المقطوعُ
(103) وسَمِّ بالمقطوعِ قولَ التابِعِي وفِعْلَهُ وقد رأى للشافعِي
(104)تَعبيرَهُ به عن الْمُنْقَطِعِ قلتُ وعَكْسُه اصطلاحُ البَرْدَعِي
قالَ الْخَطيبُ في كتابِه (الجامعِ بينَ آدابِ الراوِي والسامِعِ): مِن الحديثِ: المقطوعُ. وقالَ أيضاًَ: الْمَقَاطِعُ هي الْمَوقوفاتُ على التابعينَ.
قالَ ابنُ الصَّلاحِ: ويُقالُ في جَمْعِه: الْمَقَاطِيعُ والْمَقَاطِعُ.
وقولُه: (وقَدْ رَأَى) أي ابنُ الصلاحِ فقالَ: وقد وَجَدْتُ التعبيرَ بالمقطوعِ عن الْمُنْقَطِعِ في كلامِ الإمامِ الشافعِيِّ، وأبي القاسِمِ الطَّبرانِيِّ وغيرِهما. انتهى. ووَجَدْتُه أيضاً في كلامِ أبي بكرٍ الْحُمَيْدِيُّ وأبي الحسَنِ الدارقُطْنِيِّ.
وقولُه: (وعَكْسُه اصطلاحُ البَرْدَعِي) وهو أنَّ الحافظَ أبا بكرٍ أحمدَ بنَ هَرونَ البَرْدِيجِيَّ البَرْدَعِيَّ جَعَلَ المنقطِعَ هو قولَ التابِعِيِّ. قالَ ذلك في جُزْءٍ له لَطيفٍ، وقد ذَكَرَ ابنُ الصلاحِ هذا القولَ في آخِرِ كلامِه على الْمُنْقَطِعِ أنَّ الْخَطيبَ حَكاهُ عن بعضِ أهْلِ العلْمِ واستَبْعَدَه ابنُ الصلاحِ، وأَتيتُ هنا (بقُلتُ) لأنَّ تعيينَ القائلِ لها مِن الزوائدِ على ابنِ الصلاحِ، وإن كانت الْمَسألةُ في مَوْضِعٍ آخَرَ مِن كتابِه غيرَ مَعْزُوَّةٍ إلى قائلِها.