دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 01:07 AM
وضحاء المطيري وضحاء المطيري غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 30
افتراضي

((المجموعة الأولى))

س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
الله هو الاسم الجامع للاسماء الحسنى.
قال أبو سليمان الخطابي: (وهو اسم ممنوع، لم يتسم به أحد، قد قبض الله عنه الألسن؛ فلم يُدْعَ به شيء سواه)
اسم الله يدل على سائر اسماء الله الحسنى
الله هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال الجمال والجلال هو الخالق البارئ المصور وهو الملك الغني.
قال ابن القيّم رحمه لله: (اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى)
وهو ايضاً المألوه اي المعبودالذي لايستحق العباده احد سواه.
قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض}


س2: ما المراد بالبسملة؟

المراد بالبسملة هنا قول (بسم الله الرحمن الرحيم)، فالبسملة اسم لهذه الكلمة دالٌّ عليها بطريقة النحت اختصاراً.
قال ابن فارس: (العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة، وهو جنس من الاختصار)
والاصل في البسمله اختصار قول (بسم الله )
وأكثر ما يستعمل لفظ "البسملة" في كلام أهل العلم لقول (بسم الله الرحمن الرحيم).
واستعمال العرب للنحت قديم، ومن شواهده من شعر الجاهليين قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي:
وتضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم ترى قبلي أسيراً يمانيا
قال الخليل: (نَسَبها إلى عَبْدِ شَمْسٍ، فأَخَذَ العين والباء من (عَبْد) وأخذَ الشينَ والميمَ من (شَمْس) ، وأسقَطَ الدال والسِّين، فبَنى من الكلمتين كلمة؛ فهذا من النَّحت)


س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟

الفرق بين الحمد والثناء من وجهين
1)الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته
الحديث (فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي..).

2)أن الحمد لا يكون إلا على الحُسْن والإحسان، والثناء يكون على الخير وعلى الشر، كما في الصحيحين من حديث عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وجبت) ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: (وجبت).
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟
قال: (هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض).


س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
الإضافة في مالك يوم الدين لها معنيان
1)إضافة على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين؛ ففي يوم الدين لا يملك أحد دونه شيئاً.

2)إضافة على معنى اللام، أي هو المالك ليوم الدين.
قال ابن السراج: (إن معنى مالك يوم الدين: أنه يملك مجيئه ووقوعه). ذكره أبو حيان.

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟

تقديم المفعول {إيَّاك} على الفعل {نعبد} فيه ثلاث فوائد جليلة:

1)إحداها: إفادة الحصر؛ وهوَ إثباتُ الحكمِ للمذكورِ ونفيهُ عما عداهُ؛ فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ.
ومما يوضّح هذا المعنى قول الله تعالى: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين . بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون)
(بل إياه تدعون) ظاهر في أنّ هذا التركيب يفيد الحصر، أي: تدعونه وحده ولا تدعون غيره مما كنتم تشركون بهم.

2)تقديم ذكر المعبود جلَّ جلاله.

3) إفادة الحرص على التقرّب؛ فهو أبلغ من (لا نعبد إلا إياك).



س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.

القسم الأول: استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا، كما قال الله تعالى فيما علّمه عباده المؤمنين:﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾؛ وتقديم المعمول يفيد الحصر، فيستعان بالله جل وعلا وحده، ولا يستعان بغيره، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس:" وإذا استعنت فاستعن بالله"
والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين؛ فإنه لم يعبد إلهه إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر.

2) استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة؛ وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم.
استعانة التسبب حكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.

إذا تبيَّن ذلك فاعلم أنَّ قول الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة}وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لمّا أعطاه عطيَّة: (استعن بها على دنياك ودينك) رواه ابن خزيمة.

فائده معرفه هذه الاقسام :
القسم الاول لايجوز صرفها لغير الله فإذا صرفها لغير الله كان مشرك كافر والقسم الثاني فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر.

رد مع اقتباس
  #52  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 01:18 AM
شيخة بنت عبد العزيز شيخة بنت عبد العزيز غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 48
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، ولهذا تضاف الأَسماءُ الحسنى كلها إليه، وهو أخصّ أسماء الله تعالى؛ وأعرف المعارف على الإطلاق. وهو اسم ممنوع لايسم به أحدٌ سواه سبحانه وتعالى.
ومعنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
1-المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ فهذا الاسم يدلّ على سائر الأسماء الحسنى بالتضمّن واللزوم .
2-والمعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه، والعبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثة أمور: (المحبة والتعظيم والانقياد) وهذه هي معاني العبادة ولوازمها التي يجب إخلاصها لله عز وجل، فمن جمع هذه المعاني وأخلصها لله فهو من أهل التوحيد والإخلاص.
س2: ما المراد بالبسملة؟
المراد بالبسملة هنا قول (بسم الله الرحمن الرحيم)، فالبسملة اسم لهذه الكلمة دالٌّ عليها بطريقة النحت اختصارا،كالحيعلة من حي على، والحوقلة من لاحول ولاقوة الا بالله.
س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
1-أن الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته.
2-أن الحمد لا يكون إلا على الحُسْن والإحسان، والثناء يكون على الخير وعلى الشر.

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
الإضافة في (مالك يوم الدين )لها معنيان:
المعنى الأول: إضافة على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين؛ ففي يوم الدين لا يملك أحد دونه شيئاً.
والمعنى الثاني: إضافة على معنى اللام، أي هو المالك ليوم الدين.
وكلا الإضافتين تقتضيان الحصر، وكلاهما حقّ، والكمال الجمع بينهما.
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
الأدب مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية والحصر.
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
1-استعانة العبادة، التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا.
2-استعانة التسبب وهي ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية.
وفائدة معرفة هذه الأقسام:
• أن كمال المؤمن وسعادته ورفعة درجاته بحسب إخلاصه وإحسانه في عبادة ربّه واستعانته به، والعبد يعلم أن ما يطلبه من خير الدنيا والآخرة لا يناله إلا بإذن الله وهدايته ومشيئته، ويحرص على بذل الأسباب المشروعة، ويحذر من تعلق قلبه بالسبب حتى لايقع في الشرك الأصغر.
• إسلام القلب لله سبحانه، وقيام أنواعا من العبودية لله جل وعلا في قلب العبد؛ من المحبة والرجاء والخوف والرغبة والرهبة والتوكل والثقة بالله وإحسان الظن به، فتنزل على قلب العبد السكينة والطمأنينة والبصيرة وتطيب حياته وتندفع به عنه الشرور والآفات .
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رد مع اقتباس
  #53  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 01:33 AM
رشا صالح رشا صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 40
افتراضي

المجموعة الأولى

جـ 1 )* أخص أسماء الله ولا يطلق إلا إليه ، جامع لجميع الأسماء الحسنى فكل أسمائه داله عليه وهو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والعظمة له كمال الملك المتفرد بالربوبية والعبودية
لايستحق العبادة سواه .

جـ2 ) قول* (بسم الله الرحمن الرحيم )

جـ3 ) الحمد له وجه أعم من جهة والشكر له وجه أعم من جهة أخرى


- فالحمد أعمّ* بما اتّصف به من صفات حسنة يُحمد عليها، والشكر أخصّ لأنه في مجازاة مقابل النعمة والإحسان.
- والشكر أعمّ من الحمد باعتبار أنّ الحمد يكون بالقلب واللسان، والشكر يكون بالقلب واللسان والعمل


**

جـ 4 )على معنيين
*المعنى الأول: إضافة على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين؛ ففي يوم الدين لا يملك أحد دونه شيئاً.

*
المعنى الثاني : إضافة لمعنى اللام ، أي هو المالك ليوم الدين
*
جـ5 ) • إفادة الحصر
• تقديم ذكرالله جلّ جلالة
• إفادة الحرص على التقرب

جـ 6 ) على قسمين
1) استعانة العبادة* ، الاستعانة التعبدية التي تورث القلب المحبة والخشية والإنابة ولا تكون إلا لله .
2 ) استعانة التسبب ، وهي بذل الأسباب* لتحصيل المبتغى مع الإعتقاد الجازم بان الله هو المعطي الرزاق* القابض المانع* والاستعانة بالله لاتنفي* الأخذ باالأسباب .

رد مع اقتباس
  #54  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 01:38 AM
خولة عبيد خولة عبيد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 7
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"؟
ذكر في هذه المسألة عدة أقوال من أحسنها قول الإمام ابن القيم -رحمه الله- :
أن الرحمن وصف للذات ، والرحيم وصف للفعل ، فالرحمن دل على أن الرحمة صفته و الرحيم دل على أنه يرحم الخلق برحمته .
و من الأقوال في سبب اقتران اسم الرحمن والرحيم :
أن المراد المشاكلة للتأكيد ؛ وهذا القول وإن كان له وجه من الصحة ؛ أ، الاسمين تأكيد لصفة الرحمة إلا أنه لا ينبغي قصر التأويل عليه .
وقيل أن المراد رحمة عاجلة ورحمة آجلة

س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
الجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف مؤخر يقدَّر حسب الحال .
والحكمة من حذفه : لتقديم اسم الله -سبحانه- فلا يقدم عليه شئ ، وللتخفيف لكثرة الاستعمال ، وليُقدر المتعلق كل موضع بحسبه .

س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
الثناء التام الكامل لله رب -سبحانه- في ذاته وصفاته وأفعاله لأنه خالق الخلق كلهم ومدبر شؤونهم ومربيهم بنعمه العامة والخاصة.

س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
العبادة في اللغة : الذل والخضوع يقال : طريق معبد أي مذلل .
العبادة في الشرع كما عرفها شيخ الاسلام ابن تيمية : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة

س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
الاستعانة هي طلب العون على جلب المنافع ودفع المضار
وتحقيقها يكون بأمرين : الأول : الالتجاء إلى الله -سبحانه- وتفويض الأمر إليه .
الثاني بذل الأسباب الممكنة .
وقد جمعهما قول النبي -صلى الله عليه وسلم - : " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز "

س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}؟
في هذه المسألة أقوال :
القول الأول: أن المراد الإخبار عن جنس العباد والمصلّي واحد منهم.
والقول الثاني: أنها للتعظيم الذي يُشعِر به شرف العبادة
والقول الثالث: أن ذلك ألطف في التواضع

رد مع اقتباس
  #55  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 02:00 AM
إسراء بدوي إسراء بدوي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 31
افتراضي

إجابة مجلس المذاكرة الثالث
المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى
كلمة (الرب) في اللغة تطلق على عدة معان: قال ابن منظور:"قال ابن منظور: الرب يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبِّر، والمربي، والقيِّم، والمنعم ."
وقال: "ورب كل شيء: مالكه ومستحقه، وقيل: صاحبه."
وقال: "ولا يطلق غير مضاف إلا على الله _ عز وجل _ وإذا أطلق على غيره أضيف، فقيل: ربُّ كذا" .
والرب سبحانه هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير والرعاية والإصلاح.
وربوبية الله سبحانه نوعان:
1- ربوبية عامة لجميع المخلوقات: بالخلق والرزق والملك والتدبير.
2- وربوبية خاصة لعباده المؤمنين: بالحفظ والنصر والتأييد والهداية والتوفيق والتربية الخاصة.


س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
اتفق علماء رسم المصاحف على:
1- حذف الألف في كتابة "بسم الله" في فواتح السور وفي قول الله تعالى: "بسم الله مجريها ومرساها".
2- إثباتها في نحو:"فسبح باسم ربك"، و"اقرأ بسم ربك".
ولكن اختلفت أقوالهم في سبب التفريق على أقوال أشهرها قولان:
الأول: أمن اللبس في البسملة، وهذا قول الفراء.
والثاني: إرادة التخفيف لكثرة الاستعمال، وهو قول جماعة من العلماء.
قال الزجاج:( وسقطت الألف من "بسم الله الرحمن الرحيم" ولم تسقط في "اقرأ باسم ربك الذي خلق" لأنه اجتمع فيها مع أنها تسقط في اللفظ كثرة الاستعمال).

س3: ما المراد بالعالمين.
اختلف المفسرون في المراد بالعالمين على أقوال كثيرة أشهرها قولان:
أولهما: جميع العالمين، وهو قول جمهور المفسرين.
العالمون جمع عالم: وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه، فالإنس عالم، والجن عالم، وكل صنف من الحيوانات عالم...وهكذا
قال تعالى: "وما من دابة في الأرض ولا ظائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم" فكل أمة منهم عالم .
وأهل كل قرن من هذا الصنف عالم، كما قال تعالى: "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين".
قال ابن كثير:(العالم جمع لا واحد له من لفظه، والعوالم أصناف المخلوقات في السماوات والأرض في البر والبحر، وكل قرن منها وجيل يسمى عالما أيضا).
ومن أحسن ما استدل به لهذا القول: قول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير هذا الموضع: لم يبين هنا ما العالمون؟ وبين ذلك في موضع آخر بقوله سبحانه: "قال فرعون وما رب العالمين*قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم موقنين".
وهذا هو القول الراجح.
وثانيها: أن المراد بالعالمين في هذه الآية: الجن والإنس، واشتهر هذا القول عن ابن عباس وأصحابه.
فقد روى ابن جرير وغيره-من طرق عن قيس بن الربيع- عن ابن عباس في قول الله عز وجل: "رب العالمين": قال:(رب الجن والإنس).
وقيس بن الربيع مختلف فيه، وقد كان محمودا لكنه تولى منصبا فساء حفظه فوقع في حديثه ما يُنكر؛ لكن هذا القول تعددت رواياته مع اختلاف مخارجها مما جعله محفوظا عن أصحاب ابن عباس.
ومعناه صحيح؛ وذلك بالجمع بين أمرين:
1- كون التعريف في (العالمين ) للعهد الذهني لا للجنس؛ وبذلك يكون عاما أريد به خاص.
2- كون لفظ (رب) بمعنى (إله)، وهما لفظان إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا.
وذلك مثل قوله تعالى: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله"؛ فقد فهم عدي بن حاتم من هذا اللفظ (أربابا) معنى العبادة، فقال:(يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم)؛ وذلك لأن الربوبية تستلزم العبادة.
وتوجيه هذا القول: أن الجنس والإنس هم أولى من يراد بلفظ العالمين؛ لأنهم هم المكلفون بالعبادة.
ولكن القول الأول أعم منه، وهو قول جمهور المفسرين.
وفي المسألة قول ثالث: وهو أن المراد بالعالمين: "أصناف الخلق الروحانيين، وهم الإنس والجن والملائكة، كل صنف منهم عالم" وهذا قول ابن قتيبة، ونسبه الثعلبي إلى أبي عمرو بن العلاء من غير إسناد.
ولا يصح هذا القول عن أبي عمرو، أما ابن قتيبة فقد اضطرب قوله في هذه المسألة في كتبه.


س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
لا يُعلم عن السلف قول في هذه المسألة، مما يدل على أنها لم تكن ذات إشكال لديهم.
وبالرغم من ذلك فقد اختلف المفسرون فيها على أقوال:
الأول: لا تكرار هنا؛ لأن البسملة ليست آية من الفاتحة. وهو قول ابن جرير.
وهذا القول يجاب عليه من وجهين:
1- إذا اختار المفسر أحد المذاهب في العد فهذا لا يدل على بطلان غيره من المذاهب الأخرى، كما أن اختياره لإحدى القراءتين لا يُبطل الثانية.
2- لا إنكار على من قرأ البسملة قبل الفاتحة حتى وإن كانت ليست آية من الفاتحة، وبذلك يكون هذان الاسمان الكريمان قد تكررا.
الثاني: التكرار للتأكيد. وهو قول الرازي.
الثالث: التكرار لأجل التنبيه على علة استحقاق الحمد. وهذا ذكره البيضاوي.
والقولان الأخيران قد استندا إلى الاجتهاد.
وهذه المسألة يكشف عنها السياق:
ففي الموضع الأول: البسملة وغرضها الاستعانة والتبرك بذكر اسمه عند تلاوة القرآن للاهتداء به، والتوفيق لذلك إنما يكون برحمته تعالى.
أما في الثاني: "الحمد لله رب العالمين*الرحمن الرحيم" فقد جاء ذكر الاسمين الكريمين بعد ذكر ربوبية الله العامة للعالمين، فيكون لذكرهما في هذا الموضع ما يناسب من سعة رحمته سبحانه لجميع العالمين.


س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
- "الاستعانة: هي طلب العون والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضار". وهي أوسع معاني الطلب.
- وقدم المفعول(إياك) على الفعل؛ لإفادة الحصر، ولتقديم ذكر المستعان به سبحانه، كما أن فيه الحرص على التقرب.
- وقد حذف متعلق الاستعانة (وهو المستعان عليه)، وهو يرجع إلى معنيين: نستعينك على عبادتك، ونستعينك على قضاء حوائجنا، وكلاهما حق فلا تعارض بينهما.
فقد روى الضحاك عن ابن عباس ما يفيد الجمع بينهما فقال في قوله: "وإياك نستعين": (على طاعتك وعلى جميع أمورنا).
وعلى هذا يكون معنى قوله سبحانه: "وإياك نستعين" أي نستعينك وحدك على إخلاص العبادة لك؛ وعلى جميع أمورنا، فلا حول ولا قوة لنا إلا بك.



س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ وما الحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
الالتفات في اللغة: مأخوذ من الفعل لفت وهو يدلُّ على اللي وصرف الشيء عن جهته المستقيمة.
أما في الاصطلاح فهو: التعبير عن المعنى بطريق من الطرق الثلاثة - وهي المتكلم والمخاطب والغيبة- بعد التعبير عنه بطريق آخر منها.[1]
أغراضه وفوائده:
"إن كثيراً من علماء البلاغة يرون أن للالتفات غرضاً رئيسياً واحداً وهو: رفع السآمة من الاستمرار على ضمير متكلم أو ضمير مخاطب، فينتقلون من الخطاب إلى الغيبة، ومن المتكلم إلى الخطاب أو الغيبة، فيحسن الانتقال من بعضها إلى بعض؛ لأن الكلام المتوالي على ضمير واحد لا يستطاب.
ولعل هذا الغرض هو من أهم الأغراض؛ لأن النفوس تستريح ويتجدد نشاطها إذا انتقل السياق منحال إلى حال وتغير لون الكلام، لكن من الخطأ حصر الالتفات في هذا الغرض فقط، لأن المتتبع للالتفات وخصوصاً في القرآن الكريم يجد له أغراضاً أخرى كثيرةومتعددة، مما يجعل الالتفات موضوعاً بالغ الأهمية في علم البلاغة.
يقول الإمام النسفي عن الالتفات عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾: (والعرب يستكثرون منه ويرون الكلام إذا انتقل من أسلوب إلى أسلوب أدخلَ في القبول عند السامع وأحسنَ تطرية لنشاطه وأملأ لاستلذاذ إصغائه وقد تختص مواقعه بفوائد ولطائف قلما تتضح إلا للحذاق المهرة والعلماء النحارير وقليل ما هم) ا.ه[2]
وقال ابن كثير رحمه الله: (وتحوّل الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب له مناسبةٌ، لأنّه لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} وفي هذا دليلٌ على أنّ أوّل السّورة خبرٌ من اللّه تعالى بالثّناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، وإرشادٌ لعباده بأن يثنوا عليه بذلك)ا.هـ.

[1]http://www.tafsir.net/article/4934


[2]http://www.jameataleman.org/main/art...rticle_no=1824

رد مع اقتباس
  #56  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 02:02 AM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

بين بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى؟
اسم( الله ) هو أخص أسماء الرب تبارك وتعالى ، وهو الاسم الجامع الذي تُردُّ إليه أسماء الله الحسنى كلها ، فيقال الله الرحمن ، الله الرحيم ، الله العزيز ، الله الخالق ....... ، وهو علم خاص على ذات الله تعالى لم يتسم به أحد من قبل ولا من بعد ، قبض الله تعالى عنه الألسن.
ويكون هذا الاسم العظيم الله على معنيين عظيمين متلازمين:
الأول: الله : الإله الجامع لجميع صفات الجمال ونعوت الجلال والكمال؛ فهو يدل لزوما على جميع أسماء الله الحسنى ، فالله هو الخالق الرازق السميع البصير الكريم الرحمن الرحيم القوي العزيز الذي خضع كل شيء لقهره وتدبيره وقام كل شيء بعدله ورحمته وفق حكمته جل شأنه وتقدست أسماؤه.
واسم (الله ) يتضمن كمال الألوهية( كمال المحبة مع كمال الذل والتعظيم والانقياد) ويستلزم كمال الربوبية والملك والتدبير. (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)
الثاني: (الله:) الإله المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه ،فتألهه القلوب محبة وتعظيما وذلا وخضوعا وانقياد، ولا يكون ذلك إلا لله تعالى ومن صرف شيء منها لغير الله فقد كفر وأشرك.

ما المراد بالبسملة؟
هي اسم لقولنا (بسم الله الرحمن الرحيم) دالة على ذلك عن طريق النحت اختصارا كقولنا الحوقلة في قول : لا حول ولا قوة إلا بالله.
وأكثر ما يستعمل لفظ البسملة في قولنا ( بسم الله الرحمن الرحيم) بخلاف التسمية فإنها الغالب استعمالها في قول (باسم الله) .
وقد يستعمل أحد اللفظين في موضع الآخر ويفهم المعنى من خلال دلالة السياق .

ما الفرق بين الحمد والثناء؟
الفرق بينهما في أمرين:
الأول: أن الثناء هو تكرار الحمد وتثنيته ( إعادته مرة بعد مرة)
الثاني: أن الحمد لا يكون إلا بذكر الحُسن والكمال في الصفات والأفعال ، فهو ثناء على المحمود بما يستحقه من صفات الكمال والجمال والجلال عن رضا ومحبة وتعظيم .
أما الثناء فإنه يكون على الخير ويكون على الشر ، كما جاء في حديث ثناء الصحابة رضي الله عنه على الجنازتين اللتين مرت بهما أحدهما ثناء بالخير والأخرى ثناء بالشر والنبي ﷺ يقول وجبت.

ما معنى الإضافة في قوله تعالى ( مالك يوم الدين)؟
الإضافة هنا لها معنيان:
1- إضافة على معنى ( في ) :أي هو المالك وحده في يوم الدين (يوم الجزاء والحساب ) فتذهب جميع أملاك ملوك الدنيا ، ولا يملك أحد شيئا في ذلك اليوم غير الملك سبحانه وتعالى في علاه.
2-إضافة على معنى ( اللام) : أي مالك ليوم الدين وحده ل اشريك له ،لا أحد يملك مجيئه ووقوعه وكل ما فيه من أحداث وأهوال غير الرب سبحانه وتعالى.
وكلا الإضافتين تقتضيان الحصر ، فلا يملك ذلك اليوم إلا الله تبارك وتعالى ، ولا يملك أحد شيئا في ذلك اليوم إلا الله تبارك وتعالى، وكلا المعنيين يكمل الآخر وهو الحق والجمع بينهما كمال لا يستحقه إلا الله سبحانه وتعالى.
ما الحكمة من تقديم المفعول (إياك) على الفعل( نعبد)؟
ذكر العلماء في ذلك التقديم ثلاث حكم:
1-الحصر ، وذلك بإثبات الحكم المذكور ونفي ما سواه. أي نعبدك وحك لا شريك لك ولا نعبد غيرك (لا نعبد إلا إياك)
2-تقديم ذكر المعبود وهو الرب تبارك في علاه ، على فعل العبد وهذا من إظهار الأدب الواجب مع الله تبارك وتعالى.
3-إفادة الحرص على التقرب لله تعالى، فهو أبلغ من قول (لا نعبد إلا إياك) . قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (أما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين ففيه أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به، وفيه الإيذان بالاختصاص المسمى بالحصر .......ألخ)

اذكر أقسام الاستعانة ،وفائدة معرفة هذه الأقسام؟
الاستعانة قسمان:
الأولى: استعانة العبادة، وهي من أفعال القلب أي: ما يقوم ويتحرك به القلب من معان تعبدية من المحبة والخوف والرجاء ؛ فهذه الاستعانة عبادة ولايجوز صرفها إلا لله تبارك وتعالى ، ومن صرفها لغيره فقد كفر وأشرك.
وهذه الاستعانة هي ما ذكرها الله تعالى في سورة الفاتحة (إياك نستعين) وهي التي جاء الحديث النبوي في الأمر بها( إذا استعنت فاستعن بالله) .
والعبد حين يعرف هذه الاستعانة يخلص في اعتماد قلبه على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار، ويصدق اللجأ إليه في طلب العون وقضاء حوائجه الدينية والدنيوية ، بحيث لا يلتفت قلبه إلى غير الله تعالى في انتظار خير أو عون أو فرج .
الثانية: استعانة السبب: وهي الأخذ بالأسباب المشروعة ( شرعية أو كونية) رجاء النفع في تحصيل مطلوب أو دفع مرهوب مع الاعتقاد الجازم بأن التدبير والعطاء والمنع بيد الله تعالى ، فما شاء كان ومالم يشأ لم يكن و لاحول ولا قوة إلا بالله وحده.
وهذه ليست عبادة لخلوها من المعاني التعبدية ، وهي مشروعة إذا كان السبب مشروعا والغرض مشروعا كبذل الأسباب المشروعة في التداوي وتحصيل العلم وبذل الأسباب في السعي للحصول على الرزق من وظيفة وشهادة وغير ذلك، وقد تكون محرمة إذا كان السبب محرما شرعا أو لم يثبت كونا كلبس الحلقة والخيط لدفع شر العائن فإن تعلق القلب بذلك كان شركا أصغر.
وفائدة معرفة العبد لهذه الاستعانة:
-امتثال أمر الله تعالى وأمر رسوله في الأخذ بالأسباب المشروعة وعدم العجز ، مع الاعتقاد القلبي الجازم على الله تعالى، فيأخذ العبد بأسباب الصحة وطلب الرزق وتحصيل العلم الشرعي وغير ذلك من الأسباب التي فيها استقامة حياته الدينية والدنيوية. وقد استعاذ الرسول من العجز وهو القعود وعدم بذل العبد الأسباب المشروعة في قضاء حوائجه واستقامة حياته.
-الأخذ بالأسباب المشروعة لا ينافي التوكل على الله تعالى فيجب بذل الأسباب مع اطمئنان القلب إلى ربه في حسن تدبيره وعطائه ، فالاعتماد على السبب نفسه شرك أصغر وأن اعتقد أنه مؤثر وفاعل بنفسه أصبح شرك أكبر ، وترك الأخذ بالأسباب والقول أنه معتمد على الله ومستعين به عجز وهو سوء ظن بالله تعالى، والعبد المؤمن يمتثل قول الرسول ( اعقلها وتوكل) فيباشر الأسباب بنفسه ويسعى في تحصيل حوائجه ، مع صدق اعتماد قلبه على الرب تبارك وتعالى فيحصل بذلك خيري لدنيا والآخرة براحة وطمأنينة.

رد مع اقتباس
  #57  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 02:17 AM
وداد الحوكان وداد الحوكان غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 12
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، ويعني في لسان العرب المألوه أي المعبود المستحق للعبادة والألوهية ، قال تعالى : (وهو الله في السماوات وفي الأرض) أي هو المعبود في السماوات وفي الأرض ،فهو أخص أسماء الله تعالى وأشهرها، لم يتسم به غيره جل في علاه ، قال أبو سليمان الخطابي: ( وهو اسم ممنوع لم يتسم به أحد، قد قبض الله عن الألسنَ ، فلم يُدعَ به شيءٌ سواه.
وقد اشتمل اسم الله على معنيين عظيمين لا ينفكان عن بعضهما:
الأول: أنه اسم جامعٌ لصفات الكمال والجلال، شامل لكل الأسماء الحسنى ، فهو الله الواحد الأحد الفرد الصمد العزيز القهار اجتمعت فيه جميع معاني العظمة والتمجيد، قال ابن القيم –رحمه الله -:( اسم الله تعالى هو الاسم الجامع لجمييع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى) ا.ه
والدلالة على هذا دلالةٌ ظاهرة؛ فهو جامع لكل مايستلزم كمال ألوهيته وربوبيته وملكه وتدبيره وما جاءت به الأسماء والصفات.
المعنى الثاني لاسم الله تعالى:
أي أن الله هو المألوه ؛ أي المعبود المستحق للعبادة وحده لا شريك له ، قال تعالى: ( وهو الله في السماوات والأرض)، والعبادة لا تقع إلا إذا تحققت ثلاثة شروط هي: المحبة والإجلال، الخضوع والانقياد ،والتعظيم والإجلال.
فالمحبة العظمى لا تكون إلا لله ولا تصرف إلا له ومن صرفها لغيره فقد أشرك شركا أكبر لأنه صرف نوعًا من العبادة لغير الله ، قال عز وجل: ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ) . فإنما استحق أهل الإيمان ما وصلوا إليه بحبهم لله حبّا دفعهم لفعل الخيرات وترك المحرمات وتعظيم أمر الله ونهيه وكثرة ذكره، فالعبد إذا أحب محبوبا أكثر من ذكره وهذا حال المؤمنين الفائزين جعلنا الله منهم.
أما الخضوع والانقياد والذل فهو معنى لفظ لعبادة في الأصل ؛ تقول العرب طريقٌ معبدٌ أي مذلل للسير ، فلا يكون المرء عبدًا لله إلا إذا تذلل له وانقاد لأمره وأخضع له روحه وجوارحه ، وكلما زاد العبد تذللا لله زاد رفعة وشأنا وحصل له خير الدنيا والآخرة .
والأمر الآخر هو التعظيم والإجلال فالعابد معظمٌ لمعبوده حق التعظيم مجلٌ له ولأمره.

س2: ما المراد بالبسملة؟
البسملة هي قول (بسم الله الرحمن الرحيم) فالقائل لها يعني أنه يبتدأُ هذا الأمر مستعيناً بالله على أدائه، والأصل فيها أنها اختصارٌ لقول (بسم الله ) كما في شواهد لغوية من شعر العرب في قولهم :
لقد بسملت هند حين لقيتها فيا حبذا ذاك الحبيب المبسملُ
بسملت أي: قالت بسم الله .
وهي لفظُ منحوت من (بسم الله)كما في عادة العرب من نحت الكلام ،قال ابن فارس: (العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة ؛ وهو جنس من الاختصار) ا.ه
ومن شواهده من أشعار العرب قديما قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي:
وتضحك مني شيخة عبشمية كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا
قال الخليل: (نَسَبها إلى عَبْدِ شَمْسٍ، فأَخَذَ العين والباء من (عَبْد) وأخذَ الشينَ والميمَ من (شَمْس) ، وأسقَطَ الدال والسِّين، فبَنى من الكلمتين كلمة؛ فهذا من النَّحت)ا.هـ.
واشتهر بعدئذٍ تسمية القول(بسم الله الرحمن الرحيم ) بالبسملة ، كما قال ابن السكيت المتوفى سنة (244هـ) ( قد أكثرت من البسملة أي أكثرت من قول بسم الله الرحمن الرحيم ..).
وهي آية وردت في سورة النمل في قوله تعالى (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) ولم يختلف أحدٌ في هذا ، إنما وقع الخلاف فيما إذا كانت آية من سورة الفاتحة وأول كل سورة عدا سورة براءة كما ورد في بعض روايات الشافعية وما عليه العد الكوفي والمكي، والقول الثاني أنها لا تعد آية لا في الفاتحة ولا غيرها من السور وهذا قول أبي حنيفة ومالك والأوزاعي ورواية عن سفيان الثوري والقول الثالث أنها آية من أول كل سورة عدا سورة براءة وهو قول سفيان الثوري وأقوى رواية عن الشافعي ورواية عن أحمد ورجح النووي ذلك . والرابع أنها آية من الفاتحة وجزء من الآية الأولى في كل سورة وهو قول عن الشافعي رحمه الله ، والقول الخامس ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وهو أوسط الأقوال أنها آية مستقلة في أول كل سورة عدا براءة ولا تعد مع آيات السور.

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
الفرق بين الحمد والثناء واقع من وجهين :
الأول : أن الحمد لا يكون إلا على كمال الصفات وحسنها فالحامد يصف المحمود بالكمال حباً وتعظيماً والثناء يأتي للخير والشر ، كما ورد في الصحيحين من حديث عبد العزيز بن صهيب قال : سمت أنس بن مالك – رضى الله عنه- يقول: مر بجنازةٍ ، فأثنوا عليها خيرًا، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (وجبت) ، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها خيرا فقال :( وجبت)
قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه - : (ما وجبت؟)
قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض»
الوجه الثاني:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ..)
فالثناء فهو تكرار الحمد ثانيا كما ذكر ابن رجب رحمه الله-.
أما التمجيد فهو كثرة ذكر كمال صفات المحمود مع تعظيمه وإجلاله (... وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي .)

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
لها معنيان اقتضيا الحصر :
الأول : الإضافة بمعنى (في) ، أي الملك في يوم الدين لا يملك غيره من ملكه شيئا
الثاني : الإضافة بمعنى اللام ، أي الملك ليوم الدين القادر على مجيئه ووقوعه ، وكلا المعنيان صحيحان والأكمل هو الجمع بينهما إذ لا تعارض .

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
إن تقديم المفعول على الفعل في كلام العرب يفيد الحصر ، حيث المفعول إياك قُدِّم على الفعل نعبد ، وكذلك في المفعول إياك والفعل نستعين، لإفادة الاختصاص وحصر العبادة والاستعانة بالله وحده ، فلا يعبد إلا هو ولا يستعان إلا به ، أي نخصك بالعبادة يا الله ونخصك بالاستعانة وهذا نظير قوله سبحانه: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ} [سورة الزمر، الآية: 66]،

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
الاستعانة على قسمين ، استعانة عبادةٍ واستعانة تسبب . أما استعانة العبادة فلا يجوز صرفها لغير الله تعالى ومن صرفها لغيره فقد وقع بالشرك الأكبر والعياذ بالله ، وهي الاستعانة التي يقوم بالقلب فيها ما يقوم من معاني الخضوع والالتجاء والخوف والمحبة وظن عدم النفع إلا بالمستعان به، فهذه عبادة لاتصرف إلا لله كما دلّ على ذلك إفادة الحصر في تقديم المفعول على الفعل في قوله تعالى :( إياك نعبد وإياك نستعين).
وأما استعانة التسبب و بذل السبب لحصول أمرٍ مع استقرار اليقين بالقلب أن النفع والضر بيد الله وحده، فلا تسمى عبادة لخلوا من معاني العبادة من خضوع وذل ونحوه ،كما يستعان بالقلم على الكتابة وبالسيارة على السفر ونحوه ،بدون أن يتعلق قلبه بالسبب كي لا يدخل في شرك الأسباب ويقع بالشرك الأصغر، وما عداه يكون حكمها حكمَ غرضها ، فإن كانت لأمرٍ مشروع كانت مشروعة ، وإن كانت استعانة لارتكاب محرم كانت كغرضها محرمة .
فمن علم هذين النوعين حرص على تحقيق توحيده الواجب بعدم صرف عبادة الاستعانة لغير الله ، وقام بقلبه بعبادة من أعظم العبادات لا يحصي عظمها إلا الله ع وجل، وحرص كذلك أن لايقع بقلبه تعلق بشيء من الأسباب لئلا يستحق عقوبة هذه الآفة العظيمة.ويعلم أيضا أن عليه أن يخلص قلبه مع فعل الأسباب كما أوصى النبي الكريم صلى الله علي وسلم ابن عباس – رضي الله عنهما-( استعن بالله ولا تعجز ..الحديث) رواه الترمذي وصححه وفي قوله –صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لمّا أعطاه عطيَّة: (استعن بها على دنياك ودينك) رواه ابن خزيمة.

رد مع اقتباس
  #58  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 02:18 AM
خديجة محمد خديجة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 87
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ،
وبعد ،
فدونكم إجابتى على أسئلة المجلس الثالث ، والله ولى التوفيق ،
السؤال الأول :
بين بإيجاز معنى اسم الله تبارك و تعالى
الجواب :
اسم الله هوالاسم الممنوع الذى لم يتسم به سواه ، فهو أعرف المعارف ، و أخص الأسماء ، وهو الاسم الجامع الذى تضاف إليه الأسماء الحسنى جميعها ؛ فيقال الرحمن والرحيم ،... من أسماء الله عز وجل ، ولا يقال الله من أسماء الرحمن و الرحيم .. قال الله تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى ..) ، وهوالاسم الجامع لمعانى الأسماء الحسنى والصفات العلى كلها .
وهو مشتمل على معنيين :
الأول : هو الإله الجامع لكل صفات الكمال و الجلال والجمال
الثانى : هو المألوه المعبود الذى لا يستحق العبادة سواه ، قال تعالى : ( وهو الله فى السموات والأرض ..) أى المعبود بحق فيهما .
السؤال الثانى :
ما المراد بالبسملة ؟
الإجابة : البسملة عند أهل العلم هى قول : بسم الله الرحمن الرحيم ، و هو المشتهر ، و هو تعبير بطريقة النحت للاختصار ، وقد وردت البسملة فى شواهد شعرية احتج بها أهل اللغة ، ومنها قول الشاعر :
لقد بسملت هند غداة لقيتها فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل
كما يقال : بسملت : أى قالت : (بسم الله ) استغرابا ، وفزعا
وتستعمل لفظة التسمية لقولهم : بسم الله
ويستعمل اللفظين والسياق يحدد المراد .
السؤال الثالث : ما الفرق بين الحمد والثناء ؟
بين الحمد و الثناء فرقان
الأول : أن الحمد يعبر به عن الحسن والإحسان فقط ، والثناء تكرار الوصف ، وتثنيته سواءا بالخير أو الشر .
الثانى : أن الثناء هو تكرار الحمد وتثنيته
السؤال الرابع : ما معنى الإضافة فى قوله تعالى : { مالك يوم الدين } ؟
الجواب : الإضافة فى مالك يوم الدين لها معان منها ؛
الإضافة على معنى فى ؛ أى هو المالك فى يوم الدين
الإضافة على معنى اللام ؛ أى هو المالك ليوم الدين
وكلا التقديرين يفيدان الحصر ، وكلاهما حق ، و الكمال الجمع بينهما .
قال ابن السراج : (إن معنى مالك يوم الدين ، أنه يملك مجيئه و وقوعه ) ذكره ابن حبان
السؤال الخامس : ما الحكمة من تقديم المفعول إياك على الفعل نعبد ؟
الجواب : لتقديم المفعول إياك على الفعل نعبد فوائد عظيمة ، منها ؛
التأدب مع الله عز وجل ، فلا يتقدم على اسمه شئ
إفادة الحصر والإختصاص ، إذ يعبدونه وحده ، ولا يرضون به بدلا ، ولا عنه حولا .
إفادة شدة حرصهم على التقرب منه .
السؤال السادس : أذكر أقسام الإستعانة وفائدة معرفة هذه الأقسام
الاستعانة تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : استعانة عبادة
وهي الاستعانة القائمة على الاخلاص له و المحبة والخوف والرجاء .. وهي الاستعانة التي أوجبها الله تعالى ، قال الله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ ؛ وتقديم المعمول يفيد الحصر و الإختصاص ، فيستعان بالله وحده، ولا يستعان بغيره، وقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ لابن عباس _رضى الله عنه _: ( وإذا استعنت فاستعن بالله ) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.

القسم الثاني: استعانة التسبب، وهى بذل السبب لتحقيق غاية مع اعتقاد أنه ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وأن الأسباب بذاتها لا تنفع ولا تضر ، وأنه من تعلق بسبب وكل إليه .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وقد أعطاه عطيَّة: (استعن بها على دنياك ودينك) رواه ابن خزيمة.
وحديث قابوس بن المخارق عن أبيه، قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله، الرجل يأتيني يريد مالي، قال: «ذكّره بالله».
قال: فإن لم يذكر الله؟
قال: «استعن بمن حولك من المسلمين»
قال: فإن لم يكن حولي أحد؟
قال: «فاستعن عليه بالسلطان».
قال: فإن نأى عني السلطان؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فقاتل دون مالك حتى تكون من شهداء الآخرة أو تمنع مالك» رواه ابن أبي شيبة والنسائي.

والفائدة من معرفة هذه الأقسام ؛
أولا : التعبد إلى الله تعالى بطلب العون منه والاستعانة به على تحقيق كل نفع ودفع كل ضر
ثانيا : الأخذ بالأسباب مع عدم التعلق بها حتى لا يشرك شركا أصغر
ثالثا : مراعاة حكم السبب وحكم الغرض حين الأخذ بالأسباب مخافة الوقوع فى الاثم
رابعا : الحذر من صرف شئ من استعانة العبادة لغير الله عز وجل
خامسا : الحذر من الوقوع فى الشرك الأكبر والكفر
انتهى والله ولى التوفيق

رد مع اقتباس
  #59  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 02:25 AM
أم سامي المطيري أم سامي المطيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 127
افتراضي

المجموعه الثالثه
س1: بيّن معنى اسم (الرحيم).
الرحيم بمعنى فعيل أي فاعل بمعنى راحم ووزن فعيل من أوزان المبالغه والمبالغه تكون بالمنعيين بمعنى الكثره وبمعنى العظمه والله سبحانه وتعالى عظيم بالمعنيين فهو عظيم الرحمه وكثير الرحمه .
والرحمه نوعان رحمه خاصه ورحمه عامه والرحمه العامه هي جميع مايكون في الكون من آثار رحمة الله حتى أن البهيمه لترفع رجلها لصغيرها ليرضعها من رحمة الله عزوجل كما ورد في الحديث.
وأما الرحمه الخاصه فهي خاصه بالمؤمنين بمايخصهم الله به من الهدايه الى الحق وتوفيقهم وأستجابت دعائهم وإغاثتهم وإعانتهم ونصرهم على أعدائهم وليست جامده على معاني معينه

س2: ما معنى الباء في {بسم الله}
أختلف اللغويون في معنى الباء في بسم الله على أقوال أقربها للصواب أربعة أقوال وهي أشهر ماقيل في هذه المسأله .
القول الأول : قول الباء للأستعانه وهوقول أبي حيّان الأندلسي والسمين الحلبي وقال به جماعه من المفسرين .
القول الثاني : الباء للأبتداء وهو قول الفراء وابن قتيبه وابي بكرالصولي وأبي منصور الأزهري وابن يعيش وابن سيده.
القول الثالث : الباء للمصاحبه والملابسه وأختاره ابن عاشور.
والقول الرابع : الباء للتبرك أي أبتدي متبركا وهذا القول مستخرج من أقوال بعض السلف أن البسملة كتبت في المصاحف للتبرك. والأظهر أن هذه المعاني الأربعه كلها صحيحه لا تعارض بينها وماذكر من هذه الاعتراضات على هذه الاقوال هناك توجيه يصح الأخذ به وهوقول أن الاستعانه لاتكون باسم الله وأنما تكون بالله
وهذا الاعتراض يدفعه أن الذي يذكر أسم ربه لا ريب أنه يستعين بذكر اسمه على ماعزم عليه فمعنى الاستعانه متحقق فهو يستعين بالله حقيقه ويذكراسمه متوسلا إليه به إلى الله به وهذا مراد من قال بمعنى الاستعانه.
وقد ارجع سيبويه معاني البا الى معنى واحد وهو الإلزاق فقال الكتاب وباءالجرالالزاق وهذا مقبول في الأصل ولا كنه يعبر عن المعنى في كل موضع بمايناسبه ولهذا استبدل ابن عاشور عبارة الألزاق في هذا الموضع بالمصاحبه والملابسه وممايجب التنبيه عليه ضعف بعض الاقوال التي قيلت في معنى الباء في قوله تعالى:{ بسم الله الرحمن الرحيم} فقيل زائده وقيل للقسم وقيل للاستعلاء فأما القيل بالزيادة فضعيف جدا وكذالك القول أنها للقسم والقسم يفتقد الى جواب ولاينعقد الا بمعلوم أما الاستعلاء فيكون صحيحا اذا كان الاستعلاء عند للتسميه مطلوبا
مثل الرمي والجهاد او أي موضع يكون الاستعلاء مطلوبا كما في قوله تعالى:{ ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كُنتُم مؤمنين} وهذا المعنى لايكون اذا كان موضع التسميه يراد به التذلل والتقرب الى الله مثل في التسميه اذا أراد قراءة القرآن وبهذا نعلم ان معاني الحروف
تتنوع بحسب المقاصد والسياق ومايحتمله الكلام.
س3: ما الفرق بين الحمد والشكر؟

الحمد أعم من وجه والشكرأعم من وجه آخرفالحمد أعم باعتبار أنه يكون بما أحسن به المحمود وما اتصف به من صفات حسنه يحمد عليها والشكرأخص لانه في مجازاة مقابل النعمه والإحسان والشكر أعم من الحمد باعتبار أن الحمد يكون بالقلب واللسان والشكر يكون بالقلب واللسان والعمل كما في قوله تعالى: {اعملوا آل دَاوُدَ شكراً}.
وقد قال بهذا التفريق شيخ الإسلام ابن تيميه وابن القيم في مواضع من كتبهما ومن أجمع العبارات في ذلك قول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (الفرق بينهما أن الشكر أعم من جهه أنواعه وأسبابه وأخص من جهة متعلقاته والحمد أعم من جهة المتعلقات وأخص من جهة الأسباب ومعنى هذا أن الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانه وباللسان ثناء وأعترافا وبالجوارح طاعه وانقياد ومتعلقه النعم دون الاوصاف الذاتية فلا يقال شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه وهو المحمود عليها كما هو محمود على إحسانه وعدله والشكر يكون على الاحسان والنعم فكل مايتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس وكل مايقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس. فإن الشكر يقع بالجوارح . والحمد يقع بالقلب واللسان). وقد ذهب ابن جرير الطبري والمبرد وجماعة من أهل العلم إلى أن الحمد يطلق في موضع الشكر. والشكر يطلق في موضع الحمد وأنه لا فرق بينهما في ذاك وهذا القول إنما يصح فيما يشترك فيه الحمد والشكر وهو ما يكون بالقلب واللسان في مقابل الإحسان.
س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
في هذه الآية قراءتان:
الأولى: {مالك يوم الدين} بإثبات الألف بعد الميم، وهي قراءة عاصم والكسائي.
والثانية: {ملك يوم الدين} بحذف الألف، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو بن العلاء وحمزة وابن عامر.
الإضافة في مالك يوم الدين لها معنيان:
المعنى الأول: إضافة على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين؛ ففي يوم الدين لا يملك أحد دونه شيئاً.
والمعنى الثاني: إضافة على معنى اللام، أي هو المالك ليوم الدين.
قال ابن السراج: (إن معنى مالك يوم الدين: أنه يملك مجيئه ووقوعه). ذكره أبو حيان.
وكلا الإضافتين تقتضيان الحصر، وكلاهما حقّ، والكمال الجمع بينهما.
س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
ينقسم الناس في العباده والاستعانه على أقسام فأفضلهم الذين اخلصوا العباده والاستعانه لله تعالى فكانوامن أهل( إياك نعبد وإياك نستعين)
وهم على درجات لايحصيهم إلا من خلقهم لان المسلمين يتفاضلون في إخلاص العباده وفي الاستعانه تفاضلا كبيرا ومن احسن في هذين العملين فهو سابق بالخيرات بإذن ربه وقد يحصل لدى بعض المسلمين تقصير وتفريط في اخلاص العبادة والاستعانة فيحصل لهم بسبب ذلك أفات وعقوبات .
فالتقصير في إخلاص العباده تحصل بسببه آفات عظيمه تحبط العمل أو تنقص ثوابه كالرياء والتسميع وإبتغاء الدنيا بعمل الاخره ذلك آفات وعقوبات.
وأخف من هؤلاء ، من يؤدي هذه العبادات لله لكن لا يؤديها كما يجب؛ فيسيء فيها ويخلّ بواجباتها لضعف إخلاصه وضعف إيمانه.
والتقصير في الاستعانة تحصل بسببه آفات عظيمة من الضعف والعجز والوهن فإن أصابه ما يحِبُّ فقد يحصل منه عجب واغترار بما يملك من الأسباب، وإن أصابه ما يكره فقد يصاب بالجزع وضعف الصبر.
وكلا التفريطين لا يحصل لصاحبهما طمأنينة قلب ولا سكينة نفس ولا تطيب حياته حتى يحقق هذين العملين الجليلين.
وبهذا يعلم المؤمن أنَّ كماله وسعادته ورفعة درجاته بحسب إحسانه في عبادة ربّه واستعانته به.
س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}؟
تكرّر (إيّاك) في الآية مرتين له فائدة، وقد اجتهد العلماء في التماس هذه الفائدة؛ فقال ابن عطية: (وتكررت {إيّاك} بحسب اختلاف الفعلين، فاحتاج كل واحد منهما إلى تأكيد واهتمام).
قال ابن القيم: (وفي إعادة " إياك " مرة أخرى دلالة على تعلق هذه الأمور بكل واحد من الفعلين، ففي إعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ما ليس في حذفه ، فإذا قلت لملك مثلا: إياك أحب، وإياك أخاف ، كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته والاهتمام بذكره، ما ليس في قولك: إياك أحب وأخاف).
وقال ابن كثير: (وكرّر للاهتمام والحصر).

رد مع اقتباس
  #60  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 02:44 AM
عفاف نصر عفاف نصر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 123
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
(المجموعة الثالثة)
🖋السؤال الأول:
بيني معنى اسم (الرحيم):
*الرحيم: فعيل بمعنى فاعل،أي:راحم.
*ووزن فعيل من أوزان المبالغة التي تكون لمعنى العظمة ومعنى الكثرة،
فالله عزوجل عظيم الرحمة كثير الرحمة الموصل للرحمة من يشاء من عباده، قال تعالى:(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ)
🔶والرحمة المُضافة إلى الله نوعان:
•رحمة عامة:جميع مافي الكون من آثار رحمة الله ،حيث وصل علمه وصلت رحمته ،قال تعالى:(رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا )
فتشمل هذه الرحمة جميع المخلوقات حتى الكفار والبهائم وهي رحمة جسدية دنيوية بالطعام والشراب والملبس والمسكن ونحو ذلك
•رحمة خاصة: التي خَص الله بها عباده المؤمنين من هدايتهم على الطراط وتوفيقهم للطاعة وكشف كروبهم ونصرهم على أعدائهم،قال تعالى:(ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)

*********************
🖋السؤال الثاني:
مامعنى الباء في (بِسْمِ الله )؟
🔸اختلف اللغويون في معنى الباء على أقوال أقربها للصواب أربعة أقوال:

1-للإستعانة وهو قول ابن حيّان والسمين والحلبي وقال به جماعة من المفسرين .
والمعنى:أستعين باسم الله
**منهم من اعترض على أن الباء معناها الاستعانة قالو:بأن الاستعانة تكون بالله وليست باسم الله
والصحيح انه عندما يستعين باسم الله فهو يستعين بالله حقيقة ويذكر اسمه متوسلا إلى الله به ليعينه وهذا هو مراد من قال بأن الباء بمعنى الاستعانة

2-للإبتداء وهو قول الفراء وابن قتيبة وأبي بكر الصولي وأبي منصور الإزهري وابن سيده وابن يعيش وجماعة.
والمعنى :أبتدئ باسم الله .

3-للمصاحبة اختاره ابن عاشور.

4-للتبرك قال به السلف في بيان ذكرهم في سبب كتابة البسملة في المصاحف وذكره بعض المفسرين.
المعاني الأربعة كلها صحيحة ولاتعارض بينها

🔸وقد وردت أقول ضعيفة في معناها منها:
*انها زائدة
*للقسم فهو ضعيف لأن القسم يفتقر إلى جواب ولا ينعقد الا معلوما.
*للاستعلاء فهذا المعنى يكون صحيحا إذا كان معنى الإستعلاء عند التسمية مطلوباً ، كالتسمية عند الرمي وفِي الجهاد.
لكن هذا المعنى لا يُراد إذا كانت التسمية لما يراد به التذلل لله تعالى والتقرب اليه كما في التسمية عند قراءة القرآن .

*********************
🖋السؤال الثالث:
مالفرق بين الحمد والشكر؟
(الحمدأعم من وجه والشكرأعم من وجه آخر )
*فالحمد هو الثناء على الله لما يستحقه هو بنفسه من نعوت الكمال مثل قوله تعالى:(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ) والثناء على إحسانه على عباده مثل قول المؤمن اذا أصابه مايسره يقول: الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
وإذا فرغ من طعامه يقول :الحمدلله يثني على الله بما انعم عليه من أسباب المأكل والمشرب
والشكر أخص لأنه لايكون الا مقابل الإحسان والنعم

*والشكر أعم لأنه يكون بالقلب خضوعاً ،وباللسان ثناءاً واعترافاً،وبالجوارح انقياداًوطاعة.
قال تعالى:(اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ )
أما الحمد فهو ثناء بالقلب واللسان.

🔸ذهب جماعة من اهل العلم منهم الطبري والمبرد أن الحمد يُطلق في موطن الشكر ، والشكر يطلق في موضع الحمد.
وهذا القول يصح فيما يشترك فيه الحمد والشكر وهو الثناء بالقلب واللسان مقابل الاحسان.

******************
🖋السؤال الرابع:
بين أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: (مالك يوم الدين) ومالموقف الصحيح من الخلاف ؟
ورد في هذه الآية قراءتان سبعيتان متواترتان وهي:
1-(مالك يوم الدين ) إثبات الألف بعدالميم.
وهي قراءة عاصم والكسائي
والمعنى أنه سبحانه وتعالى مالك لذلك اليوم الذي يجازي فيه الخلائق اذ يأتيه الخلق كلهم فردا لايمتلكون شيئاً ولا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا يملك بعضهم لبعض شيئاً

2-(مَلِكْ يوم الدين )بحذف الألف .
وهي قراءة نافع وابن كثير وابي عمرو بن العلاء وحمزة بن عامر.
فهو الملك ذو الملك وهو كمال التصرف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه
فلا مَلِك فيه الا الله فكل ملوك الدنيا يذهب ملكهم وسلطانهم ولا يأمر ولا ينهى ولا يثيب ولا يعاقب الا هو سبحانه وتعالى .

فكلا القراءتين متواترة يقرأ بها وكل واحد منها فيها إظهار لكمال الله وتمجيده وتعظيمه كل آية يظهر فيها ذلك بوجه يختلف عن الآية الاخرى
وفي الجمع بين المعنيين فيه كمال أخر وهو اجتماع الْمُلْك والملكية له تعالى على أتم الوجوه وأحسنها وأكملها.
قال ابن عثيمين :
(وفِي الجمع بين القراءتين فائدة عظيمة ؛وهوأن ملكه جل وعلا ملك حقيقي ،لأن من الخلق من يكون ملكا ً ،ولكن ليس بمالك :يسمى ملكاً اسما وليس له من التدبير شيء ،ومن الناس من يكون مالكا ولا يكون ملكاً كعامة الناس ولكن الرب جل وعلا مالك ومَلِكْ.)ا.ه
فالله عزوجل هو الملك المالك ،ويوم القيامة يضمحل كل مُلْك دون ملكه ،ولا يبقى مَلِك سواه.

******************
🖋السؤال الخامس:
اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والإستعانة
يتفاوت الناس في عبادتهم واستعانتهم بحسب ماقام في قلوبهم من الإخلاص والذل لله تعالى وهم على درجات:
🔸أعلاهم من كان قلبه متعلقاً بربه مخلصاًله في عبادته واستعانته لله تعالى فامتثلو لما ورد في قوله (إياك نعبد وإياك نستعين)
فهؤلاء هم السابقون بالخيرات.
🔸المفرط والمقصر في عبادته واستعانته فيحصل لهم بسبب ذلك عقوبات وآفات
*فالمقصر في اخلاص العبادة يكون سببا في احباط العمل وانقاصه ،كالرياء والتسميع وابتغاء الدنيا بعمل الآخرة .
والمقصر في الاستعانة يكون سببا في ضعفه ووهنه وعجزه .
فإن أصابه مايحب ،يغتر بما أنعم الله عليه من الأسباب ،
وإن أصابه مايكره يجزع ولايصبر ويتسخط .
🔸من يؤدي العبادة لله لكن لايؤديها كما يجب فيُسيءفيها ويخل بواجباتها لضعف إخلاصه ويقينه وايمانه

**********************
🖋السؤال السادس :
مالحكمة من تكرار (إياك ) مرتين في قوله تعالى :(إياك نعبد وإياك نستعين)
كلام الله تعالى معجز في لفظه ومعناه فلا يكرر فيه شي الا لفائدة وحكمة
ومن ذلك تكرر( إياك ) مرتين في الآية وقد اجتهد العلماء في التماس ذلك
•فقال ابن عطية: (وتكررت {إيّاك} بحسب اختلاف الفعلين، فاحتاج كل واحد منهما إلى تأكيد واهتمام)ا.هـ.
•قال ابن القيم: (وفي إعادة " إياك " مرة أخرى دلالة على تعلق هذه الأمور بكل واحد من الفعلين، ففي إعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ما ليس في حذفه، فإذا قلت لملك مثلا: إياك أحب، وإياك أخاف، كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته والاهتمام بذكره، ما ليس في قولك: إياك أحب وأخاف)ا.هـ.
•وقال ابن كثير: (وكرر للاهتمام والحصر )

والمعنى نعبدك ولا نعبد غيرك ونستعين بك ولا نستعين بغيرك.
*********************
هذا والله تعالى أعلم،والحمدلله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #61  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 03:06 AM
هدى الجمسي هدى الجمسي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 23
افتراضي

☆بسم الله الرحمن الرحيم☆
●إجابة المجموعة الأولى
س1. بين بايجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
ج1. اسم (الله) هو أخص أسماء الله تعالى وهو الجامع للأسماء الحسنى جميعا.
ولابن القيم فى هذا الصدد عبارة رائعة حيث قال رحمه الله: (هذا الاسم هو الجامع ،ولهذا تضاف الأسماء الحسنى كلها إليه فيقال: الرحمن الرحيم العزيز الغفار القهار من أسماء الله ، ولا يقال: الله من أسماء الرحمن، قال الله تعالى: 《ولله الأسماء الحسنى》)
-وهذا الاسم العظيم يشتمل على معنيين عظيمين ومتلازمين :
1.المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجمال والجلال، وهذا الاسم يلزم منه سائر الأسماء الحسنى ويتضمنها،فكونه عز وجل هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال؛ فهذا يلزم منه كمال الألوهية وما يدل عليها من أسماء وصفات ، ويلزم منه أيضا كمال الربوبية ، وكمال الملك والتدبير، وما يدل على كل ذلك من الأسماء والصفات.
2.المعنى الثانى: أن الله عز وجل هو المألوه أى المعبود الذى لا يستحق العبادة سواه ، ويشهد لذلك قول الله عز وجل :《وهو الله فى السماوات وفى الأرض》يعنى :المعبود فى السماوات والمعبود فى الأرض.
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
س2. ما المراد بالبسملة؟
ج2. إن المراد بالبسملة هنا هو قول (بسم الله الرحمن الرحيم).
ويدل هذا الاسم على هذه الجملة بطريقة النحت،فكما يقول ابن فارس: ( العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة ،وهو جنس من الاختصار)، واستعمال النحت قديم فى لغة العرب ، ويشهد لذلك قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي _من شعراء الجاهلية- حين قال:
وتضحك منى شيخة عبشمية ▪▪▪▪▪ كأن لم ترى قبلى أسيرا يمانيا
قال الخليل: (نسبها إلى عبد شمس ،فأخذ العين والباء من (عبد)، وأخذ الشين والميم من (شمس)،وأسقط الدال والسين، فبنى من الكلمتين كلمة،فهذا من النحت).
والأصل فى البسملة أنها اختصار قول( بسم الله) وقد ورد هذا اللفظ فى بعض الشواهد اللغوية التى احتج بها أهل اللغة ،ومنها:
قول الشاعر:
لقد بسملت هند غداة لقيتها ▪▪▪ فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل
فبسملت يعنى قالت : (بسم الله ).
واشتهر اطلاق اسم البسملة على كلمة (بسم الله الرحمن الرحيم).
يقول ابن السكيت:[يقال قد أكثرت من البسملة، إذا أكثر من قوله (بسم الله الرحمن الرحيم)،وقد أكثر من الهيللة، إذا أكثر من قول (لا إله إلا الله)].
•وأكثر ما يستعمل لفظ (البسملة ) فى كلام أهل العلم لقول (بسم الله الرحمن الرحيم).
•وأكثر ما تستعمل التسمية لقول (بسم الله).
-وقد يستعمل بعض أهل العلم اللفظين للمعنيين كل عن الآخر ، ويفهم المراد من خلال السياق.
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
س3. ما الفرق بين الحمد والثناء؟
ج1.يتأتى الفرق بين الحمد والثناء من وجهين:
فأما الأول أن الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته ، ويشهد لذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم "فإذا قال العبد : {الحمد لله رب العالمين} قال الله تعالى: (حمدني عبدى)، وإذا قال:{ الرحمن الرحيم }،قال الله تعالى:( أثنى على عبدى).
وأما الثانى:أن الحمد لا يكون إلا على الحسن ، أما الثناء فيكون على الخير والشر ، ويشهد لذلك ما ورد فى الصحيحين من حديث عبد العزيز بن صهيب قال:سمعت أنس بن مالك رضى الله عنه يقول: مروا بجنازة فاثنوا عليها خيرا، فقال النبى صلى الله عليه وسلم :(وجبت)، ثم مروا بأخرى فاثنوا عليها شرا فقال :(وجبت) فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه:( ما وجبت)؟
قال: هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة ،وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله فى الأرض.
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
س4.ما معنى الإضافة فى قوله تعالى {مالك يوم الدين}؟
ج4. إن الإضافة فى {مالك يوم الدين} لها معنيان :
أولهما : أنها إضافة على معنى (فى) أى هو المالك فى يوم الدين ؛ ففى هذا اليوم لا يملك أحد غيره شئ .
والثانى: أنها إضافة على معنى (اللام) ، أى هو المالك ليوم الدين .
والحقيقة أنه من الأكمل الجمع بين الإضافتين ؛ لأن كلاهما حق ، وتقتضى الحصر.
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
س5.ما الحكمة من تقديم المفعول (إياك) على الفعل(نعبد)؟
ج5. إن لذلك فوائد عديدة وحكم جليلة وهى:
1. إفادة الحصر ؛ وهو إثبات الحكم للمذكور، ونفيه عما عداه ، فكأننا نقول (نعبدك ولا نعبد غيرك)، أو نقول (لا نعبد إلا إياك)، ولكن بلفظ جزل عذب مختصر.
ويوضح هذا المعنى قول الله تعالى:{قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين¤بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون}.
2. تقديم ذكر المعبود جل جلاله .
3.إفادة الحرص على التقرب فهو أبلغ من قولنا( لا نعبد إلا إياك).
ولابن القيم كلام قيم فى هذه المسألة فى كتابه( مدارج السالكين) حيث قال: ( وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين؛ ففيه أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به وفيه الايذان بالاختصاص المسمى بالحصر فهو فى قوة لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك ،والحاكم فى ذلك ذوق العربية والفقه فيها ،واستقراء موارد استعمال ذلك مقدما، وسيبويه نص على الاهتمام ولم ينف غيره).
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
س6.اذكر أقسام الاستعانة ، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
ج6. أما الاستعانة فهى على قسمين:
الأول: استعانة العبادة وهى التى تصاحبها معان تعبدية تقوم فى قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهى عبادة لا يجوز صرفها لغير الله ،ومن صرفها لغير الله فهو مشرك كافر ،وهذا القسم هو الذى أوجب الله تعالى إخلاصه له عز وجل كما فى قول الله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين} وتقديم المفعول أفاد الحصر فيستعان بالله وحده ولا يستعان بغيره.
والقسم الثانى: هو استعانة التسبب ،وهو بذل السبب رجاء نفعه فى تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله عز وجل، وهذا القسم ليس من العبادة لأنه يخلو من معانى التعبد ، ومنه قول الله عز وجل:{ واستعينوا بالصبر والصلاة}، وقول النبى صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لما أعطاه عطية:" استعن بها على دنياك ودينك" ،ومنه أن يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة.
●وفائدة معرفة هذه الأقسام: أن نفرق بين ما يصرف من الاستعانة لله وحده،وما يكون على سبيل الأخذ بالأسباب،فالاستعانة التعبدية لا يجب أن تصرف لغير الله عز وجل،وأما استعانة التسبب فحكمها بحسب حكم السبب والغرض فإن كان الغرض مشروعا كانت الاستعانة مشروعة وإذا كان الغرض محرما كانت الاستعانة غير جائزة.
وإن تعلق القلب بالسبب انقلب الأمر إلى شرك أصغر من شرك الأسباب.

رد مع اقتباس
  #62  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 03:07 AM
الشيماء فرحات الشيماء فرحات غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 15
افتراضي

بسم الله وبه استعين
لمجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
ج1:--معنى اسم (الله) تبارك وتعالى هو الجامع لجميع معاني أسماء الله الحسنى والمتضمن لسائر صفات الله تعالى فهو أخص الأسماء وأعمها على الإطلاق وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله (هذا الإسم هو الجامع ، ولهذا تضاف الأسماء الحسنى كلها إليه فيقال : الرحمن الرحيم العزيز الغفار القهار من أسماء الله ،ولايقال : الله من أسماء الرحمن ،قال الله تعالى [ولله الأسماء الحسنى ])
ويتضمن معنى اسم الله على معنيين عظيمين :
أ-فهو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال وذلك مستلزم لكمال ربوبيته ورحمته ،المتضمن لكمال الملك والحمد .وإلهيته وربوبيته ورحمانيته وملكه مستلزم لجميع صفات كماله .
قال ابن القيّم رحمه لله: (اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى).
ب- هو المألوه فاسم الله دال على كونه مألوها معبودا تألهه الخلائق محبة وتعظيما وخضوعا وفزعا إليه في الحوائج والنوائب .كما قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} أي: المعبود في السماوات والمعبود في الأرض.
س2: ما المراد بالبسملة؟
ج2- البسملة هنا قول (بسم الله الرحمن الرحيم ) وهي اسم لكلمة دال عليها بطريقة النحت كما عند العرب والنحت جنس من الاختصار ،
والأصل في البسملة انها اختصار لقول (بسم الله ) وقد استشهد بلفظ البسملة بعض أهل اللغة ومن ذلك قول الشاعر(عمر ابن ابي ربيعة ) منسوب اليه هذا البيت
لقد بسملت هند غداة لقيتها ....فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل
وأهل العلم يستعملون كثيرا لفظ "البسملة "لقول (بسم الله الرحمن الرحيم ) وأيضا لقول (بسم الله) ....
س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
ج3-الفرق بينهما على وجهين :-
الأول : أن الثناء يوضح معنى الحمد ويبرزه ويقويه فالثناء هنا هو تكرير الحمد وتثنيته ،وقد بين ذلك الحديث :(فإذا قال العبد ك[الحمد لله رب العالمين ] قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال :[الرحمن الرحيم ]،قال الله تعالى : أثنى علي عبدي .)
الثاني : فيه تخصيص لمعنى كلا منهما ؛ فالحمد لايكون إلا على الخير والإحسان ، والثناء يكون على الخير وعلى الشر .،،كما في الصحيحين من حديث عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت».
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟
قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».
س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
ج4- الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} جاءت على معنيين :-
الأول :أي هو المالك في يوم الدين وهذه إضافة على معنى [في] ....أي أنه لن يكون أحد مالك شيئا في يوم الدين إلا الله سبحانه وتعالى .
الثاني : أي هو المالك ليوم الدين وهذه إضافة على معنى [اللام].
والمعنيين يقتضيان الحصر فكلاهما حق ويجب الجمع بينهما .
قال ابن السراج: (إن معنى مالك يوم الدين: أنه يملك مجيئه ووقوعه). ذكره أبو حيان.
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
ج5-الحكمة من هذا التقديم تشتمل على ثلاث فوائد عظيمة :-
الأولى _تفيد الحصر وهوإثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه .
الثانية - تفيد تقديم ذكر المعبود جل وعلا .
الثالثة - تفيد الحرص على التقرب فهذا التقديم أبلغ من (لانعبد إلا إياك).
وقد أحسن ابن القيم رحمه الله جمع هذه الفوائد في كتابه "مدارج السالكين " فقال: (وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين، ففيه: أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به، وفيه الإيذان بالاختصاص، المسمى بالحصر، فهو في قوة: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها، واستقراء موارد استعمال ذلك مقدما، وسيبويه نص على الاهتمام، ولم ينف غيره).
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
ج6-الإستعانة قسمان :
1- استعانة العبادة وهذه عبادة لايجوز صرفها لغير الله عز وجل فهي تقوم في قلب المستعين يصاحبها الخوف والرجاء والمحبة والرهبة والإنابة ،ومن صرفها لغير الله فهو مشرك كافر .
واستعانة العبادة توجب وتحقق الإخلاص لله عز وجل فيستعان بالله وحده ولايستعان بغيره .
2- استعانة السبب وهي تكون ببذل السبب مع الاعتقاد التام أن النفع والضر بيد الله وحده وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ،
وهذه ليست بعبادة فهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة ، وحكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض (تكون مشروعة اذا كان السبب مشروعا ومحرمة اذا كان السبب محرما ).
واستعانة السبب توجب ايضا الإخلاص لله تعالى وحده فهي تقوم في القلب فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركا اصغر من شرك الأسباب .
وعليه فإن فائدة معرفة هذه الأقسام هي تحقيق الإخلاص لله تعالى وحده .

رد مع اقتباس
  #63  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 03:59 AM
إيمان فيصل إيمان فيصل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 24
افتراضي

💭بسم الله الرحمن الرحيم 💭

🖋المجموعة:الأولى 🖋

📚1⃣اسم الله تعالى يشتمل على معنيين عظيمين :
🔖الاول: هو اﻹله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال ❕فهذا الاسم يدل باللزوم على جميع الأسماء الحسنى،
قال ابن القيم رحمه الله :《اسم الله هو الجامع لجميع معاني الاسماء الحسنى والصفات العلى》
~ودلالة هذا الاسم على سائر الأسماء بالتضمن واللزوم ظاهرة؛ فهذا الاسم يتضمن كمال الألوهية لله تعالى ويستلزم كمال الربوبية ويستلزم كمال ملكه وتدبيره وما يدل على ذلك من اسماء الله وصفاته. ..
🔖الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه.
~والعبادة تسمى عبادة عندما تجتمع فيها
1-المحبة العظيمة لله
2-التعظيم والا جلال
3-والذل والخضوع والانقياد
☆ فهذه هي معاني العبادة و لوازمها التي يجب اخلاصها لله ☆
📚2⃣البسملة :هي قول :{بسم الله الرحمن الرحيم }
ذكرت بسملة اختصارآ
وقيل هذه طريق النحت كقول ابن فارس :((العرب تنحت كلمتين بكلمة واحدة، وهو جنس من الاختصار ))
~وأكثر ما يستعمل لفظ البسملة في كلام اهل العلم قول {{بسم الله الرحمن الرحيم }}
~وأكثر ما يستعمل لفظ التسمية قول {{بسم الله}}
☄ويقع في كلام بعضهم استعمال اللفظين للمعين والسياق يخصص المراد ☄
📚3⃣يكون الفرق بين الحمد والثناء من وجهين :

🎐الاول: أن الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته لذلك جاء في الحديث اذا قال العبد [الحمد لله رب العالمين] قال تعالى :حمدني عبدي وإذا قال :[[الرحمن الرحيم]] قال تعالى : اثني علي عبدي
🎐الثاني: ان الحمد لا يكون إلا على الحسن والإحسان بينما الثناء يكون على الخير والشر.
☄كما جاء في حديث عبد العزيز بن صهيب قال :سمعت أنس رضي الله عنه قال : مرو بجنازة فأثنو عليها خيرا قال عليه السلام :وجبت ثم مرو بأخرى فأثنو عليها شرا قال عليه السلام :وجبت
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :ماوجبت❓
قال:《هذا اثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنه، وهذا اثنيتم عليه شرا فوجبت له النار ، وانتم شهداء الله في أرضه》
📚4⃣الإضافة لها معنيان :
🔖الاول : إضافة على معنى في اي هو المالك في يوم الدين ففي يوم الدين لا يملك احد دونه شيء
🔖الثاني: إضافة على معنى اللام أي هوا المالك ليوم الدين

☄وكلا اﻹضافتين تقتضيان الحصر وكلاهما حق والكمال الجمع بينهما☄

📚5⃣ تتجلى الحكمة في تقديم إياك على نعبد في إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه {{اي نعبدك ولا نعبد غيرك}}
🎐قاعدة اللغة التي نزل بها القرأن ان تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص وعلى هذا يكون صرف هذا النوع لغير الله شرك. ..
🎐وايضا تقديم ذكر المعبود جل جلاله والحرص على التقرب منه سبحانه
🖋وقد لخص في كتاب مدارج السالكين لابن القيم قال :《وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين فيه ؛أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم ،وفيه الاهتمام وشدة العناية به،وفيه الإيذان بالاختصاص المسمى بالحصر ،فهو في قوة لانعبد الا إياك ولا نستعين إلا بك والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها 》🖋

📚6⃣للاستعانة قسمان :

🔖الاول:استعانة العبادة :هي الاستعانة التي يصاحبها عبودية في قلب المستعين من محبة وخوف ورجاء ورغبة ورهبة
~فمن صرف هذه العبادة لغير الله فقد أشرك وكفر وهي استعانة واجبة فالاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين فهو لم يعبده إلا ليستعين به على جلب النفع ودفع الضرر

🔖الثاني:استعانة السبب :فهي بذل السبب رجاء النفع ليحصل على المطلوب مع اعتقاده ان النفع والضر بيد الله سبحانه
☄فاستعانة التسبب حكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض
فإذا كان مشروع كانت مشروعة وإذا كان محرم لم تجز الاستعانة
~~وإذا تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركا أصغر من شرك الاسباب~~


🔖فبمعرفة هذه الاقسام تتحرى العبودية والإخلاص لله بأن لا نستعين إلا به
فالاستعانة نزع شعور العجز عن أنفسنا ويصلح قلوبنا وبالاستعانة تذلل الصعاب وتقوي المرء مع إخوانه على مالا يستطيع بمفرده وتجعل الفرد المسلم وثيق الصلة بربه يجيبه اذا سأله ويفرج عنه كربه ويغفر له ذنبه.....


🗯تم بحمد الله 🗯

رد مع اقتباس
  #64  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 04:10 AM
أميرة محمد أميرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 26
افتراضي

المجموعة الأولى
س1: بين بايجاز معني اسم ( الله) تبارك وتعالى
اسم ( الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى وهو أخص أسماء الله تعالى واعرف المعارف على الاطلاق
قال ابن القيم رحمه الله ( هذا الاسم هو الجامع ولهذا تضاف الاسماء الحسنى كلها إليه قال تعالى ( ولله الاسماء الحسنى )
وقال أبو سليمان الخطابى ( هو اسم ممنوع لم يتسم به أحد قد قبض الله عنه الالسن فلم يدع به شئ سواه)
ومعنى اسم ( الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول:
هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال فهو يدل باللزوم على سائر الاسماء الحسنى
قال ابن القيم رحمه الله ( اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معانى الاسماء الحسنى والصفات العلى)
ودلالة هذا الاسم على سائر الاسماء الحسنى بالتضمن واللزوم ظاهرة فهو يتضمن كمال الألوهية لله تعالى وهو معنى جامع لكل ما يؤله الله تعالى لأجله وما يدل على ذلك من أسمائه وصفاته
ويستلزم كمال ربوبية الله تعالى وما يدل على ذلك من أسمائه وصفاته وستلزم كمال ملكه وتدبيره وما يدل على ذلك من الاسماء والصفات
المعنى الثانى :
هو المألوه اى المعبود الذى لا يستحق العبادة احد سواه كما قال الله تعالى ( وهو الله فى السماوات وفي الارض )
والعبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثة أمور :
الامر الاول
المحبة العظيمة فالعبادة هى أعظم درجات المحبة ولا يجوز صرفها لغير الله ومن صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك كما قال تعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا اشد حبا لله)
الامر الثاني
التعظيم والاجلال فإنه العابد معظم لمعبوده اشد التعظيم ومجل له غاية الجلال
الامر الثالث
الذل والخضوع والانقياد فالعابد منقاد لمعبوده خاضع له
وهذا الذل والخضوع والانقياد لا يجوز صرفه لغير الله عز وجل وهو سر سعادة العبد وسبيل عزته ورفعته

س2: ما المراد بالبسملة؟
البسملة هى قول ( بسم الله الرحمن الرحيم) فالبسملة اسم لهذه الكلمة دال عليها بطريقه النحت اختصارا
قال ابن فارس ( العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة وهو جنس من الإختصار)
والأصل في البسملة أنها اختصار قولك ( بسم الله) وقد ورد لفظ البسملة فى شواهد لغوية احتج بها بعض أهل اللغة ومن ذلك ما أنشده الخليل بن أحمد وأبو منصور الأزهرى وغيرهم من قول الشاعر:
لقد بسملت هند عداه لقيتها فياحبذا ذاك الحبيب المبسمل
وتشتهر اطلاق اسم البسملة على كلم و ( بسم الله الرحمن الرحيم)
قال ابن السكيت ( يقال قد اكثرت البسملة إذا اكثرت من قوله " بسم الله الرحمن الرحيم" وقد أكثرت من النيابة إذا اكثرت من قول " لا إله إلا الله" وقد أكثرت من الحوقلة إذا اكثرت من قول " لا حول ولا قوه الا بالله" )
واكثر ما يستعمل لفظ " البسملة" فى كلام أهل العلم لقول ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وأكثر ما تستعمل التسمية لقول ( بسم الله)

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
1- أن الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته ولذلك جاء فى الحديث ( فإذا قال العبد : " الحمد لله رب العالمين" قال الله تعالى: حمدنى عبدى ، وإذا قال : " الرحمن الرحيم" ، قال الله تعالى: اثنى على عبدى
2- أن الحمد لا يكون إلا على الحسن والإحسان ، والثناء يكون على الخير وعلى الشر
كما فى الصحيحين من حديث عبد العزيز بن صهيب، قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله عنه يقول : مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وجبت ) ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا ، فقال : ( وجبت ) ، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما وجبت ؟
قال :( هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله فى الأرض )

س4: ما معنى الاضافة فى قوله تعالى ( مالك يوم الدين )
الاضافة لها معنيان
المعنى الأول:
إضافة على معنى ( في ) اى هو المالك فى يوم الدين ففى يوم الدين لا يملك أحد دونه شيئا.
المعنى الثانى:
إضافة على معنى ( اللام ) أى هو المالك ليوم الدين
قال ابن السراج ( إن معنى مالك يوم الدين : أنه يملك مجيئه ووقوعه ) ذكره أبو حيان
وكلا الإضافتين تقتضيان الحصر وكلاهما حق والكمال الجمع بينهما

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول ( اياك ) على الفعل ( نعبد )
1- إفادة الحصر وهو إثبات الحكم المذكور ونفيه عما عداه فكأنما يقول : نعبدك ولا نعبد غيرك اوقول : ( لا نعبد إلا إياك ) مع اختصار اللفظ وعذوبته.
ويوضح هذا المعنى قول الله تعالى ( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله او أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ماتشركون )
( بل إياه تدعون ) ظاهر أن هذا التركيب يفيد الحصر أى تدعونه وحده ولا تدعون غيره مما كنتم تشركون
2- تقديم ذكر المعبود جل جلاله
3- إفادة الحصر على التقرب فهو أبلغ من ( لا نعبد إلا إياك )
قال ابن القيم رحمه الله فى كتابه " مدارج السالكين " ( واما تقديم المعبود المستعان على الفعلين ففيه أدبهم مع الله بتقديم أسمه على فعلهم وفيه الاهتمام وشدة العناية به وفيه الإيذان بالاختصاص المسمى بالحصر فهو فى قوة : لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك ، والحاكم في ذلك ذوق العربيه والفقه فيها )

س6: اذكر أقسام الاستعانة وفائدة معرفه هذه الاقسام
الاستعانة قسمين:
القسم الاول :
استعانت العبادة وهى الاستعانة التى يصاحبها معان تعبدية تقوم فى قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه العبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل ومن صرفها بغيره فهو مشرك كافر ، وهى الاستعانة التى أوجب الله تعالى إخلاصها له جل وعلا كما قال الله تعالى ( إياك نعبد واياك نستعين )
وتقديم المعمول يفيد الحصر فيستعان بالله جل وعلا ولا يستعان بغيره
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس ( وإذا استعنت فاستعن بالله ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح
والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد نستعين فإنه لم يعبد الهه إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر
القسم الثاني :
استعانة التسبب وهو بذل السبب رجاء نفعه فى تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضرب بيد الله جل وعلا وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن
فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوها من المعانى التعبدية
وحكم استعانة التسبب يكون بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان السبب والغرض مشروعا كانت الاستعانة مشروعة واذا كان السبب والغرض محرما لم تجز تلك الاستعانة فان تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركا أصغر من شرك الاسباب
ومن النصوص التي فى معناها المراد بالاستعانة فيها استعانة التسبب
قول الله تعالى :( واستعينوا بالصبر والصلاه )
وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لما أعطاه عطية ( استعن بها على دنياك ودينك ) رواه ابن خزيمة
ومعرفة اقسام الاستعانه تفيد العبد بالوقوف على المعنى الصحيح للإستعانة فيستطيع التمييز بين ما يجب صرفه لله عز وجل وعدم صرفه لغيره حتى لا يقع فى الشرك سواء كان شرك اكبر او شرك اصغر

رد مع اقتباس
  #65  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 04:13 AM
مرام العتيبي مرام العتيبي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 23
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أجيب مستعينة بالله وحده عن أسئلة المجموعة الخامسة وبالله التوفيق ..

سـ1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"؟
اختلف العلماء في الحكمة من اقتران هذين الاسمين العظيمين ، ووقوعهما في مواضع كثيرة مقترنين:
وأحسن ما قيل وأبلغ : قول الإمام ابن القيم –رحمه الله تعالى – وأذكره بالمعنى ، ونصه نفيس ، أن الرحمن متعلق بالذات ، وأن الرحيم متعلق بالفعل ، فالرحمن صفة من صفاته سبحانه قائمة به جل جلاله ، والرحيم متعلق بالمرحوم الذي صدر الفعل له ورحمه ، وتقرير ذلك في اللغة :
أن الرحمن على صيغة "فعلان " التي تدل على قيام الصفة بالموصوف وبلوغ غايتها وسعتها ، فيقال : غضبان أي أمتلأ غضبا ونحوه ، أما الرحيم فعلى صيغة " فعيل " ، فالحكيم بمعنى الحاكم ، فهو وصف للفعل .
وفي المسألة أقوال أخرى أقل رتبة وقوة وحسنا بسابقها ، ومنها :
أن الرحمن يدل على عموم رحمته لجميع خلقه ، والرحيم خاص لعباده المؤمنين ، وفيه نظر ووجه من قبل العلماء.
أن فيه انباء عن رحمة عاجلة ,ورحمة آجلة .
أنه من باب المشاكلة الدال على التوكيد ، وفيه معنى الصواب إذ أن كل من هذين الاسمين العظيمين دليلان على الرحمة واثباتها .

سـ2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
الجار والمجرور متعلق بمحذوف مؤخر ، وهذا المحذوف متعلق بما يناسبه من سياق الفعل ، فإذا قرأت ، يكون تقديره : باسم الله أقرأ ، وإذا كتبت يكون : باسم الله اكتب .
ومن أهل العلم من يرى تقديره متعلق بمعنى حرف الباء ، فمن قال أنه للابتداء : بيم الله ابدأ ..
الحكمة من حذف متعلقه :
1-تقديم اسم الله سبحانه في لايقدم عليه شيء جل جلاله .
2-للتخفيف لكثرة الاستعمال .
2-ليصلح ويناسب تقدير المتعلق في كل موضع مقصود بحسبه.

سـ3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}؟

سـ4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا؟
العبادة : أصلها الذلة والتذلل ، فقولك : طريق معَبد :أي مذلل قد وطئته الأقدام ، وقال أبو منصور الأزهري : " معنى العبادة في اللغة : الطاعة مع الخضوع " فما اجمل قوله وما أعمق فهمه ، فما بين التعريف اللغوي والاصطلاحي ملازمة لأصلها وهو الخضوع والذلة للمطاع .
ومن أحسن من عرف العبادة شرعا شيخ الاسلام أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى فقد قال في كتابه الجليل " العبودية " :" العبادة هي : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ".
سـ5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
الاستعانة هي : طلب العون ، والاعتماد على المستعان به في جلب منفعة ودفع مضرة .
وتحقيقها يكون بــ:
-توجه القلب إلى الله تعالى في طلب العون منه سبحانه وتعالى بكمال الصدق واليقين
-السير على هدى الله تعالى في اتخاذ الاسباب وتحقيقها لجلب المنفعة ودفع المضرة ، فهناك أسباب قد حث الشارع علي فعلها بل وقد وجبها أحيانا كالتداوي ، وذم من تركها واستغنى عنها ، فالاسباب كلها وإن قلت وإن كثرت ترجع لمسبب واحد وهو الله سبحانه وتعالى ولا شيء يخرج عن مشيئته سبحانه
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الامرين في قوله : " احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ، ولا تعجز " ثلاث جمل هي دواء ووجاء وخلاص وسلامة ،من حققها نال الفلاح والمفازة
" احرص على ما ينفعك " في دنياك وآخرتك .
" واستعن بالله " سر كل نجاح بلغ ذروة العلا وعانق الفلاح ، وسبب كل فشل وضياع لمن تعاظم استعانته بربه جهل منه واستكباراً وعظّم جعده وقدمه .
" ولا تعجز " لكل قلب حطمه الفشل واستفحل عليه واشتد ، قم وانهض ولا تعجز ، وسر ولا تعجز ، واجتهد ولا تعجز وكن لتكن ولا تعجز، ولا يعجز إلا المخذول المدحور الذي ترك السبب وهو ممكن ، لله المشتكى ، كفاكِ عجز واتِكأ .

سـ6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}؟
اختلفت المدارك في ادراك هذه الحكمة الجليلة ، ومنها :
-أنه اخبار عن جنس العباد كلهم ، والمصلّي فرد منهم
- يدل على التعظيم والتبجيل الذي يشعر بشرف العبادة ، وفيه نظر .
-أن هذا اللفظ ألطف بالتواضع من " إيّاك أعبد " ، ففي الثاني مدح وتعظيم للنفس .
وقد قيل : أن الجمع هنا للمصلي وبدنه وقبله وكل موضع وجزء في جسده ، فأنا وقلبي وروحي نعبدك وحدك ، ولعل في النفس من هذا القول شيء
، والمتأمل المتأصل إذا تأمل اقشعر من هول ما يدركه من معان جليلة وحكم عظيمة .

انتهى والحمد لله

رد مع اقتباس
  #66  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 04:16 AM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

إجابات أسئلة المجموعة الاولى :

س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
ج : اسم جامع للأسماء الحسنى وهو أخص الاسماء واعرف المعارف
ومعناها : الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال
والمعنى الثاني هو المألوه أي المعبود

س2: ما المراد بالبسملة؟
ج: قول بسم الله الرحمن الرحيم

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
ج :الحمد هو ذكر محاسن المحمود والثناء هو عبارة عن تكرار الحمد والفرق الثاني ان الحمد لا يكون الا على الاحسان اما الثناء يكون على الخير والشر

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
ج :المعنى الاولى اضافة على معنى في اي المالك في يوم الدين
والثاني على معنى اللام المالك ليوم الدين يملك وقوعه ومجيئة وكلا المعنى صحيح


س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
ج: فيه الأدب مع الله بتقديم اسمه على فعل العباد وفيه افادة الحرص على التقرب وإفادة الحصر

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
ج: 1ـ استعانة العبادة : وهذه لا يجوز صرفها الا لله ومن صرفها لغيره فهو مشرك ويصاحبها معان تعبديه في القلب من محبة وخوف ورجاء
2ــ استعانة تسبب : وهو بذل السبب ولا يقوم في القلب معان تعبديه مع اعتقاد ان النفع والضر بيد الله تعالى

رد مع اقتباس
  #67  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 04:20 AM
ولاء زهدي ولاء زهدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 39
افتراضي

المجموعه الثالثة :

اجابة السؤال الاول :

" الرحيم " هي صيغة مبالغة على وزن" فعيل " ؛ ومعنى المبالغة : اي العظمة والكثرة ، فالله تبارك وتعالى عظيم الرحمة وكثير الرحمة .
والرحمة على نوعين :
رحمة عامة ورحمة خاصة :
اما الرحمة العامة : فمفادها انها تشمل كل المخلوقات صالحهم وطالحهم في الدنيا ، فجميع مافي الكون من خير فهي من آ ثار رحمة الله العامة .
اما الرحمة الخاصة : اي بأهل الايمان والطاعة ، فقد خص الله عباده المؤمنين بالهداية للحق والاعانة والاغاثة والنصر على الاعداء واستجابة الدعاء وغيرها من مظاهر الرحمة الخاصة .

اجابة السؤال الثاني :

يجب علينا ان نعلم ان معاني الحروف ليست جامدة ولا تقتصر على معنى ثابت بل تتنوع بتنوع سياق الكلام ومقصده ؛ لذلك اختلف اللغويون في معنى " الباء " في " بسم الله " على اربعة اقوال :
القول الاول : الباء للاستعانة
القول الثاني : الباء للابتداء
القول الثالث : الباء للمصاحبة والملابسة
القول الرابع : الباء للتبرك اي " ابدأ متبركا "
وهذه المعاني كما تفضل شيخنا كلها صحيحة ، الا ان بعضهم اعترض على معنى الاستعانة ؛ لان الاستعانة تكون بالله وليس باسم الله، وتوجيه هذا القول : بأن من يستعين بالله فهو يستعين به حقيقة ويذكر اسمه متوسلا به اليه ليعينه فالمعنى هنا متحقق .
وارجع سيبويه معنى الباء الى اصل واحد وهو " الالزاق " وقد استبدلها ابن عاشور بالمصاحبة والملابسة ؛ وعلى هذا يصح على المبسمل ان يستحضر كل هذه المعاني جميعا .
ولابد لنا ان ننوه الى الاقوال الضعيفه التي قيلت في معنى الباء في " بسم الله " :
قيل : زائدة وهذا قول ضعيف جدا .
وقيل للقسم : وهذا ايضا ضعيف . امامن قال انها للاستعلاء فهذا القول يكون صحيحا اذا تحقق معنى الاستعلاء عند التسميه ؛ كالتسمية عند الرمي واعمال الجهاد ، وهذا المعنى لايصح مع قراءه القران الذي يحتاج الى تذلل وخضوع وخشوع لله جل وعلا .

اجابة السؤال الثالث :

الفرق بين الحمد والشكر : الحمد اعم من وجه والشكر اعم من وجه آ خر :
فالحمد اعم لانه يكون على ما احسن به المحمود ومابه من صفات يحمد عليها ، والشكر اخص لانه الجزاء المترتب على النعمة والاحسان .
اما الشكر اعم ؛ لانه يكون بالقلب واللسان والجوارح .كقوله تعالى { اعملوا آ ل داوود شكرا }.
اما الحمد فيكون بالقلب واللسان .
وفي هذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم ومن اجمع العبارات في ذلك قول ابن القيم " ان الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانه وباللسان ثناء واعترافا ، وبالجوارح طاعة وانقيادا ...ومتعلقه النعم دون الاوصاف الذاتية "
وقد ذهب جماعة من اهل العلم انه لافرق بين الحمد والشكر وهذا القول يصح فيما يشترك فيه الحمد والشكر وهو انهما يكونا " بالقلب واللسان "

اجابة السؤال الرابع :

في هذه الايه الكريمة قرآءتان : الاولى : { مالك يوم الدين } : باثبات الاف بعد الميم .
الثانيه : {ملك يوم الدين } : بحذف الالف بعد الميم .
فقوله {ملك يوم الدين } : الملك هو من بيده كمال التصرف والتدبير فهو ملك الملك ، وهذا يفيد الاختصاص بأن هذا اليوم لاملك فيه الا الله بعد ان زالت ملوك الدنيا وزال سلطانهم وحشروا الى ربهم كما خلقهم اول مرة .
اما المالك فهو الذي يملك كل شئ في هذا اليوم العظيم يوم يأتي الخلق لايملكون لانفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا .
ففي كلا المعنيين ثبات صفه الكمال لله وحده وتعظيمه وتفويض كل الامور اليه فهو " الملك المالك " ويوم القيامه لايبقى ملك غير ملكه جل وعلا .

اجابه السؤال الخامس :

العبادة والاستعانة من اسمى ما يتحلى به الانسان في حياته ، فالناس في هذا على نوعين :
النوع الاول : الاخلاص في العبادة والاستعانة لله وحده دون سواه ومن احسن هذين العملين فقد نال من الخير الكثير ، وكان من اهل { اياك نعبد واياك نستعين } وهم على درجات لايحصيهم الا من خلقهم .
النوع الثاني : التقصير في الاخلاص والاستعانة ، فقد يحصل للعبد آ فات كثيرة كالسمعة والرياء وايثار الدنيا والتعلق بها لتقصيره في اخلاص العباده لله وحده وضعف الايمان ، وقد يصاب بالعجب والغرور اذا اصابه مايحب وبالجزع والقنوط اذا اصابه مايكره وهذا سببه ضعف الايمان والتقصير في الاستعانه .فلا تطيب حيانتا الا بالاخلاص في الاستعانه والعبادة .

اجابة السؤال السادس :

تكررت { اياك نعبد واياك نستعين } ، وهذا التكرارله فائدة مما كان محط اهتمام العلماء لمعرفة هذه الفائدة :
فقال ابن عطية : " تكرار اياك "اتى من حاجة الفعلين " نعبد " و" نستعين " للتأكيد والاهتمام .
وكان لابن القيم رأ؟ى في ذلك قائلا : في اعادة " اياك " فائدة في بيان الاختصاص والاهتمام بكل واحد من الفعلين ماليس في حذفه .
وكذا قال ابن كثير : "وكرر للاهتمام والحصر ".

رد مع اقتباس
  #68  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 04:23 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

المجموعة الخامسة:

س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"؟


أقوال هذه المسألة:
-قول ابن القيم رحمه الله تعالى: ( (الرحمن) دال على الصفة القائمة به سبحانه، و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم؛ فكان الأول للوصف والثاني للفعل. وهذا القول أحسنها وأجمعها.
- أن الرحمن ذو الرحمة العامّة لجميع خلقه ، والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين، واستدلوا بقوله تعالى :{وكان بالمؤمنين رحيما}، وهذا الاستدلال فيه نظر.
- أن المراد الإنباء عن رحمة عاجلة ورحمة آجله.
- أن المراد المشاكلة لأجل التأكيد، وهذا القول وإن كان فيه صواب من جهة أن جمع الاسمين فيه دلالة على تأكيد صفة الرحمة؛ إلا أن قصر التأويل عليه لا يصح.


س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟

الجار والمجرور متعلق بمحذوف مؤخر، يقدر في كل موضع بما يلائمه، وقد يكون اسما {وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها } أو فعلا {قرأ باسم ربك} .
فإذا كنت تريد القراءة فتقديره بسم الله أقرأ,وإذا كنت تريد الكتابة فتقديره بسم الله أكتب .
و من أهل العلم من يقدّره تبعا لمعنى الباء؛ فإذا كانت الباء للابتداء, كان التقدير: باسم الله أبدأ، أو باسم الله ابتدائي.
قال أبو البقاء العكبري: عند البصريين المحذوف مبتدأ، والجار والمجرور خبره، والتقدير: ابتدائي بسم الله، أي كائن باسم الله؛ فالباء متعلقة بالكون والاستقرار.
وقال الكوفيون: المحذوف فعل تقديره ابتدأت، أو أبدأ، فالجار والمجرور في موضع نصب بالمحذوف.


الحكمة من حذفه:
فقد ذكر النحويين أقوالا في ذلك :
الأول: تقديم اسم الله تعالى فلا يُقدم عليه شيء.
والثاني: التخفيف لكثرة الاستعمال.
والثالث: ليصلح تقدير المتعلّق المحذوف في كل موضع بحسبه.


س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.

(الحمد )هو ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة.ويتضمن معنيين :
المعنى الأول: استغراق الجنس، أي كل حمد فالله هو المستحق له،ويندرج تحت ذلك كل من يستحق الحمد من عباده , فهو فضل محض من الله تعالى بسبب حمده وأثر من آثاره.
المعنى الثاني : التمام والكمال, فهو الحمد التام المطلق , المختص بالله تعالى من كل الوجوه ,ولا يطلق على غيره, وقد قال الله تعالى: {وإن من شيء إلا يسبّح بحمده}.
والله تعالى له الحمد بالمعنيين كليهما.

(لله ) للام هنا للاختصاص على الراجح من أقوال أهل العلم.
أحدهما: ما يقتضي الحصر, باعتبار تعريف الحمد لاستغراق الجنس.
الآخر: ما يقع على معنى الأولوية والأحقية, باعتبار تعريف الحمد بالتمام والكمال.
المألوه أي المعبود أو المستحق للعبادة لما اتصف به من صفات الألوهية التي هي صفات الكمال، التي يدل عليها الأسماء الحسنى جميعها، لأن المألوه إنما يؤله لما قام به من صفات الكمال فيحَب ويُخضَع له لأجلها.

(رب) هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير والإصلاح والرعاية.
وهناك ربوبية عامة تكون بالخلق والملك والإنعام والتدبير (لجميع الخلائق ) , وربوبية خاصة تكون بالتربية الخاصة والهداية والإصلاح والنصرة والتوفيق والحفظ (لأوليائه).

(العالمين)
أقوال العلماء في تعريفها:
القول الأول: جميع العالمين (جميع مخلوقاته )سوى الله تعالى . قول أبي العالية الرياحي وغيره . وهذا هو القول الراجح.واستُدل بذلك من قوله: {قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما }.
القول الثاني : الإنس والجن. قول ابن عباس وغيره.
وهناك قول ثالث : أصناف الخلق الروحانيين، وهم الإنس والجن والملائكة، كل صنف منهم عالم. قول ابن قتيبة الدينوري .




س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.


معنى العبادة لغة :
قال ابن جرير رحمه الله: العبودية عند جميع العرب أصلها الذلة، وأنها تسمي الطريق المذلل الذي قد وطئته الأقدام، وذللته السابلة معبَّدًا.
وقال أبو منصور الأزهري: الطاعة مع الخضوع، ويقال طريق معبد إذا كان مذللا بكثرة الوطء.
وتعريف ابن جرير وأبي منصور للعبادة تعريف بالحد الحقيقي لغرض بيان ماهية العبادة وحقيقتها؛ فهي لا تكون إلا بتذلل وخضوع.

أما تعريف العبادة في الشرع فقد تعددت عند أهل العلم , ومن أنفسها وأحسنها تعريف شيخ الإسلام رحمه الله تعالى, فهو وصف جامع مانع للعبادات الشرعية.
العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
فتعريفه رحمه الله للعبادة تعريف بالحد الرسمي لغرض بيان ما يشمله اسم العبادة الشرعية.


س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟

طلب العون والمساعدة من المستعان به ؛ لتحصيل حاجاته ,كجلب المنافع ودفع المضار , وهي أوسع معاني الطلب, حيث تشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها. فكل ما يقوم به العبد من قول أو عمل لتحقيق منفعة أو دفع مفسدة فهو استعانة.
والاستعانة بالله هي المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه، وتفويض الأمر إليه، واعتقاد كفايته , فقد قال تعالى :{إياك نعبد وإياك نستعين }. فيتضرع العبد لربه طالبا العون منه في أمور الدنيا والآخرة، والتبرؤ من الحول والقوة والتفويض إليه, مع أخذه بالأسباب , من يترك بذل السبب الممكن غير محقّقٍ للاستعانة ,فاستعانة المسلم بالله ، هذا فيه , طلب لمقتضى الربوبية.

تحقيق الاستعانة يكون بأمرين , قد جمعهما النبي صلى الله عليه وسلم بقول:" احرص على ما ينفعك , واستعن بالله".

- الأمر الأول: صدق الالتجاء إلى الله في طلب العون , بقلب مؤمن متيقن أن جلب المنافع ودفع المضار , بيده وحده جلا جلاله, فلا يعجزه شيء.
- الأمر الثاني: اتباع هدى الله تعالى بالأخذ بالأسباب التي أذن بها تعالى.


س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}؟

هناك أقوال متعددة ذكرها ابن كثير في تفسيره :
القول الأول: أن الغاية هي الإخبار عن جنس العباد والمصلي فرد منهم.
القول الثاني: أنها للتعظيم الذي يُشعر به شرف العبادة.(ذكره الرازي في تفسيره)، وفيه نظر.
القول الثالث: تتجلى سمة التواضع بقوله تعالى {إياك نعبد} , فهي ألطف من إبراز التعظيم للنفس في قول(إياك أعبد).
فمقتضى القول الثالث يشير إلى الإقرار بأن العبد من جملة عباده الموحدين له , فهو يستعين بالله ويعبد الله كما هو حال من يستعينون به ويخلصون العبادة له وحده, فالجملة في {إياك نعبد} خبرية، وفي {إياك نستعين} خبرية متضمنة معنى الطلب.
فالإتيان بضمير الجمع في مقام الإخبار أبلغ في التعظيم والتمجيد، و في مقام الطلب أبلغ في التوسل.

رد مع اقتباس
  #69  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 04:25 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

فقد ذكر النحويين

أعتذر عن الخطأ
فاللصواب : فقد ذكر النحويون

رد مع اقتباس
  #70  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 04:48 AM
وحدة المقطري وحدة المقطري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 216
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
الله: هو الاسم الجامع لجميع الأسماء الحسنى لله عز وجل، وهو أخص أسماء الله، وأعرف المعارف. وهو يشمل معنيين متلازمين هما:
1- أنه الإله الجامع لكل صفات الجمال والجلال التي بلغت من الكمال غايته.

قال ابن القيّم رحمه لله: (اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى)ا.هـ.
وهو يدل على جميع أسماء الله الحسنى باللزوم والتضمن:
# فأما التضمن فاسم الله يتضمن كمال ألوهيته سبحانه وتعالى
، فهو اسم يجمع كل ما يؤله الله لأجله وما يدل على ذلك من أسماء وصفات.
# وأما ألإلتزام فهو يستلزم كمال ربوبيته سبحانه وتعالى ومن ذلك تدبيره وملكه وخلقه وما يدل على ذلك من أسماء وصفات.
2- أنه المألوه على وجه الحقيقة الذي لا يستحق العبادة غيره وإن عبد غيره دونه فعبادتهم باطلة وشرك ، والعبادة لا تكون عبادة حتى تجتمع فيها 3 شروط وهي:
# المحبة العظيمة : فالعابد قد تمكن حب محبوبه منه حتى صيره إلهه وقِبلة قلبه، ومن بلغ هذه الغاية في حب غير الله فقد أشرك كما قال تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله والذين أمنوا أشد حبا لله}.

قال أحمد بن محمد الطوسي الغزالي أخو أبي حامد الغزالي:
أصمَُ إذا نوديت ياسمي وإنني *** إذا قيل لي يا عبدها لسميع!
وأما الذين آمنوا لما علموا ما لله من صفات الجمال التي بلغت الغابة في الكمال وما هو عليه من عظيم الإحسان لخلقه لم يبلغ أحدٌ قط منزلته في قلوبهم أو يساميها أو يقاربها ويدانيها.
# الذل: وهو الخضوع والانقياد للمعبود فكل عابد مطيع لمعبوده خاضع له، يقال طريق مذلل أي معبد من كثر ما وطأته الأقدام.
# التعظيم: وهو أن يقع في القلب تعظيم وإجلال المعبود لما له من صفات الجلال التي بلغت الغاية في الكمال.


س2: ما المراد بالبسملة؟
المراد بها هو قول (بسم الله الرحمن الرحيم ) ، فالعرب تجمع بين كلمتين اختصارًا ويسمى النحت، ومن شواهد ذلك عندهم قول
الشاعر الجاهلي عبد يغوث بن وقاص الحارثي :
وتضحك مني شيخة عبشمية *** كأن لم ترَ قبلي أسيرًا يمانيا
قال الخليل: (نَسَبها إلى عَبْدِ شَمْسٍ، فأَخَذَ العين والباء من (عَبْد) وأخذَ الشينَ والميمَ من (شَمْس) ، وأسقَطَ الدال والسِّين، فبَنى من الكلمتين كلمة؛ فهذا من النَّحت) ا.هـ.

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
الفرق بينهما من وجهين:
1- الحمد لا يكون إلا عن اعتقاد حسن صفات المحمود أو إحسانه، أما الثناء فيكون على الخير والشر، كما جاء في الحديث الذي عند الشيخين من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه أنهم مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرًا فقال صلى الله عليه وسلم "وجبت" ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرًا فقال
"وجبت" فقال عمر رضي الله عنه: ما وجبت يا رسول الله؟ فقال: "هذا أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنة وذاك أثنيتم عليه شرًا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض".
2- الثناء يقتضي التكرار للحمد لأنه من التثنية ، ودليله الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة والذي فيه: (فإذا قال العبد {الحمدلله رب العالمين} قال الله تعالى: حمدني عبدي وإذا قال العبد {الرحمن الرحيم} قال الله تعالى: ثنى علي عبدي... الحديث).


س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
للإضافة
في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} معنيان:
1- معنى (في): أي هو المالك في يوم الدين، فلا يملك فيه أحدٌ شيئًا جليلًا كان أو حقيرًا سوى الله عز وجل ، فكل الملوك لا تملك لنفسها شيئًا فضلا عن أن تملك غيرها أو لغيرها.
قال تعالى: {يوم لا تملك نفسٌ لنفسُ شيئًا والأمر يومئيذٍ لله}.
2- معنى (إلى): أي هو المالك ليوم الدين ، يملك إيقاعه متى شاء .
قال ابن السراج: (إن معنى مالك يوم الدين: أنه يملك مجيئه ووقوعه). ذكره أبو حيان.
وكلا المعنيان لا يتناقضان وكلاهما حق في حق الله؛ فالقاعدة أن يُجمع بينهما، ونثبتهما في تفسير الآي
ة.

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
من الحكم في
تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد} الآتي:
1- إفادة الحصر وهو اختصاص الحكم للمذكور دونًا عن غيره، وكانه يقول: (لا
نعبد إلا إياك) .
2- التأدب مع الله يتقديم اسمه على فعل العباد.
3- الاهتمام والعناية بالقرب من الله، فهو أبلغ من قوله (لا نعبد إلا إياك).


س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
أقسام الاستعانه اثنان وهما:
1- استعانة العبادة: وهي استعانة قلب العبد بربه، ويصاحيها عدد من العبادات القلبية كالخوف والرجاء والرغب والرهب والتوكل ، ولذا فهي لا تجوز إلا لله وصرفها لغيره شرك بدليل قوله {إياك نستعين} فتقديم المفعول يفيد الحصر فهو في معنى قوله: (لا نستعين إلا بك وحدك). والاستعانة والعبادة متلازمتان؛ فكل عابد مستعين بربه ليدفع عنه ضرًا أو يجلب له نفعًا، كما أنه سبحانه لولا أنه أعان عبده على عبادته ما كان وفق لعبادته.
2- استعانة التسبب: وهي استعانة الجوارح وهي من فعل الأسباب فكما نستعين بالقلم لنكتب وبالخادم لينظف، وهذه لابأس يحكمها من حيث الأصل، وتأخذ حكمها بحكم الغرض المستعان به، فإن كان الغرض حراما فتكون حراما وإن كان مباحا فهي مباحة، فالوسائل لها أحكام المقاصد، لكن إن تعلق القلب بالسبب صارت من شرك الأسباب وهو من الشرك الأصغر ويخشى على صاحبه لأن الشرك الأصغر وسيلة للشرك الأكبر.


رد مع اقتباس
  #71  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 06:25 AM
رانية الحماد رانية الحماد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 127
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه


المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
اسم الله اسم الجلاله ,وهو الاسم الجامع لأسماء الله الحسنى, وإليه تضاف الأسماء , قال ابن القيم رحمه الله ( هذا هو الاسم الجامع, ولهذا تضاف الأسماء الحسنى إليه: الرحمن الرحيم الغفار القهار من أسماء الله, ولا يقال من أسماء الرحمن, قال تعالى ( ولله الأسماء الحسنى).
هو أخص أسماء وأعرف المعارف. صرف عنه الخلق فلم يدعه أحد ولم يسمى به أحد قط إلا الله سبحانه.
و لاسم الله معنيين اثنين:
الأول: أنه الاسم الجامع لصفات الكمال والجمال والجلال كلها, فيدل لزوما على جميع أسماء الله سبحانه,فكل أسماء الكمال هي داخلة في هذه الأسم, وأسماء الله الدالة على الجلال, والجمال كذلك, كلها بتنوع دلالتها واختلافها مدلول عليها تضمنا ولزوما باسم (الله), واسم الله يستلزم كمال الألوهية دالا على كل ما يؤله الله لأجله ويستلزم كمال الربوبية ويستلزما أيضا كمال الملك والتفرد بالتدبير والقهر, والأسماء الدالة على ذلك كله.
قال ابن القيم (اسم الله تعالى هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلى)أ.ه
المعنى الثاني: المألوه المعبود بحق ,(و هو الله في السموات وفي الأض) أي المعبود في السموات والمعبود في الأرض.
العبادة لله لها ثلاث أركان تقوم بها :
1- المحبة العظيمة, بل هي أعظم درجات المحبة, ولهذا القول شواهد من الشعر العربي كما في قول الشاعر واصفا حبه الشديد لمحبوبته :
لا تدعني إلا ب(ياعبدها) فإنه من أشرف أسمائي
نسأل الله السلامة والعافية ونعوذ به من الخذلان.
2- التعظيم والأجلال.
3- الانقياد والذل والخضوع والاستسلام., ويقال طريق معبد أي مذلل ممهد.
وكل ما سبق من أركان للعبادة لا يجوز صرف شدة المحبة و التعظيم والانقياد إلا لله سبحانه. بل تصرف له وحده سبحانه وتعالى.
-----------------------------
س2: ما المراد بالبسملة؟
هي نحت واختصار لقول ( بسم الله الرحمن الرحيم) وهذا الأكثر في قول السلف, وقيل هي نحت ل (بسم الله).
قال ابن فارس ( العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة, وهو من جنس الاختصار) أ.ه
واستعمال العرب للنحت قديم , ففي قول الشاعر الجاهلي عبد يغوث الحارثي شاهد:
وتضحك مني شيخة عبشمية كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا
عبشمية ( من عبد شمس).
وقال ابن السكيت 244ه ( يقال قد أكثرت من البسملة, إذا أكثر من قول ،بسم الله الرحمن الرحيم....) أ.ه
ومن العلماء من يأتي بها تاره كاختصار ل(بسم الله) , ومرة ل(بسم الله الرحمن الرحيم) والسياق هو الدال على المقصود منها .
-------------------------------
س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
الفرق بينهما من جهتين:
الأولى: في معنيهما حيث أن الحمد هو ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة
و الثناء يكون على الخير أو على الشر, كما ورد في الصحيحين في حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه والجنازة التي مروا عليها فأثنوا عليها خيرا, ثم مروا على جنازة أخرى فأثنوا عليها شرا.. الحديث).
الثانية: أن الثناء هو تكرير الحمد و تثنيته, كما ورد في حديث أبي هريرة رضب الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه في حديث ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ...أنه إذا قال العبد (الحمد لله رب العالمين) قال سبحانه حمدني عبدي , ثم إذا قال (الرحمن الرحيم) قال سبحانه (أثنى علي عبدي) , والتثنية هنا جاءت في الآية الثانية حيث أعيد فيها ذكر صفات واسميه الرحمن والرحيم, بعد أن ذكر في الأول الحمد لله رب العالمين .
--------------------------------------

س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
للإضافة هاهنا معنيان اثنان:
1- على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين. حيث ينقطع ملك كل أحد إلا هو (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) , فهو المالك الملك يومها سبحانه.
2- على معنى (اللام) أي هو المالك ليوم الدين.
قال ابن السراج ( إن معنى مالك يوم الدين, أنه يملك مجيئه ووقوعه) ابو حيان.
وكلاهما يقتضيان الحصر وكلاهما صحيح, و الجمع بينهما هو الأكمل على ترجيح شيخنا حفظه الله.
----------------------

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
ذكر العلماء أن الحكمة أن هذا التقديم فوائد من أهمها ثلاث :
1- الحصر,حصر العبادةلله وحده,مع الاختصار وجمال الوقع. وجاء هذا التقديم في موضع آخر في قوله تعالى ( بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء و تنسون ما تشركون).
2- تأدبا مع الله بتقديم ذكره
3- إظهار الحرص على التقرب منه سبحانه ,و الاهتمام وشدةالعناية.

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
الاستعانة على قسمين
الأول: استعانة العبادة الواجب إفراد الله بها دون غيره , تقوم فيها أعمال تعبدية لله من خوف ومحبة ورجاء ورغبة ورهبة, و صرفها لغير الله شرك و كفر, وكما تقدم من توضيح تقديم المعمول بما يفيد الحصر (إياك نعبد) , وجاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس (إذا استعنت فاستعن بالله) الترمذي وقال حسن صحيح.
وكل عابد لله هو مستعين به سبحانه لزوما.

القسم الثاني: استعانة التسبب وهي بذل السبب الذي هيأه الله للوصول للمطلوب, وهو أمر مشروع من سنن الحياة التي سنها الله عز وجل , ويلزم مع الاتيان بالسبب اعتقاد أن النافع الضار الجالب للمطلوب هو الله وعدم التعلق بالسبب,
وهذه التسبب حكمه بحسب حكم الغرض و السبب المأتي به , فإنه كان طلبه حلال ووسيلته أيضا فتسببه حلال, يضاف إلى ما سبق وجوب عدم التعلق بالسبب وأن الأمر بيد الله ولو أراد عدم تحقق المطلوب مع فعل السبب فلن يكون.
تعلق القلب بالسبب هو شرك أصغر , كما أن الاتيان بما يعتقد أنه سبب وهو في الحقيقة سبب وهمي لا يجوز في شرع الله.
ويدل على جواز الاستعانة بالأسباب آيات وأحاديث , قال تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة), وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب بعد أن أعطاه عطي’( استعن بها على ديناك ودينك) رواه ابن خزيمة.
وحديث قابوس بن المخارق عن أبيه يأتيني الرجل يريد مالي.
فقال له:ذكره بالله, ثم قال له: استعن بمن حولك من المسلمين, ثم فاستعن بالسلطان,... الحديث, رواه ابن أبي شيبلة والنسائي.
وبمعرفة نوعي الاستعانة وتمييزها يحرص المرء على تحقيق كلا القسمين والاتيان بأركنه واستحضاره وعدم تفويت أحدهما . فأمر الدنيا قد يقوم بالقسم الثاني ولكنه يتم ناقصا ولا خير فيه للمرء في آخرته, وقد ييسر الله لمن يأتي بالسبب ولو كان كافرا, والمؤمن هو من يبذل السبب مع قيام قلبه بالعبادات القلبية الجليلة, ويبلغ مراتب المحسنين بإذن الله, وينال لذة وسعادة وراحة وإن لم يتحقق مطلوبة, بعكس الغير مستعين بالله يناله الجزع والقنوط عند عدم تحقق مراده.
يتباين المؤمنون في تحقيق الاستعانة تباينا كبيرا ما بين محسنين ومقصرين.
وقد يستدرج المرء يتحقق مراده ويناله العجب والكبر.
وإن مما يغبن فيه كثير من الناس طلبهم الاستعانة على أمور الدنيا حصرا, ويضيعون طلب العون من الله على إصلاح القلوب والدين الذي به الفلاح في الدنيا والآخرة , ولن يوفق فيه إلا من وفقه الله وقام بالعبادة الحقة وتعلق بربه وحقق الاستعانة.

رد مع اقتباس
  #72  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 09:11 AM
إسراء إسماعيل إسراء إسماعيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 47
افتراضي

إجابة أسئلة المجموعه الأولي

س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى
اسم الله هو الاسم الجامع لجميع اسماء الله الحسني و هو اسم لم يتسم به الا الله عز و جل
و له معنيين جليلين
1- الإلاه و هو بذلك تعود اليه جميع الاسماء الحسني فنقول الله السميع العليم الحكيم الخالق البارئ المصور الي اخر الاسماء الحسني
2- المعبود الذي لا يستحق العباده احد سواه
س2: ما المراد بالبسملة؟
المراد بالبسملة هي قول بسم الله الرحمن الرحيم
س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
1-الثناء هو تكرير الحمد و تثنيته و هو مستفاد من الحديث القدسي (قسمت الصلاة بيني و بين عبدي
2-الحمد لا يكون الا علي الخير و الاحسان
اما الثناء فهو علي الخير و الشر
س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
له معنيين ؛
بمعني في اي مالك في يوم الدين فلا مالك في هذا اليوم الا هو عز و جل1-
بمعني ل اي مالك ليوم الدين2-
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
فيه ثلاث فوائد
1- الحصر
كأنك تقول نعبدك وحدك و لا نعبد الا اياك
2- تقديم المعبود عز و جل و ذلك لكمال الأدب معه سبحانه و تعالي
3- يفيد الحرص علي التقرب و كمال التعظيم
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام
الأستعانة قسمين
الأول: الاستعانة بالله عز و جل علي العباده و هي لا تجوز صرفها لغير الله و من استعان بغير الله فيها فهو كافر مشرك و يدل علي ذلك قول الله عز و جل (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) و تقديم المعمول للحصر و التخصيص و كذا في قول النبي (إذا إستعنت فاستعن بالله )
الثاني : إستعانة التسبب رجاء حصول ما يسعي اليه الانسان بدون تعلق قلبه بالسبب و مع علمه ان النفع و الضر بيد الله وحده و ان ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن
فهذا النوع من الاستعانه جائز و حكمه حسب حكم الغرض منه فان كان غرضه مباح فهو مباح و ان كان غرضه مكروه فهو مكروه

رد مع اقتباس
  #73  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 10:03 AM
سمية بنت عبد الرحمن سمية بنت عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 46
افتراضي

*المجموعة الثانية*
ج1 :-
معنى اسم الرحمن :
ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شي ، وبناءه على وزن (فعلان) يدل على معنى السعة وبلوغ الغاية ،وهو اسم مختص بالله تبارك وتعالى ،لايسمى به غيره.
والدليل [قول أبو إسحاق الزجاج:( ولا يجوز أن يقال "الرحمن" إلا لله، وإنما كان ذلك لأن بناء "فعلان" من أبنية مايبالغ بوصفه ، ألا ترى أنك إذا قلت: "غضبان" ،فمعناه الممتلئ غضباً، ف"رحمن" الذي وسعت رحمته كل شيء ،فلايجوز أن يقال لغير الله "رحمن"].



ج2 :-
الخلاف في عد البسملة أول آية من كل سورة عدا سورة التوبة والفاتحة على أقوال أربعة :-

القول الأول : أنها لاتعد آية من سورة الفاتحة، ولا من أول كل سورة وهذا قول أبي حنيفة ومالك والشافعي وعن سفيان الثوري.

القول الثاني : أنها آية من سورة الفاتحة دون سائر سور القرآن وهو ينسب للعد المكي والكوفي ورواية عن الشافعي.

القول الثالث : أنها آية في أول كل سورة عدا سورة براءة. وهو قول سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك وأصح الروايات عن الشافعي، ورواية عن أحمد
الدليل/ قال علي بن الحسن بن شقيق أخبرنا بن المبارك عن سفيان الثوري قال:(بسم الله الرحمن الرحيم في فواتح السور من السور)

القول الرابع : أنها آية من الفاتحة وجزء من الآية الأولى من كل سورة عدا سورة براءة ، وهو رواية عن الشافعي وقول لبعض الشافعية حكاه الرازي في تفسيره، وهو قول ضعيف.

القول الخامس : أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور،فلا تعد من آيات السور، وهو رواية عن أحمد وقول لبعض الحنفية، وهذا اختيار شيخ الإسلام بن تيميه ،
الدليل/ قول ابن تيمية رحمه الله:(هو أوسط الأقوال وبه تجتمع الأدلة ،فإن كتابة الصحابة لها في المصاحف دليل على أنها من كتاب الله، وكونهم فصلوها عن السورة التي بعدها دليل على أنها ليست منها).

أصل الخلاف في هذه المسألة راجع إلى اختيار كل امام للقراءة التي يقرأ بها ، فلا ريب أن البسملة آية من الفاتحة في بعض القراءات دون بعض ، ولا ريب أنها كانت يفصل بينها بين السور وأنها من كلام الله تعالى ،الدليل/ صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) في أي سورة ، ففي صحيح مسلم من حديث علي بن مسهر عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:(بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه مبتسماً، فقلنا: ماأضحكك يارسول الله،فقال : أنزلت عليّ آنفاً سورة فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. ان شانئك هو الأبتر}
وقد أجمع الصحابة على تجريد المصحف مما سوى القرآن وكتبوا (بسم الله الرحمن الرحيم) بين السور للفصل بينها، فكل ذلك دليل على أن البسملة قرآن منزل ولاينبغي الاختلاف في ذلك ، إنما الخلاف في العدد . والله أعلم.



ج3 :-
الفرق بين الحمد والمدح بينهما عموم وخصوص، فالمدح أعم من الحمد باعتبار أن الحمد يكون للمحبوب عن رضا ومحبة،بعكس المدح فإنه لايشترط فيه المحبه فقد يمدح المرء من لايحبه لأجل مصلحة أو دفع شر ؛ والحمد أعم من المدح باعتبار أن المدح يكون باللسان فقط أما الحمد فباللسان والقلب معاً.

ج4 :-
معنى {إياك نعبد} :-
أي نخلص لك يالله العبادة وحدك لاشريك لك فنطيع أوامرك محبةً وخوفاً وطمعاً ورجاءً خاضعين مستكينين لك سبحانك؛
فالعبادة هي : هي التذلل والخضوع والانكسار والانقياد مع شدة المحبة والتعظيم للمعبود.
وعرفها شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله : أنها اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة
الدليل/ قال تعالى :{هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين}.


ج5 :-
الحكمة من حذف متعلق الاستعانة :-
يرجع إلى معنيين وهما ، أننا نستعين بك يالله على العبادة ونستعين بك على قضاء حوائجنا وكشف كرباتنا وتفريج همومنا وجميع شؤوننا فلا غنى لنا عن عونك وإمدادك ياربنا فأنت عونونا على القيام بحقك والقيام بشؤوننا وحاجاتنا
الدليل/ مارواه الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه (قال في قوله تعالى:{ إياك نستعين} على طاعتك وعلى أمورنا كلها) أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم.



ج6 :-
الحكمة من تقديم{إياك نعبد} على {إياك نستعين}
على أقوال أشهرها ستةٌ معتبره :-
القول الأول : مراعاة فواصل الآيات في السورة ، ذكره البيضاوي والنسفي وابن عاشور وغيرهم.

القول الثاني : أنه لافرق في المعنى بين تقديم العبادة على الإستعانة والعكس ، وهذا قاله ابن جرير قال وباختصار قوله: ( لما كان معلوماً أن العبادة لاسبيل إليها إلا بمعونة الله جل ثناؤه، وكان محالاً أن يكون العبد عابداً إلا وهو معان وأن يكون معاناً عليها إلا وهو فاعل لها) ، وهذا القول فيه نظر.

القول الثالث : أن العبادة أعم من الاستعانة، لأن الاستعانة نوع من أنواع العبادة فقدم الأعم على الأخص ، وهذا ذكره البغوي في تفسيره.

القول الرابع : أن العبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة إليها ، ذكره شيخ الاسلام ابن تيميه في مواضع من كتبه ، وابن كثير ف تفسيره.
قال ابن تيمية(قال في الفاتحة: { إياك نعبد وإياك نستعين} فقدم قوله{إياك نعبد} لانه المقصود لنفسه {تعالى} على قوله {وإياك نستعين} لأنه وسيلة إلى ذلك، والمقاصد مقدمة في القصد والقول على الوسائل).

القول الخامس : لبيان أن عبادة العبد لربه لاتكون إلا بإعانة الله وتوفيقه وهذا مما يستوجب الشكر ويذهب العجب ، فلذلك ناسب التقديم للإعتراف بفضل الله تعالى بتوفيقه واعانته على العباده
وهذا ذكره البيضاوي وجهاً وألمح إليه أبو السعود.

القول السادس : أن العبادة تقرب لله تعالى فهي أجدر للتقديم بالمناجاة ، أما الاستعانة فهي لنفع المخلوق للتيسير عليه، وهذا قال به ابن عاشور في التحرير والتنوير.

ومن الحكمة ماذكره ابن القيم في كتابه (مدارج السالكين) إذ يقول:( تقديم العبادة على الإستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل اذا العبادة غاية العباد التي خلقوا لها والاستعانة وسيلة إليها)

"هذا والله تعالى أعلم"

رد مع اقتباس
  #74  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 04:38 PM
ملاك سعود ملاك سعود غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 18
افتراضي

مذاكرة الأسبوع الثالث :



المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.
الرب : هو الجامع لمعاني الربوبية
من الخلق والرَّزْق والملك والتدبير والإحياء والإماته.


س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
اتفقت المصاحف على حذف الألف في كتابة (بسم الله) بفواتح السور، وفي قوله تعالى (بسم الله مجريها ومرساها)
وإثباتها في نحول قوله تعالى (اقرأ باسم ربك)
ولم يختلف علماء الرسم على هذا التفريق اتباعًا للرسم العثماني .
وذكر علماء اللغة والرسم أقوالًا في سبب التفريق منها:
1- أمن اللبس في (بسم الله)
2- إرادة التخفيف لكثرة الاستعمال.
وذكر بعضهم عللًا أخرى.

س3: ما المراد بالعالمين.
اسم جمع لا واحد له من جنسه، كالجيش والرهط والأنام
قال ابن كثير رحمه الله:
(والعوالم أصناف المخلوقات في السماوات والأرض والبر والبحر، وكل جيل وقرن منها يسمى عالم أيضًا)

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
تكلم بهذه المسألة بعض المفسرين، واختلفوا فيها على أقوال:
القول الأول: أنه لا تكرار هنا؛ لأن البسملة ليست آية في الفاتحة.
القول الثاني: التكرار للتأكيد، قال الرازي في تفسيره "وتأكيد كونه رحمانًا رحيمًا من أعظم المهمات"
القول الثالث: لأجل التنبيه على علة استحقاق الحمد.

وقد استنبط الشارح قولًا مفاده :
أنها تقدمة ثناء بين يدي مسألة القارئ التي سيسألها في هذه السورة.
والله أعلم

س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
أي: نستعينك وحدك لا شريك لك على إخلاص العبادة لك، ونستعينك وحدة على جميع شؤونا وأمورنا، وفيه معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله)

س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
الالتفات هو تحويل أسلوب الخطاب من وجه إلى وجه آخر كما قال ابن عثيمين رحمه الله.
أو هو التعبير عن معنى من المعاني بأحد الطرق الثلاث (التكلم والخطاب والغيبة) بعد التعبير عنه بطريق آخر منها. وله 6 صور
من فوائده: التنبيه على نوع جديد من الخطاب يستدعي التفكر، ويجذب الانتباه.

الالتفات وقع في آيتين
فأسلوب الغيبة في قوله تعالى من بداية السورة إلى (مالك يوم الدين) وانتقل إلى الخطاب في قوله (إياك نعبد وإياك نستعين)
فكأنه لما أثنى على الله اقترب وحضر بين يديه.
ووقع في قوله (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم) من الخطاب إلى الغيبة، فلم تكن -غضبت-
تفاديًا لنسبة الغضب إليه حال المواجهة
جل وعلا .
وأيضًا إشعارًا بأنهم مغضوب عليهم من الله وملائكته والناس أجمعين، بينما المنعم الله وحده .

رد مع اقتباس
  #75  
قديم 1 جمادى الآخرة 1438هـ/27-02-2017م, 08:14 AM
سلوى عبدالله عبدالعزيز سلوى عبدالله عبدالعزيز غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 726
افتراضي

المجموعة الأولى :
س1 / بين بإيجاز معنى اسم ( الله ) تبارك وتعالى ؟
ج1 / اسم ( الله ) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى كلها ، وهو أخص أسماء الله تعالى ؛ وأعرف المعارف على الإطلاق .
ومعنى اسم ( الله ) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين :
المعنى الأول : هو الإله الجامع لكل صفات الجمال والكمال والجلال ؛ ويدل لزومًا على سائر الأسماء الحسنى ، فهو الخالق الرازق المصور ، وهو الملك الغني الرازق ، وهو القوي القدير والرحمن الرحيم ، والعظيم الذي له جميع معاني العظمة ؛ عظيم في ذاته ، عظيم في مجده ، عظيم في حلمه ومغفرته ، وهكذا سائر الأسماء الحسنى والصفات العُلى .
المعنى الثاني : وهو ( المألوه ) أي المعبود الذي لا يستحق العبادة سواه ، قال تعالى : ( وهو الله في السماوات وفي الأرض ) أي المعبود في السماوات والمعبود في الأرض .

س2 / ما المراد بالبسملة ؟
ج2/ البسملة هي قول ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، ولفظ كلمة البسملة من ألفاظ الدالة عليها بطريقة النحت اختصاراً ، والأصلي البسملة أنها اختصار قول : ( بِسْم الله ) ، وقد ورد لفظ البسملة في شواهد لغوية احتج بها بعض أهل اللغة .
وأكثر ما يستعمل لفظ " البسملة " في كلام أهل العلم لقول ( بِسْم الله الرحمن الرحيم ) .

س3 / ما الفرق بين الحمد والثناء ؟
ج3/ الفرق بين( الحمد ) و(الثناء ) من وجهين :
الوجه الأول : أن الثناء تكرار الحمد وتثنيته ، ولذلك جاء في الحديث : ( فإذا قال العبد : {الحمد لله رب العالمين } ، قال الله تعالى : حمدني عبدي وإذا قال { الرحمن الرحيم } ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ...) .
الوجه الثاني : أن الحمد لا يكون إلا على الحسن والإحسان ، والثناء يكون على الخير وعلى الشر ، كما في الصحيحين من حديث عبدالعزيز بن صهيب ، قال : سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه ، يقول : " وجبت" ثم مروا بأخرى فأذنوا عليها شراً ، فقال : " وجبت " ، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما وجبت ؟ قال : " هذا أثنيتم عليه خيرا ، فوجبت له الجنة ، وهذا أثنيتم عليه شرا ، فوجبت له النار ، أنتم شهداء الله في الأرض " .

س4 / ما معنى الإضافة في قوله تعالى ( مالك يوم الدين ) ؟
ج4/ الإضافة في ( مالك يوم الدين ) تحمل معنيين :
المعنى الأول : الإضافة على معنى ( في ) ، أي هو المالك في يوم الدين ؛ ففي يوم الدين لا يملك أحد دونه شيئا .
المعنى : الإضافة على معنى اللام ، أي هو المالك ليوم الدين .
قال ابن السراج : ( إن معنى مالك يوم الدين : أنه يملك مجيئه ووقوعه ) .
وكلا الإضافتين تقتضيان الحصر ، وكلاهما حق ، والكمال الجمع بينهما .

س5/ ما الحكمة من تقديم المفعول ( إياك ) على الفعل ( نعبد ) ؟
ج5/ الحكمة من تقديم المفعول ( إياك ) على الفعل ( نعبد ) فيه ثلاث فوائد جليلة :
الأولى : إفادة الحصر ؛ وهو إثبات الحكم المذكور ونفيه عما عداه ؛ فكأنه يقول : نعبدك ، ولا نعبد غيرك ، أو قول : ( لا نعبد إلا إياك ) ؛ مع اختصار اللفظ وعذوبته .
الثانية : تقديم ذكر المعبود جل جلاله . الثالثة : إفادة الحرص على التقرب ؛ فهو أبلغ من ( المعبد إلا إياك ) .

س6/ أذكر أقسام الاستعانة ، وفائدة معرفة هذه الأقسام .
ج6/ الاستعانة قسمان :
القسم الأول : استعانة العبادة ، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والرغبة والرهبة والرجاء والخوف وغيرها ، فلا يجوز صرفها لغير الله عز وجل ، ومن صرفها لغير الله فهو مشرك كافر .

القسم الثاني : استعانة التسبب ، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
وهي كاستعانة الكاتب بالقلم على الكتاب وهذه الاستعانة ليس على نية العبادة أو اعتقاد النفع والضر من غير الله تعالى وإنما النافع والضار هو الله تعالى وحده
وهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوها من المعاني التعبدية ، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة ؛ وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم .
وحكمها يكون بحسب حكم سببها فإن كان الغرض منها مباحًا ومشروعًا فهي كذلك وإن كان الغرض منها محرمًا في محرمة .
الفائدة :
- أن الاستعانة بالله هي صفة لعباد الله المتقين ، فكلما كان المؤمن أكثر تقرباً لله وأشد حباً له ورجاء فضله وخوفاً من سخطه وعقابه ، كان على الاستعانة بالله أحرص وأعرف أن حاجته إليه أشد .
- لا بد من الاستعانة بالله في جميع شؤون المطالَب الدنيوية والأخروية ، نستعين بالله على الطاعة ، نستعين بالله على تيسير الأمور ، نستعين بالله على الصبر وتحمل الابتلاء ، والبعد عن الجزع والتسخط ، ، وان نستشعر أن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله تعالى ، منها يتحقق معاني الإخلاص في عبادتنا القلبية والقولية والفعلية .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir