دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > لمعة الاعتقاد

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ذو القعدة 1429هـ/31-10-2008م, 11:56 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي قول عبد الله بن مسعود: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : ( اتَّبِعُوا وَلاَ تَبْتَدِعُوا ، فَقَد كُفِيتُم ) .


  #2  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 12:16 AM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح فضيلة الشيخ :محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

(1) الآثارُ الوارِدَةُ في الترغيبِ في السُّنَّةِ والتحذيرِ مِن البدْعَةِ:

1 - مِنْ أقوالِ الصحابَةِ : قالَ ابنُ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه ، الصحابيُّ الجليلُ المُتوَفَّى سنَةَ 32هـ عنْ بِضْعٍ وستِّينَ سنَةً : (اتَّبِعُوا) : أي : التَزِمُوا آثارَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ منْ غيرِ زيادةٍ ولا نَقْصٍ .
(ولا تَبْتَدِعُوا) : لا تُحْدِثُوا بِدْعَةً في الدينِ.
(فَقَدْ كُفِيتُم): (1) أيْ : كَفَاكُم السابِقُونَ مَهَمَّةَ الدِّينِ ، حيثُ أكْمَلَ اللهُ تعالى الدينَ لنبيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وأنْزَلَ قولَهُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائِدَة:3] فلا يَحْتَاجُ الدينُ إلى تَكميلٍ .


حاشية الشيخ صالح العصيمي حفظه الله :
(1) أخرجه الدارمي في (السنن) (211) ، والطبراني في (الكبير) (8870) ، والبيهقي في (المدخل) (204) ، وابن وضاح في (البدع والنهي عنها) (ص10) ، وزهير بن حرب في (العلم) (54) .
وهو ثابت عن ابن مسعود رضي الله عنه.


  #3  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 12:18 AM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله

(1) وهذا أيضًا من من الآثارِ الَّتي يُسْتَأْنَسُ بها ، فابنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ منْ أَجِلاَّءِ الصَّحابةِ ، أَسْلَمَ قَدِيمًا وَهَاجَرَ ، وَنَفَعَ اللهُ بِعِلْمِهِ ، وَزَكَّاهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنهُ وقالَ : ((كُنَيِّفٌ مُلِئَ عِلْمًا )) وَأَرْسَلَهُ إلى العراقِ ، وكانَ لهُ تَلاَمِذَةٌ في الكوفةِ يَأْخُذُونَ بِرَأْيِهِ ، وَحَفِظُوا عنهُ عِلْمًا جَمًّا.
تُوُفِّيَ سنةَ (32هـ) في خلافةِ عثمانَ .

قولُهُ : (اتَّبِعُوا وَلاَ تَبْتَدِعُوا ؛ فَقَدْ كُفِيتُمْ ) ، اتَّبِعُوا مَنْ قَبْلَكُم ؛ يُخَاطِبُ تَلاَمِذَتَهُ ، وَتَلاَمِذَتُهُ لم يَكُونُوا من الصَّحابةِ ، ولمْ يُدْرِكُوا زَمَنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإمَّا أنَّهُم منْ مُسْلِمَةِ العراقِ الَّذينَ ما أَسْلَمُوا إلاَّ في خلافةِ عُمَرَ ، أوْ في خلافةِ عُثْمَانَ ، أوْ من المُهَاجِرِينَ منْ أهلِ اليَمَنِ وَنَحْوِهِم ، فهوَ يُوصِي أولئكَ فيقولُ : اتَّبِعُوا صحابةَ نَبِيِّكُم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقْتَدُوا بهم ، ولا تُحْدِثُوا في الدِّينِ ما لمْ يَأْذَنْ بهِ اللهُ ، ولا تُشَرِّعُوا ما لمْ يَكُنْ في الشَّريعةِ ، ولا تَكُونُوا مِن الَّذينَ قالَ اللهُ فيهم: {شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ} [الشُّورَى:21] ؛ فإنَّ اللهَ تَعَالَى أَكْمَلَ الدِّينَ على لسانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلاَ حَاجَةَ إلى بِدَعٍ تُضَافُ إلى هذهِ الشَّريعةِ .
(فقدْ كُفِيتُمْ) : يَعْنِي: كَفَاكُم مَنْ قَبْلَكُم حَيْثُ حَمَلُوا الشَّريعةَ وَبَيَّنُوهَا ، وَبَيَّنُوا لكُمْ ما تَقُولُونَهُ بِأَلْسِنَتِكُم ، وما تَعْتَقِدُونَهُ بِقُلُوبِكُم ، وما تَعْمَلُونَهُ بِأَبْدَانِكُمْ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بالعباداتِ والمُعَامَلاَتِ ، وفيما يَتَعَلَّقُ بِالأَخْبَارِ والنُّقولِ ، وفي ذلكَ كفايَةٌ .

وفي الأثرِ الآخَرِ أنَّهُ قالَ :
(مَنْ كَانَ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ ؛ فَإِنَّ الْحَيَّ لاَ تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ أَبرُّ هَذِهِ الأُمَّةِ قُلُوبًا ، وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا ، وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا ، قَوْمٌ اخْتَارَهُم اللهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ ، وَلِحَمْلِ دِينِهِ ، فَاعْرَفُوا لَهُمْ حَقَّهُمْ ؛ فَإِنَّهم كَانُوا على الْهُدَى المُسْتَقِيمِ ) .

تَزْكِيَةٌ منهُ رَضِيَ اللهُ عنهُ للصَّحابةِ ، وَأَمْرٌ لِمَنْ بَعْدَهُم أنْ يَقْتَدِيَ بهم ، وأنْ لا يَبْتَدِعَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ ، وَكَأنَّهُ اسْتَشْعَرَ أنَّ هناكَ مَنْ سَوْفَ يَقُومُ بِبِدَعٍ .
وقدْ نَقَلَ هوَ أَيْضًا تَحْذِيرًا عنْ بعضِ البِدَعِ كَبِدْعَةِ الخوارجِ ، فإنَّهُ رَوَى بعضَ الأحاديثِ الَّتي فِيهِم ، معَ كَوْنِهِ مَاتَ قبلَ أنْ يَخْرُجُوا .
ولا شَكَّ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدْ أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ بكثرةِ البِدَعِ وبِكَثْرَةِ الاختلافاتِ ، فَفِي حديثِ العِرْبَاضِ الَّذي ذَكَرْنَا يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا)) يَعْنِي : مَنْ طَالَتْ حَيَاتُهُ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ، وقدْ وَقَعَ هذا الاختلافُ ، أوَّلُهُ خِلاَفُهُم على عُثْمَانَ حتَّى قَتَلُوهُ ، ثمَّ خِلاَفُهُم فيما بَيْنَهُم حتَّى حَصَلَت المَعَارِكُ ، ثمَّ خُرُوجُ الخوارجِ وَقِتَالُهُم مَنْ لَقُوهُ من المسلمينَ ، ثمَّ بَعْدَ ذلكَ خُرُوجُ القَدَرِيَّةِ ، وخُرُوجُ الرَّافضةِ ، وهكذا البِدَعُ الَّتي خَرَجَتْ .

فابنُ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ يَقُولُ : اتَّبِعُوا مَنْ قَبْلَكُمْ وَلاَ تَبْتَدِعُوا مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِكُم - يَعْنِي في الشَّريعةِ - وَتَتَعَبَّدُوا بِالْبِدَعِ ؛ فقدْ كُفِيتُمْ ؛ أيْ : قدْ وَضَحَت الشَّريعةُ لكم ؛ فَاقْتَصِرُوا عليها .


  #4  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 04:01 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ :صالح آل الشيخ

لا يوجد شرح للشيخ على هذا الموضوع


  #5  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 04:19 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ:صالح الفوزان .حفظه الله (مفرغ)

المتن: (وقال: عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: اتبعوا ولا تبتدعوا)
الشرح: هذا عبد الله بن مسعود من السابقين الأولين المهاجرين، ويمتاز بالعلم والورع والعبادة والإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، فهو من أكبر علماء الصحابة، وفقهائهم، يقول ـ رضي الله عنه ـ: " اتبعوا " يعني: ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا مثل قوله تعالى: (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم)، " اتبعوا ولا تبتدعوا " نهى عن الابتداع، فهو يطابق أيضاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء)هذا هو الإتباع، (وإياكم ومحدثات الأمور)هذا هو الابتداع، كلام ابن مسعود ينطبق على هذا، "اتبعوا " يوافق قوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين"،"ولا تبتدعوا" يوافق قول الرسول صلى الله عليه وسلم "وإياكم ومحدثات الأمور" ثم قال ـ رضي الله عنه ـ " فقد كفيتم" كفيتم المؤونة، لا تحتاجون إلى زيادة وإلى تكلف، يكفيكم أن تعملوا بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما قاله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كفوكم، الواجب الإقتداء بكتاب الله وسنة رسوله، والإقتداء أيضاً بصحابة رسول الله الذين هم تلاميذ الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا واحد من أفاضلهم وأكابرهم يوصينا بهذه الوصية العظيمة، " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم "، لم يبق لأحد سبيل للزيادة والنقصان، ويخترع للناس أموراً يظن أنها خير، وأنها تقرب إلى الله، ليس له سبيل في هذا، بل هذا هو الضلال، ومن هنا يجب على طالب العلم إذا عرض في نفسه شيء يستحسنه، ويريد أن يتكلم به، أو يكتبه، فعليه أن ينظر هل هذا الشيء ورد في كتاب الله وفي سنة رسول الله؟ هل قال به أحد من السلف؟ فإن وجده فالحمد لله، وأما إذا لم يجده فعليه أن يحذر، وأن يبتعد عن هذا الذي عرض له ويحذر منه ويعلم أنه بدعة.
بعض طلبة العلم أرادوا أن يأتوا بعبارات جديدة، وألفاظ جديدة، فأخطأوا الصواب في هذا، فلا يجوز لأحدٍ أن يأتي بعبارة من عنده، أو يتقعر ويتكلف ويأتي بمعانٍ لم يقلها السلف، ولا فهموها خصوصاً في باب الأسماء والصفات، عليه أن يحذر من أن يُنمق عبارة أو يقول: كلمة لم يقلها من سبق من السلف الصالح، يقول ابن مسعود: " كفيتم " فليس لنا أن نتكلف في النصوص، ونأتي بشرح لها لم يفهمه السلف الصالح، أو نقول عبارات ما نطق بها السلف الصالح، فهذه قاعدة عظيمة، أن لا تطلق لنفسك خصوصاً في باب الأسماء والصفات باب الاختيار واختراع العبارات في الأسماء والصفات أو تذكر معاني لم يذكرها السلف الصالح، تجنب هذا؛ لأن هذا مزلة أقدام وخطر، أنت بعافية الحمد لله، كم رأينا من بعض كتاب العصر والمؤلفين، رأينا من أخطاء لهم، استحسنوها وكتبوها، وهي لم يسبقوا إليها خصوصاً في كتب العقائد، هذا غلط كبير، الواجب الوقوف، فكل شيء لم يقل به السلف الصالح يجب علينا أن نتجنبه، وإذا أردت أن تعبر بتعبير تأتي بعبارة السلف ولا تخالفها أبداً، حتى لا تذكرها ولا بالمعنى، تأتي بها لفظاً ومعنىً، هذا هو طريق النجاة، هل بلغنا علم السلف، هل ساويناهم في العلم حتى نباريهم في العبارات، وفي فقه النصوص؟ لم نبلغ هذه المرتبة، ثم أيضاً هم أعمق منَّا علوماً وفهماً؛ لأنهم أخذوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة، ولهذا يقول عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ " أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أغزر الناس علماً، وأقلهم تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم " فأغزر الناس علماً هم الصحابة، وأقلهم تكلفاً، لا يتكلفون، ولا يتقعرون في الألفاظ، وإنما يأخذون من مقتضى الكتاب والسنة بدون تكلف، تشقيق للعبارات أبدا‍ً، لا يبعدون عن الكتاب والسنة فعلينا الاقتداء بالسلف والعمل بالكتاب والسنة على فهم السلف.


  #6  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 04:20 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post تيسير لمعة الاعتقاد للشيخ: عبد الرحمن بن صالح المحمود .حفظه الله (مفرغ)

ثم قال الشيخ : (( وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : (( اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم )) . أي أن الشريعة كاملة ومنهج السلف الصالح الذين طبقوا هذه الشريعة كان منهجاً كاملاً , فلستم بحاجة إلى أن تخترعوا أشياء .
ومع وضوح هذا فمن العجيب أن بعض المسلمين يظن أن الأمور لا تصلح إلى بأن يأتي هو بشيء جديد ، يريد به أن يزيد تعبيد الناس لربهم تبارك وتعالى .
تعالوا إلى باب الأذكار , لسنا بحاجة إلى أذكار التيجانية , ولا النقشبندية , ولا الأحمدية, ولا غيرها من الطرق الصوفية . عندنا مما ثبت في كتاب الله وفي سنة رسول الله r مئات الأذكار التي لو طبقناها , واخلصنا في تطبيقها لكنا أعبد الناس وأشدهم ذكراً لله , وهي شاملة لمختلف الأحوال التي تمر بالإنسان, هناك أذكار؛ في الصباح, في المساء , عقب الصلوا ت ، في القدوم, في الركوب, في السفر , في النوم , في الاستيقاظ ، حتى والإنسان في أخصّ خصوصياته مع أهل ه .
كل هذه الأمور ورد فيها أذكار ولسنا بحاجة إلى ذكرمبتدَع نأتي به ونحتج له ونقول : إن الناس انحرفوا وضلوا وابتعدوا عن دينهم فهم بحاجة إلى شيء يقربهم من ربهم. لقد كفينا كما قال ابن مسعود - رضي الله عنه -، ورسول الله rما انتقل إلى الرفيق الأعلى إلا وقد أكمل الله له الشريعة , وبلغها أتم البلاغ
ووصَلَنَا هذا كاملاً والحمد لله بأسانيد صحيحة , فلسنا بحاجة أبداً إلى أن يأتينا أناس يكملون لنا ديننا , وهذه الأمور المحدثة في الدين ما هي إلا بدع وضلالات؛ لأن فيها اتهاماً للرسول r بأنه ما بلغ البلاغ المبين, بل وفيها اتهام لربنا تبارك وتعالى وتقدس وتنزه , في أنه كما يدعي هؤلاء لم يكمل لنا
الشريعة .
فقول ابن مسعود - رضي الله عنه - : (( فقد كفيتم )) معناه أننا مكفيون بالكتاب وبما صح من سنة رسول اللهr, مكفيون بذلك التطبيق العملي من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام , فلسنا بحاجة إلى أن نأتي ببدع, نزعم اننا نقرب الناس بها إلى ربهم تبارك وتعالى .


  #7  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 12:48 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح فضيلة الشيخ: يوسف بن محمد الغفيص




?تحقيق مذهب السلف



قال الموفق رحمه الله:[وقال عبد الله بن مسعود : اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم] . مقتضى الاتباع: هو الأخذ بآثار السلف، فيجب على كل مسلم أن يتبع سلف هذه الأمة، وإذا ذكر السلف فيراد بهم أهل القرون الثلاثة الفاضلة، الذين ذكر فضلهم النبي عليه الصلاة والسلام في حديث عمران بن حصين في الصحيحين وغيره. وعليه: فصدر السلف وأفضلهم وأجلهم هم المهاجرون والأنصار، وهم الذين قال الله فيهم: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [التوبة:100]فكونه سبحانه وتعالى رضي عنهم ورضوا عنه، دل على أن اتباعهم يكون واجباً، وأن السنة بعد رسول الله في أقوالهم، ولا يمكن أن غيرهم يختص بسنة لا توجد عندهم، فدل ذلك على أن هؤلاء هم أصحاب الهدي والسنة والاقتداء. أما من جاء بعد القرون الثلاثة الفاضلة فإذا سمي (سلفياً) فباعتبار اقتدائه بهم، فإن كلمة (السلف) تعني: القوم السالفون المتقدمون، وهم القرون الثلاثة الفاضلة. مسألة: متى يصح أن يقال عن قول أو فعل ما: إن هذا القول أو الفعل مذهب للسلف؟ الجواب: لقد نبه ابن تيمية على كثرة الغلط في هذه المسألة، وقال: "إنها مسألة عظيمة غلط فيها جملة من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم". يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: "وهنا ثلاث طرق: طريقان معروفان للمحققين من أصحاب السنة، وطريق ثالث ذكره بعض الفقهاء، وأصله عن جملة من المتكلمين المنتسبين للسنة والجماعة. وهو عند التحقيق -يعني: الثالث- من طرق أهل البدع، وليس من طرق أصحاب السنة والجماعة". أما الطريقان المحققان لمعرفة أن هذا القول مذهب للسلف هما: - الطريق الأول: "أن يستفيض هذا القول ذكراً عند الأئمة ولا يذكر غيره". أي: أنك إذا نظرت أقوال الأئمة السالفين كالتابعين ومن بعدهم كالأئمة الأربعة وأمثالهم وجدت أن قولاً من الأقوال قد استفاض عندهم،


ورأوا أنه هو السنة اللازمة، ولم يعرف عنهم خلافه، فإذا وجد مثل هذا واستفاض فإنه يكون مذهباً للسلف، وإذا كان مذهباً للسلف فالنتيجة أنه يجب اتباعه ولا يجوز مخالفته، ومخالفته بدعة وضلالة، كاستفاضة قولهم: إن القرآن ليس مخلوقاً، وأنه كلام الله، منزل من عنده.. وكاستفاضة قولهم: إن أفعال العباد مخلوقة لله.. فهذه جمل مستفيضة عن السلف والأئمة من أهل الحجاز والشام والعراق وغير ذلك". - الطريق الثاني: "أن يحكي من عرف بقدر من التحقيق من أهل العلم أن هذا إجماع للسلف، كالإجماع الذي يذكره محمد بن نصر ، وأبو عمر بن عبد البر وأمثال هؤلاء، فهؤلاء -أي: من عرف من أصحاب الأئمة بالتحقيق والانضباط في السنة- إذا حكوا إجماعات في مسائل وقالوا: إن هذا إجماع للسلف؛ فإن هذا الإجماع إذا لم يكدر عليه شيء فإنه يكون طريقاً لمعرفة مذهب السلف". وأنت إذا تأملت الطريقين وجدت أنهما يرجعان في الجملة إلى الإجماع، فإن الإجماع إما أن يكون بتصريح عالم كمحمد بن نصر أو كأبي عمر بن عبد البر أو أمثال هؤلاء، أو باستفاضة كلام من هو أجل من هؤلاء ممن تقدم بلا مخالف أو معارض منهم. فإذا نص عالم من الأئمة و الأكابر المعروفين بالسنة على أن هذا إجماع، ولم يكدر عليه شيء، فهذا مذهب للسلف، أو تواتر هذا القول نقلاً عنهم واستفاض. فتحصل من هذا أن المعرفة بمذهب السلف ترجع إلى طريق واحد هو انضباط الإجماع، إما تواتراً معنوياً واستفاضةً للكلمة، أو تصريحاً من بعض الأعيان المعتبرين بأن هذا إجماع، ولو لم تستفض الكلمة بينهم. -الطريق الثالث: وهو المزلة، وللأسف فإن بعض المعاصرين من طلبة العلم وغيرهم قد يقعون في شيء منه، وهو طريق الغلط. يقول شيخ الإسلام : "إن هذا الطريق قد استعمله جملة من الفقهاء المنتسبين للسنة، المعظمين لطريق السلف وهو الفهم لكلام السلف، فإذا فهموا عن السلف كلاماً جعلوه مذهباً للسلف"، إذا فهموا جملة أو أعيان من السلف كلاماً


جعلوه مذهباً للسلف. قال: "وهذا له اطراد في كلام كثير من الفقهاء، فمن فقه من كتاب الله معنىً في أبوب أصول الدين، وتبين له أن هذا ظاهر من كلام الله جعل هذا مذهباً للسلف؛ لأن السلف عنده لا يخرجون عن ظاهر القرآن". أي أنهم يقولون: عمن يقول عن قول من الأقوال: إنه مذهب للسلف مع أنه ليس فيه إجماع ولا استفاضة عن السلف، إنما فهم فهماً من قبل هذا الناظر، فهذا الفهم لما بان له باجتهاده أنه فهم منضبط، وأنه على وفق ظاهر النصوص، وأن النصوص تؤيده قال: إن هذا مذهب للسلف؛ لأن السلف لا يخرجون عن النصوص، فهو تحصيل لمذهب السلف بطريق الفهم وليس بطريق النقل، ومن هنا حملوا السلف ما لا يحتملوه. وهنا تقول: إن الطرق التي استعملت تنقسم إلى طريقين: الطريق الأول: تحصيل مذهب السلف نقلاً، وهذا صواب. الطريق الثاني: تحصيل مذهب السلف فهماً؛ لأن من قال عن قول ما: إنه مذهب للسلف؛ فمعناه أن اتباعه يكون واجباً، وأن غيره يكون بدعةً، وأن الاجتهاد ولو كان من عالم كبير وهو مخالف لمذهب السلف فإنه لا يكون سائغاً، بل اجتهاده مخالف للحق ابتداءً.. فهذا هو وجه التشديد في هذه الجملة. ومن ذلك مثلاً: لا يصح لقائل أن يقول: إن من السنة السلفية إسبال اليدين بعد الرفع من الركوع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه أنه وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع.. وهذه مسألة خلافية، وكون العالم أو المجتهد أو الناظر أو حتى طالب العلم يذهب إلى أن هذا هو القول الراجح، وأنه ظاهر النصوص عنده.. هذا لا بأس به، لكن أن يجعله سنةً لازمة فلا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه أيضاً أنه أسبل يديه بعد الركوع. والفقهاء الكبار: كأحمد و الشافعي و مالك و أبي حنيفة وأمثالهم، قالوا بأفهامهم في أقوال كثيرة، ومعهم ظواهر من النصوص قد تصل أحياناً إلى حد التصريح، ومع ذلك لم يعتبروا قولهم سنةً لازمة، بل اعتبروه قولاً، من ظهر له أن هذا القول


موافق للقرآن وجب اتباعه، ومن لم يظهر له ذلك فلا يلزم اتباعه، ولا سيما أن مقام الظهور للحق في النصوص المحتملة مقام قد يتأخر ويختلف بحسب المجتهدين. فالمحصل: أن مذهب السلف الذي ينسب إليهم ليس هو الآحاد الفقهية، فالآحاد الفقهية: هي محل خلاف في الجملة بين السلف، إنما مذهب السلف الذي يجب اتباعه هو ما انضبط بالإجماع أو استفاض نقله عنهم سواء كان في المسائل العلمية أو العملية، وأما إذا لم ينضبط انضباطاً بيناً فلا يجوز نسبته إلى السلف كمذهب، وإنما يذكر على أنه قول لطائفة من السلف، أو أنه محل نزاع بينهم، أو ما إلى ذلك. ......
حكم الانتساب للمذاهب الأربعة



بعض طلبة العلم من السلفيين توسعوا في تقرير مذهب السلف حتى قال بعضهم: إن الانتساب إلى المذاهب الأربعة يعد بدعة مخالفة لمذهب السلف، وهذا لا شك أن فيه تكلفاً؛ لأن هذه المذاهب نشأت من قرون متقدمة؛ ونستطيع أن نقول: إنه إلى عصرنا هذا، وقد مضى عشرة قرون في الأمة، وسائر العلماء من المحققين المعروفين من أهل السنة والجماعة، يقرون الانتساب إلى هذه المذاهب. وأما التعصب للأئمة كأحمد أو الشافعي أو مالك أو أبي حنيفة ، أو الادعاء بأن مذهبه هو الراجح على مذهب غيره، أو أن الواحد يترك الدليل لقول عالم من العلماء، سواء كان من الأئمة الأربعة أو غيرهم، فلا شك أن هذه الأوجه وأمثالها منكرة، لكن فرق بين هذا المقام وبين مقام الانتساب، فالانتساب مقام تراتيب علمية لا إشكال فيه، وما زال الأئمة حتى المعروفين بالتحقيق في السنة كابن تيمية وغيره يقرون هذا الانتساب، ولم يظهر إنكاره إلا بعد القرن العاشر، ففيه بدء التصريح بإنكار هذا التمذهب، ولربما مال المنكرون إلى نفس القضية، أي: رجعوا إلى قدر من التمذهب بوجه آخر، فتركوا الانتساب لأحمد وانتسبوا للشوكاني ، أو تركوا الانتساب لأحمد وانتسبوا لابن حزم ، أو ما إلى ذلك. فمسألة الانتساب للشيوخ الأعيان درج عليها المتقدمون، حتى الأئمة الأربعة قيل: إنهم كانوا ينتسبون لبعض شيوخهم ويقتدون ببعض أقوالهم، كما أن الكوفيين امتداد لفقه عبد الله بن مسعود وأصحابه. فهي مسألة تراتيب علمية، لا يعاب الناس بها، ولا يقال: من انتسب إلى مذهب من المذاهب الأربعة ففي سلفيته نقص، أو أنه ليس سلفياً، أو من شرط السلفي: ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب الأربعة.. هذا تكلف، وإن اجتهد به بعض أهل العلم: كالشيخ الإمام العالم الألباني رحمه الله.. فهذا اجتهاد للشيخ، يقدر عليه لكنه ليس بلازم، بل السلفية هي أن تقتدي بإجماعات السلف، وأما إذا انتسب منتسب لفقيه من الفقهاء الأربعة فهذا الانتساب لا بأس به

بشروط أهمها: أن لا يتعصب له، وأن لا يترك الحق لقوله، وغيرها من الأمور المعلومة ضرورةً في دين الإسلام.
التزام وسطية السلف وترك التكلف والتشقيق


  #8  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 12:48 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post العناصر


العناصر

- هدي الصحابة رضي الله عنهم واجب الاتباع في الأمور العلمية والعملية .
- منهاج الصحابة وطريقتهم هي الميزان الذي اعتبره الأئمة .
- ترجمة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه .
- شرح أثر ابن مسعود رضي الله عنه .



  #9  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 12:49 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post الأسئلة

الأسئلة
س1: اشرح أثر ابن مسعود بإيجاز .


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
عبد, قول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir