دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الواسطية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ذو الحجة 1429هـ/22-12-2008م, 06:02 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي التنبيهات السنية للشيخ: عبد العزيز بن ناصر الرشيد

وفي [عَرَصَاتِ] القِيامَةِ الحَوْضُ المَوْرُودُ للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ماؤه أَشَدُّ بَياضَاً مِنَ اللَّبَنِ، وأَحْلَى مِنَ العَسَلِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ نجومِ السَّماءِ، طُولُهُ شَهْرٌ، وعَرْضُهُ شَهْرٌ، مَنْ يَشْرَبُ مِنْهُ شَربَةً؛ لا يَظْمَأُ بَعْدَها أَبَداً. (165)



(165) وقولُه: (ولكنْ تُعَدُّ أعمالُهم وتُحْصَى ويُوقَفُون عليها…) إلخ أي: تُحسَبُ أعمالُهم ويُخبَرون بها ويُقرَّرونَ بها، كقولِه: (يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ) وقال: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ) الآية، إلى غير ذَلِكَ مِن الآياتِ.
قولُه: (عَرْصَة) بِوَزْن ضَرْبةٍ لغةً: كُلُّ بُقعةٍ بين الدُّورِ واسِعةٌ ليس فيها بناءٌ، وعَرَصَاتِ القيامةِ مواقِفُها مِن العَرْضِ والحِسابِ وغيرِ ذَلِكَ، والحَوْضُ لغةً: مَجمَعُ الماءِ، والمرادُ بِهِ هنا هُوَ ما ذَكَرَه المصنِّفُ، وهُوَ حقٌّ ثابتٌ بإجماعِ أهلِ الحقِّ، وأنْكَرَه الخوارِجُ وبعضُ المعتزِلةِ، وقد تَوَاتَرَت الأحاديثُ في إثباتِ الحوْضِ. قال ابنُ القيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قد رَوى أحاديثَ الحوضِ أربعون مِن الصَّحابةِ، وكثيرٌ منها أو أكثرُها في الصَّحيحِ، اهـ.
وقال الحافِظُ جلالُ الدِّينِ السيوطيُّ في كتابِه البُدورُ السَّافِرةُ: وَرَدَ ذِكْرُ الحوْضِ مِن روايةِ بضعةٍ وخمسين صحابِياًّ، منهم الخلفاءُ الأربعةُ الرَّاشِدون، وحفَّاظُ الصَّحابةِ المكْثِرون -رضي اللَّهُ عنهم-، ثم ذَكَرَ الأحاديثَ واحداً واحداً. انتهى. فمنها ما رَواهُ البخاريُّ عن أنسٍ أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((إِنَّ قَدْرَ حَوْضِي مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى صَنْعَاءَ الْيَمَنِ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الأَبَارِيقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ)).
وروى البخاريُّ ومسلمٌ عن جُندُبِ بنِ عبدِ اللَّهِ البَجليِّ -رضي اللَّهُ عنه- قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقولُ: ((أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ …)) والفَرَطُ الذي سَبَقَ إلى الماءِ، وفي "الصَّحيحَيْنِ" وغيرِهما مِن حديثِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ -رضي اللَّهُ عنهما- قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لاَ يَظْمَأُ أَبَداً))، وفي روايةٍ: ((حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ، وَمَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الْوَرِقِ)) وَهِيَ عندَهما أيضاً، إلى غيرِ ذَلِكَ مِن الأحاديثِ المتَواتِرةِ في إثباتِ الحوْضِ، فيجبُ الإيمانُ بِذَلِكَ واعتقادُ ثُبوتِه.
قولُه: (وفي عَرْصةِ القيامةِ) ظاهرُه أنَّ الحوْضَ قَبْلَ الصِّراطِ؛ لأنَّه يَختلِجُ ويُمنعُ منهُ أقوامٌ قد ارتَدُّوا على أعقابِهم، ومِثلُ هؤلاء لا يُجاوِزون الصِّراطَ، وروى البخاريُّ عن سهلِ بنِ سعدٍ الأنصاريِّ، قال: قال رسولُ اللَّهِ –صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: ((إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَداً، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونَنِي، ثُمَّ يُحَالُ بِيْنِي وَبَيْنَهُمْ)).
قولُه: (الحوضُ المورودُ للنَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-) ظاهرُه أنَّ الحوضَ خاصٌّ بِهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- دُونَ غيرِه مِن الأنبياءِ والمُرسَلِينَ، ولكنْ جاءَ في عِدَّةِ أحاديثَ أنَّ لِكُلِّ نبيٍّ حوضًا تَرِدُ عليه أُمَّتُه، وإنَّما الحوضُ الأعظمُ مختصٌّ بِهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- لا يَشْرَكُه فيه غيرُه، فحوْضُه -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- هُوَ أعظمُ الحياضِ وأحْلاها وأكثرُها وَارِداً، كما أَخْرجَ التِّرمذيُّ مِن حديثِ سَمُرةَ رَفَعَه: ((إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضاً وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى حَوضِهِ بِيَدِهِ عَصاً يَدْعُو مَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّتِهِ، إِلاَّ أَنَّهُمْ يَتَبَاهُوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ تَبَعاً، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَبَعاً))، واختُلِفَ في الميزانِ والحوضِ أيُّهما يكونُ قَبلَ الآخرِ، فقيل: الميزانُ، وقيل: الحوضُ. قال أبو الحسَنِ القابسيُّ: والصَّحيحُ أنَّ الحوضَ قَبلُ. قال القرطبيُّ: والمعنى يَقتضِيه، فإنَّ النَّاسَ يَخرجون عِطاشا مِن قُبورِهم فيُقدَّم قَبلَ الميزانِ والصِّراطِ. قال القرطبيُّ: هُما حوضانِ الأوَّلُ قَبلَ الصِّراطِ وقَبلَ الميزانِ على الأصحِّ، فإنَّ النَّاسَ يَخرجون عِطاشاً مِن قُبورهِم، فيَرِدُونه قَبلَ الميزانِ، والثَّاني: في الجَنَّةِ، وكِلاهما يُسمَّى كَوْثرا، كما روى مسلمٌ في "صحيحهِ" عن أنسٍ قال: بَيْنَا رسولُ اللَّهِ بين أظْهُرِنا إذْ أغْفَى إغفاءةً ثم رَفعَ رأسَه مُبتسِما، فقلنا: ما أَضحككَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: ((أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفاً سُورَةٌ))، فقرأ: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)، ثم قال: ((أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ))؟ قلنا: اللَّهُ ورسولُه أعلمُ، قال: ((فِإنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَهُوَ حَوْضِي، تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ يُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي، فَيُقَالُ: أَمَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ)).


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان, بالحوض

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir