دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ربيع الأول 1440هـ/29-11-2018م, 03:48 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 172- 186)



1.استخرج الفوائد السلوكية من قوله تعالى:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}.

2. حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: المراد بالبخل في قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ}.
2: معنى قوله تعالى: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.



تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 ربيع الأول 1440هـ/30-11-2018م, 12:33 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 172- 186)



1.استخرج الفوائد السلوكية من قوله تعالى:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}.
من الفوائد المستفادة من الآيات:
-معرفة كيف كانت طاعة الصحابة رضي الله عنهم لأمر الله ورسوله، فقد كانوا في جراح واثخان وطلب منهم اللحاق بالعدو ففعلوا كما قال تعالى " الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ"
-الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة هو في الامتثال لأوامر الله ورسوله، فلما استجاب الصحابة وقع الجزاء " للّذين أحسنوا منهم واتّقوا أجرٌ عظيمٌ"
-معرفة حقيقة العداء بين أهل الحق وأهل الباطل وأنه لا ينتهي فالمشركون بعد ما وقع يريدون الرجوع مرة ثانية، وأيضا حاولوا أن يثبطوا المسلمين عن الجهاد كما في قوله " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ "
-أهمية إظهار القوة وإرهاب العدو كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم هنا في انتداب المسلمين لملاحقتهم ليرهبوهم.
-جزاء التوكل على الله وإظهار العجز والاعتماد عليه والتسليم بأن القوة والنصر من عنده أن يملأ الله القلوب بالقوة والثبات على ما هم فيه كما قال تعالى "فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" والآية بعدها.
-معرفة كيد الشيطان ومكره للمؤمنين وأنه يخوف ضعاف الإيمان بأولياءه كقوله تعالى : {إنّما ذلكم الشّيطان يخوّف أولياءه}
-أن من لجأ واعتصم بالله وآمن بوعده بالنصر لمن كان في حزبه فإنه لا يخاف من الشيطان قال تعالى " فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين".



2. تحرير القول في المراد بالبخل في قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ}.

أولا: ذكر مراجع البحث.
هذه المسألة تفسيرية، وقد تكون للغة تعلق بها، وقد تم الرجوع فيها إلى الكتب التالية :
أولا من المصادر الأصلية:
-من المرتبة الأولى: كتب دواوين السنة.
بحثت في بعضها كالصحيحين والسنن الأربع ومسند أحمد ومستدرك الحاكم وسنن سعيد بن منصور وتفسيره، ومصنف عبد الرزاق
- من المرتبة الثانية: كتب التفسير في جوامع الأحاديث.
الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)
- من المرتبة الثالثة: التفاسير المسندة المطبوعة :
1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري (ت: 310هـ)
2- تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ)
3- معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ)
4- تفسير أبي إسحاق الثعلبي(ت427) .
- ومن المرتبة الرابعة : التفاسير المسندة التي طُبع شيء منها .
-1تفسير سفيان الثوري (161 ه)
-2تفسير ابن المنذر النيسابوري(ت:318هـ)
- من المرتبة السادسة: التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير :
.6. الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب (ت: 427 ه)
1. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
2. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
3. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
4. تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ)
.5 أحكام القرآن للقرطبي (ت671)


ومن التفاسير اللغوية :
-معاني القرآن للفراء (ت207)
-غريب القرآن لابن قتية (ت276)
-غريب القرآن للسجستاني (ت330)
-معاني القرآن للنحاس(ت338)
-معاني القرآن لإِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ)
- ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب (ت345).
-تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري (ت370).

ثانيا: استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
يمكن إرجاع القول في هذه المسألة إلى أقوال :
==القول الأول: أنّ المراد البخل بالمال وعدم إخراج زكاته.

=القائلون به:
- روي عن أبي هريرة وابن مسعود، والشعبي، ومجاهد، وعكرمة، والسدي وآخرين.
وقد ذكر هذا القول الزجاج، وابن عطية وابن كثير .
=تخريج القول الأول :
-فأما قول أبي هريرة:
فأخرجه البخاري في صحيحه عن أبي صالح عنه، وكذا هو في المسند، وغيره.
-وأما قول ابن مسعود
فرواه النسائي في سننه عن أبي وائل عنه، وكذلك أخرجه أَحْمد وَعبد بن حميد وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ وَابْن ماجة وَابْن جرير وغيرهم عنه.
-وأما قول عكرمة
فرواه عبد بن حميد عنه
-وأما قول السدي
فرواه الطبري عن أسباط عنه،
-وأما قول مجاهد
فأخرجه ابن المنذر عن ابن أبي نجيح عنه.

=توجيه القول الأول :
هذا القول مبناه على الحديث النبوي الذي رواه أبي هريرة وغيره. حيث قال أبي هُرَيْرَة:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من آتَاهُ الله مَالا فَلم يؤد زَكَاته مثل لَهُ شُجَاع أَقرع لَهُ زَبِيبَتَانِ يطوّقه يَوْم الْقِيَامَة فَيَأْخُذ بِلِهْزِمَتَيْهِ - يَعْنِي شدقيه - فَيَقُول: أَنا مَالك
أَنا كَنْزك ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة {وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ بِمَا آتَاهُم الله من فَضله} الْآيَة
ففيه التصريح بأنه المراد في الآية.

==القول الثاني: المراد البخل بالمال مع توفره عن القرابة مع حاجتهم له
=القائلون به:
وعبد الله البجلي، وأبي الدرداء، ومسروق، وإبراهيم النخعي
=تخريج القول الثاني .
فأما قول عبد الله البجلي فأخرجه الطبراني عن جرير ابنه عنه.
وأما قول أبي الدرداء فأخرجه سعيد بن منصور والبيهقي في الشعب عنه.
وأما قول مسروق فأخرجه سعيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَنه.
وأما قول إبراهيم النخعي فأخرجه عبد الرَّزَّاق وَسَعِيد بن مَنْصُور وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَنه.
=توجيه القول الثاني .
وهذا القول مبنى ما روي من أحاديث بهذا المعنى كقول عبد الله البجلي: قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا من ذِي رحم يَأْتِي ذَا رَحمَه فيسأله فضلا أعطَاهُ الله إِيَّاه فيبخل عَلَيْهِ إِلَّا أخرج الله لَهُ حَيَّة من جَهَنَّم يُقَال لَهَا شُجَاع يتلمظ فيطوّق بِهِ

==القول الثالث: المراد علماء اليهود الذين بخلوا بما آتاهم الله من علم نبوة النبي صلى الله عليه وسلم
=القائلون به:
ابن عباس ومجاهد
وقد اختاره الزجاج.
=تخريج القول الثالث .
-فأما قول ابن عباس فرواه الطبري وابن أبي حاتم كلاهما عن محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عنه،
-وأما قول مجاهد فرواه الطبري في تفسيره عن ابن جريج عنه.
=توجيه القول الثالث .
وهذا القول مبنى على السياق العام للآيات وأنها نزلت في وفد نصارى نجران


خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.
الذي يظهر لي من هذه الأقوال أنها يمكن أن تجعل قولين :
-أحدهما أن البخل بالمال الواجب على العبد سواء كان زكاة أو غيرها،
قال ابن عطية في تفسيره: " وقال السدي وجماعة من المتأولين: الآية نزلت في البخل بالمال والإنفاق في سبيل الله وأداء الزكاة المفروضة ونحو ذلك" فجمع كل ما يتعلق بالمال كأنه قول واحد.
-والقول الثاني: أنه البخل بالعلم الذي كان يعلمه اليهود من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبخلوا بها وأخفوها عن الناس،

والذي يظهر لي أن الراجح منها هو القول الأول وذلك لورود الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيها ذكر الآية، وقد ذكر النحاس أن هذا القول هو الذي عليه أهل الحديث.
كما في الحديث الذي أخرجه البُخَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من آتَاهُ الله مَالا فَلم يؤد زَكَاته مثل لَهُ شُجَاع أَقرع لَهُ زَبِيبَتَانِ يطوّقه يَوْم الْقِيَامَة فَيَأْخُذ بِلِهْزِمَتَيْهِ - يَعْنِي شدقيه - فَيَقُول: أَنا مَالك
أَنا كَنْزك ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة {وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ بِمَا آتَاهُم الله من فَضله} الْآيَة

وقد اختار هذا القول الطبري حيث قال:
وأولى التأويلين بتأويل هذه الآية، التأويل الأوَل، وهو أنه معني بـ"البخل" في هذا الموضع، منع الزكاة، لتظاهر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تأوَّل قوله: (سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) قال: البخيل الذي منع حق الله منه، أنه يصير ثعبانًا في عنقه= ولقول الله عقيب هذه الآية: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ) ، فوصف جل ثناؤه قول المشركين من اليهود الذين زعموا عند أمر الله إياهم بالزكاة أن الله فقيرٌ.
واختاره ابن كثير أيضا فقال: " والصّحيح الأوّل، وإن دخل هذا في معناه. وقد يقال: [إنّ] هذا أولى بالدّخول، واللّه أعلم."

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 ربيع الأول 1440هـ/1-12-2018م, 07:26 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

1.استخرج الفوائد السلوكية من قوله تعالى:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}.
1- (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) قد يكون من السهل الاستجابة لله ورسوله في بعض الأوامر, ولكن الصعب هو الاستجابة الفورية في ظرف صعب, أو بعد الألم, أو بعد استنفاد الطاقة والجهد في العبادة, فلا يقوى أن يصبر حتى يتمها, أو يأتي بغيرها, وهنا مربط الإيمان الحقيقي, والمحنة الحقيقية للمؤمن.
2- (للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم) الإتيان بالعبادة عمل عظيم, لكن الأعظم والأكمل هو الوصول لمرحلة الإحسان في أدائها, والتقوى خشية فواتها, فهذه هي المرتبة الكبرى التي ينال بها الأجر العظيم.
3- (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) ومما تدور به العادة, ويمتد ما امتدت الأزمان ووجد الإنسان, أن القيل والقال هي الصفة التي تلوكها ألسن الناس وتحب تناقلها, بل إن الناس قد يتلذذون بنشر الأخبار المروعة أكثر من الأخبار الطبيعية والمفرحة, لذا فيجب على المرء أن يضع بينه وبين شائعات الناس حدا لا يتعدونه, وإيمانا عميقا بربه لا يخترقونه.
4- (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا) ومما يدل عليه قوة المؤمن بربه, هو هوان القوى المادية في نظره, وعدم تأثره بالبروباجندا المثيرة للخوف والجدل, فالمؤمن يفوض أمره لله, بل ويزداد إيمانه به كلما ازداد الوضع حرجا, فهو يثق بفرج الله, ويطمئن لقضائه.
5- (وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) مما يحسن بالمؤمن ترديده عند الشدائد هذا الدعاء, ففيه تفويض الأمر لله, والاكتفاء به عن غيره.
6- (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء) دائما في الوعود الربانية يكثر استعمال الأسلوب الدال على تحقق الأمر قريبا, وانتهاء الظلم عاجلا, وتيسير الفرج سريعا, ففاء التعقيب هنا مما يدل على تحقق ذلك فيمن أوكل أمره لربه حتى في أشد الحالات ضيقا, أكثرها حرجا, وكلما زادت المحنة, قرب الفرج.
7- (واتبعوا رضوان الله) يندب للمرء دائما إتباع العمل الخير بآخر مثله يستجر رضا الله ويستديم به فضله.
8- (والله ذو فضل عظيم) تنكير الفضل ووصفه بالعظمة دلالة على عظم هذا الفضل وعموميته, وفضل الله محسوس مشاهد مثبت في واقع المرء في هذه الحياة الدنيا, ناهيك عما يخبئه لك في دار الآخرة لمن اتقاه واتبع رضاه.
9- (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) قوله :"يخوف أولياءه" فسرت بتفسيرين, الأول: أن الشيطان يخوف أولياءه من المنافقين والمشركين ونحوهم. والثاني: أنه يخوفكم أيها المؤمنين بأوليائه من الكفار ويهول من عددهم وعدتهم في أعينكم. وفي كلا المعنيين بيان لعدم إعطاء المرء للشيطان مجالا للتمكن منه, وذلك أن استسلامك لمخاوف الشيطان ووساوسه إما يجعلك بذلك قد تدخل في أوليائه الذين أعطوه ما لم يستحق من الخوف والترهيب الذي لا يكون إلا لوجه الله, أو أن تكون ممن يستسلم لأوليائه من أعداء الإسلام بإعلانك الخوف منهم, وتهويل ما يملكونه من عدد وعدة, كما قد يحدث في عصرنا الحالي من القوة التي يملكها الجيش الإسرائيلي, ولكن هذا لا يزيد المؤمن الفلسطيني -مثلا- في مواجهته إلا عزة وثقة بالله, إذ الاستسلام لمشاعر الخوف من هذا العدو نوع من الاستسلام المنهي عنه, والذي يخالف كمال الخوف من الله.
10- (وخافون) الخوف من الله إحدى جناحي طائر لا يستغني عنهما المؤمن, فلا إيمان بلا خوف, كما لا إيمان بلا رجاء.


2. حرّر القول في معنى قوله تعالى: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.

في تحرير معنى قوله "سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة" عدة مسائل:
الأولى:
*متعلق البخل في الآية.
الثانية:
*المراد بالطوق في قوله:"سيطوقون".

المسألة الأولى: متعلق البخل في الآية.
*القول الأول: البخل بما سأله ذو قرابة أو ولاية حقا من غنى. فسره ابن وهب بحديث رواه صفوان بن سليم عن رسول الله, وروى الطبري وابن حجر عن رسول الله حديثا مقاربا لهذا المعنى, وقال به مسروق, وأبو مالك العبدي, وأبو وائل.
-التخريج:
-حديث رسول الله الذي رواه صفوان بن سليم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكر أهل اليمن، فقيل: يا رسول اللّه، أليس يؤتون زكاة أموالهم ويتصدّقون، قال: فكيف بما تحوي الفضول من سأله ذو قرابةٍ حقًّا من غنًى فمنعه طوّق شجاعًا أقرع حتّى يقضي بين الخلق يوم القيامة ثم قال: {ولا تحسبن الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله هو خيرٌ لهم بل هو شرٌ لهم سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة}). رواه ابن وهب عن اللّيث بن سعدٍ عن عبيد اللّه بن أبي جعفرٍ عن صفوان بن سليمٍ أن رسول الله قاله.
-والحديث الذي رواه الطبري عن ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن أبي قزعة، عن رجلٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ما من ذي رحمٍ يأتي رحمه فيسأله من فضلٍ جعله اللّه عنده فيبخل به عليه إلاّ أخرج له من جهنّم شجاعٌ يتلمّظ حتّى يطوّقه.
-وروى الطبري كذلك عن ابن المثنّى، قال: حدّثنا أبو معاوية محمّد بن خازمٍ، قال: حدّثنا داود، عن أبي قزعة حجر بن بيانٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما من ذي رحمٍ يأتي ذا رحمه فيسأله من فضلٍ أعطاه اللّه إيّاه فيبخل به عليه، إلاّ أخرج له يوم القيامة شجاعٌ من النّار يتلمّظ حتّى يطوّقه ثمّ قرأ: {ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله} حتّى انتهى إلى قوله: {سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة}.
-وروى الطبري عن زياد بن عبيد اللّه المرّيّ، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، وحدّثني عبد اللّه ابن عبدالله الكلابيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن بكرٍ السّهميّ، وحدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الواحد بن واصلٍ أبو عبيدة الحدّاد واللّفظ ليعقوب جميعًا، عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه، عن جدّه، قال: سمعت نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: لا يأتي رجلٌ مولاه فيسأله من فضل مالٍ عنده فيمنعه إيّاه إلاّ دعا له يوم القيامة شجاعًا يتلمّظ فضله الّذي منع.
-وروى ابن حجر عن أبي معاوية: عن داود - (هو) ابن أبي هندٍ -، عن أبي قزعة، عن حجير بن بيان رضي الله عنه، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما من ذي رحمٍ (يأتي رحمه) فيسأله من فضل ما أعطاه اللّه تعالى إيّاه، فيبخل عليه، إلّا أخرج له يوم القيامة، شجاعٌ (يتلمّظ) حتّى يطوّقه، ثمّ قرأ: {ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله}، الآية.
-قول مسروق رواه سعيد بن منصور عن خلف بن خليفة، عن أبي هاشمٍ، عن أبي وائلٍ، عن مسروقٍ, وذكر قوله.
-قول أبي مالك العبدي رواه الطبري عن الحسن بن قزعة، قال: حدّثنا مسلمة بن علقمة، قال: حدّثنا داود، عن أبي قزعة، عن أبي مالكٍ العبديّ, وذكر قوله.
-قول أبو وائل رواه الطبري عن القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا خلف بن خليفة، عن أبي هاشمٍ، عن أبي وائلٍ.
*القول الثاني: البخل بعدم أداء زكاة المال. فسره البخاري بحديث عن رسول الله, ورجحه ابن حجر ونقل عن الواحدي إجماع المفسرين على هذا القول, وقد ذكر أن في صحته نظر, وروى ابن حنبل وابن ماجه والترمذي والنسائي ما يؤيده.
-التخريج:
- الحديث رواه البخاري عن عبد اللّه بن منيرٍ، سمع أبا النّضر، حدثه عبد الرّحمن هو ابن عبد اللّه بن دينارٍ، عن أبيه، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " من آتاه اللّه مالًا فلم يؤدّ زكاته، مثّل له ماله شجاعًا أقرع، له زبيبتان يطوّقه يوم القيامة، يأخذ بلهزمتيه - يعني بشدقيه - يقول: أنا مالك أنا كنزك " ثمّ تلا هذه الآية: (ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله) إلى آخر الآية.
- ما رواه ابن أبي حاتم وابن حنبل (بتصحيح أحمد شاكر) وابن ماجه والترمذي والنسائي عن جامع ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظ متقاربة.
*القول الثالث: أنها متعقلة باليهود الذين يكتمون صفة النبي. قاله ابن عباس, وقاله ابن جريج نقلا عن ابن حجر, واختاره الزجاج.
واستدل ابن عباس بقوله تعالى: (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) التي تتحدث عن اليهود بأنها تؤيد قوله.
-التخريج:
-قول ابن عباس رواه الطبري عن محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ.
*القول الرابع: أنها فيمن يبخل بالنّفقة في سبيل الله. قال به الحسن.
التخريج:
-رواه ابن أبي حاتم عن الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن, وذكر قوله.
*القول الخامس: أنها فيمن يبخل على العيال. ذكره ابن حجر.

*توجيه الأقوال في هذه المسألة:
بالنسبة للقول الثالث وهو قول ابن عباس -رضي الله عنه- فإن مبنى قوله كان عن طريق تفسيره القرآن بالقرآن, واستقرائه له, وتقديمه النص القرآني على غيره في تفسير هذا النص.
وبالنسبة للقولين الأول والثاني والقول الخامس فإنهم خصصوا هذه الآية, إلا أن الأول والثاني امتازا بتخصيصهما الآية بالأحاديث النبوية الصريحة في تخصيص هذا المعنى وتوضيحه, أما الأخير فإنه شاذ دون أي استدلال, وقد يكون هنالك استدلال نبوي في وجوب النفقة على الأبناء مثلا, لكن لن تجد أحاديث تصف من يبخل على أبنائه كالأحاديث التي في القولين الأول والثاني والتي وصفته وصفا يشابه معنى الآية.
أما بالنسبة للقول الرابع فإنه أخذ المعنى بعموميته.

*دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها:
نأتي لقول ابن عباس -رضي الله عنه- وبرغم قوته لاستدلاله, ولقوة المستدل به في عالم التفسير, إلا أن رأيه شذ عن بقية المفسرين والعلماء والصحابة كابن مسعود, بالإضافة إلى أنه ذهب إلى معنى آخر وترك السياق الذي قد يدل على معنى البخل العام الذي يتعلق فيمن ينفق في سبيل الله بدلالة :"ولله ميراث السماوات والأرض" والتي تشعرك بأن المقصود هو الممتلكات المادية الملموسة, لا بصفة النبي ونحوه, وإن كانت الآية اللاحقة والتي تتحدث عن اليهود وقولهم "إن الله فقير" قد تقوي هذا الرأي إلا أنه لا زال ضعيفا أمام القولين الأول والثاني, واللذان دعما بأدلة نبوية صحيحة صريحة تناسب معنى الآية ومقتضاها, لذا فهذا مما يستبعد هذا القول.
وبالنسبة للقول الخامس فإنه خصص الآية دون دليل واضح لذا فهو مستبعد بقوة.
تبقى لدينا الآن القول الأول والثاني والرابع, فالأول يخصص المعنى بمانعي المال عن ذي القربى أو الولاية وإن كانوا أصحاب مال, والثاني يخصص المعنى بمانعي الزكاة, والرابع يذم البخل في النفقة في سبيل الله بشكل عام, وهذا القول هو ما يجمع القول الأول والثاني وكل قول آخر قد يدخل في معنى هذه الآية الكريمة التي عودنا قائلها أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب, كما أن هذا بلا شك لا يلغي انطباق الآية بالدرجة الأولى على القول الأول والثاني, لتعضيد الأحاديث النبوية الصريحة لهما, ثم بالدرجة الثانية على كل من يبخل عن النفقة في سبيل الله, أو عن نشر الحقيقة والعلم كما فعل مثل ذلك اليهود كما ذكر ابن عباس, فبهذا القول يدخل قول ابن عباس وكل الأقوال التي قد تحتملها الآية ودون أن تتعارض.

المسألة الثانية: المراد بالطوق في قوله :"سيطوقون".
*أن المراد أن يطوّق شجاعًا (الشجاع:الحية) في عنقه, وذلك يوم القيامة. فسره البخاري بحديث عن رسول الله, وروى الطبري وابن حنبل وابن ماجه والترمذي والنسائي وابن حجر ما يؤيده, وقال به ابن مسعود, ومسروق, وأبو مالك العبدي, والشعبي, والسدي, وأبو وائل.
-التخريج:
- الحديث رواه البخاري عن عبد اللّه بن منيرٍ، سمع أبا النّضر، حدثه عبد الرّحمن هو ابن عبد اللّه بن دينارٍ، عن أبيه، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " من آتاه اللّه مالًا فلم يؤدّ زكاته، مثّل له ماله شجاعًا أقرع، له زبيبتان يطوّقه يوم القيامة، يأخذ بلهزمتيه - يعني بشدقيه - يقول: أنا مالك أنا كنزك " ثمّ تلا هذه الآية: (ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله) إلى آخر الآية.
-وما رواه ابن وهب وعبدالرزاق والنهدي وسعيد بن منصور والطبري وابن أبي حاتم والحاكم (وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) عن أبي وائل عن ابن مسعود, ورواه ابن أبي حاتم وابن حنبل (بتصحيح أحمد شاكر) وابن ماجه والترمذي والنسائي عن جامع ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
-والحديث الذي رواه الطبري عن ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن أبي قزعة، عن رجلٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ما من ذي رحمٍ يأتي رحمه فيسأله من فضلٍ جعله اللّه عنده فيبخل به عليه إلاّ أخرج له من جهنّم شجاعٌ يتلمّظ حتّى يطوّقه.
-وروى الطبري كذلك عن ابن المثنّى، قال: حدّثنا أبو معاوية محمّد بن خازمٍ، قال: حدّثنا داود، عن أبي قزعة حجر بن بيانٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما من ذي رحمٍ يأتي ذا رحمه فيسأله من فضلٍ أعطاه اللّه إيّاه فيبخل به عليه، إلاّ أخرج له يوم القيامة شجاعٌ من النّار يتلمّظ حتّى يطوّقه ثمّ قرأ: {ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله} حتّى انتهى إلى قوله: {سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة}.
-وروى ابن حجر عن أبي معاوية: عن داود - (هو) ابن أبي هندٍ -، عن أبي قزعة، عن حجير بن بيان رضي الله عنه، قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما من ذي رحمٍ (يأتي رحمه) فيسأله من فضل ما أعطاه اللّه تعالى إيّاه، فيبخل عليه، إلّا أخرج له يوم القيامة، شجاعٌ (يتلمّظ) حتّى يطوّقه، ثمّ قرأ: {ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله}، الآية.
-قول مسروق رواه سعيد بن منصور عن خلف بن خليفة عن أبي هاشمٍ، عن أبي وائلٍ، عن مسروقٍ. ورواه الطبري وابن أبي حاتم عن إسرائيل، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سالم بن أبي الجعد, عن أبيه, عنه.
-قول أبي مالك العبدي رواه الطبري عن الحسن بن قزعة، قال: حدّثنا مسلمة بن علقمة، قال: حدّثنا داود، عن أبي قزعة، عن أبي مالكٍ العبديّ, وذكر قوله.
-قول الشعبي رواه الطبري عن ابن المثنى قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا شعبة عن المغيرة عن الشعبى, وذكر قوله.
-قول السدي رواه الطبري عن محمّد بن الحسين، قال: حدّثني أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ.
-قول أبو وائل رواه الطبري عن القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا خلف بن خليفة، عن أبي هاشمٍ، عن أبي وائلٍ.
*القول الثاني: أنهم يطوقون في أعناقهم يوم القيامة ما بخلوا به كالطوق. قال به قتادة, وابن حجر, والطبري.
-تخريج القول:
-قول قتادة: رواه عبدالرزاق عن معمر عن قتادة.
*القول الثالث: أنه طوق من نار. قال به إبراهيم النخعي.
-التخريج:
-قول إبراهيم النخعي: رواه عبدالرزاق والنهدي وسعيد بن منصور والطبري وابن أبي حاتم عن منصور عن إبراهيم, وذكر ابن حجر أنه إسناد جيد.
*القول الرابع: أن اليهود سيحملون ما بخلوا به وكتموه من الكتاب يوم القيامة. قال به ابن عباس.
-التخريج:
-قول ابن عباس رواه الطبري وابن أبي حاتم عن محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ.
*القول الخامس: أن المراد: أي يلزمون بذلك, كقولك: طوّقته بالطّوق. قال به أبو عبيدة نقلا عن ابن حجر.
*القول السادس: أنهم سيكلفون بأن يأتوا بما بخلوا به في الدنيا من الأموال. قال به مجاهد.
-التخريج:
-قول مجاهد رواه الطبري والهمذاني عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ.

*توجيه الأقوال في هذه المسألة:
القول الأول بني على أساس متين صريح صحيح من الأحاديث النبوية.
أما القول الثاني فإنه تعامل مع الآية دون زيادة معنى أو نقصان, بل بالعودة للمعنى اللغوي لكلمة (طوق)وما قد تعنيه, لذا بني على معنى أن المراد أنهم سيحملون ما بخلوا به كالطوق, كهيئة الطوق.
القول الثالث خصص هذا الطوق بأنه من نار, ولا أعلم سببا للتخصيص سوى أنه قد يكون اجتهد فقدر أن العذاب مرتبط بالنار, فهذا الطوق إذن من نار, لا أعلم السبب خلف مثل هذا القول دون وجود نص شرعي أو لغوي, سوى ما اجتهدت أن أفسره من تلقاء نفسي, والله أعلم بمدى صحته.
أما الرابع فإنه مبني على المسألة السابقة وربطها باليهود, لذا كان تفسير الطوق هنا بحمل ما بخل به اليهود وكتموه من الكتاب يوم القيامة, والكلمة هنا مأخوذة من الطاقة لا من التطويق كبقية سابقاتها, كما ذكر ابن عطية.
والخامس أخذ معنى الطوق المجازي والذي يشعر بالإلزام بالأمر لأنه أصبح منوطا برقبتك, فبناه على هذا المعنى.
والسادس كذلك فسر الطوق بمعنى الإلزام بالإتيان وحمل ما بخل به في تلك الدنيا من الأموال.

*دراسة الأقوال ونقده وبيان الراجح منها:
مبدئيا الأقوال هنا متقاربة وصحيحة, فسواء كان المعنى مجازيا أو حقيقيا فإنه في كلا الأمرين متحقق, لكن قد يكون الأقل رجاحة من الأقوال قول ابن عباس لما ذكرنا في المسألة السابقة من أسباب تدعو لعدم تخصيص الآية بمعنى خارج سياقها.
أما الثاني والخامس والسادس فكلها تحمل معنى متقاربا جدا يحمل معاني الحمل والإلزام والتطويق حول العنق كجزاء من جنس العمل, إذ ببخلهم وعدم إنفاقهم للمال حملوها وطوقت بها أعناقهم إن حرفيا أو مجازيا.
أما الثالث وإن كان لا يستبعد حصوله إلا أن عدم وجود سند لغوي أو نص شرعي لا يجعلنا نميل إليه.
يتبقي الأول والأقوى والأرجح من حيث كثرة النصوص الدالة عليه, وكثرة القائلين به, وإن كنا نقول في هذه المسألة ما قلنا في الأولى من حيث إمكانية الجمع بين الأقوال بأن يكون المعنى أننا طوقناهم بتلك الحية التي بالتفافها عليهم أدت معنى التطويق, وقد يحدث لهم أكثر من أمر كأن يطالبوا بالإتيان بما بخلوا به ويلزموا بحمله على أعناقهم وتطويقهم به ثم بعد ذلك تتعرض لهم تلك الحية المذكورة في النصوص, فالنصوص بشكل عام لا تتعارض.

وقانا الله وإياكم من داء البخل وعواقبه دنيا وآخرة, وأورثنا الله من فضله الواسع في الدارين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

*المراجع:
-[الجامع في علوم القرآن لعبدالله بن وهب المصري: 1/33-100].
- [تفسير عبد الرزاق: 1/140-141].
-[تفسير الثوري للنهدي: 82].
-[سنن سعيد بن منصور: 3/1129-1135].
-]مسند أحمد 5/200 في الدرر السنية[.
-[صحيح البخاري: 6/39].
-]سنن ابن ماجه 1/568 في الموسوعة الشاملة[.
-[سنن الترمذي: 5/82].
-[السنن الكبرى للنسائي: 10/55].
-[جامع البيان للطبري: 6/271-276].
-[تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم: 2/826-828].
-[تفسير مجاهد: 140].
-[المستدرك للحاكم: 2/326-327].
-[فتح الباري لابن حجر: 8/230].
-[المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/546].
-[المحرر الوجيز لابن عطية: 2/430-432].

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 ربيع الأول 1440هـ/1-12-2018م, 10:17 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 172- 186)
1.استخرج الفوائد السلوكية من قوله تعالى:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}.

الفوائد السلوكية من الآيات:
1-وجوب الاستجابة لأوامر الله وأوامر رسوله لأن ذلك له بركة على العبد،والمسارعة في ذلك لأن ذلك دليل على صلاح قلبه.
2-يجب على العبد أن يكثر من عمل الصالحات لأن ذلك يفتح عليه أبواب طاعات أخرى ،لأن الجزاء من جنس العمل.
3-وجوب مجاهدة النفس وحملها على الصبر لأن الصبر مر ولكن عاقبته أحلى من العسل ،و"أنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".
4-مجاهدة النفس على الإحسان وأن يحرص العبد أن يكون من المحسنين ،وأن يكون الإحسان في حق الخالق وفي حق المخلوقين ،لأن الله علق عليه الأجر العظيم.
5- الحرص على تقوى الله في السر والعلن وأن يكون العبد من المتقيين.
6- يجب على العبد أن يتفقد إيمانه ويحرص على زيادته لأن الإيمان يزيد وينقص ،فيزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
7- وجوب التوكل على الله وحده في جلب النفع ودفع الضر الذي يقع للعبد وطرح ما سواه من القلب ،وأن التوكل عبادة قلبيه،ومن يتوكل على الله يكفيه ويسد فاقته.
8-يجب على العبد إلا يعلق قلبه إلا بالله وحده ،لأن من تعلق بشئ وكل إليه.
9-وجوب معرفة العبد عدوه الحقيقي الذي هو الشيطان ،استعداد لمحاربته ومراغمته لأنه أصل كل شر ،وأنه يرى الإنسان من حيث لا يراه ،وله أسلحة خفي من الوساوس الذي يوسوس بها في صدور الناس.
10- وجوب إلتجاء العبد الضعيف إلى ربه القوي وركونه إلى الصمد لدفع كيد الشيطان عنه.


2. حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: معنى قوله تعالى: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
اختلف المفسرون في معنى قوله تعالى : {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}. على أربعة أقوال يرجع اختلافهم فيها إلى اختلافهم في معنى التطويق هل هو تطويق حسي أو هو تطويق معنوي وهي:
المعنى الأول :تطويق حسي،سيجعل اللّه ما بخل به المانعون الزّكاة طوقًا في أعناقهم، كهيئة الأطواق المعروفة.واختلفوا في نوع الطوق
القول الأول: أنَّهُ يُجْعَلُ كالحَيَّةِ يُطَوِّقُ بِها الإنْسانَ ،كقولك طوقته بطوق
قاله ابن مسعود وأبي هريرة وابن عباس والسدي ومقاتل
قول ابن مسعود أخرجه الترمذي في سننه عن طريق أبي وائل، والنسائي في السنن الكبرى،وأحمد،وصححه بن خزيمة و الحاكم النيسابوري في المستدرك وروي عبد الله بن وهب عبد الرزاق وسعيد بن منصور عن طريق إبراهيم النخعي بأسناد جيد ، وأبو عبيدة ومقاتل وابن أبي حاتم وعبد بن حميد .
قول أبي هريرة أخرجه البخاري عن طريق أبي صالح
وقول ابن عباس
قول السدي أخرجه ابن جرير عن طريق الأسباط
توجيه القول الأول : هو الظاهر أنه تفسير نبوي للآية حيث روى ابن مسعود رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث في منع الزكاة ثم قرأ الآية فدل ذلك على أن هذا الحديث تفسير للآية.
رَوى ابْنُ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ قالَ: « "ما مِن رَجُلٍ لا يُؤَدِّي زَكاةَ مالِهِ إلّا مَثَلَ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ شُجاعٌ أقْرَعُ يَفِرُّ مِنهُ، وهو يَتْبَعُهُ حَتّى يُطَوِّقَ في عُنُقِهِ" ثُمَّ قَرَأ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ﴿ (سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ)" .﴾»

القول الثّانِي: أنَّهُ يُجْعَلُ طَوْقًا مِن نارٍ،
قاله أبي هريرة و مُجاهِدٍ، وإبْراهِيمَ
قول أبي هريرة
ورواه سفيان الثوري سعيد بن منصور في سننه عن إبراهيم .
وعبد الرزاق .
توجية القول الثاني: أيضا بدلالت الأخبار النبوية الصحية الوارده في هذا المعنى ،"سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة قال: طوقٌ من نار".
المعنى الثاني :طوق معنوي ،يكون المعنى سيحملون عقاب ما بخلوا به، فهو من الطاقة كما قال تعالى: وعلى الّذين يطيقونه [البقرة: 184] وليس من التطويق.
القول الثّالِثُ: أنَّ مَعْنى تَطْوِيقِهِمْ بِهِ: تَكْلِيفُهم أنْ يَأْتُوا بِهِ أي بما بخلوا به من أموالهم
قاله مجاهد
قول مجاهد رواه ابن جرير عن طريق ابْنُ أبِي نَجِيحٍ وعبدبن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم .
توجية القول الثالث: أن الجزاء من جنس العمل وكما أنهم بخلوا به ومنعوه في الدنيا حرصاً عليه فيوبخوا يوم القيامة ويطالبوا باحضار ما كنزه وخافوا عليه.
القول الرّابِعُ: أنَّ مَعْناهُ: يَلْزَمُ أعْناقَهم إثْمُهُ،
قالَهُ ابن عباس وأبو هريرةابْنُ قُتَيْبَةَ
قول بن عباس رواه ابن جرير عن طريق العوفي،وابن أبي حاتم
قول أبو هريرة رواه أحمدوأبو داود وابن ماجه وحسنه الترمذي وصححه الحاكم
ذكره الزجاج عن طريق ابن جريج
في حديث أبي هريرة مرفوعًا: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة"
ومعناه أن اليهود الذين سئلوا أن يخبروا بصفة محمد صلى الله عليه وسلم عندهم فبخلوا بذلك وكتموه ،سيطوقون ما بخلوا أي بإثمه ،وعلى هذا يكون التطويق معنوي قاله ابن حجر ،وابن عطية.
توجية القول الرابع :
بدلالة السياق السباق واللحاق
قال تعالي : {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب....}
وقال الله تعالى بعدها { لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء....}
دراسة الأقوال:
والذي يظهر لي بعد دراسة الأقول أن هذه الأقول تأول إلى قولين: أحدهما أنه التطويق بالمعنى الحسي أنهم سيطوقون بشئ حسي كالطوق يحيط بأعناقهم،فهومُشْتَقٌّ مِنَ الطَّوْقِ، وهو ما يُلْبَسُ تَحْتَ الرَّقَبَةِ فَوْقَ الصَّدْرِ، أيْ تُجْعَلُ أمْوالُهم أطْواقًا يَوْمَ القِيامَةِ فَيُعَذَّبُونَ بِحَمْلِها ، سواء كان حية أو شجاع أقرع أو هو طوق من نار .
أما القول الثاني من الطاقة كما قال تعالى: وعلى الّذين يطيقونه [البقرة: 184] وليس من التطويق ،مَعْنَى "سَيُطَوَّقُونَ" عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ سَيَحْمِلُونَ عِقَابَ مَا بَخِلُوا بِهِ،هي تَحَمُّلُ ما فَوْقَ القُدْرَةِ أيْ سَيَحْمِلُونَ ما بَخِلُوا بِهِ، أيْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وِزْرًا يَوْمَ القِيامَةِ.
والقول أول أرجح عندي بدلالة الأخبار الصحيحة المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم ،ودلالة اللغة.
رجح الطبري القول الأول وذلك للأثار والأحاديث الصحيحة المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدخول المعنى الثاني فيه
قال الطبري :أولى التّأويلين بتأويل هذه الآية التّأويل الأوّل وهو أنّه معنى بالبخل في هذا الموضع: منع الزّكاة لتظاهر الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه تأوّل قوله: {سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة} قال: البخيل الّذي منع حقّ اللّه منه أنّه يصير ثعبانًا في عنقه، ولقول اللّه عقيب هذه الآية: {لقد سمع اللّه قول الّذين قالوا إنّ اللّه فقيرٌ ونحن أغنياء} فوصف جلّ ثناؤه قول المشركين من اليهود الّذين زعموا عند أمر اللّه إيّاهم بالزّكاة أنّ اللّه فقيرٌ). [جامع البيان: 6/266-270].
وتابعه في هذا الرأي ابن كثير وابن عطية وابن عاشور رحمهم الله.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 ربيع الأول 1440هـ/2-12-2018م, 02:17 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

.استخرج الفوائد السلوكية من قوله تعالى:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)}
.

- فضل الصحابة وعظيم صبرهم و شدة استجابتهم لله ورسوله مع جراحهم وآلامهم .( الذين استجابوا لله والرسول )
- مشروعية إرهاب العدو ، وذلك في الاستجابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم الجراح والآلام .
- الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مطلوبة كالاستجابة لله تعالى ، وفيه رد على فئة القرآنيين الذين يردّون السنة .
- فضل التقوى والإحسان ، وثناء الله تعالى على المتصفين بهما ، وترتيبه الأجر العظيم عليهما .
- الاستجابة لله ورسوله من التقوى والإحسان .
- دأب غير المؤمنين في الإرجاف والتخويف ( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ) .
- ثبات المؤمنين رغم حصول التخويف من أناس كُثر ، فثباتهم من تخويف الواحد أولى .
- لا تزيد المصائب المؤمنين إلا إيمانا ( فزادهم إيمانا ) .
- الإيمان اعتقاد وقول وعمل ، وقد حققها الصحابة رضوان الله عليهم فازدادوا يقينا بنصر الله ، وقالوا قول الإيمان ، وعملوا ، حيث خرجوا لحمراء الأسد .
- الإيمان يزيد وينقص ، وهو مذهب أهل السنة والجماعة ( فزادهم إيمانا ) .
- عظيم ثقة المؤمنين بربهم ( قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) .
- فضل قول ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) عند المخاوف ، وثوابها في الدنيا بانقلاب الخوف أمنا ، و ثوابها في الآخرة الفضل العظيم ، وفيهما معا حصول رضا الله تعالى للعبد . ( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ..)
- عن ابن عبّاسٍ: {حسبنا اللّه ونعم الوكيل} قالها إبراهيم عليه السّلام حين ألقي في النّار وقالها محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم حين قالوا: {إنّ النّاس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا اللّه ونعم الوكيل} ، وأمرنا بالاقتداء بهما .
- حصول النعمة والفضل عند قول حسبنا الله ونعم الوكيل ، وأعظم النعم زيادة الإيمان و أعظم الفضل رضا الله وجنته .
- من توكل على الله كفاه .
- استلزام الإيمان الخوف من الله ( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) .
- الخوف في القلب وأصله من الشيطان ، يخوف المؤمنين أوليائًه ، وعلاجه بالاعتصام بالله واستشعار كفايته ومعيته . ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه ) .
- من الأقوال أن الشيطان إنما يخوّف أوليائه وهم المنافقون ومن في قلبه مرض ، أما أصحاب الإيمان فلا يخافون إلا الله تعالى وحده .
- تحقير شأن المشركين في نظر المؤمنين ، والأمر بعدم الخوف منهم ، وتقوية نفوس المؤمنين عليهم ، في الأمر بالخوف من الله تعالى وحده الذي هو أولى أن يُخاف ويُخشى ، ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أوليائه ) .


2. حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: المراد بالبخل في قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ}.


المراجع :
الجامع في علوم القرآن لابن وهب
سنن سعيد بن منصور
صحيح البخاري
فتح الباري لابن حجر
عمدة لقاري للعيني
إرشاد الساري للقسطلاني
تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم
المستدرك للحاكم
تفسير البغوي
تفسير الماوردي
زاد المسير لابن الجوزي
تفسير القرطبي
المحرر الوجيز لابن عطية
تفسير ابن كثير
التحرير والتنوير لابن عاشور
معاني القرآن للفراء
غريب القرآن وتفسيره لليزيدي
تفسير غريب القرآن لابن قتيبة




المراد بالبخل في الآية :
القول الأول : أنه البخل بالمال .
القائلين به : وهو قول ابن مسعود ، ومجاهد ومسروق والحسن والسدي .

تخريجه :
فأما قول ابن مسعود فأخرجه عبدالرزاق وسعيد بن منصور والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في مستدركه من طريق أبي وائل عنه .
وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق أبي حذيفة عن شبل عن ابن أبي نجيح عنه .
وأما قول مسروق فرواه سعيد بن منصور من طريق أبي وائل عنه
وأما قول الحسن فرواه ابن أبي حاتم من طريق أبي بكرٍ الحنفيّ، عن عبّاد بن منصورٍعنه .
وأما قول السدي فرواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق أحمد بن المفضّل عن أسباطٌ، عنه .

توجيهه :
اعتمد هذا القول على عدة أحاديث جاءت في السنة ، منها ما رواه البخاري من طريق عبد الرّحمن هو ابن عبد اللّه بن دينارٍ، عن أبيه، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " من آتاه اللّه مالًا فلم يؤدّ زكاته، مثّل له ماله شجاعًا أقرع، له زبيبتان يطوّقه يوم القيامة، يأخذ بلهزمتيه - يعني بشدقيه - يقول: أنا مالك أنا كنزك " ثمّ تلا هذه الآية: (ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله) إلى آخر الآية).
و روى ابن وهب من طريق عبيد اللّه بن أبي جعفرٍ عن صفوان بن سليمٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكر أهل اليمن، فقيل: يا رسول اللّه، أليس يؤتون زكاة أموالهم ويتصدّقون، قال: فكيف بما تحوي الفضول من سأله ذو قرابةٍ حقًّا من غنًى فمنعه طوّق شجاعًا أقرع حتّى يقضي بين الخلق يوم القيامة )

القول الثاني : أنه كتمان العلم .
وهو قول ابن عباس ومجاهد .
تخريجه :
فأما قول ابن عباس فروه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس .
وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عنه .


توجيهه :
أن أحبار اليهود كتموا صفة النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته ، قال الماوردي : ألم تسمع أنه قال: يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ، أي يكتمون ويأمرون الناس بالكتمان.

الدراسة والتوجيه :

أما الأول فهو بخل مادي وهو الذي يكون بالمال ، و أما الثاني فهو بخل معنوي وهو البخل بالعلم .
فأما الذي بالمال فهو البخل بحق واجب ، لأن الله تعالى لايذم على ماليس بواجب ، وتنوعت الأقوال فيه فقيل أنه في مانعي الزكاة ويؤيده ما جاء عن النبي صلى الله عليه في الحديث السابق ، وقيل هو البخل بالنّفقة في الجهاد وكانت واجبة ، ربطا للآية بغزوة أحد قبلها فمنع المنافقين النفقة في الجهاد فيه ، وهذا ديدنهم ( لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ) ، وقيل البخل بالنفقة على العيال وذي الرّحم المحتاج ، وجاءت السنة بذلك .
ولا مانع من استيعاب الآية لها كلها فكل بخل بالمال في حق واجب يدخل في هذا الوعيد .
وأما البخل بالعلم فهو أشد من البخل بالمال ، و لا مانع من احتماله ، لكن أكثر أقوال العلماء والمفسرين على البخل بالمال ورجح ابن جرير ذلك لسببين :
الأول : لتظاهر الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه تأوّل قوله: {سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة} قال: البخيل الّذي منع حقّ اللّه منه أنّه يصير ثعبانًا في عنقه .
والثاني : لقول اللّه عقيب هذه الآية: {لقد سمع اللّه قول الّذين قالوا إنّ اللّه فقيرٌ ونحن أغنياء} فوصف جلّ ثناؤه قول المشركين من اليهود الّذين زعموا عند أمر اللّه إيّاهم بالزّكاة أنّ اللّه فقيرٌ) ) ، ورجحه ابن كثير كذلك وهو الأقرب والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 رجب 1440هـ/12-03-2019م, 10:14 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير آل عمران


المراد بالبخل في قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم} الآية.
1: علاء عبد الفتاح أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

2: سارة المشري أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وليس شرطا أن يكون التفسير النبوي لآية ما حصر لمعنى الآية فيه، وإن كان هو أولى ما تفسّر به الآية، كما قال -صلى الله عليه وسلم- في تفسير قوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}: "ألا إن القوة الرمي"، فهذا ليس حصرا لمعنى الآية فيه وإن كان هو أولى وأقوى ما تفسّر به.
وحذف متعلّق البخل في الآية فيه دلالة على دخول كل ما نهى الله عن كتمه والبخل به في الوعيد المذكور.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 رجب 1440هـ/12-03-2019م, 01:43 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

معنى قوله تعالى: {سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة}.

3: نورة الأمير أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وأثني على اجتهادك في تحرير المسألتين، وسأناقش معك المسألة الأولى إن شاء الله، لكن بالنسبة لدرجة التطبيق فسأكتفي بمسألة واحدة هي معنى التطويق.

أولا: مسألة المراد بالبخل.
- اجعلي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أدلّة للأقوال وتوجيها لها، ولا تدخلي قول الرسول صلى الله عليه وسلم ضمن أقوال المفسّرين في المسألة.
- اتفقنا أننا نصنف الأقوال بعد حصرها، بملاحظة وجه التشابه والاتفاق أو الاختلاف بينها، والأقوال الخمسة التي ذكرتيها ترجع إلى صنفين رئيسين:
1: البخل المادي وهو البخل بالنفقة الواجبة.
والبخل بالمال هو أشهر معاني البخل، وخصّص بالمال الواجب لأنه ترتّب عليه وعيد شديد، ولا يكون الوعيد في ترك المستحبات، إنما في ترك الواجبات.
وعليه فيدخل فيه منع الزكاة ومنع النفقة في سبيل الله إن تعيّنت، ومنع النفقة على من هم في كفالة المرء، لذا فإن القول بأن البخل هو البخل بالنفقة على العيال غير مستبعد إطلاقا.
وقد اتفقنا سابقا على الانتباه جيدا لعبارة "تخصيص المعنى بالقول الفلاني" فإنه لم يقل أحد من المفسّرين أن قولهم هو القول الوحيد الصحيح في الآية، بل ذكرنا من قبل أن عادة السلف أنهم يفسّرون بالمثال الذي يقرّب المعنى، لذا قد تختلف أقوالهم في الظاهر، لكنها في النهاية نصبّ في معنى مشترك.
2: بخل معنويّ، وهو البخل بالعلم وأعظمه كتمان صفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، على اعتبار أن الآية تعني أهل الكتاب.
- ذكرتِ أن ابن عباس مستنده في قوله استقراء النصّ القرآني وتقديمه على ما سواه، فهل يمكن أن يكون القصد تقديمه على النصّ النبويّ؟
وهل يكون الاستقراء مقدّما على التفسير النبوي الصريح إن صحّ؟
علما بأن قوله تعالى: {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل} يدخل فيه كل بخل ماديّا كان أو معنويّا.
- انتبهي لقولك عن ابن عباس أنه شذّ عن بقية الصحابة والعلماء، فإن ابن عباس من أعلم الصحابة بالتفسير، فهل نحكم على قوله بالشذوذ هكذا بسهولة وأنه ذهب إلى معنى بعيد ولم يلاحظ السياق؟
وكم من الآيات التي مرّت معنا من قبلُ تذمّ أهل الكتاب لكتمانهم صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وتحريفهم لكتبهم لأجل تعمية أقوامهم عن صفته، فكيف نقول إن ابن عباس شذّ؟!
نعم، قد نحكم على قوله أو قول غيره بأنه ضعيف لضعف الرواية، أما أن يكون صحيح النسبة إليه فلابد أن نتروّى في الحكم ولا نتسرّع.
وليس شرطا أن يكون التفسير النبوي لآية ما حصر لمعنى الآية فيه، وإن كان هو أولى ما تفسّر به الآية، كما قال -صلى الله عليه وسلم- في تفسير قوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}: "ألا إن القوة الرمي"، فهذا ليس حصرا لمعنى الآية فيه وإن كان هو أولى وأقوى ما تفسّر به.
وحذف متعلّق البخل في الآية فيه دلالة على دخول كل ما نهى الله عن كتمه والبخل به في الوعيد المذكور.


المسألة الثانية:
- الأقوال كثيرة، وفيها مكرّر، والقول الثاني لا يختلف عن الثالث، فإن كل ما في النار من نار.
والتطويق هو جعل طوق حول العنق، وأقوال المفسّرين اختلفت ما بين التطويق الحسيّ والتطويق المعنوي.
أما القول بأنه تطويق حسيّ فقد وردت الأحاديث صريحة تبيّن هذا الطوق الذي سيطوّق به هؤلاء البخلاء، وأنه شيء ماديّ محسوس يتعذّبون به، وله صور.
ومن المفسّرين من جعله تطويقا معنويا، بمعنى تحمّل الإثم ولزومه لزوم الطوق العنق، وعليه حمل ابن عطية القول المرويّ عن ابن عباس: "سيحملون يوم القيامه مابخلوا به"، وليس في كلام ابن عباس ما يمنع من حمله على التطويق الحقيقيّ، وقد ورد في الحديث: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة".
وقد وردت الأحاديث بحمل التطويق على الحقيقة، وتحمّل إثم الذنب وإن كان قولا صحيحا، إلا أنه ليس المقصود بالتطويق الذي في الآية.





4: مها شتا أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
توجيه القول الرابع ليس مأخوذا من السباق واللحاق، إنما وجهه أن يكون من الطاقة، أي يتحمّلون إثم ما بخلوا به، وقيل يلزمهم إثمه كلزوم الطوق العنق.
وابن حجر رجّح أن يكون التطويق حسيّا وليس معنويا، راجعي كلامه جيدا.
والقول بأن التطويق التكليف أن يأتوا بما بخلوا به فهذا التكليف حسيّ وليس معنويا كما ذكرتِ.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir