دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 09:04 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال ربيعة أيضًا

1: ألا صرمت مودتك الرواع.......وجد البين منها والوداع
(صرمت): قطعت تصرم صرمًا و(الوداع): الوثاق الواو منهما مفتوحة ويروى الرواع بالفتح.
2: وقالت إنه شيخ كبير.......فلج بها ولم ترع امتناع
ويروى: فجد بها ولم تزع امتناع، أي تجذب وتكف تقول زعته أزوعه، قال ذو الرمة: قلت له زع بالزمام ويروى: (ولم ترع) من الرعة وهو الكف أراد فلج بها امتناع ولم ترع، غيره: يقال منه ورع الرجل يرع رعة وورعًا ومن الجبن رجل ورع وامرأة ورعة إذا كان جبانًا وما كان ورعًا ولقد ورع يورع ورعًا وورعًا وورعة ووراعة.
3: فإما أمس قد راجعت حلمي.......ولاح علي من شيب قناع
4: فقد أصل الخليل وإن نآني.......وغب عداوتي كلأ جداع
ويروى (من شيبي) ويروى جزاع بالزاي وجزاع بالضم والكسر قاض على نفسه. الغب أن تزور يومًا وتقطع يومًا ومن الحديث: (زر غبًا تزدد حبًا) أي يكون منك فترة فهو أخف لك، والمعنى وعاقبة عداوتي كلأ وخيم فيه الجدع لمن يرعاه وهذا مثل: أي مرعى ثقيل غير مريء، قال أحمد: قال الأصمعي: أول الأظماء الرغرغة وهي أن تخلي عن الإبل تشرب متى شاءت على ما تشاء قال أحمد: وغير الأصمعي يقول: ليست الرغرغة من الأظماء لأنها ليست بوقت إنما ترد الإبل متى شاءت والظمء ما بين الشربتين يقصر على قدر شدة الحر ويزاد فيه على قدر شدة البرد والرطب والربيع، فإذا شربت الإبل كل يوم فذاك الرفه يقال إبل فلان تشرب رفهًا، قال أوس بن حجر التميمي يرثي فضالة بن كلدة ويكنى أبا دليجة:
لازال مسك وريحان له أرج.......يسقي صداك بصافي اللون سلسال
يسقي صداك وممساه ومصبحه.......رفهًا ورمسك محفوف بأظلال
يريد في ممساه ومصبحه وصداه عظامه والهاء في الممسى والمصبح للصدى يقال أمسينا ممسى وأصبحنا مصبحًا، والرمس: القبر والأرج تصفق الرائحة الطيبة، وقال خالد بن كلثوم: الصدى يريد الهامة التي يزعمون أنها تخرج من رأس الرجل عند موته فتصيح: واصداه واعطشاه اسقوني اسقوني فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وقال الطائي:
حنت وقالت نيبها حتى متى.......تبشري بالرفه والماء الروى
ويقال إبل فلان رافهة والواحد رافه وبنو فلان مرفهون أي يسقون إبلهم كل يوم، قال الأصمعي: فإذا شربت في كل يوم نصف النهار فالظمء حينئذ ظاهرة، وقال النابغة يذكر الحية:
كما لقيت ذات الصفا من حليفها.......وكانت تديه المال غبًا وظاهره
أي كل يوم في ذلك الوقت، قال: فإذا شربت يومًا غدوة ومن الغد عشية فذلك الظمء العريجاء فإذا شربت يومًا وتركت يومًا فذلك الظمء الغب: يقال جاءته الإبل غابة ومن ثم قيل لحم غاب وقد غب فهو يغب غبوبًا أي بات ليلة وكذلك أخذته الحمى غبًا إذا أخذته يومًا وتركته يومًا.
5: وأحفظ بالمغيبة أمر قومي.......فلا يسدى لدي ولا يضاع
يقول (أحفظهم بالغيب) وأحوطهم وقوله (فلا يسدى لدي) يقول لا يعمل عمل دوني ولا يضاع لأني أحوطهم، قال أحمد: يسدى يترك سدىً أي هملاً ولكن أقوم به وأعنى به ويقال أسديت رعيتي أي أهملتها.
6: ويسعد بي الضريك إذا اعتراني.......ويكره جانبي البطل الشجاع
(اعتراني) ألم بي وعراني واعتفاني وعفاني وعرني واعترني و(الضريك): المحتاج الضعيف و(اعتراني) صار إلي يقال اعتراه يعتريه وعراه يعروه وفلان يعروه الناس في أمورهم أي يأتونه وهو من قول الله تعالى: {وأطعموا القانع والمعتر} غيره: المعتر من قولهم فلا تعتريه الأضياف وقد عروه ويعرونه عرًا إذا أتوه ومنه قول ابن أحمر:
ترعى القطاة الخمس قفورها.......ثم تعر الماء فيمن يعر
و(المعتر) الذي يتعرض لفضلك من غير أن يسألك والقانع السائل: قنع يقنع قنوعًا إذا سأل وقنع يقنع قناعة إذا رضي بما قسم له ومنه جاء في الحديث: (نعوذ بالله ممن القنوع ونسأل الله القناعة)
7: ويأبى الذم لي أني كريم.......وأن محلي القبل اليفاع
أي (يأبى لي أن أذم كرمي) أي لا أفعل ما أذم عليه و(المحل) الموضع االذي يحله والقبل ما استقبلك من الجبل، قال الشاعر:
خشية الله وإني رجل.......إنما ذكري نار بقبل
أي في موضع بارز أي أنا مشهور و(اليفاع) الموضع المرتفع ومنه قولهم قد أيفع الغلام إذا شب وارتفع وغلام يفعة وغلمان أيفاع ويقال يفعة للذكر والأنثى والتثنية والجمع على لفظ واحد أراد أنه ينزل موضعًا مرتفعًا ليرى الضيفان ناره فيقصدوها ولا ينزل غموض الأرض ومثله قول الآخر:
ولكن بهذاك اليفاع فأوقدي.......بجزل إذا أوقدت لا بضرام
وقد قيل إنه يرتفع عن الذم واللائمة كما قال الشنفرى:
يحل بمنجاة من اللوم بيتها.......إذا ما بيوت بالمذمة حلت
وشبيه ببيت ربيعة بيت طرفة:
ولست بحلال الثلاع مخافة.......ولكن متى يسترفد القوم أرفد
ونحو منه قول زهير:
يسط البيوت لكي يكون مظنة.......من حيث توضع جفنة المسترفد
ومعناه كله أنا لا نستر أنفسنا ولكنا نظهر لمن التمس رفدنا.
8: وأني في بني بكر بن سعد.......إذا تمت زوافرهم أطاع
(الزوافر): الجماعات الواحدة (زافرة) أي أطاع عند اجتماع القوم ولا أخالف، قال أحمد: الزوافر الجماعات من أصحاب الحمالات ويروى مطاع.
9: وملموم جوانبها رداح.......تزجى بالرماح لها شعاع
يعني (بالملموم) الكتيبة أي لمت فجمعت، يقال لممت الشيء أصلحته وجمعته بعد تفرق، ومنه في الدعاء لم الله شعثك أي جمع الله متفرق أمرك ومنه قول النابغة:
فلست بمستبق أخًا لا تلمه.......على شعث أي الرجال المهذب
وقوله (لها شعاع) من كثرة بياض الحديد وصفائه فيها و(رداح) ثقيل.
10: شهدت طرادها فصبرت فيها.......إذا ما هلل النكس اليراع
(طرادها) مطاردة الفرسان فيها وهو مصدر طاردت و(هلل) جبن ورجع و(النكس) الوغد من الرجال وأصله في السهم يفسد فيقلب نصله في موضع فوقه وجمع النكس أنكاس وقال الحطيئة:
قد ناضلوك فسلوا من كنانتهم.......مجدًا تليدًا ونبلاً غير أنكاس
(اليراع): الذي لا جرأة له ولا صبر في الحرب شبه باليراعة وهي القصبة لتجوفها أي فهو خال لا قلب له.
11: وخصم يركب العوصاء طاطٍ.......عن المثلى غناماه القذاع
(الخصم) يكون واحدًا وجمعًا، (العوصاء): ما يعوص به حجته وهو مثل الألد في الخصومة و(القذاع) الشتيمة.
و(الطاط): المنحرف و(المثلى): خير الأمور وأمثلها و(غناماه): غنيمته و(القذاع): المقاذعة وهي المسابة يريد أنه يدحض حجته يعني مثل هذا الخصم الألد وهذا كقوله:
وألد ذي حنق علي كأنما.......تغلي عداوة صدره في مرجل
أرجيته عني فأبصر قصده.......وكويته فوق النواظر من عل
قال أبو جعفر: (الطاط) والطائط المغتلم من الجمال قال: شبه هذا الرجل به وقال ثعلب: قوله (طاط عن المثلى) أي يتكبر عن الطريق الذي هو أمثل يتعظم عن ذاك إنما غنيمته المقاذعة والمشاتمة، وقوله (عن المثلى) أي عن السبيل المثلى.
12: طموح الرأس كنت له لجاما.......يخيسه له منه صقاع
قوله (طموح الرأس) أي يأبى أن يذل فهو رافع رأسه لما يذعن بحجة، يقول كنت له بحجتي بمنزلة اللجام و(يخيسه) يحبسه والمخيس والمخيس الحبس ويقال إبله مخيسة إذا كانت موقوفة محبوسة ومن هذا سمي المخيس سجن بناه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال:
ألا تراني كيسًا مكيسا.......بنيت بعد نافع مخيسا
ونافع سجن أيضًا و(الصقاع): ما اتصل بالجل وغطى الرأس، قال أبو جعفر: الصقاع حبل أو خيط يشد به فوق عيني الناقة لترأم ولد غيلاها ثم يدار على هامتها بحجر يقال له برطيل وهو حجر فيه طول فلا يحلان عنها حتى تعطف عليه بعد أن تؤخذ خرقة فتحشى صوفًا أو وبرًا ثم تدخل في حيائها، يقال لتلك الخرقة الدرجة، فإذا غموها بالغمامة والصقاع سلوا الدرجة من حيائها فلطخوا بها رأس الفصيل الذي يعطفونها عليه ثم يحل عنها الصقاع والغمامة فتشم ذلك الفصيل وتظن أنها ولدته فترأمه وتدر عليه فشبه إذلاله من تكثر عليه بهذه الناقة التي رئمت ولد غيرها، قال القطامي:
إذا رأس رأيت به طماحًا.......شددت له الغمائم والصقاعا
وأصل الطماح في الفرس وهو أن يرفع رأسه حتى يكاد يصيب وجه فارسه فيقول: أذل من تكبر علي بالهجاء وغيره.
13: إذا ما انآد قومه فلانت.......أخادعه النواقر والوقاع
قوله (انآد) أي تلوى وامتنع أي إذا تلوى على اللجام و(الأخادع) جمع أخدع و(النواقر): الدواهي (والوقاع): جمع وقعة والمعنى (إذا ما انآد قومه النواقر والوقاع فلانت أخادعه) وأنشد أبو جعفر:
من أن تبدلت بآدي آدا.......لم يك ينآد فأمسى أنآدا
وقال المعنى أني أذل هذا الطموح المتكبر بقواف صوائب وهجاء ينال منه ويرد من حده وكبره ما يرد اللجام من الفرس ويذل منه ويمنعه مما يريد من هجاء وغير ذلك مما يتعرض به لي ولغيري و(الوقاع): جمع وقعة مما يقع به ويقال وقعة ووقيعة.
14: وأشعث قد جفا عنه الموالي.......لقى كالحلس ليس به زماع
ويروى (ليس له زماع) ويروى زماع بالكسر، (الأشعث) المحتاج والموالي ههنا بنو العم أي قد جفا عنه ناصروه وضيعوه و(اللقى) الشيء المطروح وجمعه ألقاء و(الحلس): الكساء وجمعه أحلاس وحلوس وقوله (ليس به زماع) أي: ليس عنده فضل ولا جد في الأمر.
قال أحمد: أراد ورب أشعث لقى ملقىً كالحلس والحلس كساء يكون على ظهر البعير يلزم ظهره ومنه أحلاس الخيل لثباتهم عليها ولا ينهزمون ولا يبرحون.
15: ضرير قد هنأناه فأمسى.......عليه في معيشته اتساع
(هنأناه): أعطيناه و(الضرير): المضرور.
16: وماء آجن الجمات قفر.......تعقم في جوانبه السباع
(آجن): متغير و(الجمات): جمع جمة وهو ما كثر من الماء يقال استئق من جم بئرك، وقد جم الماء إذا كثر، قال الراجز:
يا ريها من بارد قلاص.......قد جم حتى هم بانقياص
و(تعقم) تذهب به وتجيء لخلوته، هذا قول أبي عكرمة وسألت عنه أبا جعفر فأنكر هذا التفسير وقال: (التعقم) التشدد والخبث، يقول قد خلا لها فليس يطور بها أحد، قال وهو من قوله يوم عقيم وعقام وداهية عقيم وعقام وهي التي لا يرجى لها صلاح، فيقول قد صريت وخبثت ويروى تعقم أي تحفر في جوانب الماء ويروى تحفر.
17: وردت وقد تهورت الثريا.......وتحت وليتي وهم وساع
أراد وردت هذا الماء الذي لا يرده أحد لخوفه في هذا الوقت وقوله (وقد تهورت الثريا) يريد في آخر الليل وتهورها سقوطها و(الولية) تكون مثل البرذعة تحت الرحل وجمعها ولايا و(الوهم) البعير العظيم الجرم.
و(الوساع): السريع السير وقال غير أبي عكرمة: (الولية) ما ولي ظهر البعير من كساء أو غيره.
18: جلال مائر الضبعين يخدي.......على يسرات ملزوز سراع
كذا رواه أبو عكرمة وقال: الجلال الضخم وقوله (مائر الضبعين) يريد سعة جلده وأنه يمور أي يذهب ويجيء و(يخدي) من الوخد وهو ضرب من السير هو الوخد والوخدان وأراد (باليسرات) القوائم أي أنها خفيفة سراع و(سراع): نعت لليسرات ويروى (سراع) بضم السين فيكون حينئذٍ نعتًا للجلال ولا يكون الشاعر أقوى، هذا تفسير أبي عكرمة وقال أبو جعفر: وأنكر هذه الرواية وروى: تخدي * به يسرات ملزوز سراع، فمن روى رواية أبي عكرمة لم يختر على الضم في سراع ولم يكسرها وقال يخدي من الوخد وهذا باطل إنما يقال وخد يخد ولا يقال وخد يخدي إنما يقال من هذه اللغة خدى يخدي خديًا وخديانًا وسراع كما تقول كبير وكبار ومائر الضبعين قال أبو جعفر: يعني أنه أفتل ويسرات قوائمه و(ملزوز) موثق والمعنى على قوائم بعير ملزوز مجتمع، لز جمع.
19: له برة إذا ما لج عاجت.......أخادعه فلان لها النخاع
(البرة) ما جعل في لحم أنف البعير من حلقة صفر أو من هلب الذنب، فإذا جعل في نفس العظم فهو الخشاش، فإذا كان من خشب كما يعمل للبخاتي فهو عران، يقال بعير معرون ومخشوش ومبري وقوله (لج) أي تمادى في الاعتراض و(عاجت) عطفت منه و(أخادعه) جمع أخدع وهو عرق في العنق سمي موضعه به.
و(النخاع) الخيط الأبيض في فقار العنق فأراد أنه إذا جذبه لانت عنقه فسماها نخاعًا بالنخاع الذي فيها، قال أبو جعفر: (عاجت) ثنت رأسه وقال: إذا كانت البرة من هلب ذنبه فهي خزامة.
20: كأن الرحل منه فوق جأب.......أطاع له بمعقلة التلاع
قال: إذا عظم المسيل قيل مشاء جلواخ، هذا عن أبي عكرمة، قال أبو جعفر: (الجأب) الحمار الغليظ و(أطاع له) أجابه ومعقلة موضع و(التلاع): جمع تلعة وهي مسائل الماء من الجبل إلى الوادي فإذا عظمت التلعة فهي مشاء وإذا صغرت فهي شعبة.
21: تلاع من رياض أتأقتها.......من الأشراط أسمية تباع
(الرياض): جمع روضة، قال: ل ايكون في الروضة شجر و(أتأقتها): ملأتها وقوله (من الأشراط) أي ما كان من المطر بنوء الأشراط وهي كواكب ونوءها سقوطها وواحد الأشراط شرط و(الأسمية): جمع سماء وهي المطرة. يقال أصابتنا سماء غزيرة و(التباع): المتتابعة، قال أبو جعفر: لا تكون الروضة إلا بماء ونبت، فإن كان ماء ولم يكن نبت لم تكن روضة وكذلك إن كان نبت ولم يكن ماء لم تكن روضة.
22: فآض محملجًا كالكر لمت.......تفاوته شآمية صناع
(فآض): أي عاد ورجع أي صار هذا الحمار سمينًا (كالكر) وهو الحبل وجمعه أكرار وكرور و(لمت): جمعت و(تفاوته) ما انتشر منه و(شآمية) منسوبة إلى الشأم. و(الصناع): الحاذقة، شبه الحمار في اكتناز لحمه بحبل شديد الفتل فهو أصلب و(المحملج): المفتول، قال أبو جعفر: (تفاوته) يعني قواه المتفاوتة لمتها: جمعتها جمعًا شديدًا بعد أن كانت كل قوم على حدتها، قال: و(آض): رجع وعاد ومنه أيضًا أي عودًا ورجوعًا و(محملج): مطوي سمين و(الكر): حبل من ليف يرتقي عليه النخل.
23: يقلب سمحجًا قوداء طارت.......نسيلتها بها بنق لماع
(السمحج): الأتان الطويلة و(القوداء) الطويلة العنق و(نسيلتها) ما نسل من شعرها وإنما ينسل عند سمنها وأكلها الربيع و(البنق): الآثار من البياض و(اللماع): اللامعة، قال أبو جعفر: (السمحج): الطويلة على وجه الأرض.
24: إذا ما سهلا قنبت عليه.......وفيه على تجاسرها إطلاع
ويروى (قنبت عليه) في معنى دخلت عليه، هذا عن غير أبي عكرمة، أسهلا صار إلى السهل من الأرض و(قنبت) ظهرت عليه وسبقته ويقال إن عدو الإناث في السهل أسرع من عدو الذكور والذكور في الغلظ أسرع وأجود من الإناث، وقوله: (وفيه على تجاسرها اطلاع)، أي ولا يزال وإن سبقته يظهر عليها في بعض المواضع فيساويها أو يكاد يسبقها، وقال أبو جعفر: (قنبت عليه) أي خرجت عليه مأخوذ من قنب الفرس وهو وعاء قضيبه كأنها خرجت عليه من قنبه يصف الحمار والأتان.
25: تجانف عن شرائع بطن قوٍ.......وحاد بها عن السبق الكراع
(التجانف): الميل يقال في فلان تجانف علينا و(الشرائع): جمع شريعة و(قو): ماء و(بطنه): البطن الذي هو فيه.
و(الكراع): غلظ من الأرض (وحاد بها) أي صرفها أي منعها الغلظ من السبق ويروى: (وحاد بها عن السيف الكراع)، والسيف ما قارب البحر أي منعها ركوب الغلظ منه ويروى:
تجانف عن شرائع بطن غمر.......وجد به عن السيف الكراع
وبطن غمر يعني ماء الكراع، و(الكراع): كراع الحرة وهي طريقة تنقاد من الحرة ملبسة حجارًا سودًا.
26: وأقرب مورد من حيث راحا.......أثال أو غمازة أو نطاع
هذه كلها مواضع، هذا قول أبي جعفر وروى (نطاع) بالفتح وأنكر الضم لأنه موضع معروف وأنشد للحارث بن حلزة:
لم يخلوا بني رزاح ببرقا.......ء نطاع لهم عليهم دعاء
بنو رزاح من بني تغلب، كان بنو تميم أوقعوا بهم ورئيسهم عمرو أحد بني سعد بن زيد مناة وكانوا ثمانين رجلاً فأغاروا على بني رزاح من تغلب وكانوا يسكنون أرضًا يقال لها نطاع فقتل منهم وأخذ أموالاً كثيرة وبرقاء مضافة إلى نطاع وهي أرض يخلطها حجارة ورمل.
27: فأوردها ولون الليل داج.......وما لغبا وفي الفجر انصداع
لم يقل فيه أبو عكرمة شيئًا، أبو جعفر: داجٍ: مظلم يقال دجا يدجو دجوًا إذا أظلم وأنشد:
أنا ابن عم الليل وابن خاله.......إذا دجا دخلت في سرباله
أي إذا أظلم وسرباله ما ألبس من السواد، و(لغبا) من اللغوب وهو الإعياء والنصب، لغب الرجل يلغب لغوبًا ومنه قول الله تعالى: {وما مسنا من لغوب}.
28: فصبح من بني جلان صلاً.......عطيفته وأسهمه المتاع
(جلان) من عنزة وهم يوصفون بالرمي و(الصل): الداهية جعل القانص داهية و(عطيفته قوسه)، أي ليس له متاع غير قوسه وأسهمه، ويروى: حنيته و(أسهمه) والحنية: القوس أيضًا، صل حية، يقال للرجل إذا كان منكرًا داهيةً صل صفًا.
29: إذا لم يجتزر لبنيه لحمًا.......غريضًا من هوادي الوحش جاعوا
(الغريض): اللحم الطري وكل طري غريض و(هوادي الوحش) متقدماتها، قال أبو جعفر: (يجتزر) ويجزر واحد والجزرة الشاة و(هوادي الوحش) أوائلها، وإن شئت أعناقها والهادي العنق وأنشد:
إني وإن كان قومي ليس بينهم.......وبين قومك إلا ضربة الهادي
أي ضربة العنق وخص الأوائل لأنها أقواها وأنشطها وإنما تقدمتها لفضل قوتها.
30: فأرسل مرهف الغرين حشرًا.......فخيبه من الوتر انقطاع
(المرهف) المحدد الرقيق من كثرة التحديد يعني سهمًا و(الغران) الجانبان و(الحشر) الدقيق.
31: فلهف أمه وانصاع يهوي.......له رهج من التقريب شاع
أي لهف الصائد أمه حين أخطأ قال: و(الهف أماه)، و(الانصياع): أشد العدو كانصياع البرق وهو سرعة لمعه.
(يهوي) يتهالك في عدوه لا يبقي منه ذخيرة، و(الرهج): الغبار والتقريب فوق الخبب يقول إذا قرب أرهج أي كان له رهج فإذا كان في إسراعه فات الغبار أي سبقه، أراد بشاع شائعًا فأخر الياء فجعلها بعد العين فصار شاعي ثم أسقط الياء وجعله اسمًا، هذا قول أبي عكرمة وأهل البصرة يقولون: كان أصل شائعًا وأسقطنا الهمزة وهي عين الفعل فصار شاع، والفراء يقول هو فعل ومنه قول الشاعر:
ملمع لاعة الفؤاد إلى جحـ.......ـش فلاه عنها فبئس الفالي
أراد لائعة على ما مضى من التفسير، قال أبو عكرمة: وحكي عن أبي عبيدة أنه قال هو مثل قول الآخر:
خيلان من قومي ومن أعدائهم.......خفضوا أسنتهم فكل ناعي
أراد ناعيًا أي ينعى من يطلب بثأره ويصف ويقول وا فلاناه إلا أنه جعل شائعًا بعدما أسقط منه ما أسقط اسمًا.
[شرح المفضليات: 371-381]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
39, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir