دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 جمادى الآخرة 1439هـ/25-02-2018م, 07:45 AM
فاطمة إدريس شتوي فاطمة إدريس شتوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 311
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6) } [التوبة : 6]

يخاطب الله نبيه فيقول: أي مشرك من المشركين الذين أمرتك بقتالهم، وأحللت لك استباحة نفوسهم وأموالهم، استجارك: استعاذ بك واستأمنك بعد انسلاخ الأشهر الحرم؛ فأجبه إلى طلبته وأعذه وأمنه ؛ حتى يسمع القرآن يُقرأ عليه، فتقوم عليه حجة الله ، ويتبين له دين الله عز وجل ، فإن أسلم فقد نال عز الإسلام وخير الدنيا والآخرة وصار رجلاً من المسلمين ، وإن إن لم يسلم أبلغه الموضع الذي يأمنُ فيه وهو دار قومه، فإن قاتلك بعد ذلك ، وقدرت عليه فاقتله، فهم قوم لا يعلمون دين الله وتوحيده، ومحتاجون إلى سماع كلام الله؛ ليعلموا دين الله، وتنتشر دعوة الله في عباده .

قال السعدي: "وفي هذا -أي الآية- حجة صريحة لمذهب أهل السنة والجماعة، القائلين بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، لأنه تعالى هو المتكلم به، وأضافه إلى نفسه إضافة الصفة إلى موصوفها، وبطلان مذهب المعتزلة ومن أخذ بقولهم: أن القرآن مخلوق"

فاستدل أهل السنة والجماعة بهذه الآية على أن القرآن غير مخلوق، لأن الله هو المتكلم به، فالكلام صفة لله، وصفات الله كذاته غير مخلوقة، وقد الله سمى القرآن كلامًا، ولم يسمِّه خَلقًا، والآيات على ذلك كثيرةٌ، منها: ﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ﴾ [البقرة: 37]، وقال تعالى: ﴿ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 75].
وإذا كان الله تعالى سماه كلامًا، ولم يسمِّه خَلقًا، فلا يكون داخلاً في قوله سبحانه: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الرعد: 16]، فلا يكون مخلوقًا.

وقد أثبت الله الكلام لنفسه، خلافًا لما يعتقده الضالون، فقال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾ [الأعراف: 143]، وكذلك أثبته لنفسه في الآخرة بعد دخول أهل الجنة، وبوَّب البخاري في صحيحه على ذلك فقال: "باب كلام الرب تبارك وتعالى مع أهل الجنة"، وقال لأهل النار: ﴿ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾ [المؤمنون: 108].
والوصف بالتكلم من أوصاف الكمال، وضده من أوصاف النقص؛ قال تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ﴾ [الأعراف: 148]؛ فعدمُ الكلام نقص.

ومسألة خلق القرآن من المسائل التي استفاض العلماء في الحديث عنها، وتقرر فيها مذهب أهل السنة والجماعة، ومجمل ذلك: أن القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، وأن كلام الله صفة لله، قائمة بذاته، على ما يليق بجلاله وعظمته، وأنه تعالى لم يزل متكلما، إذا شاء، ومتى شاء، وكيف شاء، وهو متكلم بحرف وصوت يُسمع، ومن قال بخلق القرآن فهو كافر

سُئل الإمام أحمد بن حنبل ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله غير مخلوق. فقيل: بم أكفرته؟ قال: بآيات من كتاب الله: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ } [البقرة: 120] فالقرآن علم الله , فمن زعم أن علم الله مخلوق فقد كفر .
وكان الإمام مالك بن أنس وجماعة من العلماء بالمدينة وذكروا القرآن فقالوا: كلام الله وهو منه وليس من الله شيء مخلوق

قال البيهقي: " مذهب السلف والخلف من أصحاب الحديث أن القرآن كلام الله عز وجل، وهو صفة من صفات ذاته ليست ببائنة منه"

وقد أخبر سبحانه أنه منزل من الله ولم يخبر عن شيء أنه منزل من الله إلا كلامه؛ بخلاف نزول الملائكة والمطر والحديد، مما يدل على أن ليس كل ما ينزل من السماء غير مخلوق، فإن الله أنزل من السماء ماء وهو مخلوق، وأنزل الحديد كما في قوله: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ} [الحديد: 25] ، وهو مخلوق، وقال تعالى: {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاج} ، [الزمر: من الآية6] ، والأنعام مخلوقة، فإذا كان المنزل من عند الله وصفا مضافا إلى الله، وصفة لا تقوم بذاتها; وإنما تقوم بغيرها; لزم أن يكون غير مخلوق; لأنه من صفات الله.

قال تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ } [الأنعام: 114] { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ } [النحل: 102] {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الزمر: 1].

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 جمادى الآخرة 1439هـ/2-03-2018م, 10:30 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة إدريس شتوي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6) } [التوبة : 6]

يخاطب الله نبيه فيقول: أي مشرك من المشركين الذين أمرتك بقتالهم، وأحللت لك استباحة نفوسهم وأموالهم، استجارك: استعاذ بك واستأمنك بعد انسلاخ الأشهر الحرم؛ فأجبه إلى طلبته وأعذه وأمنه ؛ حتى يسمع القرآن يُقرأ عليه، فتقوم عليه حجة الله ، ويتبين له دين الله عز وجل ، فإن أسلم فقد نال عز الإسلام وخير الدنيا والآخرة وصار رجلاً من المسلمين ، وإن إن لم يسلم أبلغه الموضع الذي يأمنُ فيه وهو دار قومه، فإن قاتلك بعد ذلك ، وقدرت عليه فاقتله، فهم قوم لا يعلمون دين الله وتوحيده، ومحتاجون إلى سماع كلام الله؛ ليعلموا دين الله، وتنتشر دعوة الله في عباده .

قال السعدي: "وفي هذا -أي الآية- حجة صريحة لمذهب أهل السنة والجماعة، القائلين بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، لأنه تعالى هو المتكلم به، وأضافه إلى نفسه إضافة الصفة إلى موصوفها، وبطلان مذهب المعتزلة ومن أخذ بقولهم: أن القرآن مخلوق"

فاستدل أهل السنة والجماعة بهذه الآية على أن القرآن غير مخلوق، لأن الله هو المتكلم به، فالكلام صفة لله، وصفات الله كذاته غير مخلوقة، وقد الله سمى القرآن كلامًا، ولم يسمِّه خَلقًا، والآيات على ذلك كثيرةٌ، منها: ﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ﴾ [البقرة: 37]، وقال تعالى: ﴿ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 75].
وإذا كان الله تعالى سماه كلامًا، ولم يسمِّه خَلقًا، فلا يكون داخلاً في قوله سبحانه: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الرعد: 16]، فلا يكون مخلوقًا.

وقد أثبت الله الكلام لنفسه، خلافًا لما يعتقده الضالون، فقال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾ [الأعراف: 143]، وكذلك أثبته لنفسه في الآخرة بعد دخول أهل الجنة، وبوَّب البخاري في صحيحه على ذلك فقال: "باب كلام الرب تبارك وتعالى مع أهل الجنة"، وقال لأهل النار: ﴿ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾ [المؤمنون: 108].
والوصف بالتكلم من أوصاف الكمال، وضده من أوصاف النقص؛ قال تعالى: ﴿ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ﴾ [الأعراف: 148]؛ فعدمُ الكلام نقص.

ومسألة خلق القرآن من المسائل التي استفاض العلماء في الحديث عنها، وتقرر فيها مذهب أهل السنة والجماعة، ومجمل ذلك: أن القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، وأن كلام الله صفة لله، قائمة بذاته، على ما يليق بجلاله وعظمته، وأنه تعالى لم يزل متكلما، إذا شاء، ومتى شاء، وكيف شاء، وهو متكلم بحرف وصوت يُسمع، ومن قال بخلق القرآن فهو كافر

سُئل الإمام أحمد بن حنبل ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله غير مخلوق. فقيل: بم أكفرته؟ قال: بآيات من كتاب الله: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ } [البقرة: 120] فالقرآن علم الله , فمن زعم أن علم الله مخلوق فقد كفر .
وكان الإمام مالك بن أنس وجماعة من العلماء بالمدينة وذكروا القرآن فقالوا: كلام الله وهو منه وليس من الله شيء مخلوق

قال البيهقي: " مذهب السلف والخلف من أصحاب الحديث أن القرآن كلام الله عز وجل، وهو صفة من صفات ذاته ليست ببائنة منه"

وقد أخبر سبحانه أنه منزل من الله ولم يخبر عن شيء أنه منزل من الله إلا كلامه؛ بخلاف نزول الملائكة والمطر والحديد، مما يدل على أن ليس كل ما ينزل من السماء غير مخلوق، فإن الله أنزل من السماء ماء وهو مخلوق، وأنزل الحديد كما في قوله: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ} [الحديد: 25] ، وهو مخلوق، وقال تعالى: {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاج} ، [الزمر: من الآية6] ، والأنعام مخلوقة، فإذا كان المنزل من عند الله وصفا مضافا إلى الله، وصفة لا تقوم بذاتها; وإنما تقوم بغيرها; لزم أن يكون غير مخلوق; لأنه من صفات الله.

قال تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ } [الأنعام: 114] { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ } [النحل: 102] {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الزمر: 1].
بارك الله فيكِ وسددكِ.
ولو عدتِ لمسألة خلق القرآن وكيف بنى الإمام أبو عبدالله الأذرمي مناظرته لأحمد بن أبي دؤاد بطريقة المجاراة والإعثار لكان أتمّ بيان لأسلوب الحجاج .
الدرجة : ب
تم خصم نصف درجة للتأخير .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir