تابع التصحيح...
هيا أبو داهوم: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، مجهود رائع، زادكِ الله علمًا وهدىً ونفع بكِ.
أرجو الاعتناء بالملحوظات التالية، وأغلبها ليست في منهجية تلخيصكِ والتزامك بضوابطه، وإنما ببيان وتوضيح فهم بعض المسائل:
- القراءات: طالما القراءة شاذة، فلا يصح قول : " كلا القراءتين جائزتان" وإنما نقول: " كلا الوجهين جائزان لغة، والعمل بقراءة الجمهور، ولا يجوز القراءة بالقراءات الشاذة "
وضابط القراءات الشاذة فيه تفصيل وخلاف، لكن على الأقل ما درسناه في مقررات سابقة أن القراءة الصحيحة هي ما ثبتت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ووافقت رسم المصحف ولها وجه في اللغة، وما خالف أحد هذه الشروط يعد شاذًا، لا يقرأ به لا في الصلاة ولا خارجها، وإن كان من الممكن الاستفادة به في اللغة والتفسير.
- أسباب النزول: إضافة على ملحوظة أستاذة أمل، راجعي كلام ابن تيمية رحمه الله في " مقدمة التفسير " عند بيانه لأنواع خلاف التنوع؛ النوع الثاني منه، وكلامه على أسباب النزول، وحبذا لو راجعتِ بعض الشروح أيضًا، للفائدة. ومن ذلك أيضًا راجعي أصول في التفسير لابن عثيمين رحمه الله وكلامه عن أسباب النزول.
- بالنسبة للجرح والتعديل:
يفرق بين حال الراوي من حيث الضبط، وبين حاله كمفسر له أقوال في التفسير، فقد يذكر علماء الجرح والتعديل أن فلانًا مثلا به علة من جهة الضبط " يخطئ، له أوهام" وليس من جهة عدالته " كذاب"، فهذا لا يمنع من كونه مفسر له أقوال واجتهادات في التفسير، ولكن حين ينقل عن غيره هنا ننظر في هذه العلة.
مثلا: السدي الكبير وهو إسماعيل بن عبد الرحمن ابن أبي كريمة، أحد التابعين الذين رووا عن الصحابة، صالح في نفسه لكن ربما أخطأ من جهة الضبط، لا يُتهم في عدالته.
فهنا قد ترد بعض أحاديثه التي ينقلها عن الصحابة أو يرفعها للنبي صلى الله عليه وسلم إن وجدنا فيها علة.
لكن هو نفسه له أقوال واجتهادات في التفسير كمفسر، مع الأخذ في الاعتبار أنه ممن نقل عن بني إسرائيل، فينظر في إسرائيلياته على التفصيل الوارد في درس الإسرائيليات في دورة " تاريخ علم التفسير"
كذا ألفت الانتباه للفرق بين " السدي الكبير " و " السدي الصغير "
السدي الصغير " محمد بن مروان "، وليس هو السدي الكبير المفسر، وهو المتهم بالكذب، فهذا قدح في عدالته، لا في ضبطه.
ومن طرق التفريق النظر للتلاميذ والشيوخ في الإسناد.
مثلا " أسباط " من تلاميذ السدي الكبير، والسدي الكبير من التابعين روى عن أنس ابن مالك وابن عباس رضي الله عنهم.
- الخلاف في " حتى " هل هي جارة، أو ابتدائية، وفي كلا الحالتين تفيد الغاية، وأما " إذا " فالخلاف فيها هل هي شرطية أو لا، وقد خلطتِ بين معنى " حتى " و " إذا "، وملحوظة الأخت أمل سديدة، من ضرورة بيان الخلاف في معنى الجملة كاملة بعد بيان هذه المسائل.
- المسائل اللغوية: حددي موضع " من " و " إن " من الآية، مثلا: " معنى (من) في قوله تعالى: .... "، واذكريه.
وغالبًا ستكون من المسائل التفسيرية لدخولها في معنى الآية، فإن أفادت الشرط فهذا ضروري لفهم الآية.
- القوة البيانية في قوله " فليستعفف" تدخل أيضًا في معنى الآية، لأن فيها زيادة معنى الطلب للعفة.
وكذلك بالنسبة للمسألة الفقهية " حكم الإشهاد " لأنها داخلة في معنى " الأمر " في الآية " فأشهدوا عليهم "
فاتكِ بيان معنى " ولا تأكلوها إسرافًا وبدارًا أن يكبروا "، وفائدة التعبير بالأكل.
واقتصرتِ على بيان معنى " إسرافًا " و " بدارًا "
الملحوظات على التصحيح:
ملحوظاتك سديدة، بارك الله فيكِ، وأرجو مراجعة الملحوظات أعلاه مع الملحوظة التالية:
- قراءة " قِيما " بدون ألف ليست شاذة وليست مخالفة لرسم المصحف العثماني، مكتوبة " قيما " مع رسم ألف صغيرة بعد الياء (والحروف الصغيرة تدل على أعيان الحروف المتروكة في المصاحف العثمانية مع وجود النطق بها، وهذا عند ضبط المصحف ونقطه وتشكيله بعد كتابة المصحف العثماني)
- راجعي الملحوظة أعلاه بخصوص " حتى " و " إذا " فهناك خطأ في تحرير الأخت هيا للمسألة.
جزاكم الله خيرًا ونفع بي وبكم.
25 صفر 1441هـ/24-10-2019م, 08:40 PM
العرض الشجري