كتاب الحج والعمرة : الباب الأول : وجوبه والحث عليه

[ريم الحربي]

حرف الحاء
الكتاب الأول: في الحج والعمرة
الباب الأول: في وجوبه، والحث عليه
1265 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا أيها الناس، قد فرض عليكم الحجّ، فحجّوا، فقال رجل: أفي كلّ عامٍ يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، ثم قال: ذروني ما تركتكم، ولو قلت: نعم لوجبت، ولما استطعتم، وإنّما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيءٍ فائتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه». أخرجه مسلم، والنسائي.
[شرح الغريب]
الحج في اللغة: القصد إلى كل شيء. فجعله الشرع مخصوصا بقصد معين ذي شروط معلومة، وفيه لغتان: فتح الحاء وكسرها، وقريء بهما في القرآن.
1266 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: «لما نزلت: {ولله على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا} [آل عمران: 97]،قالوا: يا رسول الله، كلّ عامٍ؟ فسكت، فقالوا: يا رسول الله، أفي كلّ عامٍ؟ قال: لا، ولو قلت: نعم لوجبت، فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم...} الآية [المائدة: 101]».أخرجه الترمذي.
1267 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن الأقرع بن حابس سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فقال: الحجّ في كلّ سنةٍ، أو مرّة واحدة؟ قال: «بل مرّة واحدة، فمن زاد فتطوّعٌ».
هذه رواية أبو داود.
وفي رواية النسائي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله كتب عليكم الحج، فقال الأقرع بن حابس التّميمي: كلّ عامٍ يا رسول اللّه؟ فقال: لو قلت: نعم لو جبت، ثمّ إذا لا تسمعون ولا تطيعون، ولكنه حجّة واحدة».
1268 - (ت) عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما يوجب الحجّ؟ قال: «الزّاد والرّاحلة» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
الراحلة: الجمل -والناقة- الشديد الخلق مما يركب ويحمل عليه.
1269 - (ت) علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من ملك راحلة، وزادا يبلّغه إلى بيت اللّه الحرام، ولم يحجّ، فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا، وذلك أن الله تعالى يقول: {وللّه على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا} [آل عمران: 97]». أخرجه الترمذي.
1270 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا صرّورة في الإسلام». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
لا صرورة الصرورة: الرجل الذي لم يحج قط، وكذلك المرأة.
1271 - (د) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أراد الحجّ، فليتعجّل».أخرجه أبو داود.
1272 - (ت) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- سئل عن العمرة: واجبة هي؟ قال: لا، وأن تعتمروا هو أفضل».أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
العمرة من الاعتمار، وهو الزيادة في الأصل، يقال: اعتمر فلانا أي: زاره،وهو في الاستعمال الشرعي: زيادة البيت الحرام على الشرائط المعروفة.
1273 - (ت) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «العمرة واجبة». أخرجه الترمذي.
1274 - عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- كان يقرأ: {وأتمّوا الحجّ والعمرة إلى البيت}، وكان يقول: لولا التّحرّج، وأني لم أسمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك شيئا، لقلت: «إن العمرة واجبة». أخرجه.....
[شرح الغريب]
التحرج: التأثم، وهو تفعّل من الحرج،و الحرج: الإثم والضيق.