(ويُحْكَمُ على الغائبِ) مسافةَ القصرِ (إذا ثَبَتَ عليه الحقُّ)؛ لحديثِ هِنْدَ, قالَتْ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شحيحٌ، وليسَ يُعْطِينِي مِن النَّفَقَةِ ما يَكْفِينِي ووَلَدِي. قالَ: ((خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. فتُسْمَعُ الدعوَى والبَيِّنَةُ على الغائبِ مسافةَ قَصْرٍ، وعلى غيرِ مُكَلَّفٍ، ويُحْكَمُ بها، ثمَّ إذا حَضَرَ الغائبُ, فهو على حُجَّتِهِ.
(وإنِ ادَّعَى) إنسانٌ (على حاضرٍ في البلدِ غائبٍ عن مجلِسِ الحكمِ), أو على مُسافِرٍ دونَ مسافةِ قَصْرٍ غيرِ مُسْتَتِرٍ، (وأَتَى) المُدَّعِي (بِبَيِّنَةٍ, لم تُسْمَعِ الدَّعْوَى ولا البَيِّنَةُ) عليهِ حتَّى يَحْضُرَ مجلِسَ الحُكْمِ؛ لأنَّه لا يُمْكِنُ سُؤَالُه، فلم يَجُزِ الحُكْمُ عليه قبلَه.