دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأقسام العلمية العامة > القراءة المنظمة > صفحات الطلاب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 رجب 1430هـ/7-07-2009م, 05:17 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي صفحة الطالب: أبو صهيب

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد :
فهذا ما اعان الله به من تلخيص للكتاب الموسوم بالرسالة التبوكية لمؤلفه محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.

يمكن تقسيم الكتاب الى سبعة اقسام وتحت كل قسم مسائل :
1- المقدمة
2- تمهيد
3- الهجرة الى الله
4- الدافع الى الهجرة
5- الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
6- حال الاتباع وانواعهم
7- شد الرحال

1- موضوع الكتاب :
المقصد من هذا المؤَلف هو بيان الهجرة الى موطن الانسان الاصلي وبيان ما يعين على ذالك لسلوك الطريق والوصول بامان والتحذير من العقبات التي تحول دون ذالك

2- المقدمة :

أ‌- ابتدا المؤلف رحمه الله تعالى بمقدمة بديعة كعادته في استحضار المعاني البعيدة وربطها باصل الموضوع والذي شدني واستوقفني كثيرا هو وجه ربط هذه المقدمة بموضوع الكتاب وهو الهجرة وبعد تامل لاحظت انه اثناء تناوله للمقدمة بعد استدلاله بقوله تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب } ركز على جانب منها اكثر من غيره وهو قوله تعالى{ وتعاونوا على البر والتقوى } والسر في ذالك والله اعلم انه لما كان المهاجر الى الله قد يستوحش الطريق كان لابد له من ركب يستأنس بهم ولما كان الطريق الى الله لا الى غيره كان لابد للركب من صفات تليق بالذي هم سائرون اليه يتعاونون عليها الا وهي البر والتقوي ومن لازمها عدم التعاون على الاثم والعدوان

ب‌- بعد هذا نذكر المقدمة في نقاط :
v ذكر قوله تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب }
v قسّم فيها الواجبات الي ما يكون بين العباد بعضهم بعضا وبين ما يكون بينه وبين الله
v عرف البر والتقوى وبين معناهما عند الاجتماع والافتراق في السياق
v عرف الاثم والعدوان والفرق بينهما
v بين معنى الحدود ووجه الفرق بين عدم القرب وعدم التعدي
v بعد ذالك تطرق الى حق الله تعالى بايجاز
v ثم انتقل بعد ذالك الي موضوع الكتاب الا وهو الهجرة
3- تمهيد :
أ‌- الهجرة لابد لمن ارادها ان يتزود بما يعينه وكذالك الهجرة الى الله ورسوله وزادها التقوى الا انه اذا لم يسترشد بمن يدله فانه سيظل الطريق لذا بدأ المؤلف رحمه الله تعالى بلفت الانتباه الى ان الارشاد يأتي من الذي بيده الارشاد وان هذه الهجرة هي مقصد الشارع لذا اوجبها على العباد ، وان الهجرة هجرتان والمقصود هنا الهجرة بالقلب إلى الله ورسوله والثانية تابعة لها
4- الهجرة الى الله :
أ‌- قال تعالى { ففروا إلى الله } :
ب‌- حقيقة الهجرة هو الفرار الى الله من تعلق القلب بكل ما سوى الله
ت‌- الفرار الى الله هو افراده بالطلب والعبودية ولوازمها
ث‌- الفرار منه إليه سبحانه وتعالى متضمن لتوحيد الربوبية وإثبات القدر
ج‌- معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " وأعوذ بك منك " وقوله : " لا ملجأ ولا منجى منك ألا إليك "ح‌- ثمرات هذين الأمرين انه يوجب للعبد انقطاع تعلق قلبه عن غيرالله سبحانه وتعالى بالكلية
5- الدافع الى الهجرة :
أ‌- اصل الهجرة ومحركها الحب والبغض
ب‌- مخالفة النفس والشيطان والهوي والاستجابة لداعي الايمان الى الهجرة الى الله في كل حين
ت‌- قوة وضعف الهجرة بحسب قوة داعي المحبة وضعفه
6- الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أ‌- طريق سالك الهجرة شديد وعلى غير المشتاق وعِر وبعيد
ب‌- حد الهجرة وتعريفها
ت‌- الهجرة إلى الرسول هي مقتضى " شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
ث‌- اهمية الهجرة

ج‌- قال تعالى { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسملوا تسليما } لتقرر هذه الاية في نفوس العباد اعتنى بها الشارع واكدها بخمس مؤكدات::
v افتتاح القسم بأداة النفي وهذا يقتضي تقوية المقسم عليه وتأكيده وشدة انتفائه
v تأكيده بنفس القسم .
v تأكيده بالمقسم به ، وهو إقسامه بنفسه لا بشيء من مخلوقاته
v تأكيده بانتفاء الحرج وهو وجود التسليم .
v تأكيد الفعل بالمصدر ، وما هذا التأكيد إلا لشدة الحاجة إلى هذا الأمر العظيم
ح‌- قال تعالى {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} فيه دليل على أن من لم يكن الرسول أولى به من نفسه فليس من المؤمنين وهذه الأولوية تتضمن أموراً :
v أن يكون احب إلى العبد من نفسه لان الأولوية أصلها الحب فيلزم من ذالك سائر لوازم المحبة
v أن لا يكون للعبد حكم على نفسه أصلاً بل الحكم على نفسه للرسول صلى الله عليه وسلم ومن نواقض هذا الاصل :
ü تحكيم العقل على احكامه صلى الله عليه وسلم
ü الاشتغال باقوال غيره وتقريرها ، والغضب والمحبة لها والرضا بها والتحاكم إليها .
خ‌- قال تعالى : { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } وفيها مسائل :
v الهداية في طاعة الرسول لا في غيرها ، فإنها معلقة بشرط فتنتفي بانتفائه
v الرسول صلى الله عليه وسلم حمل أداء الرسالة وتبليغها وحملتم طاعته والانقياد له والتسليم
v الهداية والتوفيق من الله عز وجل
د‌- قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير واحسن تأويلا } وفيها مسائل :
v النداء باسم الإيمان إشارة إلى أنكم إن كنتم مؤمنين فالإيمان يقتضي منكم ما سيذكر
v طاعة الرسول استقلالا طاعة لله وغيره تبع
v رد النزاع إلى القرآن رد إلى الله والرسول
v وجوب رد كل موارد النزاع إلى الله ورسوله لا إلى غيرهما
v الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه والرد إلى الرسول هو الرد إليه في حياته والرد إلى سنته بعد وفاته
v من حَكّمَ غير الله ورسوله في موارد النزاع كان خارجاً من مقتضى الإيمان بالله واليوم الآخر
v طاعة الله ورسوله وتحكيم الله ورسوله هو سبب السعادة عاجلا وآجلاً
v كمال السعادة تحصل بارعة امور: العلم والعمل ودعوة الخلق إليه وصبره واجتهاده على تلك الدعوة
ذ‌- قال تعالى : { المص * كتاب انزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتندر به وذكرى للمؤمنين ، اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون } :
v الأمر باتباع ما أنزل على رسوله والنهي عن اتباع غيره
v طريق الاتباع اما للحق او للباطل ولا ثالث بينهما
7- حال الاتباع وانواعهم :
أ‌- حال الاتباع وحال من اتبعوهم المشتركين في الضلالة:
v قال تعالى : { ويوم يعض الظالم على يديه ، يقول : يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ياويلتى ليتني لم أتخد فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني . وكان الشيطان للإنسان خذولا }:
ü كل من اتخذ خليلا غير الرسول له نصيب هذه المقالة لا محالة
ü حال الخليلين المتخالين على خلاف طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومآل تلك الخلة
v قال تعالى : { يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا } :
ü التمني والاعتذار لا ينفع يوم القيامة حتى لو كان تمنى طاعة الله ورسوله
v قال تعالى : {....قال : ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار ، كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم : ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفاً من النار . قال : لكل ضعف ولكن لا تعلمون . وقالت : أولاهم لأخراهم : فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون }
ب‌- حال الأتباع المخالفون لمتبوعيهم : :
v قال تعالى { إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب . وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا . كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار } :
ü الاتباع هو الذي ينفع لا دعوى الاتباع
ü انقطاع الاسباب وبطلان الاعمال حال كل من اتخد من دون الله ورسوله وأولياء
ت‌- حال الأتباع السعداء وهم نوعان :
v اتباع لهم حكم الاستقلال :
ü قال الله عز وجل فيهم : {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه }:
· هؤلاء هم السعداء الذين ثبت لهم الرضا من الله وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة
ü وقال تعالى { هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ، وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم . ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم }
v النوع الثاني من الإتباع هم اتباع المؤمنين من ذريتهم الذين لم يثبت لهم حكم التكليف في دار الدنيا ، وإنما هم مع آبائهم تبع لهم:
ü قال الله تعالى فيهم : { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء }:
· الإلحاق في الفضل والثواب لا في العدل والعقاب
8- شد الرحال :
أ‌- زاد السفر وطريقه ومركبه :
v زاده العلم الموروث من خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم
v طريقه بذل الجهد واستفراغ الوسع ، فلا يُنال بالمني ، ولا سبيل إلى ركوب هذا الظهر إلا بأمرين :
ü أحدهما : أن لا يصبو في الحق إلى لوم لائم فان اللوم يصيب الفارس فيصرعه عن فرسه ويجعله صريعا في الأرض
ü والثاني : أن تهون عليه نفسه في الله ، فيقدم حينئذ ولا يخاف الأهوال
ü والصبر هو مفتاح الامرين
v واما مركبه فصدق اللجأ إلى الله والانقطاع إليه بكليته وتحقيق الافتقار إليه بكل وجه
ب‌- تدبر آيات الله ودوام التفكر فيها:
v رأس الأمر وعموده في ذلك إنما هو دوام التفكر وتدبر آيات الله حيث تستولي على الفكر وتشغل القلب
v دوام التفكر إشرة إلى مقام عظيم بينه رحمه الله بالتنبيه والتمثيل على تفاوت الأفهام في معرفة القرآن واستنباط أسراره وآثار
ت‌- حال من شد الرحال وتوجه الى السفر:
v المقصود أن القلب لما تحول لهذا السفر طلب رفيقاً يأنس به في السفر فلا يجد إلا معارضاً مناقضاً ، أو لائماً بالتأنيب مصرحاً ، أو فارغاً من هذه الحركة معرضاً ، وليت كل ما ترى هكذا فلقد أحسن إليك من خلاَّل وطريقك ولم يطرح شره عليك فإذا كان هذا المعروف من الناس فالمطلوب في هذا الزمان المعاونة على هذا السفر بالإعراض وترك اللائمة والإعتراض إلا ما عسى أن يقع نادراً فيكون غنيمة باردة لا قيمة لها. ولا ينبغي أن يتوقف العبد في سيره على هذه الغنيمة بل يسير و لو وحيداً غريباً فانفراد العبد في طريق طلبه دليل على صدق المحبة
ث‌- الرسالة تطبيق عملي للتعاون على البر والتقوى :
v من نظر في هذه الكلمات التي تضمنتها هذه الورقات علم أنها من أهم ما يحصل به التعاون على البر والتقوى وسفر الهجرة إلى الله ورسوله ، وهذا الذي قصد مسطرها بكتابتها وجعلها هديته المعجلة السابقة إلى أصحابه ورفقائه في طلب العلم
ج‌- طلب الصحبة :
v من أراد هذا السفر فعليه بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء ، فإنه يبلغ بمرافقتهم إلى مقصده ، وليحذر من مرافقة الأحياء الذين هم في الناس أموات ، فإنهم يقطعون عليه طريقه ، فليس لهذا السالك أنفع من تلك المرافقة ، وأوفق له من هذه المفارقة ، فقد قال بعض السلف : شتان بين أقوام موتى تحيا القلوب بذكرهم ، وبين أقوام أحياء تموت القلوب بمخالطتهم
ح‌- حال المسافر بين الناس :
v فمتى صرف همته عن صحبتهم إلى صحبة من أشباحهم مفقودة ، ومحاسنهم وآثارهم الجميلة في العالم موجودة ، استحدث بذلك همة أخرى وعملا آخر ، وصار بين الناس غريباً وإن كان فيهم مشهوراً ونسيباً ، ولكنه غريب محبوب يرى ما الناس فيه و لا يرون ما هو فيه ، يقيم لهم المعاذير ما استطاع ، ويحضهم بجهده و طاقته سائراً فيهم بعينين : عين ناظرة إلى الأمر والنهى ، بها يأمرهم وينهاهم ويواليهم ويعاديهم ، ويؤدي لهم الحقوق و يستوفيها عليهم . وعين ناظرة إلى القضاء والقدر بها يرحمهم ويدعو لهم و يستغفر لهم ، ويلتمس وجوه المعاذير فيما لا يخل بأمر و لا يعود بنقض شرع ، وقد وسعهم بسطته ورحمته ولينه ومعذرته ، وقفاً عند قوله تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } متدبراً لما تضمنته هذه الآية من حسن المعاشرة مع الخلق وأداء حق الله فيهم والسلامة من شرهم
خ‌- ثم ختم رحمه الله بهذه العبارة التي تجمع ما سبق :
v وقد كان يغني من كثير من هذا التطويل ثلاث كلمات كان يكتب بها بعض السلف الى بعض فلو نقشها العبد في لوح قلبه يقرؤها على عدد الانفاس لكان ذالك بعض ما يستحقه وهي " من اصلح سريرته اصلح الله علانيته ومن اصلح ما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس ومن عمل لاخرته كفاه الله مؤنة دنياه"


هذا ما تيسر ايراده وما كان من تقصير او خروج عن الموضوع فبتنبيهاتكم شيخنا تستدرك في الرسائل القادمة
لاول مرة استصعب العلم اسال الله ان تكون البداية صحيحة

احسن الله اليكم ووفقكم لكل خير

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 رجب 1430هـ/13-07-2009م, 07:39 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم
والمشاركات حسنة نافعة وأقربها إلى الكمال مشاركة الأخت أم بدر وفقها الله لو أنها ذكرت المبحث المتعلق بتدبر القرآن

وبقية المشاركات حسنة نافعة فاقت ما كنت أتوقعه ودلت على حسن إدراك وفهم. وفقكم الله جميعاً

وينبغي أن يفرق بين تلخيص الكتاب وتلخيص مقاصد الكتاب
فمشاركة الأخ الكريم أبي صهيب ثرية ببيان محتويات الكتاب فهي كالكشاف التحليلي له
وهذه الطريقة في التلخيص نافعة جداً لكنها ليست من غرضنا في هذه المرحلة
فالمقصود هو تلخيص مقاصد الكتاب ليتبين الطالب معرفته لها ويعرف ما استند إليه المؤلف في بيانها.

ومقصود الرسالة الكلي هو بيان معنى الهجرة إلى الله ورسوله وآدابها وأحوال الأتباع والمتبوعين.

ومراده بالهجرة إلى الله تعالى تحقيق الإخلاص في عبادة الله تعالى.
ومراده بالهجرة إلى رسوله صلى الله عليه وسلم تحقيق المتابعة.
وهذان الأمران هما مقتضى الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله.


وهذه الرسالة القيمة تصلح مقدمة لكتابه الحافل (طريق الهجرتين وباب السعادتين) وسنأتي على قراءة هذا الكتاب في مراحل لاحقة بإذن الله تعالى.


سنواصل اقتراح عدد من الرسائل حتى نتم التطبيقات المطلوبة على الدرس الأول
ثم ننتقل إلى الدرس الثاني - بإذن الله تعالى -.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 رجب 1430هـ/14-07-2009م, 09:21 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الرسالة عبارة عن وصية جامعة لما فيه صلاح الدنيا والاخرة وقد كانت جواب لمن سالها فجاءت اجابته رحمه الله تعالى مرتكزة على الجمل التي سال عنها السائل

مقاصد الرسالة:

1- الوصية بالتقوى استنادا الى ما وصى به سبحانه وتعالى في قوله{ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ } . وبما وَصَّى به النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذًا لَمَّا بَعَثَهُ إلَى الْيَمَنِ{ فَقَالَ : يَا مُعَاذُ : اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْت وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقِ حَسَنٍ } مع اشارة الى ان الحديث تفسير للوصية القرانية وبيان وجه كون هذه الوصية جامعة وان المقصود من الحديث ذكر السيئة وكيفية محو اثارها ثم التنبيه الى ما اخبر به الصادق المصدوق من اتباع الامتين المغضوب عليها والضالة في الوقوع في المعاصي وبيان ان الحديث فيه عاصمة من هذه القاصمة وان ذلك يشترك فيه العالم والعامي وهذا كله في بيان حق الله واما حق العباد فجماع الوصية به حسن الخلق وبيان مرتبتيه مع بيان ان التقوى هي الجامع لما سبق
2- ثم ارشد رحمه الله الى ان يَنْبُوعَ الْخَيْرِ وَأَصْلَهُ : إخْلَاصُ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ عِبَادَةً وَاسْتِعَانَةً استنادا لقوله تعالى: { إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وقَوْلِهِ : { فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } وغيرها من الايات
3- ثم بين رحمه الله للسائل ان أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ بَعْدَ الْفَرَائِضِ يختلف فيه الناس لكن مِمَّا هُوَ كَالْإِجْمَاعِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ مُلَازَمَةَ ذِكْرِ اللَّهِ دَائِمًا وسناده في ذالك حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ : { سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ الْمُفَرِّدُونَ ؟ قَالَ : الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ } وايضا ما رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعُهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ذِكْرُ اللَّهِ } ثم بين رحمه الله المعنى الواسع للذكر حتى ادخل فيه طلب العلم وجعله من افضل الاعمال بعد الفرائض ثم دل من اشتبه عليه الامر في الافضل الى الالتجاء الى الله بالاستخارة والدعاء والالحاح فيه
4- وكان جوابه رحمه الله عن ارجح المكاسب ان دله على الكسب الحقيقي حيث قال "َالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ وَالثِّقَةُ بِكِفَايَتِهِ وَحُسْنُ الظَّنِّ بِهِ" استنادا لقول النبى صلى الله عليه وسلم ": { كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَنْ أَطْعَمْته فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ . يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَنْ كَسَوْته فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ } وَفِيمَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى شِسْعَ نَعْلِهِ إذَا انْقَطَعَ فَإِنَّهُ إنْ لَمْ يُيَسِّرْهُ لَمْ يَتَيَسَّرْ } " وقوله تعالى { وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ } الى غير ذالك
5- ثم بين كيف للمسلم ان ينظر الى الكسب استنادا لما رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ ان النبي صلى الله علىه وسلم قال: { مَنْ أَصْبَحَ وَالدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ شَتَّتَ اللَّهُ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إلَّا مَا كُتِبَ لَهُ . وَمَنْ أَصْبَحَ وَالْآخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ جَمَعَ اللَّهُ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ؟ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ } واما نوعه الذي تقوم به حياته فهذا يختلف الناس فيه فان قصد جهة فبالاستخارة ينال المطلوب
6- ثم بين رحمه الله لمستوصيه عن الكتب ان الحال يختلف ايضا من شخص لاخر باعتبارات وان جِمَاعَ الْخَيْرِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِاَللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي تَلَقِّي الْعِلْمِ الْمَوْرُوثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وان تكون هِمَّتُهُ فَهْمَ مَقَاصِدِ الرَّسُولِ فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَسَائِر كَلَامِهِ وَإِذَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ شيء فَلْيَدْعُ بِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إذَا قَامَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ : اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وميكائيل وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِك إنَّك تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
7- ومن الكتب المصنفة ارشده الى صحيح البخاري مع غيره مما يقوم باصول العلم
8- فكانت هذه الوصية جامعة لخيري الدنيا والاخرة


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 رجب 1430هـ/18-07-2009م, 11:55 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

جمل من مقاصد الرسالة :
1- ابتدا المؤلف رحمه تعالى الرسالة ببيان حال البدن مع المرض وبيان سبب فساده وما يضعفه وبيان ما به يرجع الى طبيعته تمهيدا لالحاق ما يقرر في المحسوس بما هو المقصد من الرسالة وهو مرض القلب
2- عرف رحمه الله مرض القلب بانه نَوْعُ فَسَادٍ يَحْصُلُ لَهُ يَفْسُدُ بِهِ تَصَوُّرُهُ وَإِرَادَتُهُ وهو الم يحصل في القلب كالغيض من العدو استنادا لقول الله عز وجل { وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ } { وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ } وان المرض يقوى بمثله ويضعف بضده وان تاثره بالمرض من ورود شهوة او شبهة اقوى من تاثر السليم تم بين سبب المرض وانه نوع جهل دون الجهل المطلق
3- ثم بين رحمه الله ان َالْقَلْبُ يَحْتَاجُ أَنْ يَتَرَبَّى وَيَنْمُو وَيَزِيدُ حَتَّى يَكْمُلَ وَيَصْلُحَ وهذا انما يكون بالقران لانه مزيل للامراض وايضا به ينمو ويتزكي وزكاته انما تكون بالتوحيد والايمان لكن هذا مع الانقطاع عما يمرضه من ترك المعاصي والفوحش وغيرها واستند في ذالك الى ايات من كتاب الله من ذالك قوله تعالى{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا } وقوله : { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }الى غير ذالك من الايات
4- ثم بين ان َصَلَاحُ الْقَلْبِ فِي الْعَدْلِ وَفَسَادُهُ فِي الظُّلْمِ وان العمل له اثر في القلب من نفع او ضر استنادا لقول الله تعالى { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا } ولقول بعض السَّلَفِ : إنَّ لِلْحَسَنَةِ لَنُورًا فِي الْقَلْبِ وَقُوَّةً فِي الْبَدَنِ وَضِيَاءً فِي الْوَجْهِ وَسَعَةً فِي الرِّزْقِ وَمَحَبَّةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ وَإِنَّ لِلسَّيِّئَةِ لَظُلْمَةً فِي الْقَلْبِ وَسَوَادًا فِي الْوَجْهِ وَوَهَنًا فِي الْبَدَنِ وَنَقْصًا فِي الرِّزْقِ وَبُغْضًا فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ
5- ثم بين ان َأَصْلُ صَلَاحِ الْقَلْبِ هُوَ حَيَاتُهُ وَاسْتِنَارَتُهُ استنادا لقول الله عز وجل { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا } واردفها بكم من الايات التي تدل على المقصود
6- ثم بين رحمه الله تعالى ان العبد حتى يَنْتَفِعُ بِمَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْإِيمَانِ مِنْ مَدْحِ شُعَبِ الْإِيمَانِ وَذَمِّ شُعَبِ الْكُفْرِ ان يفهم النصوص التي جاء فيها الذم وبيان عيب الانسان على اساس ان المسلم داخل في الذم ايضا ومن امثلة ذالك قوله تعالى { وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إلَى ضُرٍّ مَسَّهُ } و قَوْلِهِ : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }
7- ومن حياة القلب بين ان الحياء مشتق من الحياة وانه المانع له من القبائح التي تفسد القلب وانطلق في بين هذه المسئلة استندا لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ }
8- ثم بدأ بعد ذالك في بيان افة من افات القلوب الا وهي الحسد فبين معناه واقسامه وبين الممنوع منه والجائز واستطرد كثيرا في بيان الجائز منه حتى تكاد تقول ان الرسالة في بيانه والسبب في ذالك ما بينه رحمه الله من قلة من ينجوا منه
9- ثم اردف ذالك بداء العشق الذي يصيب القلب فبينه وانه يقرن غالبا بِالْفِعْلِ الْمُحَرَّمِ ثم اوضح ما يصرف الانسان عن هذا الداء من الصبر والانابة والمحبة والخوف
10- ثم ختم رسالته رحمه الله بان سائر الامراض تدفع بالصحة وصحة القلب تكون بالايمان والايمان يكون بالعلم النافع والعمل الصالح ومن ذالك لزوم الاذكار


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 شعبان 1430هـ/24-07-2009م, 07:58 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

اذا اردنا ان نختصر هذه الرسالة بما يفي بالمطلوب يمكن ان نقول انها تفسير لقوله تعالى ( اياك نعبد واياك نستعين )وهذا هو توحيد الله تعالى

بدأ رحمه الله بجملة من الايات يستدل بها على ما سيعتمده فكل جملة مما جعلها عماد لرسالته الا وسنادها في هذه الايات

قدم بين يدي رسالته بمقدمة قرر فيها ان كل مخلوق حي يحتاج الى مطلوب محبوب ومعين للوصول اليه ودفع لمكروه ومعين لدفعه ثم بين ذالك من تسعة اوجه كلها ترجع الى هذا الذي قرره

الوجه الاول بين رحمه الله ان ذالك من محاب الله فيطلب لانه هو المطلوب دون ما سوه ويستعان به على المطلوب لا بغيره وهذا معنى قَوْلِهِ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}

الوجه الثاني حاجة الخلق الى التوحيد كحاجتهم واعظم الى الخلق لان به يحصل لهم الصلاح في الدنيا واللذة في الاخرة

الوجه الثالث انقطاع العبد الى الله في دفع الضر وجلب النفع وهذا يفتح للعبد لذة المناجاة التي تكون احب اليه مما قصده بذالك والله عز وجل في القران يدعو عباده بهذا الوجه الى الاول

الوجه الرابع الذي ينال به المطلوب محبة الله اذ ان محبة غيره وان كان فيها لذة فان ضررها اكثر وهو حاصل بوجود المحبوب او بفقده

الوجه الخامس صلاح العبد في عبادة الله واستعانته وخذلانه في الاعتماد على غيره والتوكل عليه استنادا لقول الله عز وجل {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا}

الوجه السادس والسابع والثامن والتاسع ان الله وحده هو الذي يطلب منك لتنتفع انت بالامتثال بخلاف من دونه فانه يفعل ذالك لحاجته هو ولو كان في ذالك ضرر عليه مع عدم قدرة المطلوب على النفع الا باذن الله ولو اجتهد لتحصيل ذالك فلا يكون الا ما اراد الله وملاحظة هذا يمنعك ان ترجو المخلوق او ان تطلب منه منفعة لك

ثم بين ان الذي لا يستطيع ان ينفع نفسه كيف به ان ينفع غيره

ثم عاد رحمه الله ليبين ما به بدا وهو تلازم العبادة والاستعانة وحاجة الانسان لهما

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 شعبان 1430هـ/8-08-2009م, 11:18 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

مدار الرسالة في بيان آفة التوحيد الشرك وطريق التخلص منه وبيان انحراف العباد عن التوحيد المطلوب بمجاوزة الحد في ما هو مقرر عندهم وبيان ما يحرك القلوب . ويتلخص ذالك في النقاط التالية :

1- بيان خطورة الشرك وعظم عصيان الله به استنادا لقول الله {إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ولقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: ((أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ))
2- الله عز وجل هو المستحق للعبادة لذاته و ما سواه مفتقر مقهور بالعبودية لا يصلح ان يكون إلها استنادا لعدد من الآيات من ذالك قوله تعالى {إنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}.
3- بيان ان جميع العبادات لا تخرج أن تكون إما أمر ونهي ومحبة وخوف ورجاء وهذا مقتضى الإلهية وإما ان تكون تسليم وتفويض وترك الإختيار وهذا مقتضى الربوبية وكل هذا مجموع في قوله تعالى { إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
4- من خلال قول الله تعالى { إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قرر رحمه الله مشهدين استنادا إلى ركني الآية حيث ان أولاها حوت مشهد الإلهية وآخرها فيها مشهد الربوبية وأن الفقيه في عبودية الله هو من جمع بين المشهدين لا من طغى عليه مشهد الربوبية حتى غاب عن مشهد الإلهية أو بعضه وسبب من هذا حاله أنه عبد الله على مراده هو لا على مراد الله
5- ثم بين رحمه الله أن الشرك الذي يكفر به صاحبه نوعان شرك في الإلهية وشرك في الربوبية وأن شرك الإلهية هو الذي قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين مع إقرارهم بربوبية الله حيث قال تعالى على لسانهم -{مَا نَعْبُدُهُمْ إلَّا لِيُقَرِّبُونَا إلَى اللَّهِ زُلْفَى} وقال تعالى {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}
6- ثم بين رحمه الله كيفية التخلص من شرك الربوبية وذالك بالنظر إلى المعطي الأول بالشكر والنظر إلى من كان سببا بالمكافئة للتخلص من تعلق القلب إلا بالمعطي الأول وهو الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم(( مَنْ أَسْدَى إلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوَا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ )) ومما يقوي هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس (( وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوك لَمْ يَنْفَعُوك إلَّا بِشَيْءِ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَك وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوك لَمْ يَضُرُّوكَ إلَّا بِشَيْءِ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ. رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ))
7- ثم اردفه ببيان أن الشرك الخفي لا يكاد يسلم منه أحد ومثل له بما يقع منه في المحبة والخوف والرجاء وهذه الثلاثة كلما قويت عند العبد تجاه مولاه صغرت عنده تجاه غيره وطريق التخلص من هذه الآفات كلها الإخلاص لله عز وجل قال الله تعالى {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}
8- ثم عقد فصلا بين فيه أن المحبة والخوف والرجاء هي التى تدفع وتحرك القلوب إلى الله تعالى وأن أقواها المحبة وهي لا تنقطع حتى في الآخرة وتلقي بالعبد في السير إلى محبوبه فإن فقدت أو ضعفت فبالذكر ومطالعة الآلاء والنعماء يتحرك والخوف يمنعه أن يخرج عن طريق المحبوب والرجاء يقوده

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 رمضان 1430هـ/5-09-2009م, 05:54 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المقصد العام للرسالة :
الرسالة توضيح لسبب مخالفة الصراط المستقيم من هذه الأمة وقد ركز فيها المؤلف على طائفة دون أخرى وهم من شابه النصارى من العباد

ويمكن ترتيب هذا المقصد في النقاط التالية :
1- بدأ المصنف رحمه الله هذا الفصل ببيان قوله صلى الله عليه وسلم ( الْيَهُودُ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ وَالنَّصَارَى ضَالُّونَ ) بجملة من الآيات من ذالك قوله تعالى {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} وقوله: {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} وغيرها من الآيات الدالة على المقصود
2- طلب الدعاء للهداية إلى الصراط المستقيم وتكراره دليل على عدم الأمن من الانحراف عنه استنادا لقوله تعالى في سورة الفاتحة {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}
3- وقوع ذالك من الأمة تأكيدا لخبر الصادق المصدوق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ: ( لَتَسْلُكُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ) قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: (فَمَنْ ؟)
4- من انحرف من علماءنا ففيه شبه من اليهود ومن انحرف من عبادنا ففيه شبه من النصارى واستند في ذالك إلى قول بعض السلف
5- من أمثلة الانحراف عن الصراط المستقيم الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم كما غلت النصارى في عيسى
6- من أشرف الأوصاف التي وصف بها النبي صلى الله عليه وسلم أنه عبد لله ومن حرصه على ذالك سعيه عليه الصلاة والسلام في تحقيقه كي لا تقع أمته في الغلو فيه حيث قال للذي قال له ما شاء الله وشئت أجعلتني لله ندا وقوله (اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) وغير ذالك من التحذيرات
7- الغلو في الأنبياء في هذه الأمة وقع من طائفتين ضُلال الشيعة إضافة إلى غلوهم في الأئمة وجهال المتصوفة إضافة إلى غلوهم في الصالحين
8- من توهم فِي نَبِيِّنَا أَوْ غَيْرِهِ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ شَيْئًا مِنْ الْأُلُوهِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ فَهُوَ مِنْ جِنْسِ النَّصَارَى
9- لما بين رحمه الله أن من الأمة من وقع في ما وقعت فيه الأمم السابقة خاصة في الغلو في الأنبياء بصرف الحق المختص بالله للرسول بين رحمه هذين الحقين :
10- حق الرسول: ويكون بطاعته ومحبته وتوقيره وتعزيره ونصره وتحكيمه والرضا بحكمه وتحكيمه والرضى بحكمه والتسليم له والصلاة والسلام عليه وتقديمه على النفس والأهل والمال ورد ما يتنازع فيه إليه فهذا ونحوه هو ما يستحقه صلى الله عليه وسلم وكل مسألة استند فيها إلى آية أو حديث ومن ذالك قوله تعالى في طاعته {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} إلى غيرها ن الآيات
11- حق الله :ويكون بتوحيده وإخلاص الدين له وعبادته والإستعانة به وكل ما يدخل تحت ذالك من الدُّعَاءِ وَالِاسْتِغَاثَةِ وَالْخَشْيَةِ وَالرَّجَاءِ وَالْإِنَابَةِ وَالتَّوَكُّلِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ كُلُّ هَذَا لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وقد استند في كل مسألة إلى آية أو حديث ويجمع ذالك قوله تعالى {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} وقوله {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} إلى غير ذالك من الآيات
12- ثم بين رحمه الله أن جميع الرسل إنما بعثوا ليبينو لقومهم حق الله وهو أن يعبدوه وحده ويجتنبوا عبادة غيره حيث قال تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} وغيرها
13- ثم بين رحمه الله أن هذين الحقين هو تفصيل لشهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله اللتين هما أصل الدين فَمَا كَانَ مِنْ تَوَابِعِ الْأُلُوهِيَّةِ فَهُوَ حَقٌّ مَحْضٌ لِلَّهِ. وَمَا كَانَ مِنْ أُمُورِ الرِّسَالَةِ فَهُوَ حَقُّ الرَّسُولِ
14- ومن أسباب الجروج عن الصراط المستقيم الْخُرُوجُ عَنْ الشَّرِيعَةِ الْخَاصَّةِ الَّتِي بَعَثَ اللَّهُ بِهَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى الْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ الَّذِي فِيهِ مُشَابَهَةُ الصَّابِئِينَ أَوْ النَّصَارَى أَوْ الْيَهُودِ وَهُوَ قياس فاسد ومثله من يشبه الأمر الديني الشرعي بالأمر الطبيعي البدعي لما بينهما من القدر المشترك

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 ربيع الأول 1431هـ/5-03-2010م, 01:27 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع استخراج العماد وشئ من السناد من مقدمة المرتبع الأسنى

يمكن إبراز عنوان لهذه المقدمة في الجملة التالية :(علم العبد بربه وأثره في سلوكه وتعلقه به)

إذا تجاوزنا مقدمة المقدمة التي احتوت على براعة استهلال يمكن تقسيم الموضوع إلى النقاط التالية :

1- أولا :علم العبد بربه من أشرف العلوم وأجلها فهو العلم الجدير بأن يشغل العبد وقته به ويقدم التضحيات لأجل الوصول إلى غايته لأنه العلم الأصل وغيره من العلوم موصلة إليه

السناد : استند إلى حقائق وهي :
أ‌- شرفه ويتجلى في موضوعه وهو معرفة العبد ربه
ب‌- فضله ويتجلى في رؤية الله عز وجل ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة
ت‌- جلاله ويتجلى في أنه أساس الإيمان
ث‌- نبله ويتجلى في أنه يحمل على مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب
2- ثانيا : انحراف كثير من الطواف الضالة عن معرفة ربهم وأسماءه وصفاته وأحكامه سببه الجهل بها وبآثارها ولوازمها ومقتضياتها

السناد :استنادا الى حقائق واقعية في تفرق الأمة إلى طواف في هذا الباب وانحرافهم عن العلم الأصل ومن أمثلة ذالك في باب أفعال العباد وما يترتب عليها :
أ‌- ضلال القدرية وقد أوتوا من جهلهم بعموم خلق الله ونفوذ مشيئته وعموم تصرفه الذي هو مقتضى ملكه
ب‌- ضلال الجبرية ومنشؤه الجهل بحكمة الله عز وجل وحمده وعدله ورحمته وإحسانه
3- ثالثا : من تأمل أسماء الله الحسنى وفقه معانيها ولوازمها وآثارها وترسخ ذالك في قلبه كان ذالك كافيا في رد ه لكل زيغ وكاشفا لكل انحراف وحيف عن منهج الحق فيها

السناد : ما أشار إليه الله عز وجل من الاستدلال بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا على بطلان أقوال الضالين ومن ذالك :
أ‌- قوله تعالى : (قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون ( 68 ) قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) فإن الاحتياج إلى الولد ينافي كمال الغنى
ب‌- وقال تعالى : (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) فكونه الواحد القهار ينفي أن يكون له ولد . إلى غير ذالك من الآيات الدالة على القصود
4- رابعا : اقتراف المعاصي والتقصير في الطاعات سببه الجهل بالله تعالى وبما يستحقه من التعبد بمقتضى أسماءه الحسنى وصفاته العلى

السناد : آيات كثيرة من كتاب الله عز وجل دلت على أن الواقع في المعصة إنما بسبب جهله أو غفلته عن مقتضى أسماء الله وصفاته ومن ذالك على سبيل المثال :
أ‌- قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) فهذا قد أوتي من جهله بإحاطة الله بكل شئ وأنه بصير بما أحاط به
ب‌- وقوله تعالى : (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) فعدم استخفائهم من الله وهم يقترفون ما سولته لهم أنفسهم إنما سببه الجهل بإحاطة الله بكل شئ . وهلم جر من الآيات الدالة على أن سبب عدم تعظيم الله الذي يؤدي إلى الوقوع في الآثام والإحجام عن الإقبال على الطاعات إنما هو الجهل بأسماء الله وصفاته سبحانه وسبحانه
5- خامسا : معرفة الله بأسماءه الحسنى وصفاته العلى سبب لإقبال العبد على الطاعات وبذل الجهد فيها واستفراغ الوسع للتقرب إلى الله بأنواع القربات وتخليص العمل من الشوائب والمحبطات وإنما يضعف عزمه وتفتر همته إذا ضعف عنده هذا النور الإيماني

السناد : منه في القرآن العظيم الكثير من ذالك :
أ‌- قوله تعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) فمن علم أن سمع الله محيط بكل شئ وأنه بعلمه يدرك كل شئ دفعه ذالك إلى ألا يتوكل إلا على الله لذالك حث الله على التوكل عليه استنادا لمعرفة العبد بصفتي السمع والعلم
ب‌- وقوله تعالى : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) فالعبد إذا علم أن الله الذي يعبده من صفاته أنه مجيب للدعوات حثه ذالك إلى المسارعة إلى دعوته وطلب رضاه . إلى غير ذالك من الآيات
ت‌- ومن ألطف الأدلة التي استدل بها المؤلف واستطرد في ذكر ما تحويه من دلائل توجب ردع العارف بأسماء الله وصفاته على أن يقع في الشرك الذى هو أعظم الذنوب وأخسها واجتذاب القلوب إلى عبادته وتوحيده لما له من الأسماء الحسنى والصفات العلى قوله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ .....) إلى قوله : (هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
6- سادسا : معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى سبب لكشف الكربات وجلاء الهموم والغموم والأنس بالله وأن الكرب والضيق إنما هو بعلم الله ومشيئته وأنه لم يقدره عليه إلا لما له في ذالك من الحكمة البالغة فتهدأ نفس العبد ويطمئن قلبه (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)

السناد :
أ‌- أبرز ما استند إليه المؤلف حفظه الله أذية المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم بأنواع الكلام السيئ والاتهامات الباطلة وتسلية الله عز وجل له بقوله تعالى : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) ففيها من التسلية والتثبيت ما يطمئن قلب النبي صلى الله عليه وسلم ويذهب عنه الهم والغم ويجلي عنه الخوف والحزن فإذا علم أن الله يعلم بتلك الأذية وأنه لا يعجزه شئ اكتسب القلب ثقة وطمئنينة ويقينا يضمحل معه جميع أنواع الأذى وتتلاشى معه صور الرهبة والخوف مما يقولون بل وأرشده إلى الإعراض عنهم الاستئناس بعبادة الله وحده وملازمة عبادته والسجود له وبذالك يسكن قلبه وينصرف عما ألمّ به إلى ما يرتاح به
ب‌- واستطرد بجمل مفيدة تدلل على أثر أسماء الله وصفاته على قلب المؤمن في جلاء الهموم وذهاب الأحزان والتطامن بما عند الله عند قوله تعالى : (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا .............. إلى قوله : (إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)
هذا ما تيسر إيراده وأسأل الله الإخلاص والصواب

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30 ربيع الأول 1431هـ/15-03-2010م, 09:05 AM
أم بدر أم بدر غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 229
افتراضي

أحسن الله إليكم جميعًا وبارك بكم وسهل لكم إلى العلم خير السُّبُل وأقْوَمُها .

الفضلاء والفضليات ..
أبو صهيب والمتقية وطابة وأحمد حسن جُمَلُكُم تامة وتلخيصاتكم مستوفاة وفقكم الله ، ولم أجد سوى ملاحظتين :

- المتقية :

اقتباس:
ثم استطرد الشيخ تفسير لأمراض القلوب مستند من كتاب الله جل جلاله وهي كالاتي
بيان شيخ الإسلام في رسالته إنما هو القلوب وما يعرض لها من أمراض وهو غرض الرسالة ومادتها ، وليس استطرادًا حفظكِ الله .

- أحمد حسن :
اقتباس:
2.بيان بعض العلاجات لمرض القلب :
أ. القرآن الكريم : قراءة وتدبرًا وتطبيقًا ، والسناد هو : قوله تعالى { قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } .
ب. الزكـــاة والسناد : قوله تعالى { وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ ، الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } . ))
الجزئية (ب) بارك الله فيك سنادها صحيح ، أما عِمادها فقد أراد به شيخ الإسلام التوحيد والإيمان ، فقال رحمه الله :
" وَقَالَ : { وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ } { الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } وَهِيَ التَّوْحِيدُ وَالْإِيمَانُ الَّذِي بِهِ يَزْكُو الْقَلْبُ فَإِنَّهُ يَتَضَمَّنُ نَفْيَ إلَهِيَّةِ مَا سِوَى الْحَقِّ مِنْ الْقَلْبِ وَإِثْبَاتَ إلَهِيَّةِ الْحَقِّ فِي الْقَلْبِ وَهُوَ حَقِيقَةٌ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ . وَهَذَا أَصْلُ مَا تَزْكُو بِهِ الْقُلُوبُ . " أ.هـ .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11 ربيع الثاني 1431هـ/26-03-2010م, 07:32 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

بارك الله فيكما ونفع بكما ..

أتيتما على بيان المقاصد بما يكفي ويشفي على تفاوت يسير بينكما في الاقتضاب والتفصيل.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 16 رجب 1431هـ/27-06-2010م, 12:49 AM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

ü الرسالة عموما تتحدث عن التوبة وأنواعها وما الذي يجوز منها وما الذي يمتع وتعلقها بأنواع الخلق
ü ونذكر في هذا التطبيق النقاط الأساسية التي تأسست عليها الرسالة وما استند عليه المؤلف رحمه الله في دعم هذه المقاصد في النقاط التالية :
ü بدأ رحمه الله بذكر الايات والاحاديث الدالة على التوبة والحث عليها وأغلبها هي سناد لما سيذكره من المقاصد بعد ذالك . ثم بدأ بذكر المقاصد على النحو التالي :
ü التوبة نوعان واجبة ومستحبة ومراتب الناس فيها إما الاقتصار على الواجبة فيكون من الأبرار المقتصدين أو الجمع بين التوبتين فيكون السابقين المقربين أو الامتناع عنهما فيكون من الظالمين إما الكافرين وإما الفاسقين
o السناد :
§ استند لمجموعة من الآيات من ذالك قوله تعالى : {فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم}
§ وقال تعالى: {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله}
ü سبب عدم التوبة إما الجهل الذي يفضي إلى الضلال أو الغي الذي يفضي إلى اتباع الشهوات وهذا هو حال الأمتين اليهود والنصارى ومن شاكل شاكتهم من هذه الأمة وقد يجتمعان فيصبح البلاء قويا ويصير صاحبه مغضوبا عليه ضالا وهذا يكون كثيرا بسبب حب الرئاسة والعلو في الأرض
o السناد :
§ أمر الله عباده المؤمنين أن يدعوه في كل صلاة بقوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
§ وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم:" إن أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن فإن الغي والضلال يجمع جميع سيئات بني آدم
§ وأما اجتماعهما فقوله تعالى في فرعون:{ إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين}
ü يعاقب العبد على كل من الذنبين بالآخر كما يثاب المؤمن على الحسنة بحسنة
o السناد :
§ أما الأولى فقوله تعالى :{ في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا }
§ وأما الثانية فقال تعالى:{ والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}
ü الغي كما يكون في شهوات البطون يكون أيضا في شهوات الرئاسة والكبر والعلو فالأولى تكون لأهل الإيمان ثم يتوبون وتمتنع الثانية عنهم
o السناد :
§ قوله تعالى {وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى}
§ وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (( إن إبليس قال لربه عز و جل: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوى بني آدم ما دامت الأرواح فيهم فقال له ربه عز وجل: (فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني )).
ü التوبة تكون مما يكون العبد قد كان عالما به وتكون مما لم يكن عالما به فإن الإنسان كثيرا ما يكون غير عالم بوجوب الشيء أو قبحه ثم يتبين له فيما بعد وجوبه أو قبحه
o السناد :
§ قال سبحانه:{ إنما التوبة للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما }قال أبو العالية قال أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم كل من عصى الله فهو جاهل وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب
ü التوبة تصقل القلب وتجليه مما عرض له من رين الذنوب
o السناد :
§ قال النبي صلى الله عليه و سلم:(( إن العبد إذا أذنب نكتت في قلبه نكتة سوداء فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي قال الله:{ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} ))
§ وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح:(( إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة )).
ü التوبة من الإعتقادات أعظم من التوبة من الإرادات
o السناد تعليل وهو :
§ أن من ترك واجبا يعتقد وجوبه أو فعل قبيحا يعتقد قبحه كان ذلك الإعتقاد داعيا له إلى فعل الواجب ومانعا من فعل القبيح فلا يكون في فعله وتركه ثابت الدواعي والصوارف بل تكون دواعيه وصوارفه متعارضة ولهذا يكون الغالب على هذا التلوم وتكون نفسهم لوامة
§ وأما من فعل قبيحا مع اعتقاد وجوبه وترك واجبا مع اعتقاد تحريمه فهذا يكون ثابت الدواعي والصوارف أعظم من الأول بكثير وتحتاج توبته إلى صلاح اعتقاده أولا وبيان الحق وهذا قد يكون أصعب من الأول إذ ليس معه داع إلى أن يترك اعتقاده كما كان مع الأول
ü يلزم الإنسان التوبة من الاعتقاد الفاسد لأنه معاقب عليه كما يعاقب الكفار على كفرهم
o السناد :
§ قال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إليه إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم}
ü الاعقتاد المغفور كالخطأ والنسيان الذي لا يؤاخذ الله به هذه الأمة يتاب منه أيضا كما يتاب من غيره
o السناد تعليل وهو :
§ أن توبته معناها أنه رجع من الباطل إلى الحق وإن كان الله قد عفى عنه ما رجع عنه لعجزه إذ ذاك
§ وأيضا يكون تائبا مما حصل فيه أولا من تفريط في طلب الحق فكثير من خطأ بني آدم من تفريطهم في طلب الحق لا من العجز التام
§ وأيضا يكون تائبا من اتباع هواه أولا بغير هدى من الله فإن أكثر ما يحمل الإنسان على اتباع الظن المخطىء هو هواه كما قال تعالى إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس
ü التوبة من الحسنات لا تجوز عند أحد من المسلمين بل من تاب من الحسنات مع علمه بأنه تاب من الحسنات فهو إما كافر وإما فاسق وإن لم يعلم أنه تاب من الحسنات فهو جاهل ضال
o السنادتعليل وهو :
§ لأن الحسنات هي الإيمان والعمل الصالح فالتوبة من الإيمان هي الرجوع عنه والرجوع عنه ردة وذلك كفر والتوبة من الأعمال الصالحة رجوع عما أمر الله به وذلك فسوق أو معصيةقال تعالى:{ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين }
§ وأيضا هذه التوبة متناقضة ممتنعة في نفسها فإن التائب من الحسنات إن اعتقد أن هذه التوبة حسنة فعليه أن يتوب منها فتكون باطلة فلا يكون قد تاب من الحسنات وإن اعتقد أنها سيئة كان مقرا بأن هذه التوبة محرمة فقد التزم أحد أمرين إما أنه لم يتب من الحسنات أو تاب توبة محرمة
ü التوبة مما يعده المرء حسنات له وهو مقصر في فعله أو خائف من تقصيره في فعله هذه مشروعة للأنبياء والمؤمنين
o السناد :
§ قال تعالى: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} وقد روى عن عائشة أنها قالت يا رسول الله أهو الرجل يزني ويسرق ويشرب الخمر ويخاف فقال لا يا بنت الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف ألا يقبل منه وهذا لأن الله تعالى يقول في كتابه: {إنما يتقبل الله من المتقين}
§ كان النبي صلى الله عليه و سلم يستغفر بعد الصلاة ثلاثا، وقال تعالى: {والمستغفرين بالأسحار}
ü ليس في المؤمنين إلا من له ذنب من ترك مأمور أو فعل محظور
o السناد :
§ قال صلى الله عليه و سلم "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"
§ وقال تعالى: {أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون}
ü دعوى العصمة في المؤمنين وما يشبه ذلك هو من أقوال الغالية من النصارى وغالية هذه الأمة وابتدعها في الملتين منافقوها
o السناد :
§ قال الله تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه}
ü الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه ليسوا معصومين مما يتاب منه كما ادعاه قوم من أهل الكلام من المعتزلة وتوبتهم من الذنوب التي تابوا منها يرفع الله بها درجاتهم وعصمتهم هي من أن يقروا على الذنوب والخطأ فإن من سوى الأنبياء يجوز عليهم الذنب الخطأ من غير توبة والأنبياء عليهم السلام يستدركهم الله فيتوب عليهم ويبين لهم
o السناد :
§ قال تعالى:{ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد }
§ وقال تعالى في آدم عليه السلام :{فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}
§ وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يدعو: (( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به منى اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وأما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير)).
§ والتعليل : القائلون بعصمة الأنبياء من التوبة من الذنوب ليس لهم حجة من كتاب الله وسنة رسوله ولا لهم إمام من سلف الأمة وأئمتها وإنما مبدأ قولهم من أهل الأهواء كالروافض والمعتزلة وحجتهم آراء ضعيفة

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 رجب 1431هـ/29-06-2010م, 07:08 PM
أبو صهيب أبو صهيب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 858
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الرسالة عموما تتحدث عن ثلاثة أنواع من أسباب المغفرة جاءت مجموعة في حديث قدسي وكانت مقاصد الرسالة مع سنادها على النحو التالي :
ü السبب الأول للمغفرة الدعاء مع الرجاء
o السناد :
§ قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (( قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي)).
ü الدعاء مأمور به وموعود عليه بالإجابة
o السناد :
§ قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}
§ وفى حديث آخر مرفوعًا: (( من أُعطِيَ الدعاء أعطي الإجابة لأن الله تعالى يقول: {أدعونى أستجب لكم} ))
ü من موانع اجابة الدعاء عدم حضور القلب
o السناد :
§ عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ((ادعو الله و أنتم موقنون بالإجابة، وإن الله تعالى لا يقبل دعاء من قلب غافل لاهٍ )).
ü من أسباب إجابة الدعاء الإلحاح والرجاء ولو طالت المدة فإنه سبحانه يحب الملحين فى الدعاء
o السناد :
§ جاء فى الآثار: (إن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه قال: يا جبريل لا تعجل بقضاء حاجة عبدي فإنى أحب أن أسمع صوته).
§ قال تعالى: {وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين}.
ü أهم ما يسأل العبد ربه في الدعاء مغفرة ذنوبه وما يستلزم ذلك كالنجاة من النار ودخوله الجنة
o السناد :
§ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( حولها ندندن )) يعنى حول سؤال الجنة والنجاة من النار.
ü من رحمة الله تعالى بعبده أن العبد يدعوه بحاجة من الدنيا فيصرفها عنه ويعوضه خيرا منها : إما أن يصرف عنه بذلك سوءا أو يدخرها له فى الآخرة أو يغفر له بها ذنبا.
o السناد :
§ وفى المسند وصحيح الحاكم عن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس له فيها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له فى الآخرة وإما أن يكشف عنه من السوء مثلها )).
ü مهما عظمت ذنوب العبد فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها وأعظم، فهي صغيرة فى جنب عفو الله ومغفرته.
o السناد :
§ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا دعا أحد فليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شئ )).
§ وصية النبي صلى الله عليه وسلم للذي اشتكى من ذنوبه حيث قال له: (( قل: اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي ))
ü السبب الثانى للمغفرة الاستغفار ولو عظمت الذنوب وبلغت العنان، وهو السحاب، وقيل: ما انتهى إليه البصر منها
o السناد :
§ قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (( قال الله تعالى يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك )).
ü الاستغفار فى القرآن تارة يؤمر به وتارة يمدح أهله وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره
o السناد :
§ قوله تعالى: {واستغفروا الله إن الله غفور رحيم}.
§ وقوله تعالى: {والمستغفرين بالأسحار}.
§ وقوله تعالى: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
ü المغفرة لمن استغفر من ذنوبه ولم يصر على فعله
o السناد :
§ أن نصوص الاستغفار كلها المفردة مطلقة تقيد بما ذكر فى آية آل عمران من عدم الإصرار
§ عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (( ما أصر من استغفر وإن عاد فى اليوم سبعين مرة ))
ü الاستغفار باللسان مع إصرار القلب على الذنب هو دعاء مجرد إن شاء الله أجابه وإن شاء رده، وإذا صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات كان داعيا قويا للاستجابة
o السناد :
§ يروى عن لقمان أنه قال لابنه: (يا بنى عود لسانك اللهم اغفر لي فإن الله ساعات لا يرد فيها سائلا).
§ وقال الحسن: (أكثروا من الاستغفار فى بيوتكم، وعلى موائدكم، وفى طرقكم، وفى أسواقكم، وفى مجالسكم، وأينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة).
ü قد يكون الإصرار مانعا من الإجابة
o السناد :
§ فى المسند من حديث عبدالله بن عمر مرفوعا: (( ويل للذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون )).
ü من قال استغفر الله وأتوب إليه وهو مصر بقلبه على المعصية فهو كاذب فى قوله: (وأتوب إليه)
o السناد :
§ تعليل ذالك أنه غير تائب؛ فلا يجوز له أن يخبر عن نفسه بأنه تائب وهو غير كذالك.
ü جمهور العلماء على جواز أن يقول التائب: (أتوب إلى الله) إن كان مقلعاً عن المعصية بقلبه وأن يعاهد العبد ربه على أن لا يعود إلى المعصية؛ فإن العزم على ذلك واجب فى الحال. خلافا لمن قال بعكسه
o السناد :
§ ما جاء فى حديث كفارة المجلس: (أستغفرك اللهم، وأتوب إليك).
§ قطع النبي صلى الله عليه وسلم يدى سارق ثم قال له: ((استغفر الله وتب إليه)). فقال: (( أستغفر الله وأتوب إليه )) فقال: (( اللهم تب عليه )) أخرجه أبو داود
ü أفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثنى بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة.
o السناد :
§ عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (( سيد الإستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ))
ü الإكثار من الاستغفار سنة النبي صلى الله عليه وسلم ودأب الصالحين
o السناد :
§ عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: (( ما رأيت أحدا أكثر أن يقول: (أستغفر الله وأتوب إليه) من رسول الله صلى الله عليه وسلم
§ قال أبو هريرة: (إنى لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم ألف مرة وذلك على قدر ديتى)
ü دواء الذنوب الاستغفار
o السناد :
§ حديث أبى ذر مرفوعا: (إن لكل داء دواء، وإن دواء الذنوب الاستغفار).
§ قال قتادة: (إن هذا القرأن يدلكم على دائكم ودوائكم فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالاستغفار.
ü من زاد اهتمامه بذنوبه فربما تعلق بأذيال من قلت ذنوبه فالتمس منهم الاستغفار
o السناد :
§ كان عمر يطلب من الصبيان الإستغفار ويقول: (إنكم لم تذنبوا).
§ وكان أبو هريرة يقول لغلمان الكتاب قولوا: (اللهم اغفر لأبى هريرة) ؛ فيؤمن على دعائهم.
ü من كثرت ذنوبه وسيئاته حتى فاقت العدد والإحصاء فليستغفر الله مما علم
o السناد :
§ فى حديث شداد بن أوس عن النبى صلى الله عليه وسلم: (( أسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب )).
ü السبب الثالث من أسباب المغفرة التوحيد وهو السبب الأعظم فمن فقده فقد المغفرة، ومن جاء به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة.
o السناد :
§ قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}
§ قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (( قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )).

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 5 شعبان 1431هـ/16-07-2010م, 10:53 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

أبو صهيب: تلخيصك وافٍ ونافع جداً، وفقك الله ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 5 شعبان 1431هـ/16-07-2010م, 11:05 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

أبو صهيب: تلخيصك قيم جداً، وفقك الله وبارك فيك، وآمل أن تعتني - عند إيرادك لحديث أو أثر - بذكر من خرجه ولو رمزاً، فتعوُّدُ ذلك من طالب العلم له فوائد علمية جليلة.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 28 ربيع الأول 1431هـ/13-03-2010م, 10:21 AM
أم بدر أم بدر غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 229
افتراضي

أحسن الله إليكم جميعًا وبارك بكم لهذا الحرص على التعلم .

المشارَكات التي وَفَتْ بمقاصدها واستكملت أَسْنِدَتها هي مشارَكات الفضلاء : أبو إبراهيم المسلم وأبو صهيب وأبو البراء ، ومشارَكات الفاضلات : طابة وباغية الخير وأم عائشة ومسلمة ولله الحمد ، أسأل الله للجميع التوفيق والسداد .

وهناك ملحظ عام وجدتُه في كل من مشارَكات الأخوات : سماء العلا وطيبة ومسلمة ولله الحمد ، حيث وقع أثناء تناولهن المقصد الثالث ( أرجح المكاسب ) ؛ فذكرن منزلة المال وأنه بمنزلة الخلاء ... إلخ ، وهذا تمثيل من شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته ، إلا أنه ينبغي للمختصِر حال اختصاره لكتاب ما أو لرسالة ما أن يُعْرِض كليا عن ذكر التمثيلات والتشبيهات المقربة للمعاني الأصلية المراد إثباتها وهذا من آكد خصائص الاختصار ، فليُتَنَبَّه له .

- وليد بن عبدالله : جعلتَ للرسالة مقصدا رئيسا واحدا ، بينما هي إجابات أربع لأسئلة أربعة ، ولعل للعنوان أثر في انتحائك هذا الفهم ؛ وهو "الوصية الجامعة" .
وعناوين الرسائل العلمية أحيانا تكون كاشفة لمحتواها كاملا ، وأحيانا تُوسَم الرسائل بما يغلب على هذا المحتوى لأهميته واستغراقه غالب الرسالة ، ورسالة شيخ الإسلام غالبها في المقصد الأول فكان العنوان بها ، وإلا فالرسالة لها أربعة مقاصد ليتك تستخرجها مستفيدا من سؤال السائل وفقك الله .

- أبو إبراهيم المسلم :

اقتباس:
ولما كان لايوجد أحد معصوم من الخطأ ، فقد يخل العبد بترك مأمور أوفعل منهى، لذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم { اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْت }. وقدم المفعول به وهى السيئة لأن القصد هو محو السيئة لافعل الحسنة
يبدو أنك عَنَيْتَ في قولك : المفعول من قوله صلى الله عليه وسلم "وأَتْبِع السيئةَ الحسنةَ تمحُها" ، وعليه فينبغي أن تأتي بالجملة التي أردتَها .

- أم مجاهد :
اقتباس:
استطراد هذه الجزئية:
1. مناقب معاذ بن جبل رضي الله عنه.
2. بيان أن هذه الوصية جامعة وذلك بتوضيح أن العبد عليه حقان: حق لله عز وجل وحق لعباده، وأن العبد قد يقصر إما بترك مأمور به أو بفعل منهي عنه.
أحسنتِ في (1) فمناقب معاذ نعم جاءت استطرادا له ما يُسَوِّغُهُ ، أما (2) فداخل في مقتضى ما طلبه أبو القاسم المغربي من شيخ الإسلام وليس استطرادا .
اقتباس:
استند إلى إجماع العلماء في أن ذكر اللَّهِ دَائِمًا هُوَ أَفْضَلُ مَا شَغَلَ الْعَبْدَ بِهِ نَفْسَهُ فِي الْجُمْلَةِ.
هذا عِماد بارك الله فيكِ ، ودليله الذي أتيتِ به بعده هو السناد حفظكِ الله .
اقتباس:
عماد الوصية الثالث:
أنه ينبغي على العبد أن يَأْخُذَ الْمَالَ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ لِيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ وَلَا يَأْخُذُهُ بِإِشْرَافِ وَهَلَعٍ.
عماد الوصية الثالثة ذكره شيخ الإسلام وهو حسن الظن بالله تعالى وحده والثقة بكفايته والإلحاح في دعائه لطلب الرزق ، وأتى رحمه الله بجملة من الأدلة كَسِناد ، ثم بعد ذلك نَوَّهَ بضرورة أخذ المال الذي رزقه الله بسخاوة نفس ، وقد أَوْضَحْتِ الأخير دون ما قبله وهو الأهم ، فتأمَّلِيه حفظكِ الله .
اقتباس:
عماد الوصية الرابع:
ذكر الكتب التي يعتمد عليها العبد في العلوم، فلم يحصرها شيخ الإسلام – رحمه الله – بل وضّح أن هذا باب واسع يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ نَشْءِ الْإِنْسَانِ فِي الْبِلَادِ فَقَدْ يَتَيَسَّرُ لَهُ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ مِنْ الْعِلْمِ أَوْ مِنْ طَرِيقِهِ وَمَذْهَبِهِ فِيهِ مَا لَا يَتَيَسَّرُ لَهُ فِي بَلَدٍ آخَرَ، ولَكِنَّ جِمَاعَ الْخَيْرِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِاَللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي تَلَقِّي الْعِلْمِ الْمَوْرُوثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُسَمَّى عِلْمًا.
سناده:
أ‌. فهم مقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم في أمره ونهيه وسائر كلامه.
ب‌. الاعتصام في كل باب من أبواب العلم بأصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ت‌. إِذَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ مِمَّا قَدْ اخْتَلَفَ فِيهِ النَّاسُ يدعو بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وميكائيل وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِك إنَّك تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
عماد الوصية الخامس:
وَصْفُ الْكُتُبِ وَالْمُصَنِّفِينَ.
سناده:
" فَقَدْ سُمِعَ مِنَّا فِي أَثْنَاءِ الْمُذَاكَرَةِ مَا يَسَّرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ . وَمَا فِي الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ الْمُبَوَّبَةِ كِتَابٌ أَنْفَع مِنْ " صَحِيحِ مُحَمَّدِ بْنِ إسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ " لَكِنْ هُوَ وَحْدَهُ لَا يَقُومُ بِأُصُولِ الْعِلْمِ . وَلَا يَقُومُ بِتَمَامِ الْمَقْصُودِ لِلْمُتَبَحِّرِ فِي أَبْوَابِ الْعِلْمِ إذْ لَا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ أَحَادِيثَ أُخَرَ وَكَلَامُ أَهْلِ الْفِقْهِ وَأَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْأُمُورِ الَّتِي يَخْتَصُّ بِعِلْمِهَا بَعْضُ الْعُلَمَاءِ .
ليتكِ اختصرتِ هنا بجُمَلٍ سَتَفِي بالغرض كأنْ تقولي : ( العماد : الاستعانة بالله في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم وفهم مقاصده والاجتهاد في الاعتصام بأصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم في كل باب من أبواب العلم ، ومن أنفع الكتب في ذلك صحيح البخاري ، سِنادُهُ : محتوى صحيح البخاري ) .

- الخنساء :
اقتباس:
6- وَالذُّنُوبُ يَزُولُ مُوجِبُهَا بِأَشْيَاءَ : ( أَحَدُهَا ) التَّوْبَةُ . وَ ( الثَّانِي ) الِاسْتِغْفَارُ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ . فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ يَغْفِرُ لَهُ إجَابَةً لِدُعَائِهِ وَإِنْ لَمْ يَتُبْ فَإِذَا اجْتَمَعَتْ التَّوْبَةُ وَالِاسْتِغْفَارُ فَهُوَ الْكَمَالُ . ( الثَّالِثُ ) الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ الْمُكَفِّرَةُ: أَمَّا " الْكَفَّارَاتُ الْمُقَدَّرَةُ " وَهِيَ " أَرْبَعَةُ أَجْنَاسٍ " هَدْيٍ وَعِتْقٍ وَصَدَقَةٍ وَصِيَامٍ . وَأَمَّا " الْكَفَّارَاتُ الْمُطْلَقَةُ "؛ يُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ . (الرابع ) " الْمَصَائِبُ الْمُكَفِّرَةُ "
7- حسن الخلق (وخالق الناس بخلق حسن) وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا }وهذا من التقوى
هذا استطرادٌ مُقْتَضٍ وليس مستشَف من الوصية رحمكِ الله .
اقتباس:
جـ-أن أَرْجَحُ الْمَكَاسِبِ : التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ وَالثِّقَةُ بِكِفَايَتِهِ وَحُسْنُ الظَّنِّ بِهِ . وَذَلِكَ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْمُهْتَمِّ بِأَمْرِ الرِّزْقِ أَنْ يَلْجَأَ فِيهِ إلَى اللَّهِ وَيَدْعُوَهُ .
هذا مقصد رئيس بارك الله فيكِ وليس جزءًا مندرجا ضمن المقصد الذي قبله .
اقتباس:
د- يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَأْخُذَ الْمَالَ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ لِيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ وَلَا يَأْخُذُهُ بِإِشْرَافِ وَهَلَعٍ ؛
هذا جزء مندرج في المقصد الرئيس الذي أدرجتيه خطأ تحت المقصد السابق له .

- المتقية : لو أنكِ ذكرتِ إجابة شيخ الإسلام على السائل عن أفضل كتاب في الحديث وهو صحيح البخاري لَوَفَتْ إجابتكِ وتمت مقاصدكِ جميعها وفقكِ الله وزادكِ علما وفهما .

- سماء العلا : الرسالة لها أربعة مقاصد بارك الله فيكِ ، ويبدو أن العنوان التبس عليكِ كما التبس على الطالب وليد بن عبدالله ، وقد أوضحتُ ذلك أعلاه فراجعيه .
ولو وضعتِ عند كل مقصد رقمَهُ واختصرتِ قليلا لَتَمَّ تلخيصكِ وَوَفَى بالمطلوب وفقكِ الله .

- الهاجرية : جعلتِ الأسئلة عِمادًا والأجوبة سِنادًا رحمكِ الله ، ولو أعدتِ كتابة المقاصد الأربع مرتبة مع ذكر سِناد كل مقصد بعده مباشرة لَوَفَى واجبكِ وتمت استفادتكِ بارك الله فيكِ .

- طيبة : لو اختصرتِ أكثر عند المقصد الأول ، ونَبَّهْتِ عند المقصد الرابع ولو إشارةً إلى صحيح البخاري لَتَمَّتْ جُمَلُكِ وحَسُنَ تلخيصكِ وفقكِ الله .

- أحمد حسن : لِنَتَسَلْسَلْ مع بنودك وفقك الله :
رقم (1) مقصد أول أصيل في الرسالة ، أحسنت بالإتيان به .
رقم (2) بيان وتوضيح للمقصد الأول ، فهو تابع لا مقصد رئيس .
رقم (3) استطراد مهم داخل في المقصد الأول ، ولا ينبغي ذكره عند التلخيص .
رقم (4) سناد للمقصد الأول وليس مقصد .
رقم (5) هنا أتيتَ بالمقصد الثاني من الرسالة مع سناده وفقك الله .
رقم (6) أصل في كل شيء وهو داخل في المقصد الثاني .
رقم (7) وهذا المقصد الثالث من الرسالة ، وقد أَثْبَتَّهُ إلا أنك أغفلتَ السناد .
رقم (8) ورقم (9) معًا : بيان منك للمقصد الرابع والأخير من الرسالة وفقك الله .

- رشيد : لَمْ تَنُصّْ على مقاصد الرسالة ، وبالتالي فلَمْ تأتِ بأي سناد حفظك الله ، وجوابك متضمن لمقاصد ثلاث من مقاصد الرسالة الأربع ، فلو أعدتَ ما كتبتَ بالتنصيص على كل عماد مع سناده لوفيتَ بالمطلوب بارك الله فيك .

- محمد حساني : لِنَتَسَلْسَلْ مع بنودك وفقك الله :
رقم (1) مقصد أول رئيس ، وقد أتيتَ به مع سناده وفقك الله .
رقم (2) تابع للمقصد الأول .
رقم (3) مقصد ثانٍ أَثْبَتَّهُ وفقك الله .
رقم (4) مقصد ثالث إلا أنه فَقَدَ أهم جُمَلِهِ وهي ( الثقة بكفاية الله وحسن الظن به في طلب الرزق ) .
رقم (5) تابع للمقصد الثالث .
رقم (6) مقصد رابع صحيح ، إلا أنك لَمْ تُشِر إلى صحيح البخاري حفظك الله .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 30 ربيع الأول 1431هـ/15-03-2010م, 09:13 AM
أم بدر أم بدر غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 229
افتراضي

أحسن الله إليكم جميعا وبارك بكم ورزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح ابتغاء وجهه الكريم إنه سميع مجيب .

المشارَكات وفت بالمقصود الأول منها وهو الاستفادة من المقروء ، وقد حُزتُموه جميعًا وفقكم الله ، أما المقصود الثاني وهو مدى استيفاء المشارَكة للمطلوب فقد حازَهُ الفاضلان : أبو صهيب وطابة بارك الله فيهما ونفع بهما وزادهما علما وفهما .

- وليد بن عبدالله : أحسنتَ في ذكر المقصد الرئيس من هذه الرسالة وهو تقرير توحيد الله عز وجل عبادةً واستعانةً ، وقد قرر شيخ الإسلام هذا المقصد الرئيس بوجوه تسع ظَنَنْتَها حفظك الله مقاصد ، وهي ليست كذلك ، وإنما هي استدلالات موجِبَة لتقرير المقصد الرئيس ، فَتَأَمَّلْها وفقك الله .
لاحِظْ أيضا بارك الله فيك أن الوجوه التي جعلتَها مقاصد وذكرْتَ لكل منها سنادًا أن مقصودك وسنادك هما هما واحد ، إلا أن المقصد بلفظك والسناد بلفظ شيخ الإسلام ، ومعلوم أن السناد ليس هو المقصد ، وإنما هو دليل عليه أو استدلال أو تعليل له ، فلو أعدتَ صياغة التلخيص بناءً على هذا الإيضاح لَأَجَدْتَ وانتفعتَ .

- طيبة : بارك الله فيكِ ذكرتِ مقدمة لمقصدٍ رئيسٍ لم تَنُصِّي عليه ، ثم تَسَلْسَلْتِ في ذكر وجوه تقرير هذا المقصد الرئيس ولَمْ تَنُصِّي عليه أيضًا ، ولو أنكِ ذكرتِ المقصد الرئيس وأوجزتِ أكثر في وجوه تقريره مع ذكر شيء من أسندة هذه الوجوه والاستغناء عن بعض التفريعات الأخيرة لَحَسُنَ تلخيصكِ وَوَفَى .

- أم مجاهد : أسهبتِ في ذكر تفريعات المقدمة حفظكِ الله ، ولو اختصرتِ الوجوه بجُمل مفيدة وافية من إنشائكِ واقتصرتِ في السناد على دليل واحد لَكانَ تلخيصكِ أتم وتطبيقكِ أمثل وفقكِ الله .

- أم عائشة : بارك الله فيكِ ، لو تركتِ بعض التفريعات الأخيرة لَتَمَّتْ جُمَلكِ واستكملتِ المطلوب .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالب, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir