المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم العاشر من تفسير سورة آل عمران

[هيئة الإشراف]

مجلس مذاكرة القسم العاشر من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 153-171)

اكتب رسالة تفسيرية في واحد مما يلي:
1: قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)} بالأسلوب المقاصدي.
2: قوله تعالى: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)} بالأسلوب البياني.
3: قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)} بالأسلوب الوعظي.


تنبيه:
تذكر مراجع البحث في نهاية كل رسالة.


تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.

_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

[عبدالكريم الشملان]

المجلس السادس ، مجلس مذاكرة القسم العاشر من تفسير سورة آل عمران ،
الآيات من153 -171،
رسالة تفسيرية عن قوله تعالى " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان .." 155، بالأسلوب المقاصدي.
شرع الله -سبحانه- الجهاد ،وذلك لإعلاء كلمة التوحيد ،وتحقيق عبودية الله -سبحانه-، وسورة آل عمران :تدور حول محور التوحيد وتقريره ،ومن أعظم أسباب تقرير الوحدانية لله أن يدافع المسلمون عن دينهم بالجهاد ،وقد عاتب الله -سبحانه- أصحاب رسول الله

الذين ولّوا عن المشركين ،وانهزموا عنهم يوم التقى الجمعان في غزوة أحد ، ويشمل التولي جميع أنحاءه ما لم يكن تحرفاً لقتال ،ولا ريب أن التولي عن ساحة المعركة خنوعاً وجبناً يسبب هزيمة المسلمين وضعفهم ،فالمسلم ينبغي أن يكون رابط الجأش ،ذا قلب راسخ، بيقين من ربه، وأن يعلم أن الآجال بيد الله ،سواء حي أو كُتب له الشهادة ،فهو أقوى من خصمه ،وأن التولي يكسر قلوب المؤمنين

،ويقوي جانب الأعداء ،ودليل على الإعراض عن فريضة الجهاد ،وفي ذلك تقاعس وتخاذل عن نصرة المسلمين وترك حقوقهم تسلب ،وتسليط للذل على المسلمين، والركون إلى الدنيا، مما يوجد الاستصغار في أعين الأعداء ،مما يسبب قتل الأبناء، وذبح النساء واستباحة الحرمات ،ويحذر الله -سبحانه- من وسوسة الشيطان

لبني آدم ،وحملهم على الوقوع في الزلل و الخطيئة من خلال تذكيرهم ببعض الذنوب التي عملوها سابقاً ،وهو مقتضى وسوسته وتخويفه، فلا بد أن ينتبه المسلم لذلك ،ويعمل بالأسباب التي تجنبه تلك الوساوس الشيطانية ،فإنما كان ترك الواجب أو فعل المحرم ،فهو من استزلال الشيطان ،لأنه يأمر بالفحشاء والمنكر ،وقد يعاقب الإنسان بالمعصية معصية أخرى ،أي أن تكون

عقوبته أن يعصي الله مرة ثانية ،والآيات لا يقتصر التولي فيها على القتال ،بل كذلك لأمر التولي والخنوع عن ساحات الفكر، والدفاع عن الدين والذب عنه ،ومجابهة أصحاب الشبهات ،ومقارعتهم بالحجة ،وتصحيح اعوجاجهم الفكري، وتعديل جنوحهم العقلي ،فعلى كل صاحب قلم سيّال الدفاع عن سنة النبي المختار ،كما أن التولي يجلب عدوان الكافرين ،فيحصل منهم كل ظلم ومجاوزة للحدود ،قصداً و أثرا ،وقد يفتن

المسلم عن دينه إن لم يقاوم العدوان ،ويردعه ويحفظ المجمع المسلم من التأذِّي والانتقاص في القدرات والخصائص ووظيفتها، وإعاقة إدارة الأمة في التمسك بشريعتها، وفيه أعظم العدوان، فمن قدرِه الله وقضائه أن تحيا الأمة في جهاد ومقاومة حتى تكون في حاجة إلى نصر الله ،واقتفاء شرعه، وبيّن/ سبحانه وتعالى-أن ذلك الاستزال

إنما جاء بوسوسة الشيطان ومداخله، فإن لكل إنسان قرين من الجن ،يأمره بالشر ،وينهاه عن الخير ،لابعاده عن رحمة الله ،فحذر -سبحانه- عباده من إضلاله وإغوائه ،ودلهم على طريق دحره وتنكيسه ،كما حذر -سبحانة -من صفات الشيطان :من الحقد والشر والخداع ،فإن في ذلك استجابة لدواعي الشهوات والشبهات ،مما يستدعي الحرص على قوة الإيمان والاستعاذة من الشيطان مما يغلب الإنسان عليه،

فالإنسان في حاجة إلى ربه ،وإلى هدايات القرآن في مواجهة الشيطان ،ومن أعظمها إقامة التوحيد الذي هو نور في القلب ،والشيطان لا يسكن محلا قد شع فيه نور الإيمان ،كما أن يتسلح بالإخلاص لله في العمل والاجتهاد في ذلك ،قال تعالى " قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين .إلا عبادك منهم المخلصين "، وإنما التولي :من الإغواء الشيطاني الممقوت،

كما أن من سبب مواجهة استزلال الشيطان :التسلح بالعلم الشرعي ،لأنه مشتمل على وسائل النجاة من حيل الشيطان ومكائده ،واشتماله على التعريف بمداخله وأساليبه ،
كما أن من أساليب مواجهة الشيطان :مجاهدة النفس على الطاعة ،وعلى التحلي بمقومات الإيمان ودلائل التوحيد .
وبين -سبحانة وتعالى -أن ما وقوعوا به من التولي إنما كان بسبب ذنوبٍ عاقبهم

الله عليها بتمكين الشيطان من استزلالهم وبنزعةما اكتسبوه أيضا هم من الفرار ،والحذر من التولي عن الجهاد لمحبة الغنيمة، والحرص على الحياة وترك المراكز في الجيش فحُرموا التأييد من الله -سبحانه-، ومن قوة القلب ،فإن المعاصي يجر بعضها إلى بعض كالطاعة …بوسوسة الشيطان ،لأنه شريك في بعض ما اكتسبوه من ذنوب ومعاصي ،فألقى الله تبعه الانهزام على عواتقهم وأبطل

ما عرّض به المنافقون من رمي تبعو الانهزام على أمر الرسول -عليه السلام -بالخروج ،فلا بد من التفريق بين السبب والمقارن والحذر من أن يشتبه مقارن الفعل بسببه ،ومن شأن هذا الضلال أن يحول بين المخطىء وبين تدارك خطئه، فالسبب الذنوب المكتسبة ، والمقارن التولي عن المعركة بأن شكل كان ،مما يلحق بالمتولي العقوبة بخذلانه عن الطاعات ،فعن الحسن البصري ،قال :إن الرجل ليحرم قيام الليل بما فعل من المعصية ،أو بالذنب يصيبه ،كما قال العلماء :أن المعاصي بريد الكفر ،فالحذر الحذر من المعاصي والذنوب التي يستدرج بها الشيطان ُالمسلمَ، وينتقل به من مرحلة إلى مرحلة ،حتى يصل به إلى قمة المعاصي وهي الكفر ، وإن في العتب على التولي ،ومشروعية الثبات في ساحة المعركة تحقيق لمقاصد الشرع المختلفة فالدين يُعلن ،ويحصل رضا الله -سبحانه-وحبُه واصطفاؤه ،وفي الجهاد تحقيق لأعظم أسباب تحصيل الإيمان من حب لله

ورسوله ،وإيثار مرضاته وجنته ،وتقديم الدين على كل شئ، كما أن في الجهاد تحقيق لإزالة موانع الدين وقواطعه، أو القدح في عقيدة المسلمين، وإزالة للبدع والباطل. والرد على إشاعة الشبه حول الإسلام وشرائعه ،واستجلاب لوظيفة الأمة ،ولأسباب وجودها وشرائط تحصيلها ،وسد ذرائع نقصها ،ومدافعة قواطع بقائها ،قال تعالى " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين " سورة البقرة " 251،
وإن في الجهاد حفظ لنفوس المسلمين ،وحمايتهم من الموت ،وحفظاً لكرامتهم وعزتهم، كما أن فيه حفظ لأموال المسلمين ومقدراتهم وثرواتهم ،وحفظ أموال الجيش لئلا يأخذها العدو بالغزو، وفيه حفظ المسلمين وعقولهم وحضارتهم ،وعدم إفساد نظمهم التعليمية، أو تزيين الباطل والجهل

‏وبالجهاد حفظ لأعراض المسلمات، سواء من كُنّ بالجيش ،أو من كنّ خلفهم بالمدن والقرى المسلمة ،لذا فقد حث الله -سبحانه -عباده على سلوك سبل النصر من العلم الصحيح المستدعي لتزكية النفوس ،والحذر من الشيطان والتنفير منه، لما يجره من شؤم ارتكاب النهي ،فإن بذل الأسباب من الدعاء حالَي النصر والفتح و عند الهزيمة والتضييق مطلب شرعي ،فالنصر بيد الله يمنحه من يشاء ،فإن الله هو المعطي المانع ،وكما أن في النصر تربية للأفراد فكذلك الهزيمة، لإعادة النظر في التصرفات وردود الأفعال وعدم الاضطراب في المعركة ،و العمل على الانضباط ،وضبط النزعة الداخلية عند الأفراد ،وربطها بالمجموع لكي يكون المجاهد :أشد الناس صبرا ،وأعظمهم توكلاً ،وأرجاهم في الآخرة وأسعدهم في الدنيا .
وقد بين الله -سبحانه فضله على عباده المتولين ،وسعة رحمته بهم حيث حطّ التبعة عنهم في الدينا

‏والآخرة بالعفو عنهم وعدم معاقبتهم لتوبتهم واعتذارهم ،فصفح عنهم وتجاوز عن خطئهم ،وفتح لهم الباب مرة أخرى في الاجتهاد والجَهد على الجهد لما يستقبل من المعارك ،فإن التولي و آثار الهزيمة لها ألم وحزن ،وفيها عبرة وتذكير ،وأهمية الاتعاظ من مخالفة أمر الرسول الكريم بالتولي ،وإدراك سوء عقوبة المعصية، فالمذنب التائب يرجوا رحمة ربه ،ويخشى عذابه ،فهو على وجل وخوف ألاّ تقبل توبته ،وإن قبلت فالخوف أغلب عليهم ،إذ لا علم لهم بذلك ،ثم تختم الآية بتقرير مغفرة الله وحلمه عليهم ،فهو -سبحانه- مغطٍ على ذنوب من آمن به واتبع رسله بعفوه عن عقوبة أولئك ،وذو أناة وحلم لا يعجل على من عصاه وخالف أمره بالنقمة ،والجملة تعليل لما قبلها على سبيل التحقيق،وفي إظهار الجلالة تربية للمهابة وتأكيد للتعليل ،
هذاما كان ،والله المستعان ،وعليه التكلان ،وصلي الله وسلم على خير الأنام.

[عبدالكريم الشملان]

تابع مجلس مذاكرة القسم العاشر من تفسير سورة ال عمران من :153-171 :-
1- جامع البيان في تفسير آي القرآن ، الطبري -310ه
2- معاني القرآن ، للزجاج ، ت 311ه
3- تفسير القرآن العظيم ، لابن أبي حاتم ، 327ه
4- تفسير القرآن ، لابن المنذر ، ت 319ه
5- الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره ، ت 437ه
6- الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي ، ت 427ه
7- معالم التنزيل في تفسير القرآن ، للبغوي ت510ه
9- المحرر الوجيز ، لابن عطية ، 542ه
10- الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي 676ه
11- البحر المحيط ، لأبي حيان ، ت 745ه
12- تفسير القرآن العظيم ، لابن كثير ، ت 774ه
13- إرشاد العقل السليم ، لأبي السعود، 982ه.
14- التحرير و التنوير ، لابن عاشور ،ت 1393 ه
15- محاضرات صوتية ، للشيخ: محمد بن عثيمين
16- محاضرات صوتية ، للشيخ ناصر العمر.

[أمل عبد الرحمن]

تقويم مجلس مذاكرة القسم العاشر من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 153-171)

عبد الكريم الشملان أ+
أحسنت بارك الله فيك وسددك