دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ربيع الأول 1436هـ/16-01-2015م, 08:23 AM
نورة ناصر نورة ناصر غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 84
افتراضي أبو عبيدة معمر بن المثنى

●اسمه ونسبه:
معمر بن المثنى، أبو عبيدة التيمي البصري النحوي العلامة، منسوب إلى تيم قريش، لا تيم الرباب -وكان مولى لهم- ويقال: كان مولى لبني عبد الله بن معرم التيمي . (1)
● مولده ونشأته:
ذكر أبو بكر بن الخطيب أنه ولد سنة عشر ومائة، في الليلة التي مات فيها الحسن البصري . (2)
● شيوخه:
روى عن: هشام بن عروة، وأبي عمرو بن العلاء المقرئ، ورؤبة بن العجاج الراجز، وأعين بن لبطه بن همام بن غالب المجاشعي، وغيلان بن محمد اليافعي، ويونس بن حبيب النحوي وجماعة .(3)
● تلاميذه:
روى عنه: أبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو عثمان بكر بن محمد المازني، وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، وأبو الحسن علي بن المغيرة الأثرم، وأبو زيد عمر بن شبة النميري، وقيس بن حفص الدارمي، وغيرهم .(4)
● أقوال العلماء فيه:
كان أبو عبيدة من أعلم الناس باللغة وأخبار العرب وأنسابها.
قال عمرو بن بحر الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجيّ ولا إجماعيّ أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة.
ويحكى أنه كان يرى رأي الخوارج الاباضية، وقيل كان شعوبيا يطعن في الأنساب. قال أبو العيناء: قال رجل لأبي عبيدة يا أبا عبيدة قد ذكرت الناس وطعنت في أنسابهم فبالله إلا ما عرفتني من أبوك وما أصله؟ فقال: حدثني أبي أن أباه كان يهوديا.
وقال أبو العباس المبرد: كان أبو عبيدة عالماً بالشعر والغريب والأخبار والنسب، وكان الأصمعي أعلم منه بالنحو.
وقال يعقوب بن شيبة: سمعت علي ابن المَدِينيّ ذكر أبا عبيدة فأحسن ذكره وصحّح روايته. وقال: كَانَ لا يحكي عَنِ العرب إلّا الشيء الصّحيح.
وَقَالَ ابْنُ مَعِين: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ المبرّد: كَانَ الأصمعيّ وأبو عبيدة متقاربان في النَّحْو، وكان أبو عبيدة أكمل القوم.
وقال ابن قُتَيْبَة: كَانَ الغريب وأخبار العرب وأيامها أغلب عَلَيْهِ، وكان مَعَ معرفته ربما لم يُقِم البيت إذا أنشده حتّى يكسره. وكان يخطئ إذا قرأ القرآن نظرًا، وكان يبغض العرب. وألف في مثالبها كتبًا. وكان يرى رأي الخوارج.
قَالَ أبو حاتم السِّجِسْتانيّ: كَانَ يُكْرمني بناءً عَلَى أنني من خوارج سِجِسْتان.
ويذكر أَنَّهُ كَانَ يميل إلى الملاح، وفيه يَقُولُ أبو نُوَاس:
صلّى الإله عَلَى لُوطٍ وَشِيعَتِهِ ... أبا عُبَيْدة قل بالله آمينا
فأنت عندي بلا شك بقيتهم ... منذ احتلمت وقد جاوزت سعبينا
وقال الدارقطني: لا بأس به، إلا أنه يتهم بشئ من رأى الخوارج، ويتهم بالاحداث .
قال سلمة: سمعت الفراء يقول لرجل: لو حمل إلي أبو عبيدة لضربته عشرين في كتاب المجاز.
قال أبو العباس المبرد: كان أبو عبيدة عالماً بالشعر والغريب والأخبار والنسب وكان الأصمعي يشركه في الغريب والشعر والمعاني وكان الأصمعي أعلم بالنحو منه، وكان أبو عبيدة والأصمعي يتقارصان كثيراً ويقع كل واحد منهما في صاحبه. (5)
قال الذهبي: (قد كان هذا المرء من بحور العلم، ومع ذلك فلم يكن بالماهر بكتاب الله، ولا العارف بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا البصير بالفقه واختلاف أئمة الاجتهاد، بلى، وكان معافى من معرفة حكمة الأوائل، والمنطق، وأقسام الفلسفة، وله نظر في المعقول، ولم يقع لنا شيء من عوالي روايته) . (6)
● نبذة من أخباره:
قدم بغداد وقرئ عليه أشياء من كتبه. قال محمد بن يحيى الصولي: إسحاق بن إبراهيم الموصلي، هو الذي أقدم أبا عبيدة من البصرة، سأله الفضل بن الربيع أن يقدمه، فورد أبو عبيدة سنة ثمان وثمانين ومائة بغداد، فأخذ عنه وعن الأصمعي علماً كثيراً.
وعن الكديمي قال: قال رجل لأبي عبيدة: يا أبا عبيدة، قد ذكرت الناس وطعنت في أنسابهم، فبالله تعالى إلاّ ما عرفتني من أبوك، وما أصله؟ فقال: حدثني أبي أن أباه كان يهودياً.
وقال المبرد: قال التوزي: سألت أبا عبيدة عن قول الشاعر:
وأضحت رسوم الدار قفراً كأنها كتاب محاه الباهلي بن أصمعا
فقال: هذا يقوله في جد الأصمعي. قال التوزي: فسألت الأصمعي عن ذلك فتغير وجهه، وقال: هذا كتاب عثمان ورد على عبد الله بن عامر، فلم يجد من يقرؤه إلا جدي.
وقال المبرد: قال أبو عبيدة: لما حملت أنا والأصمعي إلى الرشيد تغدينا عند الفضل بن يحيى، فجاءوا بأطعمة ما سمعت بها قط، وإذا بين يدي الأصمعي سمك كنعد وكامخ، فقال: كل من هذا يا أبا عبيدة، فإنه كامخ طيب، فقلت: والله ما فررت من البصرة إلاّ من الكامخ والكنعد.
وقيل: إن الرشيد أقدم أبا عبيدة، وقرأ عليه بعض كتبه.
وقال أبو عثمان المازني: سمعت أبا عبيدة يقول: دخلت على الرشيد، فقال لي: يا معمر، بلغني أن عندك كتاباً حسناً في صفة الخيل، أحب أن أسمعه منك، فقال الأصمعي: وما تصنع بالكتاب؟ يحضر فرس، ونضع أيدينا على عضو عضو، ونسميه، ونذكر ما فيه، فقال الرشيد: يا غلام، أحضر فرسي، فقام الأصمعي فوضع يده على عضو عضو، ويقول: هذا كذا، قال الشاعر فيه كذا، حتى انقضى قوله. فقال الرشيد: ما تقول فيما قال؟ قال: قلت: قد أصاب في بعض وأخطأ في بعض، والذي أصاب فيه شيء نعلمه، والذي أخطأ فيه لا أدري من أين أتى به! وقال عبد الله بن عمرو بن لقيط: لما خبر أبو نواس بأن الخليفة يجمع بين الأصمعي وأبي عبيدة، قال: أما أبو عبيدة فعالم؛ ما يزال مع أسفاره يقرؤها، والأصمعي بمنزلة بلبل في قفص، يسمع من نغمه لحوناً، ويرى كل وقت من ملحه فنوناً.
وزعم الباهلي صاحب المعاني أن طلبة العلم كانوا إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر، وإذا أتوا أبا عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر -يعني أن الأصمعي كان صاحب عبارة حسنة، وأن أبا عبيدة كان صاحب عبارة سيئة.
وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي، قال: حضرت أبا عبيدة في بعض الأيام فأخطأ في موضعين، قال: "شِلت الحجر"، وإنما هو "شُلت" بضم الشين، ثم أنشد:
شلت بدا فارية فرتها
فضم الشين وإنما هو فتحها.
وكان أبو عبيدة ينشد قول حاجب بن زرارة يوم جبلة:
شتان هذا العناق والنوم ... والمشرب البارد في ظل الدوم
وكان الأصمعي ينكر عليه، ويقول: ما ابن الصباغ وهذا! وأنى لأهل نجد دوم، والدوم شجر المقل، وهو يكون بالحجاز، وحاجب نجدي، فأنى له دوم! وكان الأصمعي ينشده "في الظل الدوم"، أي الدائم، كما يقال: رجل زور، أي زائر.
يروى أنه قيل لأبي عبيدة: أن الأصمعي يقول: بينا أبى يساير سلم بن قتيبة على فرس له. فقال أبو عبيدة: سبحان الله والحمد لله والله أكبر المتشبع بما لم يؤت كلابس ثوبي زور والله ما ملك أبو الأصمعي قط دابة إلا في ثوبه.
وحمل أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد فاختار الأصمعي لمجالسته لأنه كان أحسن منشأ منه وأصلح لمجالسة الملوك.
والتوزي عن أبي عبيدة قال سمعت ابن دأب يقول: فخرج حمزة كأنه جملٌ محجوم. فصاح به صائح، يا أبا الوليد ما المحجوم؟ قال الذي به عضاض. قال: فرفعت رأسي فقلت له: للمحجوم ثلاثة مواضع اخترت لحمزة شرها. قال أبو العباس: الحجم حجم الشيء الذي له لَمْس يقال رأيتُ حجم صرته فعلمت ما فيها أي لمستها. قال أبو العباس وثلاثة المواضع التي يحتمل المحجوم أحدها هو الذي له جسم ولحم يقال جمل محجوم إذا كان جسيماً والمحجوم الذي كان المحجم على فيه يمنعه من الكلام، والمحجوم من العضاض
وقال بعضهم: كان الطلبة إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر، وإذا أتوا مجلس أبي عبيدة اشتروا الدرّ في سوق البعر، لأن الأصمعي كان حسن الانشاء والزخرفة قليل الفائدة، وأبو عبيدة بضدّ ذلك.
وقال يزيد بن مرة: كان أبو عبيدة ما يفتّش عن علم من العلوم إلا كان من يفتشه عنه يظنّ أنه لا يحسن غيره ولا يقوم بشيء أجود من قيامه به، قال أبو حاتم: وكان مع علمه إذا قرأ البيت لم يقم إعرابه وينشده مختلف العروض.
وقال ابن قتيبة: كان الغريب أغلب عليه وأيام العرب وأخبارها.
وحدث الصولي عن محمد بن سعيد عن عيسى بن إسماعيل قال: جلس أبان بن عبد الحميد اللاحقي ليلة في قوم فثلب أبا عبيدة فقال: يقدح في الأنساب ولا نسب له، فبلغ ذلك أبا عبيدة فقال في مجلسه: لقد أغفل السلطان كلّ شيء حين أغفل أخذ الجزية من أبان اللاحقي، وهو وأهله يهود، وهذه منازلهم فيها أسفار التوراة وليس فيها مصحف، وأوضح دلالة على يهوديتهم أن أكثرهم يدّعي حفظ التوراة ولا يحفظ من القرآن ما يصلي به، فبلغ ذلك أبان فقال: لا تنمّنّ عن صديق حديثا ... واستعذ من تسرّر النّمام
واخفض الصوت إن نطقت بليل ... والتفت بالنهار قبل الكلام
وحكى أبو الحسن الأسدي قال: حدثنا حماد بن إسحاق الموصلي عن أبيه قال: أنشدت الفضل بن الربيع أبياتا كان الأصمعي أنشدنيها في صفة فرس وهي:
كأنه في الجلّ وهو سام ... مشتمل جاء من الحمّام
يسور بين السرج واللجام ... سور القطا خفّ الى اليمام
قال: ودخل الأصمعي فسمعني أنشدها فقال: هات بقيتها، فقلت: ألم تقل إنه لم يبق منها شيء؟ فقال: ما بقي منها إلا عيونها، ثم أنشد بعدها ثلاثين بيتا فغاظني فعله، فلما خرج عرّفت الفضل بن الربيع قلة شكره لعارفة وبخله بما عنده، ووصفت له فضل أبي عبيدة معمر بن المثنى وعلمه ونزاهته وبذله ما عنده واشتماله على جميع علوم العرب، ورغّبته فيه حتى أنفذ إليه مالا جليلا واستقدمه، فكنت سبب مجيئه من البصرة.
وقال أبو عثمان المازني: سمعت أبا عبيدة يقول: أدخلت على الرشيد فقال لي: يا معمر بلغني أن عندك كتابا حسنا في صفة الخيل أحبّ أن أسمعه منك، فقال الأصمعي: وما تصنع بالكتاب؟ يحضر فرس ونضع أيدينا على عضو عضو ونسميه ونذكر ما فيه، فقال الرشيد: يا غلام أحضر فرسي، فقام الأصمعي فوضع يده على عضو عضو وجعل يقول هذا كذا، قال الشاعر فيه كذا، حتى انقضى قوله، فقال لي الرشيد: ما تقول فيما قال؟ فقلت: قد أصاب في بعض وأخطأ في بعض، والذي أصاب فيه شيء نعلمه والذي أخطأ فيه لا أدري من أين أتى به.
وكان الأصمعي: إذا أراد الدخول إلى المسجد قال: انظروا لا يكون فيه ذاك- يعني أبا عبيدة- خوفا من لسانه . (7)
● آثاره:
كانت تصانيفه تقارب مائتي مصنف منها: كتاب مجاز القرآن. كتاب غريب القرآن. كتاب معاني القرآن. كتاب غريب الحديث. كتاب مقتل عثمان. كتاب أخبار الحَجّاج. كتاب فضائل الفرس. كتاب الحدود. كتاب التاج. كتاب الديباج. كتاب الانسان. كتاب الزرع. كتاب الجمع والتثنية. كتاب الفرس. كتاب اللجام. كتاب السرج. كتاب الإبل. كتاب الرحل. كتاب البازي. كتاب الحمام. كتاب الحيات. كتاب العقارب. كتاب الخيل. كتاب السيف. كتاب حضر الخيل. كتاب الخف. كتاب اللغات. كتاب الأضداد. كتاب الفرق. كتاب ما تلحن فيه العامة. كتاب الابدال. كتاب القرائن. كتاب أشعار القبائل. كتاب أسماء الخيل. كتاب الأمثال السائرة. كتاب الدلو. كتاب البكرة. كتاب نقائض جرير والفرزدق. كتاب المعاتبات. كتاب الملاومات. كتاب من شكر من العمال وحمد. كتاب محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب. كتاب العفة. كتاب فعل وأفعل. كتاب الشوارد. كتاب أدعية العرب. كتاب بيوتات العرب. كتاب أيام بني مازن وأخبارهم. كتاب القبائل. كتاب إياد الأزد. كتاب الضيفان. كتاب مقاتل الفرسان. كتاب مقاتل الأشراف. طبقات الفرسان. كتاب الغارات. كتاب المنافرات. كتاب بيان باهلة. كتاب مآثر العرب. كتاب مثالب العرب. كتاب مآثر غطفان. كتاب النواكح. كتاب النواشز. كتاب لصوص العرب. كتاب الأيام الكبير. كتاب الأيام الصغير. كتاب الحمس من قريش. كتاب خبر البرّاض. كتاب قصة الكعبة. كتاب الأوس والخزرج. كتاب الموالي. كتاب الاحتلام. كتاب خلق الانسان. كتاب البله. فتوح الأهواز. كتاب خوارج البحرين واليمامة. كتاب السواد وفتحه. كتاب خراسان. كتاب مقتل عثمان. أخبار الحجاج. كتاب مرج راهط. كتاب الأعيان. كتاب الجمل وصفين. كتاب مكة والحرم. كتاب فضائل الفرس. كتاب قضاة البصرة، وغير ذلك في اللُّغات والأخبار والأيّام . (8)
• سبب تأليف "مجاز القرآن":
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: أرسل إلي الفضل بن الربيع إلى البصرة في الخروج إليه فقدمت عليه فدخلت وهو في مجلس له طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه، وفي صدره فرش عالية، لا يرتقي إليها إلا على كرسي- وهو جالس عليها- فسلمت بالوزارة، فرد وضحك إلي واستدناني، حتى جلست وسألني وبسطني وألطفني، وقَالَ: أنشدني، فأنشدته من عيون أشعار أحفظها جاهلية فَقَالَ: قد عرفت أكثر هذه، وأريد من صلح الشعر. فأنشدته، فطرب وضحك، وزاد نشاطه، ثم دخل رجل في زي الكتاب له هيئة فأجلسه إلى جانبي، وقال له: أتعرف هذا؟ قال: لا. قَالَ: هذا أبو عبيدة علامة أهل البصرة، أقدمناه لنستفيد من علمه، فدعا له الرجل وقرظه لفعله هذا. وقال لي: إني كنت إليك لمشتاق، وقد كنت سئلت عن مسألة أفتأذن لي أن أعرفك إياها؟ قلت: هات. قال: قوله تعالى: (طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّياطِينِ) وإنما يقع الوعد والإيعاد بما قد عرف مثله، وهذا لم يعرف. فَقَالَ: إنما كلم الله تعالى العرب على قدر كلامهم، أما سمعت قول امرئ القيس:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وهم لم يروا الغول قط، ولكنه لما كَانَ أمر الغول يهولهم أوعدوا به، فاستحسن الفضل ذَلِكَ. واستحسنه السائل أيضا واعتقدت من ذلك اليوم أن أضع كتابا في القرآن لمثل هذا وأشباهه، فلما رجعت عملت كتابي الذي سميته «المجاز» . (9)
• موقف بعض اللغويين من كتاب المجاز:
قال سلمة : سمعت الفراء يقول لرجل: لو حمل إليّ أبو عبيدة لضربته عشرين في «كتاب المجاز».
بلغ أبا عبيدة أن الأصمعي يعيب عليه تأليفه كتاب «المجاز» في القرآن وأنه قَالَ: يفسر كتاب الله برأيه. قال: فسأل عن مجلس الأصمعي في أي يوم هُوَ؟ فركب حماره في ذلك اليوم ومر بحلقة الأصمعي فنزل عَن حماره، وسلم عليه، وجلس عنده وحادثه، ثم قال لَهُ: يا أبا سعيد، ما تقول في الخبز، أي شيء هُوَ؟ قال: هو هذا الذي نأكله ونخبزه، فقال له أبو عبيدة: قد فسرت كتاب الله برأيك، فإن الله تعالى يَقُولُ: (أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً) فقال الأصمعي: هذا شيء بان لي فقلته، لم أفسره برأيي. فقال أبو عبيدة: والذي تعيب علينا كله شيء بان لنا فقلناه ولم نفسره برأينا. ثم قام فركب حماره وانصرف . (10).


● نماذج من تفسيره:
قال –رحمه الله- في تفسير سورة المسد:
(«سورة تبّت» بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
«تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ» (1) أبو لهب..
«ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ سَيَصْلى» (2- 3) سيصلى «ناراً ذاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ» (3- 4) أيضا ستصلى.
«حَمَّالَةَ الْحَطَبِ» (4) وكان عيسى بن عمر يقول: حمّالة الحطب نصب، يقول: هو ذم لها.
«فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ» (6) من النار والمسد عند العرب حبال يكون من ضروب.
ومسد أمر عن أيانق ... صهب عناق ذات منح زاهق) . (11)
● وفاته:
تُوُفّي أبو عبيدة سنة عشر ومائتين. وقال أبو موسى محمد بن المثنى: توفي أبو عبيدة النحوي سنة ثمان ومائتين. وقال الصولي: توفي أبو عبيدة سنة سبع ومائتين. وقال المظفر بن يحيى: توفي أبو عبيدة سنة تسع ومائتين؛ وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. وقيل: توفي بالبصرة سنة ثلاث عشرة ومائتين، وله ثمان وتسعون سنة في خلافة المأمون، ويقال: توفي سنة إحدى عشر، وكان من أبناء المائة، وروى ابن خلّكان أَنَّهُ تُوُفّي سنة تسعٍ .(12)
قال الخليل بن أسد النوشجاني: أطعم محمد بن القاسم بن سهل النوشجاني أبا عبيدة موزاً، فكان سبب موته، ثم أتاه أبو العتاهية فقدم إليه موزاً، فقال: ما هذا يا أبا جعفر! قتلت أبا عبيدة بالموز وتريد أن تقتلني! لقد استحللت قتل العلماء .(13)

1 - نزهة الألباء ص84، تاريخ بغداد (13/253)، تاريخ الإسلام (14/397).
2- نزهة الألباء ص84، تاريخ بغداد (13/253).
3- تاريخ بغداد (13/253)، تاريخ دمشق (59/424).
4- نزهة الألباء ص84، تاريخ الإسلام (14/397). معجم الأدباء (6/2704).
5- ميزان الاعتدال (4/155).
6- سير أعلام النبلاء (9/454)،
7 - نزهة الألباء ص84، أخبار النحويين البصريين ص53، تاريخ دمشق (59/424)، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (10/206).
8- انظر: معجم الأدباء (6/2704)، تاريخ الإسلام(14/397)، نزهة الألباء ص84.
9- تاريخ بغداد (13/255). المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (10/206).
10- نزهة الألباء ص84، تاريخ بغداد (13/255). المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (10/206).
11- مجاز القرآن (2/315).
12- نزهة الألباء ص84، معجم الأدباء(6/2704). تاريخ الإسلام (14/397)، وفيات الأعيان (5/243).
13- نزهة الألباء ص84، إنباه الرواة(3/280). تاريخ بغداد (13/257)، وفيات الأعيان (5/243).


المراجع:
1- أخبار النحويين البصريين، المؤلف: الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي، أبو سعيد (المتوفى: 368هـ)، المحقق: طه محمد الزيني، ومحمد عبد المنعم خفاجي، الناشر: مصطفى البابي الحلبي، الطبعة: 1373 هـ - 1966 م
2- إنباه الرواة على أنباه النحاة، المؤلف: جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي (المتوفى: 646هـ)، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار الفكر العربي - القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1406 هـ - 1982م.
3- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)، المحقق: عمر عبد السلام التدمري، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة: الثانية، 1413 هـ - 1993 م
4- تاريخ دمشق، المؤلف: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر (المتوفى: 571هـ)، المحقق: عمرو بن غرامة العمروي، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عام النشر: 1415 هـ - 1995 م
5- سير أعلام النبلاء، المؤلف : شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى : 748هـ)، المحقق : مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، الناشر : مؤسسة الرسالة، الطبعة : الثالثة ، 1405 هـ / 1985 م
6- طبقات المفسرين، المؤلف: أحمد بن محمد الأدنه وي من علماء القرن الحادي عشر (المتوفى: ق 11هـ)، المحقق: سليمان بن صالح الخزيم، الناشر: مكتبة العلوم والحكم – السعودية، الطبعة: الأولى، 1417هـ- 1997م
7- مجاز القرآن، المؤلف: أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري (المتوفى: 209هـ)، المحقق: محمد فواد سزگين، الناشر: مكتبة الخانجى – القاهرة، الطبعة: 1381 هـ
8- معجم الأدباء، المؤلف: شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (المتوفى: 626هـ)، المحقق: إحسان عباس، الناشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة: الأولى، 1414 هـ - 1993 م
9- المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)، المحقق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة: الأولى، 1412 هـ - 1992 م
10- ميزان الاعتدال في نقد الرجال، المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)، تحقيق: علي محمد البجاوي، الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1382 هـ - 1963 م
11- نزهة الألباء في طبقات الأدباء، المؤلف: عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنصاري، أبو البركات، كمال الدين الأنباري (المتوفى: 577هـ)، المحقق: إبراهيم السامرائي، الناشر: مكتبة المنار، الزرقاء – الأردن، الطبعة: الثالثة، 1405 هـ - 1985 م.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ربيع الأول 1436هـ/18-01-2015م, 12:51 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

تم التصحيح في صفحتك للاختبارات هنا :
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...541#post158541
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
متن, عبيدة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir