دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ذو القعدة 1438هـ/10-08-2017م, 01:49 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث عشر: مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة البقرة من الآية 142 إلى الآية 158

مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (142 - 158)

أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر
قول الله تعالى:

{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} البقرة.
2: حرّر القول في كل من:

أ: معنى قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}.
ب: هل كانت الصلاة إلى بيت المقدس بوحي متلوّ؟
3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق "كما" في قوله تعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا} الآية.
ب: كيف كان تحويل الصلاة إلى الكعبة دليلا على عناية الله بهذه الأمة.
ج: مناسبة قوله تعالى: {ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع} لما قبله.

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:

{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.
ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.
3: بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.
ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.
ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.


المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:

{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) }.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسفهاء وموقفهم من تحويل القبلة في قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}.

ب: معنى قوله تعالى: {إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} الآية.
3: بيّن ما يلي:
أ: المخاطب في الآية، ومعنى الذكر في قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم}.
ب: المراد بالإيمان وفائدة التعبير عنه بوصف الإيمان في قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}.
ج: معنى الصبر، وأنواعه، وفضله.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 ذو القعدة 1438هـ/10-08-2017م, 10:01 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.

يبين تعالى في هذه الآية أن لكل صاحب ملة وجهة هو موليها نفسه، كما قال الربيع وعطاء وابن عباس،
وقالت طائفة: الضمير في هو عائد على الله تعالى، والمعنى: الله موليها إياهم،
وقالت فرقة: المعنى في الآية أن للكل دينا وشرعا وهو دين الله وملة محمد وهو موليها إياهم اتبعها من اتبعها وتركها من تركها،
وقال قتادة: المراد بالآية أن الصلاة إلى الشام ثم الصلاة إلى الكعبة لكل واحدة منهما وجهة الله موليها إياهم،
ثم بين الله تعالى ما يجب على من عرف أن الله سبحانه هو الذي يحدد القبلة للصلاة وهو الذي يحدد الدين للناس وهو الإسلام ويشرع لكل أمة شرعاً يسيروا عليه؛ وهو أن يسارعوا بالاستسلام لله تعبداً له بالشرع الذي أنزل وأن الأعلى من الأحوال هو أن تكون طاعتهم بدون تأخر بل تكون فيها مسارعة للخيرات، واسراع إلى سبل النجاة، فقال: " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ "
وذكر سبحانه ما يخوف النفوس فوعظهم بتذكيرهم بالموت والحشر لتقع الموعظة بما ينفع موقعها من القلوب فقال: " أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا "
ثم ختم الله سبحانه هذه الآية بما ناسب ما تقدم فيها ببيان كمال قدرته سبحانه فهو " على كلّ شيءٍ قديرٌ"
وقد اشتملت هذه الآية على وجازتها على فوائد يضيق المقام عن ذكرها ومنها:
-أن الله سبحانه وتعالى بيده الهداية للرشد سبحانه وتعالى.
-ومنها الحث على المسارعة لفعل الخير.
-ومنها بيان فضل المسارعة للخيرات.
-بيان تمام قدرة الله تعالى فهو سبحانه لا يعجزه أحد فهو قادر على كل أحد.
-أن البعث كائن لا محالة.
والله أعلم .


2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.

=قيل المراد بها شهادة أمة محمد على الأمم السابقة التي تكذب أنبياءها يوم القيامة وهذا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة تشهد على الأمم وهو صلى الله عليه وسلم يشهد عليها. ذكره الزجاج، وابن كثير وساق عليه حديث عن جابر بن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «أنا وأمّتي يوم القيامة على كوم مشرفين على الخلائق. ما من النّاس أحدٌ إلّا ودّ أنّه منّا. وما من نبيٍّ كذّبه قومه إلّا ونحن نشهد أنّه قد بلّغ رسالة ربّه، عز وجل». رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه ،وابن أبي حاتمٍ

=وقيل: أي: محتجين على سائر من خالفكم، ويكون الرسول محتجاً عليكم , ومبيناً لكم. ذكره الزجاج
=وقيل معنى الآية تشهدون لمحمد صلى الله عليه وسلم أنه قد بلغ الناس في مدته من اليهود والنصارى والمجوس. ذكره ابن عطية
=وقيل معنى الآية يشهد بعضكم على بعض بعد الموت
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مرت به جنازة فأثني عليها بالخير، فقال: «وجبت» ثم مر بأخرى، فأثني عليها بشرّ، فقال:«وجبت»، يعني الجنة والنار، فسئل عن ذلك، فقال: «أنتم شهداء الله في الأرض»، وروي في بعض الطرق أنه قرأ لتكونوا شهداء على النّاس. ذكره ابن عطية وابن كثير.


ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.
أي قد بين الله للمسلمين ما يردون به على من ينكر عليهم تغيير القبلة وبهذا الرد لا يكون للمنكر من الناس -وهم كل من أنكر أو استهزأ سواء من اليهود أو من كفار العرب أو من غيرهم- حجة يحتج بها إلا أن يظلم بأن يحتج بعدما ظهرت له الحجة الواضحة، وهذه حجة باطلة
وقيل أن المراد بالناس هنا اليهود وعليه يكون المعنى بأن لا يكون لهم حجة لأنهم يجدون أن قبلة نبي آخر الزمان هي الكعبة، أو لا تكون لهم حجة بأن المسلمين يوافقونهم في التوجه لبيت المقدس وقد استظهر هذا القول ابن كثير.
وأياً كانت الأقوال التي قيلت على تحويل القبلة فإن الله قد بين أن هذا مراد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بين أنه الحق من الله وهذا يقطع أي قول ولذلك تحول المسلمون من بيت المقدس إلى الكعبة طاعة لأمر الله وانقياداً له.


3: بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.

=قيل إن الحكمة هي تأكيد حكم النسخ حيث جاء عن ابن عباس أنه أول ما نسخ
=وقيل الحكمة أن الآية الأولى تختص بمن يرى الكعبة وأما الثانية فبمن في مكة لكنه لا يراها، وأما الثالثة فلمن هو خارج مكة وقد نقل هذا ابن كثير عن الرازي ونقل عن القرطبي الأوّل لمن هو بمكّة، والثّاني لمن هو في بقيّة الأمصار، والثّالث لمن خرج، في الأسفار، ورجّح هذا الجواب القرطبيّ»
=وقيل الحكمة ملاحظة السياق ما قبل كل آية وما بعدها وتعلقها به
- فقال: «أوّلًا»{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها}« فول وجهك شطر المسجد الحرام". فهذا الأمر جاء بعد بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يود أن تتحول للكعبة، فأجاب الله طلبه وأمره بالتحول إليها.
- وقال في الأمر الثّاني: {ومن حيث خرجت فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وإنّه للحقّ من ربّك وما اللّه بغافلٍ عمّا تعملون} فذكر أنّه الحقّ من اللّه وارتقى عن المقام الأوّل.
-وذكر في الأمر الثالث حكمة قطع حجّة المخالف من اليهود الّذين كانوا يتحجّجون باستقبال الرّسول إلى قبلتهم، أو مشركوا العرب الذين كان يكرهون توجهه لبيت المقدس.
[ذكرها ابن كثير]
=ومن الحكم أيضا:
- اختبار المؤمنين حقاً؛ بأن يعلم من يتبع الرسول ويتحول معه ومن ينقلب على عقبيه من المنافقين وغيرهم، كما قال تعالى: "لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه".
-ومنها بيان الفرق الكبير بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم في الاتباع لنبيهم وبين غيرهم حيث ورد أنهم تحولوا وهم في الصلاة لما جاءهم المنادي بتحول القبلة.
-بيان أن هذه هي القبلة الحق قال أبو العالية: لليهوديّ وجهةٌ هو مولّيها، وللنّصرانيّ وجهةٌ هو مولّيها، وهداكم أنتم أيّتها الأمّة الموقنون للقبلة التي هي القبلة. وروي عن مجاهدٍ، وعطاءٍ، والضّحّاك، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ نحو هذا.

ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.
عن ابن عمر قال:«بينا الناس يصلون الصّبح في مسجد قباء إذ جاء رجلٌ فقال: قد أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرآنٌ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها. فتوجّهوا إلى الكعبة». رواه البخاري ورواه مسلم من وجه آخر، وعند الترمذي: " أنّهم كانوا ركوعًا، فاستداروا كما هم إلى الكعبة، وهم ركوعٌ». وكذا رواه مسلمٌ
فتبين أن الصحابة سارعوا لامتثال الأمر ولم يتأخروا، وهذا برهان كبير على التسليم لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد بين الله تعالى حال من يمتثل أمره متبعا رسوله حيث قال: وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرةً إلا على الّذين هدى اللّه}
فتبين أنه كان اختبار وقد أفلح فيه الصحابة ثم وصف الله من يفلح فيه بأنه هو من هداه الله، وقد ذهب بعضهم إلى أنّ السّابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار هم الّذين صلّوا القبلتين وهم سادات الصّحابة.


ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.
الثبات على ما هم عليه لأنه الحق وهو الذي ينصره الله، ومما يعين على الثبات الصبر فبه تحصل المطالب، والصلاة لما فيها من قراءة للقرآن الذي يقوي المؤمنين على الثبات على هذا الدين، والتزام كل ما يأتي فيه من الأوامر والنواهي.
وقيل متعلقها فعل الطاعات وترك المعاصي وأن الصبر والصلاة من أكبر الأسباب المعينة على ذلك.

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن لهديه تجرد، والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 ذو القعدة 1438هـ/11-08-2017م, 09:31 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

[COLOR="Blue"]المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) }.
يقول تعالى بعد ذكر آيات الصبر فإنه ينتقل للحديث عن السعي بين الصفا والمروة هذه الشعائر التي سنها لنا قدوة الصابرين أمنا هاجر عليها السلام، فيقول تعالى :(إن الصفا والمروة من شعائر الله) أي إن السعي بين الصفا والمروة (وهما جبلان بجوار الكعبة، ومعنى الصفا: الحجارة الصلبة، والمروة: الحجارة اللينة) من شعائر الله، أي: من معالم التعبد التي يشرع عندها منسك معين، (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) وليس المراد رفع الكراهة أو التحريم عن ذلك، وإنما أتت بتلك الصيغة لأن قوما من العرب كانوا لا يستحسنون السعي بينهما، فرفع الله عنهم الحرج، وأخبرهم أن لا إثم ولا حرج بالسعي بينهما، بل إنه يشرع كما أكدت على ذلك السنة، (ومن تطوع خيرا) والتطوع: الزيادة وفعل أمر فوق الواجب، فإما أن يكون المراد: أن من زاد على الواجب فلا بأس بذلك وأنه ينال شكر الله، أو أنها عامة في تطوع الخير وطلبه في جميع الأوجه، وهذا ما لا يتعارض مع مقصود الآية بل يندرج تحتها، ثم يبين الله أن من يتطوع (فإن الله شاكر عليم) أي: مجاز للعمل بالثواب عليه، عليم به فلا يبخس أحدا حقه.

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسفهاء وموقفهم من تحويل القبلة في قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}.
المراد بالسفهاء:
قيل: كفار مكة. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
وموقفهم من ذلك: أنهم قالوا ما عاد إلى قبلتنا إلا لعلمه بوجود الحق لدينا فهو عائد إلى ديننا. ذكره ابن عطية
وقيل: اليهود، وخصص مجاهد الأحبار منهم. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
وموقفهم من ذلك: أنهم جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد ما ولاك عن قبلتنا؟ ارجع إليها ونؤمن بك، يريدون فتنته، وقالها بعضهم استهزاء كقولهم: يا محمد إن كانت قبلتك الأولى حقا فأنت الآن على باطل، وإن كانت الثانية حقا فأنت سابقا على ضلال. ذكره ابن كثير
وقيل: المنافقون. قاله السدي وذكره ابن عطية وابن كثير
وموقفهم من ذلك: الاستهزاء والسخرية، حيث قالوا: اشتاق الرجل إلى وطنه. ذكره ابن عطية
وموقف الجميع بشكل عام هو استنكار تحويل القبلة، فقد كانوا يستنكرون تحولها تارة لبيت المقدس وتارة للبيت الحرام.
ورجح ابن كثير أن الآية عامة في هؤلاء كلهم.

ب: معنى قوله تعالى: {إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} الآية.
أي: لم يحول الله القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة إلا اختبارا للناس ليعلم الله من يتبع الرسول حقا ممن يرتد ويجحد ويكفر. ذكره ابن كثير
وفصل ابن عطية في المقصودين بذلك فقال: إما المراد أن الله لم يحول القبلة إلا امتحانا لمشركي العرب الذين ألفوا الصلاة للبيت المحرم، فصرف القبلة إليها اختبارا لهم ليعلم من يتبع الرسول حقا ممن ينقلب على عقبيه فيصر على كفره وجحوده، أو أن المراد أن القبلة كانت في السابق لبيت المقدس وذلك لأن اليهود قالوا لرسول الله أن بيت المقدس هو قبلة الأنبياء فترك الله القبلة إليه اختبارا لهم هل يتبعون النبي أم سينقلبون على أعقابهم بالجحود والإنكار. حاصل ما نقله ابن عطية عن قتادة والسدي وعطاء
وعبر عن ذلك بالانقلاب على العقب كناية عن المرتد الراجع عما كان فيه من إيمان ، والرجوع على العقب أسوأ حالات الراجع في مشيه عن وجهته، فلذلك شبه المرتد في الدين به، وظاهر التشبيه أنه بالمتقهقر، وهي مشية الحيوان الفازع من شيء قد قرب منه، ويحتمل أن يكون هذا التشبيه بالذي رد ظهره ومشى أدراجه فإنه عند انقلابه إنما ينقلب على عقبيه. ذكره ابن عطية
وإن كان المقصود: ما معنى: {إلّا لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه}, واللّه عزّ وجلّ قد علم ما يكون قبل كونه؟
فالجواب في ذلك: أن اللّه يعلم من يتبع الرسول ممن لا يتبعه من قبل وقوعه , وذلك العلم لا تجب به مجازاة في ثواب ولا عقاب , ولكن المعنى: ليعلم ذلك منهم شهادة , فيقع عليهم بذلك العلم : اسم مطيعين , واسم عاصين، فيجب ثوابهم على قدر عملهم. ذكره ابن كثير


3: بيّن ما يلي:
أ: المخاطب في الآية، ومعنى الذكر في قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم}.
المخاطب: قيل: كفار قريش. ذكره الزجاج، وقيل: أمة محمد. ذكره ابن عطية وابن كثير
ومعنى الذكر في الآية: قيل: ذكر الله بالشكر والإخلاص والتوحيد والتصديق بنبوة محمد. ذكره الزجاج
وقيل: اذكروني بالطاعة أذكركم بالثواب والمغفرة. قاله سعيد بن جبير وذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل: اذكروني بالدعاء والتسبيح ونحوه. قاله الربيع والسدي وذكره ابن عطية
وقيل: اذكروني، فيما افترضت عليكم أذكركم فيما أوجبت لكم على نفسي. قاله الحسن البصري وذكره ابن كثير
وقيل: اذكروني عند كل أموركم فيحملكم خوفي على الطاعة فأذكركم حينئذ بالثواب. قال به ابن عطية، واستشهد بحديث: إن الله تعالى يقول: «ابن آدم اذكرني في الرخاء أذكرك في الشدة»، وبحديث: إن الله تعالى يقول: «وإذ ذكرني عبدي في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم».
والحق أن الأقوال لا تتعارض وكلها صحيح في حقيقته، وقد تجتمع كلها في تفسير المعنى المراد في الآية.


ب: المراد بالإيمان وفائدة التعبير عنه بوصف الإيمان في قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}.
المراد: تصديقكم بأمر تلك القبلة، وقيل: صلاتكم. ذكره ابن عطية
وفائدة التعبير عنها بذلك: أنها لما كانت صادرة عن الإيمان والتصديق في وقت بيت المقدس وفي وقت التحويل، ولما كان الإيمان قطبا عليه تدور الأعمال وكان ثابتا في حال التوجه هنا وهنا ذكره، إذ هو الأصل الذي به يرجع في الصلاة وغيرها إلى الأمر والنهي، ولئلا تندرج في اسم الصلاة صلاة المنافقين إلى بيت المقدس فذكر المعنى الذي هو ملاك الأمر. ذكره ابن عطية


ج: معنى الصبر، وأنواعه، وفضله.

قيل في معنى الصبر: الثبات على الأمر وإن ناله فيه مكروه. ذكره الزجاج، وقيل: اعتراف العبد لله بما أصاب منه، واحتسابه عند اللّه رجاء ثوابه. قاله سعيد بن جبير وذكره ابن كثير
أما أنواعه: فنوعان: الصبر على الطاعات، والصبر عن المحرمات. ذكره ابن كثير
أما فضله:
1- نيل معية الله، قال تعالى: (إن الله مع الصابرين).
2-نيل الخير الوارد في الحديث: «عجبًا للمؤمن. لا يقضي اللّه له قضاءً إلّا كان خيرًا له: إن أصابته سرّاء، فشكر، كان خيرًا له؛ وإن أصابته ضرّاء فصبر كان خيرًا له».
3- الاستعانة به على المصائب.
4- نيل الأجر بلا حساب يوم القيامة، قال تعالى: {إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حسابٍ}.
5- نيل البشارة الإلهية في قوله تعالى :(وبشر الصابرين).
6- نيل رحمة الله (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة).
7- نيل صلاة الله (أولئك عليهم صلوات من ربهم).
8- وصفهم بالهداية في قوله :(وأؤلئك هم المهتدون).
حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 ذو القعدة 1438هـ/12-08-2017م, 03:54 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.

الوِجهة فِعلة من المواجهة كالقبلة ، والمعنى لكل صاحب ملة وجهة هو موليها نفسه ، فلليهودي وجهة وللنصراني وجهة وللمسلم وجهة هداه الله إليها وهي القبلة ، وهذا خلاصة ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير وروي هذا القول عن ابن عباس ، وقيل : أن الضمير عائد على الله سبحانه وتعالى فهو يولي أهل كل ملة القبلة التي يريد اتبعها من اتبعها وتركها من تركها ، فالصلاة إلى الشام ثم الصلاة إلى الكعبة لكل واحدة منهما وجهة الله موليها إياهم وهذا خلاصة ماذكره الزجاج وابن عطية ، ثم أمرهم سبحانه باستباق الخيرات والمبادرة بالطاعة لكل وجهة ولاهم إياها ، فلا يعترضوا فيما أمرهم من هذه وهذه، فإنما عليهم الطاعة في الجميع .
ثم وعظهم بذكر الحشر موعظة تتضمن وعيدا وتحذيرا ، فهم راجعون إليه ومُجازون بأعمالهم ، وقوله: يأت بكم اللّه جميعاً يعني به البعث من القبور، ثم اتصف الله تعالى بالقدرة على كل شيء مقدور عليه لتناسب الصفة مع ما ذكر من الإتيان بهم ، ذكره ابن عطية .

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.

القول الأول : شهادة المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على الأمم المكذبين يوم القيامة بصدق أنبيائهم وتبليغهم لهم ، و أنهم كذبوهم ،ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير ، ويشهد النبي عليه الصلاة والسلام لهذه الأمة بصدقها ، ذكره الزجاج ، والدليل على هذا القول مارواه أبو سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يجيء النّبيّ يوم القيامة ومعه الرّجل والنّبيّ ومعه الرّجلان وأكثر من ذلك فيدعى قومه، فيقال لهم : هل بلّغكم هذا؟ فيقولون: لا. فيقال له: هل بلّغت قومك؟ فيقول: نعم. فيقال له من يشهد لك؟ فيقول: محمّدٌ وأمّته فيدعى بمحمّدٍ وأمّته، فيقال لهم: هل بلّغ هذا قومه؟ فيقولون: نعم. فيقال: وما علمكم؟ فيقولون: جاءنا نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبرنا أنّ الرّسل قد بلّغوا فذلك قوله عزّ وجلّ:{وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا}» قال: «عدلًا{لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدًا}».
القول الثاني : الحجة على سائر المخالفين لهم ، ويكون الرسول محتجاً عليهم ، ومبيناً لهم ، ذكره الزجاج .
القول الثالث : الثناء الحسن والثناء السيء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على من يموت منهم شهادة . والدليل على هذا مارواه الإمام أحمد عن أبي الأسود أنّه قال: أتيت المدينة فوافقتها، وقد وقع بها مرضٌ، فهم يموتون موتًا ذريعاً، فجلست إلى عمر بن الخطّاب، فمرّت به جنازةٌ، فأثني على صاحبها خيرٌ فقال: (وجبت وجبت) ثمّ مرّ بأخرى فأثني عليها شرٌّ، فقال عمر: (وجبت وجبت) فقال أبو الأسود: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أيّما مسلمٍ شهد له أربعةٌ بخيرٍ أدخله اللّه الجنّة». قال: فقلنا. وثلاثةٌ؟ قال: «وثلاثةٌ». قال، فقلنا: واثنان؟ قال: «واثنان» ثمّ لم نسأله عن الواحد.

وخلاصة القول أنها شهادتان ، شهادة من أمته صلى الله عليه وسلم ، و شهادة منه عليه الصلاة والسلام ، والقول الأول أقرب لأمور ذكرها الزجاج : 1- للأحاديث الصحيحة الواردة في تفسير الآية .
2- ولأنه أشبه بقوله:(وسطاً) .
3- ولأن النبيّ صلى الله عليه وسلم يحتج على المسلمين ، وغيرهم .
أما القول الثالث فلا يتعارض مع القول الأول ودلت عليه الأدلة الصحيحة فيمكن اعتضادها بهذه الآية .
وقيل في معنى شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم إضافةً لما ذكر سابقا من الشهادة بصدق أمته ، ومن الحجة على أمته :
- يشهد على أمته بأعمالهم يوم القيامة .
- وقيل: عليكم بمعنى لكم أي يشهد لكم بالإيمان .
- وقيل: أي يشهد عليكم بالتبليغ إليكم ، وهذه الثلاثة ذكرها ابن عطية .

ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.
قيل في المراد بالناس قولين :
الأول : أنهم أهل الكتاب : فيكون المعنى علمهم من صفة هذه الأمّة التّوجّه إلى الكعبة، فإذا فقدوا ذلك من صفتها ربّما احتجّوا بها على المسلمين ، أو لئلّا يحتجّوا بموافقة المسلمين إيّاهم في التّوجّه إلى بيت المقدس ، ورجحه ابن كثير .
الثاني : أنهم مشركو العرب : والحجة قولهم سيرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا .
والمعنى الإجمالي للآية : أي قد عرّفكم اللّه أمر الاحتجاج في القبلة مما قد بيّنه لكم فلا حجة لأحد عليكم إلا الظلم والحجج الداحضة للذين ظلموا، يعني اليهود وغيرهم من المشركين والمنافقين الذين تكلموا في النازلة استهزاءاً ، فقال بعضهم تحير محمد في دينه، و قال غيرهم إن كان توجّهه إلى بيت المقدس على ملّة إبراهيم، فلم رجع عنه ، وهو يزعم أنه على ملة إبراهيم ؟ إلى غير ذلك من الحجج الداحضة ، وسماها الله تعالى حجة وحكم بفسادها حين كانت من ظلمة .

3: بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.

قيل فيه عدة أمور منها :
1- أنه تأكيدٌ من الله تعالى، لأن موقع التحويل كان صعبا في نفوسهم جدا فأكد الأمر ليرى الناس التهمّم به فيخفّ عليهم وتسكن نفوسهم إليه ، ذكره ابن عطية .
2- تأكيدٌ لأنّه أوّل ناسخٍ وقع في الإسلام .
3- أنه منزّلٌ على أحوال، فالأمر الأوّل لمن هو مشاهدٌ للكعبة، والثّاني لمن هو في مكّة غائبًا عنها، والثّالث لمن هو في بقيّة البلدان، هكذا وجّهه فخر الدّين الرّازيّ ، ورجحه القرطبي ونقله عنهما ابن كثير .
4- أن التكرار متعلق بما قبله أو بعده من السّياق ، ففي الأمر الاول ذكر إجابته إلى طلبته وأمره بالقبلة التي كان يودّ التّوجّه إليها ويرضاها ، وفي الثاني ارتقى عن المقام الأول و ذكر أنّه الحقّ من اللّه أيضا وأنه يحبه ويرتضيه ، وفي الثالث قطع حجّة المخالف من اليهود الّذين كانوا يتحجّجون باستقبال الرّسول إلى قبلتهم، وقد كانوا يعلمون بما في كتبهم أنّه سيصرف إلى قبلة إبراهيم، عليه السّلام ، وكذلك مشركو العرب انقطعت حجّتهم لمّا صرف الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم عن قبلة اليهود إلى قبلة إبراهيم التي هي أشرف، وقد كانوا يعظّمون الكعبة وأعجبهم استقبال الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم لها .

ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.
فضلهم عظيم في اليقين والتصديق وسرعة الاستجابة في التوجه إلى الكعبة بلا شك ولا ريب ، روى البخاري عن ابن عمر قال:( بينا الناس يصلون الصّبح في مسجد قباء إذ جاء رجلٌ فقال: قد أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرآنٌ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها. فتوجّهوا إلى الكعبة) وعند مسلم : ( أنّهم كانوا ركوعًا، فاستداروا كما هم إلى الكعبة، وهم ركوعٌ ) .
وروى النّسائيّ عن أبي سعيد بن المعلى قال: ( كنّا نغدو إلى المسجد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فنمرّ على المسجد فنصلّي فيه، فمررنا يومًا -ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قاعدٌ على المنبر-» فقلت:« لقد حدث أمرٌ، فجلست، فقرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية: {قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها} حتّى فرغ من الآية». فقلت لصاحبي: «تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فنكون أوّل من صلّى، فتوارينا فصلّيناهما. ثمّ نزل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فصلّى للنّاس الظّهر يومئذٍ ) .

ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.
1- الصبر : وهو الثبات على ماهم عليه .
2- والصلاة : أنكهم إذا صلوا , تلوا في صلاتهم ما يعرفون به فضل نعم الله عليهم ، فكان ذلك عوناً لهم .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 ذو القعدة 1438هـ/12-08-2017م, 11:24 PM
هدى مخاشن هدى مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 240
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّرقول الله تعالى:
{وَلِكُلٍّوِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَاتَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّشَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}
يقول الله عزّ وجل أن لكلّ أهل ملّةٍ قبلةٌ هو مستقبلها ومولٍّ وجهه إليها، ويصح أن يكون المعنى أنّ لكلّ ناحيةٍ وجّهك إليها ربّك يا محمّد قبلة اللّه عزّ وجلّ مولّيها عباده فعليكم المبادرة والمسارعة في فعل الطاعات والصالحات عامة فحيث ما تكونوا في بقاع الأرض وحيث ما كانت قبلتكم مسلمين، يهود، نصارى، فإن الله سيجيء بكم يوم القيامة فإن ذلك لا يعجزه وهو على كل شيء قدير.
2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداءعلى الناس}.
وردت ثلاث أقوال في المراد بالشهادة/
- أن تشهد أمة محمد صلى الله عليه وسلم على الأمم السابقة المكذبة لأنبياءها بأن رسلهم قد بلغوا الأمانة. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
الدليل/عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم) يدعى نوحٌ يوم القيامة فيقال له: هل بلّغت؟ فيقول: نعم. فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذيرٍ وما أتانا من أحدٍ، فيقال لنوحٍ: من يشهد لك؟ فيقول: محمّدٌ وأمّته قال: فذلك قوله: {وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا})
قال (الوسط: العدل، فتدعون، فتشهدون له بالبلاغ، ثمّ أشهد عليكم)رواه الإمام أحمد ورواه البخاريّ والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجه من طرقٍ عن الأعمش، به .
- أن تشهد أمة محمد صلى الله عليه وسلم على سائر من خالفهم كاليهود والنصارى والمجوس الذين كذبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم أو من الأمم السابقة التي خالفت أنبياءها. ذكره الزجاج وابن عطية
- أن يشهد بعضكم على بعض بعد الموت. ذكره ابن عطية وابن كثير.
الدليل/ حينما مرت جنازة فأثنى عليها الصحابة خيرا ومرت أخرى فأثني عليها شرا فقال عليه السلام (أنتم شهداء الله في الأرض)، وروي في بعض الطرق أنه قرأ لتكونوا شهداء على النّاس.
ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.
المعنى الإجمالي للآية:
أن الله عرفهم القبلة لئلا يكون للناس عليكم حجة، إلا من ظلم باحتجاجه فيما قد وضح له، فلا يكون لأحد حجة أو عذر عليكم إلا الحجة الداحضة التي ليست هي بحجة حقيقة فالله عز وجل بيّن لهم سبب تحويل القبلة حتى لا يكون للذين ظلموا عذر كقولهم تحير محمد في دينه أو قولهم استهزاء أو رجع لقبلتنا وسيرجع لديننا أو غيرها فليس لأحد عليكم حجة إلا تلك الحجج الداحضة التي ليست بحجة أصلا.
واختلف في المراد بالناس وكذلك في المراد بالذين ظلموا/
فقيل المراد بالناس:
- اليهود من غير كفار العرب باعتبار أن الاستثناء هنا منقطع وهذا ضعيف لقوله (منهم) قاله القاضي أبو محمد ذكره ابن عطية
- أهل الكتابفإنّهم يعلمون من صفة هذه الأمّة التّوجّه إلى الكعبة، فإذا فقدوا ذلك من صفتها ربّما احتجّوا بها على المسلمين أو لئلّا يحتجّوا بموافقة المسلمين إيّاهم في التّوجّه إلى بيت المقدس. وهذا أظهر ذكره ابن كثير.
- أو لليهود وسائر العرب وغيرهم باعتبار أن الاستثناء هنا متصل ولفظة الناس عامة فتشمل كل من تكلم في النازلة. ذكره ابن عطية
وقيل المراد بالذين ظلموا:
- اليهود وغيرهم ممن تكلم. ذكره ابن عطية
- مشركو العرب من قريش. ذكره ابن كثير
فتكون حججهم على النحو التالي:
- حجة اليهود في قولهم ما ولّاهم استهزاء، وفي قولهم: تحير محمد في دينه، وغير ذلك من الأقوال التي لم تنبعث إلا من عابد وثن أو من يهودي أو من منافق.
- حجة مشركي العرب رجع محمد إلى قبلتنا وسيرجع إلى ديننا كله، ويدخل في ذلك كل من تكلم في النازلة من غير اليهود.
- أهل الكتاب بقولهم اشتاق الرّجل إلى بيت أبيه ودين قومه وحجتهم حين كان يصلي لبيت المقدس أنهم هم من هدوه لوجهته وأنه يخالف دينهم ويتبع قبلتهم.
وسمى الله تعالى تلك حجة وحكم بفسادها حين كانت من ظلمة وفعل النبي صلى الله عليه وسلم ابتداءً وانتهاءً هو انصياع لأوامر إلهية لا يتبع في ذلك أحد ولا نفس ولا شهوة فليس لأحد حجة عليه.
3: بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.
1- تأكيد من الله تعالى؛ لأن أمر التحول كان فيه صعوبة على النفس لأنّه أوّل ناسخٍ وقع في الإسلام على ما نصّ عليه ابن عبّاسٍ وغيره فأكد الأمر ليرى الناس التهمم به فيخف عليهم وتسكن نفوسهم إليه.
2- تكرر الأمر لأن المقصود بالمخاطب الأول يختلف عن المقصود بالمخاطب الثاني فالأمر للأوّللمن هو مشاهدٌ الكعبة،والثّانيلمن هو في مكّة غائبًا عنها،والثّالثلمن هو في بقيّة البلدان، قاله فخر الدّين الرّازيّ.، وقال القرطبيّ:الأوّل لمن هو بمكّة، والثّاني لمن هو في بقيّة الأمصار، والثّالث لمن خرج، في الأسفار، ورجّح هذا الجواب القرطبيّ،
3- لتعلّقه بما قبله أو بعده من السّياق،
- فقال: أوّلًا{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها} إلى قوله: {وإنّ الّذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنّه الحقّ من ربّهم وما اللّه بغافلٍ عمّا يعملون}فذكر في هذا المقام إجابته إلى طلبته وأمره بالقبلة التي كان يودّ التّوجّه إليها ويرضاها؛
- وقال في الأمر الثّاني: {ومن حيث خرجت فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وإنّه للحقّ من ربّك وما اللّه بغافلٍ عمّا تعملون}فذكر أنّه الحقّ من اللّه وارتقى عن المقام الأوّل، حيث كان موافقًا لرضا الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم فبيّن أنّه الحقّ أيضًا من اللّه يحبّه ويرتضيه،
- وذكر في الأمر الثّالث حكمة قطع حجّة المخالف من اليهود الّذين كانوا يتحجّجون باستقبال الرّسول إلى قبلتهم، وقد كانوا يعلمون بما في كتبهم أنّه سيصرف إلى قبلة إبراهيم، عليه السّلام، إلى الكعبة، وكذلك مشركو العرب انقطعت حجّتهم لمّا صرف الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم عن قبلة اليهود إلى قبلة إبراهيم التي هي أشرف، وقد كانوا يعظّمون الكعبة وأعجبهم استقبال الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم إليها.
ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.
1- سرعة استجابتهم لأوامر الله سبحانه وتعالى/ عن البراء:أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى قبل بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه قبلته قبل البيت وأنّه صلّى صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممّن كان يصلّي معه، فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون، فقال: أشهد باللّه لقد صلّيت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت.
2- قوة إيمانهم بالغيب/ عن إبراهيم بن جعفرٍ، حدّثني أبي، عن جدّته أمّ أبيه نويلة بنت مسلمٍ، قالت: صلّينا الظّهر -أو العصر -في مسجد بني حارثة، فاستقبلنا مسجد إيلياء فصلّينا ركعتين، ثمّ جاء من يحدّثنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد استقبل البيت الحرام، فتحوّل النساء مكان الرّجال، والرجال مكان النّساء، فصلّينا السّجدتين الباقيتين، ونحن مستقبلون البيت الحرام. فحدّثني رجلٌ من بني حارثة أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: أولئك رجالٌ يؤمنون بالغيب رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه
3- مسابقتهم في الخيرات والحرص على ذلك/ عن أبي سعيد بن المعلى قال:كنّا نغدو إلى المسجد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فنمرّ على المسجد فنصلّي فيه، فمررنا يومًا -ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قاعدٌ على المنبر- فقلت: لقد حدث أمرٌ، فجلست، فقرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية: {قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها}حتّى فرغ من الآية». فقلت لصاحبي: «تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فنكون أوّل من صلّى، فتوارينا فصلّيناهما. ثمّ نزل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فصلّى للنّاس الظّهر يومئذٍ».

ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.
- تردعان عن المعاصي.
- عون للعبد فيما يلقاه حيث يقرأ في الصلاة ما يذكره ويثبته.
- تعطي قوة على تحمل المصائب، حيث (كان النبي صلى الله عليه إذا حزبه أمر صلى)
- أنّ الصابر موعود بالجنة، قال عليّ بن الحسين زين العابدين: إذا جمع اللّه الأوّلين والآخرين ينادي منادٍ: أين الصّابرون ليدخلوا الجنّة قبل الحساب؟ قال: فيقوم عنق من النّاس، فتتلقّاهم الملائكة، فيقولون: إلى أين يا بني آدم؟ فيقولون: إلى الجنّة. فيقولون: وقبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا: ومن أنتم؟ قالوا: الصّابرون، قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا على طاعة اللّه، وصبرنا عن معصية اللّه، حتّى توفّانا اللّه. قالوا: أنتم كما قلتم، ادخلوا الجنّة، فنعم أجر العاملين

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 ذو القعدة 1438هـ/13-08-2017م, 12:54 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: فسّر قول الله تعالى:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} البقرة.

سبب النزول:
عن ابن عباس قال: كان أوّل ما نسخ من القرآن القبلة، وذلك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا هاجر إلى المدينة، وكان أكثر أهلها اليهود، فأمره اللّه أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بضعة عشر شهرًا، وكان يحبّ قبلة إبراهيم فكان يدعو إلى اللّه وينظر إلى السّماء، فأنزل اللّه:
{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء} إلى قوله: {فولّوا وجوهكم شطره}
فارتاب من ذلك اليهود،
وقالوا{ما ولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}
وقال: {فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه}
وقال اللّه تعالى:{وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه} ذكره ابن كثير
وعن البراء: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى قبل بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه قبلته قبل البيت وأنّه صلّى صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممّن كان يصلّي معه، فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون، فقال: أشهد باللّه لقد صلّيت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت.
وقد اختلفت الروايا في أول صلاة صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة فقيل صلاة الظهر وقيل صلاة العصر، وقيل فرضت وهو في صلاة وقيل بل فرضت ثم صلى، والله أعلم

التفسير:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ}
المقصد تقلب البصر، وذكر الوجه لأنه أعم وأشرف، وهو المستعمل في طلب الرغائب، تقول: بذلت وجهي في كذا، وأيضا فالوجه يتقلب بتقلب البصر.
ومعنى التقلب نحو السماء أن السماء جهة قد تعود العالم منها الرحمة كالمطر والأنوار والوحي فهم يجعلون رغبتهم حيث توالت النعم،

{فلنولّينّك قبلة ترضاها}
كل ما أمر به الأنبياء فهم عنه راضون لذلك قال المفسرون أن معنى ترضاها:
تحبها وتقر بها عينك
- لقول اليهود ما علم محمد دينه حتى اتبعنا.
- وليصيب قبلة إبراهيم عليه السلام.
- ولأنها كانت عنده ادعى لقومه إلى الإيمان.

{فولّ وجهك شطر المسجد الحرام}
شطر: نحو وتلقاء، أمر أن يستقبل - وهو بالمدينة - مكة، والبيت الحرام.

{وحيثما كنتم فولّوا وجوهكم شطره}
أمر تعالى الأمة باستقبال الكعبة من جميع جهات الأرض، شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، ولا يستثنى من هذا شيء، سوى النّافلة في حال السفر، وكذا في حال المسايفة في القتال يصلّي على كلّ حالٍ، وكذا من جهل جهة القبلة يصلّي باجتهاده، وإن كان مخطئًا في نفس الأمر، لأنّ اللّه تعالى لا يكلّف نفسًا إلّا وسعها.

{وإنّ الّذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنّه الحقّ من ربّهم}
قيل المراد بالذين أوتوا الكتاب هنا اليهود وقيل اليهود والنصارى
والمعنى أنهم يعلمون أن الكعبة هي قبلة إبراهيم إمام الأمم، وأن استقبالها هو الحق الواجب على الجميع اتباعا لمحمد صلى الله عليه وسلم الذي يجدونه في كتبهم.

{وما اللّه بغافلٍ عمّا يعملون}

تهديد من الله سبحانه وتعالى لهم لأنهم كتموا ما علموه من أمر القبلة وغيرها حسدا وكفرا وعنادا
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي{عما تعملون} بتاء على المخاطبة، إما على إرادة أهل الكتاب أو أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى الوجهين فهو إعلام بأن الله تعالى لا يهمل أعمال العباد ولا يغفل عنها، وضمنه الوعيد.

أحكام فقهية
استخلص الفقهاء من هذه الآية بعض الأحكام الفقهية مثل:
- هل المراد إصابة عين الكعبة أو جهتها من قوله { فولّ وجهك شطر المسجد الحرام}
- أين ينظر المصلي في صلاته، فاستدل بعضهم بقوله تعالى: { فولّ وجهك شطر المسجد الحرام} على أن المصلي ينظر أمامه وقال آخرون بل ينظر مكان سجوده وقيل غير ذلك.

حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، في هذه الآية مسألتين:
الأولى / معنى القبلة هنا وما يترتب على المعنى من اختلاف في تفسير الآية
الثانية / معنى قوله تعالى { لنعلم }
ولعل المقصود بالسؤال هنا هي المسألة الأولى حيث أن المسألة الثانية لم يتعرض لها إلا ابن عطية وهو غير مأمون في جانب الأسماء والصفات عفا الله عنا وعنه، والله أعلم
وفيها يلي تحرير للمسألة الأولى بعون الله تعالى وهي ((معنى القبلة هنا ))
القول الأول: أن القبلة هنا هي بيت المقدس، قاله قتادة والسدي وعطاء وذكره ابن عطية.
فيحتمل في هذه الحالة معنيين :
الأول:
لم نجعلها حين أمرناك بها أولا إلا فتنة لنعلم من يتبعك:
- من العرب الذين إنما يألفون مسجد مكة.
- أو من اليهود على ما قال الضحاك من أن الأحبار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن بيت المقدس هو قبلة الأنبياء، فإن صليت إليه اتبعناك، فأمره الله بالصلاة إليه امتحانا لهم فلم يؤمنوا. ذكره ابن عطية
الثاني:
وما جعلنا صرف القبلة التي كنت عليها وتحويلها، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. ذكره ابن عطية و هو مقارب لما فهمته من كلام ابن كثير ولم يذكر غيره

القول الثاني:
أن القبلة في الآية الكعبة، وكنت بمعنى أنت قاله ابن عباس وذكره ابن عطية.
قال تعالى: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس} [آل عمران: 110] بمعنى أنتم.
فيكون المعنى:
وما جعلناها وصرفناك إليها إلا فتنة.
وروي في ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حول إلى الكعبة أكثر في ذلك اليهود والمنافقون وارتاب بعض المؤمنين حتى نزلت الآية، وقال ابن جريج: بلغني أن ناسا ممن كان أسلم رجعوا عن الإسلام، ذكره ابن عطية.

ب: هل كانت الصلاة إلى بيت المقدس بوحي متلوّ؟

فيه أقوال:
الأول: أنها بوحي من القرآن
عن ابن عباس قال: أول ما نسخ من القرآن القبلة، ذكره ابن عطية وابن كثير.
الثاني: أنه بوحي غير متلو
قال الجمهور: بل كان أمر قبلة بيت المقدس بوحي غير متلو، ذكره ابن عطية وابن كثير.
الثالث أنه باجتهاد منه صلى الله عليه وسلم
وحكاه القرطبيّ في تفسيره عن عكرمة وأبي العالية والحسن البصريّ، وذكره ابن كثير

ومما يروى في هذا الباب وقد يكون له دلالة على القول الثاني:
عن إبراهيم بن إسحاق أنه قال: أول أمر الصلاة أنها فرضت بمكة ركعتين في أول النهار وركعتين في آخره، ثم كان الإسراء ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الآخر، قبل الهجرة بسنة، ففرضت الخمس، وأمّ فيها جبريل عليه السلام، وكانت أول صلاة الظهر، وتوجه بالنبي صلى الله عليهما وسلم إلى بيت المقدس، ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في ربيع الأول، وتمادى إلى بيت المقدس إلى رجب من سنة اثنتين، وقيل إلى جمادى، وقيل إلى نصف شعبان، ذكره ابن عطية

ولم أجد ترجيحا في الكتب المقررة إلا أن هذه الآية مما يستخلص منه بعض أحكام النسخ المثبتة في كتب علوم القرآن والله أعلم

3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق "كما" في قوله تعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا} الآية.

القول الأول:
أن تكون كما متعلقة بقوله عز وجل { فاذكروني أذكركم }
أي: فاذكروني بالشكر والإخلاص كما أرسلنا فيكم. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
واستشهد ابن كثير ب:
- ما رواه زيد بن أسلم:(أنّ موسى، عليه السّلام، قال: يا ربّ، كيف أشكرك؟ قال له ربّه: تذكرني ولا تنساني، فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذا نسيتني فقد كفرتني)
- وقول الحسن البصريّ، وأبو العالية، والسّدّيّ، والرّبيع بن أنسٍ، إنّ اللّه يذكر من ذكره، ويزيد من شكره ويعذّب من كفره.
وقال الزجاج عن هذا القول بأنه الأجود.
وأورد اعتراضا عليه هو أن اذكروني لها جوابا هو أذكركم فالمعنى إن تذكروني أذكركم
وأجاب عنه بأن معنى الآية أنها خطاب لمشركي قريش فكما أنعمت عليكم بإرساله فاذكروني بتوحيدي، وتصديقه صلى الله عليه وسلم.

القول الثاني:
أن كما هنا متعلقة بقوله لأتم في الآية التي قبلها، أي لأتم نعمتي عليكم في بيان سنة إبراهيم عليه السلام كما أرسلنا فيكم رسولًا منكم إجابة لدعوته في قوله ربّنا وابعث فيهم رسولًا منهم الآية، ذكره ابن عطية وقال عنه أنه أحسن الأقوال

القول الثالث:
أنها رد على تهتدون في ختام الآية قبلها، أي اهتداء كما، ذكره ابن عطية.

الترجيح:
رجح الزجاج القول الأول ولم يذكر غيره، وابن كثير أيضا لم يذكر غيره.
ورجح ابن عطية القول الثاني.

ب: كيف كان تحويل الصلاة إلى الكعبة دليلا على عناية الله بهذه الأمة.
بعد أن كرر سبحانه وتعالى الأمر بالتوجه إلى الكعبة ثلاث مرات ختم الآية بقوله {ولأتمّ نعمتي عليكم}
والمعنى كما جاء في تفسير ابن كثير: ولأتمّ نعمتي عليكم فيما شرعت لكم من استقبال الكعبة، لتكمل لكم الشّريعة من جميع وجوهها{ولعلّكم تهتدون} أي: إلى ما ضلّت عنه الأمم هديناكم إليه، وخصصناكم به، ولهذا كانت هذه الأمّة أشرف الأمم وأفضلها.

أيضا من دلائل رحمته وعنايته سبحانه قوله: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم }
حيث جاء في تفسيرها:
- أن الله لا يضيع صلاتهم السابقة وصلاة من مات منهم
- وأن الله لا يضيع إيمانهم السابق بالقبلة الأولى وتصديق النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه ويعطيهم أجرهما جميعا
- وما كان الله ليضيع محمد صلى الله عليه وسلم وانصرافكم عنه حيث انصرف

ج: مناسبة قوله تعالى: {ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع} لما قبله.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
أمر تعالى بالاستعانة بالصبر وأخبر أنه مع الصابرين.
ثم ذكر فضل الشهداء ليقوي الصبر على فقدهم ويخفف المصيبة.
ثم ذكر هذه الأمور التي لا تتلقى إلا بالصبر ليعلم أن الدنيا دار بلاء ومحن، أي فلا تنكروا فراق الإخوان والقرابة، ثم وعد الصابرين أجرا.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 ذو القعدة 1438هـ/16-08-2017م, 07:57 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة البقرة


أحسنتم بارك الله فيكم وأنار دربكم.

المجموعة الأولى:
1: ضحى الحقيل أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

ج1:
قلتِ: "ومعنى التقلب نحو السماء أن السماء جهة قد تعود العالم منها الرحمة كالمطر والأنوار والوحي فهم يجعلون رغبتهم حيث توالت النعم".
هذا الكلام ناتج عن اعتقاد الأشاعرة ونفيهم أن يكون الله تعالى في السماء، ونفيهم علوّه تعالى على خلقه، والصحيح أن النبي صلى الله كان ينظر إلى السماء متوجّها إلى الله تعالى بالدعاء.
ج2 أ: القول بأن القبلة بيت المقدس والمراد صرفها ينسجم مع القول الثاني بأن القبلة هي الكعبة فيما يتعلّق بمعنى الابتلاء.
والعلم في هذه الآية وما يشبهها يراد به
العلم الظاهر الذي يتعلق به الثواب والعقاب والمدح والذمّ، ولعلك تراجعين كلام الزجّاج في هذه المسألة في تفسير قوله تعالى: {قد نرى تقلّب وجهك في السماء}.


المجموعة الثانية:
- بالنسبة لسؤال التفسير:
توجد أكثر من قراءة في الآية محلّ التفسير فيجب تفسير الآية بحسب كل قراءة.
والمسائل التالية بحاجة إلى بيان جيّد أثناء تفسير الآية:
- المضاف إليه "كل" المحذوف.
- المراد بالوجهة.
- مرجع الضمير "هو".
- قراءة "هو مولّاها".
- قراءة "ولكلِّ وجهةٍ هو مولّيها" بإضافة "كل" إلى "وجهة".

- قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}..
معنى الآية: قد عرّفكم الله وجه الصواب في شأن القبلة لئلا يكون للناس عليكم حجّة..
وفي المراد بالناس وبالذين ظلموا قولان:
الأول: أن "الناس" عموم في اليهود والعرب وغيرهم.

و"الذين ظلموا" هم كل من تكلّم بغير حقّ في نازلة تحويل القبلة من هؤلاء الناس.
اختار هذا القول ابن عطية والزجّاج.
والاستثناء هنا متّصل. (أي أن المستثنى من جنس المستثنى منه)

الثاني: أن "الناس" هم أهل الكتاب (وذكر ابن عطية اليهود ولا تعارض)
.
و"الذين ظلموا" هم مشركو العرب
.
وهذا قول جماعة من السلف كما ذكر ذلك ابن كثير.
وزاد ابن عطية أنه يلحق بالعرب من تكلم في هذه النازلة من غير اليهود.
والاستثناء على هذا القول منقطع. (أي أن المستثنى من غير جنس المستثنى منه)

وضعّف ابن عطية هذا القول لقوله تعالى: "منهم"، وذكره الزجّاج.

والذين يحاجّون في أمر القبلة إما أنهم يحاجّون بحقّ، كاحتجاج اليهود على صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس بأنهم يجدون نعته في التوراة أنه يستقبل الكعبة، أو احتجاج العرب بأنه إن كان متّبعا لملّة إبراهيم فالأولى أن يصلي إلى قبلته، فهؤلاء انقطعت حجّتهم بتحوّل النبي صلى الله عليه وسلم إلى القبلة.
ومنهم من يجادل بالباطل وليس غرضهم اتّباع الحقّ، فهؤلاء الظلمة لن يسلم من خصوماتهم المؤمنون، فأمر الله تعالى بعدم الالتفات إليهم.
- وقرأ ابن عباس وزيد بن علي وابن زيد: «أَلا» بفتح الهمزة وتخفيف اللام، ولها معنيان: استفتاح كلام، أو الإغراء.


2: علاء عبد الفتاح أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

3: سارة المشري ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2 أ: أدخلتِ مسألة "شهادة الرسول على الأمة" وهي غير داخلة في السؤال.
ج2 ب: راجعي الملحوظة أعلاه.
ج3 ج: متعلّق الاستعانة أي الشيء الذي يستعان على تحقيقه بالصبر والصلاة، فيدخل فيه الثبات على الدين وفعل الطاعات وترك المنكرات وتحمل المصائب.

4: هدى مخاشن ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: اختصرتِ كثيرا في سؤال التفسير.
ج2 ب: أحسنت جدا في هذا السؤال، وقد استوفيت جميع مسائله، لكن حصل الخطأ من تكرار بعض الأقوال، فاليهود من أهل الكتاب، ولابد من الربط بين المراد بالناس والمراد بالذين ظلموا في القول الواحد.
ج3 ج: راجعي التصحيح السابق.


المجموعة الثالثة:
5: نورة الأمير أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: التفصيل في بيان سبب النزول مهمّ جدا في فهم الآية، فاعتني به دوما.
ج2 ب: قد أحسنتِ فيما ذكرتيه، ولكنك اقتصرتِ في مسألة المراد بالعلم على القول الراجح، وكان يجب عرض الأقوال أولا.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 محرم 1439هـ/23-09-2017م, 10:35 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

لمجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.

- لكل جماعة وملة وجهة تتوجه إليها وقبلة تصلي إليها , هو موليها بنفسه , وإن كان الضمير ( هو ) عائد إلى الله تعالى فيكون المعنى : الله موليها إياهم , وقال آخرون بهذه الآية بأن لكل الجماعات دينا وشرعاً واحدا هو دين محمد وهو موليها إياهم ابتعها من اتبعها وتركها من تركها .
- فاستبقوا الخيرات وسارعوا في الطاعات في كل وجهة ولاكموها ولا تعترضوا فيما أمركم بين هذه وهذه , فإنما عليكم الطاعة في الجميع .
ثم وعظهم الله موعظة تتضمن وعيداً وتحذيراً , وذلك بأن اللله سبحانه قادر عليهم جميعاً لا يعجزة شيء ولا يعزب عنه مقدار ذرة .

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.

- تشهدون لمحمد صلى الله عليه وسلم بانه قد بلغ الرسالة وأدى الامانة , بلغ شرع الله لكل الناس من اليهود والمركين والنصارى .
- يشهد بعضكم على بعض بعد الموت و كما ورد في السيرة حين مرت جنازة فأثني عليها بالخير فقال وجبت ......... فقال ( أنتم شهداء الله في الأرض ) .
- لتكونوا شهداء على الأمم لأن الجميع معترفون لكم بالفضل .
- تشهدون للأنبياء الذين قبل سيدنا محمد بأنهم قد بلغوا ما أمرهم الله به من الدعوة إلى الله كما قال التبي صلى الله عليه وسلم ( يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجلان واكثر من ذلك فيدعى قومه , فيقال : هل بلغكم هذا ؟ فيقولون لا , فيقال هل بلغت قومك , فيقول نعم , فيقال له من يشهد لك ؟ فيقول محمد وامته ...... )

ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.
- قرر الله سبحانه أن تكون قبلة المسلمين هي الكعبة وهذ الأمر موجود في كتب أهل الكتاب من قبلهم , فلو لم يتم هذا الأمر لأصبح أهل الكتاب يجادلون المؤمنين وتكون لهم حجة عليهم .
- وإن كان المقصود بالناس هم كافر قريش يصبح معنى الذين ظلموا في حجتهم أن قالوا : فإن كان توجهه إلى بيت المقدس على ملة غبراهيم فلم رجع عنه , وحجتهم هذه داحضة : لأن النبي صلى الله عليه وسلم متبع لأمر ربه في كل أحواله , فعندما امره بالتوجه إلى بيت المقدس توجه ولما أمره بالتوجه إلى الكعبة توجه .

3: بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.

الوجه الاول : للتأكيد لأنه أول ناسخ وقع في الإسلام .
الوجه الثاني الأمر منزل على احوال فالأول لمن هو مشاهد للكعبة , والثاني لمن هو في مكة وهو غائب عنها والثالث لمن هو بقية بقاع الأرض , وهذا قول الرازي . وأما قول القرطبي فالأول لمن هو بمكة والثاني : لمن هو بقية الأمصار , الثالث لمن خرج في الأسفار .
الوجه الثالث : إنما هو لتعلقه بما قبل وما بعده من سياق الآيات
فذكر في الآية الأولى : إجابة الله تعالى لطلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أمر القبلة التوجه إلى الكعبة التي كان يحبها ويرضاها ز
الآية الثانية : فذكر أنه الحق من الله وارتقاءه عن المقام الأول .
الآية الثالثة : حكمة قطع حجة المخالف من اليهود وغيرهم

ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.
- شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان التام لأنهم لم يتلكؤوا في السمع والطاعة وإنما بمجرد معرفتهم بالأمر التزموا به , فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ابن مردويه عن رجل من بني الحارثة ( أولئك رجال يؤمنون بالغيب )
- شهد لهم الله تعالى بالهداية ( وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله )

ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.
استعينوا على الطاعات
استعينوا على ترك المحرمات
استعينوا على المصائب في مواجهتها

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 جمادى الأولى 1439هـ/20-01-2018م, 02:54 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
لمجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.

- لكل جماعة وملة وجهة تتوجه إليها وقبلة تصلي إليها , هو موليها بنفسه , وإن كان الضمير ( هو ) عائد إلى الله تعالى فيكون المعنى : الله موليها إياهم , وقال آخرون بهذه الآية بأن لكل الجماعات دينا وشرعاً واحدا هو دين محمد وهو موليها إياهم ابتعها من اتبعها وتركها من تركها .
- فاستبقوا الخيرات وسارعوا في الطاعات في كل وجهة ولاكموها ولا تعترضوا فيما أمركم بين هذه وهذه , فإنما عليكم الطاعة في الجميع .
ثم وعظهم الله موعظة تتضمن وعيداً وتحذيراً , وذلك بأن اللله سبحانه قادر عليهم جميعاً لا يعجزة شيء ولا يعزب عنه مقدار ذرة .

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.

- تشهدون لمحمد صلى الله عليه وسلم بانه قد بلغ الرسالة وأدى الامانة , بلغ شرع الله لكل الناس من اليهود والمركين والنصارى .
- يشهد بعضكم على بعض بعد الموت و كما ورد في السيرة حين مرت جنازة فأثني عليها بالخير فقال وجبت ......... فقال ( أنتم شهداء الله في الأرض ) .
- لتكونوا شهداء على الأمم لأن الجميع معترفون لكم بالفضل .
- تشهدون للأنبياء الذين قبل سيدنا محمد بأنهم قد بلغوا ما أمرهم الله به من الدعوة إلى الله كما قال التبي صلى الله عليه وسلم ( يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجلان واكثر من ذلك فيدعى قومه , فيقال : هل بلغكم هذا ؟ فيقولون لا , فيقال هل بلغت قومك , فيقول نعم , فيقال له من يشهد لك ؟ فيقول محمد وامته ...... )

ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.
- قرر الله سبحانه أن تكون قبلة المسلمين هي الكعبة وهذ الأمر موجود في كتب أهل الكتاب من قبلهم , فلو لم يتم هذا الأمر لأصبح أهل الكتاب يجادلون المؤمنين وتكون لهم حجة عليهم .
- وإن كان المقصود بالناس هم كافر قريش يصبح معنى الذين ظلموا في حجتهم أن قالوا : فإن كان توجهه إلى بيت المقدس على ملة غبراهيم فلم رجع عنه , وحجتهم هذه داحضة : لأن النبي صلى الله عليه وسلم متبع لأمر ربه في كل أحواله , فعندما امره بالتوجه إلى بيت المقدس توجه ولما أمره بالتوجه إلى الكعبة توجه .
[ في هذا الجزء من الآية مسألتان محل خلاف وكلاهما متعلق بالآخر :
الأولى : المراد بالناس ، والثانية : المراد بالذين ظلموا منهم ، ويتعلق بهما : نوع الاستثناء منقطع أو متصل.
وقد حررتها الأستاذة أمل في التعليقات أعلاه تحريرًا رائعًا فيُرجى مراجعتها مع ملاحظة أن التحرير من أجل الوقوف على الأقوال وأما نسبتها لقائليها والدليل على كل قول فيُترك لكم للرجوع للتفاسير ]


3: بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.

الوجه الاول : للتأكيد لأنه أول ناسخ وقع في الإسلام .
الوجه الثاني الأمر منزل على احوال فالأول لمن هو مشاهد للكعبة , والثاني لمن هو في مكة وهو غائب عنها والثالث لمن هو بقية بقاع الأرض , وهذا قول الرازي . وأما قول القرطبي فالأول لمن هو بمكة والثاني : لمن هو بقية الأمصار , الثالث لمن خرج في الأسفار .
الوجه الثالث : إنما هو لتعلقه بما قبل وما بعده من سياق الآيات
فذكر في الآية الأولى : إجابة الله تعالى لطلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أمر القبلة التوجه إلى الكعبة التي كان يحبها ويرضاها ز
الآية الثانية : فذكر أنه الحق من الله وارتقاءه عن المقام الأول .
الآية الثالثة : حكمة قطع حجة المخالف من اليهود وغيرهم

ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.
- شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان التام لأنهم لم يتلكؤوا في السمع والطاعة وإنما بمجرد معرفتهم بالأمر التزموا به , فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ابن مردويه عن رجل من بني الحارثة ( أولئك رجال يؤمنون بالغيب )
- شهد لهم الله تعالى بالهداية ( وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله )

ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.
استعينوا على الطاعات
استعينوا على ترك المحرمات
استعينوا على المصائب في مواجهتها

[ وقيل الاستعانة على الثبات على ما هم فيه لأنه الحق من ربهم]

التقويم : ب
- خُصمت نصف درجة للتأخير.
بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir