دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > مكتبة علوم العقيدة > أصول الاعتقاد > الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية لابن بطة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 رجب 1434هـ/24-05-2013م, 10:25 AM
أم صفية أم صفية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 212
افتراضي الباب الأوّل(بابٌ جامعٌ في القدر وما روي في أهله)

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (الباب الأوّل
[الإبانة الكبرى: 4/266]
بابٌ جامعٌ في القدر وما روي في أهله
[الإبانة الكبرى: 4/269]
1882 - حدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي، والحسن بن عليلٍ العنزيّ قال: حدّثنا ابن أبي السّريّ العسقلانيّ، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، قال: حدّثنا أشرس بن الحسن، عن سيفٍ، عن زيدٍ الرّقاشيّ، عن صالح بن سرجٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من لم يؤمن بالقدر كلّه خيره وشرّه، فأنا منه بريءٌ»
[الإبانة الكبرى: 4/269]
1883 - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد المتّوثيّ قال: حدّثنا أبو داود السّجستانيّ، قال: حدّثنا أحمد بن سعيدٍ الهمدانيّ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني هشام بن سعدٍ، عن سليمان بن جعفرٍ العدويّ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " سيفتح على أمّتي في آخر الزّمان بابٌ من القدر، فلا يسدّه شيءٌ، ويكفيهم أن يقرءوا هذه الآية {ألم تعلم أنّ اللّه يعلم ما في السّماء والأرض إنّ ذلك في كتابٍ إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [الحج: 70] "
[الإبانة الكبرى: 4/269]
قال أبو داود: «كذا قرأها أحمد بن سعيدٍ»
[الإبانة الكبرى: 4/270]
1884 - حدّثنا الصّاغانيّ، وحدّثنا نهشلٌ، قال: حدّثنا الرّماديّ، ح، وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قالوا: حدّثنا أصبغ، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، أن يقرأوا هذه الآية {ألم تعلم أنّ اللّه يعلم ما في السّماء والأرض إنّ ذلك في كتابٍ إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [الحج: 70] " قال أبو داود: «وكذا فسّرها أحمد بن سعيدٍ»
[الإبانة الكبرى: 4/270]
1885 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، وحدّثنا نهشلٌ، قال: حدّثنا الرّماديّ، وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قالوا: حدّثنا أصبغ، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، عن أبي صخرٍ حميد بن زيادٍ، عن نافعٍ، قال: " بينا نحن عند ابن عمر قعودٌ إذ جاءه رجلٌ فقال: إنّ فلانًا يقرأ عليك السّلام، لرجلٍ من أهل الشّام، فقال ابن عمر: بلغني أنّه قد أحدث حدثًا، فإن كان كذلك فلا تقرأ عليه السّلام؛ فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «سيكون في أمّتي خسفٌ ومسخٌ، وهي في الزّندقيّة والقدريّة»
[الإبانة الكبرى: 4/270]
1886 - حدّثنا المتّوثيّ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عمرو بن عثمان الحمصيّ، وكثير بن عبيدٍ، قالا: حدّثنا محمّد بن خالدٍ، ح، قال أبو داود:
[الإبانة الكبرى: 4/270]
وحدّثنا محمّد بن يحيى القطعيّ، قال: حدّثنا عمر بن عليّ بن مقدّمٍ، جميعًا عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، عن ابن مسعودٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «إذا كان أجل عبدٍ بأرضٍ هيّئت له الحاجة إليها، حتّى إذا بلغ أقصى أجله قبض» قال: " فتقول الأرض يوم القيامة: ربّ، هذا عبدك كما استودعت "
[الإبانة الكبرى: 4/271]
1887 - حدّثنا المتّوثيّ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا محمّد بن سليمان الأنباريّ لوينٌ قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، عن عامر بن عبدة، قال: قال عبد اللّه: «إذا قدّر اللّه عزّ وجلّ لنفسٍ أن تموت بأرضٍ هيّئت له إليها الحاجة»
[الإبانة الكبرى: 4/271]
1888 - حدّثنا المتّوثيّ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا محمّد بن آدم المصّيصيّ، قال: حدّثنا أبو خالدٍ، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: " كان ملك الموت صديقًا لسليمان بن داود عليهما السّلام، فأتاه ذات يومٍ فقال: يا ملك الموت تأتي الدّار تأخذ أهلها كلّهم وتذر الدّويرة إلى جنبهم لا تأخذ منهم أحدًا قال: ما أنا بأعلم بذلك منك، إنّما أكون تحت العرش فتلقى إليّ صكاكٌ
[الإبانة الكبرى: 4/271]
فيها أسماءٌ، قال: فجاء ذات يومٍ وعنده صديقٌ له، فنظر إليه ملك الموت فتبسّم ثمّ ذهب، قال: فقال الرّجل: من هذا يا نبيّ اللّه؟ قال: هذا ملك الموت، قال: لقد رأيته يتبسّم حين نظر إليّ، فمر الرّيح فلتلقني بالهند، فأمرها، فألقته بالهند، قال: فعاد ملك الموت إلى سليمان فقال: أمرت أن أقبضه بالهند فرأيته عندك "
[الإبانة الكبرى: 4/272]
1889 - حدّثنا المتّوثيّ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدّثنا قبيصة، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: " قال سليمان بن داود عليه السّلام لملك الموت: إذا أردت أن تقبض روحي، فأعلمني، قال: ما أنا بأعلم بذلك منك، إنّما هي كتبٌ تلقى إليّ، فيها تسمية من يموت "
[الإبانة الكبرى: 4/272]
1890 - حدّثنا المتّوثيّ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن سلامٍ، قال: حدّثنا أبو النّصر، عن شريك بن عبد اللّه، عن هلال بن يسافٍ، قال: «ما من مولودٍ إلّا جعل في سرره من تربة الأرض الّتي يموت فيها»
[الإبانة الكبرى: 4/272]
1891 - حدّثنا المتّوثيّ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن داود، عن عطاءٍ الخراسانيّ، قال: «بلغني أنّه يذرّ على النّطفة من التّربة الّتي يدفن فيها»
[الإبانة الكبرى: 4/272]
1892 - حدّثنا أبو عليٍّ محمّد بن يوسف قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن
[الإبانة الكبرى: 4/272]
خلفٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن خالدٍ الحذّاء، عن عبد اللّه بن شقيقٍ، عن رجلٍ، قال: " قلت: يا رسول اللّه متى خلقت نبيًّا؟ قال: «إذ آدم بين الرّوح والجسد»
[الإبانة الكبرى: 4/273]
1893 - حدّثنا أبو عليٍّ محمّد بن يوسف قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن خلفٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، قال: حدّثنا خالدٌ، عن عبد اللّه بن شقيقٍ، قال: " جاء أعرابيٌّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللّه، متى كنت نبيًّا؟ فقال النّاس: مه فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «دعوه، كنت نبيًّا وآدم بين الرّوح والجسد»
[الإبانة الكبرى: 4/273]
1894 - حدّثنا أبو صالحٍ محمّد بن أحمد بن ثابتٍ قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ المصّيصيّ، قال: حدّثنا الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي عمرٍو الشّيبانيّ قال: " جاء رجلٌ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، ادع اللّه أن يرزقني زوجةً صالحةً، قال: فقال: «لو دعا لك جبريل وميكائيل وأنا ثالثهما ما تزوّجت إلّا الّتي كتبت لك»
[الإبانة الكبرى: 4/273]
1895 - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ الفضل بن دكينٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن سالم بن أبي حفصة، عمّن سمع
[الإبانة الكبرى: 4/273]
ابن عبّاسٍ، يقول: «لقد» أخرج اللّه آدم من الجنّة قبل أن يدخلها، قال: ثمّ قرأ {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً} [البقرة: 30] "
[الإبانة الكبرى: 4/274]
1896 - حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو حفصٍ محمّد بن داود البصريّ قال: حدّثنا عبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، ح، وحدّثنا أبو يوسف يعقوب بن يوسف قال: حدّثني أبو بكرٍ محمّد بن عبد اللّه بن سعيدٍ المروزيّ قال: حدّثنا محمّد بن سهلٍ، قال: حدّثنا العبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، قال: حدّثنا سعيد بن أبي أيّوب، عن يونس بن بلالٍ، عن يزيد بن حبيبٍ، أنّ رجلًا، قال: يا رسول اللّه، بقدرٍ أنّ اللّه كتب عليّ الذّنب ثمّ يعذّبني عليه؟ فقال: «نعم، وأنت أظلم»
[الإبانة الكبرى: 4/274]
1897 - حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، قال: " لمّا نزلت {لمن شاء منكم أن يستقيم} [التكوير: 28]، قال أبو جهلٍ لعنه اللّه: الأمر إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم قال: فنزلت {وما تشاءون إلّا أن يشاء اللّه ربّ العالمين}
[الإبانة الكبرى: 4/274]
1898 - حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوزيّ، قال: سمعت أبا عبد اللّه، قال: حدّثنا حميد بن الرّبيع بن عبد الرّحمن الرّواسيّ، قال: سمعت الأعمش، قال: استعان بي مالك بن الحارث في حاجةٍ قال: فجئت وعليّ قباءٌ مخرّقٌ، قال: فقال لي: " لو لبست ثوبًا غير هذا قال: قلت: امش، فإنّما حاجتك بيد اللّه عزّ وجلّ "
[الإبانة الكبرى: 4/274]
1899 - حدّثنا أبو ذرٍّ أحمد بن محمّدٍ الباغنديّ قال: حدّثنا عمر بن شبّة النّمير، قال: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا همّامٌ، قال: حدّثنا حبيب بن
[الإبانة الكبرى: 4/274]
الشّهيد، عن إياس بن معاوية، قال: " ما كلّمت بعقلي كلّه من أهل الأهواء إلّا القدريّة، قلت: أخبروني عن الجور في كلام العرب ما هو؟ قالوا: أن يأخذ الرّجل ما ليس له، قلت: فإنّ اللّه عزّ وجلّ له كلّ شيءٍ "
[الإبانة الكبرى: 4/275]
1900 - حدّثنا أبو محمّدٍ الحسن بن عليّ بن زيدٍ العسكريّ، قال: حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا صفوان بن عيسى، قال: حدّثنا حبيب بن الشّهيد، قال: " جاءوا برجلٍ إلى إياس بن معاوية فقالوا: هذا يتكلّم في القدر، فقال إياسٌ: " ما تقول؟ قال: أقول: إنّ اللّه عزّ وجلّ قد أمر العباد ونهاهم، وإنّ اللّه لا يظلم العباد شيئًا، فقال له إياسٌ: خبّرني عن الظّلم تعرفه أو لا تعرفه؟ قال: بلى أعرفه، قال: فما الظّلم عندك؟ قال: أن يأخذ الرّجل ما ليس له، قال: فمن أخذ ما له ظلم؟ قال: لا، قال: الآن عرفت الظّلم "
[الإبانة الكبرى: 4/275]
1901 - حدّثنا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن محمّد بن سعيدٍ الجمّال، قال: حدّثنا عيسى بن أبي حربٍ الصّفّار، قال: حدّثنا يحيى بن أبي بكرٍ الكرمانيّ قال: حدّثني أبي، قال: " جاء رجلٌ إلى الخليل بن أحمد فقال له: قد وقع في نفسي شيءٌ من أمر القدر، فقال له الخليل: " أتبصر من مخارج الكلام شيئًا؟ قال: نعم، قال: فأين مخرج الحاء؟ قال: من أصل اللّسان، قال: فأين مخرج الثّاء؟ قال: من طرف اللّسان، فاجعل هذا مكان هذا وهذا مكان هذا، قال: لا أستطيع، قال: فأنت مدبرٌ "
[الإبانة الكبرى: 4/275]
1902 - أخبرني محمّد بن الحسين، قال: أخبرنا الفريابيّ، قال: سمعت نضر بن عليٍّ، قال: سمعت الأصمعيّ، يقول: " من قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ لا يرزق الحرام، فهو كافرٌ " حدّثنا أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو الأحوص قال: حدّثنا عمرو بن عثمان قال: حدّثنا بقيّة، عن أرطاة بن المنذر قال: " ذكرت لأبي عونٍ شيئًا من قول أهل التّكذيب بالقدر، فقال: أما تقرءون كتاب اللّه {وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان اللّه وتعالى عمّا يشركون} [القصص: 68] "
[الإبانة الكبرى: 4/276]
1903 - حدّثنا أبو عليٍّ محمّد بن يوسف قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن خلفٍ الضّبّيّ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن سعيدٍ الجريريّ، عن أبي نضرة أنّ " النّفر الّذين قتلوا عثمان رضي اللّه عنه رأى أحدهم فيما يرى النّائم قدرًا تغلي، فقيل: لمن تغلي هذه القدر؟ فقيل: لقاتل المغيرة بن الأخنس: فلمّا أصبح قال: واللّه لا أقاتل اليوم ولألزمنّ ساريةً أصلّي خلفها، فجعل أصحابه يريدون الدّخول على عثمان، فجعل المغيرة بن الأخنس يحمل عليهم فبكردهم بسيفه، فجعل ينظر ما يرى من أمر المغيرة بن الأخنس، فحمل عليهم المغيرة بن الأخنس، حتّى مرّ عليه، فانتضى بسيفه فضرب ساق المغيرة، فتنادى النّاس: قتل المغيرة بن الأخنس، قتل المغيرة بن الأخنس، فألقى السّيف وقال: تبًّا لك سائر اليوم "
[الإبانة الكبرى: 4/276]
1904 - حدّثنا أبو عبد اللّه المتّوثيّ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا
[الإبانة الكبرى: 4/276]
أحمد بن عبدة، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، عن طاوسٍ، قال: " لقي الشّيطان عيسى ابن مريم فقال: ألست تزعم أنّك صادقٌ، فإن كنت صادقًا، فأت هذه فألق نفسك، قال: ويلك، أليس قال اللّه عزّ وجلّ: يا ابن آدم لا تسألني هلاك نفسك، فإنّي أفعل ما أشاء "
[الإبانة الكبرى: 4/277]
1905 - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن القاسم المصريّ قال: حدّثنا إسحاق بن عبّادٍ الدّبريّ، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، قال: " بلغني أنّهم وجدوا في مقام إبراهيم عليه السّلام ثلاثة أصفحٍ، في كلّ صفحٍ منها كتابٌ، في الصّفح الأوّل: أنا اللّه ذو بكّة، صغتها يوم صغت الشّمس والقمر، وحففتها بسبعة أملاكٍ حنفًا، وباركت لأهلها في اللّحم واللّبن. وفي الصّفح الثّاني: أنا اللّه ذو بكّة، خلقت الرّحم وشققت لها اسمًا من اسمي، من وصلها وصلته، ومن قطعها بتتّه. وفي الصّفح الثّالث: أنا اللّه ذو بكّة، خلقت الخير والشّرّ، فطوبى لمن كان الخير على يديه، وويلٌ لمن كان الشّرّ على يديه "
[الإبانة الكبرى: 4/277]
1906 - حدّثنا إسماعيل بن العبّاس الورّاق، قال: حدّثنا العبّاس بن عبد اللّه التّرقفيّ، قال: حدّثنا عمرو بن طلحة، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " انطلق موسى عليه السّلام إلى ربّه تعالى فكلّمه فقال: {ما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري} [طه: 84]، قال: {فإنّا قد فتنّا قومك من بعدك} [طه: 85]، فلمّا أخبره خبرهم قال: يا ربّ هذا السّامريّ أمرهم أن يتّخذوا العجل، الرّوح من نفخ فيه؟ فقال الرّبّ عزّ وجلّ: أنا، قال موسى: ربّ فأنت إذًا أضللتهم "
[الإبانة الكبرى: 4/277]
1907 - حدّثنا أبو ذرٍّ أحمد بن محمّدٍ الباغنديّ قال: حدّثنا الحسن محمّد بن الصّبّاح الزّعفرانيّ قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد المجيد الثّقفيّ، عن عبد الوهّاب بن مجاهدٍ، قال: " سمعت مجاهدًا، يحدّث عن معاوية، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تعجلنّ إلى شيءٍ تظنّ إن استعجلت إليه أنّك مدركه، فإن كان اللّه عزّ وجلّ لم يقدّره لك، ولا تستأخر عن شيءٍ تظنّ أنّك إن استأخرت أنّه مدفوعٌ عنك، وإن كان اللّه عزّ وجلّ قد قدّره لك»
[الإبانة الكبرى: 4/278]
1908 - حدّثني أبو يوسف يعقوب بن يوسف قال: حدّثنا أبو بكرٍ البزينيّ، قال: حدّثنا أبو بكر بن سيّارٍ، قال: " قرأت في بعض الكتب: يقول اللّه عزّ وجلّ: «من لم يرض بقضائي ويسلّم لقدري، فليطلب ربًّا غيري»
[الإبانة الكبرى: 4/278]
1909 - حدّثنا أبو الفضل شعيب بن محمّدٍ الكفّيّ، قال: حدّثنا أحمد بن أبي العوّام، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا يحيى بن سابقٍ، قال: حدّثنا أبو حازمٍ، عن سهل بن سعدٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " قال اللّه تعالى: «أنا اللّه، لا إله إلّا أنا، خلقت الخير، وخلقت الشّرّ، خلقت الخير، فطوبى لمن قدّرت الخير على يديه، وخلقت الشّرّ، فويلٌ لمن قدّرت الشّرّ على يديه»
[الإبانة الكبرى: 4/278]
1910 - حدّثنا أبو الفضل، قال: حدّثنا أحمد بن أبي العوّام، قال:
[الإبانة الكبرى: 4/278]
حدّثنا أبي قال: حدّثنا مظفّر بن مدركٍ، قال: حدّثنا المسعوديّ، عن معن بن عبد الرّحمن، قال: قال عبد اللّه بن مسعودٍ: «لم يكن كفرٌ بعد نبوّةٍ قطّ إلّا كان مفتاحه التّكذيب بالقدر»
[الإبانة الكبرى: 4/279]
1911 - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، عن الأوزاعيّ، قال: كتب غيلان إلى عمر بن عبد العزيز: أمّا بعد يا أمير المؤمنين، فهل رأيت عليمًا حكيمًا أمر قومًا بشيءٍ ثمّ حال بينهم وبينه ويعذّبهم عليه قال: فكتب إليه عمر رضي اللّه عنه: أمّا بعد، " فهل رأيت قادرًا قاهرًا يعلم ما يكون خلّف لنفسه عدوًّا وهو يقدر على هلاكه قال: فبطلت الرّسالة الأولى "
[الإبانة الكبرى: 4/279]
1912 - حدّثني أبو بكرٍ محمّد بن أيّوب بن المعافى البزّاز قال: حدّثني أبو الحسن الصّوفيّ، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، قال: حدّثنا عبد اللّه بن نميرٍ، قال: كتب أبو داود الدّيليّ إلى سفيان الثّوريّ: أمّا بعد، فما تقول في ربٍّ قدّر عليّ هداي وعصمتي وإرشادي فخذلني وأضلّني، وحرمني الصّواب وأوجب عليّ العقاب، وأنزلني دار العذاب، أعدل عليّ هذا الرّبّ أم جار؟ قال: فكتب إليه سفيان: أمّا بعد، «فإن كنت تزعم أنّ العصمة والتّوفيق والإرشاد وجب لك على اللّه فمنعك ذلك، فقد ظلمك ومحالٌ أن يظلم اللّه عزّ وجلّ أحدًا، وإن كنت تزعم أنّ ذلك من فضل اللّه، فإنّ فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه واسعٌ عليمٌ»
[الإبانة الكبرى: 4/279]
1913 - حدّثنا أبو محمّدٍ الحسن بن عليّ بن زيدٍ، قال: حدّثنا أبو حفصٍ عمرو بن عليٍّ قال: حدّثنا معاذ بن معاذٍ، قال: أخبرني عمر بن الهيثم، قال: " خرجت في سفينةٍ إلى الأبلّة أنا وقاضيها هبيرة العديس، قال أسلم، قال: فقال المجوسيّ: وصحبنا في السّفينة مجوسيٌّ وقدريٌّ قال: فقال
[الإبانة الكبرى: 4/279]
القدريّ للمجوسيّ: أسلم، فقال المجوسيّ: حتّى يريد اللّه قال: فقال القدريّ: اللّه يريد الشّيطان لا يدعك، قال المجوسيّ: أراد اللّه وأراد الشّيطان، فكان ما أراد الشّيطان هذا شيطانٌ قويٌّ "
[الإبانة الكبرى: 4/280]
1914 - حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن يوسف قال: حدّثنا أبو عبيدٍ سعيد بن الحسن الرّجّانيّ القاضي قال: حدّثنا أحمد بن أصرم المزنيّ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن موسى بن المغيرة قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: قال رجلٌ من القدريّة لأبي عصامٍ العسقلانيّ: يا أبا عصامٍ أرأيت من منعني الهدى وأوردني الضّلالة والرّدى ثمّ عذّبني، يكون لي منصفًا؟ قال: فقال له أبو عصامٍ: " إن يكن الهدى شيئًا لك عنده فمنعك إيّاه، فما أنصفك، وإنّ يكن الهدى شيئًا هو له، فله أن يعطي من يشاء ويمنع من يشاء قال: ووقف رجلٌ على حلقةٍ فيها عمرو بن عبيدٍ، فقال: إنّي قدمت بلدكم هذا وإنّ ناقتي سرقت، فادع اللّه أن يردّها عليّ، فقال عمرٌو: يا هؤلاء ادعوا اللّه لهذا الّذي لم يرد اللّه أن تسرق ناقته، فسرقت أن تردّ عليه، فقال الأعرابيّ: لا حاجة لي بدعائك قال: ولم؟ قال: أخاف كما أراد أن لا تسرق فسرقت أن يريد أن تردّ عليّ، فلا تردّ عليّ "
[الإبانة الكبرى: 4/280]
1915 - حدّثنا أبو طلحة أحمد بن محمّد بن عبد الكريم الفزاريّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن خبيقٍ، قال: سمعت يوسف بن أسباطٍ، يقول: كان مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير يدعو بهؤلاء الدّعوات الخمس الكلمات: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ الشّيطان، ومن شرّ السّلطان، ومن شرّ ما تجري به الأقلام، وأعوذ بك من أن أقول حقًّا هو لك رضًى أبتغي به حمد سواك، وأعوذ بك من أن أتزيّن للنّاس بشيءٍ يشينني عندك، وأعوذ بك أن تجعلني عبرةً لغيري، وأعوذ بك أن يكون أحدٌ هو أسعد بما علّمتني منّي "
[الإبانة الكبرى: 4/280]
1916 - حدّثنا أبو جعفر بن العلاء، قال: حدّثنا أحمد بن بديلٍ، قال:
[الإبانة الكبرى: 4/280]
حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، سمع عمير بن عبيدٍ، يقول: " قال آدم: يا ربّ أرأيت ما أتيت أشيءٌ ابتدعته من نفسي أم شيءٌ قدّرته عليّ قبل أن تخلقني؟ قال: بل شيءٌ قدّرته عليك قبل أن أخلقك قال: فكما قدّرته عليّ، فاغفر لي "
[الإبانة الكبرى: 4/281]
حديث العنقاء
[الإبانة الكبرى: 4/281]
1917 - حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو أيّوب عبد الوهّاب بن عمرٍو، قال: حدّثني عليّ بن الحسن بن هارون، قال: حدّثني أحمد بن عبّادٍ، قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى، عن زهيرٍ السّلوليّ، عن داود بن أبي هند قال: " كانت العنقاء عند سليمان بن داود عليه السّلام، وكان سليمان قد علّم كلام الطّير وسخّرت له الشّياطين، وأعطي ما لم يعط أحدٌ، فذكر عنده القضاء والقدر، وكانت العنقاء حاضرةً، فقالت العنقاء: وأيّ شيءٍ القضاء والقدر ما يغني شيئًا، وقيل لسليمان بن داود: إنّه يولد في المشرق جاريةٌ ويولد في المغرب غلامٌ في يومٍ واحدٍ وساعةٍ واحدةٍ، وأنّهما يجتمعان على الفجور، فقالت العنقاء: إنّ هذا لا يكون، وكيف يكون وهذا بالمغرب وهذه بالمشرق؟ فقال لها سليمان: إنّ ذلك يكون بالقضاء والقدر، قالت: لا أقبل ذلك، أنا آخذ الجارية فأصيّرها في موضعٍ لا يصل إليها مخلوقٌ وأحفظها حتّى يكون ذلك الوقت الّذي ذكرتم أنّهما يلتقيان فيه، فقال سليمان: اذهبي فخذي الجارية وتحرّزي بما قدرت، فإذا كان ذلك الوقت أمرناك أن تجيئي بالجارية ونجيء نحن بالغلام، فانطلقت العنقاء فاحتملت الجارية حتّى صيّرتها في جزيرةٍ من جزائر البحر، وكان في تلك الجزيرة جبلٌ عظيمٌ في رأسه قلّةٌ، لا يصلّ إليها مخلوقٌ، في ذلك الرّأس كهفٌ فصيّرت الجارية في ذلك الكهف، ثمّ جعلت
[الإبانة الكبرى: 4/281]
تختلف إليها حتّى كبرت وشبّت وصارت امرأةً، ثمّ إنّ الغلام لم يزل يشبّ وينشأ حتّى صار رجلًا، فركب في البحر في سفينةٍ ومعه فرسٌ فلمّا انتهى إلى تلك الجزيرة كسر به فخرج هو وفرسه إلى تلك الجزيرة وغرقت السّفينة، فلم ينج منها أحدٌ غيره، فبينا هو يدور في تلك الجزيرة، إذ رفع رأسه فبصر بالجارية وبصرت به، فدنا منها فكلّمها وكلّمته، فأخذ يقبّلها وأخذت تقبّله، فمكثا يطيلان الحيل ليصل كلّ واحدٍ منهما إلى صاحبه، فقالت الجارية: إنّ الّتي ربّتني طيرٌ عظيم الشّأن، وليس لك حيلةٌ تصل بها إليّ إلّا أن تذبح فرسك، ثمّ ترمي بما في جوفه في البحر وتدخل أنت فيه، فإنّها إن بصرت بك قتلتك فإنّي سأسألها أن تحمل الفرس إليّ، فإذا فعلت صرت عندي، فلمّا جاءت العنقاء قالت لها الجارية: يا أمّه لقد رأيت اليوم في البحر شيئًا عجبًا لم أر مثله قطّ، وقد كانت الجارية سألت الفتى أيّ شيءٍ هذا تحتك؟ فقال لها: فرسٌ: فقالت لها العنقاء: وما هو يا بنيّة؟ فقالت: ذلك الّذي ترين على شطّ البحر؟ قالت: يا بنيّة، هذا فرسٌ ميّتٌ حمله البحر، فألقاه في هذه الجزيرة، فقالت: يا أمّه فجيئيني به حتّى أنظر إليه وألهو به وأمسّه بيدي، فانطلقت العنقاء فاحتملت الفرس والفتى فيه حتّى وضعته بين يدي الجارية ثمّ انطلقت العنقاء إلى سليمان لتخبره أنّ الوقت قد مضى وأنّه لم يكن من القضاء الّذي ذكر شيءٌ، وأنّ القضاء والقدر باطلٌ، وإنّ الفتى خرج من بطن الفرس فواقع الجارية فلمّا صارت العنقاء عند سليمان وكان قالت: يا سليمان أليس زعمت أنّ القضاء والقدر ينفع ويضرّ ويكون ما قلتم، وقد كان الوقت الّذي أخبرتني أنّه يكون ويجتمعان فيه ويكون الفجور، وقد مضى الوقت، فقال سليمان: قد اجتمعا، وكان منهما ما أخبرتك أنّه يكون، فقالت العنقاء: إنّما جئت من عند الجارية السّاعة وما وصل إليها خلقٌ، فأين الرّجل؟ فقال سليمان: جيئينا بالجارية فإنّا نجيئك بالرّجل،
[الإبانة الكبرى: 4/282]
فانطلقت العنقاء إلى الجارية، فقالت: إنّ سليمان أرسلني إليك لأحملك إليه، فقالت الجارية: يا أمّه كيف تحمليني وأنا امرأةٌ قد كبرت وثقلت، وإنّما حملتني صغيرةً، وقد كانت الجارية حين أحسّت بمجيء العنقاء أمرت الفتى ودخل في جوف الفرس، ثمّ قالت الجارية للعنقاء: يا أمّه إن كنت لا بدّ فاعلةً، فإنّي أدخل في جوف هذا الفرس ثمّ تحمليني، فإن وقعت لم يضرّني شيءٌ، فقالت العنقاء: صدقت يا بنيّة، فدخلت الجارية في جوف الفرس فاحتملتها حتّى وضعتها بين يدي سليمان فقالت: هذه الجارية فأين الرّجل؟ فقال سليمان: قولي للجارية تخرج، فقالت للجارية: اخرجي، فخرجت، فقال سليمان للرّجل: اخرج فقد جاءت بك تحملك على رغم أنفها على ظهرها، فخرج الفتى فاستحيت العنقاء، فهربت على وجهها فلم ير لها أثرٌ حتّى السّاعة "
[الإبانة الكبرى: 4/283]
1918 - حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن أبي سهلٍ قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروقٍ الطّوسيّ قال: حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: " قال لي أبو سليمان الدّارانيّ: من أيّ جهةٍ أراك العاقل المكافأة عمّن أساء إليه؟ قلت: لا أدري قال: من أنّه علم اللّه عزّ وجلّ هو الّذي ابتلاه "
[الإبانة الكبرى: 4/283]
1919 - حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو أيّوب عبد الوهّاب بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن عليّ بن يزيد البزينيّ قال: حدّثنا أحمد بن أبي الحواريّ، قال: سمعت أبا سليمان الدّارانيّ، يقول: «واللّه لقد أنزلهم الغرف قبل أن يطيعوه، والنّار قبل أن يعصوه»
[الإبانة الكبرى: 4/283]
1919 - قال أحمد: وسمعت مضاء بن عيسى القاريّ يقول: «قد رأى خلقه قبل أن يخلقهم كما رآهم بعدما خلقهم»
[الإبانة الكبرى: 4/283]
1919 - قال أحمد: وسمعت أبا سليمان يقول: " كيف يخفى على اللّه عزّ وجلّ ما في القلب ولا يكون في القلب إلّا ما ألقي فيه، فكيف يخفى عليه ما يكون منه؟ قال: وسمعته يقول: أنا بمنزلة الحجر، إن لم أحرّك لم أتحرّك "
[الإبانة الكبرى: 4/284]
1920 - حدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن يونس، قال: حدّثنا إبراهيم بن نصرٍ الصّائغ، قال: سمعت الفضيل بن عياضٍ، يقول: إنّما يطيع العبد اللّه على قدر منزلته من اللّه "
[الإبانة الكبرى: 4/284]
1921 - وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو أيّوب عبد الوهّاب بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن عليٍّ قال: حدّثنا أحمد بن أبي الحواريّ، قال: حدّثني أبو جعفرٍ الحذّاء، قال: قال الفضيل: " ما اشتدّ عجبي من اجتهاد ملكٍ مقرّبٍ ولا نبيٍّ مرسلٍ ولا وليٍّ من أولياء اللّه، قيل: وكيف يا أبا عليٍّ؟ قال: لأنّه هو ألهمهم إيّاه، ولو شاء أن يلهمهم أكثر من ذلك لفعل "
[الإبانة الكبرى: 4/284]
1922 - حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو أيّوب، قال: حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن عليٍّ قال: حدّثنا أحمد بن أبي الحواريّ، قال: حدّثنا حجّاجٌ الأزديّ، قال: سمعت أبا حازمٍ، يقول: «لا يكون ابن آدم في الدّنيا على حالٍ إلّا ومثاله في العرش على تلك الحال»
[الإبانة الكبرى: 4/284]
1923 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن محمودٍ السّرّاج قال: حدّثنا أبو هاشمٍ زياد بن أيّوب قال: حدّثنا أحمد بن أبي الحواريّ، قال: حدّثني الطّيّب أبو الحميز، عن الخشنيّ، قال: «ما في جهنّم وادٍ ولا دارٌ ولا مغارٌ ولا غلٌّ ولا قيدٌ ولا سلسلةٌ إلّا اسم صاحبه عليه مكتوبٌ قبل أن يخلق»، قال أحمد: فحدّثت به أبا سليمان، فبكى ثمّ قال: «ويحك، فكيف به لو قد اجتمع عليه هذا كلّه، فجعل الغلّ في عنقه، والقيد في رجليه والسّلسلة في عنقه، وأدخل النّار، وأدخل الدّار، وجعل في المغار؟»
[الإبانة الكبرى: 4/284]
1924 - حدّثني أبو عمر محمّد بن عبد الواحد صاحب اللّغة قال:
[الإبانة الكبرى: 4/284]
حدّثنا ثعلبٌ، عن ابن الأعرابيّ، قال: " كلّم رجلٌ أباه بشيءٍ فقال له: قل إن شاء اللّه، فإنّها تذهب الحنث وتنجح الحاجة "
[الإبانة الكبرى: 4/285]
1925 - حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، قال: حدّثنا موسى بن أيّوب، عن بقيّة، عن إبراهيم بن أدهم، قال: «ما يسأل السّائلون الحقّ من أن يقولوا ما شاء اللّه»
[الإبانة الكبرى: 4/285]
1926 - حدّثنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذيّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبو عبد اللّه السّلميّ، قال: " سمعت يحيى بن سليمٍ الطّائفيّ، عن من، ذكره قال: طلب موسى من ربّه حاجةً فأبطأت عليه وأكدّت، فقال: ما شاء اللّه، فإذا بحاجته بين يديه، فقال: يا ربّ أنا أطلب حاجتي منذ كذا وكذا، أعطينيها الآن قال: فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه: يا موسى، أما علمت أنّ قولك ما شاء اللّه أنجح ما طلب بها الحوائج "
[الإبانة الكبرى: 4/285]
1927 - حدّثنا أبو الحسين الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبو عبد اللّه السّلميّ، قال: " سمعت يحيى بن سليمٍ الطّائفيّ، عن من، ذكره قال: الكلمة الّتي تدحر بها الملائكة الشّياطين حين يسترقون السّمع: ما شاء اللّه "
[الإبانة الكبرى: 4/285]
1928 - حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن أبي سهلٍ قال: حدّثنا أحمد بن مسروقٍ، قال: حدّثنا روح بن عبد اللّه الطّوسيّ، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي أويسٍ قال: " كان مالك بن أنسٍ يكثر من قول: ما شاء اللّه قال: فعاتبه رجلٌ على كثرة قوله: ما شاء اللّه، قال: فأري الرّجل في منامه: وأنت القائل لمالك بن أنسٍ على قوله: ما شاء اللّه، لو أراد مالك بن أنسٍ أن يثقب الخردل بقوله ما شاء اللّه لثقبه "
[الإبانة الكبرى: 4/285]
1929 - حدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو الحسين بن
[الإبانة الكبرى: 4/285]
أبي العلاء الكفّيّ، قال: حدّثنا أحمد بن مجهرٍ أبي موسى الأنطاكيّ، ح
1930 - وحدّثنا ابن الصّوّاف، قال: حدّثنا إسحاق بن أبي حسّان الأنطاكيّ قال: حدّثنا أحمد بن أبي الحواريّ، قال: " قلت لأبي سليمان الدّارانيّ: من أراد الخطوة، فليتواضع في الطّاعة، فقال لي: ويحك، وأيّ شيءٍ التّواضع، إنّما التّواضع في أن لا تعجب بعملك، وكيف يعجب عاقلٌ بعمله، وإنّما يعدّ العمل نعمةً من اللّه عزّ وجلّ ينبغي أن يشكر اللّه ويتواضع، إنّما يعجب بعمله القدريّ الّذي يزعم أنّه يعمل، فأمّا من زعم أنّه يستعمل، فكيف يعجب؟ " قال الشّيخ: " فكلّ ما قد ذكرته لكم يا إخواني رحمكم اللّه فاعقلوه، وتفهّموه ودينوا للّه به، فهو ما نزل به الكتاب النّاطق، وقاله النّبيّ الصّادق، وأجمع عليه السّلف الصّالح والأئمّة الرّاشدون من الصّحابة والتّابعين، والعقلاء، والحكماء من فقهاء المسلمين، واحذروا مذاهب المشائيم القدريّة، الّذين أزاغ اللّه قلوبهم، فأصمّهم وأعمى أبصارهم، وجعل على قلوبهم أكنّةً أن يفقهوه، وفي آذانهم وقرًا، حتّى زعموا أنّ المشيئة إليهم، وأنّ الخير والشّرّ بأيديهم، وأنّهم إن شاءوا أصلحوا أنفسهم، وإن شاءوا أفسدوها، وأنّ الطّاعة والمعصية إليهم، فإن شاءوا عصوا اللّه وخالفوه فيما لا يشاءه ولا يريده، حتّى ما شاءوا هم كان، وما شاء اللّه لا يكون، وما لا يشاءه لا يكون، وما لا يشاءه اللّه يكون، فإنّ القدريّ الملعون لا يقول: اللّهمّ اعصمني، ولا: اللّهمّ وفّقني، ولا يقول: اللّهمّ ألهمني رشدي، ولا يقول {ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} [آل عمران: 8]، ويقول: إنّ اللّه لا يزيغ القلوب ولا يضلّ أحدًا، ويجحد القرآن ويعاند الرّسول ويخالف إجماع المسلمين، ولا يقول: لا حول ولا قوّة إلّا باللّه، ولا يقول: ما شاء اللّه كان وما لا يشأ لا يكون، وينكر ذلك على من قاله، ويزعم أنّ المشيئة إليه
[الإبانة الكبرى: 4/286]
والحول والقوّة بيديه، وأنّه إن شاء أطاع اللّه، وإن شاء عصى، وإن شاء أخذ وإن شاء أعطى، وإن شاء افتقر وإن شاء استغنى. وينكر أن يكون اللّه عزّ وجلّ خالق الشّرّ، وأنّ اللّه شاء أن يكون في الأرض شيءٌ من الشّرّ وهو يعلم أنّ اللّه خلق إبليس وهو رأس كلّ شرٍّ، وأنّ اللّه علم ذلك منه قبل أن يخلقه، واللّه تعالى يقول: {من شرّ ما خلق} [الفلق: 2] واللّه يقول: {واللّه خلقكم وما تعملون} [الصافات: 96]، ويقول: {هو الّذي خلقكم فمنكم كافرٌ ومنكم مؤمنٌ} [التغابن: 2]، فالقدريّ يجحد هذا كلّه ويزعم أنّه يعصي اللّه قسرًا ويخالفه شاء أم أبى "
[الإبانة الكبرى: 4/287]
1931 - أخبرني محمّد بن الحسين، قال: أخبرنا الفريابيّ، قال: حدّثنا عمرو بن عليٍّ، قال: " سمعت معاذ بن معاذٍ، يقول: صلّيت أنا وعمر بن الهيثم الرّقاشيّ، خلف الرّبيع بن بزّة، قال معاذٌ: فأخبرني عمر بن الهيثم، أنّه حضرته الصّلاة مرّةً أخرى، فصلّى خلفه قال: فقعدت أدعو، فقال: لعلّك ممّن يقول: اعصمني، قال معاذٌ: فأعدت تلك الصّلاة بعد عشرين سنةً «، والرّبيع بن بزّة هذا من كبار مشائيم القدريّة بالبصرة، وكان من العبّاد المجتهدين في هذا الخذلان، عصمنا اللّه وإيّاكم منه ومن كلّ بدعةٍ»
[الإبانة الكبرى: 4/287]
1932 - حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن حميدٍ الكفّيّ، وأبو عمر بن مسبّحٍ العطّار، وأخبرني محمّد بن الحسين، قالوا: حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن يوسف الشّكليّ، قال: " قال بعض العلماء: مسألةٌ يقطع بها القدريّ، يقال له: أخبرنا، أراد اللّه من العباد أن يؤمنوا به ويطيعوه ولا يعصوه فلم يقدّر، أم قدّر فلم يرد؟ فإن قال: قدّر فلم يرد، قيل له: فمن يهدي من لم يرد اللّه هدايته؟ وإن قال: أراد فلم يقدّر، قيل له: لا يشكّ جميع الخلق أنّك قد كفرت يا عدوّ اللّه "
[الإبانة الكبرى: 4/287]
1933 - حدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو الحسن بن أبي العلاء، قال: حدّثنا ابن أبي موسى الأنطاكيّ قال: حدّثنا أحمد بن أبي الحواريّ، قال: سمعت أبا سليمان الدّارانيّ، يقول: أهل السّماوات والأرضين من الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين، ومن دونهم من الخليقة أعجز في حيلتهم وأضعف في قوّتهم من أن يحدثوا في ملك اللّه عزّ وجلّ وسلطانه طرفةً بعينٍ، أو خطرةً بقلبٍ أو نفسًا واحدًا من روحٍ لم يشأه اللّه لهم ولم يعلمه منهم، ولقد أذعنت الجاهليّة الجهلاء بالقدر، وأقرّت للّه بالمشيئة بعد ذلك في إسلامها، وقالته في خطبها ومحاوراتها وأشعارها". قال بعض الرّجّاز:
[البحر الرجز]
يا أيّها المضمر همًّا لا تهم ... إنّك إن تقدّر لك الحمّى تحم
ولو علوت شاهقًا من العلم ... كيف يوقيك وقد جفّ القلم،
وبنحو هذا جاءت السّنّة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بما يوافق هذا اللّفظ
[الإبانة الكبرى: 4/288]
1934 - حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أحمد بن زهيرٍ، قال: حدّثنا الحوطيّ، قال: حدّثنا أبو عتبة حسن بن عليٍّ، عن أبي مطيعٍ معاوية بن يحيى، عن سعيد بن أبي أيّوب الخزاعيّ، عن عيّاش بن عبّاسٍ، عن مالك بن عبد اللّه المعافريّ، قال: مرّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يعني: عليه، فقال: «لا يكثر غمّك، ما يقدّر يكن، وما ترزق يأتك»
[الإبانة الكبرى: 4/288]
1935 - حدّثنا إسحاق بن أحمد الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أحمد بن جميلٍ، قال: حدّثنا ابن المبارك، قال: أخبرنا سعيد بن أبي أيّوب قال: حدّثنا عيّاش بن عبّاسٍ، عن مالك بن عبد اللّه
[الإبانة الكبرى: 4/288]
المعافريّ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مرّ بعبد اللّه بن مسعودٍ وهو مهمومٌ، فقال: يا ابن مسعودٍ لا يكثر همّك، ما قدّر يكن، وما ترزق يأتك "
[الإبانة الكبرى: 4/289]
1936 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن القاسم النّحويّ قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الشّيبانيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن شبيبٍ، قال: حدّثنا ابن عائشة، عن أبيه، قال: " أتى عليّ بن أبي طالبٍ عليه السّلام رجلٌ فشكى إليه تعذّر الأشياء والتياث الدّهر عليه، فتمثّل عليٌّ عليه السّلام بهذه الأبيات:
[البحر الوافر]
فإن يقسم لك الرّحمن رزقًا ... يعدّ لرزقه المقتضى بابا
وإن يحرمك لا تسطع بحولٍ ... ولا رأي الرّجال له اجتلابا
فقصّر في خطاك فلست تعدو ... بحيلتك القضاء ولا الكتابا"
[الإبانة الكبرى: 4/289]
1937 - وحدّثنا أبو بكرٍ، قال: حدّثني أبي، قال: كتب الخليل بن أحمد إلى سليمان بن عليٍّ:
[البحر البسيط]
أبلغ سليمان أنّي عنه في سعةٍ ... وفي غنًى غير أنّي لست ذا مال
سحّى بنفسي أنّي لا أرى أحدًا ... يموت هزلًا ولا يبقى على حال
فالرّزق عن قدرٍ لا العجز ينقصه ... ولا يزيدك فيه حول محتال
وقال بعض الشّعراء:
[البحر الرجز]
هي المقادير فلمني أو فذرني ... إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر
وقال لبيدٌ:
[البحر الكامل]
إنّ تقوى ربّنا خير نفل ... وبإذن اللّه ريثي وعجل
من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال ومن شاء أضل
وقال النّابغة:
[الإبانة الكبرى: 4/289]
[البحر المتقارب]
وليس امرؤٌ نائلًا من ... هواه شيئًا إذا هو لم يكتب"
[الإبانة الكبرى: 4/290]
1938 - حدّثني أبو حفصٍ عمر بن شهابٍ قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني علوان، قال: " حدّثني رجلٌ، يأثره عن الأصمعيّ، قال: وقع الطّاعون بالبصرة، فخرج أعرابيٌّ فارًّا منه على حمارٍ له، قال: فلمّا صار في جانب البرّ سمع هاتفًا وهو يقول:
[البحر الرجز]
لن يسيق اللّه على حمار ... واللّه لا شكّ إمام السّاري
فانصرف الأعرابيّ إلى البصرة وهو يقول:
قدر اللّه واقعٌ حين يقضي وروده ... قد مضى فيه علمه وانقضى ما يريده
وأخو الحرص حرصه ليس ممّا يزيده ... فأرد ما يكون إن لم يكن ما تريده
. قال الفرزدق:
[البحر الوافر]
ندمت ندامة الكسعيّ لمّا ... غدت منّي مطلّقةً نوار
وكانت جنّةً فخرجت منها ... كآدم حين أخرجه الضّرار
ولو منّت بها كفّي ونفسي ... لكان عليّ للقدر الخيار"
[الإبانة الكبرى: 4/290]
1939 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن القاسم النّحويّ قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا أبو هفّان، قال: قال المدائنيّ: " وقع الطّاعون بالكوفة، فهرب منها صديقٌ لشريحٍ إلى النّجف، فكتب إليه شريحٌ: أمّا بعد، فإنّ الموضع الّذي كنت فيه لم يسق إلى أحدٍ حمامه ولم يظلمه أيّامه، وإنّ المكان الّذي أنت فيه لبعين من لا يعجزه طلبٌ ولا يفوته هربٌ، وإنّا وإيّاك لعلى بساطٍ واحدٍ، وإنّ النّجف من ذي قدرةٍ لقريبٌ "
[الإبانة الكبرى: 4/290]
1940 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن القاسم قال: حدّثنا أحمد بن محمّدٍ الأسديّ، قال: حدّثنا الرّياشيّ، قال: حدّثنا القحذميّ، قال: حدّثنا ابن الكلبيّ، عن أبيه، قال: " كان سابور ذو الأكناف يغزو العرب كثيرًا، قال: فغرا مرّةً بني تميمٍ، وذلك في زمن عمرو بن تميمٍ، وكان عمرٌو قد طال عمره حتّى خرف وكثر ولده، فلمّا بلغ بني تميمٍ إقبال سابور إليهم هربوا، فقال عمرٌو: اجعلوني في زبيلٍ وعلّقوني، ففعلوا ذلك، فلمّا دخل سابور منازلهم لم ير أحدًا ورأى الزّبيل معلّقًا فأمر به فأنزل، فإذا شيخٌ مثل القفّة، فقال: من أنت يا شيخ وممّن أنت؟ قال: أنا من الّذين تطلب، أنا عمرو بن تميم بن مزّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزارٍ، قال: إيّاكم أردت، فقال عمرٌو: أيّها الملك إنّا لا نراك تصنع بنا هذا الصّنيع إلّا للّذي بلغك أنّه يكون منّا في ولدك، فواللّه لئن كنت على يقينٍ من ذلك إنّه لينبغي لك أن تعلم أنّه لو لم يبق من العرب إلّا رجلٌ واحدٌ، لما قدرت على ذلك الواحد حتّى ينتهي إلى أمر اللّه وقضائه وقدره فيكم، ولئن كنت على ظنونٍ فما ينبغي للملك أن يسفك دمًا على الظّنون، وفي كلا الحالتين أيّها الملك يجب أن تحسن فيما بيننا وبينك، فإن يكن الأمر فينا لم ينشر في العرب والعجم صنيعك الّذي لا يغني شيئًا ولا يدفع ما هو مقدورٌ، قد سبق به علم اللّه وجرى فيه قضاؤه، ولعلّ ذلك أن يكافئ بمثله عقبك، قال: فلمّا سمع مقالته أطرق الملك مليًّا يفكّر فيما قال له، ثمّ قال له: يا عمرو أما إنّه لو كان هذا كلامك بدا بديًّا في أوّل أمرنا، ما نالك ولا نال قومك ما يكرهون، ولن ينالهم بعد ذلك إلّا ما تحبّ ويحبّون، فمرهم بالرّجوع إلى أوطانهم، ورحل من وقته وأحسن جائزة عمرو بن تميمٍ ولم يعرض لهم طول ما كان في ملكه "
[الإبانة الكبرى: 4/291]
1941 - وحدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن
[الإبانة الكبرى: 4/291]
يونس أبو العبّاس الكديميّ، قال: حدّثنا حجّاج بن نصيرٍ، قال: قال حمّادٌ: قال لي عمرو بن قايدٍ: يأمر اللّه عزّ وجلّ بالشّيء وهو لا يريد أن يكون؟ قلت: نعم، أمر إبراهيم أن يذبح ابنه وهو لا يريد أن يفعل، قال: تلك رؤيا، قلت: رؤيا الأنبياء وحيٌ حقٌّ، ألم تسمع إلى قوله {يا أبت افعل ما تؤمر} [الصافات: 102]
[الإبانة الكبرى: 4/292]
1942 - حدّثني أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن الحسن الآدميّ التّميميّ المعروف بابن الخبّاز قال: حدّثني أبي قال: قال سهل بن عبد اللّه التّستريّ: " ليس في حكم اللّه عزّ وجلّ أن يملك علم الضّرّ والنّفع إلّا اللّه عزّ وجلّ، ولكن حكم العدل في الخلق إنكار فعل غيرهم من الضّرّ والنّفع، وهو حجّة اللّه علينا، أمرنا بما لا نقدر عليه إلّا بمعونته، ونهانا عمّا لا نقدر على تركه والانصراف عنه إلّا بعصمته، وألزمنا بالحركة بالمسألة له المعونة على طاعته وترك مخالفته في إظهار الفقر والفاقة إليه، والتّبرّي من كلّ سببٍ واستطاعةٍ دونه، فقال {يا أيّها النّاس أنتم الفقراء إلى اللّه واللّه هو الغنيّ الحميد} [فاطر: 15] قال: فخرجت أفعال العباد في سرّهم وظاهرهم على ما سبق من علمه فيهم من غير إجبارٍ منه لهم في ذلك أو في شيءٍ منه، ولا قسرٍ ولا إكراهٍ ولا تعبّدٍ ولا أمرٍ، بل بقضاءٍ سابقٍ ومشيئةٍ وتخليةٍ منه لمن شاء كيف شاء لما شاء، فله الحجّة على الخلق أجمعين، قال سهلٌ: فأفعال الخلق وأعمالهم كلّها من اللّه مشيئةٌ. فيها معنيان: فما كان من خيرٍ فاللّه أراد ذلك منهم وأمرهم به، ولم يكرههم على فعله، بل وفّقهم له وأعانهم عليه، وتولّى ذلك الفعل منهم وأثابهم عليه، وما كان من فعل شرٍّ فاللّه عزّ وجلّ نهى عنه، ولم يجبر عليه ولم يتولّ ذلك الفعل، بل أراد العبد به والتّخلية بينه وبينه، وشاء كون ذلك قبيحًا فاسدًا ليكون ما نهى ولا
[الإبانة الكبرى: 4/292]
يكون ما أمر، ويظهر العلم السّابق فيه، فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ، فهو من اللّه مشيئةٌ ومن الشّيطان تزيينٌ، ومن العبد فعلٌ "
[الإبانة الكبرى: 4/293]
1943 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن أحمد بن الحسن بن الحكم بن أبي مريم الدّينوريّ قال: حدّثنا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن مسلمٍ، قال: " قرأت في كتاب كليلة ودمنة، وهو من جيّد كتب الهند وحكمهم القديمة: «اليقين بالقدر لا يمنع الحازم توقّي الهلكة»، وليس على أحدٍ النّظر في القدر المغيّب، ولكن عليه العمل بالحزم ونحن نجمع تصديقًا بالقدر وأخذًا بالحزم "
[الإبانة الكبرى: 4/293]
1944 - أخبرني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أبو محمّدٍ جعفر بن أحمد بن عاصمٍ الدّمشقيّ قال: حدّثنا أحمد بن أبي الحواريّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حجرٍ،: قال عبد اللّه بن المبارك لرجلٍ سمعه يقول: ما أجرأ فلانًا على اللّه، فقال: " لا تقل ما أجرأ فلانًا على اللّه، فإنّ اللّه عزّ وجلّ أكرم من أن يجرأ عليه، ولكن قل: ما أغرّ فلانًا باللّه، قال: فحدّثت به أبا سليمان، فقال: صدق ابن المبارك، اللّه أكرم من أن يجرأ عليه، ولكنّهم هانوا عليه، فتركهم ومعاصيهم، ولو كرموا عليه لمنعهم منها "
[الإبانة الكبرى: 4/293]
1945 - حدّثني أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سهل بن داود الورّاق قال: حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن يوسف الشّكليّ، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبيد اللّه، قال: سمعت يحيى بن معاذٍ الرّازيّ، يقول: «إنّما نشطوا إليه على قدر منازلهم لديه، هانوا عليه فعصوه، ولو كرموا عليه لأطاعوه»
[الإبانة الكبرى: 4/293]
1946 - حدّثنا القاضي المحامليّ، قال: حدّثنا أبو الأشعث، قال: حدّثنا معتمر بن سليمان، عن حميدٍ الطّويل، عن ثابتٍ، عن الحسن بن عليٍّ، عليهما السّلام قال: «قضي القضاء، وجفّ القلم، وأمورٌ تقضى في كتابٍ قد خلا»
[الإبانة الكبرى: 4/293]
1947 - حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سلمٍ المخرّميّ الكاتب قال: حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن عبد الحكم النّسائيّ قال: حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن يزيد الأزديّ، قال: حدّثنا سليمان بن داود، قال: حدّثنا عون بن عمارة، قال: حدّثني أبو حميدٍ الخراسانيّ، وكان، مؤذّن مسجد سماكٍ، ومات شهيدًا في سبيل اللّه، غرق في البحر قال: " بينما أنا في المنارة قبل أذان الصّبح وأنا قاعدٌ، فخفقت برأسي، إذ مرّ رجلان في الهوى، فقال قائلٌ لأحدهما: ما تقول في الّذين يزعمون أنّ المشيئة إليهم؟ قال: أولئك الكفّار، أولئك الكفّار، أولئك هم وقود النّار "
[الإبانة الكبرى: 4/294]
1948 - حدّثنا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن جعفر بن المولى، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، قال: حدّثنا الأصمعيّ، قال: حدّثنا وهيب بن خالدٍ، قال: سمعت داود بن أبي هند يقول: «اشتقّ قول القدريّة من الزّندقة، وهم أسرع النّاس ردّةً»
[الإبانة الكبرى: 4/294]
1949 - حدّثنا أبو الفضل شعيب بن محمّدٍ قال: حدّثنا ابن أبي العوّام، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الحميد الواسطيّ، قال: حدّثنا خالدٌ أبو هاشمٍ، قاضي دمشق، عن من، حدّثه قال: قال عبد اللّه بن مسعودٍ: «المتّقون سادةٌ، الفقهاء قادةٌ، ومجالستهم زيادةٌ، ولا يسبق بطيئًا رزقه، ولا يأتيه ما لم يقدّر له»
[الإبانة الكبرى: 4/294]
1950 - حدّثنا أبو عبد اللّه بن العلاء، قال: حدّثنا زيد بن أخزم، قال: حدّثنا بشر بن عمر، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال: سألت أبا عمرو بن العلاء عن القدر، فقال: " ثلاث آياتٍ في القرآن {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلّا أن يشاء اللّه ربّ العالمين}، {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلًا
[الإبانة الكبرى: 4/294]
وما تشاءون إلّا أن يشاء اللّه}، {كلّا إنّها تذكرةٌ فمن شاء ذكره} [عبس: 11] "
[الإبانة الكبرى: 4/295]
1951 - حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا الأصبغ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، عن أبي المثنّى سليمان بن يزيد، عن إسحاق بن إبراهيم بن طلحة، عن أبيه، عن جدّه، أنّه قال: كان عبد اللّه بن جعفرٍ وعمر بن عبيد اللّه في موكبٍ لهما، " فذكروا القدريّة، فقال ابن جعفرٍ: هم واللّه الزّنادقة، فقال عمر بن عبيد اللّه: إنّما يتكلّمون في القدر، فقال عبد اللّه بن جعفرٍ: هم واللّه الزّنادقة "
[الإبانة الكبرى: 4/295]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأوّلبابٌ, الباب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir