دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 محرم 1430هـ/28-12-2008م, 01:36 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


خاتِمَةُ الألفيَّةِ
1000- وَمَا بِجَمْعِهِ عُنِيتُ قَدْ كَمَلْ = نَظْماً عَلَى جُلِّ الْمُهِمَّاتِ اشْتَمَلْ
1001- أَحْصَى مِنَ الْكَافِيَةِ الْخُلاصَهْ = كَمَا اقْتَضَى غِنًى بِلا خَصَاصَهْ
1002- فَأَحْمَدُ اللَّهَ مُصَلِّياً عَلَى = مُحَمَّدٍ خَيْرِ نَبِيٍّ أُرْسِلا
1003- وَآلِهِ الْغُرِّ الْكِرَامِ الْبَرَرَهْ = وَصَحْبِهِ المُنْتَخَبِينَ الخِيَرَهْ
لَمَّا انْتَهَى المصنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ نَظْمِ ما يَتَعَلَّقُ بقَواعدِ النحوِ والصرْفِ، ويَسَّرَ اللَّهُ تعالى لهُ ما استعانَ اللَّهُ فيهِ، أخْبَرَ بانتهاءِ ما قَصَدَ جَمْعَهُ واشتمالَهُ على أَهَمِّ المسائلِ النحوِيَّةِ، فقالَ:
1- (وما بِجَمْعِهِ عُنِيتُ قدْ كَمَلْ): والفعلُ عُنِيَ مِن الأفعالِ الملازِمَةِ للبناءِ للمجهولِ، إذا كانَ معناهُ: اهْتَمَّ.
وقولُهُ: (قدْ كَمَل) الأفصَحُ فَتْحُ الميمِ ثمَّ الضَّمُّ، والكسْرُ أضْعَفُ اللغاتِ، ذَكَرَهُ في (الْمِصباحِ الْمُنيرِ). وقولُهُ: (نَظْماً) تمييزٌ مُحَوَّلٌ عن الفاعلِ؛ أيْ: كَمَلَ نَظْمُهُ، ويَصِحُّ أنْ يكونَ حالاً مِن الهاءِ في (بِجَمْعِهِ). وقولُهُ: (على جُلِّ الْمُهِمَّاتِ اشْتَمَلْ)، فيهِ إشارةٌ إلى ما تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ في الْخُطبةِ مِنْ قولِهِ: (مَقَاصِدُ النحوِ بها مَحْوِيَّهْ).
2- قولُهُ: (أَحْصَى مِن الكافيَةِ الْخُلاصَهْ)، هذهِ صِفةٌ أُخْرَى للنظْمِ بناءً على أنَّ ضميرَ (أَحْصَى) يعودُ على النظْمِ، وجَعَلَهُ السُّيوطيُّ يَعودُ على الناظِمِ على طريقِ الالتفاتِ مِن التَّكَلُّمِ إلى الغَيْبَةِ، و(أَحْصَى): فعْلٌ ماضٍ، بمعنى: جَمَعَ مُخْتَصِراً بكسْرِ الصادِ، و(الْخُلاصةَ): مَفعولُهُ، وخُلاصةُ الشيءِ: ما صَفَا منهُ وتَخَلَّصَ عن الشوائبِ.
والخلاصةُ والنَّقاوةُ يَرجعانِ إلى شيءٍ واحدٍ، والمعنى: أنَّ هذا النظْمَ جَمَعَ مِنْ كتابِهِ (الكافيَةُ الشافيَةُ) خُلاصَتَها، وتَرَكَ كثيراً مِن الأمثلةِ والِخلافِ، فجاءَت الألفيَّةُ نحوَ ثُلُثِ الكافيَةِ.
وقولُهُ: (كما اقْتَضَى غِنًى بلا خَصاصَهْ)، الكافُ فيهِ جَارَّةٌ، و(مَا): مَصدريَّةٌ، ومعنى (اقْتَضَى): أَخَذَ؛ أيْ: أَحْصَى هذا النظْمُ الخلاصةَ إحصاءً كاقتضائِهِ الغِنَى؛ أيْ: أَخْذِهِ القَدْرَ الْمُغْنِيَ مِن المسائلِ.
وجَعَلَ السُّيُوطيُّ الكافَ للتعليلِ، كما في قولِهِ تعالى: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ}، ورَجَّحَهُ ابنُ الحَاجِّ في حاشيتِهِ على شرْحِ المَكُودِيِّ: أيْ أنَّهُ أَحْصَى مِن الكافيَةِ الْخُلاصةَ؛ لكونِها اقْتَضَتْ وحازَتْ غِنَى كلِّ طالِبٍ، (بلا خَصَاصَةٍ)، وهوَ ضِدُّ الغِنَى، وهوَ كِنايَةٌ عَمَّا جَمَعَ مِن الْمَحَاسِنِ الظاهرةِ.
3- قولُهُ: (فأَحْمَدُ اللَّهَ... إلخ) الفاءُ للسببيَّةِ؛ أيْ: فبسببِ كمالِ هذا النظْمِ على الوجهِ المذكورِ أَحْمَدُ اللَّهَ، وقدْ تَقَدَّمَ الكلامُ في الْخُطبةِ على معنى (الحمدِ)، وعلى قولِهِ: (مُصَلِّياً)، وأنَّها حالٌ مُقَدَّرَةٌ. وقد اقْتَصَرَ الناظِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ على الصلاةِ على النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ دُونَ السلامِ في مُقَدِّمَةِ الألفيَّةِ وفي خاتِمتِها، والمطلوبُ الجمْعُ بينَهما؛ لقولِهِ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
وقدْ ذَكَرَ النوويُّ رَحِمَهُ اللَّهُ في كتابِهِ (الأذكارُ) أنَّهُ لا يُقْتَصَرُ على أحَدِهما، وكذا قالَ ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ في تفسيرِ هذهِ الآيَةِ نَقْلاً عنهُ، وقدْ جَمَعَ بينَهما الناظِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ في خاتِمَةِ (الكافيَةِ). وقولُهُ: (خَيْرِ نَبِيٍّ) بَدَلٌ مِنْ (مُحَمَّدٍ)، ولا يَصِحُّ نَعْتاً ولا عَطْفَ بيانٍ؛ لاختلافِهما تَعريفاً وتَنكيراً.
4- قولُهُ: (وآلِهِ الغُرِّ الكرامِ الْبَرَرَهْ)، آلِهِ: الأظهَرُ أنَّهُم أَتباعُهُ على دِينِهِ، ويَدخُلُ فيهم دُخُولاً أوَّلِيًّا أَتباعُهُ مِنْ قَرابتِهِ، وهوَ معطوفٌ على (مُحَمَّدٍ)، و(الغرِّ): جَمْعُ (أَغَرَّ)، وهوَ في الأَصْلِ الأبيضُ الْجَبْهَةِ مِن الخيلِ، وكأنَّهُ يُشيرُ بذلكَ إلى قولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ)).
و(الكِرامِ): جَمْعُ كريمٍ، و(البَرَرَةِ): جَمْعُ بارٍّ، (وصَحْبِهِ): جمْعُ صاحبٍ، مِثلُ: راكبٍ ورَكْبٍ.
وحُكِيَ عنْ سيبويهِ أنَّهُ اسْمُ جَمْعٍ لا مُفْرَدَ لهُ مِنْ لَفْظِهِ، و(المنْتَخَبِينَ): بفتْحِ الخاءِ الْمُعْجَمَةِ؛ أي: المُخْتَارِينَ، و(الْخِيَرَةُ): بكسْرِ الخاءِ وفتْحِ الياءِ، وَيَجوزُ تَسكينُها، مَصْدَرٌ أو اسمُ مَصْدَرٍ بمعنى الاختيارِ، وَصْفٌ بهِ مُبَالَغَةٌ، قالَ الْجَوهريُّ: والْخِيَرَةُ: الاسمُ مِنْ قَوْلِكَ: اختارَهُ اللَّهُ، يُقَالُ: مُحَمَّدٌ خِيَرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ، وخِيرَةُ اللَّهِ أيضاً بالتسكينِ).
وإلى هنا تَمَّ ما أَرَدْنَا كتابتَهُ على أَلْفِيَّةِ ابنِ مالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، وأسأَلُ اللَّهَ تَعالى أنْ يَنْفَعَ بهِ كما نَفَعَ بأَصْلِهِ، وأنْ يَرْزُقَنَا السدادَ في القولِ والعملِ. وقدْ تَمَّ الفراغُ مِنْ مُراجعتِهِ عَصْرَ الجمعةِ الثامنَ عشرَ مِنْ شَهْرِ ذي الْحِجَّةِ خاتِمَةَ السنةِ العِشْرِينَ بعدَ الأربعِمائةِ والألْفِ.
والحمْدُ للَّهِ الذي بنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصالحاتُ، وصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ على نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ألفية, خاتمة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir