كذلك جاء في فضلها أنها حصن من الشيطان ، كذلك تكفي المؤمن بقرائتها في الليلة ، "لا تقرأ في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان "
س3 /
سورة آل عمران :
1- مارواه ابن لهيعه : من قرأ آخرال عمرانفي ليلة كتب له قيام ليلة .. ابن لهيعه ضعيف الحديث
2- روى مسعر بن كدام عن جابر بن يزيد عن الشعبي عن ابن مسعود :كنز الصعلوك ال عمران ...) جابر بن يزيد متروك الحديث
3- عن عبد الله بن زيادعن هاشم عن ابيه عن عائشة : من قرأ البقرة وآل عمران جعل الله له جناحين منظومين بالدر والياقوت ) عبد الله بن زياد منكر الحديث
سورة النساء :
1- عن سعيد بن جبير قال ، قال عمر بن الخطاب :
"من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة كان من القانتين "
اسناده منقطع فسعيد بن جبير لم يدرك عمر
2- عن عبد الله بن قيس عن ابن عباس قال : من قرأ سورة النساء فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض " عبد الله بن قيس مجهول الحال
3- روى سلام بن سليمان "من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنه ......الخ " قال ابن معين : (سلام حديثه ليس بشيء)

س4/
1- التنبيه على ضعفها، وبيان سببه، لئلا يُغترّ بها،
2- :جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد
3- رصد ما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع، وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره، أو تصنيفه على الأبواب ليسهل وصول أهل الحديث إليه، وليستفيد منه أهل العلم بعده؛ بالدراسة والتمحيص.

س5/
لا ... فقد يرد الحديث من طريق اخر باسناد صحيح ، أو يكون مما يتقوى بالشواهد .
و ضعف المتن غالباً ما يكون معه علة ظاهرة في الإسناد، لأن ضعف الإسناد يدلّ على سبب نكارة المتن.
لكن ربما روي حديث أو أثر بإسناد ظاهره الصحّة، ومتنه منكر؛ ففي هذه الحالة:
-
إما أن يُجاب عن الإشكال بما يزيل النكارة بحيث يكون للمتن معنى مقبول غير منكر يصحّ أن يُحمل عليه بلا تكلّف.
-
وإمّا أن يُتعرّف على علة الإسناد التي أدّت إلى رواية هذا المتن المنكر.

ومن أمثلة ذلك: ما رواه أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن جرير من طريق أبي معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب».
ورواه عمر بن شبّة من طريق علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن: إن هذان لساحران، وقوله: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى} ، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، وأشباه ذلك فقالت: «أي بني إن الكتاب يخطئون»
س6 /
أنواع المرويات الضعيفة في الفضائل :

1- الإرسال، والإرسال انقطاع في الإسناد، فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات.

2-الانقطاع في السند، وهو أعمّ مما قبله
4- المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.

4-الخطأ في الإسناد
5-المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.

6-الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
7-منكر المتن
ونكارة المتن غالباً ما يكون معها علة ظاهرة في الإسناد
5- 8-الضعيف الذي لا أصل له.
وهو الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج.
9- الموضوع
وهو شرّ هذه الأنواع، وهو ما كان من رواية الكذّابين.
س7 /
خواص القران :
1-تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرقى والكرب ونحوها .
2- مايختص به القران من خصائص وأحكام يتميز بها عن غيره
3-التأثير الإعجازي للقران

س8/
يجوز الأخذ بما يحكى من تجارب في خواص القران ، ومما يدل على الجواز رقية اللديغ واجتهاده بسورة الفاتحة واقره النبي على ذلك بقوله :"وما يدريك أنها رقية "
فباب خواص القران واسع ، إذا أصاب المؤمن فيه دلالة عظيمة فهو فضل عظيم ، فلا بأس باختيار الآيات التي يرى مناسبتها للحالة التي يرقيها .
والله أعلم بالصواب

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 16 رجب 1437هـ/23-04-2016م, 10:07 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
بأن التفاضل بين سُوَر القرآن و آياته دلّت عليه النصوص الكثيرة ، و هو المأثور عن السلف
- فمن النصوص الدالة على ذلك قوله تعالى :
{ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}
و قوله تعالى : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أم الكتاب و أخر متشابهات }
- و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم في مسير له فنزل و نزل رجلٌ إلى جانبه ؛ فالتفت إليه النبيّ صلى الله عليه و سلم فقال : (( ألا أخبرك بأفضل القرآن )) قال : فتلا عليه { الحمد لله ربّ العالمين } رواه النسائي في السنن الكبرى، و ابن حبانِ ، و الحاكم
- و عن أبي بن كعب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( يا أبا المنذر ، أتدري أيّ آية من كتاب الله معك أعظم ؟ )) قال : قلت : الله و رسوله أعلم
قال : (( يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ ))
قال : قلت : { الله لا إله إلا هو الحيّ الْقَيُّوم }
قال : فضرب في صدري ، وقال : (( ليهنك العلم أبا المنذر )) رواه مسلم
و غيرها من الأدلة الصحيحة
فهذه الأدلة ، و ما في معناها تدلّ دلالة بيّنة على أَنَّ بعض السور و الآيات أفضل و أحبّ إلى الله من بعض ، و إن كانت في الذروة العليا من الحسن و البيان و الإحكام ، مكرمة من كل وصف عن النقص و الضعف و الاختلاف ؛ إلا أنها ليست على درجة واحدة في الفضل ، فبعضها أعظم من بعض ، و بعضها أحبّ إلى الله من بعض ، و تلاوة بعضها أعظم أجراً من بعض .
قال شيخ الإسلام بن تيمية : و القول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف ، و هو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة و غيرهم ، و كلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة .
و قال أيضاً : ثبت عنه في الصحيحين من غير وجه أن { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن .
و ذلك أن القرآن : إما خبرٌ ، و إما إنشاء ، و الخبر : إما عن الخالق، و إما عن المخلوق ، فثلثه قصص ، و ثلثه أمر ، و ثلثه توحيد ، فهي تعدل ثلث القرآن بهذا الاعتبار .
و أيضاً : فالكلام و إن اشترك من جهة المتكلّم به في أنّه تكلَّم بالجميع ؛ فقد تفاضل من جهة المتكلّم فيه ، فإن كلامه الذي وصف به نفسه ، و امر فيه بالتوحيد ، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه ، و أمر فيه بما هو دون التوحيد .
و أيضاً : فإذا كان بعض الكلام خيراً للعباد و أنفع ، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الحجّة ، فإن تفاضل ثوابه و نفعه إنما هو لتفاضله في نفسه ، و إلا فالشيئان المتساويان من كل وجه ، لا يكون ثواب أحدهما أكثر ، و لا نفعه أعظم . ا. هـ

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة :
ورد في فضلها أحاديث كثيرة على أنّها :
- أعظم سورة في القرآن ؛ عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه ، قال : كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ فلم أجبه ، فقلت : يا رسول الله إني كنت أصلي ؛ فقال : ( ألم يقل الله : { استجيبوا لله و لرّسول إذا دعاكم لما يحييكم }
ثم قال لي : (( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن ، قبل أن تخرج من المسجد )) ثم أخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت له : ألم تقل لأعلمنك سورة ، هي أعظم سورة في القرآن ، قال :
{الحمد لله ربّ العالمين } هي السبع المثاني ، و القرآن العظيم الذي أوتيته )) رواه البخاري
- و هي أم القرآن ، أي أصله و جامعة معانيه
عن أبي هُريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( أم القرآن ، هي السبع المثاني و القرآن العظيم )) رواه البخاري
- و هي أفضل القرآن ؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم في مسير فنزل و نزل رجلٌ إلى جانبه ؛ فالتفت إليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : (( ألا أخبرك بأفضل القرآن ، قال : فتلا عليه { الحمد لله ربّ العالمين } . رواه النسائي في السنن الكبرى ، و ابن حبانِ ، و الحاكم .
- و هي خير سورة في القرآن ؛ عن عبد الله بن جابر البياضي الأنصاري رضي الله عنه قال : انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد أهراق الماء ، فقلت : السلام عليك يا رسول الله ؛ فلم يرد علي ، فقلت : السلام عليك يا رسول الله ؛ فلم يرد علي ، فقلت : السلام عليك يا رسول الله ؛ فلم يرد علي ، فانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم يمشي ، و أنا خلفه ، حتى دخل رحله ، و دخلت أنا إلى المسجد ؛ فجلست كئيباً حزيناً ، فخرج عليّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قد تصهّر ، فقال : عليك السلام و رحمة الله ، و عليك السلام و رحمة الله ، و عليك السلام و رحمة الله ،
ثم قال : (( ألا أخبرك يا عبد الله ابن جابر بخير سورة في القرآن ؟ )) فقلت : بلى يا رسول الله
قال : (( اقرأ { الحمد لله ربّ العالمين } حتى تختمها)
رواه الإمام أحمد
- أنّه ليس في التوراة ، و لا في الزبور ، و لا في الإنجيل ، و لا في القرآن مثلها ؛ عن أبي هُريرة ، عن أبي بن كعب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ، و لا في الزبور ، و لا في الإنجيل ، و لا في القرآن مثلها ؟))
قلت : بلى . قال : ((فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها)) ثم قام رسول الله ؛ فقمت معه ؛
فأخذ بيدي ، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب ، قال : فذكرته ، فقلت يا رسول الله ، السورة التي قلت لي ! قال : (( فكيف تقرأ إذا قمت تصلي ))
فقرأ بفاتحة الكتاب قال ، هي هي ، و هي السبع المثاني ، و القرآن العظيم الذي أوتيته بعد )
رواه أحمد ، و الدارمي و النسائي و غيرهم
- و أَنَّ الصلاة لا تتم إلا بها ؛ عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )) متفق عليه
- أنها رقية نافعة ؛ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : انطلق نفرٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم في سفرة سافرناها ، حتى نزلوا على حيّ من أحياء العرب ؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيّد ذالك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لاينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط اللذين نزلوا ، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم ؛ فقالو: ياأيها الرهط إن سيّدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيء لاينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم : نعم ، والله إني لأرقي ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا ؛ فماأنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ : { الحمدلله رب العالمين ..} ؛ فكأنما نُشِطَ من عقال ؛ فانطلق يمشي ومابه قَلَبَة ، قال : فأوفوهم جُعْلهم الّذي صالحوهم عليه ؛ فقال بعضهم : اقسموا ؛ فقال الّذي رقى : لاتفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فنذكر له الّذي كان ؛ فننظر ما يأمرنا ؛ فقدمو على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ؛ فقال : (( وما يدريك أنها رقية ؟ )) ثم قال : (( قد أصبتم ، اقسموا ، واضربوا لي معكم سهما)) فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
متفق عليه
- أنها نورٌ لم يؤته نبيّ قبل نبينا محمد ، و أنه لايقرأ بحرف منها إلا أعطيه ؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال : بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم ، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه فقال :((هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم )) ، فنزل منه ملك ، فقال :((هذا ملك نزل الى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم )) ؛ فسلّم وقال: ((أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبيّ قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا اعطيته )).رواه مسلم
* فضل سورة البقرة :
هي مقدّم سور القران بعد الفاتحة ، قدمت في المصحف لتقديم النبي صلى الله عليه وسلم إياها ، فكان يبدأ بها ، وهذا من دلائل شرف قدرها .
وقد دلّت الأحاديث الصحيحة على أن سورة البقرة تقدم سور القران يوم القيامة ، وأنها تظلّ صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه ؛ عن النواس بن سمعان الكلابي ، قال :سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول :(( يؤتى بالقران يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران ))، وضرب لهما رسول الله صلى عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد ، قال :(( كأنهما غمامتان ، أو ظلّتان سوداوان بينهما شق ، أو كأنهما حزقان من طير صواف ، تحاجان عن صاحبهما )). رواه مسلم والترمذي
- وأن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولاتستطيعها البطلة ؛ عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول :((اقرءوا القران فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ، اقرءوا الزهراوين البقرة ، وسورة آل عمران ، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان ، أو كأنهما غيايتان ، أو كأنهما فرقان من طير صواف ، تحاجان عن أصحابهما ، اقرءوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة )). قال معاوية : بلغني ان البطلة : السحرة . رواه مسلم والإمام أحمد
- أن تلاوتها تنفر الشياطين؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(( لاتجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )). رواه مسلم ، وأحمد ، والنسائي .

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة .
الحكم : ضعيف لأنه رواه العقيلي في الضعفاء ، و ابن السني ، و الطبراني في الأوسط ، و أبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان ، و ابن مردويه في تفسيره > و كلهم من طريق مُظاهر بن أسل المخزومي
وقال عنه البخاري : منكر الحديث
ووقع في كتاب الضعفاء للعقيلي أنّها عشر آيات من أوّل سورة آل عمران ، و هو خطأ .
2- و حديث أبي مسهر الغساني عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي ، أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدّث أنه : ( من قرأ البقرة و آل عمران في يوم بريء من النفاق حتى يمسي ، و من قرأهما في ليلة بريء من النفاق حتى يصبح )
قال : فكان يقرؤهما كل يوم و ليلة سوى جزئه .
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن ، و رجاله أئمة كبار ، لكنّ سعيد بن عبد العزيز لم يدرك يزيد بن الجرشي ، و يزيد تابعي عابد مخضرم جليل القدر ، أدرك الجاهلية ، و أسلم في حياة النبي ، مات قبل سنة 80 هـ . قال الذهبي : و قد حضر واثلة بن الأسقع عند الموت ، و سعيد بن عبد العزيز و لد سنة 90 هـ .
3- حديث يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي ، عن سعيد بن جبير قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من قرأ البقرة ، و آل عمران ، و النساء غي ليلة ؛ كان أو كتب من القانتين )
حكمه : إسماده منقطع ، و سعيد بن جبير لم يدرك عمر .
* سورة النساء :
1 - حديث يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي ، عن سعيد بن جبير قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من قرأ البقرة ، و آل عمران ، و النساء غي ليلة ؛ كان أو كتب من القانتين )
حكمه : إسماده منقطع ، و سعيد بن جبير لم يدرك عمر .
2- حديث أبي إسحاق السبيعي ، عن عبد الله بن قيس ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( من قرأ سورة النساء ؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب ، علم الفرائض )
رواه بن أبي شيبة في مصنفه ، و عبدالله بن قيس مجهول الحال .
3- حديث سلام بن سليمان المدانيّ ، حدّثنا هارون بن كثير ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن أبي أمامة ، عن أبي بن كعب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن و مؤمنة ورث ميراثاً ، و أعطي من الأجر كمن اشترى محررا ، و بريء من الشرك ، و كان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم )
رواه الثعلبي و الواحدي ، و هو موضوع ، سلام قال فيه ابن معين : ليس حديثه بشيء .

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
1- لتنبيه على ضعفها ، و بيان سببه ، لئلا يُغترّ بها
2- جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق و الشواهد
3- رصد ما ورد في هذا الباب ، و حفظه من الضياع ، و جمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره ، أو تصنيفه على الأبواب أو المسانيد ليسهل وصول أهل الحديث إليه ، و ليستفيد منه أهل العلم بعده بالدراسة و التمحيص
* و هذه الأسباب هي أكثر ما يدعو أهل العلم لتدوين المرويات الضعيفة ، و الأصل السبب الأول ، و الآخران معينان عليه .
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا ؛ فإن ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف المتن مطلقاً ؛ فقد يروى بإسناد آخر صحيح ، و له أمثلة منها :
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً :
( اقرؤوا القرآن فإنّ الله لا يعذّبُ قلباً وعَى القرآن )
- رواه تمام في فوائده ، و ابن عساكر في تاريخه ، و أورده الألباني في السلسلة الضعيفة ؛ وقال: ضعيف جداً . ثم قال بعد ذكر إسناده : و هذا إسناد واهٍ جداً ، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك كما في ( التقريب )
وقد صدق رحمه الله ، و الصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ : ( اقرءوا القرآن و لا تغرّنكم هذه المصاحف المعلّقة ، فإنّ الله لن يعذّب قلباً و عى القرآن )
= هذا الأثر رواه عن أبي أمامة :
- شرحبيل بن مسلم الخولاني
- و سليم بن عامر الخبائري
- و القاسم بن عبد الرحمن الشامي
= فأمّا شرجبيل بن مسلم : فروى عنه هذا الأثر
حريز بن عثمان الرّجي ، و هو ثقة ثبت ، و رواه عن حريز ثلاثة هم: - يزيد بن هارون عند أبي شيبة
- و الحكم بن نافع عند الدارمي
- و حجّاج بن محمد عند أبي بطة العكبري
= و أما سليم بن عامر الخبائري: فروى عنه هذا الأثر
- معاوية بن صالح ، و رواه عنه
- عبد الله بن صالح كاتب الليث ، و رواه عنه
- البخاري في ( خلق أفعال العباد ) ، و الدارمي في سننه
= و أما القاسم بن عبد الرحمن : فرواه عنه حريز ، و رواه عنه - شبابة بن سوّار عند ابن أبي شيبة
> كل هؤلاء رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدم
* و تفرد مسلمة بن علي بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً ، و أسقط قوله :( و لا تغرنّكم هذه المصاحف المعلقة )
و مسلمة بن علي متروك الحديث ، فلا تعتبر مخالفته
* و بمجموع الطرق المعتبرة المتقدمة :
قالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه ، و هو و إن كان موقوفاً عليه ، فإنه مما لا يقال بالرأي ؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية .
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
1- الإرسال ، و المرسل هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، و الإرسال انقطاع في الإسناد فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصول بإسناد صحيح ، أو يكون المرسل معتبراً يتقوى بالشواهد و المتابعات .
2- الإنقطاع في السند ، و هو أعم مما قبله
3- المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ
4- الخطأ في الإسناد
5- المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين ، أو مجهول الحال
6- الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث
7- منكر المتن
8- الضعيف الذي لا أصل له
9- الموضوع ،و هو شرّ هذه الأنواع ، و هو ما كان من رواية الكذّابين
* مع الانتباه إلى أن بعض المرويات يجتمع فيها أكثر من علّة .

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن
المراد ما عرف من الانتفاع ببعض السور و الآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى و الكرب و غيرها .
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
جائز
و ذلك لأنه ورد جملة من الأحاديث الصحيحة ذكر فيها الخواص لبعض سور القرآن و آياته ، ومنها:
- خواص سورة البقرة ؛ من نفور الشياطين من البيت الذي تُقرأ فيه ، كما دلّ على ذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة اليقرة ) رواه مسلم
- و منه رقية اللديغ بسورة الفاتحة ، و فيها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في رقيته للديغ بسورة الفاتحة، وقول النبي صلى الله عليه و سلم :
( و ما يدريك أنها رقية ) فهذا يعد من خواص سورة الفاتحة .
و في الحديق فائدة أخرى ، و هي اجتهاد الراقي في اختيار الآيات التي يرى مناسبتها للحالة التي يرقيها ، و أن النبي صلى الله عليه و سلم أقرّه على ذلك .
وقد تمسك قومٌ بهذا العموم فأجازوا كلّ رقية جرّب منفعتها ، و لو لم يعقل معناها ، لكن جاء في صحيح مسلم من حديث عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى ذلك ؟ فقال : ( اعرضوا عليّ رقاكم ، لا بأس بالرّقى ما لم يكن فيه شرك ) > فدلّ الحديث أنّه مهما كان من الرُقى يؤدي إلى الشرك يمنع ، و ما لا يعقل معناه لا يؤمن أن يؤدي إلى الشرك فيمنع احتياطاً .
* و الرقى لها تأثير مجرب و قد أقرت الشريعة الرّقى السالمة من الشرك ، و لم تكن لتقرّ أمراً باطلاً .
و الخواص تعم الرّقى و غيرها
- و ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب بعض الآثار الصحيحة و منها :
ما صحّ عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أن أبو زميل سأله فقال : ما شيء أجده في صدري ؟
قال : ما هو؟ قلت : و الله ما أتكلم به ، قال : فقال لي : أشيء من شك ؟ قال : و ضحك ، قال : ما نجا من ذلك أحد، قال : حتى أنزل الله عزّ و جلّ : { فإن كنت في شكّ مما أنزلنا إليك فاسأل الّذين يقرءون الكتاب من قبلك } الآية
قال : فقال لي : إذا وجدت في نفسك شيئاً فقل :
هو الأول و الآخر و الظّاهر و الباطن و هو بكلّ شيءٍ عليم } . حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة
- و منه ما ثبت عن الصالحين من التابعين و تابعيهم و من ذلك : ما رواه سعيد بن منصور الدارمي من طريق أبي الأحوص ، عن أبي سنان الشَيباني ، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال : من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن : أربع آيات من :
{ و إلهكم إلهٌ واحد لا إله إلا هو الرّحمن الرّحيم }
و آية الكرسي ، و الثلاث آيات من آخرها .
و المغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه ، و الإسناد إليه صحيح .
- و قد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك
فدّل بمجموع ما سبق جوازه
( الحمد لله على توفيقه )
ملاحظة : خرب جهازي الكمبيوتر و لم يتيسر لي غيره ، فحليت المجلس عب جهازي المحمول ، كي لا أتأخر عن الوقت الذي يسرتمون لنا ، فالمعذرة على عدم التلوين في الخط و التفصير ، لصعوبة الكتابة عبر الجوال ، سائلين الله القبول و النفع و الإخلاص

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 24 رجب 1437هـ/1-05-2016م, 12:12 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن

طلاب المستوى الثانى ،حياكم الله تعالى وأحسن إليكم
هذا هو تقويم المجلس، وننبه على بعض المسائل بارك الله فيكم:

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟

على الطلاب ذكر حجج المنكرين والرد عليها بالدليل النقلي والعقلي .
مع تذكير الطلاب الأفاضل بعدم الإسراف فى النسخ والإطناب فى الجواب بدون حاجة، وضرورة اعتماد الإجابة بأسلوب الطالب ما أمكن .


تقويم المجموعة الأولى:
-نورة الصالح أ
-تامر السعدنى ب+
-عقيلة زيان أ+
-منيرة جابر الخالدي أ+
-مريم عادل المقبل ب
مريم أحمد حجازي أ
-منيرة عبد الرزاق أ

* أفضل إجابة للسؤال السابع هو جواب الأخت عقيلة زيان حيث ذكرت جميع المراد بخواص القرآن. وكذا بقية أجوبتها.

تقويم المجموعة الثانية:
-هناء محمد على أ+
-على الدربى أ
-اسماعيل أحمد ب
-منى مدني أ+
-رضوى محمود أ+
-إيمان شريف أ+
-ندى علي أ
-نورة عبد الجبار القحطانى أ
أخطأت فهم السؤال الخامس وهذا ما أنقص درجتك ،بارك الله فيك.
-عفاف الجهنى د+
بارك الله فيك، أسرفت فى النسخ خاصة في السؤال الثانى حتى أتى الجواب متداخل وغير مرتب.


* أفضل إجابات هي للأخوات هناء محمد ،منى مدنى ،إيمان شريف.


وفقكم الله لما يحب ويرضى.


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 28 رجب 1437هـ/5-05-2016م, 03:21 PM
محمد حسين داود محمد حسين داود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 127
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل علىتفاضل سور القرآن؟
· قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
· وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
· وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
- وعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
آية الكرسي
· حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
· وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»
· وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»

2:
سورةآل عمران
· حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...)
· وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه»
· «واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل - أو قبله بقليل، أو بعده بقليل - ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي»

3:
سورة النساء
· وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
· قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها).
· وقال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور).
· وحديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر»

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائلالسور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة الفاتحة
1-عن أبي هريرة قال: «رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة». رواه الطبراني في الأوسط وابن الأعرابي في معجمه.
رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، مجاهد لم يسمع من أبي هريرة.
2-عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» رواه الطبراني في الأوسط.
ورواه ابن الشجري في أماليه من طريق سليمان بن أحمد عن صلة بن سليمان الأحول عن ابن جريج به.
وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.
3-عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال؟ ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليًّا.

2:
سورةالبقرة
1-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
وحكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
2-عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران» رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
وليث ضعيف الحديث.
3-عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
صَحَّة إسنادُه ومتنُه.
وصحة الإسناد لا تتحقّق إلا بثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم؛ والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى: الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق في الجملة فهؤلاء لا يُطّرح حديثهم جُملة، ولا يقبلون مطلقاً، بل يُعتبر حديثهم فإذا ورد من طريق أخرى أو كان له شواهد فيُحكم بصحّته لانتفاء علّة ضعف الضبط.
والدرجة الثانية: الذين لا تُقبل مرويّاتهم مطلقاً، ولا يعتبر بها، وهم متروكو الحديث، من الكذّابين، والمتّهمين بالكذب، والذين بلغوا من كثرة الخطأ والتساهل في الرواية عن الواهين من غير تبيين مبلغاً استحقّوا به ترك حديثهم؛ فهؤلاء لا يُجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم.
والأمر الثاني: أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع؛ فانقطاع الإسناد موجب لضعف الحديث.
والأمر الثالث: انتفاء العلّة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.
فالمخالفة أن يخالف الرواي من هو أوثق منه فيَصِل إسناداً منقطعاً، أو يُغفل ذكر راوي ضعيف.
والتدليس أن يسقط راوياً ضعيفاً من الإسناد ويروي عن شيخه بصيغة "عن" أو "أنّ"، ومن عُرف بالتدليس فلا يُقبل حديثه إلا أن يصرّح بالسمّاع.
والاضطراب أن يختلف الرواة في الإسناد اختلافاً شديداً فلا يُوقف على صحّته، والاضطراب موجب للضعف.
وصحة المتن لا تتحقّق إلا بأمرين:
الأمر الأول: صحّة الإسناد إليه.
والأمر الثاني: انتفاء العلّة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.

س5: بيّن درجات المرويات في فضائلالقرآن.
الدرجة الأولى: المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
والدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة.
والدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت.
والدرجة الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
والدرجة الخامسة: المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.
فمرويات الدرجتين الأولى والثانية يحتجّ بهما.
ومرويات الدرجة الثالثة من أهل العلم من يحتجّ بها في الفضائل والرقاق والأخبار، ومنهم من يستأنس بها ولا يحتجّ بها، ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسناً جامعاً، أو لينبّه على ضعفه مع شهرته.
ومرويات الدرجة الرابعة لا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها، والتنبيه على عللها، وقد يرويها بعض المحدّثين لفوائد عارضة أو لغرض جمع الطرق ويعدّون ذكر الإسناد تبيينا لحالها، ثم يتساهل في نقلها بعض المفسّرين والفقهاء وشرّاح الأحاديث من غير معرفة بحال رواتها، وقد يحذفون الأسانيد اختصاراً.
وأما مرويات الدرجة الخامسة فلا تحلّ روايتها إلا على التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه فيفضائل سور القرآن.
فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثّعلبيّ في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنّهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنّما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الّذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشّأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شرَه جمهور المحدثين، فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنّه قد صحّ عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».
قال: (وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحدلكلّ دلالة.
الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
قول الله تعالى: { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)}؛ والقول في هذه الآية نظير ما سبق؛ فإن قوله تعالى: {وذكرى للعابدين} تذكير لهم وحثّ على الاتّساء به عليه السلام.
والدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).
الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة
أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
أدى إلى فساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين ضلّ بها طوائف من أتباع الطُّرُق والعامّة المخدوعين بضلالاتهم؛ فلبسوا الحق بالباطل، وموّهوا على الجهّال والعامّة، وروّجوا أباطيلهم وأسحارهم باسم خواصّ القرآن، وكان منهم من يكتب الحُجب والتمائم ويبيعها، ويزعم أنّ فيها من الخواصّ ما يدفع البلاء، ويجلب السعد، ويحفظ من العين والعدوّ، وأكلوا أموال الناس بالباطل والتمويه والتضليل.
ومن ذلك ما ابتدعه بعض الصوفية الغلاة في خواصّ القرآن من دعاوى وضلالات، واستعمال أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال، وجداول وأوفاق تبيّن للمحققين أنها من طلاسم السحر، لكنّهم موّهوا بها على أتباعهم، وسموّا الأمور بغير أسمائها، فسمّوا الشياطين الذين يتقرّبون إليهم خُدّام الآيات، وسمّوا الاستغاثات الشركية عزائم، وسمّوا غرائب أسماء الشياطين أسراراً، ولولا خشية الإغراء بها مع ضعف النفوس لذكرت أمثلة مما ذكروه في هذا الباب مما يدلّ على ضلالهم وتضليلهم وبعدهم عن هدى القرآن، وتلبيسهم على الناس.
ما فى الكتب من سحر وتقرّب إلى الشياطين بأعمال بدعية، ورسوم وأحوال وهيئات، واستغاثات. وصنف دعاوى مجرّدة، وكذب على الصالحين بذكر تجارب مزعومة، ودعاوى متوهّمة

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 28 رجب 1437هـ/5-05-2016م, 09:48 PM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
لقد ورد في الكتاب والسنة من الأدلة ما يؤيد أن سور القرآن تتفاضل فيما بينها ، فبعضها أحب إلى الله من بعض ، وبعضها له خواص مميزة ، وبعضها له من الأجر والثواب في التلاوة ما ليس لغيرها ، إلا أنها كلها في الذروة العليا من حسن البيان والإحكام ، ومنزهة ومكرمة عن كل نقص وضعف واختلاف
فمن الأدلة من الكتاب :
قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
ومن السنة :
وعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين».
وما رواه مسلم عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري ، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».
-وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل»
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
آية الكرسي

1. – أنها أعظم آية في القرآن : لما رواه مسلم عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر»
2- الحفظ من مقربة الشيطان : لما رواه البخارى عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»
- ولحديثأبي أيّوب الأنصاري رضي الله عنه أنه كانت له سهوة فيها تمر، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه قال: فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاذهب فإذا رأيتها فقل: بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود.
فقال: (( كذبت، وهي معاودة للكذب ))
قال: فأخذها مرة أخرى فحلفت أن لا تعود فأرسلها، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل أسيرك؟ قال: حلفت أن لا تعود.
فقال: (( كذبت وهي معاودة للكذب))
فأخذها؛ فقال: ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فقالت: إني ذاكرة لك شيئا! آية الكرسي اقرأها في بيتك؛ فلا يقربك شيطان ولا غيره.
قال: فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (( ما فعل أسيرك؟))
قال: فأخبره بما قالت.
قال: ((صدقت وهي كذوب ))
3- من قرأها دبر كل صلاة مكتوبة دخل الجنة : وذلك لحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»
2: سورة آل عمران.

فضائل سورة آل عمران
1- ما رواه مسلم عن النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما»
2- وما رواه مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة».
3- وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...) الحديث
4- وما رواه ابن ماجه من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه»
5- وقال عبد الله بن مسعود: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة»
6- وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)
3: سورة النساء
فضائل سورة النساء
1- قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
قال ابن عباس: هي السبع الطوال ، وهو أحد وجهى تفسير الآية ، والوجه الآخر أنها الفاتحة
2- وحديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر»
3- وقال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور)
4- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة»
5- وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها)
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة الفاتحة

1- حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» رواه الدارقطنى من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني ، وقد تفرد به محمد بن خلاد وهو مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه
2- وحديث يوسف بن عطية، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات»
ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث ، وقال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة، وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
3- ما رواه الطبراني عن سليمان بن أحمد الواسطي ، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» ، وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.
2:
سورة البقرة
1- ما رواه عبد الرزاق وغيره عن حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». وحكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
2- وحديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران» رواه الطبراني من طريق ليث بن أبي سليم عن ابن مسعود به ، وليث ضعيف الحديث.
3- وحديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء» والحديث مرسل على الصواب وقد ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.
س4: ماهى شروط صحة الحديث ؟
شروط صحّة الحديث

حتى نحكم بصحة الحديث لابد أن يصح إسناده ومتنه
ولصحة الإسناد ثلاثة أمور لابد من تحققها :
الأمر الأول: أن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم ؛ والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى: من كان سبب الجرح فيهم ضعف الضبط ولكنهم من أهم الصدق وهؤلاء يعتبر حديثهم إن وجد له شواهد من طرق أخرى
والدرجة الثانية: الذين لا تُقبل مرويّاتهم مطلقاً، ولا يعتبر بها، وهم متروكو الحديث، من الكذّابين، والمتّهمين بالكذب، والذين بلغوا من كثرة الخطأ والتساهل في الرواية ؛ فهؤلاء لا يُجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم بل ويترك حديثهم
والأمر الثاني: أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع
والأمر الثالث: انتفاء العلّة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.
فالمخالفة أن يخالف الرواي من هو أوثق منه
والتدليس أن يسقط راوياً ضعيفاً من الإسناد ويروي عن شيخه بصيغة "عن" أو "أنّ"، ومن عُرف بالتدليس فلا يُقبل حديثه إلا أن يصرّح بالسمّاع.
والاضطراب أن يختلف الرواة في الإسناد اختلافاً شديداً فلا يُوقف على صحّته، والاضطراب موجب للضعف.
أما صحة المتن فيلزمها تحقق أمرين :
الأمر الأول: صحّة الإسناد إليه.
والأمر الثاني: انتفاء العلّة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
الدرجة الأولى: المرويّات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
والدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة.
والدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنُها غيرَ منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت.
والدرجة الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
والدرجة الخامسة: المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة
أحكام المرويات في فضائل القرآن :
1- مرويات الدرجتين الأولى والثانية يحتجّ بهما.
2- مرويات الدرجة الثالثة من أهل العلم من يحتجّ بها في الفضائل والرقاق والأخبار، ومنهم من يستأنس بها ولا يحتجّ بها، ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسناً جامعاً، أو لينبّه على ضعفه مع شهرته.
3- مرويات الدرجة الرابعة لا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها، والتنبيه على عللها، وقد يرويها بعض المحدّثين لغرض جمع الطرق ويعدّون ذكر الإسناد تبيينا لحالها، ثم يتساهل في نقلها بعض المفسّرين والفقهاء وشرّاح الأحاديث من غير معرفة بحال رواتها، وقد يحذفون الأسانيد اختصاراً.
4- أما مرويات الدرجة الخامسة فلا تحلّ روايتها إلا على التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
الحديث الطويل المكذوب على أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل القرآن سورة سورة: من أشهر الموضوعات في فضائل القرآن
طرق الحديث ورواته :
- فقد رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" له
- كما ورد في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه قال: «أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا.. » إلخ.
- كما رواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
- ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليمٍ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم .. به مفرّقاً على السور.
- ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم «يا أبي من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر...» فذكر فضل سورة سورة إلى آخر القرآن انتهى بحروفه.
أقوال أهل العلم في الحديث :
- قال ابن الجوزي: (وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثّعلبيّ في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنّهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنّما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الّذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشّأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شرَه جمهور المحدثين، فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنّه قد صحّ عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».
قال: (وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول
بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
- وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين علّي بن زيد ليس بشيء
وأيضًا فنفس الحديث يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول).
- ثمّ روى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه ، فقال حدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).
- و قال الحافظ العراقي: (كلّ من أودع حديث أبيّ - المذكور - تفسيره، كالواحدي، والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك؛ لكن من أبرز إسناده منهم، كالثعلبي، والواحدي فهو أبسط لعذره، إذ أحالَ ناظرَه على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه، وأما من لم يبرز سنده، وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش، كالزمخشري).
قلت: وقد أورده البيضاوي أيضاً في تفسيره مفرقاً على السور من غير إسناد ولا تنبيه.
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
- فمن ذلك: قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}، وقال تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
فتبيّن بدلالة الآيتين أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغمّ والكرب، ودلّ قوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين} على أنّ هذا الأمر لا يختصّ بيونس عليه السلام، بل هو عامّ للمؤمنين إذا دعوا واستغاثوا بالله وسبّحوه معترفين ذنوبهم.
والدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
فمن ذلك: ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).
وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
- ومن ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
ومن ذلك أن يرقي الراقي كلَّ حالة بما يناسبها من الآيات، وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك:
ومن أمثلته:
- أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
الغلوّ في هذا الباب قد قاد الغلاة إلى فساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين فقد أدخل غلاة الصوفية على الأمّة من هذا الباب شرّا عظيماً، وبلاء وفتنة ضلّ بها طوائف من أتباع الطُّرُق والعامّة المخدوعين بضلالاتهم؛ فلبسوا الحق بالباطل، وموّهوا على الجهّال والعامّة، وروّجوا أباطيلهم وأسحارهم باسم خواصّ القرآن، وكان منهم من يكتب الحُجب والتمائم ويبيعها، ويزعم أنّ فيها من الخواصّ ما يدفع البلاء، ويجلب السعد، ويحفظ من العين والعدوّ، وأكلوا أموال الناس بالباطل والتمويه والتضليل.
كما ابتدع بعض الصوفية الغلاة في خواصّ القرآن دعاوى وضلالات كثيرة ، فاستعملوا أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال، وجداول وأوفاق تبيّن للمحققين أنها من طلاسم السحر،وموّهوا بها على أتباعهم، وسموّا الأمور بغير أسمائها:
- فسمّوا الشياطين الذين يتقرّبون إليهم خُدّام الآيات،
- كما سمّوا الاستغاثات الشركية عزائم
- وسمّوا غرائب أسماء الشياطين أسراراً
وقد اعترف بذلك بعضُ مَنْ مَنَّ الله عليه بالتوبة من السِّحْر من أصحاب تلك الطرق، وذكر أنه كان يعتقد أنه يكلّم الملائكة ويخاطبهم، وأنّ ما هو فيه إنما هو من الكرامات التي يُؤتاها الأولياء والأقطاب عندهم.
وتلا قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (42)}
ثم قال ما معناه: كانت هذه حالنا، كنا نظنّ أننا نخاطب الملائكة ونتقرب إليهم ويخدموننا؛ فإذا بهم شياطين.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 30 رجب 1437هـ/7-05-2016م, 06:24 PM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني مندورة فضائل القرآن

المجموعة الأولى:

س1: كيف تردّعلى من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
ج1:سور القرآن وآياته في الذروة العليا من حسن البيان والإحكام، مكرمة عن وصف النقص والضعف والاختلاف.وهي ليست على درجة واحدة في الفضل فقد تواترت الأدلة على أن بعض سور القرآن وآياته أفضل وأحب إلى الله من بعض، وقد جاءت الأحاديث تبين ذلك:
ومن ذلك : ما جاء في فضائل سورة الفاتحة وأنها من آكد واجبات الصلاة، إذ لا تصح الصلاة إلا بها لمن استطاعها.
وما جاء في فضل خواتيم سورة البقرة في تشريف نزولها، وتعظيم شأنها وفضل تلاوتها.
وما جاء في فضل المعوذتين، وبركة قراءتهما وعظيم ثوابهما من الحفظ من الشرور والآفات، وقد فضلهما النبي صلى الله عليه وسلم على سائر سور القرآن كما جاء في الحديث:(ما تعوذ الناس بأفضل منهما).
وغيرها من السور والآيات التي تواترت الأدلة الصريحة والصحيحة سواء كانت قولية أو فعلية في بيان فضائل تلك السور والآيات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض، هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة).
وقد خالف في هذه المسألة البعض، وهذا خطأ مخالف لما تواترت به الأدلة الصريحة والصحيحة، والمأثور عن السلف الصالح صحة التفاضل لبعض سور القرآن وآياته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:(السلف والجمهور على أن بعض كلام الله أفضل من بعض ، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة).
وإذا كان بعض الكلام خير للعباد وأنفع من بعض، لزم أن يكون كلام الخالق أفضل من بعض، وأن تفاضل الثواب والأجر والثواب راجع إلى تفاضل هذا الكلام في نفسه.
فالكلام الذي وصف الله سبحانه فيه نفسه وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من الكلام الذي ذكر فيه خلقه وقس على ذلك.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
سورة الفاتحة.
ج1:الأحاديث التي جاءت تبين فضل هذه السورة كثيرة، فقد جاء في فضلها أنها أفضل سور القرآن، وأنها خير سورة، وأنها أم القرآن، وأنها الصلاة، وأنها رقية وغيرها من الفضائل وقد تواترت الأدلة في فضائلها، فمنها:
*ما جاء في الحديث الصحيح عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال:كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبه، فقلت: يارسول الله إني كنت أصلي؛فقال: ألم يقل الله(استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم).ثم قال لي: (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد(ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج من المسجد، قلت له: يارسول الله(ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن) قال:(الحمد لله رب العالمين) (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)
*وعن أبي بن كعب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها؟)
قلت: بلى.قال: (فإني أرجو أن لا أخرج من المسجد حتى تعلمها).ثم قام رسول الله فقمت معه فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، فذكرته، فقلت يارسول الله السورة التي قلت لي! قال:(فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟) فقرأ بفاتحة الكتاب، وقال:( هيّ هي، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد).
*وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه،قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(ألا أخبرك بأفضل القرآن) قال:(فتلا عليه الحمد لله رب العالمين).
وغيرها من الأحاديث التي جاءت في بيان فضلها.
2: سورة البقرة.
ج2:سورة البقرة قد جاءت فيها دلائل كثيرة تبين شرف قدرها وعظيم مكانتها وثواب قراءتها، فهي من أول سور القرآن بعد الفاتحة، وقدمت لتقديم النبي صلى الله عليه وسلم لها، وفي ذلك بيان لفضلها، وهي أكبر سور القرآن وأكثرها آيات، وقد اشتملت على كثير من أحكام الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والمواعظ والقصص والأمثال والآداب، واشتملت على آية الكرسي، أعظم آية في القرآن، وكان لهذه السورة شأن عظيم عند النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
وقد تواترت الأدلة في فضائلها،فمن ذلك:
*ماجاء في الحديث الصحيح عن النواس بن سمعان قال: النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذي كانوا يعملون به تقدمهم البقرة وآل عمران)
وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال:(كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما).
*وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال:(لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة).رواه مسلم.
*وفي حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال:كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول:(تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة).رواه أحمد.
*وما جاء في فضلها أيضا من روي في الأثر عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:(أن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة).
* وقال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل فينا إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا).

3. خواتيم سورة البقرة.
ج3: ما جاء في فضل خواتيم سورة البقرة أحاديث كثيرة منها:
1/ حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريل جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا فوقه، فرفع رأسه فقال:(هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك لم ينزل قط إلا اليوم فسلم، وقال:(أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة،لم تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).رواه مسلم.
2/ وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه). متفق عليه.
3/ وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليه ينتهي ما ينزل ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، قال:(إذ يغشى السدرة ما يغشى) قال: فراش من ذهب، قال:(فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا المقحمات). رواه مسلم.

س3: اذكر ثلاثةأحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة آل عمران
ج1:
*حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر سورة آل عمران كل ليلة.
سبب ضعفه:
أن الحديث مروي من من طريق مظاهر بن أسلم المخزومي، قال البخاري مظاهر منكر الحديث.
*حديث يحيى بن معين، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(تعلموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنة).
سبب ضعفه:
هو منكر وقد رواه الثعلبي في تفسيره.
*حديث أبي مسهر الغساني عن سعيد بن عبدالعزيز التنوخي، أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدث أنه(من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح).
سبب ضعفه:
أن سعيد التنوخي لم يدرك يزيد الجرشي، فقد مات يزيد في عام 80 ه، قال الذهبي (وقد حضره واثلة بن الأسقع عند الموت). وولد سعيد التنوخي عام 90ه
2:
سورة النساء
ج2:
*ما جاء في الحديث عن سعيد بن جبير قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:(من قرأ البقرة، وآل عمران، النساء في ليلة كان أو كتب من الغافلين).
سبب ضعفه:
اسناد منقطع، وسعيد بن جبير لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
*وعن عبدالله بن قيس عن ابن عباس قال:(من قرأ سورة النساء فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض)
سبب ضعفه:
عبدالله بن قيس مجهول الحال.
*وفي الحديث الذي رواه سلام سليمان المدايني، عن أبي بن كعب قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطي من الأجر كمن اشترى محرراً، وبرئ من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم).
سبب ضعفه:
الحديث موضوع، قال سلام: فيه ابن معين ليس حديثه بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمعالمرويات الضعيفة.
ج4: تظهر عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة لعدة أسباب:
1/ للتنبيه على ضعفها وبيان الأسباب التي أدت إلى ضعفها، فعرف به علل بعض المرويات المنكرة، وسبب نكارتها، وانتفع بذلك الكثير.
2/ جمع الطرق التي يستعان بها في دراسة الأحاديث التي تقيل التقوية، فإذا تعددت الطرق أو الشواهد في رواية حديث، حكم بصحته أو بخلاف ذلك.
3/جمع ما روي في هذا الباب وحفظه من الضياع، وعزوه إلى مصادره، والتسهيل على دارس علم الحديث في فهمه وتمحيصه.
والأصل الأول هو السبب الأول، والآخران معينان.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّحإجابتك بالتمثيل.
ج5:لا يقتضي ذلك، فقد يروى بإسناد آخر صحيح.
مثاله:
حديث مسلمة بن علي الخشني، عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا:(اقرؤوا القرآن فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن). أورده الألباني الحديث فيالسلسلة الضعيفة. وقال: حديث ضعيف جدا
وذكر سبب ضعفه أن مسلمة بن علي الخشني متروك. وقد صدق رحمه الله.
لكن هذا الأثر رواه عن أبي أمامة ثلاثة هم:
الأول: شرحبيل بن مسلم رواه عنه حريز بن عثمان وهو ثقة ثبت، ورواه عن حريز ثلاثة، هم:يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة، والحكم بن نافع عند الدارمي، وحجاج بن محمد عند ابن بطة العبكري.
الثاني: سليم بن عامر الخبائري رواه عنه معاوية بن صالح، ورواه عن معاوية عبدالله بن صالح كاتب الليث، ورواه عن عبدالله بن صالح البخاري في كتابه خلق أفعال العباد) ورواه الدارمي في سننه.
الثالث: القاسم بن عبدالرحمن رواه عنه حريز، ورواه عن حريز شبابة بن سوار عند أبي شيبة.
وهؤلاء كلهم رووه موقوفا إلى أبو أمامة بلفظ:(اقرؤوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة، فإن الله لن يعذب قلبا وعى القرآن).
وبمجموع الطرق المعتبرة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه موقوفا.
وتفرد مسلمة بن علي بروايته مرفوعا، وأسقط قوله:(لا تغرنكم المصاحف المعلقة). فلا تعتبر مخالفته.
ويأخذ الحديث حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائلالقرآن.
ج6:الضعف في المرويات إما أن يكون من جهة الإسناد، أو من جهة المتن أو من الاثنين معا وهو على تسعة أنواع:
1/ الإرسال وهو انقطاع في السند، ما لم تكن هناك طرق أو شواهد تقويه.
2/ الانقطاع في السند وهو أعم من الأول، ويشمل معرفة معرفة أربعة أمور:
· معرفة تاريخ الوفاة للشيخ ومعرفة تاريخ ولادة من روى عنه.
· وتصريح الراوي بأنه لم يسمع ممن روى عنه.
· أن يحصر الراوي ويجمع ما سمعه عن شيخه.
· نص الأئمة النقاد أن ذلك الراوي لم يسمع من شيخه، أو يحصروا ما سمعه من الأحاديث.
3/ المخالفة بالرواية للمعنى المغير للفظ.
4/ الخطأ في الإسناد.
5/ المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
6/ من كان في اسناده من هو متروك الحديث.فهو ضعيف.
7/ نكارة المتن.
8/ الذي لا أصل له فهذا ضعيف.
9/ الموضوع.
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
ج7: خواص القرآن هو من المباحث المتعلقة بفضائل القرآن، ولم تكن معروفة عند السلف الصالح، لكن ليس فيها ما يخالف هدي الشريعة.
فهي تسمية اصطلاحية متأخرة يطلقها بعض العلماء على ما عرف من الإنتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة. من الرقى والكرب وغيرها.
ولبعض العلماء اطلاقات أخرى لخواص القرآن منها:
*ما يختص به القرآن من خصائص وأحكام يتميز بها عن غيره.
*التأثير الإعجازي للقرآن.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى منالتجارب في خواصّ القرآن.
ج8: إن كان في الأصل الذي جاء به هذا الباب من الإفتقار إلى الله تعالى والتوسل إلى الله تعالى بآياته وما دلت عليها من صفاته الجليلة لدفع أنواع من البلاء والكروب، وسؤال الله من فضله فلا بأس فقد استعملها كثير من الصالحين وانتفعوا بها في أحوال مختلفة، لكن ليحذر من الغلو في هذا الباب، فقد قاد الغلاة إلى فساد كبير وضلال مبين.


أعتذر عن التأخير....

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 1 شعبان 1437هـ/8-05-2016م, 12:04 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي مجلس مئاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن

• مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن:
المجموعة الثانية:
1. دلل على تفاضل سور القرآن.

• قال تعالى :" ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها".
عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: كنت أصليفي المسجد فدعاني رسول الله صل الله عليه وسلم فلم اجبه، فقلت: يا رسول الله كنت اصلي؛ فقال: ألم يقل الله:"استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم". ثم قال لي:" لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد. << ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له>>ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن>> قال: الحمد لله رب العالمين>> {هي السبع المثاني، و القرآن العظيم الذي أوتيته}.

• و عندما سأل الرسول صل الله عليه و سلم أبي بن كعب عن أي آية من كتاب الله هي أعظم؛ و لما أجاب أبي بن كعب رضي الله عنه بأنها آية الكرسي، قال له صل الله عليه وسلم :"و الله ليهنك العلم،أبا المنذر.
• و في هذا دليل على أنه هناك آيات و سور أفضل إلى الله من بعض، و إن كان كلام الله كله عزيز و يتسم بالبلاغة و حسن البيان؛ إلا إنها ليست في ذات الدرجة في الفضل.
و التفضيل إنما بما تختصه من بلاغة المعاني و ليس من صفتها.

2. بين فضائل ما يلي:
آية الكرسي:
 حديث أبي بن كعب: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم في صحيحه.
 من حديث أبي هريرة: قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»رواه البخاري في صحيحه من طريق عوف بن أبي جميلة.
 فإنّ قراءة آية الكرسي بإيمان دبر كلّ صلاة يلزم منها ثلاثة أمور:
الأول: محافظة صاحبها على الصلوات كلّها، ومن حافظ عليها كانت له نجاة ونوراً يوم القيامة.
والثاني: صحّة إيمانه باعتقاده ما دلّت عليه هذه الآية العظيمة التي هي أعظم آية في القرآن.
والثالث: كثرة الذكر؛ بتكرار هذه الآية بإيمان ويقين في مواقيت الصلوات صباحاً ومساءً.
ومن صحّت له هذه المقامات الثلاث: المحافظة على الصلوات، وصحّة الإيمان، وكثرة الذكر كان من خيار عباد الله المؤمنين.

سورة آل عمران:
1. حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...
2. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا.

سورة النساء:
.1قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
قال ابن عباس: هي السبع الطوال، صحّ ذلك عنه من طريق منصور بن المعتمر عن مجاهد عنه عند ابن جرير، ومن طريق أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عنه عند النسائي، وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية، والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب.

2 وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض» رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان والواحدي في تفسيره من طريق الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور، وهذا إسناد صحيح.

3. وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن المنذر في تفسيره، وسعيد بن منصور في سننه، والطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، والحاكم في مستدركه.

3 اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية:
• سورة الفاتحة:
 حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
و من الأسباب التي ضعفت الحديث:
الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
وقد صحّ ما يغني عنه من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.

 وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.

 وحديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً: ((فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات) في مسند الفردوس
ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.

سورة البقرة:
1. حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.

2. وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
وحكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعَّفه»

3. وحديث إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى يتغنى ويدع أن يقرأ سورة البقرة، فإن الشيطان يفر من البيت يقرأ فيه سورة البقرة، وإن أصفر البيوت الجوف يصفر من كتاب الله» رواه الدارمي بهذا اللفظ موقوفاً.
وقد رواه النسائي في الكبرى والبيهقي في شعب الإيمان من طريق محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً.
وأبو إسحاق هو إبراهيم بن مسلم الهجري، قال فيه البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
قال البزار: «ولا نعلم أن ابن عجلان روى عن الهجري غير هذا الحديث».
وقد تابعه حُلْوُ بنُ السَّرِيِّ عن أبي إسحاق عند الطبراني في الكبير، وظنّه بعضهم أبا إسحاق السبيعي، وهو وهم.
وحُلْوٌ قال فيه ابن حبان: يخطئ ويُغرب على قلّة روايته.

4 شروط صحة الحديث:
الأمر الأول: أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم؛ و الذين لا تقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى: سبب الترك ضعف الضبط و لكن هم أهل صدق في الجملة فهؤلاء لا يقبل حديثهم مطلقا و لا يترك جملة. و لكن يقبل إذا كان له شواهد من طرق أخرى.
الدرجة الثانية: الذين لا تقبل مروياتهم مطلقا ، و هم متركو الحديث من الكذابين و المتهمين.

الأمر الثاني: أن يكون الإسناد متصلا غير منقطع، فالانقطاع دليل على ضعف السند.
الأمر الثالث: انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد، كالمخالفة أن يخالف الراوي من هو أوثق منه و التدليس؛ أن يسقط روايا ضعيفا من الإسناد و لا يقبل حديثه إلا أن يصرح بالسماع.و الاضطراب أن يختلف الرواة في الإسناد اختلافا شديدا و هو موجب للضعف.
و صحة المتن لا تتحقق إلا بأمرين:
الأمر الأول : صحة الإسناد إليه.
الأمر الثاني: انتفاء العلة القادحة في المتن، كالمخالفة و الاضطراب و التصحيف.

5 درجات المرويات في فضائل القرآن:
الدرجة الأولى : المرويات الصحيحة لذاتهاو هي التي ثبتت بإسناد صحيح.
الدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، و هي التي يكون هناك شواهد من طرق أخرى تجبر ضعف سندها.
الدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفا محتملا و هي التي لا يكون متنها غير منكر من جهة المعنى، واسنادها قابل للتقوية لو وجدت.
الدرجة الرابعة: المرويات الواهية، و هي التي في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكرا مخالفا للنصوص الصحيحة و القواعد الشرعية.
الدرجة الخامسة: المرويات الموضوعة.
فمرويات الدرتين الأولى و الثانية يحتج بهما، و مرويات الدرجة الثالة من أهل العلم من يحتج بها في الفضائل و الرقائق. و الدرجة الثالثة تذكر لتبين ضعفها، أما الدرجة الخامسة فقد ذكر الوعيد لمن يكذب عن الرسول صل الله عليه و سلم.

6 الحديث المطول لأبي بن كعب
قال ابن الجوزي: هذا الحديث مصنوع وفي إسناد الطريق الأول بزيغ، قال الدارقطني : متروك
قال ابن حيان: منكر الحديث جدا.
و قد اتفق بزيغ و مخلد على رواية هذ الحديث عن علي بن زيد قال أحمد و ابن معين علي بن زيد ليس بشئ و أيضا فنفس الحديث.

7 خواص القرآن:
الكتاب و السنة الصحيحة: قال تعالى:" فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له و نجيناه من الغم و كذلك ننجي المؤمنين" الآية تبين دلالة التسبيح و التوحيد في النجاة من الغم و الكرب.
و من الأحاديث رقية اللديغ بسورة الفاتحة؛ و قول النبي صل الله عليه و سلم:" و مايدريك إنها رقية".

الدلالة الثانية ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم : هناك مرويات كثيرة عن الصحابة و لكن قليل هو الصحيح.
عندما سُئل ابن عباس عن الرجل يجد شيئا من الشك في صدره فضحك و قال: ما نجا منذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل:" فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك" ققال:" إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شئ عليم} و قد حسنه الألباني.

والآثار التي تصح عن الصحابة رضي الله عنهم محمولة على أحد الأمرين:
• الأول أن تكون مما تعلموه من النبي صل الله عليه و سلم.
• و الثاني: أن تكون مما فعلوه اجتهادا بناء على أصل الإذن الشرعي.

الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين و تابعيهم:
و من ذلك ما رواه سعيد بن منصور أنه من قرأ عند منامه آيات من البقرة:{ أربع آيات من قوله " و إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، و آية الكرسي، و الثلاث آيات من آخرها.
و اشتهر في هذا الباب عن جماعة من التابعين ما لا يصح عنهم.
و من ذلك: ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن و الدارمي في سننه عن محمد بن كثير قال سمعت زر بن حبيش، يقول:" من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقزمها من الليل قامها". و هذا الأثر لا يثبت عن زرّ.

الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات و الأحوال المخصوصة:
و من ذلك أن يرقى الراقي كل حالة بما يناسبها من الآيات، و قد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك.
مثل كتابة شيخ الإسلام على جبهة الراعف:"و قيل يا أرض ابلعي ماءك و يا سماء أقلعي و غيض الماء و قضي الأمر" و لكن لا يجوز بكتابة الآيات من دم الراعف لأنه نجس.
و لكن يحذر الغلو في هذا الباب كما فعل الصوفية .

8. خطر الغلو في باب خواص القرآن:
خير الأمور الوسط و على المؤمن أن يكون كيساً فطناً و ينتهج منهج الوسطية في كل مناحي حياته فلا افراط و لا تفريط . و من هذا الافراط في استخدام في بعض الآيات فقد يؤدي به إلى الضلال المبين كما وقع فيها كثير من الصوفية حيث زعموا لكل آيه خادما و منه من تاب و رجع إلى جادة الحق و قال أنه كان يستخدم السحر. و هناك من يستغل جهل العامة.
و لقد كتب غلاة الصوفية عدة كتب منها:
• كتاب "خواص القرآن الحكيم" لمحمد بن أحمد بن سعيد التميمي( ت: 390 ه ).
• و رسالة"بسم الله الرحمن الرحيم" لأحمد بن علي بن يوسف البوني(622ه).
• و هناك من تخبط و خلط كالدهلوي في كتابه : "الفوز الكبير في أصول التفسير"؛ بالرغم إنه لا يعد من الصوفية و نابذهم و احتج عليهم،إلا أنه لم يسلم كتابه من الانزلاق في مصيدة الغلو في بركة بعض الآيات و فضل الأسماء الحسنى. و لذلك على المسلم أن يحترز من الكتب التي تسمى بخواص القرآن.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 11 شعبان 1437هـ/18-05-2016م, 11:40 AM
أحمد الشواف أحمد الشواف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 133
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟

ج/ قال تعالى : (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم).
وعن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد) ثم أخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج قلت له: (ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن) قال : (الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم التي أوتيته).
- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت : أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال : (يا عقبة ، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق، فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل).

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
1) أنها أفضل آية في القرآن ، عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله أعظم؟) قال: قلت الله ورسوله أعلم. قال(يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله أعظم؟) قال : قلت : (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) قال: فضرب في صدري وقال : (والله ليهنك العلم أبا المنذر).
2) أن من يقرأها عندما يأوي إلى فراشه لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ، قال عليه الصلاة والسلام (صدقك وهو كذوب ذاك شيطان).
3) قال عليه الصلاة والسلام : (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)

2: سورة آل عمران.
ج/
1) تأتي يوم القيامة مع سورة البقرة كأنهما غمامتان فتظلان صاحبهما ، قال عليه الصلاة والسلام (تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة).
2) فيها اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، قال عليه الصلاة والسلام : (اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه).
3) من قرأها فهو غني. قال ابن مسعود : (من قرآ آل عمران فهو غني ، والنساء محبرة).
4) قال أنس بن مالك : (كان الرجل إذا قرآ البقرة وآل عمران جد فينا).
5) قال أبو أمامة الباهلي : (إن أخاً لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضروان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ فإذا قال الرجل : نعم ، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل).

3: سورة النساء
ج/
1) قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} وفي أحد القولين المشهورين أنها السبع الطوال ومنها سورة النساء.
2) عن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب يقول : (تعلموا سورة البقرة وسورة النساء وسورة المائدة وسورة الحج وسورة النور فإن فيهن الفرائض).
3) قال ابن مسعود : (من قرأ آل عمران فهو غني ، والنساء محبرة) أي زينة وجمال لصاحبها.
4) وقال ابن مسعود : (إن في النساء خمس آيات ، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها ، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها ...).

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
ج/
1) حديث سليم بن مسلم عن الحسن بن دينار عن يزيد الرشك قال : سمعت أبا زيد وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة فسمع رجلاً يتهجد ويقرأ بأم القرآن فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها ثم قال (مافي القرآن مثلها).
سبب الحكم بضعفه:
-رواه الطبراني وقال لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد تفرد به سليم بن مسلم.
- الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي ودينار زوج أمه متروك الحديث.

2) حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً : (أم القرآن عوض عن غيرها، وليس غيرها منها بعوض).
سبب الحكم بضعفه:
- قال الدارقطني: (تفرد بن محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة) ومحمد بن خلاد مختلف فيه وقد احترقت كتبه فصار يحدث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما ينكر عليه.
- هذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت بلفظ (لا صلاة لمن لم يقرآ بفاتحة الكتاب) فلعل ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.

3) حديث أبي الدرداء مرفوعاً : (فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن ، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان وجعل القرآن في الكفة الآخرى ، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات)
سبب الحكم بضعفه:
- يوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
- قال عنه البخاري : منكر الحديث ، قال النسائي : متروك الحديث وليس بثقة ، وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.

2: سورة البقرة
ج/
1) حديث عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه .... ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول ، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى ، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة)
سبب الحكم بضعفه: عبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.

2) حديث معاوية بن صالح أن أبا الزاهرية حدثه عن جبير بن نفير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما وعلموهما نساءكم وأبناءكم فإنهما صلاة وقرآن ودعاء)
سبب الحكم بضعفه: الصواب أنه حديث مرسل ، والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع.

3) حديث حكيم بن جبير عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن ، هي آية الكرسي)
سبب الحكم بضعفه:
- حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوه في التشيع.
- قال الترمذي : (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جير وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعفه).

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
ج/ يشترط لصحة الحديث شرطين : الأول : صحة إسناده ، والثاني : صحة متنه .
- شروط صحة الإسناد:
1) أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم.
2) أن يكون الإسناد متصلاً غير منقطع.
3) انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد كالمخالفة والتدليس والاضطراب.
-شروط صحة المتن:
1) صحة الإسناد إليه.
2) انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة والنكارة والاضطراب والرواية بالمعنى المخل والتصحيف والتحريف وغيرها.

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
ج/
الدرجة الأولى : المرويات الصحيحة لذاتها وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ أو علة قادحة في الإسناد أو المتن.
الدرجة الثانية : المرويات الصحيحة لغيرها وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يجبر بالشواهد وتعدد الطرق ويكون المتن سالماً من العلة القادحة.
الدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً ، وهي التي يكون متنها غير منكر من ناحية المعنى ، ويكون في إسنادها ضعف قابل للتقوية.
الدرجة الرابعة : المرويات الواهية ، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
الدرجة الخامسة: المرويات الموضوعة ، وهي التي يتبين أنها مكذوبة مختلفة.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
ج/ هو من أشهر الموضوعات في فضائل القرآن وهو حديث مكذوب على أبي بن كعب رضي الله عنه
قال ابن الجوزي : (وهذا حديث فضائل السور مصنوع بلا شك وفي إسناد الطريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك. وفي الطريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جداً. وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين علّي بن زيد ليس بشيء وأيضًا فنفس الحديث دل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول).
وروى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه فقال حدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).
قال الحافظ العراقي: (كل من أودع حديث أبي - المذكور - تفسيره، كالواحدي، والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك؛ لكن من أبرز إسناده منهم، كالثعلبي، والواحدي فهو أبسط لعذره، إذ أحال ناظره على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه، وأما من لم يبرز سنده، وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش، كالزمخشري).

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
ج/
الدلالة الأولى : دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة:
ومثالها : رقية اللديغ بسورة الفاتحة وفيها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وقول النبي صلى الله عليه وسلم له (وما يدريك أنها رقية).

الدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
ومثالها : ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) ).

الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
ومثالها: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن: أربع آيات من (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم)، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).

الدلالة الرابعة :
الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
ومنها : أن يرقي الراقي كل حالة بما يناسبها من الآيات، وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك.
ومثالها: أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أن صاحبه المروذي أصابته حمى فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، (قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين)، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمى التي من فيح جهنم.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
ج/
إن الغلو في هذا الباب قاد الغلاة إلى فساد وضلال كبير وانحلال من الدين عياذاً بالله .. ومما ابتدعه بعض الصوفية الغلاة في خواص القرآن دعاوى وضلالات واستعمال أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال وجداول تبين لمن حقق فيها أنها من طلاسم السحر ولكنهم موهوا على أتباعهم فتسمية الأمور بغير أسمائها فسموا الشياطين الذي يتقربون إليهم (خدام الآيات) وسمو الاستغاثات الشركية (عزائم) وغرائب أسماء الشياطين (أسرار) وقد اعترف بذلك بعض من من الله عليه بالتوبة من السحر من أصحاب تلك الطرق وذكر أنه كان يعتقد أنه يكلم الملائكة ويخاطبهم وأن ماهو فيه من الكرامات التي تؤتى للأولياء.فهؤلاء الغلاة من الصوفية أدخلوا شراً عظيماً وبلاء ضل به طوائف فألبسوا الحق بالباطل وروجوا أباطيلهم وأسحارهم ومنهم من يكتب الحجب والتمائم ويبيعها ويزعم أن فيها ما يدفع البلاء ويجلب السعد ويحفظ من العين والعدو ، وأكلوا أموال الناس بالباطل والتمويه والتضليل وألفوا في ذلك مؤلفات يجب الحذر منها حيث أن حقيقة ما تحتويه إما أنه سحر وإما أنه دعاوى وكذب على الصالحين أعاذنا الله من الزيغ والضلال.

والله أعلم ،،
وجزاكم الله خيراً وأعتذر عن التأخير،،

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir