دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ذو القعدة 1442هـ/29-06-2021م, 10:51 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسام عاشور مشاهدة المشاركة
1-قول زر بن حبيش: ( الظنين المتّهم، وقي قراءتكم {بضنين} والضنين البخيل)
التخريج:
-أخرجه الطبري والفراء من طريق عاصم ابن أبي النجود عن زر بن حبيش به
التحرير:
القراءات : ذكر ابن الجزري في النشر أن قراءة الظاء المشالة قرأ بها (ابْنُ كَثِيرٍ، وَأَبُو عَمْرٍو ، وَالْكِسَائِيُّ، وَرُوَيْسٌ)
ثم قال (وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّادِ، وَكَذَا هِيَ فِي جَمِيعِ الْمَصَاحِفِ) (النشر في القراءات العشر,ص 338)
فكلا القراءتين متواتر وصحيح قاله ابن كثير

المعنى على كل قراءة:
1- بضنين :البخيل
قول سفيان بن عيينه ذكره ابن وهب وابن جرير,وقول إبراهيم النخعي ذكره عنه عبدالرزاق وابن جرير وقول زر بن حبيش ومجاهد وابن زيد ذكره عنه ابن جرير
ذكره من أهل العربية: (الفراء عن زر بن حبيش وذكره كذلك أبو عبيدة والأخفش وبن المبارك وابن قتيبة والزجاج وثعلب ومكي)
ورجحه:ابن جرير لأن عليه خطوط مصاحف المسلمين
ويجاب عنه بما أورده ابن عاشور أن تواتر القراءة أقوى من تواتر الخط إن كان للخط تواتر

وفي ذلك المعنى تفصيل في المعنى:
-غير بخيل بتعليمهم ما علمه الله وأنزل إليه من كتاب :على أن الغيب هو القرآن
ويشهد له تتمة القول عند زر بن حبيش وابن زيد (...الغيب :القرآن) وقول قتادة(إن هذا القرآن غيب...) ذكره عنهم ابن جرير
-لم يطلب منكم أجرا: على أن الغيب هو الأمور الغيبية
كما يفعل الكهان يتلقون الأخبار من الجن ويطلبون عليه أجرا ,ففرق بينه وبين الكهان , قال تعالى:"وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ" الحاقة, "إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ" المائدة ذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى وابن عطية وابن عاشور في تفسيرهما
-لم يكتم من الغيب شيئا : وتكون ضنين كناية عن الكتمان ويكون حرف على بمعنى الباء لتضمين معنى الحرص قال تعالى في حق أهل الكتاب:"تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا"الأنعام , ذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى ابن عاشور في تفسيره

2- بظنين :المتهم
قول سفيان بن عيينه ذكره عنه ابن وهب وابن جرير وقول إبراهيم النخعي ذكره عنه عبدالرزاق وابن جرير وقول ابن عباس وسعيد بن جبيروإبراهيم النخعي وزر بن حبيش والضحاك ذكره عنهم ابن جرير
ذكره من أهل العربية: (الفراء عن زر بن حبيش وذكره كذلك أبو عبيدة والأخفش وبن المبارك وابن قتيبة والزجاج وثعلب ومكي و سيبويه والمبرد)
ورجحه: أبوعبيدة لأنّ قريشاً لم تبخّل محمّداً وإنما كذّبته, ذكره عنه ابن عطية
ويجاب عنه بما أورده ابن كثير وابن عاشور بأن كلا القراءتين صحيح متواتر

ويكون المعنى على ذلك:
-غير متهم بالكذب بل هو ثقة صادق أمين
وذكرابن جرير والفراء وابن عطية معنى آخر:
-ضعيف :من الظنون أي القليل كما في ( ماءٌ شريب، وشروب، وقروني، وقريني)
والمعنى أي هو محتمل له مطيق
التوجيه:
كلا القراءتين صحيح وبهما نزل القرآن وحمل التأويل عليهما يثري المعنى
قال أبو عمرو الداني " انْتَفَى عَنهُ الْأَمْرَانِ جَمِيعًا فَأخْبر الله تَعَالَى عَنهُ بهما فِي الْقِرَاءَتَيْن"(الأحرف السبعة ص49)
فالنبي صلوات ربي وسلامه عليه لم يبخل ولم يكتم ولم يطلب أجرا وغير متهم بالكذب وهو قادر على حمل الرسالة

2-قول أبي العالية الرياحي في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} قال: (قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم)

التخريج:
أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق داود بن أبي هند، عن أبي العالية ,ورواه عبد بن حميد كما في الدر المنثور
واختلفت ألفاظ الروايات:
ففي رواية عبد الأعلى: هم اليهود والنّصارى والمجوس، أصابوا ذنوبًا في كفرهم فأرادوا أن يتوبوا منها، ولن يتوبوا من الكفر، ألا ترى أنّه يقول: {وأولئك هم الضّالّون}
-وفي رواية سفيان: {لن تقبل توبتهم} قال: تابوا من بعضٍ، ولم يتوبوا من الأصل
-وفي رواية ابن أبي جعفر عن أبيه : هم اليهود والنّصارى يصيبون الذّنوب فيقولون نتوب وهم مشركون، قال اللّه عزّ وجلّ: لن تقبل التّوبة في الضّلالة
-وفي رواية أبوخالد: هم اليهود والنّصارى أذنبوا في شركهم، ثم تابوا لم يقبل منهم ولو تابوا من الشّرك قبل منهم
-وفي رواية يزيد بن زريع: لو كانوا على الهدى قبلت توبتهم ولكنّهم على ضلالٍ
التحرير:
في الأقوال عدة مسائل :
أولاً-من المقصود بالذين كفروا
1-هم اليهود :قول قتادة ذكره عنه ابن جرير وابن أبي حاتم
2-هم اليهود والنصارى: قول الحسن وأبي العالية ذكره عنهما ابن جرير وابن أبي حاتم وابن عطية
*ورجحه ابن جرير قال لأن الآيات قبلها وبعدها فيهم نزلت
3-هي عامة في كل الّذين كفروا بعد إيمانهم بأنبيائهم : قول مجاهد والسدي ذكره عنهما ابن جرير وابن أبي حاتم ,ومفهوم من كلام ابن كثير
4-أنها خاصة بقوم بأعيانهم من المرتدين ختم الله عليهم بالكفر وفيهم نزلت آية (آل عمران 86) "كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم "ذكره ابن عطية وذكره كذلك ابن كثير ونسبه لابن عباس ولم يذكر الزجاج والنحاس غيرهم
التوجيه:
الأقوال لا تعارض بينها ,وجميعهم تشملهم الآيات وهي من قبيل التفسير بالمثال والقول الثالث أعمهم وأشملهم ويدخل فيه باقي الأقوال وأكثرهم تعلقا بالنص وبسياق الآيات هو القول الأول وقد رجحه ابن جرير

ثانياً-المراد بالكفر بعد الإيمان والمراد بزيادة الكفر:

في الآية كفران : إيمان ,ثم كفر أول , ثم كفر آخر
1-على القول بأنهم اليهود : فيكونوا كفرهم الأول بعيسى بعد إيمانهم بموسى ثم كفر آخر بمحمد صلوات ربي وسلامه عليهم جميعا قول قتادة ذكره عنه ابن جرير
*ورد هذا القول ابن عطية لأن ليس كل من كفر بعيسى كفر أيضا بمحمد بل من اليهود من آمن بمحمد وقال(والآية على هذا التأويل تخلط الأسلاف بالمخاطبين)
2-على القول بأنهم اليهود والنصارى : فيكون اليهود كما سبق ,ويكون النصارى كفرهم الأول بعيسى فعبدوه وألهوه بعد إيمانهم به ثم كفر آخر بمحمد صلى الله عليه وسلم ذكره ابن عاشور
-أو أنهم آمنوا بأنبيائهم ثم كان كفرهم الأول بمحمد ثم ازدادوا كفرا إما بذنوب أصابوها وأقاموا عليها قول رفيع وأبو العالية , أو بموتهم عليها قول الحسن وقتادة ذكره عنهم ابن جرير
3-وعلى القول بأنها عامة في الّذين كفروا بعد إيمانهم بأنبيائهم : فيدخل فيهم كل من آمن بنبيه ثم كفر وتكررت ردته جرير ,وذكره ابن جريرفي تفسيره وابن تيمية(مجموع الفتاوى ج16,ص18) ,قال ابن عطية ويدخل فيهم المرتدون عن الإسلام
وتكون زيادتهم في الكفر تمامهم عليه قول مجاهد ذكره عنه ابن جرير
او زيادتهم في الكفر موتهم عليه قول السدي ذكره عنهم ابن جرير
وفي هذه الحالة تكون الآية بعدها "إن الذين كفروا وماتوا..." من التوكيد اللفظي بالمرادف ليبنى عليه التفريع بقوله "فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا..." [قاله؟]
التوجية:
الأقوال كلها من باب التفسير بالمثال ولاتعارض بينها وأعمهم وأشملهم القول الثالث وتدخل فيه بقية الأقوال

ثالثاً-سبب عدم قبول التوبة : وعد الله عباده بقبول التوبة ولو كانت من كفر ,فلابد من تخصيص هاهنا يفسر علة عدم قبول التوبة:
1-إما لأنهم أظهروا التوبة وأضمروا خلاف ذلك: قول أبو العالية ذكره عنه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن عطية وذكره كذلك الزجاج والنحاس وابن عاشور [قول أبي العالية يفيد أنهم تابوا من ذنوب أصابوها وهم على الكفر، فتابوا من الذنب ولم يتوبوا من الأصل، كما يفعل بعض اليهود والنصارى اليوم]
2-أو لأنهم تابوا عند حضور الموت في وقت الحشرجة والغرغرة :قول الحسن وقتادة والسدي ذكره عنهم ابن جرير وابن أبي حاتم وابن عطية
ورده ابن جريرقال لأنه لو تاب قبل موته بطرفة عين قبل منه ربه وجرت عليه أحكام المسلمين وإن قصد بالحشرجة والغرغرة بعد حضور الموت فلا توبة بعد الموت ,إذ لا منزلة بين الموت والحياة لا تقيل فيها التوبة
*وفي هذا نظر لأن رد توبة من أصر على الكفر والمعاصي حتى حضره الموت مذكورة في غير موضع:
-"وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ"النساء (18)
-"حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ(90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِين(91)"يونس
-"حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ(100)"المؤمنون

*قلت والمراد والله تعالى أعلى وأعلم ,أنه من تأخرت توبته لوقت حضور الموت والغرغرة قد سبق في علم الله أنه لو رد لعاد لما كان عليه من المعاصي كما في آية سورة الأنعام "... وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ(28)"الأنعام ,لذلك لا تقبل توبته

3-أن المقصود بعدم قبوله هو توبتهم قبل الكفر الآخر لأن الكفر أحبطها قول مجاهد ذكره عنه ابن جرير وذكره كذلك النحاس وابن تيمية في مجموع الفتاوى
وهذا أيضا رده ابن جرير لأن الله وصفهم بإيمان بعده كفر ثم زيادة كفر وليس في الآيات قبل الكفر الاخر توبة ليحبطها
قال ابن عاشور إنما ذلك يحسن تأويله في آية سورة النساء " إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا"
4-أن المقصود بعدم قبول التوبة هو توبتهم من المعاصي مع إقامتهم علي الكفر لأن الله لا يقبل توبة مشرك (إلاّ الّذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ) قبول التوبة مشروط بإيمانهم بمحمد وكفهم عن الذنوب ذكره ابن جرير ورجحه وذكره كذلك ابن عطية
5-أن الآية نزلت في قوم بأعيانهم من المرتدين حكم الله فيهم أنهم يموتوا [يموتون] على الكفر فلم يوفقهم لتوبة ابتداءا ذكره ابن عطية ومفهوم من كلام ابن كثير
التوجيه:
لما وعد الله عباده بقبول التوبة" إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"الزمر(53) ,ولو كانت من كفر قبلت "قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ"الأنفال(38)
لذلك اجتهد العلماء في تخصيص عدم قبول التوبة في الآيات وكلها من سبيل ضرب الأمثلة لحالات عدم قبول التوبة إلا القول الثالث فإنه أقرب لتفسير آية (النساء) منه لآية (آل عمران)

3-قول سعيد بن جبير في الصاحب بالجنب قال: (الرفيق في السفر)
التخريج:
أخرجه سفيان الثوري في تفسيره عن ابي بكير عن سعيد بن جبير به , كما عند النهدي [موسى بن مسعود النهدي راوي كتب ومنه تفسير سفيان الثوري، فلا حاجة للإحالة عليه]
وأخرجه عبدالرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق سفيان الثوري عن أبي بكير عن سعيد بن جبير باختلاف في اللفظ
ففي رواية عبدالرحمن عند ابن جرير بلفظ الرفيق في السفر
وفي رواية أبودكين عند ابن جرير , ورواية أبو نعيم عند ابن أبي حاتم بلفظ الرفيق الصالح [أبو نعيم هو لقب الفضل بن دكين، فهما واحد]
التحرير:
1-رفيق السفر: قول ابن عباس وعبدالله ابن مسعود وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك ذكره عنهم ابن جرير
وذكره ابن أبي حاتم كذلك عنهم وزاد عكرمة وزيد بن أسلم ولم يذكر قول ابن مسعود والضحاك
وذكره كذلك الفراء وأبوعبيدة وابن المبارك وابن قتيبة والزجاج والنحاس ومكي وابن عطية وابن كثير
2-إمرأة الرجل : [امرأة، بألف وصل] قول علي وعبدالله بن مسعود وابن عباس وعبدالرحمن بن أبي ليلى وإبراهيم النخعي ذكره عنهم ابن جرير وذكره ابن أبي حاتم كذلك عنهم وزاد الحسن، وسعيد بن جبيرٍ في إحدى الرّوايات نحو ذلك , ولم يذكرقول ابن عباس
وذكره عبد حميد من قول علي وابن مسعود كما في الدر المنثور
وذكره كذلك ابن المبارك والنحاس وثعلب ومكي وابن عطية وابن كثير
3-الذي يلزمك ويصحبك رجاء نفعك :قول ابن عباس وابن زيد ذكره عنهم ابن جرير عطية وذكره كذلك الأخفش وابن عطية وابن كثير

التوجيه:
الجنب :أي الذي يَقْرُبُ مِنْكَ ويكونُ إِلَى جَنْبِك(ابن منظور, لسان العرب ,ص267)
والصاحب بالجنب أي الصاحب إلى جنبك قاله الأخفش ,أو هو الذي يلزمك ويرافقك وينزل إلى جانبك قاله ابن المبارك
والمعنى يشمل ذلك كله ولا تعارض بين الأقوال وإنما هي من باب التفسير بالمثال
ذلك أن جميعهم يشملهم وصف الصحبة والملازمة وقد أوصى الله بهم جميعا
ويشهد لمعنى الصاحب بالسفر ما أخرجه ابن جرير عن النبي:
حدّثنا سهل بن موسى الرّازيّ، قال: حدّثنا ابن أبي فديكٍ، عن فلان بن عبد اللّه، عن الثّقة، عنده: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان معه رجلٌ من أصحابه وهما على راحلتين، فدخل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في غيضةٍ طرفاء، فقطع قصيلين
أحدهما معوجٌّ والآخر معتدلٌ، فخرج بهما فأعطى صاحبه المعتدل وأخذ لنفسه المعوجّ، فقال الرّجل: يا رسول اللّه بأبي أنت وأمّي، أنت أحقّ بالمعتدل منّي. فقال: كلاّ يا فلان، إنّ كلّ صاحبٍ يصحب صاحبًا مسئولٌ عن صحابته ولو ساعةً من نهارٍ

وأخرج كذلك عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ خير الأصحاب عند اللّه تبارك وتعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند اللّه خيرهم لجاره.
قال ابن جرير وإن كان الصاحب أولى لظاهر النص ولدلالة حديث النبي ,إلا أن جميعهم معنيّون بذلك، وبكلّهم قد أوصى اللّه بالإحسان

4-قول سعيد بن المسيّب في قول الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: (إنما ذاك في الصلاة)
التخريج:
أخرجه ابن جرير من طريق ابن جريجٍ عن عبد اللّه بن كثيرٍ، عن مجاهدٍ عن سعيد بن المسيّب به
التحرير:
اختلف في المراد بالدعاء
1-الصلوات الخمس: قول ابن عباس وإبراهيم النخعي ومجاهد والحسن والضحاك وقتادة وعبدالله بن عمر وسعيد بن المسيب وعبدالرحمن بن أبي عمرة وعامر ذكره عنهم ابن جرير
وذكره ابن أبي حاتم عن مجاهد ابن عباس وجاهد والنخعي
ورواه آدم بن أبي إياس في تفسيره من قول مجاهد -كما عند الهمذاني [نفس الملحوظة التي وردت على تفسير سفيان الثوري]

وفصل بعضهم فخصص بعض الصلوات:
صلاة الصبح والعصر:مجاهد وقتادة ذكره عنهما ابن جرير
وذكرابن أبي حاتم صلاة الصبح :من قول مجاهد والضحاك , وصلاة العصر : من قول مجاهد ,وزاد صلاة العشا من قول عمرو بن شعيب
الصف الأول : من قول ابن عباس ذكره ابن جرير وابن عطية
*وكل ذلك داخل تحت تأويل الصلوات الخمس

2-الذكر: قول إبراهيم النخعي ومنصور ذكره عنهم ابن جرير, ورواه ابن أبي حاتم وسعيد بن منصورعن إبراهيم النخعي
3-قراءة القرآن : قول أبي جعفر ذكره عنه ابن جرير وابن أبي حاتم
4-الدعاء :ذكره ابن قتيبة وابن عطية
5-الاجتماع للقُصاص : ذكره ابن عطية قال: فأنكر ذلك ابن المسيب وعبد الرحمن بن أبي عمرة وغيرهما [هذا غير وارد في تأويل الآية، بل هو ما توهمه الناس من معنى الآية، وصحح لهم سعيد بن المسيب فهمهم]
6- يعلنون إيمانهم بربهم دون الأصنام إعلانا بالقول يصدقه اعتقاد بالقلب : ذكره ابن عاشور
7-العبادة : قول الضحاك ذكره عنه ابن جرير وذكره ابن أبي حاتم عن ابن عباس

التوجيه :
والأقوال كلها يجمعها لفظ العبادة وكلها تفسير ببعض المعنى لأن العبادة تشمل عمل الجوارح ومنها الصلاة وتلاوة القرآن والذكر وتشمل كذلك عمل القلب وهو الدعاء
قال تعالى:" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"غافر(60) وهو حاصل قول ابن جرير
فعبر عن الدعاء بالعبادة وبذلك يكون (يدعون ربهم) , تأويلها (يعبدون ربهم)
*ويكون تأويل الدعاء بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن من باب التفسير بالمثال
وتأويله بالعبادة من باب التفسير بلازم المعنى
*وعلى ذلك فكل الأقوال داخلة في معنى العبادة عدا القول الخامس وهو الإجتماع للقصاص فقد نفاه الصحابة رضوان الله عليهم

5-قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب: ( هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله، لا يغفر له منه شيء)

التخريج:
أخرجه ابن جرير من طريق فرقد السبخي عن إبراهيم النخعي [وله مصادر أخرى]
وأخرجه كذلك سعيد بن منصور عن خلف بن خليفة عن رجل(وأبهمه)عن إبراهيم بلفظ : أن يأخذ عبده بالحقّ
التحرير:
1-لا يتجاوز له عن شيء : قول إبراهيم النخعي وابن زيد وشهر بن حوشب ذكره عنهم ابن جرير وذكره سعيد ابن منصورعن إبراهيم النخعي , وذكره كذلك الزجاج ورده وذكره النحاس وابن عطية وابن كثير
2-ألا تقبل منهم حسنة ولا يتجاوز لهم عن سيئة، وأن كفرهم أحبط أعمالهم :ذكره الزجاج
3-مناقشة الأعمال :أخرجه عبدالرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير من طريق عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء
وذكره الزجاج ورجحه وذكره كذلك النحاس وابن كثير
واستدل أصحاب هذا القول بحديث "من نوقش الحساب عذب"
وفسره ابن عاشور " سوء الحساب ما يحف بالحساب من إغلاظ وإهانة للمحاسب ، وأما أصل الحساب فهو حسن لأنه عدل"
التوجيه:
لا تعارض بين الأقوال بل هي من باب اختلاف التنوع فكلها تصف حال المحاسب وما يحل به من إهانة وتقريع وحسرة ,وهي للمؤمنين ترهيب وتحذير من الاجتراء على المعاصي

بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
راجعي الملحوظات العامة على تصحيح التطبيق الثاني.
التقويم: ج
خُصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir