دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 جمادى الأولى 1431هـ/3-05-2010م, 09:06 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الحج والعمرة : الباب الخامس : في الوقوف والإفاضة

الباب الخامس: في الوقوف والإفاضة
الفصل الأول: في الوقوف بعرفة وأحكامه
1520 - (خ م ت د س) عائشة -رضي اللّه عنها-: قالت: «كانت قريشٌ ومن دان دينها، يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمّون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفة،فلما جاء الإسلام أمر اللّه نبيّه -صلى الله عليه وسلم- أن يأتي عرفاتٍ، فيقف بها، ثم يفيض منها فذلك قوله عزّ وجلّ: {ثم أفيضوا من حيث أفاض النّاس} [البقرة: 199]».
وفي رواية: قال عروة بن الزبير -رضي الله عنهما-: «كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس، والحمس: قرش،ماولدت، كانوا يطوفون عراة، إلا أن تعطيهم الحمس ثيابا، فيعطي الرّجال الرجال، والنّساء النساء، وكانت الحمس لا يخرجون من المزدلفة، وكان الناس كلهم يبلغون عرفاتٍ - قال هشامٌ: فحدّثني أبي عن عائشة قالت: الحّمس: هم الذين أنزل اللّه فيهم {ثم افيضوا من حيث أفاض الناس} - قالت: كان الناس يفيضون من عرفات، وكان الحمس يفيضون من المزدلفة، يقولون: لا نفيض إلا من الحرم، فلما نزلت {أفيضوا من حيث أفاض الناس} رجعوا إلى عرفات». أخرجه الجماعة إلا الموطأ.
وانفرد بالرواية الثانية البخاري ومسلم.
وذكر رزين رواية: «: قالت كانت قريشٌ ومن دان بدينها - وهم الحمس - يقفون بالمزدلفة، ويقولون: نحن قطين اللّه - أي: جيران بيت اللّه - فلا نخرج من حرمه، وكان يدفع بالعرب أبو سيّارة على حمارٍ عري من عرفة».
[شرح الغريب]
الحمس: جمع أحمس، وهم قريش، وأصلها: الشجاعة والشدة.
قطين الله: يقال: قطن بالمكان، إذا أقام فيه، فهو قاطن. والجمع: قطّان وقطين. والقطين: سكن الدار، فيكون على حذف المضاف، أي سكن بيت الله.
1521 - (خ م س) جبير بن مطعم -رضي الله عنه-: قال: «أضللت بعير لي، فذهبت أطلبه يوم عرفة، فرأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- واقفا مع النّاس بعرفة، فقلت: هذا واللّه من الحمس، فما شأنه ها هنا؟ وكانت قريش تعدّ من الحمس». أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.
1522 - (ت د س) عمرو بن عبد اللّه بن صفوان -رضي الله عنه- عن يزيد بن شيبان قال: «أتانا ابن مربعٍ الأنصاريّ - ونحن وقوفٌ بالموقف - مكانا يباعده عمرو [عن الإمام] - فقال: إني رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- إليكم، يقول: ، كونوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث إبراهيم».
أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي، إلا أن عند النسائي «على إرثٍ من إرثٍ أبيكم إبراهيم».
[شرح الغريب]
مشاعركم: جمع مشعر، وهو المعلم، والمراد به: معالم الحج.
1523 - (دس) نبيط ويكني: أبا سلمة -رضي الله عنه- قال: «رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة واقفا عى جملٍ أحمر يخطب». أخرجه أبو داود والنسائي. وزاد النسائي: «قبل الصلاة».
1524 - (د) العداء بن خالد بن هوزة -رضي الله عنه- قال: «رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، يخطب النّاس يوم عرفة على بعيرٍ. قائما في الرّكابين». أخرجه أبو داود.
1525 - (د) زيد بن أسلم -رحمه الله- عن رجل من بني ضمرة عن أبيه - أو عمّه - قال: «رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر بعرفة». أخرجه أبو داود.
1526 - (د) عبد اللّه بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: «غدا رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- من منّى - حين صلّى الصّبح صبيحة يوم عرفة، حتى أتى عرفة، فنزل بنمرة - وهي منزل الآمر، الذي ينزل فيه بعرفة، حتى إذا كان عند صلاة الظهر راح رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- مهجّرا، فجمع بين الظّهر والعصر، ثم خطب النّاس، ثم راح فوقف على الموقف من عرفة». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
مهجّرا: التهجير ها هنا: المسير عند الهاجرة، وهي شدة الحر.
1527 - (ط) نافع مولى عبد اللّه بن عمر بن الخطاب -رضي اللّه عنهم - «أنّ ابن عمر كان يصلّي الظّهر والعصر والمغرب والعشاء والصّبح بمنى، ثم يغدو إذا طلعت الشمّس إلى عرفة». أخرجه الموطأ.
1528 - (ت د) عبد اللّه بن عباس -رضي اللّه عنهما- قال: «صلى بنا رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- بمنى: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثمّ غدا إلى عرفات». هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: «صلى رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- الظّهر يوم التّروية، والفجر يوم عرفة بمنى».
1529 - (ت د س) عروة بن مضرس الطائي -رضي اللّه عنه- قال: «أتيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- بالمزدلفة، حين أقام الصلاة - وعند أبي داود: بالموقف، يعني: بجمع - فقلت: يا رسول الله، إني جئت من جبلي طيّءٍ، أكللت راحلتي - وعند أبي داود: مطيّتي - وأتعبت نفسي، واللّه، يا رسول الله، ما تركت من حبل - وفي رواية» من جبلٍ - إلا وقفت عليه، فهل لي من حجّ؟ فقال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: «من شهد صلاتنا هذه، ووقف معنا، حتى يدفع، وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلا أو نهارا، فقد ثمّ حجّه، وقضى تفثه».
هذه رواية الترميذي وأبي داود.
وفي رواية النسائي قال: «رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- واقفا بالمزدلفة. فقال: من صلّى معنا صلاتنا هذه ها هنا، ثم أقام معنا، وقد وقف قبل ذلك بعرفة، ليلا أو نهارا، فقد تم حجّه».
وفي أخرى قال: قال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: «من أدرك جمعا مع الإمام والنّاس، حتى يفيض منها، فقد أدرك الحجّ، ومن لم يدرك مع النّاس والإمام، فلم يدركه». وله في أخرى مثل رواية أبي داود.
[شرح الغريب]
حبل: الحبل أحد حبال الرمل، وهو ما اجتمع منه واستطال، وارتفع.
تفثه: التفث: كل ما يفعله المحرم إذا حل من الحلق والتقليم والطيب، ونحو ذلك.
1530 - (ت د س) عبد الرحمن بن يعمر الديلي -رضي الله عنه-: «أنّ ناسا من أهل نجد أتوا رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- وهو بعرفة، فسألوه؟ فأمر مناديا ينادي: الحجّ عرفة، من جاء ليلة جمعٍ قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحجّ، أيّام منّى: ثلاثة، فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخّر فلا إثم عليه». زاد في رواية «وأردف رجلا، فنادى». هذه رواية الترمذي والنسائي.وفي رواية أبي داود قال: «أتيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- وهو بعرفة، فجاء ناسٌ - أو نفرٌ - من أهل نجد، فأمروا رجلا فنادى رسول الله: كيف الحجّ؟ فأمر رجلا فنادى: [الحجّ] الحجّ يوم عرفة، ومن جاء قبل صلاة الصّبح من ليلة جمعٍ تمّ حجّه».
وفي أخرى قال: قال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: «الحجّ عرفات، الحج عرفاتٌ، أيّام منى ثلاثٌ، فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه، ومن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحجّ». وفي رواية النسائي قال: «شهدت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، وأتاه ناسٌ فسألوه عن الحجّ؟ فقال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: الحجّ عرفة، فمن أدرك عرفة قبل طلوع الفجر من ليلة جمع، فقد تمّ حجّه».
[شرح الغريب]
ليلة جمع: جمع: اسم علم للمزدلفة، وسمي به لاجتماع آدم عليه السلام بحواء فيه، كذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما.
1531 - (ط) نافع مولى عبد اللّه بن عمر -رضي الله عنهما- أن ابن عمر كان يقول: «من لم يقف بعرفة من ليلة المزدلفة من قبل أنّ يطلع الفجر، فقد فاته الحجّ، ومن وقف بعرفة من ليلة المزدلفة من قبل أنّ يطلع الفجر، فقد أدرك الحجّ». أخرجه الموطأ
1532 - (د) جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال لما وقف رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- بعرفة قال: «وقفت ها هنا، وعرفة كلّها موففٌ، ووقفت ها هنا بجمعٍ، وجمع كلّها موقفٌ، ونحرت ها هنا، ومنى كلها منحر، فانحروا في رحالكم».
وفي رواية أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل عرفة موقفٌ، وكلّ منى منحر، وكلّ المزدلفة موقفٌ، وكلّ فجاج مكة طريق ومنحرٌ». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
فجاج: الفجاج: جمع فج، وهو المسلك والزّقاق.
1533 - (د) علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: «لما أصبح -يعني رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- - وقف على قزح. فقال: هذا قزح، وهو الموقف. وجمعٌ كله موقفٌ، ونحرت ها هنا، ومنى كلها منحر. فانحروا في رحالكم». أخرجه أبو داود.
1534 - (ط) عبد الله بن الزبير بن العوام -رضي الله عنهما- قال: «عرفة كلها موقف، إلاّ عرنة، والمزدلفة كلها موقفٌ إلاّ محسّرا». أخرجه الموطأ.
1535 - (ط) مالك بن أنس -رضي الله عنه- بلغه: أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «عرفة كلّها موقفٌ، وارتفعوا عن بطن عرنة، والمزدلفة كلّها موقفٌ، وارتفعوا عن بطن محسّرٍ». أخرجه الموطأ،
1536 - (ط) علقمة بن أبي علقمة عن أمّه «أنّ عائشة -رضي الله عنها - كانت تنزل من عرفة بنمرة، ثمّ تحوّلت إلى الأراك، قالت: وكانت عائشة تهلّ ما كانت في منزلها، ومن كان معها، فإذا ركبت فتوجّهت إلى الموقف تركت الإهلال، وكانت عائشة تعتمر بعد الحجّ من مكّة في ذي الحجّة، ثم تركت ذلك، فكانت تخرج قبل هلال المحرّم، حتى تأتي. الجحفة، فتقيم بها، حتي ترى الهلال، فإذا رأت الهلال أهلّت بعمرةٍ». أخرجه الموطأ.
الفصل الثاني: في الإفاضة من عرفة، ومزدلفة
1537 - (خ ط د س) سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم- قال: «كتب عبد الملك إلى الحجاج: أن لا تخالف ابن عمر في الحج، فجاء ابن عمر- وأنا معه يوم عرفة - حين زالت الشمس، فصاح عند سرادق الحجاج فخرج وعليه ملحفة معصفرةٌ، فقال: مالك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: الرّواح إن كنت تريد السّنّة، قال: هذه الساعة؟ قال نعم، قال: فأنظرني حتى أفيض على رأسي ماء، ثم أخرج، فنزل حتي خرج الحجّاج، فسار بيني وبين أبي، فقلت: إن كنت تريد السنّة فاقصر الخطبة، وعجّل الوقوف، فجعل ينظر إلى عبد الله، فما رأى عبد اللّه ذلك، قال: صدق».
وفي رواية «أنّ الحجّاج - عام نزل بابن الزّبير - سأل عبد الله: كيف تصنع في الموقف يوم عرفة؟ قال سالم إن كنت تريد السّنّة، فهجّر بالصلاة يوم عرفة، فقال عبد اللّه: صدق إنهم كانوا يجمعون بين الظّهر والعصر في السّنّة، فقلت لسالمٍ: أفعل ذلك رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال سالم: وهل تتّبعون في ذلك إلاّ سنّته؟». أخرجه البخاري.
وأخرج الموطأ والنسائي الرواية الأولى.
وأخرج أبو داود قال: «لمّا قتل الحجّاج ابن الزبّير، أرسل إلى ابن عمر أيّة ساعةٍ كان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يروح في هذا اليوم؟ قال: إذا كان ذاك رحنا، قال: فلما أراد ابن عمر أن يروح، قال: قالوا: لم تزغ الشمس، قال: أزاغت؟ قالوا: لم تزغ، أو زاغت، فلمّا قالوا: قد زاغت، ارتحل».
[شرح الغريب]
أنظروني: الأنظار: التأخير.
زاغت الشمس: إذا مالت عن وسط السماء، وهو وقت الزوال.
1538 - (خ ت د س) عمرو بن ميمون -رحمه الله- قال: «قال عمر: كان أهل الجاهلية لا يفيضون من جمعٍ حتى تطلع الشمّس، وكانوا يقولون: أشرق ثبير، فخالفهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأفاض قبل طلوع الشمس».
وفي رواية قال: «شهدت عمر صلّى بجمعٍ الصّبح، ثم وقفت، فقال: إنّ المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشّمس... الحديث». هذه رواية البخاري.
وأخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي، إلا أنّ الترمذي وأبا داود قالا فيه: «إنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- خالفهم، فأفاض عمر قبل أن تطلع الشّمس».
[شرح الغريب]
أشرق ثبير: جبل عند مكة، والمعنى: ادخل أيها الجبل في الشروق، أي: في نور الشمس، لأنهم كانوا لا يفيضون من هناك إلا بعد ظهور نور الشمس على الجبال. يقال: شرقت الشمس: إذا طلعت. وأشرقت: إذا أضاءت. وقولهم: كيما نغير، أي: ندفع للنحر، يقال: أغار يغير إغارة: إذا أسرع ودفع في عدوه.
1539 - (خ م د س) عبد اللّه بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «دفع مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة، فسمع النبيّ وراءه زجرا شديدا، وضربا للإبل وراءه، فأشار بسوطه إليهم، وقال: أيها الناس عليكم بالسكينة، فإنّ البرّ ليس بالإيضاع». هذه رواية البخاري.
وفي رواية مسلم والنسائي: عنه عن أخيه الفضل - وكان رديف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال في عشيّة عرفة، وغداة جمع للناس، حين دفعوا: «عليكم بالسّكينة - وهو كافٌ ناقته - حتى دخل محسّرا - وهو من منى - قال: عليكم بحصى الخذف، الذي يرمي به الجمرة، وقال: لم يزل رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يلبى حتى رمى الجمرة».
زاد في رواية بعد قوله: «حصى الخذف» قال " «والنبيّ -صلى الله عليه وسلم- يشير بيده، كما يخذف الإنسان».
وفي أخرى لمسلم عن ابن عباس: «أنّ رسول اللهّ -صلى الله عليه وسلم- أفاض من عرفة، وأسامة ردفه، قال أسامة: فما زال يسير على هينته، حتّى أتى جمعا».
وفي رواية أبي داود قال: «أفاض رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- من عرفة، وعليه السّكينة، ورديفه أسامة، فقال: يا أيّها الناس، عليكم بالسكينة، فإنّ البرّ ليس بإيجاف الخيل والإبل، فما رأيتها رافعة يديها غادية، حتى أتى جمعا».
زاد في رواية: «ثم أردف الفضل بن عبّاسٍ، فقال: أيها الناس، إنّ البرّ.. وذكر الحديث - وقال عوض جمع: منى».
وفي رواية النسائي: عنه عن أخيه الفضل قال: «أفاض رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- من عرفات، ورديفه أسامة بن زيد، فجالت به الناقة، وهو رافعٌ يديّه، لا تجاوزان رأسه، فما زال يسير على هينته حتّى انتهى إلى جمع».
[شرح الغريب]
الإيضاع: ضرب من سير الإبل، سريع.
حصى الخذف: الخذف بالخاء المعجمة: رمي الحصاة بطرفي الإبهام والسبابة أو غيرها من الأصابع.
بإيجاف الخيل: الإيجاف: حث الركائب على السير والسرعة فيه.
1540 - (خ م ط د س) أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: عروة: «سئل أسامة بن زيدٍ - وأنا جالسٌ معه -: كيف كان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يسير في حجّة الوداع حين دفع؟ فقال: كان يسير العنق، فإذا وجد فرجة نصّ - قال هشام: والنّصّ: فوق العنق». وفي رواية: «فجوة» بدل «فرجة». وفي رواية نحوه، وفيه: «وكان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أردفه من عرفات، قال: كيف كان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يسير، حين أفاض من عرفاتٍ... وذكره». أخرجه الجماعة، إلا الترمذي.
[شرح الغريب]
العنق: ضرب من السير السريع.
النص: ضرب من سير الإبل، وهو فوق العنق.
فجوة: الفجوة المتسع من الأرض.
1541 - (د) بن عاصم بن عروة -رحمه الله- أنه سمع الشّريد [ابن سويد الثقفي] يقول: «أفضت مع رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، فما مسّت قدماه الأرض، حتى أتى جمعا». أخرجه أبو داود.
1542 - (ط) نافع مولى عبد اللّه بن عمر -رضي الله عنهم- «أنّ ابن عمر كان يحرّك راحلته في بطن محسّر قدر رميةٍ بحجرٍ». أخرجه الموطأ.
1543 - (ت د س) جابر بن عبد اللّه -رضي الله عنهما- «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أوضع في وادي محسّرٍ».
زاد فيه بشر بن السّري، «وأفاض من جمع وعليه السّكينة، وأمرهم بالسّكينة».
وزاد فيه أبو نعيمٍ: «وأمرهم: أن يرموا بمثل حصى الخذف، وقال لعلي لا أراكم بعد عامي هذا». هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود والنسائي: «أفاض رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- وعليه السّكينة، وأمرهم أن يرموا بمثل حصى الخذف، وأوضع في وادي محسّر».
وفي أخرى للنسائي: «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- لمّا أفاض من عرفة جعل يقول: السكينة عباد اللّه، ويقول بيده هكذا، وأشار أيّوب بباطن كفّه إلى السّماء».
[شرح الغريب]
أوضع: إذا أسرع في السير، وقد تقدم.
1544 - (خ م ط د س) أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: «دفع رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- من عرفة، حتّى إذا كان بالشّعب نزل فبال، ثم توّضأ، ولم يسبغ الوضوء فقلت: الصلاة يا رسول اللّه، فقال الصلاة أمامك، فركب، فلما جاء الممزدلفة. نزل فتوضّأ، فأسبغ الوضوء، ثم أقمت الصلاة، فصلّى المغرب، ثمّ أناخ كلّ إنسانٍ بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء، فصلّى، ولم يصلّ بينهما».
وفي رواية قال: «ردفت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- من عرفات، فلمّا بلغ الشّعب الأيسر، الذي دون المزدلفة، أناخ فبال ثمّ جاء، فصببت عليه الوضوء، فتوضأ وضوءا خفيفا، فقلت: الصلاة يا رسول اللّه، فقال: الصلاة أمامك، فركب رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- حتّى يأتي المزدلفة، فصلى، ثم ردف الفضل رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- غداة جمعٍ».
وفي أخرى نحوه، وفيه: «فركب، حتى إذا جئنا المزدلفة، فأقام المغرب، ثم أناخ النّاس في منازلهم، ولم يحلّوا، حتى أقام العشاء الآخرة، فصلّى، ثم حلّوا، قلت: فكيف فعلتم حين أصبحتم؟ قال: ردفه الفضل بن عباس، وانطلقت أنا في سبّاق قريشٍ على رجلي».
وفي أخرى: «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، لما أتى النّقب الذي ينزله الأمراء، نزل فبال، ولم يقل: أهراق - ثم دعا بوضوءٍ فتوضأ وضوءا خفيفا، فقلت: يا رسول اللّه، الصلاة، قال: الصلاة أمامك».
وفي: أخرى نحو هذه، وفيها: «أناخ راحلته، ثم ذهب إلى الغائط. فلمّا رجع، صببت عليه من الإدواة، فتوضأ، ثم ركب، ثم أتى المزدلفة، فجمع بين المغرب والعشاء». هذه روايات البخاري ومسلم.
وفي رواية الموطأ وأبي داود والنسائي قال: «دفع رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- من عرفة - وذكر مثل الرواية الأولى».
وفي أخرى لأبي داود والنسائي عن كريب قال: «سألت أسامة بن زيد، قلت: أخبرني: كيف فعلتم - أو صنعتم - عشّية ردفت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: جئنا الشّعب الذي ينيخ فيه الناس للمعرّس، فأناخ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- ناقته - وذكر الحديث» مثل الرواية الثالثة للبخاري ومسلم. وله في أخرى مختصرا قال: كنت رديف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فلما وقعت الشمس رفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي أخرى للنسائي قال: «أفاض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا رديفه، فجعل يكبح راحلته، حتى إنّ ذفراها لتكاد تصيب قادمة الرّحل، وهو يقول: يا أيها الناس،عليكم السّكينة والوقار، فإنّ البرّليس في ريضاع الإبل».
وفي أخرى له مختصرا «أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث أفاض من عرفة مال إلى الشّعب، فقلت له: صلّ المغرب، فقال: المصلّى أمامك».
وفي أخرى له: «أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- نزل الشعب، الذي ينزله الأمراء، فبال، ثم توضأ وضوءا خفيفا فقلت: يا رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، الصلاة، فقال: الصلاة أمامك، فلمّا أتينا المزدلفة، لم يحل آخر النّاس حتّى صلّى».
[شرح الغريب]
المعرّس: موضع التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل نزلة للاستراحة.
يكبح: كبحت الدابة: إذا جذبت رأسها إليك وأنت راكب ومنعتها من الجماح وسرعة السير.
ذفرى البعير: هي الموضع الذي يعرق من قفاه خلف الأذن، وهي مؤنثة لا تنون.
قادمة الرحل: الرحل هو الكور الذي يركب به البعير وقادمته: الخشبة التي في مقدمته، بمنزلة قربوس السرج.
1545 - (د) علي بن أبي طالب -رضي اللّه عنه- قال: «ثم أردف أسامة فجعل يعنق على ناقته، والنّاس يضربون الإبل يمينا وشمالا، لا يلتفت إليهم، ويقول: السّكينة، زيها الناس، ودفع حين غابت الشّمس».
هكذا ذكره أبو داود عقيب حديث كريب عن أسامة الذي ذكرناه آنفا، ولم يذكر أوّل الحديث، وإنما أوّل لفظ أبي داود: «عن علي» كما ذكرناه.
[شرح الغريب]
آنفا: فعلت الشيء آنفا: أي الآن.
1546 - (خ) عبد الرحمن بن يزيد -رحمه الله- قال: خرجت مع عبد اللّه بن مسعود إلى مكة، ثمّ قدمنا جمعا، فصلّى الصّلاتين، كلّ صلاةٍ بآذان وإقامةٍ، والعشاء بينهما، ثم صلى الفجر [حين طلع الفجر]، وقائلٌ يقول: طلع [الفجر]، وقائل يقول: لا، ثم قال: إنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ هاتين الصّلاتين حوّلتا عن وقتهما في هذا المكان [المغرب والعشاء] فلا يقدم النّاس جمعا حتّى يعتموا، وصلاة الفجر هذه الساعة، ثم وقف حتّى أسفر، ثم قال: لو أنّ أمير المؤمنين أفاض الآن أصاب السّنّة فما أدري: أقوله كان أسرع، أم دفع عثمان؟ فلم يزل يلبّي حتى رمى جمرة العقبة [يوم النحر]». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
يعتموا: أعتم القوم: إذا دخلوا في العتمة، وهي ظلمة أول الليل.
1547 - (ت) عبد اللّه بن عباس -رضي الله عنهما- «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أفاض قبل طلوع الشّمس». أخرجه الترمذي، وقال: «يعني: من جمع».
1548 - (خ م ت د س) عبد اللّه بن عباس -رضي الله عنهما- قال: «أنا ممّن قدّم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ليلة المزدلفة في ضعفة أهله». أخرجه الجماعة إلا الموطأ.
وفي أخرى للترمذي وأبي داود والنسائي مثله، وزاد: «وقال لهم: لا ترموا الجمرة، حتى تطلع الشّمس».
وفي أخرى لأبي داود والنسائي قال: «قدّمنا رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- ليلة جمعٍ: أغيامه بني عبد المطّلب، على حمراتٍ، فجعل يلطح أفخاذنا، ويقول: أبيني، لا ترموا الجمرة، حتى تطلع الشّمس».
وفي أخرى للنسائي عنه عن الفضل: «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أمر ضعفة بني هاشم: أن ينقروا من جمعٍ بليلٍ».
وفي أخرى له عن عبد اللّه بن عباس قال: «أرسلني رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- مع ضعفة أهله، فصلّينا الصّبح بمنى، ورمينا الجمرة».
[شرح الغريب]
ضعفة: جمع ضعيف، يريد بهم: النساء والصبيان والمرض ونحوهم (أغيلمة): تصغير أغلمة قياسا، ولم تجيء، كما أن أصيبية تصغير أصبية، ولم تستعمل، إنما المستعمل صبية وغلمة.
حمرات: جمع حمر، والحمر: جمع حمار.
يلطح: اللطح - بالحاء المهملة - ضب لين ببطن الكف.
الأبيني: بوزن الأعيمي: تصغير الأبني بوزن الأعمى، وهو جمع ابن.
1549 - (خ م س) عائشة -رضي اللّه عنها- قالت: «استأذنت سودة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ليلة جمعٍ، وكانت ثقيلة ثبطة فأذن لها».
وفي رواية قالت: «كانت سودة امرأة ضخمة ثبطة، فاستأذنت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: أن تفيض من جمعٍ بليلٍ، فأذن لها، فقالت عائشة: فليتني كنت استأذنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما استأذنته سودة، وكانت عائشة لا تفيض إلا مع الإمام».
وفي أخرى قالت: «وددت: أنّي كنت استأذنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما استأذنته سودة، فأصلّي الصّبح بمنّى، فأرمي الجمرة قبل أن يأتي الناس. قال القاسم: فقلت لعائشة: فكانت سودة استأذنته؟ قالت: نعم، إنها كانت امرأة ثقيلة ثبطة، فاستأذنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأذن لها».
وفي أخرى قالت: «نزلنا المزدلفة، فاستأذنت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- سودة: قبل حطمة الناس- وكانت امرأة بطيئة - فأذن لها، فدفعت قبل حطمة النّاس، وأقمنا حتى أصبحنا نحن، ثم دفعنا بدفعه، فلأن أكون استأذنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما استأذنت سودة، أحبّ إليّ من مفروحٍ به».
وفي أخرى نحوه، وفيه يقول القاسم: «الثّبطة: الثّقيلة».
وفيه: «وحبسنا، حتى أصبحنا».
وفيه: «كما استأذنته سودة، فأكون أدفع بإذنه». هذه روايات البخاري، ومسلم. وأخرج النسائي الرواية الثالثة.
وله في أخرى مختصرا قالت: «إنّما أذن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لسودة في الإفاضة قبل الصّبح، لأنها كانت امرأة ثبطة».
[شرح الغريب]
ثبطة: امرأة ثبطة: أي ثقيلة بطيئة.
حطمة: حطمة السيل: دفعته، والمعنى في الحديث: أن يدفع قبل دفع الناس.
1550 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «أرسل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بأمّ سلمة ليلة النّحر، فرمت الجمرة قبل الفجر، ثم مضت فأفاضت، فكان ذلك اليوم اليوم الذي يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تعني: عندها». أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر إحدى نسائه أن تنفر من جمعٍ، فتأتي جمرة العقبة فترميها، وتصبح في منزلها».
هكذا أخرجه النسائي، ولم يسمّ المرأة، فيحتمل حينئذ أن تكون «أمّ سلمة» فيكون من هذا الحديث، وأن تكون «سودة» فيكون من الحديث الذي قبله.
1551 - (م س) أم حبيبة بنت أبي سفيان -رضي الله عنهما- «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعث بها من جمعٍ بليل إلى منى».
وفي روايةٍ قالت أمّ حبيبة: «كنّا نفعله على عهد رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، نغلّس من جمعٍ إلى منى». وفي أخرى «نغلّسٌ من مزدلفة». أخرجه مسلم والنسائي.
[شرح الغريب]
نغلّس: التغليس: القيام وقت الغلس، وهو ظلمة آخر الليل.
1552 - (خ م ط) سالم بن عبد اللّه بن عمر - رضي اللّه عنهم- «أنّ عبد اللّه ابن عمر: كان يقدّم ضعفة أهله، فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بالليل، فيذكرون اللّه ما بدالهم، ثم يدفعون قبل أن يقف الإمام، وقبل أن يدفع، فمنهم من يقدم منّى لصلاة الفجر، ومنهم من يقدم بعد ذلك، فإذا قدموا رموا الجمرة، وكان ابن عمر يقول: أرخص في أولئك رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-». أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الموطأ عنه وعن أخيه عيبد اللّه: «أنّ أباهما كان يقدّم ضعفة أهله وصبيانه من المزدلفة، حتى يصلّوا الصّبح بمنّى، ويرموا قبل أن يأتي النّاس».
1553 - (خ م ط د س) عطاء بن أبي رباح -رحمه الله- قال: «إنّ مولاة أسماء بنت أبي بكر أخبرتّه قالت: جئنا مع أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- منّى بغلسٍ، قالت: فقلت لها: لقد جئنا منّى بغلس، فقالت: قد كنّا نصنع ذلك مع من هو خيرٌ منك». أخرجه الموطأ والنسائى.
وأخرج أبو داود: قال عطاء: أخبرني عن أسماء: «أنها رمت الجمرة، قلت: إنّا رمينا الجمرة بليلٍ، قالت: إنّا كنا نصنع هذا على عهد رسولٍ اللّه -صلى الله عليه وسلم-».
وقد أخرج البخاري ومسلم والموطأ والنسائي هذا المعنى بزيادةٍ عن عبد اللّه مولى أسماء، «أنها نزلت ليلة جمعٍ عند المزدلفة، فقامت تصلّي، فصلّت ساعة، ثم قالت: يا بنيّ، هل غاب القمر؟ قلت: لا، ثم صلّت ساعة، ثم قالت: هل غاب القمر؟ فقلت: نعم، قالت: فارتحلوا، فارتحلنا، فمضينا، حتى رمت الجمرة، ثم رجعت، فصلّت الصبح في منزلها، فقلت لها: يا هنتاه، ما أرانا إلا قد غلّسنا، قالت: يا بنّي، إنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قد أذن للظّعن» وفي رواية «قد أذن لظعنه». وهي التي أخرجها الموطأ.
[شرح الغريب]
الظّعن: جمع ظعينة: وهي المرأة ما دامت في الهودج.
والظّعائن: الهوادج على الجمال، كان فيها النساء أو لم يكنّ، وهو أيضا جمع ظعينة للمرأة.
1554 - (ط) مالك بن أنس -رضي اللّه عنه- بلغه: «أن طلحة ابن عبيد اللّه كان يقدّم نساءه وصبيانه من المزدلفة إلى منّى». أخرجه الموطأ.
1555 - (ط) فاطمة بنت المنذر -رضي اللّه عنها- كانت ترى أسماء بنت أبي بكر بالمزدلفة، تأمر الذي يصلّي لها ولأصحابها الصبح: «يصلّي لهم الصّبح حين يطلع الفجر، ثم تركب، فتسير إلى منّى، ولا تقف». أخرجه الموطأ.
الفصل الثالث: في التلبية بعرفة والمزدلفة
1556 - (خ م ت د س) عبد اللّه بن عباس -رضي الله عنهما- «أنّ أسامة كان ردف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضّل من المزدلفة إلى منّى، فكلاهما قال: لم يزل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يلبيّ حتّى رمى جمرة العقبة». هذه رواية البخاري ومسلم.
وللبخاري أيضا: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- «أردف الفضل، فأخبر الفضل: أنّه لم يزل يلبيّ حتّى رمى الجمرة».
وفي رواية الترمذي والنسائي قال: قال الفضل: «أردفني رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- من جمعٍ إلى منّى، فلم يزل يلبيّ، حتى رمى الجمرة».
وفي رواية أبي داود: «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لبّى حتى رمى جمرة العقبة». وللنسائي مثلها.
وفي أخرى للنسائي قال: كنت رديف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم يزل يلبيّ حتّى رمى جمرة العقبة، فرمى بسبع حصياتٍ، يكرّ مع كلّ حصاةٍ.
وفي أخرى له: مثله، ولم يذكر «سبع حصياتٍ». وزاد «فلمّا رمى قطع التّلبية».
1557 - (م د س) عبد اللّه بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «غدونا مع رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- من منّى إلى عرفاتٍ، منّا الملّبّي، ومنّا المكبّر».
وفي رواية «فمنّا المكّبر، ومنّا المهلّل، فأمها نحن فنكبّر، قال: قلت: واللّه، لعجبا منكم: كيف لم تقولوا له: ماذا رأيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يصنع؟». هذه رواية مسلم.
وفي رواية أبي داود والنسائي إلى قوله: «ومنّا المكبّر».
1558 - (س) سعيد بن جبير قال: «كنت مع ابن عبّاسٍ -رضي الله عنهما- بعرفاتٍ، فقال: مالي لا أسمع الناس يلبّون؟ قلت: يخافون من معاوية، فخرج ابن عباسٍ من فسطاطه، فقال: لبيك اللّهم لبّيك، فإنّهم قد تركوا السّنّة عن بغض علّي». أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
فسطاطه: الفسطاط الخيمة الكبيرة دون السرادق.
1559 - (خ م ط س) محمد بن أبي بكر الثقفي -رحمه الله- قال: «سألت أنس بن مالك، ونحن غاديان من منى إلى عرفاتٍ عن التلبية: كيف كنتم تصنعون مع النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: كان يلبّي الملبيّ،فلا ينكر عليه. ويكبّر المكبّر فلا ينكر عليه».
وفي رواية قال: «قلت لأنسٍ - غداة عرفة -: ما تقول في التلبية هذا اليوم:؟ قال: سرت هذا المسير مع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فمنّا المكبّر، ومنّا المهلل، لا يعيب أحدنا على صاحبه». أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. وأخرج الموطأ الرواية الأولى وحدها.
1560 - (م س) عبد الرحمن بن يزيد -رحمه الله - قال: قال عبد اللّه بن مسعود - ونحن بجمع -: «سمعت الذي أنزلت عليه سورة البقرة يقول في هذا المقام: لبيك اللّهم لبيك». أخرجه مسلم والنسائي.
1561 - (ط) جعفر بن محمد -رحمهما الله- عن أبيه قال: «كان عليّ يلبّي في الحجّ، حتّى إذا زاغت الشّمس من يوم عرفة قطع التّلبية». أخرجه الموطأ.
1562 - (ط) القاسم بن محمد -رحمه الله- قال: «كانت عائشة تترك التّلبية، إذا راحت إلى الموقف». أخرجه الموطأ.
1563 - (ط) نافع مولى ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «كان ابن عمر يقطع التلبية في الحجّ، إذا انتهى إلى الحرم، حتى يطوف بالبيت، ثمّ يسعى، ثم يلبيّ حين يغدو من منّى إلى عرفة، فإذا غدا ترك التّلبية، وكان يقطع التّلبية في العمرة، حين يدخل الحرم». أخرجه الموطأ.
1564 - (س) أسامة بن زيد مولى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- -ورضي اللّه عنه- قال: «كنت ردف رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- بعرفات، فرفع يديه يدعو فمالت به ناقته، فسقط خطامها، فتناول الخطام بإحدى يديه، وهو رافعٌ يده الأخرى». أخرجه النسائي.


التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحج, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir