دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 جمادى الآخرة 1431هـ/3-06-2010م, 08:04 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي 4: قصيدة الجميح: أمست أمامة صمتا ما تكلمنا = مجنونة أم أحست أهل خروب

قال الجميح

أَمْسَتْ أُمامةُ صَمْتاً ما تُكلِّمنا = مجنونةٌ أَم أَحَسَّتْ أَهلَ خَرُّوبِ
مَرَّتْ براكبِ مَلْهُوزٍ فَقال لها: = ضُرِّي الجُميْحَ ومُسِّيهِ بتعذيبِ
ولو أَصابتْ لقالتْ، وهي صادقةٌ = إِنَّ الرِّياضةَ لا تُنْصِبْك لِلشِّيبِ
يأَبَى الذَّكاءُ ويأَبَى أَنَّ شَيخَكُمُ = لَن يعطِيَ الآنَ عن ضربٍ وتأْديبِ
أَمَّا إِذا حَرَدَتْ حَرْدِي فَمُجْرَيَةٌ = جرْدَاءُ تَمْنَعُ غِيلاً غيرَ مَقْرُوبِ
وإِنَّ يكُنْ حادثٌ يُخْشَى فذُو عِلَقٍ = تَظلُّ تَزْبُرُهُ مِن خَشْيَةِ الذِّيبِ
فإِن يَكُنْ أَهلُها حَلُّوا على قِضَّةٍ = فإِنَّ أَهلِي الأُولَى حَلُّوا بمَلْحُوبِ
لمَّا رأَتْ إِبلي قَلَّتْ حَلُوبَتُها = وكلُّ عامٍ عليها عامُ تجنيبِ
أَبقَى الحوادثُ منها وهْي تَتْبعها = والحقُّ صِرْمَةَ راعٍ غيرِ مغلوبِ
كأَنَّ راعِيَنَا يَحْدُو بها حُمُراً = بَيْنَ الأبارِقِ مِن مَّكْرَانَ فاللُّوبِ
فإِنْ تَقَرِّي بِنَا عَيْناً وتَخْتَفِضِي = فِينَا وتَنتظري كَرِّي وتَغْرِيبِي
فَاقْنَيْ لعلَّكِ أَنْ تَحْظَيْ وَتحْتَلِبِي = في سَحْبَلٍ مِن مُّسُوكِ الضَّأْنِ مُنْجوبِ


  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 05:33 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون



4


قال الجميح


1: أَمْسَتْ أُمامةُ صَمْتاً ما تُكلِّمنا = مجنونةً أَم أَحَسَّتْ أَهلَ خَرُّوبِ
2: مَرَّتْ براكبِ مَلْهُوزٍ فَقال لها: = ضُرِّي الجُميْحَ ومَسَّيهِ بتعذيبِ
3: ولو أَصابتْ لقالتْ، وهي صادقةٌ = إِنَّ الرِّياضةَ لا تُنْصِبْك لِلشِّيبِ
4: يأَبَى الذَّكاءُ ويأَبَى أَنَّ شَيخَكُمُ = لَن يعطِيَ الآنَ عن ضربٍ وتأْديبِ
5: أَمَّا إِذا حَرَدَتْ حَرْدِي فَمُجْرَيَةٌ = جرْدَاءُ تَمْنَعُ غِيلاً غيرَ مَقْرُوبِ
6: وإِنَّ يكُنْ حادثٌ يُخْشَى فذُو عِلَقٍ = تَظلُّ تَزْبُرُهُ مِن خَشْيَةِ الذِّيبِ
7: فإِن يَكُنْ أَهلُها حَلُّوا على قِضَّةٍ = فإِنَّ أَهلِي الأُولَى حَلُّوا بمَلْحُوبِ
8: لمَّا رأَتْ إِبلي قَلَّتْ حَلُوبَتُها = وكلُّ عامٍ عليها عامُ تجنيبِ
9: أَبقَى الحوادثُ منها وهْي تَتْبعها = والحقُّ صِرْمَةَ راعٍ غيرِ مغلوبِ
10: كأَنَّ راعِيَنَا يَحْدُو بها حُمُراً = بَيْنَ الأبارِقِ مِن مَّكْرَانَ فاللُّوبِ
11: فإِنْ تَقَرِّي بِنَا عَيْناً وتَخْتَفِضِي = فِينَا وتَنتظري كَرِّي وتَغْرِيبِي
12: فَاقْنَيْ لعلَّكِ أَنْ تَحْظَيْ وَتحْتَلِبِي = في سَحْبَلٍ مِن مُّسُوكِ الضَّأْنِ مُنْجوبِ


ترجمته: الجميح بهيئة التصغير، لقب. واسمه: منقذ بن الطماح بن قيس بن طريف بن عمرو. بن قعين بن طريف بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. أحد فرسان الجاهلية يوم جبلة، وبه قتل. وكان من فرسان بني أسد المعدودين وكان غزاء، وكان صاحب الغارة على إبل النعمان بن ماء السماء. ويوم جبلة كان قبل الإسلام بـ 45 سنة، النقائض 230. وأبوه الطماح، هو صاحب امرئ القيس، الذي دخل معه بلاد الروم، ووشى به إلى الملك بعد ما صار له الملك إلى ما يحب، فتنكر له وقتله. وإياه عنى امرؤ القيس بقوله:
لقاء طمح الطماح من بعد أرضه = ليلبسني من دائه ما تلبسا
جو القصيدة: يذكر نفار زوجه منه، وأنها سمعت لرجل من أعدائه حرضها على مضارته، فلم يعبأ بذلك. ويصف نفسه بالذكاء وقوة العزم وكمال التجربة وحنكة السن ويتحدث عن جرأتها عليه على حين أنها في الشدائد لا تغني شيئا. ويتهمها بأن قد كان أفقره أثر في نشوزها. ويأمرها بالصبر يؤملها الميسرة.
تخريجها: الأبيات 1-3 في الخزانة 4: 296. والبيتان 1، 2 في الكنز اللغوي 134 والبيت 2 في تهذيب الألفاظ 526. والأبيات 6-9 في معجم البلدان 7: 117. والبيت 12 في اللسان 12: 375 منسوب لسلامة بن جندل. والبيت 1 في معجم الشعراء 403. والبيت 8 في الأمالي 2: 259 وانظر الشرح 25-29.
(1) أمامة: زوجه، وهي من بني قريع بن أنف الناقة السعدي. صمتا: مصدر قام مقام المشتق بضم الصاد وفتحها. خروب: موضع. يقول: ما لها أمست صامتة، أخالطها جنون، أم لقيت أهل خروب، وهم قومها. فأفسدوها فغضبت؟!
(2) ملهوز: وصف للجمل، وهو الموسوم في أصل لحيه مسيه: أمر من (مس) من بابي (تعب) و(قتل). كأنما يحرضها هذا الراكب أن تضار الجميع ليطلقها فيتزوجها.
(3) الرياضة: التذليل والمعالجة. تنصبك: تتعبك للشيب: جمع أشيب، وهو متعلق بالرياضة. و(لا تنصبك) نهي وقع خبرا لإن، وهو خلاف الراجح جوازه. وانظر الخزانة. وتقدير الكلام (إن الرياضة للشيب لا تتعبك) يقول لو أصابت لقالت لمحرضها لا تتعب نفسك في رياضة المسان، فإن رياضتك إياهم عناء وتعب لا يجدي عليك شيئا، فإنهم لا يسمعون ما يؤمرون به، لما معهم من التجربة.
(4) يقول: يأبى لي ذكائي وسني وتجربتي أن أعطي شيئا على استكراه أو تهديد.
(5) حردت حردي: قصدت قصدي. المجرية: ذات الجراء، جمع (جرو). الجرداء. المتساقطة الشعر. الغيل، بالكسر: الأجمة والشجر الملتف. شبه امرأته، إذ واثبته، باللبؤة التي تمنع غيلها الذي فيه جراؤها، فلا يقربه أحد. وهي حين تكون ذات جراء أنزق حيوان وأشده غضبا.
(6) علق: جمع (علقة) بكسر فسكون، وهو قميص لا كمي له، يتخذ للصغير. تزبره: تزجره. يريد أنها حين الشدائد لا تغني غناء، كالصبي لا يهتدي أن يفر من الذئب، حتى تزجره، لقلة معرفته. فهي لا رأي لها.
(7) قضة، بكسر القاف وفتح الضاد المعجبة، وملحوب: موضعان. وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة.
(8) جواب (لما) كلمة (أمست) في البيت الأول. الحلوبة: ما حلب من الإبل. التجنب: أن لا يكون في إبل القوم لبن تلك السنة.
(9) الحوادث: ما يحدث من منحة، أو نحر لضيف، أو حمالة، بالفتح، وهي الدية يحملها قوم عن قوم، الحق: ما يجب فيها من هبة وسبيل خير. الصرمة، بكسر الصاد: القطعة من الإبل، الثلاثون ونحوها. يريد: أن الحوادث والحقوق تتبع إبله، فلا تبقى منها إلا قليلا لا يغلب الراعي.
(10) الأبارق: جمع (أبرق) وهو الجبل مخلوطا برمل. مكران، بفتح الميم، واللوب: موضعان. وأما (مكران) بضم الميم فبلد بفارس. جعل إبله في ضؤولة أجسامها وقلة أشخاصها، شبيهة بالحمر.
(11) تختفضي: تقيمي، من قولهم (خفض بالمكان) أقام. ولا تكون هنا من الخفض بمعنى لين العيش وسعته. ولفظ (اختفض) مما أهملته المعاجم. الكر: يريد به الهجوم على العدو لاغتنام السلب. التغريب: الإبعاد في البلاد. وهذا البيت لم يروه أبو عكرمة ولم يشرحه الأنباري.
(12) فاقتي: اجتبسي حياءك واحفظيه، حذف المفعول. السحبل: العظيم. المسوك: جمع (مسك) وهو الجلد. المنجوب: الذي قد دبغ بالنجب -بالتحريك- وهو القشر. يقول: اصبري وتحملي، فلعل الله أن يأتيك بخير وسعة من الماء، فتحظي به وتحتلبي لبنا في مسك ضأن، يريد به وطبا كبيرا.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 03:45 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري



وقال الجميح:

1: أمست أمامة صمتًا ما تكلمنا.......مجنونة أم أحست أهل خروب
قوله (صمتًا): أي ساكتة متغضبة عليه، و(أهل خروب): أي قومها أي لقيتهم فأفسدوها عليه، و(أمامة) امرأة الجميح، قال أحمد الجميح لقب واسمه منقذ بن الطماح بن قيس بن طريف بن عمرو بن قعين بن طريف بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وروي أميمة وهي من بني قريع بن أنف الناقة السعدي، ويروى: ما لأميمة أمست لا تكلمنا، وروى: ما تكلمنا، وهي امرأة الجميح والمعنى ما لها صامتة فأقام المصدر مقام الاسم يقول ما لها (أمست صامتة)، أي ساكتة (لا تكلمنا): أخالطها جنون أم لقيت أهل خروب وهم قومها فأفسدوها فغضبت، ومثله لمالك بن نويرة:
أرى خلتي أمست تتوق كأنما.......ترى أهل دمخ أو ترى أهل يذبل
فأدنى حماريك ازجري إن أردتنا.......فلا تذهبي في ريق لب مضلل
يقول (ازجري أدنى حماريك) أي أقربهما منك أي شدي يدك بأقربنا يعني نفسه، ولا يكن لبك كريق سراب، يقال قد راق السراب يريق إذا جرى وفلان يريق بنفسه إذا جاد بها، قال أحمد: الطماح أبو منقذ هو صاحب امرؤ القيس الذي دخل معه بلاد الروم، وواشى به إلى الملك بعدما صار له الملك إلى ما يحب، فتنكر له وقتله، وإياه عنى امرؤ القيس بقوله:
لقد طمح الطماح من بعد أرضه.......ليلبسني من دائه ما تلبسا
2: مرت براكب ملهوز فقال لها.......ضري الجميح ومسيه بتعذيب
يقول (مرت براكب جمل ملهوز) فأفسدها على زوجها، و(الملهوز) الموسوم في أصل لحيه، أي أمرها بمضارة زوجها ليطلقها فيتزوجها.
قال أبو الحسن الطوسي قال ابن الأعرابي سمات الإبل أولها الصقاع وهو وسم على الهامة يسيل على غير الهامة من جانبي الرأس، والعذار على القفا في أعلاه إلى الصدغين، والخطام على أنف البعير يسقط على خديه، والقرمة حز على الأنف، والجرفة والجرفة في لهزمة البعير، وهو قشر جلدها، ثم تترك فتجف حتى تصير كأنها بعرة جاسية، والصداغ في خده إلى صدغه، واللحاظ في مؤخر عينه مستطيل على قدر الإصبع، والدماع وسم في مدمع عينه خط صغير، والحلق وهي مختلفة منها صغيرة كالدرهم ومنها أوسع من ذلك، ومنها ضخام كحلق القيد أو قريب منه يكون في الخدين، واللهزمة ومنها حلق ليس بمتصل ومنها حلق له أذناب، والمحلق يوسم في الخد والعنق والفخذ والشعب وسم متفرق أعلاه مجتمع أسفله، والمجدح وسم مستطيل في الخد مجتمع في الرأس كأنه مجدح يجدح والصليب قد يكون كبيرا وصغيرا يكون في الخدين والعنق والفخذين، والمحجن وسم معطوف الأعلى في الوجه والعنق والفخذ، والسطاع يكون في العنق طولاً، والعلاط يكون في العنق عرضًا وربما كان خطًا واحدًا في الجانبين وربما كان خطوطًا وقال الباهلي:
ومن المواسم عاذور وجمعه عواذير وهو ضرب منها، ويكون بنو الأب ميسمهم واحد فإذا اقتسموا مالهم قال بعضهم لبعض أعذر عني فيسم وسمًا آخر خطًا أو غيره، ملهوز: موسوم بغير ميسمه، يقول مرت برجل من أعدائي ومن ميسمه غير ميسمي فأمرها بمضارتي، ويقال مرت برجل من قومها فأفسدها عليه ليتزوجها.
3: ولو أصابت لقالت وهي صادقة.......إن الرياضة لا تنصبك للشيب
يقول أنا شيخ مجرب لا أحفل بمضارتها لعلمي بإرادتها، وقال الأصمعي قوله: (لا تنصبك للشيب) نهاه عن رياضة المسان فإن رياضتك إياهم عناء، يقول ولو أصابت الصواب ووفقت له لقالت للرجل الذي أمرها به من مضارتي لا جعلك الله ممن ينصب برياضة المسان فإن رياضتك إياهم عناء عليك وتعب لا يجدي عليك شيئًا لأنهم قد عسوا عن ذلك وجربوا فلا يسمعون ما يؤمرون به لما معهم من التجربة، وهذا دعاء وجاز الجزم في خبر إن لأن خبر إن كالمستأنف إذا لم يعمل فيه ما قبله، كما قال الآخر:
إن الذين قتلتم أمس سيدهم.......لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم ناما
أي كبرت عن الأدب، وقال بعض المحدثين:
كبر الكبير عن الأدب.......أدب الكبير من تعب
4: يأبى الذكاء ويأبى أن شيخكم.......لن يعطي الآن عن ضرب وتأديب
يقول: (يأبى) لي سني وتجربتي أن أنقاد لأمر أو أسمع لقائل والمعنى يأبى لي سني أن أعطي شيئًا على استكراه وتغلب علي بل أعطي عن إرادة مني ومحبة يأبى لي سني أن أعطي عن ضرب وأدب
5: أما إذا حردت حردي فمجرية.......جرداء تمنع غيلاً غير مقروب
(حرد حرده) قصد قصده، ومثله قول عبيد:
فنهضت نحوه حثيثة.......وحردت حرده تسيب
يصف العقاب والثعلب، قوله حردت حردي أي قصدت قصدي، والحرد القصد، قال الله عز وجل: {وغدو على حرد قادرين}، وقال الشاعر:
أقبل سيل جاء من أمر الله.......يحرد حرد الجنة المغله
أي يقصد قصدها والمغلة ذات الغلة، يقال حرد يحرد حردًا، ومن الحرد وهو الغضب حرد يحرد حردًا، والمجرية ذات الجراء يعني لبؤة شبه امرأته بها إذ واثبته، والجرداء التي تحاص شعرها، وإنما جعلها مجرية لأنه أحمى لها، وأشد لغضبها، والغيل الأجمة جعلها تمنعه لأن جراءها فيه، والغيل الأجمة والشجر الملتف، والغيل الماء يجري في أصول الشجر والغيل أيضًا اللبن يشربه الصبي، وأمه يأتيها زوجها، فيقال إنه يسقم ويضوي، ومنه قول أم تأبط شرًا وهي تصفه: والله ما أرضعته غيلاً أي لم أسقه من لباني وأنا أؤتى ولا أبته على مأقة، أي ينشج من البكاء، ولا ولدته يتنا واليتن الولد تخرج رجلاه قبل رأسه، ويقال من الغيل قد أغالت المرأة والولد مغال إذا أرضعته ذلك اللبن، فالمرأة مغيل والولد مغال ومغيل ويقال أغيلت فهي مغيل، والولد مغيل، ومنه قول امرئ القيس:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع.......فألهيتها عن ذي تمائم مغيل
وروي محول، فيقول من خبث هذه اللبؤة غيلها غير مقروب يفزع الناس أن يقربوه ويمروا به، وروي: ضبطاء تمنع غيلاً غير مقروب
6: وإن يكن حادث يخشى فذو علق.......تظل تزبره من خشية الذيب
ويروى (تظل تزجره)، يقول إذا حدث حادث فهذه المرأة على كبر سنها بمنزلة صبي عليه علقة والعلقة
البقير، أي لا خير عندها فهي بمنزلة صبي تزبره من خشية الذئب تخاف عليه، وأنشد الأصمعي في العلقة:
وما هي إلا في إزار وعلقة.......مغار ابن همام على حي خثعما
يريد أنها في ذلك الوقت صبية ممن يلبس العلقة، يقول هي في الشر لبؤة مجرية والفزع إليها لحادث يحدث كالفزع إلى صبي يلبس العلقة وهي قميص لا كمي له لا يهتدي أن يفر من الذئب حتى تزبره لصباه وقلة معرفته، فيقول غناؤها في حادث يحدث غناء ذلك الصبي والمعنى أنه لا غناء عندها ولا رأي، ويروى:
وساعة كصبي الأهل تسكته.......يبكي إلى أهله من خشية الذئب
ويروى، ولن يروه أبو عكرمة.
7: فإن يكن أهلها حلوا على قضة.......فإن أهلي الأولى حلوا بمحلوب
8: لما رأت إبلي قلت حلوبتها.......وكل عام عليها عام تجنيب
(الحلوبة) ما حلب من الإبل والركوبة ما ركب و(التجنيب) ذهاب اللبن يقال أهدوا إلى بني فلان فإنهم مجنبون عيامى وأصل التجنيب أن لا يكون في إبل القوم لبن تلك السنة يقال جنب بنو فلان العام يقول فكل عام يأتي على إبلي لا يكون فيها لبن، والحلوبة ما حلب والركوبة ما ركب.
9: أبقى الحوادث منها وهي تتبعها.......والحق صرمة راع غير مغلوب
(الحوادث) ما يحدث فيها من منحة أو حمالة أو نحر لضيف وتلك الحوادث تتبعها فيما يستقبل، (والحق) الذي يجب فيها من هبة وسبيل خير صرمة (راع) أي أبقت الحوادث منها والحق صرمة راع، و(الصرمة) القطعة من الإبل الثلثون ونحوها، وقوله (غير مغلوب)، أي إبل قليلة مهازيل قد جهدها الحق فهي لا تفوت الراعي أي أنها ضعاف، والمعنى أن الحق قللها وأفناها والحوادث التي تتبعها حتى صارت صرمة والحق أيضا يتبع هذه الصرمة فقد جهدها وأفناها فليست تغلب الراعي ولا تشد عنه لضعفها وقلتها، وهذا مثل قول الآخر:
فإن بني البدر السماء.......وإن مالك قد افرعا
يسوقون من مالهم هجمة.......عن الحق توشك أن ترجعا
أفرع بلغ أن يذبح منه الفرع، ويروى أبقى النوائب منها.
10: كأن راعينا يحدو بها حمرا.......بين الأبارق من مكران فاللوب
وروي: (كأن راعينا يحدو بها جلبًا)، وإنما شبهها بالجلب لأنها قلت فليست تنتشر عليه، فهو يضبطها، و(مكران) موضع و(اللاب واللوب) جمع لابة ولوبة وهي الحرة السوداء، وروي ولم يروه أبو عكرمة.
11: فإن تقري بنا عينًا وتختفضي.......فينا وتنتظري كري وتغريبي
12: فاقني لعلك أن تحظى وتحتلبي.......في سحبل من مسوك الضأن منجوب
وروى غير أبي عكرمة: (فاقني لعلك أن تحظي وتستلي)، مثل تستلعي أي فاقني حياء واصبري أي احتبسي حياءك واحفظيه، وأصل القنية الحبس ومنه القنية يقول اصبري وتحملي فلعل الله أن يأتيك بخير وسعة من المال فتحظي به،( وتحتلبي) لبنًا في مسك ضأن يريد وطبًا كبيرًا والسحبل العظيم، و(المنجوب) الذي قد دبغ بالنجب وهو القشر وأنشد:
أنساك عرضك منجوب تغيضه.......لم يدر ما طعمه مولى ولا جار
تغيضه تأخذه قليلاً قليلاً تستأثر به لا تسقي منه ضيفًا ولا جارًا، قال الأصمعي إنما خص الضأن لأنهم إنما يهبون ويذبحون المعزى لضنهم بالضأن، فيقول فلعل الله أن يأتيك بخصب يقل فيه قدر الضأن حتى تذبح فتدبغ جلودها، وسحبل سقاء عظيم.
[شرح المفضليات: 25-29]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
4, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إهداء لأهل المنتدى: مقالات ليست ككل المقالات! رياض العلم المنتدى الأدبي 13 6 صفر 1431هـ/21-01-2010م 09:53 PM


الساعة الآن 06:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir