دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > لامية العرب

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 محرم 1430هـ/7-01-2009م, 08:31 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي أعجب العجب لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري

وتَشربُ أَسْآرِي القَطَا الكُدْرُ بعدَما = سَرَتْ قَرَبًا أَحناؤُها تَتصَلْصَلُ
الأَسآرُ: بَقيَّةُ الشرابِ في قَعْرِ الإناءِ، الواحدُ سُؤْرٌ.
والمعنى: إني أَرِدُ الماءَ إذا سايَرْتُ القَطَا في طَلَبِه، فأَسْبِقُها إليه لسُرْعَتِي، فتَرِدُ بَعْدِي، فتَشرَبُ سُؤْرِي.
والقَرَبُ السيرُ إلى الماءِ وبينَك وبينَه ليلةٌ، قالَ الأَصْمَعِيُّ: قلتُ لأعرابيٍّ: ما القَرَبُ؟ قالَ: سيرُ الليلِ لوِرْدِ الغَدِ، وقالَ الخليلُ: القارِبُ طالبُ الماءِ ليلاً، ولا يُقالُ ذلك لطالِبِ الماءِ نَهاراً. والْحِنْوُ واحدُ الأحناءِ، وهي الجوانبُ، وتَتصلصلُ تُصَوِّتُ.
وتَشربُ مُستأْنَفٌ لا مَحَلَّ له مِن الإعرابِ, و"بعدَ" ظرفٌ لـ "تَشربَ"، وما مَصدرِيَّةٌ, أيْ: بعدَ سَيْرِها، وهي بما ضُمَّ إليها في مَوْضِعِ جَرٍّ، وقَرَباً حالٌ مِن الضميرِ في "سَرَتْ"، و"سَرَتْ" العاملُ في الحالِ، وأَحناؤُها مُبتدأٌ, وتَتصلصلُ خبرُه، ومَوْضِعُ الجملةِ حالٌ مِن الضميرِ في سَرَتْ، ويَجوزُ أنْ يكونَ حالاً مِن القَطَا، فيكونُ العامِلُ "تَشربُ".
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ وَابْتَدَرْنَا وَأَسْدَلَتْ = وشَمَّرَ مِنِّي فارِطٌ مُتَمَهِّلُ
يُقالُ: أسْدَلَ ثَوبَه. أيْ: أَرخاهُ، وبهذا المعنى استعمَلَه الشاعرُ هنا، أيْ أَرْخَتْ جَناحَها فذَهَبَ جَرْيُها، بمعنى: خَفَّ أيْ خَفَّ مِن التَّقَدُّمِ، والفارِطُ المتقَدِّمُ، ومنه قولُه عليه السلامُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ" أيْ: أَنَا مُتَقَدِّمُكم لأُصْلِحَ لكم.
والمعنى: إني والقَطَا تَسابَقْنَا إلى الماءِ، غَيْرَ أَنِّي سَبَقْتُها.
والمتمَهِّلُ في أمْرِه مَن يَأتيهِ على تُؤَدَةٍ.
هَمَمْتُ وهَمَّتْ حكايةُ حالٍ لا مَوْضِعَ له، والضميرُ في "هَمَّتْ" للقَطَا، ومِنِّي نعْتٌ لـ "فارِط"، وهو نَكرةٌ، فلَمَّا تَقدَّمَ كان حالاً، والأفعالُ بعدَ "هَمَّتْ" معطوفةٌ عليه.
فوَلَّيْتُ عنها وَهْيَ تَكْبُو لعَقْرِه يُباشِرُه منها ذُقونٌ وحَوْصَلُ
تَكبُو تَسقُطُ، والعَقْرُ مَقامُ الساقِي مِن الْحَوْضِ، يكونُ فيه ما يَتساقَطُ مِن الماءِ عندَ أخْذِه مِن الْحَوْضِ، والذقَنُ ما تحتَ حُلْقُومِها وحُلُوقِها.
قولُه: وهي. مُبتدأٌ، وخَبَرُه تَكْبُو، ومَوْضِعُ هذه الجملةِ حالٌ مِن الضميرِ في "عنها", أيْ: وَلَّيْتُ عنها متَساقِطَةً، وقيلَ: حالٌ مِن التاءِ في "وَلَّيْتُ"، وجَوَّزَ ذلك ربْطُ الجملةِ بالواوِ، ولولا الواوُ لكانت الجملةُ أجْنَبِيَّةً مِن التاءِ، لعَدَمِ ضميرٍ يَعودُ على التاءِ مِن الجملةِ، ولعَقْرِهِ يَتعلَّقُ بـ "تَكبُو" أيْ تَسقُطُ إلى عَقْرِ الْحَوْضِ، ويُباشِرُه بذُقونِها وحواصِلِها لتأخُذَ فضْلَةً مِن ماءٍ، والضميرُ في "يُباشِرُه" عائدٌ إلى عَقْرِ الحوْضِ، ويُباشِرُه حالٌ مِن الضميرِ في "تَكْبُو"، أيْ تَكبُو مُباشِرَةً بذُقونِها وحَوَاصِلِها, و"منها" صِفةُ ذُقونٍ، قُدِّمَ فصارَ حالاً، وحَوْصَلٌ معطوفٌ على ذُقونٍ.
كأنَّ وَغَاهَا حَجْرَتَيْهِ وحَوْلَهُ = أَضاميمُ مِن سَفْرِ القبائلِ نُزَّلُ
وَغَاهَا أَصْوَاتُها، ومنه قيلَ للحرْبِ: وَغًى لِمَا فيها مِن الأصواتِ والْجَلَبَةِ، و"حَجْرَتَيْهِ" جَوانِبُه، والأضاميمُ جَمْعُ أُضمامَةٍ، وهم القومُ يَنضَمُّ بعضُهم إلى بعضٍ في السفَرِ، و"سَفْرٍ" أيْ قومٌ سَفْرٌ، مثلُ صاحبٍ وصَحْبٍ، و"نُزَّلُ" أيْ إذا نَزَلَ هؤلاءِ سُمِعَ لهم وقْتَ نُزولِهم جَلَبَةٌ، فكذلك هذه القَطَا في وقتِ كَبْوِها، تَسمعُ لها صَوتاً وجَلَبَةً.
كأنَّ وما عَمِلَتْ فيه مَوْضِعُها حالٌ مِن الضميرِ في تَكبو، أيْ: مُشْبِهَةً، و"حَجْرَتَيْهِ" نَصبٌ على الظرفيَّةِ مِن "وَغاها"، أيْ كأنَّ تَصويتَها في ذلك الموضِعِ، ومَوْضِعُه حالٌ، والعامِلُ فيها "كأنَّ"؛ لأنَّ "كأنَّ" يَعملُ في الحالِ. قالَ الشاعِرُ:
كأَنَّهُ خارجاً مِن جَنْبِ صَفْحَتِهِ = سَفُّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عندَ مُفْتَئِدِ
و"حولَه" معطوفٌ على حَجْرَتَيْهِ، وهو ظرْفٌ أيضًا، وأَضاميمُ خبرُ كأنَّ، والمعنى: أَضاميمَ، وهذا التقديرُ لا بُدَّ منه مِن جِهةِ أنَّ الأصواتَ التي هي وَغاها، لا تُشَبَّهُ بالأضاميمِ، وإنما تُشَبَّهُ الأصواتُ بالأصواتِ، ومِن سَفْرٍ صفةٌ لأَضاميمَ، و"نُزَّلُ" نَعْتٌ أيضاً.
تَوَافَيْنَ مِن شَتَّى إليه فضَمَّها = كما ضَمَّ أَذوادَ الأَصاريمِ مَنْهَلُ
تَوَافَيْنَ تَتَأَمَّمْنَ, وشَتَّى متَفَرِّقَةٌ، أيْ: مِن مَواضعَ متَفَرِّقَةٍ، والذَّوْدُ مِن الإِبِلِ ما بينَ الثلاثةِ إلى العشرةِ، ولا واحدَ له مِن لَفْظِه, وجَمْعُها الكثيرُ أذوادٌ، والأصاريمُ جَمْعُ صِرمةٍ، وهي القِطعةُ مِن الإبِلِ نحوَ الثلاثينَ، والْمَنْهَلُ الْمَوْرِدُ، وهو عينُ ماءٍ تَرِدُه الإبِلُ في الْمَرْعَى، والْمَنَازِلُ التي في الْمَفاوِزِ على طرُقِ المسافرينَ تُسَمَّى مَناهِلَ، لأنَّ فيها ماءً.
"تَوَافَيْنَ" كلامٌ مُستأنَفٌ لا مَوْضِعَ له مِن الإعرابِ، ويَجوزُ أنْ يكونَ حالاً مِن الضميرِ في "تَكْبُو"، أيْ مُتوافيةً، و"مِن شَتَّى" متَعَلِّقٌ بـ "تَوَافَيْنَ" و"مِن" زائدةٌ، والتقديرُ: تَوَافَيْنَ مفْتَرِقِينَ، أو مُختَلِفِينَ، والضميرُ في "إليه" للحَوْضِ، والكافُ في قولِه: كما. نَعْتٌ لِمَصْدَرٍ محذوفٍ، أيْ ضَمًّا، وما في "كما" مَصدريَّةٌ أي: كضَمِّ الْمَنْهَلِ الأَصاريمَ.
فعَبَّتْ غِشَاشًا ثم مَرَّتْ كأنها = مع الصبْحِ رَكْبٌ مِن أُحاظةَ مُجْفِلُ
العَبُّ شُرْبُ الماءِ مِن غيرِ مَصٍّ، وغِشاشاً أيْ على عَجلةٍ. وأَنشدَتْ محمودةُ الكِلاَبِيَّةُ:
وما أَنْسَى مَقالتَه غِشاشاً لنا = والليلُ قد طَرَدَ النهارَا
وَصاتَكِ بالعهودِ وقد رَأَيْنَا = غُرابَ البَيْنِ أوْكَبَ ثم طَارَا
أوْكَبَ تَهَيَّأَ للطَّيرانِ.
وأُحاظةُ قَبيلةٌ مِن اليمَنِ، وقيلَ: مِن الأَزْدِ، و"مُجْفِلُ" أيْ: مُسْرِعٌ، وقيلَ إنه الْمُنْزَعِجُ.
فعَبَّتْ مَعطوفٌ على ما قَبْلَه، و"غِشاشًا" حالٌ مِن الضميرِ في "عَبَّتْ"، وهي حالٌ مقارِنَةٌ، أيْ عَبَّتْ مُسْتَعْجِلَةً، ويَجوزُ أنْ يكونَ مَفعولاً لـ "عَبَّتْ"، أيْ شَرِبَتْ قَليلاً، ومَوْضِعُ مَرَّتْ حالٌ مِن الضميرِ في "عَبَّتْ"، وهي حالٌ مقارِنَةٌ، أيْ عَبَّتْ مُسْتَعْجِلَةً، ويَجوزُ أنْ يكونَ مَفعولاً لـ "عَبَّتْ"، أيْ شَرِبَتْ قَليلاً، ومَوْضِعُ مَرَّتْ حالٌ مِن الضميرِ في "عَبَّتْ"، وهذه حالٌ مقَدَّرَةٌ، أيْ: آيِلاً أمْرُها إلى المرورِ، و"كأنها" وما عَمِلَتْ فيه حالٌ مِن الضميرِ في "مَرَّتْ"، أيْ مَرَّتْ مُشْبِهَةً رَكْباً، ومع الصبْحِ ظَرْفٌ، والعامِلُ فيه مَرَّتْ، أو معنى كأنَّ, ويَجوزُ أنْ يَعمَلَ فيه "مُجْفِلُ" أيْ ركْبٌ مُجْفِلٌ مع الصبْحِ، والتقديرُ: أَجْفَلَ وقْتَ الصبْحِ.
ورَكْبٌ خبرُ كأنَّ، ومِن أُحَاظَةَ نَعْتٌ له، و"مُجْفِلُ" نَعْتٌ له أيضاً.
بَّتْ"، وهذه حالٌ مقَدَّرَةٌ، أيْ: آيِلاً أمْرُها إلى المرورِ، و"كأنها" وما عَمِلَتْ فيه حالٌ مِن الضميرِ في "مَرَّتْ"، أيْ مَرَّتْ مُشْبِهَةً رَكْباً، ومع الصبْحِ ظَرْفٌ، والعامِلُ فيه مَرَّتْ، أو معنى كأنَّ, ويَجوزُ أنْ يَعمَلَ فيه "مُجْفِلُ" أيْ ركْبٌ مُجْفِلٌ مع الصبْحِ، والتقديرُ: أَجْفَلَ وقْتَ الصبْحِ. ورَكْبٌ خبرُ كأنَّ، ومِن أُحَاظَةَ نَعْتٌ له، و"مُجْفِلُ" نَعْتٌ له أيضاً.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لامية, شرح

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir