دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > المهارات الأساسية في التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ذو الحجة 1436هـ/11-10-2015م, 01:39 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي الدرس الثامن: تلخيص تفسير سورة الكوثر.

مقدمــات

توجد ثلاثة أمور مهمّة تتعلّق بتلخيص تفسير سورة الكوثر يحسن التنبيه عليها، وهي:
1: ما يتعلّق بكيفية إيراد الأدلة على المسألة.

2: ما يتعلّق باستخلاص مقصد السورة أو الآية.
3: ما يتعلّق بورود عدة أسباب لنزول الآية أو السورة.

أولا: ما يتعلّق بطريقة إيراد الأدلة على المسألة.
من الملاحظ في المسألة الأولى في السورة وهي مسألة المراد بالكوثر ورود كثير من الأحاديث والآثار في تفسير المراد بالكوثر.
والطريقة المثلى في إيراد هذه الأدلة في التلخيص تكون كتالي:
أولا: يراعى ترتيب الآثار، فتقدم الأحاديث النبوية ثم آثار الصحابة كبارهم ثم صغارهم ثم آثار التابعين كذلك.
ثانيا: إذا كثرت الأدلة على المسألة يمكن الاكتفاء بأهمها، ويقدم الصحيح من الأدلة على الضعيف.
ثالثا: ينتقى من الأدلة أقربها للمسألة وأقواها دلالة.
رابعا: يختصر سند الحديث أو الأثر، فيكتفى بذكر الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابي أو التابعي، مع نسبته إلى من رواه من أهل السنن وفي أي كتاب.
خامسا: يكتفى بموضع الشاهد من الدليل على المسألة، ولا داعي لنقله كاملا خاصّة إذا كان الدليل طويلا.
سادسا: عند إسناد الحديث أو الأثر يُرتب رواة الحديث ترتيبا زمنيا، إلا إذا كان مخرّجا في الصحيحين أو في أحدهما فنقدم البخاري ومسلم ثم نذكر بقية الرواة على الترتيب هكذا: رواه البخاري ومسلم، ورواه فلان وفلان وفلان .....
ملحوظة: الفقرة السادسة ذكرناها للفائدة، وتتقن مع الوقت إن شاء الله.


ثانيا
: ما يتعلّق باستخلاص مقصد السورة أو الآية.

ننقل كلام الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله في بيان أنواع مقاصد الآيات، وما يعين على التعرف عليها:
((مقاصد الآيات على نوعين:
النوع الأول: مقاصد تعرف بالدلالة النصية الظاهرة؛ كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} مقصودها: حث المؤمنين على التقوى والصدق وأن يكونوا مع أهل الصدق، ولا يكونوا مع الكاذبين.
والنوع الآخر: مقاصد تفهم بأنواع من الدلالات؛ لأن المقصد غير منصوص عليه ، وإنما يستعان عليه بمعرفة دلالة المفهوم، وبالسياق، وهذه المقاصد يتفاوت العلماء في استخراجها، وينبغي لطالب العلم أن يمرّن نفسه على التعرّف عليها ويستعمل من الأدوات العلمية ما يعينه على استخراجها؛ كمعرفة معنى الاستفهام في الآية إذا كان في الآية استفهام؛ فإنّ ذلك مما يعين على معرفة المقصد؛ كما في قول الله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم..} الاستفهام في الآية للإنكار والتوبيخ؛ فيستفاد من ذلك معرفة مقصد الآية، وأنّها في توبيخ من لا يعمل بعلمه والإنكار عليه.
وقول الله تعالى: {أليس الله بكافٍ عبده..} الاستفهام فيه للتقرير، ومقصد الآية ظاهر في الحث على التوكّل على الله تعالى.
وقد تتضمّن الآية مثلا؛ فمن عقل المثل عرف مقصد الآية؛ كما في قوله تعالى: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتعوا له..} الآية
فمن عقل هذا المثل عرف أن المقصد هو الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك.
وأمثال القرآن وقصصه من عرف مقاصدها استفاد علماً كثيراً مباركاً)).

وقال حفظه الله في موضع آخر في التفريق بين مقصد الآية ومعناها الإجمالي:
((
المعنى الإجمالي يتعلق بتلخيص معاني مفردات الآية وتراكيبها بعبارة وافية مختصرة.
وأمّا مقصد الآية فيراد به الغرض من نزولها، وهذا قد لا يتّصل بالدلالة المباشرة للألفاظ.
مثال ذلك:
المعنى الإجمالي لسورة النصر: أن الله تعالى أمر نبيّه صلى الله عليه وسلم أنه إذا حان وقت فتح مكة ونصره الله على المشركين ورأى كثرة الداخلين في دين الإسلام أن يسبّح بحمد ربّه ويستغفره.
ومقصد هذه السورة: إعلام النبي صلى الله عليه وسلم بقرب أجله؛ لأنّ رسالته تكون قد تمّت بذلك ، ونصره الله على القوم الذين كذّبوه كما نصر الرسل من قبله على من كذبهم ثمّ قبضهم إليه بعد ما انتهت مهمّة رسالتهم.

مثال آخر: قول الله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل . ألم يجعل كيدهم في تضليل . ..} إلى آخر السورة.
المعنى الإجمالي لها ظاهر من دلالات مفردات السورة.
ومقصودها - والله تعالى أعلم - أن مَن حفظ بيته وردّ كيد من أراد به سوءاً قادر على أن يحفظ نبيّه ويردّ عنه كيد من يريد به سوءاً)) ا. ه

ثالثا: ما يتعلّق بورود عدة أسباب لنزول الآية أو السورة.

في سورة الكوثر وردت عدة أسباب للنزول، ربما وصلت لستة أسباب نزول، وقد يستغرب بعض الطلاب ذلك ويتساءل أيها سبب نزول الآية فعليا؟
لأن الآية تنزل لسبب واحد في الغالب.
فنذكر هنا قاعدة مهمة في تعدد الأسباب التي يذكرها المفسّرون في الآية ستدرسونها لاحقا بإذن الله بالتفصيل، وهي أن كثيرا من هذه الأسباب المذكورة لا يقصد أنها سبب نزول مباشر للآية، وإنما باعتبار أن هذا مما يشمله لفظ الآية.
فمما ورد في نزول السورة -كما سترون في المشاركة التالية- أن قوله تعالى: (إن شانئك هو الأبتر) نزل في العاص بن وائل، وقيل في كعب بن الأشرف، وقيل نزلت في أبي لهب، وقيل في أبي جهل.
فيكون ذكر هذه الأسماء إنما هو على سبيل التمثيل لبعض من أبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالطبع يسري عليه نفس الوعيد أنه هو الأبتر أي المقطوع عن كل خير، هذا التمثيل يختلف من مفسّر لآخر بحسب المناسبة والمقام الذي فسّر فيه الآية.
فلو أن أحدا في زماننا أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقلنا إن هذه الآية نزلت فيه، فإن معناه أنها نزلت في مثل من فعل فعله، عملا بالقاعدة التي تقول: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

رابعا: ما يتعلّق بالتفسير النبوي للآية.


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثامن, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir