دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #3  
قديم 12 شعبان 1432هـ/13-07-2011م, 09:41 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال معاوية أيضًا

1: أجد القلب من سلمى اجتنابًا.......وأقصر بعد ما شابت وشابا
يقال أجد الرجل في الأمر يجد وجد يجد، وجد النخل يجده إذا صرمه، وجد الرجل في الأمر يجد إذا كان له جد وحظ ومنه قول الشاعر:
فلقد يجد المرء وهو مقصر.......ويخيب جد المرء غير مقصر
2: وشاب لدته وعدلن عنه.......كما أنضيت من لبسٍ ثيابا
يقال فلان (لدة) فلانٍ وقرنه والجمع لدات ولدون، قال الفرزدق:
رأين شروخهن مؤزراتٍ.......وشرخ لدي أسنان الهرام
أسقط النون للإضافة وأبدل الواو ياءً لمقارنتها الياء، وهذا الجمع يجوز فيما سقط أوله مثل جهة ولدة وما أشبه ذلك ولا يجوز هذا الجمع فيما سقط آخره.
3: فإن تك نبلها طاشت ونبلي.......فقد نرمي بها حقبًا صيابا
(طاشت): عدلت ومالت كما يطيش الرجل في كلامه. والنبل ههنا مثل، يقول فإن تغير الأمر والحال في هذا الوقت فقد كان أمرنا قبل اليوم يجيء على استقامة.
4: فتصطاد الرجال إذا رمتهم.......وأصطاد المخبأة الكعابا
يصف الحال المتقدمة، يقول كنا وكانت على هذا. و(المخبأة): المحجوبة. و(الكعاب): التي قد نهد ثديها وكعب يكعب.
5: فإن تك لا تصيد اليوم شيئًا.......وآب قنيصها سلمًا وخابا
6: فإن لها منازل خاوياتٍ.......على نملى وقفت بها الركابا
7: من الأجزاع أسفل من نميلٍ.......كما رجعت بالقلم الكتابا
هذا كقول الشماخ:
كما خط عبرانيةً بيمينه.......بتيماء حبر ثم عرض أسطرا
يصف دروس الدار.
8: كتاب محبرٍ هاجٍ بصيرٍ.......ينمقه وحاذر أن يعابا
(حبره ونمقه) حسنه يحبره ينمقه تحبيرًا وتنميقًا.
9: وقفت بها القلوص فلم تجبني.......ولو أمسى بها حي أجابا
يقال وقفت على القوم ووقفت وقفًا في سبيل الله، وكل هذا بغير ألفٍ وقال لي أحمد بن عبيد بن ناصحٍ: لا تثبت الألف في هذا إلا في موضعين، يقال: تكلم الرجل ثم أوقف وأوقفت الجارية إذا جعلت لها وقفًا كهيئة السوار من الذبل، وقال أبو عمرو بن العلاء: لو مررت برجلٍ واقف فقلت: ما أوقفك ههنا؟، كنت مصيبًا، ومعنى البيت أي لا حي بها. (القلاص): جمع قلوص و(القلوص) من الإبل بمنزلة الفتاة من النساء وتجمع قلائص وقلاصًا وقلصًا: قالت ليلى الأخيلية ترثي توبة بن الحمير:
كأن فتى الفتيان توبة لم ينخ.......قلائص يفحصن الحصى بالكراكر
يفحصن: يكشفن ليصلن إلى الثرى فيتبردن به: قال النابغة:
يثرن الحصى حتى يباشرن برده.......إذا الشمس مجت ريقها بالكلاكل
10: وناجيةٍ بعثت على سبيلٍ.......كأن على مغابنها ملابا
أراد ورب ناجيةٍ. و(السبيل): الطريق. و(المغابن) والمراق واحد وهو أسفل البطن وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اطلى حتى إذا بلغ المراق ولي ذلك هو نفسه. وفي حديث آخر: كان إذا أطلى عليه الصلاة والسلام بدأ بمغابنه وكان هو الذي يليها. قال الضبي: و(الملاب): ضرب من الدهن شبه عرق الناقة به.
11: ذكرت بها الإياب ومن يسافر.......كما سافرت يدكر الإيابا
(الإياب): الرجوع يقال قد آب الرجل من سفره يؤوب أوبًا وأؤوبًا إذا رجع. قال بشر بن أبي خازم:
فرجي الخير وانتظري إيابي.......إذا ما القارظ العنزي آبا
و(يدكر): يفتعل من الذكر فقلب الذال والتاء دالاً، ومن العرب من يغلب الذال فيقول يذكر وفي مزدجر مزجر. وقال الله تعالى: {إن إلينا إيابهم}. ومعنى البيت أنه يصف طول سفره وشوقه إلى الرجوع إلى أهله ومنزله.
12: رأبت الصدع من كعبٍ فأودى.......وكان الصدع لا يعد ارتئابا
(الصدع): يعني الفتق والفساد. و(رأبته): أصلحته رأبًا و(الرؤبة): القطعة يسد بها ثلم الإناء وبها سمي رؤبة بن العجاج، هذه وحدها مهموزة وكل ما سواها من لفظها غير مهموز من روبة الليل وروبة اللبن وما سواهما. و(أودى) الشيء هلك يودي إيداءً وإنما يعني الصدع أنه رأبه وأصلحه فأودى فساده وذهب. يقول أصلحت أمر كعب وما كانوا يقدرون له إصلاحًا أي: كانوا قد يئسوا من ذلك. وارتئاب افتعال من رأبت.
وأما قول الشاعر:
يودي الكريم فيحيى بعد إيداء.......دهرًا طويلاً يمشي بين أحياء
فليس من ذلك يقال: قد أيدى فلان إلي يدًا فأنا أشكره عليها يودي إيداءً وفي دعاء لهم: ما له يدي من يده، أي أزمنه الله.
13: فأمسى كعبها كعبًا وكانت.......من الشنآن قد دعيت كعابا
يقول اجتمع أمرها فصار أمرًا واحدًا بعد ما كان متفرقًا، وهو قوله لا يعد ارتئابًا أي لم يكن يرجى صلاحه. و(الشنآن): البغض والعداوة وهو مصدر والشنآن اسم، وقد قرئ بهما جميعًا قال الله عز وجل: {ولا يجرمنكم شَنَآن قومٍ} وشَنْآن.
14: حملت حمالة القرشي عنهم.......ولا ظلمًا أردت ولا اختلابا
(الحمالة) ما يعطى من الإبل في الدية. وأصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه. ومنه قول كعب بن زهير:
أقول شبيهات بما قال عالمًا.......بهن ومن يشبه أباه فما ظلم
أي: فلم يضع الشبه في غير موضعه ومنه ظلم السقاء وهو شرب اللبن قبل إدراكه، قال الشاعر:
وقائلةٍ ظلمت لكم سقائي.......وهل يخفى على العكد الظليم
العكد: جمع عكدة وهي أصل اللسان، فيقول وهل يخفى على اللسان طعم اللبن المدرك من غيره، وعنى بالظليم المظلوم وهو اللبن الذي لم يدرك وقال الآخر:
لا يظلم الوطب لابن العم يصبحه.......ويظلم العم وابن العم والخالا
و(الاختلاب) الخديعة يقال خلب يخلب خلبًا، ومثل للعرب: إذا لم تعلب فاخلب، يقول إذا لم يمكنك إن تؤثر في عدوك فاختدعه وداره حتى تتمكن منه فتفعل ما تريد، والعلب: الآثر والجمع العلوب وقد علبه يعلبه علبًا.
15: أعود مثلها الحكماء بعدي.......إذا ما الحق في الإشياع نابا
بهذا البيت سمي معود الحكماء. و(ناب) جاء وأهم ينوب نوبًا. و(الحق) عند العرب ما يلزمهم من الحمالات وقرى الأضياف. فيقول أقوم بهذه الأمور ليتعودها الحكماء فيفعلوا مثلها. قال الجميح منقذ الأسدي يصف كثرة إبله ويذكر أن الحوادث والحقوق قد أفنتها:
أبقى الحوادث منها وهي تتبعها.......والحق صرمة راعٍ غير مغلوب
يقول لقلتها لا تغلب الراعي يصرفها حيث يشاء. و(الأشياع): المتفرقون. وفي الدار سهم شايع أي: ليس في موضع بعينه وهو متفرق في الدار كلها، وقد شاع الخبر في الناس إذا تفرق فيهم وليس بموضعٍ واحد.
16: سبقت بها قدامة أو سميرًا.......ولو دعيا إلى مثلٍ أجابا
يقول سبقت بهذه الأفعال هذين الرجلين. ثم مدحهما بعد ذلك فقال: ولو دعيا إلى مثل هذه الأفعال أجابا.
17: وأكفيها معاشر قد رأتهم.......من الجرباء فوقهم طبابا
قال الضبي: أي أكفي هذه الخلة وهذه الأفعال معاشر قد أعيتهم وأرتهم ما يكرهون. و(الجرباء): السماء والطباب جمع طبابة وأصله الخرز الذي يكون في أسفل القربة طولاً. وأنشد لذي الرمة في الجرباء:
بعشرين من صغرى النجوم كأنها.......وإياه في الجرباء لو كان ينطق
وصغرى ههنا جمع ولا يجوز أن تكون واحدةً كقول الله عز وجل: {ولي فيها مآرب أخرى}، فقال مآرب ونعتها بأخرى. ومثله قوله عز وجل: {ولله الأسماء الحسنى} فالحسنى نعت للأسماء، ومعنى البيت في قوله أرتهم من الجرباء يقول هو على كلام العامة، لأرينك الكواكب بالنهار أي لألزقنك من الشدة ما ترى الكواكب بالنهار وهو مما يلحقك من الشدة.
18: تهر معاشر مني ومنهم.......هرير الناب حاذرت العصابا
قال الضبي: (العصابة) من الناقة العصوب وهي الناقة التي لا تدر حتى تعصب فخذاها: يقول يلقون مثل ما تلقى هذه الناقة من العصاب. وقال آخر:
ولناتجٍ إبلاً ولولا جعفر.......قاظت حرائر كالقسي حيالا
عصبًا يصم الحالبين رغاؤها.......جعل المثاني أهلهن فصالا
يقال نتجت الناقة ولا يقال نتجت ونتجتها أنا إذا توليت ذاك منها وأنتجت إذا حملت وانتتجت إذا أتت على نتاجها مدة ويقال إذا حان أن تنتج. وجعفر قبيلة. يقول لولا عز جعفرٍ لضاق عليهم المرعى حتى يبلغ هذه الحال التي وصف. وعصب جمع عصوب وهي الناقة التي وصفنا. والمثاني الحبال أقام الحبال مكان الفصال يستدرها بالحبال كما يستدر بالفصال.
19: سأحملها وتعلقها غني.......وأورث مجدها أبدًا كلابا
20: فإن أحمد بها نفسي فإني.......أتيت بها غداتئذٍ صوابا
21: وكنت إذا العظيمة أفظعتهم.......نهضت ولا أدب لها دبابا
(أفظعتهم): عظمت عليهم: يقول فقمت بها إذا ضعفوا عنها بقوةٍ ولم أضعف عن حملها فأدب بها ضعفًا.
و(الدباب) والدبيب واحد.
22: بحمد الله ثم عطاء قومٍ.......يفكون الغنائم والرقابا
23: إذا نزل السحاب بأرض قومٍ.......رعيناه وإن كانوا غضابا
يصف الغيث الذي يكون عن السحاب، و(السحاب) لا يرعى فقال السحاب لما كان النبت عن السحاب. يقول رعيناه على كرههم لعزنا.
24: بكل مقلصٍ عبلٍ شواه.......إذا وضعت أعنتهن ثابا
قال الضبي: إذا وضعت أعنتهن عند التقصير منهن في الجري عند اللغوب والإعياء ثاب هذا الفرس عند ذلك بجريٍ جديدٍ للفضل الذي فيه.
25: ودافعة الحزام بمرفقيها.......كشاة الربل آنست الكلابا
هذا مثل قول بشر بن أبي خازم.
نسوف للحزام بمرفقيها.......يسد خواء طبييها الغبار
يقال هو (مرفق) ومرفق وهو من الإنسان بالكسر والفتح ومن الارتفاق بالأمر مرفق بالكسر لا غير.
[شرح المفضليات: 697-704]


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
105, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir