شيخنا الكريم :
استفسار بسيط : قرأت أن نفي الإيمان لا يكون إلا لنفي أصله أو نفي كماله الواجب .. فهل يكون نفي الإيمان لن نفي كماله المستحب ؟
وكيف يفهم كلام ابن تيمية : ( وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الإيمان . ثم إن نفي " الإيمان " عند عدمها ; دل على أنها واجبة وإن ذكر فضل إيمان صاحبها - ولم ينف إيمانه - دل على أنها مستحبة ; فإن الله و رسوله [ ص: 15 ] لا ينفي اسم مسمى أمر - أمر الله به ورسوله - إلا إذا ترك بعض واجباته كقوله : { لا صلاة إلا بأم القرآن } . وقوله : { لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له } ونحو ذلك فأما إذا كان الفعل مستحبا في " العبادة " لم ينفها لانتفاء المستحب فإن هذا لو جاز ; لجاز أن ينفي عن جمهور المؤمنين اسم الإيمان والصلاة والزكاة والحج ; لأنه ما من عمل إلا وغيره أفضل منه وليس أحد يفعل أفعال البر مثل ما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم بل ولا أبو بكر ولا عمر . فلو كان من لم يأت بكمالها المستحب يجوز نفيها عنه ; لجاز أن ينفى عن جمهور المسلمين من الأولين والآخرين ، وهذا لا يقوله عاقل . فمن قال : إن المنفي هو الكمال فإن أراد أنه نفي " الكمال الواجب " الذي يذم تاركه ويتعرض للعقوبة ; فقد صدق ، وإن أراد أنه نفي " الكمال المستحب " فهذا لم يقع قط في كلام الله ورسوله ولا يجوز أن يقع )
بارك الله فيكم ..