وقال المثقب العبدي
1: ألا إن هندًا أمس رث جديدها.......وضنت وما كان المتاع يؤودها
(رث) أخلق و(جديدها) جديد وصلها و(الضن) البخل والمتاع ما تمتعه به من سلام ونحوه، (يؤودها): يعجزها ويثقلها، يقال آدني الشيء يؤودني أودًا إذا أعجزك وأثقلك، ومنه قول الله تعالى: {ولا يؤوده حفظهما}، وقال الطوسي: (المتاع) ههنا وداعها إياه وتسليمها عليه، ويقال أطال الله بك الإمتاع والمتاع والمتعة وقال حكاها ابن الأعرابي وقال (يؤودها): يثقلها ويشق عليها وقال الطوسي: المثقب اسمه عائذ بن محصن بن ثعلبة بن وائلة بن عدي بن عوف بن دهن بن عذرة بن منبه بن نكرة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار وإنما ثقبه بيت قاله وهو:
أرين محاسنًا وكتمن أخرى.......وثقبن الوصاوص للعيون
ويقال اسمه عائذ الله، ويروى: ظهرن بكلة وسدلن أخرى * إلخ، وحكى الكسائي عن ابن عقيل، ذهب أمس بما فيه، ورأيتك أمس ذاهبًا وكنا في أمس قوم صدق بالخفض والتنوين على كل حال.
2: فلو أنها من قبل دامت لبانة.......على العهد إذ تصطادني وأصيدها
(اللبانة): الحاجة يقول تصطادني هي لبانة، ويروى: فلو أنها من قبل جادت لنا به، وروى الطوسي: فلو أنها من قبل دامت لنا به، (تصطادني): تغلبني وأصطادها أغلبها.
3: ولكنها مما تميط بوده.......بشاشة أدنى خلة يستفيدها
(تميط): تميل، يقال ماط الأذى وأماط بمعنى واحد إذا أمال، وقال الأصمعي: يقال ماط الأذى ولا يقال أماط، و(الخلة): الصداقة، يقال هذا خلتي وهذه خلتي يتكلم به في المؤنث والمذكر بلفظٍ واحدٍ وأنشد:
ألا أبلغا خلتي جابرًا.......بأن خليلك لم يقتل
ويروى:
... مما تميط بودها.......بشاشة أدنى خلة تستفيدها
وروى الطوسي: مما يميط بودها، وقال مط عني وأمط، وقال الأصمعي: لا يقال أمط، وقال أبو الحسن: حكاها لي ابن الأعرابي قال: وقد حكيت عن غيره من المشائخ قال: والخلة: الصداقة قال وأنشدنا ابن الأعرابي: ألا أبلغا إلخ وأنشد بعده:
تخاطأت النبل أحشاءه.......وأخر يومي فلم يعجل
ويقال خاللته مخالة وخلالاً وقوله يستفيدها: يقنيها.
4: أجدك ما يدريك أن رب بلدة.......إذا الشمس في الأيام طال ركودها
أراد وقت شدة الحر وثبوت الشمس في كبد السماء، و(الراكد): الواقف أي الساكن، ويقال ربت بزيادة التاء، قال الطوسي: قال الأصمعي: (أجدك) معناه أجدًا منك، وقال أبو عمرو: أحقًا منك.
5: وصاحت صواديح النهار وأعرضت.......لوامع يطوى ريطها وبرودها
أراد (بالصواديح) الجنادب لأنها تصر في شدة الحر وتركض بأرجلها في أجنحتها، قال ذو الرمة يصف جندبًا:
مغروريًا رمض الرضراض يركضه.......والشمس حيرى لها بالجو تدويم
(وأعرضت) أرتك عرضها، قال عمرو بن كلثوم:
وأعرضت اليمامة واشمخرت.......كأسياف بأيدي مصلتينا
أي: أرتكم عرضها وأراد باللوامع السراب والريط الثياب البيض شبه السراب بها وشبهه في تقلبه بثياب تطوى وروى الطوسي: وآمت صواديح النهار وقال: آمت اشتد حرها، وهو من الأوام وهو شدة الحر، قال: والريط: جمع ريطة وهي ثياب بيض شبه السراب بها وقال غيره: الصواديح الجنادب تصدح: أي تصوت وإذا رفع الإنسان صوته بإنشاد أو غناء قيل صدح وإنه لصيدح، قال الشاعر: نقر كترجيع القيان الصدح، وقال أحمد في بيت عمرو بن كلثوم: يريد ظهرت له اليمامة فشبه بياض حيطانها بسيوف مسللة.
6: قطعت بفتلاء اليدين ذريعة.......يغول البلاد سومها وبريدها
(الفتلاء): المفتولة الذراعين المعصوبتهما و(الذريعة): الكثيرة الأخذ من الأرض، يقال مشي ذريع إذا كان سريعًا رغيبًا ومنه قولهم ذرعه القيء إذا اتسع به ويغول البلاد يطويها ويذهب بها في السير يقال قد غاله يغوله غولاً إذا ذهب به، والسوم السير السريع الدائم، وقال الأصمعي: البريد من الأرض اثنا عشر ميلاً، وقال غيره: البريد شدة السير وسرعته وليس بمقدار معلوم كذا قال أحمد بن عبيد، وقال الطوسي: الفتلاء: التي قد بان مرفقاها عن جنبيها فليس بها ضاغط ولا ناكت ولا حاز، و(الذريعة): البسيطة الخطو و(السوم): الذهاب السريع وسام في الأرض ذهب فيها، و(البريد) من السير في الأرض أيضًا ويقال إن البريد مسافة اثني عشر ميلاً.
7: فبت وباتت كالنعامة ناقتي.......وباتت عليها صفنتي وقتودها
(الصفنة) مثل السفرة وربما استقي بها إذا أدخلوا فيها الهاء فتحوا الصاد وإذا أسقطوا الهاء ضموا الصاد فقالوا صفن، (والقتود) بالضم خشب الرحل وروى الطوسي: فبت (وباتت) بالتنوفة ناقتي، وبات عليها إلخ.
8: وأغضت كما أغضيت عيني فعرست.......على الثفنات والجران هجودها
(الإغضاء): قصر الطرف، و(التعريس) النزول من آخر الليل، وقال الأصمعي لا يكون التعريس إلا ليلاً من آخره ثم كثر حتى قيل في أول الليل تعريس، و(الثفنات): الكركرة وما مس الأرض من قوائم البعير في بروكه والجران جلد باطن العنق وقد يقال لظاهره جران، وهجودها: نومها والهجود في غير هذا اليقظة وهو من الأضداد. (الثفنات): ملتقى رأس الفخذ والساق والعضد والذراع. و (الجران): باطن الحلقوم.
9: على طرق عند الأراكة ربةٍ.......تؤازي شريم البحر وهو قعيدها
(الأراكة): موضع و(الربة) المجتمعة من الربابة وهي الجلدة والخرقة التي تجمع القداح ومن هذا سميت الرباب لأنهم تحالفوا واجتمعوا كما تجمع الربابة القداح و(تؤازي) تحاذي وتقابل و(شريم) البحر خليج منه. (قعيدها) كأنه مستقبلها أي أنها مماثلة له كما يقاعد الرجل صاحبه، قال الأصمعي: إنما جعلها طرقًا مختلفة لأنه أشد للسير فيها لاشتباهها وقال أحمد بن عبيد: شريم خليج انشرم من البحر، قال: والشريم المرأة المفضاة وأنشد:
لعل الناس فضلكم عليهم.......بشيء أن أمكم شريم
وقال الطوسي: الشريم: الساحل يقال شريم البحر وشاطئ البحر بمعنىً واحدٍ وقعيدها ملازم لها لا يفارقها، يقال قعد بنو فلان ببني فلان إذا طافوا وأقرنوا لهم أي صاروا قرناء.
10: كأن جنيبًا عند معقد غرزها.......تزاوله عن نفسه ويريدها
يقول (كأنها) لسرعتها ينهسها هر عند الغرضة والغرضة حزام الرحل فهي لا تستقر ومثل هذا المعنى قول أوس بن حجر:
كأن هرًا جنيبًا عند غرضتها.......واصطك ديك برجليها وخنزير
وكما قال الشماخ:
كأن ابن آوى موثق عند غرزها.......إذا هو لم يكلم بنابيه ظفرا
وقوله (تزوله عن نفسه) أي تريد أخذه والمزاولة المخاتلة والمعالجة وقوله (ويريدها) أي يقصدها وروى أبو عبيدة ويزيدها أي يزيدها أذىً كلما زاولته وروى الطوسي: تراوده عن نفسه ويريدها، وروي: كأن ابن آوى عند معقد غرزها، قال ويروى هذا البيت للممزق العبدي أيضًا و(الغرز): الركاب.
11: تهالك منه في الرخاء تهالكا.......تهالك إحدى الجون حان ورودها
(التهالك): شدة السير والاجتهاد فيه والرخاء الاسترخاء يقول استرخاؤها في سيرها تهالك فكيف باعتمادها، و(الجون) القطا وأصل الجونة السواد، شبهها بقطاة حين ورودها وذلك حين اشتد عطشها فهي لا تألو طيرانًا وروى الطوسي:
تهالك منه في النجاء تهالكا.......تقاذف إحدى الجون
وقال (التهالك) أن يركب الرجل رأسه لا يلوي على شيء وكذلك هو من الإبل، وهذا مثل قول عنترة:
هر جنيب كلما عطفت له.......غضبى اتقاها باليدين وبالفم
والتقاذف التباعد ويقال من التهالك قد تهالكت المرأة على زوجها والجارية على مولاها إذا رمت بنفسها عليه والنجاء: الذهاب يمد ويقصر والجون القطا.
12: فنهنهت منها والمناسم ترتمي.......بمعزاءٍ شتى لا يرد عنودها
(نهنهنت): كففت، (المناسم) جمع منسم وهو ظفر الخف وقوله (ترتمي) أي هي في سير و(المعزاء) الأرض ذات الحصى الصغار وقوله (شتى) أي ليست المعزاء بمستوية فيها ملبس حصى وفيها أجرد و(العنود): المخالف في سيره يقال بعير عنود إذا خالف سير الإبل ومنه المعاندة بين الناس وهي المخالفة.
و(العنود) في هذا البيت الغبار يأخذ في عرض وشتى نعت للمعزاء أي بمعزاء ليست على أمر واحد.
وقال الطوسي: (نهنهت): كففت والمنسم من البعير كالحافر من الفرس وقال غيرهما: (المناسم): مقاديم الأخفاف و(المعزاء) أرض غليظة ذات حصى وعنودها ما تنجل من الحصى بأخفافها فيعند أي يأخذ في عرض.
13: وأيقنت إن شاء الإله بأنه.......سيبلغني أجلادها وقصيدها
(أجلادها): جسمها (وقصيدها): مخها ويقال إن البعير لا يزال يسير ما دام له مخ وهو النقي فإذا ذهب مخه سقط وأنشد:
لا بد منه فانحدرن وارقين.......ما دام مخ في سلامى أو عين
قال أحمد: (أجلادها) بدنها وبقية نفسها وقصيدها سمنها ولحمها ويقال إن القصيد من الشحم الذي ليس بممتلئ ويقال آخر ما يبقى من المخ في العين والسلامى.
14: فإن أبا قابوس عندي بلاؤها.......جزاءً بنعمى لا يحل كنودها
(أبو قابوس) النعمان بن المنذر و(الكنود): الكفور وهو من قول الله تعالى: {إن الإنسان لربه لكنود} و(الكنود): الكفور للنعمة والكنود المصدر ويروى: عندي بلاؤه وهي الرواية: أبلاني خيرًا.
15: رأيت زناد الصالحين نمينه.......قديمًا كما بذ النجوم سعودها
ويروى: (قديمًا كما خير النجوم سعودها)، و(الزناد): جمع زندٍ وهو ما يقدح منه النار من الشجر الأعلى ذكر والأسفل أنثى يقال للأعلى زند وللأسفل زندة، و(بذ) سبق وغلب يقال بذه فهو مبذوذ والفاعل باذ، ويروى: وجدت زناد الصالحين زناده * قديمًا إلخ. والسعود جمع سعد وهي الليلة الطلقة الساكنة.
16: ولـــــــــــــــــــو علم الله الجبال عصينه.......لجأ بأمراس الجبال يقودها
17: فإن تك منا في عمان قبيلة.......تواصت بإجناب وطال عنودها
(الإجناب): المجانبة والمباعدة و(العنود): المخالفة والاعتراض والميل عن الحق.
18: فقد أدركتها المدركات فأصبحت.......إلى خير من تحت السماء وفودها
ويروى: فأقبلت إلى خير إلخ. (والوفود) جمع وفد يقال قد وفد يفد وفدًا وهو مأخوذ من الارتفاع من قولهم أوفد الرجل إذا صعد مكانًا مرتفعًا وكأن المعنى ارتفع إلى من أراد وقصد.
19: إلى ملك بذ الملوك فلم يسع.......أفاعيله حزم الملوك وجودها
أي لم يطق أفاعيله ولم يحملها والحزم في الرأي و(الجود) في البذل والعطاء أي فات (الملوك) بهذين وسبقهم بهما.
20: وأي أناسٍ لا أباح بغارة.......يؤازي كبيدات السماء عمودها
ويروى (لا يبيح بغارة) و(الإباحة) مثل النهبى، يقال مكان مباح إذا لم يمنع منه أحد و(يوازي): يماثل ويحاذي، يقلال دار فلان تؤازي دار فلان إذا كانت تقابلها وفلان يؤازي فلانًا في علم أو مال إذا كان مثله وقعدت بإزاء فلان أي بحذائه و(كبيدات السماء) معظمها وكبد كل شيءٍ معظمه فأراد معظمها في الارتفاع، (عمودها) معظمها ويقال عمودها أي غبارها يؤازي كبيدات السماء.
21: وجأواء فيها كوكب الموت فخمة.......يقمص في الأرض الفضاء وئيدها
(الجأواء): الكتيبة شبهها بالجؤوة من الأرض لصدأ الحديد على رجالها والجؤوة من الأرض أرض سوداء صلبة ويقال سميت (جأواء) من قولهم فرس أجأى وهو الكميت يضرب إلى الدهمة و(كوكب الموت) أشده وأعظمه.
وكذلك كوكب الحرب والفخمة الضخمة يقمص يرفع و(الأرض الفضاء) الواسعة ووئيدها شدة رزها والرز الصوت.
22: لها فرط يحوي النهاب كأنه.......لوامع عقبان مروع طريدها
(الفرط): المتقدمون ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا فرطكم على الحوض))، ومنه سمي الفارط وهو رجل يتقدم الواردة فيصلح الدلاء والحياض قبل ورودها ويحوي يجمع والنهاب جمع نهب، قال الأصمعي: يقال نهبت الشيء إذا فرقته وأنهبته جعلته نهبى وانتهبته كنت فيمن أخذه، و(طريد) العقبان ما تطرده، و(لوامعها) ههنا أجنحتها و(طريد) مفعول نقل به إلى فعيل كما قيل مقتول وقتيل ومجروح وجريح والهاء للجأواء وهي الكتيبة.
23: وأمكن أطراف الأسنة والقنا.......يعاسيب قود كالشنان خدودها
أراد (باليعاسيب) الخيل شبهها بها في خفتها ويقال أنه أراد كريم الخيل ويعسوب كل شيء أفضله وخيره ومن هذا سمي يعسوب النحل وهو أميرهم ومن هذا قيل يعسوب الدين و(القود): الطوال الأعناق يقال للذكر أقود وللأنثى قوداء وقوله (كالشنان خدودها) أراد خدودها قليلة اللحم، ويستحب من الفرس قلة لحم وجهه، قال الجعدي يذكر فرسًا:
بعاري النواهق صلت الجبين.......يستن كالصدع الأشعب
و(الشن) القربة الخلق ويروى: يعابيب قود لا تثنى خدودها، واليعابيب: الطوال وقوله لا تثني خدودها أي لا تصرف ولا ترد، وروى أحمد بن عبيد: كالسنان خدودها والسنان المسن أراد به الجمع فاجتزأ بذكر الواحد كما قال: قد عض أعناقهم جلد الجواميس، أراد جلود الجواميس ومثل هذه الرواية قول لبيد:
يطرد الزج يباري ظله.......بأسيل كالسنان المنتخل
غيره: أي أمكن أطراف الأسنة والقنا يعابيب أي حملت الأسنة وأنفذتها فيهم والقود الطوال من الخيل والرجال الذكر أقود والأنثى قوداء.
24: تنبع من أعضادها وجلودها.......حميمًا وآضت كالحماليج سودها
(تنبع): تسيل (وآضت): رجعت وعادت ومن هذا قولهم قال أيضًا أي قال عودًا إلى ما كان والفعل الماضي منه آض والمستقبل منه يئيض والمصدر أيض فإذا نصبته قلت أيضًا والحميم العرق و(الحماليج): قرون البقر الواحد حملاج وقال غيره قرون البقر الوحشية ينفخ فيها الصائغ.
25: وطار قشاري الحديد كأنه.......نخالة أقواع يطير حصيدها
(قشاري) جمع قشر و(قشاري الحديد) ما تقشر وتطاير منه عند المقارشة وهو وقوع السلاح بعضه على بعض و(الأقواع) جمع قاع وهو المكان الحر الطين ليست فيه حجارة ولا جص وقد يجمع القاع قيعانًا وقيعة وحصيدها ههنا مثل شبه ما تقشر من الحديد في كثرته في الغبار في القاع.
26: بكل مقصي وكل صفيحة.......تتابع بعد الحارشي خدودها
لم يقل فيه أبو عكرمة شيئًا وما رأيته يعرفه وسألت ثعلبًا عنه فقال مقصي يعني فرسًا نسبه إلى مقص وقال: (مقصي) منسوب إلى المقص مصدر [قص شعره] وقال: أراد الخيل المقصوصة الأذناب وهذا كما قال امرؤ القيس:
على كل مقصوص الذنابي معاودٍ.......بريد السرى بالليل من خيل بربرا
فيقول بكل فرسٍ من هذه الخيل وكل صفيحة يعني سيفًا ثم رجع إلى المقصية من الخيل فقال: تتابع خدودها بعد أن يحرشها الحارشي بمحرشه وهو شيء محدد بيده يستحث به الدابة وقال: المحرش يحث به الخيل إذا ونت وقصرت وجمع صفيحة صفائح وهي السيوف، فيقول تتابع خدود الخيل بعد الحرش ورواها أبو العباس بالخاء وأنكر الرواية بالحاء ورواها أبو عكرمة بالخاء معجمة فيقول إذا خرشها جرت وتتابعت خدودها. قال أحمد بن يحيى: الحارشي بالحاء غير معجمة والتفسير له.
27: فأنعم أبيت اللعن إنك أصبحت.......لديك لكيز كهلها ووليدها
(أنعم) أي: من عليهم وكانوا أسرى في يديه وقوله (أبيت اللعن) أي أن تأتي من الأخلاق المذمومة ما تلعن عليه، و(لديك) عندك، وكانت هذه تحية لخم وجذام وكانت منازلهم الحيرة وما يليها وتحية ملوك غسان: يا خير الفتيان وكانت منازلهم الشأم وحكى ثعلب عن الفراء في أبيت اللعن أن المشيخة كانوا يضيفونه إلى الغلط لأنه إذا أضافه خرج ذمًا فيقول أبيت اللعن كأنهم شبهوه بالإضافة على الغلط وقال: أراد (أبيت اللعن) أي يا من هو بيت للعن والقول هو الأول.
28: وأطلقهم تمشي النساء خلالهم.......مفككة وسط الرحال قيودها
نصب (مفككة) حالاً من الهاء والميم وهو للقيود.
[شرح المفضليات: 302-311]