المتن:
فصل:
والمؤمنون يرون ربهم في الآخرة.
الشرح:
انتهى من الكلام على القرآن الذي هو من كلام الله سبحانه وتعالى ,وانتقل إلى صفة من صفات الله عظيمة ,وهي الرؤية.
المتن:
والمؤمنون يرون ربهم.
الشرح:
رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ,كما تواترت بذلك السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ,وكما دل على ذلك القرآن الكريم، قال الله سبحانه وتعالى: { وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة } , { ناضرة } الأولى بالضاد من النضرة وهي البهجة، فوجوه المؤمنين يوم القيامة تكون نضرة مستنيرة بهجة، وأما { ناظرة } الثانية فهي بالظاء المشالة ,من النظر , وعدي بإلى , وإذا عُدي النظر بإلى فمعناه المعاينة بالأبصار ,{ إلى ربها ناظرة } أي: تنظره يوم القيامة عياناً ,وهي وجوه المؤمنين النضرة الحسنة ,تنظر إلى وجه ربها فيزيدها ذلك بهجة وجمالاً ونوراً وفرحاً وسروراً ,فالنظر إذاتعدي بإلى فمعناه المعاينة بالأبصار ,وإذا عُدي بنفسه { انظرونا نقتبس من نوركم } فمعناه الانتظار ,أي: انتظرونا ,يقول المنافقون للمؤمنين يوم القيامة: انتظرونا نقتبس من نوركم؛لأن المؤمنين يعطون نوراً يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ,والمنافقون يعطون نوراً في أول الأمر ثم يطفأ والعياذ بالله ,ويصيرون في ظلمة ,وهم مأمورون بالسير.
فيقولون للمؤمنين: { انظرونا } ,أي:انتظرونا حتى نقتبس من نوركم؛لأنهم في ظلام دامس , { قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم } يعني: في الدنيا { قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور }.
كانوا في الدنيا مع المؤمنين يصلون ويصومون ويجاهدون ,لكنه ليس عن إيمان ,وإنما هو نفاق والعياذ بالله ,فيعطون نوراً يوم القيامة من باب الخديعة والمكر بهم ,كما أنهم يمكرون في الدنيا مكر الله بهم، أعطاهم نوراً ثم سلبه منهم، وذلك لشدة حسرتهم والعياذ بالله.
الشاهد: أنه إذا عُدي النظر بنفسه فهو معناه الانتظار { انظرونا نقتبس من نوركم } ,{ هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله } أي: ما ينتظر هؤلاء إلا قيام الساعة، فإذا عُدي بنفسه فمعناه الانتظار ,وإذا عدي بـ (في) { قل انظروا ماذا في السماوات والأرض } , فإذا عدي بـ (في) فمعناه التفكر والاعتبار , { قل انظروا ماذا في السماوات والأرض }.
يعني: تفكروا في مخلوقات الله سبحانه وتعالى.
فالنظر إذا عدي بـ (إلى) فمعناه المعاينة بالأبصار ,وإذا عدي بنفسه فمعناه التوقف والانتظار ,وإذا عدي بـ (في) فمعناه التفكر والاعتبار، { أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض } ,{ ينظروا في ملكوت } عدي بـ (في)، معناه يتفكر , { أولم يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض }.
المتن:
والمؤمنون يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم.
الشرح:
بأبصارهم؛رداً على من يقول: إنهم ينظرون إلى جنته ,وإلى نعمته ,ينظرون إلى الله يعني: إلى جنته. وهذا تحريف لكلام الله عز وجل ,بل ينظرون إلى الله بأبصارهم رؤية حقيقية , ليس بينهم وبينه حجاب؛إكراماً لهم ,حيث عبدوه في الدنيا وهم لم يروه، وإنما عبدوه إيماناً به سبحانه وتعالى ,واستدلالاً بآياته الكونية والقرآنية، عبدوه بالإيمان والتصديق ,فالله جل وعلا يوم القيامة يجازيهم على ذلك؛بأن يتجلى لهم فيرونه عياناً، الذين عبدوه في الدنيا ولم يروه ,بل اعتمدوا في ذلك على الإيمان والتصديق ,أكرمهم الله يوم القيامة بأن تجلى لهم.
وأما الذين كفروا بالله عز وجل فإن الله يحجبهم عن رؤيته يوم القيامة ,كما قال تعالى: { كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } يعني: الكفار محجوبون عن رؤيته سبحانه وتعالى ؛ لأنهم كفروا به في الدنيا , ولم يصدقوا بربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى ,فحجبهم الله يوم القيامة؛عقوبة لهم، ودل ذلك على أن المؤمنين يرونه , إذا حجب الكفار عن رؤيته ,فهذا دليل على أن المؤمنين يرونه سبحانه وتعالى ,وقال تعالى: { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة } ,{ للذين أحسنوا } يعني: العمل في الدنيا , { الحسنى } وهي الجنة ,{ وزيادة } وهي النظر إلى وجه الله ,كما فسرها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ,كما في صحيح مسلم: أن الزيادة هي النظر إلى وجه الله سبحانه وتعالى.
هذه أدلة القرآن على رؤية الله سبحانه وتعالى , والسنة فيها أحاديث كثيرة متواترة ,كما ذكر ذلك الإمام ابن القيم في كتابه (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) يعني: الجنة , وذكر الرؤية وأنها متواترة، وذكر الأحاديث كلها الورادة فيها في هذا الكتاب العظيم ,فالرؤية متواترة في السنة، وهي مذهب أهل السنة والجماعة ,المؤمنون يرون ربهم في القيامة، يرونه في موضعين: في عرصات القيامة , في المحشر يرون ربهم سبحانه ,وفي الجنةإذا دخلوا الجنة يرونه رؤية تنعم وإكرام.
ذهب المعتزلة وأشباههم ومشتقاتهم إلى نفي الرؤية ,قالوا: لأن الرؤية لا تكون إلا لجسم ,والأجسام متشابهة ,فإذا أثبتنا الرؤية أثبتنا أن الله جسم ,والأجسام متشابهة، هذا مثل منهجهم في الصفات كلها، وهذا أمر باطل، أنا أقول: المؤمنون يرون ربهم ,ولا يلزم من ذلك ما تقولون وهو التشبيه؛ فإن الله جل وعلا لا يشبهه شيء، وفي الحديث: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ,وكما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب ,لا تُضامُون - أو لا تَضامُّون - في رؤيته) سبحانه وتعالى , وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: كيف نرى ربنا وهو واحد ونحن جميع ؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم ضرب لهم مثلاً من المخلوقات يرونه ولا يحصل زحام , وهو القمر ليلة البدر ,كل يراه وهو في مكانه ولا يتزاحمون , وكذلك الشمس يرونها وهم كلفي مكانه ,ولا يتزاحمون ,فإذا كان هذا في المخلوق ,مخلوق من مخلوقات الله، فإن الله جل وعلا أعظم وأجل ,يُرى ولا يحصل زحام أو تزاحم في رؤيته أو تضام (لا تُضامُون - أو تَضامُّون - في رؤيته) سبحانه وتعالى.
فهذا تشبيه للرؤية بالرؤية؛ رؤية الله جل وعلا برؤية الشمس والقمر ,وليس تشبيها للمرئي بالمرئي، فالله لا يشبه القمر ولا يشبه الشمس ,ولا يشبهه شيء من خلقه سبحانه وتعالى ,وإنما هذا تشبيه للرؤية بالرؤية ,وليس تشبيها للمرئي بالمرئي، استدل النفاة بقوله تعالى: { لا تدركه الأبصار } قالوا: هذا دليل على نفي الرؤية.
نقول: هذا كلام باطل؛ لأن الآية ليس فيها نفي الرؤية، وإنما فيها نفي الإدراك ,وليس كل ما يرى يدرك ,تراه لكن لا تدركه، يعني: لا تحيط به ,وإنما تراه مجرد رؤية ,ولا يلزم من هذا أنك رأيته كله ,وأحطت به، الشمس مثلاً ولله المثل الأعلى: أنت ترى الشمس لكن هل تحيط بها؟ ما تحيط بها ,وهي مخلوقة ,فكيف بالخالق سبحانه وتعالى؟!
فالآية ليس فيها نفي الرؤية ,وإنما فيها نفي الإدراك ,بل إن قوله: { لا تدركه الأبصار } يدل على الرؤية ,دل على أنها تراه ,لكنها لا تدركه ,يعني: لا تحيط به سبحانه وتعالى , وأنت إذا رأيت الشيء لا يلزم أنك تحيط به , فلا تلازم بين نفي الرؤية ونفي الإدراك أبداً , نفي الإدراك غير نفي الرؤية، استدلوا بقوله تعالى لموسى: { لن تراني } , { قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني } ,قالوا: فهذا دليل على نفي الرؤية.نقول لهم: هذا في الدنيا ,موسى عليه السلام سأل ربه أن يراه في الدنيا ,والله جل وعلا لا يرى في الدنيا ,لا يستطيع أحد أن يراه في الدنيا؛لضعف البشر.
والنفي إذا جاء بـ (لن) فإنه ليس نفياً مؤبداً ,وإنما هو نفي موقت ؛ بدليل قوله تعالى في اليهود: { قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه أبداً } ,نفى عن اليهود أن يتمنوا الموت في الدنيا، لكن في الآخرة يتمنونه ,{ قالوا يا مالك ليقض علينا ربك } يعني: يطلبون الموت؛ليستريحوا من النار، فهم في الآخرة يتمنون الموت مع أنه قال عنهم في الدنيا: { ولا يتمنونه أبداً }.سورة البقرة: آية (94، 95)
فدل على أن النفي بـ (لن) ليس للتأبيد، والذي في الآية: { لن تراني } لم يقل: لا تراني، وإنما قال: { لن تراني } وهذا في الدنيا، فلا أحد يرى الله في الدنيا؛لضعف أجسام الناس ومداركهم عن رؤية الله، أما في الآخرة فإن الله يعطي المؤمنين قوة يستطيعون بها أن يروا ربهم سبحانه وتعالى ,وأمور الآخرة تختلف عن أمور الدنيا.
لكن هنا نقطة ,وهو أن بعض الشراح ,سامحهم الله ,يقول: رؤية الله في الدنيا مستحيلة، هذا غلط ,رؤية الله ليست مستحيلة ,بل هي ممكنة في الدنيا , ولكن البشر يعجزون عنها لضعفهم الحسي.
ولهذا سأل موسى عليه السلام ,سأل ربه ,ولو كانت رؤيته في الدنيا غير ممكنة ,أو أنها مستحيلة ,ما كان يليق بموسى أن يسأل شيئاًلا يجوز ,أو أن يسأل شيئاً مستحيلاً ,فليست مستحيلة ,ولكن غير ممكنة ؛ لضعف مدارك الناس في هذه الحياة ,وإلا هي في حد ذاتها ليست مستحيلة؛ لأن موسى سأل ربه الرؤية ,وموسى لا يسأل المستحيل ,ولا يسأل المحرم.
المتن:
والمؤمنون يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم ويزورونه.
الشرح:
ويزورونه كما جاء في حديث أبي هريرة في أنهم يزورونه جل وعلا يوم الجمعة ,أو ما يوافق يوم الجمعة في الدنيا ,فيتجلى لهم سبحانه وتعالى في هذا اليوم، ولهذا يسمى هذا اليوم بيوم المزيد، كما في حديث أبي هريرة ,وهو في الصحيح.
المتن:
ويكلمهم ويكلمونه.
الشرح:
يسلم عليهم ,ويردون عليه السلام ,ويكلمهم ,ويكلمونه ,ولهذا جاء في الحديث: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه يوم القيامة ,ليس بينه وبينه ترجمان).
المتن:
قال الله تعالى: { وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة }.
الشرح:
{ وجوه يومئذ ناضرة } الأولى من النضرة وهي الحسن والبهاء بالضاد , { إلى ربها ناظرة } بالظاء ,تنظر إلى ربها عياناً إكراماً لها، والمعطلة يقولون: { إلى ربها } (إلى) جمع نعمة , { إلى ربها } أي: إلى نعمه؛ لأن الآلاء هي النعم، فيقولون: إلى أنها مثل آلاء، { فبأي آلاء ربكما تكذبان } أي: بأي نعمه تكذبان، وهل يتفق إلى مع آلاء؟
في أي لغة هذا؟! و (إلى) حرف جر ,وليس جمع نعمة ,أو جمع آلاء، لكن الذي حملهم على هذا هو - والعياذ بالله - التعصب للمذهب ,وهذا تحريف لكلام الله عز جل.
المتن:
وقال تعالى: { كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون }.
الشرح:
فإذا كان يحجب الكفار عن رؤيته يوم القيامة ,فهذا دليل على أن المؤمنين يرونه، وإنما يُحجب عن الرؤية الكفار فقط؛إهانة لهم ,الذين كفروا به في الدنيا حُجبوا عن رؤيته يوم القيامة، والذين آمنوا به في الدنيا أُكرموا برؤيته , وقرت عيونهم برؤيته سبحانه؛جزاء لهم.
المتن:
فلما حُجِب أولئك في حال السخط.
الشرح:
هذا وجه الاستدلال.
المتن:
دل على أن المؤمنين يرونه في حال الرضى ,وإلا لم يكن بينهما فرق.
الشرح:
نعم. ولهذا يقول الشافعي رحمه الله: إذا كان حجب أعداءه عن رؤيته فهذا دليل على أن أولياءه يرونه سبحانه وتعالى ,وإلا لم يكن هناك فرق بين المؤمنين والكافرين، لو كان الله لا يرى في الآخرة ما كان هناك فرق بين المؤمنين والكافرين.
المتن:
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تُضامُّون في رؤيته).
الشرح:
أو لا تَضامُّون ,يعني: ما تجتمعون بمكان واحد ويحصل زحام، الله جل وعلا أبين من كل شيء, فالناس يرونه سبحانه من غير مزاحمة ,كل في مكانه ومنزله.
المتن:
حديث صحيح متفق عليه , وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية.
الشرح:
رؤية الله برؤية الشمس والقمر , وليس تشبيهاً للمرئي بالمرئي , افهموا الفرق.
المتن:
لا للمرئي بالمرئي؛ فإن الله تعالى لا شبيه له ولا نظير.
الشرح:
نعم. ولهذا قال: (ترون ربكم كما ترون...) تشبيه للرؤية بالرؤية.
الأشاعرة أرادوا أن يخرجوا من مذهب المعتزلة؛لأنهم لا يستطيعون نفي الرؤية ,وهي ثابتة ,فأرادوا أن يخرجوا من مذهب المعتزلة، لكن أدركتهم الشقاوة فقالوا: الله جل وعلا يرى ,لكن لا في الجهة؛ لأنهم ينفون العلو ,ينفون علو الله سبحانه وتعالى.
ونقول: هذا كلام باطل ,بل الله جل وعلا يرى ,وهو في جهة العلو سبحانه وتعالى , يرى وهو في جهة العلو.
المتن:
فصل:
ومن صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد ,لا يكون شيء إلا بإرادته.
الشرح:
هذا دخول في صفة ثانية من صفات الله ,وهي القضاء والقدر ,وأن الله سبحانه وتعالى قضى وقدركل ما يقع في هذا الكون من أوله إلى آخره، لا يكون في ملكه ما لا يريد سبحانه وتعالى، كل شيء بقضائه وقدره وإرادته ومشيئته وخلقه وإيجاده سبحانه وتعالى ،وذلك أن الإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة كما قال صلى الله عليه وسلم: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ,وتؤمن بالقدر خيره وشره)
قوله: (وتؤمن بالقدر خيره وشره) هذا دليل على أن الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان الستة، ومن أصول الإيمان ,فمن جحده جحد ركناً من أركان الإيمان ,وأصلاً من أصول الإيمان.
والإيمان بالقضاء والقدر يتضمن أربع مراتب:
المرتبة الأولى: أن الله علم ما كان وما يكون في علمه الأزلي ,الذي هو موصوف به أزلاً وأبداً.
المرتبة الثانية: ثم كتب ذلك في اللوح المحفوظ ,الذي كتب فيه كل ما يكون إلى أن تقوم الساعة.
المرتبة الثالثة: أنه لا يكون في هذا الكون من إيجاد شيء أو هلاك شيء ,أو موت أو حياة أو وجود أو عدم ,إلا بمشيئته سبحانه وتعالى ,وإرادته ,فإذا أراد شيئاً كما قال الله: { إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون } ,فلا يكون في هذا الكون من حياة أو موت أو خير أو شر أو مرض أو صحة أو خصب أو جدب أو غير ذلك ,إلا بمشيئة الله وإرادته سبحانه وتعالى , لا يكون في ملكه ما لا يريد.
المرتبة الرابعة: أنه إذا أراد شيئا وشاءه ,خلقه وأوجده ,سبحانه ,فلا يكون في هذا الكون إلا ما خلقه الله وأوجده الله كما قال تعالى: { الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل } فهو المنفرد بالخلق والإيجاد ,وقال سبحانه وتعالى: { والله خلقكم وما تعملون } ,فأعمال العباد من جملة الأشياء التي يخلقها الله جل وعلا ,علمها وكتبها وشاءها وأرادها وخلقها وأوجدها في مواقيتها ,في مواقيتها التي شاءها سبحانه وتعالى ,فهي أفعال العباد , فعلوها بإرادتهم ومشيئتهم وقدرتهم ,وهي خلق الله جل وعلا وإيجاده سبحانه وتعالى ,هذا هو ملخص الإيمان بالقضاء والقدر ,وأنه لا بد من هذه الأربع المراتب.