دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > لامية الأفعال

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 محرم 1430هـ/16-01-2009م, 03:35 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين

أَبْنِيَةُ أَسْمَاءِ الفَاعِلِينَ وَالمَفْعُولِينَ :

كَوَزْنِ فَاعِلٍ اسْمُ فَاعِلٍ جُعِلَا = مِنَ الثُّلَاثِي الَّذِي مَا وَزْنُهُ فَعُلَا
وَمِنْهُ صِيغَ كَسَهْلٍ وَالظَّرِيفِ وَقَدْ = يَكُونُ أَفْعَلَ أَوْ فَعَالًا أَوْ فَعَلَا
وَكَالْفُرَاتِ وَعِفْرٍ وَالْحَصُورِ وَغُمْـ = ـرٍ عَاقِرٍ جُنُبٍ وَمُشْبِهٍ ثَمِلَا
وَصِيغَ مِنْ لَازِمٍ مُوَازِنٍ فَعِلَا = بِوَزْنِهِ كَشَجٍ وَمُشْبِهٍ عَجِلَا
وَالشَّأَزِ وَالْأَشْنَبِ الجَذْلَانِ ثُمَّتَ قَدْ = يَأْتِي كَفَانٍ وَشِبْهِ وَاحِدِ الْبُخَلَا
حَمْلًا على غَيْرِهِ لِنِسْبَةٍ كَخِفِي = ـفٍ طَيِّبٍ أَشْيَبٍ فِي الْصَوْغِ مِنْ فَعَلَا
وَفَاعِلٌ صَالِحٌ مِنْ كُلٍّ انْ قُصِدَ الْـ = ـحُدُوثُ نَحْوُ غَدًا ذَا جَاذِلٌ جَذَلَا
وَبِاسْمِ فَاعِلِ غيرِ ذِي الثَّلَاثَةِ جِئْ = وَزْنَ المُضَارِعِ لَكِنْ أَوَّلًا جُعِلَا
مِيمًا تُضَمُّ وَإِنْ مَا قَبْلَ آخِرِهِ = فَتَحْتَ صَارَ اسْمَ مَفْعُولٍ وقدْ حَصَلَا
مِنْ ذِي الثَّلَاثَةِ بِالمَفْعُولِ مُتَّزِنًا = وَمَا أَتَى كَفَعِيلٍ فَهْوَ قَدْ عُدِلَا
بِهِ عَن الْأَصْلِ وَاسْتَغْنَوْا بِنَحْوِ نَجًا = وَالنِّسْيِ عَنْ وَزْنِ مَفْعُولٍ وَمَا عَمِلَا


  #2  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 12:28 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي زبدة الأقوال لابن الناظم: بدر الدين محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك الطائي

بابُ
أبنيةِ أسماءِ الفاعِلِينَ والمفعولِينَ.
ص
كوَزْنِ فاعلٍ، اسمُ فاعلِ جُعِلاَ = مِن الثلاثيِّ الذي ما وَزْنُهُ: فَعَلاَ
ش
بناءُ اسمِ الفاعلِ مِن: فَعَلَ مُطْلَقاً، ومِن: فَعِلَ الْمُتْعَدِّي، على:
فاعلٌ، نحوَ: ضَرَبَهُ، فهو ضاربٌ، وقتلَه فهو قاتلٌ، وجَلَسَ فهو جالسٌ، وقَعَدَ فهو قاعدٌ.
ولَقَمُه فهو لاقمٌ، وقَضَمَه فهو قاضمٌ، وشَرِبَه فهو شاربٌ.
ص

ومنه صِيغَ كسَهْلٍ والظريفِ وقَدْ = يكونُ: أَفْعَلَ أو فُعالاً أو فَعِلاَ
وكالفُراتِ، وعِفْرٍ، والحَصورِ وغُمْـ = ـرٍ عاقرٍ، جُنُبٍ، ومُشْبِهٍ: ثَمِلاَ
ش
وبناءُ اسمِ الفاعلِ من: فَعُلَ ـ بضمِّ العينِ ـ على:
فَعْلٍ كسَهْلٍ، وصَعْبٍ، وضَخْمٍ، مِن: سَهُلَ وصَعُبَ، وضَخُمَ، وشَهُمَ فهو شَهْمٌ.
وعلى فَعيلٍ، نحوَ: ظَرُفَ فهو ظَريفٍ، وضَعُفَ فهو ضَعيفٌ، وشَرُفَ هو شريفٌ، وكَرُمَ فهو كريمٌ.
وقد يَجيءُ على أَفعلَ نحوَ: خَرُقَ الرجلُ فهو أَخرقُ، أي: حَمُقَ، وشَنُعَ فهو أَشنعُ، إذا قَبُحَ.
وعلى: فَعَالٍ، نحوَ: جَبُنَ فهو جَبانٌ، وحَصُنَت المرأةُ فهي حَصانٌ.
وعلى: فَعَلٍ نحوَ: بَطُلَ فهو بَطَلٌ، وحَسُنَ فهو حَسَنٌ.
وعلى: فُعَالٍ، نحوَ: فَرُتَ الماءُ فهو فُراتٌ، وضَخُمَ الشيءُ فهو ضُخَامٌ، وشَجُعَ زَيْدٌ فهو شُجاعٌ.
وعلى فِعْلٍ، نحوَ: عَفُرَ الرجلُ فهو عِفْرٌ، وعِفريتٌ أيضاً، أي: ذو دَهاءٍ ومَكْرٍ وشجاعةٍ، وبَدُعَ فهو بِدْعٌ، أي: فائقٌ فيما نُسِبَ إليه مِن عِلْمٍ أو شجاعةٍ أو غيرِهما، وطَفُلَ كَفُّه فهو طِفْلٌ، أي: رَخْصٌ ناعمٌ.
وعلى: فَعولٍ، نحوَ: حَصَرَت الناقةُ فهي حَصورٌ، وغَزَّتْ فهي غَزُوزٌ ضاقَ إحليلُها، وعَرَبُت المرأةُ فهي عَروبٌ، أي: مُتَحَبِّبَةٌ إلى زوجِها.
وعلى: فُعْلٍ، نحوَ: صَلُبَ الشيءُ فهو صُلْبٌ، وغَمُرَ الرجلُ فهو غُمْرٌ: لم يُجَرِّبِ الأمورُ.
وعلى: فاعلٍ، نحوَ: عَقُرَت المرأةُ فهي عاقرٌ، وحَمُضَ الشيءُ فهو حامضٌ.
وعلى: فُعُلٍ، نحوَ: جَنُبَ الرجلُ فهو جُنُبٌ.
وعلى: فَعِلٍ، نحوَ: نَدُسَ الرجلُ فهو نَدِسٌ، وفَطُنَ فهو فَطِنٌ.
ص

وصِيغَ مِن لازمٍ مُوازنٍ فَعِلاَ = بوزنِه كشَبحٍ ومُشْبهٍ عَجِلاَ
والشَّأْزِ، والأشنَبِ الجَذْلانِ ثُمَّتَ قَدْ = يأتي كَفانٍ، وشِبْهِ واحدٍ البُخَلاَ
حَمْلاً على غيرِه لنَسْبَةٍ كخفيـ = ـفٍ طَيِّبٍ أَشْيَبٍ في الصَّوْغِ مِِن: فَعَلاَ
ش
وبناءُ اسمِ الفاعلِ، مِن: فَعِلَ اللازمِ على: فَعِلٍ وأَفْعَلَ، وفَعلانَ.
ففَعِلٌ، للأدواءِ والأعراضِ، نحوَ: فَرِحَ فهو فَرِحٌ، وأَشِرَ فهو أَشِرٌ، وبَطِرَ فهو بَطِرٌ، وحَبِطَ فهو حَبِطٌ، ووَجِعَ فهو وَجِعٌ، وجَوِيَ فهو جَوٍ.
وقد وافَقَهُ فَعُلَ في نحوِ: نَدُسَ فهو نَدِسٌ ونَدُسٌ، ويَقُظَ فهو يَقِظٌ ويَقُظٌ، وعَجُلَ فهو عَجِلٌ وعَجُلٌ.
وقد تُخَفَّفُ عينُه فيَجيءُ على:
فَعْلٍ، نحوَ: شَئِزَ المكانُ فهو شَأْزٌ: خَشُنَ بكثرةِ حِجَارَتِهِ.
وأَفْعَلُ، للألوانِ، والخِلَقِ، نحوَ: خَضِرَ الزرعُ فهو أَخْضَرُ، وسَوِدَ فهو أَسودُ، وكَدِرَ الشيءُ فهو أَكْدَرُ، وحَوِلَ فهو أَحولُ، وعَوِرَ أَعْوَرُ، وذَقِنَ فهو أَذْقَنُ.
وفَعلانُ، للامتلاءِ، وحرارةِ الباطنِ، نحوَ: شَبِعَ فهو شَبعانُ، ورَوِيَ فهو رَيَّانُ، وسَكِرَ فهو سكرانُ، وعَطِشَ فهو عَطشانُ، وظَمِئَ فهو ظَمآنُ، وغَرِثَ فهو غَرثانُ.
وقد يُحْمَلُ فَعِلَ اللازمُ على غيرِه فيَجيءُ اسمُ الفاعلِ منه على: فاعلٍ أو فَعِيلٍ.
قالوا: سَخِطَ فهو ساخطٌ، ورَضِيَ فهو راضٍ، حَمْلاً على:
شَكَرَ فهو شاكرٌ، وفَنِيَ فهو فانٍ، حَمْلاً على: ذَهَبَ فهو ذاهبٌ.
وقالوا: بَخِلَ فهو بخيلٌ، حَمْلاً على: لَؤُمَ فهو لَئيمٌ، ومَرِضَ فهو مَريضٌ، وسَقِمَ فهو سَقيمٌ، حَمْلاً على: ضَعُفَ فهو ضَعيفٌ حَمَلُوا: فَعِلَ أيضاً على غيرِه، فجاءوا باسمِ الفاعلِ منه على: فَعيلٍ، وفَيْعِلٍ في المعتلِّ العينِ.
قالوا: خَفَّ يَخِفُّ فهو خَفيفٌ، حَمَلُوهُ على: ثَقُلَ فهو ثقيلٌ، وشَحَّ يَشِحُّ فهو شَحيحٌ حَملوهُ على: لَؤُمَ فهو لَئيمٌ.
وقالوا: طابَ يَطيبُ فهو طَيِّبٌ، فجاءوا باسمِ الفاعلِ منه على: فَيْعِلٍ نيابةً عن: فَعيلٍ، حَمْلاً على: خَبُثَ فهو خَبيثٌ، ولانَ يَلينُ فهو لَيِّنٌ، حَمْلاً على: صَلُبَ فهو صَلِيبٌ.
ومما حَمَلُوا فيه: فَعِلَ على غيرِه قولُهم:
شاخَ يَشيخُ فهو شَيِّخٌ، كما قالوا: ضَعُفَ يَضْعُفُ فهو ضَعيفٌ.
وجاعَ يَجوعُ فهو جَوعانُ، وهامَ يَهيمُ فهو هَيْمَانُ، كما قالوا عَطِشَ فهو عَطشانُ.
ص
وفاعلٌ صالحٌ مِن كلٍّان قُصِدَ الـ = ـحدوثُ، نحوَ: غَداذا جاذِلٌ جَذْلاَ
ش
إذا قُصِدَ باسمِ فاعلِ الفِعْلِ الثلاثيِّ مُطْلَقاً الحدوثُ والتَّجَدُّدُ، جازَ بِناؤُهُ على: فاعلٍ، فيُقالُ: زيدٌ شاجعٌ أَمْسِ وجابِنٌ اليومَ، وجاذِلٌ غداً، قال الشاعرُ:
بمنزلةٍ أمَّا اللئيمُ فآمِنٌ = بها وكِرامُ الناسِ بادٍ شُحُوبُها

وقالَ آخَرُ:
وما أنا مِن رُزْءٍ ـ وأنْ جَلَّ جَازِعُ = ولا بسرورٍ بعدَ موتِكَ فارِحُ
وقالَ آخَرُ:
حَسِبْتُ التُّقَى والحمدَ خيرَ تِجارَةٍ = رَباحاً إذا ما المرءُ أَصبَحَ ثَاقِلاَ
[بناءُ اسمِ الفاعلِ مِن الفعلِ الْمَزيدِ فيه]
ص

واسمُ فاعلٍ غيرِ ذي الثلاثةِ جِيءْ = وَزْنَ المضارِعِ لكنْأَوَّلاً جُعِلاَ
مِيماً تَضُمُّ وإن ما قَبْلَ آخِرِهِ = فتَحْتَ صارَ اسمَ مفعولٍ وقد حَصَلاَ
ش
بناءُ اسمِ الفاعلِ مِن الأفعالِ الزائدةِ على ثلاثةِ أَحْرُفٍ، بأن تأتِيَ بمثالِ المضارِعِ، وتَجْعَلَ مكانَ أوَّلِه مِيماً مَضمومةً، وتَكْسِرَ ما قبلَ آخِرِه، كقولِك: أَكْرَمَ يُكْرِمُ فهو مُكْرِمٌ، ودَحْرَجَ يُدَحْرِجُ فهو مُدَحْرِجٌ، وانطلَقَ فهو مُنْطَلِقٌ، وتَعَلَّمَ يَتَعَلَّمُ فهو مُتَعَلِّمٌ.
[بناءُ اسمِ المفعولِ مِن الأفعالِ المزيدِ فيها]
وبناءُ اسمِ المفعولِ مِن ذلك كبناءِ اسمِ الفاعلِ إلا في كَسْرِ ما قبلَ الآخرِ، فاسمُ المفعولِ يُفتَحُ ما قبلَ آخِرِه أبداً، نحوَ: مُدَحْرَجٌ، ومُكْرَمٌ ومُنْطَلَقٌ به ومُتَعَلَّمٌ.
وبناءُ اسمِ المفعولِ مِن الفعلِ الثلاثيِّ على: مفعولٍ، وقد بَيَّنَ ذلك بقولِه: " وقد حَصَلاَ ".
ص

مِن ذي الثلاثةِ بالمفعولِ مُتَّزِناً = وما أتى كفَعيلٍ فهْو قد عُدِلاَ
به عن الأصلِ واسْتَغْنَوْا بنحوِ: نَجَا = والنَّسْيِ عن وَزْنِ مفعولٍ وما عَمِلاَ
ش
يَعني: وقد حَصَلَ بيانُ اسمِ المفعولِ مِن الفعلِ الثلاثيِّ بصَوْغِهِ على وزنِ: مفعولٍ، نحوَ: مضروبٍ، ومعلومٍ، وبَعُدْتَ عن الشرِّ فهو مبعودٌ عنه.
وقد عَدَلَوا في كثيرٍ مِن كلامِهم عن بناءِ مفعولٍ إلى:
فَعيلٍ: نحوَ: جريحٍ وذَبيحٍ، وأسيرٍ، وقَتيلٍ، وكَحيلٍ، وخَصيبٍ، ولا يُقاسُ عليه غيرُه.
فإن قلتَ: مع موانعِ الصرْفِ: العدْلُ مِن الوصفِ، فإن كان: جَريحٌ مَعدولاً، فهَلاَّ مُنِعَ الصرفُ؟
قلتُ: العَدْلُ المانعُ مِن الصرْفِ هو العَدْلُ مِن مِثالٍ إلى مِثالٍ عَدْلاً مُحَقَّقاً، كما في: مَثْنَى، وثُلاثَ، ورُباعَ، أو مُقَدَّراً كما في: أُخَرَ، وعُمَرَ.
وعَدْلِ نحوِ: جَريحٍ، مِن بناءٍ إلى بناءٍ على سبيلِ الاستغناءِ بأحدِهما عن الآخَرِ لا على سبيلِ التفريعِ عليه.
وربما اسْتَغْنَوْا عن مفعولٍ بفَعْلٍ أو فِعْلٍ.
فالاستغناءُ بفَعْلٍ، كالنقْضِ، بمعنى: المنقوضِ، والقبْضِ بمعنى: المقبوضِ، والنَّجَا بمعنى: الْمَنْجُوِّ، يقالُ: نَجَوْتُ الْجِلدَ عن الشاةِ نَجْوًا فهو نَجَاً، أي: سَلَخْتَهُ.
والاستغناءُ بفِعْلٍ، نحوَ: طِحْنٍ، بمعنى: مطحونٍ، ونِقْضٍ بمعنى منقوضٍ، ونِسْيٍ، بمعنى: مَنْسِيٍّ.
وما نابَ عن: مفعولٍ، مِن: فَعيلٍ أو فَعَلٍ أو فِعْلٍ، غيرُ موافِقٍ له في إجرائِه مُجْرَى الفعلِ في العملِ.


  #3  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 12:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي فتح الأقفال لجمال الدين محمد بن عمر المعروف ببحرَق

بابُ أَبْنِيَةِ أَسْمَاءِ الْفَاعِلِينَ وَالمَفْعُولِينَ:
مَبْحَثُ أسماءِ الفَاعِلِينَ [بِمَا في ذلكَ الصِّفَاتُ المُشَبَّهَةُ]
وضابِطُ البَابِ: أنَّ الأَبْنِيَةَ فيهِ على ضَرْبَيْنِ: قِيَاسِيٍّ وَسَمَاعِيٍّ. وَالقِيَاسِيُّ إِنَّمَا يُصَاغُ مِن الثلاثيِّ أَوْ مِنْ أَكْثَرَ منهُ، وَالثلاثيُّ إِمَّا مَفْتُوحُ العينِ لازماً أَوْ مُتَعَدِّياً، أَوْ مَكْسُورُهَا كذلكَ، أَوْ مَضْمُومُهَا لازماً فقطْ، أمَّا فَعَلَ المفتوحُ لازماً وَمُتَعَدِّياً، وَفَعِلَ المَكْسُورُ مُتَعَدِّياً فَقَطْ، فَأَشَارَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ إِلى بِنَاءِ اسمِ الفاعلِ مِنْهُمَا بِقَوْلِهِ:
كَوَزْنِ فَاعِلٍ اسْمُ فَاعِلٍ جُعِلا = مِنَ الثُّلاثِي الَّذِي مَا وَزْنُهُ فَعُلا
أيْ: يُصَاغُ مِن الفعلِ الثلاثيِّ الذي لَيْسَ وَزْنُهُ على فَعُلَ بالضَّمِّ، بلْ على فَعَلَ بالفتحِ أَوْ فَعِلَ بالكسرِ، كَفَاعِلٍ، أيْ على وَزْنِ فاعلٍ، نحوُ: ذَهَبَ فهوَ ذَاهِبٌ، وَضَرَبَهُ فَهُوَ ضَارِبٌ، وَنحوُ: شَرِبَهُ فَهُوَ شَارِبٌ، وَعَلِمَهُ فهوَ عَالِمٌ. وَكَثْرَةُ الأمثلةِ تُعْرَفُ مِمَّا سَبَقَ في أمثلةِ الثلاثيِّ، وَقدْ سَبَقَ بِأَنْوَاعِهِ صَحِيحاً وَمُعْتَلاًّ وَمُضَعَّفاً فَلْيُرَاجَعْ. وَشَمِلَتْ عِبَارَتُهُ فَعِلَ بالكسرِ اللازمَ، لكنَّهُ أَخْرَجَهُ في قولِهِ فيما بَعْدُ:
وَصِيغَ مِنْ لازِمٍ مُوَازِنٍ فَعِلا = بِوَزْنِهِ ...............
وأمَّا بِنَاؤُهُ مِنْ فَعُلَ بالضمِّ فأَشَارَ إِليهِ بِقَوْلِهِ:
وَمِنْهُ صِيغَ كَسَهْلٍ وَالظَّرِيفِ.............. = ...........
أيْ: وَيُصَاغُ اسمُ الفاعلِ مِنْ فَعُلَ بالضمِّ المذكورِ في آخرِ البيتِ قَبْلَهُ على وَزْنَيْنِ قِيَاسِيَّيْنِ؛ وَهُمَا: فَعْلٌ بِفَتْحِ الفاءِ وَسكونِ العينِ، وَفَعِيلٌ، نحوُ: سَهُلَ الأمرُ فهوَ سَهْلٌ، وَصَعُبَ فَهُوَ صَعْبٌ، وَنحوُ: ظَرُفَ الرجلُ فهوَ ظَرِيفٌ، وَشَرُفَ الرجلُ فهوَ شَرِيفٌ، فهَذَانِ الوَزْنَانِ هُمَا الغالبُ في اسمِ الفاعلِ مِنْ فَعُلَ المضمومِ، وَقالَ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ في شرحِ التسهيلِ: وَمَن اسْتَعْمَلَ القِيَاسَ فيهما لِعَدَمِ السماعِ فهوَ مُصِيبٌ، وَإِلى غَيْرِهِمَا أَشَارَ بِقَوْلِهِ:

........ وَقَدْ = يَكُونُ أَفْعَلَ أَوْ فَعَالاً أَوْ فَعَلا
وَكَالْفُرَاتِ وَعِفْرٍ وَالْحَصُورِ وَغُمْـ = ـرٍ عَاقِرٍ جُنُبٍ وَمُشْبِهٍ ثَمِلا
أيْ: إِنَّ فَعْلاً وَفَعِيلاً هُمَا الغالبُ فيهِ. وَقدْ يكونُ اسمُ الفاعلِ منهُ على (أَفْعَلُ)، نَحْوُ: حَمُقَ فهوَ أَحْمَقُ، وَخَرُقَ بالخاءِ المعجمةِ فهوَ أَخْرَقُ، وَالخُرْقُ بالضَّمِّ: الحُمْقُ وَزْناً وَمَعْنًى، وَكذا وَطُفَ الرجلُ فهوَ أَوْطَفُ؛ أيْ: طَوِيلُ شَعْرِ العَيْنَيْنِ، وَشَنُعَ لَوْنُهُ؛ أيْ: قَبُحَ فَهُوَ أَشْنَعُ.
وَعلى فَعَالٍ بِفَتْحِ الفاءِ نحوُ: جَبُنَ الرجلُ فهوَ جَبَانٌ؛ أيْ: هَيُوبٌ، وَحَصُنَت المرأةُ فهيَ حَصَانٌ، وَحَرُمَ فهوَ حَرَامٌ، وَعلى فَعَلٍ مُحَرَّكاً، نحوُ: حَسُنَ الرجلُ فهوَ حَسَنٌ، وَبَطُلَ الرجلُ فهوَ بَطَلٌ؛ أيْ: شُجَاعٌ تَبْطُلُ عندَهُ الدِّمَاءُ.
وَعلى فُعَالٍ بالضمِّ، كَفَرُتَ الماءُ أيْ عَذُبَ فهوَ فُرَاتٌ، وَزَعُقَ فَهُوَ زُعَاقٌ؛ أيْ: مُرٌّ، وَشَجُعَ الرجلُ فهوَ شُجَاعٌ.
وَعلى فِعْلٍ بِكَسْرِ الفاءِ، فهوَ نحوُ: عَفُرَ الرجلُ بالعينِ المهملةِ وَالفاءِ فَهُوَ عِفْرٌ وَعِفْرِيتٌ؛ أيْ: ذُو دَهَاءٍ وَمَكْرٍ وَشجاعةٍ، وَبَدُعَ فهوَ بِدْعٌ؛ أيْ: غايةٌ فيما يُنْعَتُ بهِ مِنْ عِلْمٍ أَوْ شجاعةٍ أَوْ غَيْرِهِمَا، وَطَفُلَ كَفُّهُ فهوَ طِفْلٌ؛ أيْ: رَخْصٌ نَاعِمٌ.
وَعلى فَعُولٍ بِفَتْحِ الفاءِ، نَحْوُ: حَصُرَ الرجلُ بالمُهْمَلاتِ فهوَ حَصُورٌ؛ أيْ: لا شهوةَ لهُ بالنساءِ، وَحَصُرَت الناقةُ إِذا ضَاقَ مَجْرَى لَبَنِهَا، وَالحَصُورُ أيضاً: البَخِيلُ السَّيِّئُ الخُلُقِ. وَعلى فُعْلٍ بِضَمِّ الفاءِ وَسكونِ العينِ، نَحْوُ: غَمُرَ الرجلُ فهوَ غُمْرٌ، وَهوَ الجاهِلُ الذي لم يُجَرِّب الأمورَ، وَصَلُبَ الشيءُ فَهُوَ صُلْبٌ.
وَعلى فَاعِلٍ، نحوُ: عَقُرَت المرأةُ فهيَ عَاقِرٌ، إِذا جَاوَزَتْ سِنَّ الحَمْلِ، وَفَجُرَ الرَّجُلُ فهوَ فَاجِرٌ، وَفَرُسَ فهوَ فَارِسٌ؛ أيْ: حَاذِقٌ بِرُكُوبِ الخيلِ، وَفَحُشَ فهوَ فَاحِشٌ، وَوَدُعَ فهوَ وَادِعٌ؛ أيْ: ساكِنٌ، وَوَسُعَ فهوَ وَاسِعٌ، وَبسُلَ فهوَ بَاسِلٌ: شُجَاعٌ لا يُفْلِتُ قِرْنَهُ، وَحَزُمَ بالزايِ فَهُوَ حَازِمٌ، أيْ: مُحْتَاطٌ في الأُمُورِ، وَصَرُمَ السيفُ فهوَ صَارِمٌ؛ أيْ: قاطعٌ، وَفَحُمَ الشَّعْرُ فهوَ فَاحِمٌ، وَفَرُهَ فهوَ فَارِهٌ؛ أيْ: حَاذِقٌ، وَنَبُهَ قَدْرُهُ فهوَ نَابِهٌ؛ أيْ: ذُو شُهْرَةٍ.
وَعلى فُعُلٍ بضمِّ الفاءِ وَالعينِ، نَحْوُ: جَنُبَ الرجلُ فهوَ جُنُبٌ. وَعلى فَعِلٌ بفتحِ الفاءِ وَكسرِ العينِ، وَهوَ المرادُ بِقَوْلِهِ: وَمُشْبِهٍ ثَمِلا، نحوُ: خَشُنَ فهوَ خَشِنٌ، وَفَطُنَ الرجلُ فهوَ فَطِنٌ، وَبَهُجَ وَجْهُهُ فهوَ بَهِجٌ؛ أيْ: حَسَنٌ، وَسَمُجَ بالجيمِ فهوَ سَمِجٌ؛ أيْ: قَبِيحٌ، وَبَدُغَ بالغينِ فهوَ بَدِغٌ؛ أيْ: سَمِينٌ نَاعِمٌ. وَليسَ مُرَادُهُ أنَّ (ثَمِلا) نَفْسَهُ مِنْ جُمْلَةِ أبنيةِ فَعُلَ المضمومِ؛ لأنَّهُ مِنْ أَبْنِيَةِ فَعِلَ المكسورِ اللازمِ. وَقدْ أَشَارَ إِلى أبنيةِ أسماءِ الفاعِلِينَ منهُ بِقَوْلِهِ:
وَصِيغَ مِنْ لازِمٍ مُوَازِنٍ فَعِلا = بِوَزْنِهِ كَشَجٍ وَمُشْبِهٍ عَجِلا
وَالشَّأْزِ وَالأَشْنَبِ الجَذْلانِ
أيْ: وَيُصَاغُ اسمُ الفاعلِ مِن الفعلِ الثلاثيِّ اللازمِ الموازنِ فَعِلَ المكسورَ بِكَسْرِ العينِ على وَزْنِ فَعِلٍ، نَحْوُ: شَجِيَ فهوَ شَجٍ وَهذا مِنْ مُعْتَلِّ اللامِ، وَعَجِلَ فهوَ عَجِلٌ، وَهذا مِنْ صَحِيحِهَا، وَكذا: شَئِزَ المكانُ بِشِينٍ مُعجمةٍ وَزَايٍ يَشْأَزُ شُؤْزَةً إِذا خَشُنَ بكثرةِ الحجارةِ فيهِ، فهوَ شَأْزٌ بهمزةٍ ساكنةٍ مُخَفَّفاً مِنْ فَعِلٍ المكسورِ.
وَيُصَاغُ أيضاً على (أَفْعَلُ)، كسَوِدَ فهوَ أَسْوَدُ، وَعَوِرَ فهوَ أَعْوَرُ، وَشَنِبَ ثَغْرُهُ فهوَ أَشْنَبُ، وَالشَّنَبُ: دِقَّةٌ في أطرافِ الأسنانِ، وَعلى فَعْلانَ بفتحِ الفاءِ وَسكونِ العينِ نحوُ: شَبِعَ فهوَ شَبْعَانُ، وَجَذِلَ بالجيمِ وَالذالِ المعجمةِ فهوَ جَذْلانُ بِمَعْنَى فَرِحَ. وَهذهِ الثلاثةُ الأبنيةُ هيَ الغالبُ فيهِ، وَإِلى قِلَّةِ غَيْرِهَا أَشَارَ بِقَوْلِهِ:

ثُمَّتَ قَدْ = يَأْتِي كَفَانٍ وَشِبْهِ وَاحِدِ الْبُخَلا
حَمْلاً على غَيْرِهِ لِنِسْبَةٍ
أيْ: وَقدْ يَأْتِي اسمُ الفاعلِ منهُ على فَاعِلٍ وَفَعِيلٍ، وَهوَ المرادُ بِفَانٍ وَوَاحِدِ البُخَلاءِ؛ أيْ: بَخِيلٍ، حَمْلاً على اسمِ الفاعلِ مِنْ غيرِهِ لنسبةٍ بينَ المَحْمُولِ وَالمَحْمُولِ عَلَيْهِ، مِنْ مُشَابَهَةٍ في المَعْنَى أَوْ مُضَادِّهِ، وَالمرادُ بِغَيْرِهِ: إِمَّا فَعُلَ المضمومُ أَوْ فَعَلَ المفتوحُ، مِثَالُ المَحْمُولِ مِنْ فَعِلَ المكسورِ اللازمِ على فَعَلَ المفتوحِ قَوْلُهُمْ: فَنِيَ فَهُوَ فَانٍ، أَتَوْا باسمِ الفاعلِ مِنْهُ على فَاعِلٍ، وَقدْ سَبَقَ أَنَّهُ قِيَاسُ فَعَلَ المفتوحِ وَفَعِلَ المكسورِ المُعَدَّى،
وَحَمَلُوهُ على ذَهَبَ فهوَ ذَاهِبٌ؛ لِمَا في الفناءِ مِنْ مَعْنَى الذِّهَابِ،
وَكذا رَضِيَ فَهُوَ رَاضٍ حَمَلُوهُ على شَكَرَ فهوَ شَاكِرٌ؛ لِمَا في الرِّضَا مِنْ مَعْنَى الشُّكْرِ،
وَكذا رَغِبَ فهوَ رَاغِبٌ، وَرَهِبَ فهوَ رَاهِبٌ،
وَلَعِبَ بالمُهملةِ فهوَ لاعِبٌ، وَنَصِبَ؛ أيْ: تَعِبَ، فَهوَ ناصِبٌ،
وَحَنِثَ في يَمِينِهِ فهوَ حَانِثٌ، وَعَبِثَ بهِ فهوَ عَابِثٌ؛ أيْ: لَعِبَ،
وَلَبِثَ فهوَ لابِثٌ؛ أيْ: مَكَثَ، وَلَهِثَ فهوَ لاهِثٌ؛ أيْ: عَطِشَ،
وَرَبِحَ في تِجَارَتِهِ فهوَ رَابِحٌ، وَصَعِدَ في السُّلَّمِ فهوَ صَاعِدٌ،
وَظَفِرَ بهِ فهوَ ظَافِرٌ، وَغَلِطَ في حِسَابِهِ فهوَ غَالِطٌ،
وَطَمِعَ في الشَّيْءِ فهوَ طَامِعٌ، وَقَنِعَ فهوَ قَانِعٌ.
وَمِثَالُ المحمولِ منهُ على فَعُلَ المضمومِ قَوْلُهُمْ: بَخِلَ فهوَ بَخِيلٌ، أَتَوْا باسمِ الفاعلِ منهُ على فَعِيلٍ.
وَقدْ سَبَقَ أنَّ فَعْلاً وَفَعِيلاً قياسُ اسمِ الفاعلِ مِنْ فَعُلَ المضمومِ كَسَهْلٍ وَظَرِيفٍ، وَحَمَلُوهُ على كَرُمَ؛ لِمَا بَيْنَ البُخْلِ وَالكَرَمِ مِن التَّضَادِ، وَعلى قولِهِم: لَؤُمَ فَهُوَ لَئِيمٌ؛ لِمَا بينَ البُخْلِ وَاللُّؤْمِ مِن القُرْبِ في المعنَى،
وَكذا قَوْلُهُم مَرِضَ فهوَ مَرِيضٌ، وَسَقِمَ فهوَ سَقِيمٌ، حَمَلُوهُمَا على ضَعُفَ فهوَ ضَعِيفٌ؛ لأنَّ الضعفَ مِنْ لوازمِ المَرَضِ وَالسقمِ،
وَكذا نَضِجَ اللحمُ فهوَ نَضِيجٌ، وَجَهِدَ عَيْشُهُ فهوَ جَهِيدٌ؛ أيْ: ضَيِّقٌ، وَسَعِدَ فهوَ سَعِيدٌ، وَكَبِرَ الرجلُ؛ أيْ: أَسَنَّ، فهوَ كَبِيرٌ. ثمَّ إِنَّ الناظمَ رَحِمَهُ اللَّهُ اسْتَطْرَدَ نَظِيرَ ذلكَ في الحملِ لنسبةٍ وَإِنْ لمْ يَكُنْ مِنْ أَبْنِيَةِ فَعِلَ المكسورِ فَقَالَ:
........... كَخَفِي = ـفٍ طَيِّبٍ أَشْيَبٍ فِي الْصَوْغِ مِنْ فَعَلا
أيْ: كما قَالُوا أيضاً في صَوْغِ اسمِ الفاعلِ مِنْ فَعَلَ المفتوحِ المُضَعَّفِ خَفَّ يَخِفُّ فَهُوَ خَفِيفٌ، وَمِمَّا عَيْنُهُ يَاءٌ منهُ: شَابَ يَشِيبُ فَهُوَ أَشْيَبٌ، وَطَابَ يَطِيبُ فَهُوَ طَيِّبٌ، فَجَاؤُوا بهِ على هذهِ الأبنيةِ معَ أنَّ قياسَ اسمِ الفاعلِ منهُ على فاعِلٍ كما سَبَقَ، لكنَّهُم حَمَلُوا (خَفِيفاً) على ثَقُلَ فهوَ ثَقِيلٌ، الذي هوَ اسمُ الفاعلِ مِنْ فَعُلَ المضمومِ،
وَحَمَلُوا أَشْيَبَ بالمُثَنَّاةِ تَحْتُ على اسمِ الفاعلِ مِنْ فَعِلَ المكسورِ كما سَبَقَ في شَنِبَ فهوَ أَشْنَبُ، وَعَوِرَ فَهُوَ أَعْوَرُ،
وَحَمَلُوا (طَيِّبٌ) على خَبُثَ فَهُوَ خَبِيثٌ، اسمُ الفاعلِ مِنْ فَعُلَ المضمومِ؛ لأنَّ فَعِيلاً وَفَيْعَلاً أَخَوَانِ، وَلِمَا سَبَقَ أنَّ فَعُلَ بالضمِّ لمْ يَأْتِ يَائِيَّ العَيْنِ وَلا مُضَعَّفاً، وَأنَّ فَعَلَ المفتوحَ يَنُوبُ عنهُ فيهما.
ثُمَّ إِنَّ ما سَبَقَ مِن التفصيلِ في كونِ اسمِ الفاعلِ مِن الثلاثيِّ على هذهِ الأبنيةِ المختلفةِ قِيَاساً في فَعَلَ المفتوحِ وَفَعِلَ المكسورِ المُعَدَّى على فَاعِلٍ، وَفي فَعُلَ المضمومِ على فَعْلٍ وَفَعِيلٍ، وَفي اللازمِ مِنْ فَعِلَ المكسورِ على فَعِلَ بِوَزْنِهِ كَشَجٍ وَعَجِلٍ، وَأَفْعَلَ وَفَعْلانَ، وَسَمَاعاً في فَعَلَ المفتوحِ على فَعِيلٍ كَخَفِيفٍ، وَأَفْعَلَ كَأَشْيَبَ وَفَعِيلٍ كَطَيِّبٍ،
وَفي فَعُلَ بالضمِّ على أَفْعَلَ كَأَحْمَقَ، أَوْ فَعَالٍ بالفتحِ كَجَبَانٍ، أَوْ فُعَالٍ بالضمِّ كالفُرَاتِ،
أَوْ فَعَلٍ مُحَرَّكاً كالوجهِ الحَسَنِ، أَوْ فِعْلٍ بالكسرِ كَعِفْرٍ، أَوْ فَعُولٍ كالحَصُورِ، أَوْ فُعْلٍ بالضَّمِّ كَغُمْرٍ،
أَوْ فَاعِلٍ كَعَاقِرٍ، أَوْ فُعُلٍ بضمِّ الفاءِ وَالعينِ كَجُنُبٍ، أَوْ فَعِلٍ كالمكانِ الخَشِنِ.
وَفي فَعِلَ بالكسرِ اللازمِ على فَاعِلٍ كَفَانٍ، وَفَعِيلٍ كبَخِيلٍ، كُلُّ ذلكَ إِنَّمَا هوَ إِذا قُصِدَ قيامُ تلكَ الصِّفَةِ بِمَوْصُوفِهَا على سبيلِ الثبوتِ، فإِنْ قُصِدَ بصيغةِ اسمِ الفاعلِ الدلالةُ على الحدوثِ وَالتَّجَدُّدِ، وَهوَ تَضْمِينُهُ مَعْنَى فِعْلِهِ عندَ مُبَاشَرَتِهِ لهُ، جَازَ بِنَاؤُهُ مِنْ كُلِّ فِعْلٍ ثُلاثِيٍّ مُطْلَقاً على وَزنِ فاعِلٍ مِنْ غيرِ فَرْقٍ بينَ المفتوحِ وَالمكسورِ وَالمضمومِ، وَلا لازِمٍ وَلا مُعَدًّى.
وَإِلى هذا أَشَارَ بِقَوْلِهِ:
وَفَاعِلٌ صَالِحٌ لِلْكُلِّ إِنْ قُصِدَ الْـ = ـحُدُوثُ نَحْوُ غَداً ذَا جَاذِلٌ جَذَلا
أيْ: وَيَصْلُحُ صَوْغُ اسمِ الفاعلِ مِنْ كلِّ فِعْلٍ ثلاثيٍّ مُطْلَقاً على وَزنِ فاعلٍ إِنْ قُصِدَ بهِ الدلالةُ على الحدوثِ، كَقَوْلِكَ: هذا غَداً جَاذِلٌ جَذَلاً، أيْ فَارِحٌ فَرَحاً.
فقولُهُ: ذا، اسمُ إِشارةٍ مَحَلُّهُ الرَّفْعُ بالابتداءِ، وَجَاذِلٌ: خَبَرُهُ، وَجَذَلاً: مَصدَرٌ، وَغَداً بالتَّنْوِينِ: ظَرْفُ زَمَانٍ، وَإِنَّمَا قَيَّدَهُ بهِ للدلالةِ على الزمانِ. وَقدْ يُصَاغُ اسمُ الفاعلِ مِنْ فَعِلَ المكسورِ اللازمِ على فاعِلٍ، وَقياسُهُ فَعِلٌ كَشَجٍ وَعَجِلٍ، وَأَفْعَلُ وَفَعْلانُ كالأَشْنَبِ بالنُّونِ، وَالجَذْلانِ.
وَمنهُ قولُ الشاعرِ:
وَمَا أَنَا مَزْرِيٌّ وَإِنْ حَلَّ جَازِعُ = ولا بِسَرُورٍ بَعْدَ مَوْتِكَ فَارِحُ
وكذا يَجُوزُ أنْ تَقُولَ زَيْدٌ جَابِنٌ اليومَ أيْ جَبَانٌ، مِنْ فَعُلَ المضمومِ، بلْ كَوْنُ اسمِ الفاعلِ مِن الثلاثيِّ مُطْلَقاً على فَاعِلٍ هوَ الأصلَ، وَيُسَمَّى غَيْرُهُ صِفَةً مُشَبِّهَةً؛ وَلهذا كَثُرَ مَجِيئُهُ مِنْ فَعُلَ بالضمِّ وَفَعِلَ بالكسرِ اللازمِ على فاعِلٍ كما سَبَقَ في عاقِرٍ وَفَاجِرٍ وَفَارِسٍ وَأَخَوَاتِهَا.
وَلَمَّا أَنْهَى النَّاظِمُ الكلامَ على بِنَاءِ اسمِ الفاعلِ مِن الثلاثيِّ أَشَارَ إِلي بِنَائِهِ مِمَّا زَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ:

وَبِاسْمِ فَاعِلِ غيرِ ذِي الثَّلاثَةِ جِئْ = وَزْنَ المُضَارِعِ لَكِنْ أَوَّلاً جُعِلا
مِيماً تُضَمُّ.........
أيْ: وَيُجَاءُ بِبِنَاءِ الفاعلِ مِنْ غيرِ الثلاثيِّ رُبَاعِيًّا كانَ أَوْ خُمَاسِيًّا أَوْ سُدَاسِيًّا على وَزْنِ مُضَارِعِهِ، لَكِنْ يُجْعَلُ في أَوَّلِهِ مَكَانَ حرفِ المضارعةِ مِيمٌ مضمومةٌ، سَوَاءٌ كانَ أَوَّلُ مضارعِهِ مَضْمُوماً أَوْ مَفْتُوحاً، وَذلكَ نحوُ: أَكْرَمَ يُكْرِمُ فهوَ مُكْرِمٌ، وَدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ فهوَ مُدَحْرِجٌ، وَانْطَلَقَ يَنْطَلِقُ فهوَ مُنْطَلِقٌ، وَاسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ فَهُوَ مُسْتَخْرِجٌ.
تَنْبِيهٌ: يَرِدُ على إِطْلاقِ عِبَارَتِهِ أَشْيَاءُ:
مِنْهَا ما أَوَّلُهُ تَاءٌ كَتَغَافَلَ وَتَقَاسَمَ، فإِنَّ بِنَاءَ اسمِ الفاعلِ منهُ لَيْسَ على وَزْنِ مُضَارِعِهِ، فلا بُدَّ مِنْ زيادةِ قولِهِ مَعَ كَسْرِ ما قَبْلَ آخِرِهِ، كَمَا قَيَّدَهُ بذلكَ في الخُلاصَةِ، حيثُ قَالَ:
(مَعَ كَسْرِ مَتْلُوِّ الأَخِيرِ مُطْلَقاً)
ومنها: أنَّهُم قَالُوا: أَحْصَنَ الرجلُ إِذا عَفَّ عَن المَحَارِمِ، فهوَ مُحْصَنٌ بفتحِ الصادِ، وَأَسْهَبَ في كلامِهِ بالمهملةِ إِذا بَسَطَ عِبَارَتَهُ فهوَ مُسْهَبٌ بفتحِ الهاءِ، وَأَلْفَجَ إِذا أَفْلَسَ فهوَ مُلْفَجٌ، فَجَاؤُوا باسمِ الفاعلِ منها على وَزنِ مَفْعُولِهَا.
وَمِنْهَا أنَّهُم قَالُوا: أَعْشَبَ المكانُ، إِذا كَثُرَ فيهِ العُشْبُ بالضمِّ، فهوَ عَاشِبٌ، وَأَوْرَسَ إِذا كَثُرَ فيهِ الوَرْسُ فهوَ وَارِسٌ، وَأَيْفَعَ بالياءِ المُثَنَّاةِ تَحْتُ فَالفَاءِ، إِذا ارْتَفَعَ فهوَ يَافِعٌ، وَالقياسُ مُعْشِبٌ وَمُورِسٌ وَمُوفِعٌ.
مَبْحَثُ أَسْمَاءِ المَفْعُولِينَ:
ثُمَّ لَمَّا أَنْهَى الكلامَ على بناءِ اسمِ الفاعِلِينَ مِن الثلاثيِّ وَغيرِهِ أَشَارَ إِلى بناءِ اسمِ الْمَفْعُولِينَ، وَبَدَأَ بِغَيْرِ الثلاثيِّ اسْتِطْرَاداً فَقَالَ:
وَإِنْ مَا قَبْلَ آخِرِهِ = فَتَحْتَ صَارَ اسْمَ مَفْعُولٍ.........
أيْ: وَإِذا فَتَحْتَ ما قَبْلَ [آخِرِ] اسمِ الفاعلِ مِنْ غيرِ الثلاثيِّ صَارَ اسمَ مفعولٍ منهُ؛ كالمُكْرَمِ وَالمُنْطَلَقِ بهِ وَالمُسْتَخْرَجِ.
تَنْبِيهٌ: هذا إِنَّمَا يَأْتِي فِيمَا إِذا كانَ اسمُ الفاعلِ منهُ على وَزنِ مُضَارِعِهِ كَمَا مَثَّلْنَا بهِ أَوْ على غيرِ وَزنِهِ كالمُتَغَافَلِ وَالمُتَعَلَّمِ عندَهُ، مِمَّا نَبَّهْنَا على أَنَّهُ يُكْسَرُ ما قَبْلَ آخرِهِ مُطْلَقاً، وَإِنْ كانَ مَفْتُوحاً في المُضَارِعِ. وَبذلكَ يُعْلَمُ أنَّ الفرقَ بينَ اسمِ الفاعلِ وَاسمِ المفعولِ مِنْ غيرِ الثلاثيِّ بِكَسْرِ ما قَبْلَ آخِرِ اسمِ الفاعلِ وَفَتْحِ ما قبلَ آخرِ اسمِ المفعولِ.
ثُمَّ أَشارَ إِلى بناءِ اسمِ المفعولِ مِن الثلاثيِّ بِقَوْلِهِ:
منْ ذِي الثلاثةِ بالمفعولِ مُتَّزِنَا
أيْ: وَقدْ حَصَلَ بناءُ اسمِ المفعولِ مِن الفعلِ الثلاثيِّ مُتَّزِناً على وَزنِ مفعولٍ كَمَعْرُوجٍ وَمَشْرُوبٍ وَمَضْرُوبٍ، وَهذا هوَ الوزنُ القياسيُّ فيهِ.
(تَنْبِيهٌ): لا فَرْقَ في ذلكَ بينَ الصحيحِ منهُ وَالمُعْتَلِّ، إلاَّ أنَّ مُعْتَلَّ العينِ وَاللامِ كَقَالَ وَباعَ وَدَعَا وَرَمَى يَتَغَيَّرُ وَزنُهُ لِعِلَّةٍ تَصْرِيفِيَّةٍ، فَيُقَالُ فيها: المَقُولُ وَالمَبِيعُ وَالمَدْعُو وَالمَرْمِي. وَتَمِيمٌ يُصَحِّحُونَ مُعْتَلَّ العينِ بالياءِ، فَيَقُولونَ: مَبْيُوعٌ وَمَكْيُولٌ وَمَخْيُوطٌ، بخلافِ ما عَيْنُهُ وَاوٌ لِثِقَلِ الضمَّةِ على الواوِ. وَأمَّا غَيْرُ المقيسِ فَأَشَارَ إِليهِ بِقَوْلِهِ:

......... = وَمَا أَتَى كَفَعِيلٍ فَهْوَ قَدْ عُدِلا
بِهِ عَنِ الأَصْلِ...............
أيْ: وَما أَتَى مِن الأَبْنِيَةِ على وَزنِ فَعِيلٍ دَالاًّ على اسمِ المفعولِ مِن الثلاثيِّ فهوَ مَعْدُولٌ بهِ عَن الأصلِ القياسيِّ الذي هوَ وَزنُ مفعولٍ، وَذلكَ نحوُ: كَحَّلْتُهُ فهوَ كَحِيلٌ، وَقَتَلْتُهُ فهوَ قَتِيلٌ.
تَنْبِيهَانِ:
أَحَدُهُمَا: مَجِئُ فَعِيلٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ كثيرٌ في كلامِهِم، وَمعَ كَثْرَتِهِ فهوَ عندَ الجمهورِ مَقْصُورٌ على السَّمَاعِ كما تُفْهِمُ عبارةُ الناظمِ. وَقال في التسهيلِ خِلافاً لِبَعْضِهِمْ وَفي شَرْحِهِ: وَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ مَقِيساً فيما ليسَ لهُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ.
أيْ: فَيَجُوزُ ضَرِيبٌ بِمَعْنَى مَضْرُوبٍ، وَلا يَجُوزُ عَلِيمٌ بِمَعْنَى مَعْلُومٍ. فما نَقَلَهُ وَلَدُهُ بَدْرُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ إِجماعِ النُّحَاةِ على أَنَّهُ لا يَنْقَاسُ، ذَهُولٌ عَمَّا نَصَّ عَلَيْهِ وَالِدُهُ في التسهيلِ وَشَرْحُهُ مِن الخلافِ فيهِ.
الثاني: إِذا كانَ (فَعيلاً) بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَصْفاً لِمَوْصُوفٍ قَبْلَهُ اسْتَوَى فيهِ المُؤَنَّثُ وَالمُذَكَّرُ، فلا يَلْحَقُهُ التاءُ الفارقةُ غَالِباً، نَحْوُ: رَأَيْتُ رَجُلاً قَتِيلاً، وَامْرَأَةً قَتِيلاً أيضاً،
فَإِنْ لمْ يُذْكَرْ مَوْصُوفٌ قَبْلَهُ لَحِقَتْهُ التاءُ فِرَاراً مِن اللَّبْسِ، نحوُ: رَأَيْتُ قَتِيلاً وَقَتِيلَةً. وَقَوْلِي: غَالِباً، احْتِرَازٌ عَمَّا سُمِعَ مِنْ قولِهِ: خَصْلَةٌ دَمِيمَةٌ وَصِفَةٌ حَمِيدَةٌ.
وَأمَّا فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ فَتَلْحَقُهُ التاءُ مُطْلَقاً كَظَرِيفٍ وَظَرِيفَةٍ، وَشَرِيفٍ وَشَرِيفَةٍ، وَكَرِيمٍ وَكَرِيمَةٍ، وَعَلِيمٍ وَعَلِيمَةٍ. وَلَمَّا كانَ وَزنُ مفعولٍ مَقِيساً، وَفَعِيلٌ كثيراً، وَبَقِيَتْ أَوْزَانٌ بِقِلَّةٍ أَشَارَ إِليها بِقَوْلِهِ:
وَاسْتَغْنَوْا بِنَحْوِ نَجاً = وَالنِّسْيِ عَنْ وَزْنِ مَفْعُولٍ
أيْ: إِنَّهُم رُبَّمَا اسْتَغْنَوْا عَنْ وَزنِ مفعولٍ بوَزْنِ فَعَلٍ مُحَرَّكاً أَوْ بوَزْنِ فِعْلٍ بكسرِ الفاءِ وَسكونِ العينِ، فالأَوَّلُ: كالقَنَصِ بِفَتْحِ القافِ وَالنونِ بِمَعْنَى الصَّيْدِ المَقْنُوصِ، وَالنَّقَضِ بِضَادٍ معجمةٍ بِمَعْنَى المنقوضِ، وَمثلُهُ النَّجَا بالجيمِ بِمَعْنَى المَنْجُوِّ، يُقَالُ: نَجَوْتُ الجِلْدَ عَن الشَّاةِ بِمَعْنَى سَلَخْتُهُ، فَهُوَ مَنْجُوٌّ وَنَجاً،
وَالثاني: كالذِّبْحِ بِمَعْنَى المَذْبُوحِ، وَالطِّحْنِ بِمَعْنَى المَطْحُونِ، وَمنهُ النِّسْيُ بِمَعْنَى المَنْسِيِّ، وَمنهُ: {وَكُنْتُ نِسْياً مَنْسِيًّا}.
تَنْبِيهٌ: لمْ يَذْكُرْ نِيَابَةَ فُعْلَةٍ بِضَمِّ الفاءِ وَسكونِ العينِ عَنْ مفعولٍ، وَقدْ ذَكَرَهُ في التسهيلِ، وَذلكَ كَلُقْمَةٍ وَمُضْغَةٍ وَأُكْلَةٍ وَلُقْطَةٍ وَصُرْعَةٍ بِمَعْنَى المَلْقُومِ وَالمَمْضُوغِ وَالمَأْكُولِ وَالمَلْقُوطِ وَالمَصْرُوعِ.
وَقدْ يَرِدُ أيضاً لَفْظُ المصدرِ بِمَعْنَى المَفْعُولِ: كَاللَّفْظِ وَالصَّيْدِ وَالخَلْقِ بِمَعْنَى المَلْفُوظِ وَالمَصِيدِ وَالمَخْلُوقِ. ثُمَّ أَشَارَ بِقَوْلِهِ:
إِلى أنَّ ما أَتَى سَمَاعِيًّا نَائِباً عَنْ وَزنِ مَفْعُولٍ فَهُوَ إِنَّمَا يَنُوبُ عنهُ في الدلالةِ فقطْ لا في العملِ، فلا يُقَالُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ نَقَضٍ بِنَاؤُهُ، وَذِبْحٍ كَبْشُهُ، كما يُقَالُ: مَنْقُوضٌ بِنَاؤُهُ وَمَذْبُوحٌ كَبْشُهُ.
تَنْبِيهٌ: ما ذَكَرَهُ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ هوَ مَذْهُبُ الجمهورِ، وَظاهِرُ عِبَارَتِهِ شُمُولُ فَعِيلٍ وَغَيْرِهِ، وَقدْ أَجَازَهُ ابنُ عُصْفُورٍ مُطْلَقاً، وَأَجَازَهُ بَعْضُهُمْ في فَعِيلٍ لِكَثْرَتِهِ دُونَ غيرِهِ، وَقدْ يُرْشِدُ إِلى ذلكَ مُغَايَرَةُ الناظمِ في العبارةِ بِجَعْلِهِ فَعِيلاً مَعْدُولاً بهِ عَن الأصلِ وَغيرِهِ، مُسْتَغْنًى بهِ عَنْ مفعولٍ، وَلا يَتَبَادَرُ أيضاً إِلى الفَهْمِ عَوْدُ الضميرِ في قولِهِ: (وَما عَمِلا) إلاَّ إِلى نَجاً وَالنِّسْيِ.


  #4  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 12:32 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي مناهل الرجال للشيخ: محمد أمين بن عبد الله الأثيوبي الهرري

قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:
بابُ أبنيَةِ أسماءِ الفاعِلِينَ والمَفْعُولِينَ
أيْ: هذا بابٌ موضوعٌ في بيانِ أوْزَانِها المقيسةِ والسماعِيَّةِ، وإضافةُ (أبنيَةِ) إلى (أسماءِ) للبيانِ، أيْ: هذا بابُ أبنيَةٍ هيَ أسماءُ الذواتِ الفاعلِينَ وأسماءُ الذواتِ المَفْعُولِينَ، وغَلَّبَ العاقلَ منها على غَيْرِهِ، فجمعَ بالياءِ والنونِ وبدأَ باسمِ الفاعلِ لقُرْبِهِ من الفعلِ منْ جهةِ الفَرْعِيَّةِ، والمرادُ بهِ ما يَشْمَلُ الصفةَ المُشَبَّهَةَ، ولمْ يُمَيِّزْ بينَ الصفةِ واسمِ الفاعلِ؛ لأنَّ التمييزَ بيْنَهُما ليسَ منْ وظيفةِ الصَّرْفِيِّينَ، وقدْ أشارَ إلى التمييزِ بيْنَهُما في المعنى بقولِهِ: وفَاعِلٌ صالحٌ إلخ، وهوَ ما اشْتُقَّ من الفعلِ للدلالةِ على مَنْ قامَ بهِ الفعلُ على معنى الحدوثِ أو الاستمرارِ، وأمَّا اسمُ المفعولِ، فهوَ ما اشْتُقَّ من الفعلِ للدلالةِ على مَنْ وقعَ عليهِ الفعلُ.
وكلٌّ مِنْ أسماءِ الفاعلينَ والمفعولينَ إمَّا من الثلاثيِّ أوْ منْ غيرِ الثلاثيِّ، فأَمَّا اسمُ الفاعلِ من الثلاثيِّ، فإنْ كانَ منْ بابِ فَعَلَ المفتوحِ مطلقاً، أيْ: سواءٌ كانَ مُتعدِّياً أمْ لازماً، فقِيَاسُهُ أنْ يكونَ على وزنِ فَاعِلٍ، كَضَرَبَ فهوَ ضَارِبٌ، وذَهَبَ فهوَ ذَاهِبٌ، والشاذُّ منهُ، أيْ: منْ بابِ فَعَلَ المفتوحِ خمسةُ أوزانٍ: أَفْعَلُ، كَشَابَ فهوَ أَشْيَبُ، وفَيْعِلٌ كَطَابَ فهوَ طَيِّبٌ، وفَعِيلٌ كَخَفَّ فهوَ خَفِيفٌ، ومُفْعِلٌ كَحَبَّ فهوَ مُحِبٌّ، وفَعْلانُ كَجَاعَ فهوَ جَوْعَانُ. وأمَّا بابُ فَعِلَ المكسورِ، فإنْ كانَ مُتعدِّياً، فقياسُ اسمِ فاعِلِهِ أنْ يكونَ على وزنِ فَاعِلٍ، كَعَلِمَ فهوَ عَالِمٌ، وشَرِبَ فهوَ شَارِبٌ، وإنْ كانَ لازماً فلهُ خَمْسَةُ أوزانٍ، ثلاثةٌ منها مَقِيسةٌ، وهيَ: فَعِلٌ كَفَرِحَ فهوَ فَرِحٌ، وأَفْعَلُ كَشَنِبَ فهوَ أَشْنَبُ، وفَعْلانُ كَجَذِلَ فهوَ جَذْلانُ، واثنانِ منها شَاذَّانِ، وهما فَاعِلٌ كَفَنِيَ فهوَ فَانٍ، وفَعِيلٌ كَبَخِلَ فهوَ بَخِيلٌ. وأمَّا بابُ فَعُلَ المضمومِ، فقياسُ اسمِ فاعلِهِ اثنانِ، وهما: فَعْلٌ بسكونِ العينِ كصَعُبَ الأمرُ فهوَ صَعْبٌ، وفَعِيلٌ كَظَرُفَ زَيْدٌ فهوَ ظَرِيفٌ، وشَاذُّهُ عشَرَةُ أوزانٍ ذَكَرَهَا المُصنِّفُ بقولِهِ: وقدْ يكونُ أَفْعَلَ، إلى قَوْلِهِ: وَصِيغَ منْ لازِمٍ.
وأمَّا اسمُ الفاعلِ منْ غيرِ الثلاثيِّ فَقِيَاسُهُ أنْ يكونَ على زِنَةِ مُضَارِعِهِ المعلومِ بإِبْدَالِ حرفِ المضارعةِ ميماً مضومةً كَمُدَحْرِجٍ ومُنْطَلِقٍ ومُسْتَخْرِجٍ. شَاذُّهُ اثنانِ: أحَدُهما فَاعِلٌ، كَأَوْرَقَ الشجرُ فهوَ وَارِقٌ، وأَيْفَعَ الغلامُ فهوَ يَافِعٌ، وأَمْلَحَ الرجلُ فهوَ مَالِحٌ، وأَمْحَلَ البلدُ فهوَ مَاحِلٌ، وأَعْشَبَ المكانُ فهوَ عَاشِبٌ، والقياسُ مُورِقٌ، ومُوفِعٌ، ومُمْلِحٌ، ومُمْحِلٌ، ومُعْشِبٌ. وثانِيهُما: مُفْعَلٌ بفتحِ ما قبلَ الآخِرِ، كَقَوْلِهِمْ: أَحْصَنَ الرجلُ إذا عَفَّ عن المحارمِ فهوَ مُحْصَنٌ بفتحِ الصادِ، وأسْهَبَ في كلامِهِ إذا تكلَّمَ ما لا يُعْقَلُ فهوَ مُسْهَبٌ، بفتحِ الهاءِ. وأمَّا اسمُ المفعولِ من الثلاثيِّ، فقِيَاسُهُ أنْ يكونَ على وزنِ مفعولٍ، كَضَرَبَ فهوَ مَضْرُوبٌ، وقَتَلَ فهوَ مَقْتُولٌ.
وشَاذُّهُ أربعةُ أوزانٍ: فَعِيلٌ بكثرةٍ كَقَتِيلٍ بمعنى مَقْتُولٍ، وفِعْلٌ بكسرِ الفاءِ وسكونِ العينِ كَذِبْحٍ بمعنى مَذْبُوحٍ، وفَعَلٌ بفتح الفاءِ والعينِ كَقَبَضٍ بمعنى مَقْبُوضٍ، وفُعْلَةٌ بضمِّ الفاءِ وسكونِ العينِ كَأُكْلَةٍ بمعنى مَأْكُولَةٍ، ولُقْمَةٍ بمعنى مَلْقُومَةٍ، وغُرْفَةٍ بمعنى مَغْرُوفَةٍ، وهذهِ الثلاثةُ الأخيرةُ بِقِلَّةٍ في كَلامِهِم.
وأمَّا اسمُ المفعولِ منْ غيرِ الثلاثيِّ، فقِيَاسُهُ أنْ يكونَ على زِنَةِ مُضَارِعِهِ المجهولِ بإبدالِ حرفِ المضارعةِ ميماً مضمومةً كمُكْرَمٍ ومُنْطَلَقٍ بهِ ومُسْتَخْرَجٍ.
وشَاذُّهُ وزنانِ: مفعولٌ كمحزونٍ مِنْ أَحْزَنَهُ، ومحبوبٍ منْ أَحَبَّهُ، ومَجْنُونٍ منْ أَجَنَّهُ، ومَحْمُومٍ منْ أَحَمَّهُ، ومَزْكُومٍ منْ أَزْكَمَهُ، ومَسْلُولٍ منْ أَسَلَّهُ، وقِيَاسُهُ: مُحْزَنٌ، ومُحْبَبٌ، ومُجْنَنٌ، ومُحْمَمٌ، ومُزْكَمٌ، ومُسْلَلٌ. وفَعِيلٌ، نحوُ: أَعْقَدْتُ العسلَ فهوَ عَقِيدٌ، وأَعْلَلْتُ المريضَ فهوَ عَلِيلٌ، والقياسُ مُعْقَدٌ ومُعَلٌّ.
الإعرابُ:
(بابُ): خبرٌ لمحذوفٍ تقديرُهُ: هذا، والجملةُ مُستأنفةٌ، وهوَ مضافٌ، (أبنيَةِ): مضافٌ إليهِ، وهوَ مضافٌ، (أسماءِ): مضافٌ إليهِ، وهوَ مضافٌ، (الفاعلينَ): مضافٌ إليهِ، (والمفعولِينَ): الواوُ عاطفةٌ، المفعولينَ معطوفٌ على الفاعلينَ، وعلامةُ الجرِّ فيهما الياءُ؛ لأنَّ كُلاًّ منهما جمعُ مُذَكَّرٍ سالمٌ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:
كَوَزْنِ فَاعِلٍ اسمُ فَاعِلٍ جُعِلا = من الثُّلاثِي الذي ما وَزْنُهُ فَعُلا
فأمَّا فَعَلَ المفتوحُ لازماً ومُتعدِّياً، وفَعِلَ المكسورُ مُتعدِّياً فقطْ، فقدْ أشارَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى إلى بناءِ اسمِ الفاعلِ منهما بقولِهِ: (كَوَزْنِ فَاعِلٍ اسمُ فَاعِلٍ جُعِلا) بألفِ الإطلاقِ، أيْ: صيغةُ اسمِ الفاعلِ المَصُوغِ (مِنْ) مصدرِ الفعلِ (الثلاثِي): المُتَصَرِّفِ (الذي ما وَزْنُهُ فَعُلا)، أيْ: ليسَ وزْنُهُ على فَعُلَ المضمومِ، بلْ كانَ على فَعَلَ المفتوحِ مطلقاً، أوْ على فَعِلَ المكسورِ المُتَعَدِّي جُعِلَ كوَزْنِ فَاعِلٍ، أيْ: صيغةُ اسمِ فَاعِلِ الفعلِ المذكورِ، وبِناؤُهُ جُعِلَ على وزنِ لفظةِ فَاعِلٍ قياساً مُطَّرِداً، نحوُ: ذَهَبَ فهوَ ذَاهِبٌ، وضَرَبَهُ فهوَ ضَارِبٌ، وقَتَلَهُ فهوَ قَاتِلٌ، وجَلَسَ فهوَ جَالِسٌ، وقَعَدَ فهوَ قَاعِدٌ، وشَرِبَهُ فهوَ شَارِبٌ، وعَلِمَهُ فهوَ عَالِمٌ، فَخَرَجَ بقَوْلِنَا: المُتَصَرِّفِ، الجَامِدُ، نحوُ: عَسَى، ولَيْسَ، ونِعْمَ، وبِئْسَ، فلا يَتَأَتَّى منهُ اسمُ فَاعِلٍ ولا اسمُ مفعولٍ، وإنَّما قَيَّدْنَا فَعِلَ المكسورَ بالمُتَعَدِّي؛ لأنَّ اللازمَ منهُ سيأتي في قولِهِ فيما بَعْدُ: وَصِيغَ منْ لازمٍ موازنٍ فَعِلا. وأمَّا بناؤُهُ منْ فَعُلَ المضمومِ فسيأتي آنِفاً في البيتِ التالي لهذا البيتِ.
الإعرابُ:
(كَوَزْنِ): الكافُ حرفُ جرٍّ بمعنى على، وزنِ: مجرورٌ بالكافِ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بِجُعِلَ الآتي على أنَّهُ مفعولٌ ثانٍ لهُ، وهوَ مضافٌ، (فَاعِلٍ): مضافٌ إليهِ، (اسْمُ): مبتدأٌ، وهوَ مضافٌ، (فَاعِلٍ): مضافٌ إليهِ، (جُعِلا): فعلٌ ماضٍ مُغَيَّرُ الصيغةِ، والألِفُ فيهِ حرفُ إطلاقٍ، ونائبُ فاعلِهِ مُسْتَتِرٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على (اسْمُ فَاعِلٍ)، وهوَ المفعولُ الأوَّلُ لهُ، (من الثُّلاثِي): منْ حرفُ جرٍّ، الثُّلاثِيِّ مجرورٌ بمِنْ بكسرةٍ مُقدَّرةٍ منعَ منْ ظُهورِها اشتغالُ المحلِّ بسكونِ استقامةِ الوزنِ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بمحذوفٍ وجوباً صفةٍ للمبتدأِ تقديرُهُ: اسمُ فاعلٍ مَصُوغٌ من الثلاثيِّ، وجملةُ جُعِلَ في محلِّ الرفعِ خبرُ المبتدأِ، تقديرُهُ: اسمُ فاعلٍ مصوغٌ من الثلاثيِّ مَجْعُولٌ على وزنِ فَاعِلٍ، والجملةُ الاسميَّةُ مُستأنفةٌ، (الَّذِي): اسمٌ موصولٌ في محلِّ الجرِّ صفةٌ للثُّلاثِيِّ، (ما): نافيَةٌ حِجَازِيَّةٌ، (وَزْنُهُ): اسمُ ما، ومضافٌ ومضافٌ إليهِ، (فَعُلا): خبرُ ما منصوبٌ مَحْكِيٌّ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، وجملةُ ما الحِجَازِيَّةِ صلةُ الموصولِ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:

ومنهُ صِيغَ كَسَهْلٍ والظَّرِيفِ وَقَدْ = = يكونُ أَفْعَلَ أوْ فَعَالاً أوْ فَعَلا
وكَالْفُرَاتِ وعِفْرٍ والحَصُورِ وغُمْـ = ـرٍ عَاقِرٍ جُنُبٍ وَمُشْبِهٍ ثَمِلا
(ومنهُ صِيغَ)، أيْ: وبُنِيَ اسمُ الفاعلِ منْ مصدرِ فَعُلَ المضمومِ المذكورِ في آخرِ البيتِ السابقِ على وزنيْنِ قياسيَّيْنِ: أحدُهما فَعْلٌ بفتحِ الفاءِ وسكونِ العينِ، وذلكَ (كَسَهْلٍ)، أيْ: كَقَوْلِكَ: سَهُلَ الأمرُ فهوَ سَهْلٌ إذا لانَ، وصَعُبَ ضِدُّ سَهُلَ فهوَ صَعْبٌ، وضَخُمَ إذا عَظُمَ جِرْمُهُ فهوَ ضَخْمٌ، وشَهُمَ فهوَ شَهْمٌ إذا صارَ ذَكِيَّ الفؤادِ. وثانِيهُما: فَعِيلٌ (و) ذَلِكَ (كالظَّرِيفِ)، أيْ: كَقَوْلِكَ: ظَرُفَ الرجلُ فهوَ ظَرِيفٌ إذا كانَ ذَكِيًّا بارعاً، وشَرُفَ فهوَ شَرِيفٌ، إذا صارَ ذَا شَرَفٍ وعُلُوٍّ في دينٍ أوْ دُنْيَا، وهذانِ الوزنانِ هما المَقِيسَانِ في اسمِ فاعلِ فَعُلَ المضمومِ، وقدْ يَجِيءُ منهُ على عشَرةِ أوزانٍ غيرِ مَقِيسَةٍ. الأوَّلُ منها: ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (وقدْ يَكُونُ أَفْعَلَ)، أيْ: وقدْ يكونُ اسمُ الفاعلِ المَصُوغُ منْ مصدرِ فَعُلَ المضمومِ على وزنِ أَفْعَلَ، نحوُ: حَمُقَ الرجلُ فهوَ أَحْمَقُ إذا فَسَدَ رَأْيُهُ، وخَرُقَ الرجلُ فهوَ أَخْرَقُ إذا حَمُقَ ولمْ يَحْسُنْ عمَلُهُ. والثاني منها: ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (أوْ فَعَالاً)، أوْ قدْ يكونُ اسمُ فاعلِ فَعُلَ المضمومِ على وزنِ فَعَالٍ بفتحِ الفاءِ، نحوُ: جَبُنَ الرجلُ فهوَ جَبَانٌ، إذا هَابَ وضَعُفَ قَلْبُهُ، وحَرُمَ عليهِ الأمرُ فهوَ حَرَامٌ إذا امتنعَ عليهِ، وحَصُنَت المرأةُ فهيَ حَصَانٌ إذا كانتْ عَفِيفَةً. والثالثُ منها: ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (أوْ فَعَلا)، أيْ: أوْ قدْ يكونُ اسمُ فاعلِ فَعُلَ المضمومِ على وزنِ فَعَلٍِ بفتحِ الفاءِ والعينِ، نحوُ: حَسُنَ الرجلُ فهوَ حَسَنٌ إذا كانَ جميلاً، وبَطُلَ بَطَالَةً فهوَ بَطَلٌ إذا كانَ شُجاعاً تَبْطُلُ عنْدَهُ دماءُ الناسِ. والرابعُ منها: ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (وكَالْفُرَاتِ)، أيْ: وقدْ يكونُ اسمُ فاعلِ فَعُلَ المضمومِ على وزنِ فُعَالٍ بضمِّ الفاءِ، وذلكَ كالفراتِ، أيْ: كَقَوْلِكَ: فَرُتَ الماءُ فهوَ فُرَاتٌ إذا كانَ عَذْباً، وشَجُعَ الرجلُ شَجَاعَةً فهوَ شُجَاعٌ إذا كانَ جَرِيئاً ومِقْدَاماً غيرَ هَيَّابٍ، وزَعُقَ الماءُ فهوَ زُعَاقٌ إذا كانَ مُرًّا لا يُطَاقُ شُرْبُهُ. والخامسُ منها: ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (وَعِفْرٍ)، أيْ: وقدْ يكونُ اسمُ فاعلِ فَعُلَ المضمومِ على وزنِ فِعْلٍ بكسر الفاءِ وسكونِ العينِ، وذلكَ كَعِفْرٍ منْ قولِكَ: عَفُرَ الرجلُ فهوَ عِفْرٌ، إذا كانَ ذا خُبْثٍ ومكرٍ، ونحوُ: بَدُعَ الرجلُ فهوَ بِدْعٌ إذا كانَ لا مثيلَ لهُ في وصْفِهِ منْ عِلْمٍ أوْ شجاعةٍ أوْ ضِدِّهِما. والسادسُ منها ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (والحَصُورُ)، أيْ: وقدْ يكونُ اسمُ فاعلِ فَعُلَ المضمومِ على وزنِ فَعُولٍ بفتحِ الفاءِ، وذلكَ كالحَصُورِ منْ قولِكَ: حَصُرَ الرجلُ فهوَ حَصُورٌ إذا كانَ لا شَهْوَةَ لهُ في النساءِ، أوْ كانَ بَخِيلاً سَيِّءَ الخُلُقِ، ونحوُ: عَرُبَت المرأةُ فهيَ عَرُوبٌ إذا كانتْ ضاحكةً مُتَحَبِّبَةً إلى زَوجِها أوْ عاصيَةً عليهِ. والسابعُ منها: ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (وغُمْرٍ)، أيْ: وقدْ يكونُ اسمُ فاعلِ فَعُلَ المضمومِ على وزنِ فُعْلٍ بضمِّ الفاءِ وسكونِ العينِ، وذلكَ كَغُمْرٍ منْ قولِكَ: غَمُرَ الرجلُ فهوَ غُمْرٌ إذا كانَ جاهلاً بالأمورِ غيرَ مُجَرِّبِهَا، ونحوُ: صَلُبَ الشيءُ فهوَ صُلْبٌ إذا كانَ غيرَ لَيِّنٍ. الثامنُ منها: ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (عَاقِرٍ)، أيْ: وقدْ يكونُ اسمُ فاعلِ فَعُلَ المضمومِ على وزنِ فَاعِلٍ، وذلكَ كَعَاقِرٍ منْ قولِكَ: عَقُرَ الأمرُ فهوَ عَاقِرٌ إذا لمْ يُنْتِجْ عَاقِبَةً، وعَقُرَت المرأةُ فهيَ عَاقِرٌ إذا لمْ تَلِدْ، وعَقُرَ الرجلُ فهوَ عَاقِرٌ إذا كانَ لا يُولَدُ لهُ ولدٌ، ونحوَ: نَبُهَ قَدْرُهُ فهوَ نَابِهٌ إذا كانَ مشهوراً. والتاسعُ منها: ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (جُنُبٍ)، أيْ: وقدْ يكونُ اسمُ فاعلِ فَعُلَ المضمومِ على وزنِ فُعُلٍ بضمِّ الفاءِ والعينِ، وذلكَ كَجُنُبٍ منْ قولِكَ: جَنُبَ الرجلُ فهوَ جُنُبٌ إذا كانَ غَرِيباً أوْ بَعِيداً، أوْ كانَ ذا جَنَابَةٍ. والعاشرُ منها: ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (ومُشْبِهٍ ثَمِلا)، أيْ: وقدْ يكونُ اسمُ فاعلِ فَعُلَ المضمومِ على وزنِ فَعِلٍ بفتحِ الفاءِ وكسرِ العينِ، وذلكَ كَكُلِّ لفظٍ من اسمِ فَاعِلِ فَعُلَ المضمومِ مُشْبِهٍ ثَمِلا، أيْ: مُوَازِنٍ لفظَ ثَمِلٍ الذي هوَ اسمُ فَاعِلِ فَعِلَ المكسورِ، وليسَ مُرَادُهُ أنَّ ثَمِلاً نَفْسَهُ منْ أمثلةِ اسمِ فَاعِلِ فَعُلَ المضمومِ؛ لأنَّهُ منْ أمثلةِ اسمِ فَاعِلِ فَعِلَ المكسورِ اللازمِ ولا يَخْفَى ما فيهِ من المُنَاسَبَةِ بيْنَهُ وبينَ البيتِ التالي لهُ، يُقالُ: ثَمِلَ الرجلُ يَثْمَلُ ثَمَلاً إذا أخذَ فيهِ الشرابُ وسَكِرَ فهوَ ثَمِلٌ، أيْ: سكرانُ، وذلكَ المُشْبِهُ الذي هوَ المقصودُ بالتمثيلِ نحوُ فَطِنٍ وخَشِنٍ منْ قولِكَ: فَطُنَ الرجلُ فهوَ فَطِنٌ إذا كانَ ذا فهمٍ وحِذْقٍ، وخَشُنَ المكانُ فهوَ خَشِنٌ إذا كانَ غيرَ ليِّنٍ وسَهْلٍ.
الإعرابُ:
(ومنْهُ): الواوُ عاطفةٌ، منهُ: جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بقولِهِ: (صِيغَ)، وهوَ ماضٍ مُغَيَّرُ الصيغةِ، ونائبُ فاعلِهِ مستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على (اسمُ فَاعِلٍ)، (كَسَهْلٍ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بمحذوفٍ حالٍ من الضميرِ النائبِ تقديرُهُ: حالةَ كونِهِ كائناً كَسَهْلٍ، (والظريفِ): الواوُ عاطفةٌ، الظريفِ: معطوفٌ على سَهْلٍ، والجملةُ الفعليَّةُ معطوفةٌ على جملةِ جُعِلا على كَوْنِهَا خبرَ المبتدأِ، وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: الواوُ استئنافيَّةٌ، منهُ: مُتَعَلِّقٌ بِصِيغَ، كَسَهْلٍ جارٌّ ومجرورٌ في محلِّ رفعٍ نائبِ فاعلٍ لِصِيغَ، والجملةُ مُستأنفةٌ.
(وقَد): الواوُ استئنافيَّةٌ أوْ عاطفةٌ، قدْ: حرفُ تقليلٍ، (يكُونُ): فعلٌ مضارعٌ ناقصٌ، واسمُها مستترٌ فيها جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على (اسمُ فاعلٍ)، (أَفْعَلَ): خَبَرُهَا منصوبٌ، ولمْ يُنَوَّنْ للوَصْفِيَّةِ ووزنِ الفعلِ، وجملةُ يكونُ إمَّا معطوفةٌ على جملةِ جُعِلَ أيضاً أوْ مُستأنفةٌ.
(أوْ): حرفُ عطفٍ وتفصيلٍ، (فَعَالا): معطوفٌ على أَفْعَلَ، والألفُ فيهِ حرفُ إطلاقٍ، (وكَالْفُرَاتِ): الواوُ عاطفةٌ، كالفراتِ: جارٌّ ومجرورٌ في محلِّ النصبِ معطوفٌ على أَفْعَلَ على كَوْنِهِ خبراً ليكونَ، تقديرُهُ: وقدْ يكونُ كائناً كالفُرَاتِ، (وعِفْرٍ): الواوُ عاطفةٌ، عِفْرٍ معطوفٌ على الفراتِ، وكذا قَوْلُهُ: (والحَصُورِ)، وقولُهُ: (وغُمْرٍ)، معطوفانِ على الفراتِ، (عَاقِرٍ): معطوفٌ بعاطفٍ مُقدَّرٍ على الفراتِ، وكذا قولُهُ: (جُنُبٍ) معطوفٌ بعاطفٍ مُقدَّرٍ على الفراتِ، (ومُشْبِهٍ): الواوُ عاطفةٌ، مُشْبِهٍ: معطوفٌ على الفراتِ، وهوَ اسمُ فاعلٍ يعملُ عملَ الفعلِ يرفعُ الفاعلَ ويَنْصِبُ المفعولَ، وفاعِلُهُ مُستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على مَوْصُوفٍ محذوفٍ تقديرُهُ: وكلفظٍ مُشْبِهٍ هوَ (ثَمِلا)، مفعولُهُ منصوبٌ بفتحةٍ ظاهرةٍ، والألفُ فيهِ حرفُ إطلاقٍ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.

قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:
وَصِيغَ منْ لازمٍ مُوَازِنٍ فَعِلا = بِوَزْنِهِ كَشَجٍ ومُشْبِهٍ عَجِلا
والشَّأْزِ والأَشْنَبِ الْجَدْلانِ ثُمَّتْ قَدْ = يَأْتِي كَفَانٍ وَشِبْهِ وَاحِدِ البُخَلا
حَمْلاً على غَيْرِهِ لِنِسْبَةٍ كَخَفِيـ = ـفٍ طَيِّبٍ أَشْيَبٍ في الصَّوْغِ منْ فَعَلا
(وصِيغَ) اسمُ الفاعلِ، يُقالُ: صَاغَ الكلمةَ إذا بَنَاهَا منْ كلمةٍ أخرى على هيئةٍ مخصوصةٍ، أيْ: بُنِيَ وأُخِذَ اسمُ الفاعلِ (مِنْ) فعلٍ ثلاثيٍّ (لازِمٍ)، أيْ: قاصرٍ، (مُوَازِنٍ فَعِلا) بألفِ الإطلاقِ، أيْ: مُسَاوٍ لفَعِلَ المكسورِ في الوزنِ، يُقالُ: وَازَنَهُ وِزَاناً ومُوَازَنَةً إذا سَاوَاهُ في الوزنِ والهيئةِ، على ثلاثةِ أوزانٍ مَقِيسةٍ. الأوَّلُ منها: ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (بِوَزْنِهِ)، أيْ: صيغَ اسمُ الفاعلِ منْ فَعِلَ المكسورِ اللازمِ على وزنِ فَعِلٍ وهَيْئَتِهِ بفتحِ الفاءِ وكسرِ العينِ، وقدْ يُخَفَّفُ بإسْكَانِها إذا دلَّ على الأعراضِ والأدواءِ، سواءٌ كانَ منْ مُعتلِّ اللامِ، وذلكَ (كَشَجِيَ) زَيْدٌ يَشْجَى شَجاً إذا حَزِنَ فهوَ (شَجٍ)، أيْ: حزينٌ مشغولُ البالِ، وجَوِيَ عمْرٌو يَجْوَى جَوًى إذا أَصَابَتْهُ حُرْقَةُ قلبٍ منْ حزنٍ أوْ عشقٍ فهوَ جَوٍ، أيْ: حريقُ القلبِ من العشقِ أو الحزنِ أوْ منْ صَحِيحِها، (و) ذلكَ كَعَجِلٍ وكَكُلٍّ لفظٍ (مُشْبِهٍ عَجِلاً) في كَوْنِهِ منْ أبنيَةِ اسمِ فاعلِ فَعِلَ المكسورِ اللازمِ الصحيحِ اللامِ، نحوُ: فَرِحَ بالشيءِ يَفْرَحُ فَرَحاً إذا انشرحَ صَدْرُهُ وسُرَّ فهوَ فَرِحٌ، وبَطِرَ يَبْطَرُ بَطَراً إذا طَغَى بالنعمةِ فهوَ بَطِرٌ، وعَجِلَ يَعْجَلُ عَجَلاً إذا أسرعَ فهوَ عَجِلٌ، وقدْ يُرَى فَعِلَ المذكورُ مُخَفَّفاً بإسكانِ عَيْنِهِ كما مرَّ آنِفاً، (و) ذلكَ (كَالشَّأْزِ) منْ قَوْلِهِم: شَئِزَ المكانُ يَشْأَزُ شَأْزاً إذا عَسُرَ وارتفعَ وخَشُنَ بكثرةِ الحجارةِ فيهِ فهوَ شَأْزٌ. والثاني منها: ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (وَالأَشْنَبِ)، أيْ: وَصِيغَ اسمُ فَاعِلِ فَعِلَ المكسورِ اللازمِ على وزنِ أَفْعَلَ إذا دلَّ على الألوانِ والخِلْقَةِ، وذلكَ كالأَشْنَبِ منْ شَنِبَ الرجلُ يَشْنَبُ شَنَباً إذا كانَ أبيضَ الأسنانِ حَسَنَهَا فهوَ أَشْنَبُ، وخَضِرَ الزرعُ فهوَ أَخْضَرُ، وسَوِدَ الرجلُ فهوَ أَسْوَدُ، وكَدِرَ الشيءُ فهوَ أَكْدَرُ، وعَوِرَ الرجلُ فهوَ أَعْوَرُ. والثالثُ منها: ما ذكَرَهُ بقولِهِ: (الجَذْلانِ)، أيْ: وصيغَ اسمُ فاعلِ فَعِلَ المكسورِ اللازمِ على وزنِ فَعْلانَ بفتحِ الفاءِ وسكونِ العينِ إذا دلَّ على الامتلاءِ وحرارةِ البطنِ، وذلكَ كالجَذْلانِ منْ قَوْلِهِم: جَذِلَ الرجلُ جَذْلاً إذا فَرِحَ فهوَ جَذْلانُ، أيْ: فَرْحَانُ، ونحوُ: شَبِعَ فهوَ شَبْعَانُ، وعَطِشَ فهوَ عَطْشَانُ، وسَكِرَ فهوَ سَكْرَانُ. (ثُمَّتْ) بعدَ ما ذكَرْنَا من الأوزانِ الثلاثةِ المقيسةِ في اسمِ فاعلِ فَعِلَ المكسورِ اللازمِ نَذْكُرُ أنَّهُ (قدْ يَأْتِي) على وزنَيْنِ غيرِ مَقِيسَيْنِ فيهِ حملاً لهُ على اسمِ فاعلِ فَعَلَ المفتوحِ أو المضمومِ. الأوَّلُ منهما: وَزْنُ فَاعِلٍ الذي هوَ قياسُ فَعَلَ المفتوحِ، وذلكَ (كَفَانٍ) منْ قوْلِهم: فَنِيَ الرجلُ يَفْنَى فَنَاءً إذا هَرِمَ فهوَ فَانٍ، ونحوُ: رَضِيَ فهوَ رَاضٍ، وسَخِطَ فهوَ سَاخِطٌ، فَأَتَوْا باسمِ فاعلِ فَعِلَ المكسورِ على وزنِ فَاعِلٍ الذي هوَ قياسُ اسمِ فَاعِلِ المفتوحِ حَمْلاً لِفَنِيَ على ذَهَبَ فهوَ ذَاهِبٌ لِمَا بيْنَهُما من المناسبةِ باتِّحَادِهِما في المعنى، وحَمْلاً لرَضِيَ وسَخِطَ على شَكَرَ فهوَ شَاكِرٌ؛ لِمَا بينَ الرِّضَى والشُّكْرِ من المناسبةِ باتِّحَادِهِما في المعنى، ولِمَا بينَ السُّخْطِ والشكرِ من المناسبةِ بتَضَادِّهِما في المعنى. والثاني منهما: وزنُ فَعِيلٍ الذي هوَ قياسُ فَعُلَ المضمومِ، وذلكَ كالبخيلِ الذي هوَ مفردُ البُخَلاءِ، (وشِبْهِ وَاحِدِ البُخَلا) بالقصرِ لضرورةِ الرَّوِيِّ، أيْ: وكَكُلِّ لفظٍ مُشَابِهٍ لمفردِ البخلاءِ الذي هوَ جمعُ بَخِيلٍ في كَوْنِهِ منْ أبنيَةِ اسمِ فاعلِ فَعِلَ المكسورِ التي جَاءَتْ على وزنِ فَعِيلٍ، نحوُ قَوْلِهِم: بَخِلَ زيدٌ يَبْخَلُ بُخْلاً، إذا صارَ بَخِيلاً، فهوَ بَخِيلٌ، أيْ: غيرُ سَخِيٍّ، ومَرِضَ زيدٌ يَمْرَضُ مَرَضاً، إذا تَغَيَّرَتْ صِحَّتُهُ واضْطَرَبَتْ بعدَ اعتدَالِها فهوَ مَرِيضٌ، وسَقِمَ عمْرٌو يَسْقَمُ سَقَماً، إذا مَرِضَ فهوَ سَقِيمٌ، فَأَتَوْا باسمِ فاعلِ فَعِلَ المكسورِ على وزنِ فَعِيلٍ الذي هوَ قياسُ اسمِ فَاعِلِ فَعُلَ المضمومِ حملاً لِبَخِلَ على كَرُمَ، فهوَ كَرِيمٌ لما بَيْنَهُما من المناسبةِ بتَضَادِّهِما في المعنى، وحملاً لمَرِضَ وسَقِمَ على ضَعُفَ فهوَ ضعيفٌ لِمَا بينَهما من المناسبةِ بكونِ الضعفِ منْ لوازمِ المرضِ والسَّقَمِ، وهذا الذي قَرَّرْنَاهُ هوَ المرادُ بقولِهِ: (حَمْلاً على غيْرِهِ لنِسْبَةٍ)، أيْ: وقدْ يأتي اسمُ فاعلِ فَعِلَ المكسورِ على وزنِ فَاعِلٍ كَفَانٍ، وعلى وزنِ فَعِيلٍ كَبَخِيلٍ حملاً وقياساً لهُ على اسمِ فاعلِ غيْرِهِ الذي هوَ فَعَلَ المفتوحُ وفَعُلَ المضمومُ لحصولِ نِسْبَةٍ ولياقةٍ بينَ المحمولِ الذي هوَ فَعِلَ المكسورُ وبينَ المحمولِ عليهِ الذي هوَ فَعَلَ المفتوحُ وفَعُلَ المضمومُ باتِّحَادِهما في المعنى أوْ تَشَابُهِهِما فيهِ أوْ تَضَادِّهِما فيهِ أوْ تَلازُمِهِما فيهِ.
ثمَّ إنَّ الناظمَ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى اسْتَطْرَدَ نظيرَ ذلكَ في الحملِ على غَيْرِهِ لنِسْبَةٍ، وإنْ لمْ يَكُنْ منْ أبنيَةِ اسمِ فَاعِلِ فَعِلَ المكسورِ، فقالَ: (كَخَفِيفٍ)، أيْ: حملوا اسمَ فاعلِ فَعِلَ المكسورِ على اسمِ فاعلِ غيْرِهِ لنسبةٍ بيْنَهُما حملاً كحمْلِهِم لِخَفِيفٍ في صَوْغِ اسمِ الفاعلِ منْ فَعَلَ المفتوحِ المُضَعَّفِ، فقَالُوا: خَفَّ الشيءُ يَخِفُّ خَفًّا وخِفَّةً إذا لمْ يَثْقُلْ، فهوَ خَفِيفٌ، أيْ: غيرُ ثقيلٍ، فَأَتَوْا باسمِ فاعلِ فَعَلَ المفتوحِ على وزنِ فَعِيلٍ الذي هوَ قياسُ اسمِ فاعلِ فَعُلَ المضمومِ حملاً لِخَفَّ على ثَقُلَ فهوَ ثَقِيلٌ، لِمَا بيْنَهُما من المناسبةِ بتضادِّهما في المعنى، وكحَمْلِهِم (لِطَيِّبٍ) في صَوْغِ اسمِ الفاعلِ منْ فَعَلَ المفتوحِ على المُعتلِّ العينِ، فقالُوا: طَابَ الشيءُ يَطِيبُ طَيْباً وطِيبَةً إذا لَذَّ وَحَلا وحَسُنَ وجَادَ فهوَ طَيِّبٌ، أيْ: لَذِيذٌ حُلْوٌ، فَأَتَوْا باسمِ فاعلِ فَعَلَ المفتوحِ على وزنِ فَيْعِلٍ الذي هوَ نائبٌ عنْ فَعِيلٍ الذي هوَ قياسُ اسمِ فاعلِ فَعُلَ المضمومِ حملاً لِطَابَ على خَبُثَ فهوَ خَبِيثٌ لِمَا بَيْنَهُما من المناسبةِ بتضادِّهما في المعنى، وكحَمْلِهِم لـ(أَشْيَبٍ في الصَّوْغِ)، أيْ: في صوغِ اسمِ الفاعلِ، (منْ فَعَلا) بألفِ الإطلاقِ، أيْ: في صوغِ اسمِ الفاعلِ منْ فَعَلَ المفتوحِ المُعتلِّ العينِ، فقَالُوا: شَابَ يَشِيبُ شَيْباً إذا ابْيَضَّ شَعْرُهُ فهوَ أَشْيَبُ، أيْ: مُبْيَضُّ الشَّعْرِ، فَأَتَوْا باسمِ فاعلِ فَعَلَ المفتوحِ على وزنِ أَفْعَلَ الذي هوَ قياسُ اسمِ فاعلِ فَعِلَ المكسورِ الدالِّ على الأعراضِ حَمْلاً لِشَابَ على عَرِجَ فهوَ أَعْرَجُ لِمَا بَيْنَهُما من المناسبةِ بتشابُهِهِما في كونِ معنى كلٍّ منهما أَمْراً عارضاً؛ لأنَّ الشَّيْبَ أمرٌ عارضٌ كما أنَّ العَرَجَ وصفٌ عارضٌ.
فقولُهُ: (في الصَّوْغِ منْ فَعَلا): متعلِّقٌ بكلٍّ من الأوصافِ الثلاثةِ، أَعْنِي: خَفِيفاً، وَطَيِّباً، وأَشْيَبَ، كما أشَرْنا إليهِ في الحَلِّ.
الإعرابُ:
(وصِيغَ): الواوُ عاطفةٌ، صِيغَ فعلٌ ماضٍ مُغَيَّرُ الصيغةِ، ونائبُ فاعلِهِ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على اسمِ الفاعلِ، والجملةُ الفعليَّةُ معطوفةٌ على جملةِ جُعِلا على كَوْنِهَا خبرَ المبتدأِ، (مِنْ لازِمٍ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بِصِيغَ، (مُوَازِنٍ): صفةٌ لِلازِمٍ، وهوَ اسمُ فاعلٍ يعملُ عملَ الفعلِ، وفاعِلُهُ مُستترٌ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على لازمٍ، (فَعِلا): مَفْعُولُهُ مَحْكِيٌّ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، (بِوَزْنِهِ): جارٌّ ومجرورٌ ومضافٌ إليهِ متعلِّقٌ بمحذوفٍ حالٍ من الضميرِ النائبِ في صِيغَ، تقديرُهُ: حالةَ كونِهِ كائناً على وزنِ فَعِلَ وهَيْئَتِهِ، (كَشَجٍ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بمحذوفٍ وجوباً لوُقُوعِهِ خبراً لمحذوفٍ جوازاً تقديرُهُ: وذلكَ كائنٌ كَشَجٍ، والجملةُ الاسميَّةُ مُستأنفةٌ.
(وَمُشْبِهٍ): الواوُ عاطفةٌ، مُشْبِهٍ: معطوفٌ على شَجٍ، وهوَ اسمُ فاعلٍ يعملُ عملَ الفعلِ، وفاعِلُهُ مُستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على موصوفٍ محذوفٍ جوازاً تقديرُهُ: وكلفظٍ مُشْبِهٍ هوَ (عَجِلا): مفعولٌ منصوبٌ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، (والشَّأْزِ): الواوُ عاطفةٌ، الشَّأْزِ معطوفٌ على شَجٍ، ومِثْلُهُ قولُهُ: (وَالأشْنَبِ)، وقولُهُ: (الجَذْلانِ) معطوفٌ بعاطفٍ مُقدَّرٍ على شَجٍ، (ثُمَّتْ): ثمَّ حرفُ عطفٍ وترتيبٍ ذِكْرِيٍّ، أو استئنافيَّةٌ بمعنى الواوِ، التاءُ علامةُ تأنيثِ لفظِها مَبْنِيَّةٌ على سكونٍ ممنوعٍ لضرورةِ النظمِ.
(قَدْ): حرفُ تقليلٍ، ( يَأْتِي): فعلٌ مضارعٌ وفاعِلُهُ مُستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على اسمِ الفاعلِ، والجملةُ الفعليَّةُ معطوفةٌ على جملةِ صِيغَ على كَوْنِها خبرَ المبتدأِ أوْ مُستأنفةٌ، (كَفَانٍ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بمحذوفٍ حالٍ منْ فَاعِلِ يَأْتِي، تقديرُهُ: حالةَ كونِهِ كائناً مثلَ فَانٍ، (وشِبْهِ): الواوُ عاطفةٌ، شبهِ معطوفٌ على فَانٍ، وهوَ مضافٌ، (وَاحِدِ): مضافٌ إليهِ وهوَ مُضافٌ، (البُخَلا): مضافٌ إليهِ مجرورٌ بكسرةٍ ظاهرةٍ على الهمزةِ المحذوفةِ لضرورةِ الرَّوِيِّ، (حَمْلاً): مفعولٌ لأجلِهِ منصوبٌ بِيَأْتِي أوْ حالٌ منْ فاعِلِهِ، (على غَيْرِهِ): جارٌّ ومجرورٌ ومضافٌ إليهِ متعلِّقٌ بحَمْلاً، (لِنِسْبَةٍ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بحملاً أيضاً، (كَخَفِيفٍ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بمحذوفٍ وجوباً لوُقُوعِهِ صفةً لمصدرٍ محذوفٍ جوازاً تقديرُهُ: حملاً على غيْرِهِ لنسبةٍ حملاً كائناً كحَمْلِ خفيفٍ، (طَيِّبٍ): معطوفٌ بعاطفٍ مُقدَّرٍ على خفيفٍ، وكذا قولُهُ: (أَشْيَبٍ) معطوفٌ على خفيفٍ بعاطفٍ مُقدَّرٍ، (في الصَّوْغِ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بالمضافِ المحذوفِ في قولِهِ: كخفيفٍ، أعني: لَفْظَةَ حَمْلٍ، (مِنْ): حرفُ جرٍّ، (فَعَلا): مجرورٌ مَحْكِيٌّ بمِنْ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، والجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بالصَّوْغِ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:
وفَاعِلٌ صالحٌ للْكُلِّ إنْ قُصِدَ الـ = ـحُدُوثُ نحوُ غداً ذَا جَاذِلٌ جَذَلا
ثمَّ اعْلَمْ أنَّ جميعَ ما سبقَ لكَ ذِكْرُهُ من التفصيلِ في أبنيَةِ اسمِ الفاعلِ من الثلاثيِّ قياساً وسماعاً، إنَّما هوَ إذا قُصِدَ بهِ قيامُ تلكَ الصفةِ بمَوْصُوفِها على سبيلِ الثبوتِ والدوامِ، فأمَّا إذا قُصِدَ بصيغةِ اسمِ الفاعلِ الدلالةُ على الحدوثِ والتجَدُّدِ وهوَ بتَضْمِينِهِ معنى فِعْلِهِ عندَ مُبَاشَرَتِهِ لهُ، فيجوزُ بناؤُهُ منْ كلِّ فعلٍ ثلاثيٍّ مُطْلَقاً على وزنِ فَاعِلٍ منْ غيرِ فرقٍ بينَ المفتوحِ والمكسورِ والمضمومِ، ولا بينَ اللازمِ والمُتَعَدِّي، وإلى هذا أشارَ بقولِهِ: (وَفَاعِلٌ صالحٌ للكُلِّ)، أيْ: وصوغُ اسمِ الفاعلِ منْ كلِّ فِعْلٍ ثلاثيٍّ مطلقاً على وزنِ فاعلٍ جائزٌ، (إنْ قُصِدَ الحدوثُ)، أيْ: إنْ أُرِيدَ بهِ الدلالةُ على الحدوثِ والتجَدُّدِ بالتضمينِ الذي ذكَرْنَاهُ آنفاً، بلْ كونُ اسمِ الفاعلِ من الثلاثيِّ مُطْلَقاً على وزنِ فَاعِلٍ هوَ الأصلُ، ويُسَمَّى غيرُهُ صفةً مُشَبَّهَةً، ولهذا كَثُرَ مَجِيئُهُ منْ فَعِلَ المكسورِ اللازمِ وفَعُلَ المضمومِ على وزنِ فَاعِلٍ، وذلكَ (نَحْوُ) قَوْلِكَ: (غَدَاً)، أي في غَدٍ، وهوَ اليومُ الذي بعدَ يَوْمِكَ على الأثرِ أو اليومُ المُتَرَقَّبُ البعيدُ، (هذا) الرجلُ (جَاذِلٌ جَذَلاً)، أيْ: فَارِحٌ فَرَحاً، فَصِيغَ اسمُ الفاعلِ منْ فَعِلَ المكسورِ اللازمِ على وزنِ فَاعِلٍ، وقِيَاسُهُ الجَذْلانُ كما مرَّ، ونحوُ قولِ الشاعرِ:
وما أنا منْ رُزْءٍ وإنْ جَلَّ جَازِعٌ = = ولا بِسُرُورٍ بعدَ مَوْتِكَ فَارِحٌ
وقِيَاسُهُ جَزِعٌ وفَرِحٌ، ونحوُ قولِ الآخَرِ:
حَسِبْتُ التُّقَى والجُودَ خيرَ تِجَارةٍ = رَبَاحاً إذا ما المرءُ أصْبَحَ ثَاقِلا
وقِيَاسُهُ ثَقِيلٌ.
الإعرابُ:
(وفَاعِلٌ): الواوُ استئنافيَّةٌ، فاعلٌ مبتدأٌ، (صالحٌ): خَبَرُهُ، والجملةُ الاسميَّةُ مُستأنفةٌ، (للكُلِّ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بصالحٌ، (إنْ): حرفُ شرطٍ، (قُصِدَ): ماضٌ مُغَيَّرُ الصيغةِ في محلِّ الجزمِ بإِنْ، (الحدوثُ): نائبُ فاعلٍ لقُصِدَ، وجوابُ إنْ معلومٌ مِمَّا قبْلَها، تقديرُهُ: إنْ قُصِدَ بهِ الحدوثُ فهوَ صالحٌ للكُلِّ، وجملةُ إن الشرطيَّةِ مُستأنفةٌ، (نحْوُ): خبرٌ لمحذوفٍ جوازاً تقديرُهُ: وذلكَ نحوُ، والجملةُ الاسميَّةُ مُستأنفةٌ، وهوَ مضافٌ، (غَداً ذا جَاذِلٌ جَذَلا): مضافٌ إليهِ مَحْكِيٌّ. وإنْ شِئْتَ قُلْتَ: غداً منصوبٌ على الظرفيَّةِ الزمانِيَّةِ متعلِّقٌ بِجَاذِلٍ، ذا: اسمُ إشارةٍ في محلِّ الرفعِ مبتدأٌ، جَاذِلٌ: خبرُهُ، جَذَلاً: مصدرٌ منصوبٌ على المفعوليَّةِ المطلقةِ بجَاذِلٍ مُؤَكِّدٌ لعامِلِهِ، والجملةُ الاسميَّةُ في محلِّ الجرِّ مضافٌ إليهِ لِنَحْو مقصودٌ لَفْظُهَا، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونَفَعَنَا بعُلومِهِ آمِينَ:

وبِاسْمِ فاعلِ غيرِ ذي الثلاثةِ جِئْ = وَزْنَ المضارعِ لَكِنْ أوَّلاً جُعِلا
ميمٌ تُضَمُّ وإنْ ما قبلَ آخِرِهِ = فَتَحْتَ صارَ اسْمَ مَفْعُولٍ وقدْ حَصَلا
ولمَّا فرغَ من الكلامِ على بناءِ أسماءِ الفاعلينَ من الثلاثيِّ أخذَ يتكَلَّمُ على بِنَائِهَا مِمَّا فوقَ الثلاثيِّ، فقالَ: (وبِاسْمِ فاعلِ غيرِ ذي الثلاثةِ جِئْ)، أيْ: وأْتِ أيُّها الصَّرْفِيُّ ببناءِ اسمِ الفاعلِ المَصُوغِ منْ مصدرِ غيرِ الفعلِ الثلاثيِّ رُباعيًّا كانَ كَدَحْرَجَ وأَكْرَمَ، أوْ خُماسيًّا كانْطَلَقَ، أوْ سُداسيًّا كاسْتَخْرَجَ حالةَ كونِهِ (وزنَ المضارِعِ) أوْ على وَزْنِهِ، أيْ: مُوَازِناً لمضارعِهِ ومساوياً لهُ في حركاتِهِ وسَكَنَاتِهِ معَ كسرِ ما قبلَ آخرِهِ مطلقاً، أيْ: سواءٌ كانَ مفتوحاً في المضارعِ كما في نحوِ: يَتَغَافَلُ ويَتَدَحْرَجُ، أوْ مكسوراً كما في نحوِ: يَنْطَلِقُ أَخْذاً منْ قَوْلِهِ الآتي: (وإنْ ما قَبْلَ آخرِهِ فَتَحْتَ)، وكما قَيَّدَهُ بذلكَ في الخلاصةِ؛ حيثُ قالَ فيها: معَ كسرِ مَتْلُوِّ الأخيرِ مُطْلَقاً، ولمَّا كانَ يُتَوَهَّمُ منْ قَوْلِهِ: وزنَ المضارعِ، ثبوتُ حرفِ المضارعةِ فيهِ رَفَعَهُ بقولِهِ: (لَكِنْ أوَّلاً جُعِلا مِيمٌ تُضَمُّ)، أيْ: ولكن اجْعَلْ ميماً مضمومةً، سواءٌ كانَ أوَّلُ مُضَارِعِهِ مضموماً أوْ مفتوحاً في أوَّلِهِ بدلَ حرفِ المضارعةِ، فتقولُ: دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ فهوَ مُدَحْرِجٌ، وأَكْرَمَ يُكْرِمُ فهوَ مُكْرِمٌ، وانْطَلَقَ يَنْطَلِقُ فهوَ مُنْطَلِقٌ، وتَغَافَلَ يَتَغَافَلُ فهوَ مُتَغَافِلٌ، وتَدَحْرَجَ يَتَدَحْرَجُ فهوَ مُتَدَحْرِجٌ، واسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ فهوَ مُسْتَخْرِجٌ، وأمَّا نحوُ: مِنْتِنٍ بكسرِ الميمِ إِتْبَاعاً فَشَاذٌّ، فلا يَرِدُ على قَوْلِهِ: ميمٌ تُضَمُّ، والمرادُ بكسرِ ما قبلَ الآخرِ كَسْرُهُ ولوْ تقديراً كَمُعْتَلٍّ ومُخْتَارٍ اسْمَيْ فاعلٍ. وأمَّا مُنْتُنٌ بضمِّ التاءِ إِتْبَاعاً فَشَاذٌّ، وشذَّ أيضاً فتحُ ما قبلَ الآخرِ في ألفاظٍ كاسمِ الفاعلِ منْ أَحْصَنَ وأَسْهَبَ، وشذَّ أيضاً مجيءُ اسمِ فاعلِ أَفْعَلَ على وزنِ فَاعِلٍ كَأَوْرَسَ الشجرُ إذا اخْضَرَّ وَرَقُهُ فهوَ وَارِسٌ.
ولمَّا فرغَ من الكلامِ على بناءِ أسماءِ الفاعلينَ من الثلاثيِّ وغَيْرِهِ، أخذَ يتكَلَّمُ على بناءِ أسماءِ المفعولينَ مُبْتَدِئاً بغيرِ الثلاثيِّ لِقِصَرِ الكلامِ عليهِ، فقالَ: (وإنْ ما قبلَ آخِرِهِ فَتَحْتَ)، أيْ: وإذا فَتَحْتَ ما قبلَ آخرِ اسمِ الفاعلِ منْ غيرِ الثلاثيِّ ولوْ تقديراً كَمُعْتَلٍّ ومُخْتَارٍ اسْمَيْ مفعولٍ، (صارَ)، أيْ: بناءُ اسمِ الفاعلِ بعَيْنِهِ (اسمَ مفعولٍ) منْ غيرِ الثلاثيِّ، وذلكَ كالمُكْرَمِ والمُنْطَلَقِ بهِ والمُسْتَخْرَجِ بفتحِ ما قبلَ آخرِها، فلا فرقَ بينَ اسْمَي الفاعلِ والمفعولِ منْ غيرِ الثلاثيِّ إلاَّ بكسرِ ما قبلَ آخرِ اسمِ الفاعلِ وفتحِ ما قبلَ آخرِ اسمِ المفعولِ، وقدْ يُسْتَغْنَى بِمَفْعُولٍ وفَعِيلٍ عنْ مُفْعَلٍ بفتحِ العينِ كمَحْزُونٍ ومَزْكُومٍ منْ أَحْزَنَ وأَزْكَمَ، وعَلِيلٍ منْ أَعَلَّهُ المرضُ فهوَ عَلِيلٌ، أيْ: مُعَلٌّ.
(تنبيهٌ): واعْلَمْ أنَّ اسمَ المفعولِ والمصدرَ المِيمِيَّ واسمَ المكانِ واسمَ الزمانِ تكونُ بلفظٍ واحدٍ مِمَّا فوقَ الثلاثيِّ، ويَمْتَازُ بعْضُها عنْ بعضٍ بواسطةِ القرائنِ المَعْنَوِيَّةِ.
ولمَّا فرغَ من الكلامِ على بناءِ اسمِ المفعولِ منْ غيرِ الثلاثيِّ أخذَ يتكلَّمُ على بناءِ اسمِ المفعولِ من الثلاثيِّ مُؤَخِّراً لهُ لطُولِ الكلامِ عليهِ، فقالَ: (وقدْ حَصَلا) بألفِ الإطلاقِ، أيْ: بناءُ اسمِ المفعولِ.
الإعرابُ:
(وباسْمِ): الواوُ استئنافيَّةٌ، بِاسْمِ: جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بِجِئْ الآتي، اسمُ: مضافٌ، (فَاعِلِ): مضافٌ إليهِ، وهوَ مضافٌ، (غَيْرِ): مضافٌ إليهِ، وهوَ مضافٌ، (ذِي): مضافٌ إليهِ مجرورٌ بالياءِ المحذوفةِ، وهوَ مضافٌ، (الثلاثَةِ): مضافٌ إليهِ، (جِئْ): فعلُ أمرٍ، وفاعِلُهُ مُستترٌ تقديرُهُ: (أنتَ)، والجملةُ مُستأنفةٌ، (وَزْنَ): حالٌ من (اسمِ فاعلِ) أوْ منصوبٌ بنَزْعِ الخافضِ، أيْ: على وزنِ، وهوَ مضافٌ، (المضارِعِ): مضافٌ إليهِ، (لَكِنْ): حرفُ استدراكٍ، (أوَّلاً): منصوبٌ على الظرفيَّةِ المكانيَّةِ متعلِّقٌ بقولِهِ: (جُعِلا): على كَوْنِهِ مفعولاً ثانياً لهُ، وهوَ فعلٌ ماضٍ مُغَيَّرُ الصيغةِ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، (مِيمٌ): نائبُ فاعلٍ لهُ، والجملةُ الفعليَّةُ استدراكِيَّةٌ لا محلَّ لها من الإعرابِ، (تُضَمُّ): فعلٌ مضارعٌ مُغَيَّرُ الصيغةِ، ونائبُ فاعلِهِ مستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هيَ، يعودُ على مِيمٌ، والجملةُ الفعليَّةُ في محلِّ الرفعِ صفةٌ لها، تقديرُهُ: ميمٌ مضمومةٌ، (وَإِن): الواوُ استئنافيَّةٌ، إنْ حرفُ شرطٍ، (ما): موصولةٌ أوْ موصوفةٌ في محلِّ النصبِ مفعولٌ بهِ مُقدَّمٌ لِفَتَحْتَ، (قبْلَ): ظرفُ مكانٍ صلةٌ لِمَا أوْ صفةٌ لها، وهوَ مضافٌ، (آخِرِهِ): آخرِ مضافٌ إليهِ، وهوَ مضافٌ، والهاءُ ضميرٌ مُتَّصلٌ في محلِّ الجرِّ مضافٌ إليهِ، (فَتَحْتَ): فَتَحَ فعلٌ ماضٍ في محلِّ الجزمِ بإنْ على أنَّهُ فعلُ الشرطِ لها، والتاءُ ضميرُ المُخَاطَبِ في محلِّ الرفعِ فاعلٌ، (صَارَ): فعلٌ ماضٍ ناقصٌ في محلِّ الجزمِ بإنْ على أنَّهُ جوابُ الشرطِ لها، والجملةُ الشرطيَّةُ معَ جَوَابِها مُستأنفةٌ، واسْمُها مستترٌ فيها جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على بناءِ اسمِ الفاعلِ، (اسْمَ): خبَرُها منصوبٌ، وهوَ مضافٌ، (مفعولٍ): مضافٌ إليهِ، (وقَدْ): الواوُ استئنافيَّةٌ، قدْ: حرفُ تحقيقٍ، (حَصَلا): فعلٌ ماضٍ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، وفاعِلُهُ مُستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على (اسمَ مفعولٍ)، والجملةُ الفعليَّةُ مُستأنفةٌ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونفَعَنا بعُلومِهِ آمِينَ:

منْ ذِي الثلاثةِ بالمفعولِ مُتَّزِنَا = وما أَتَى كَفَعِيلٍ فَهْوَ قدْ عُدِلا
بهِ عن الأصلِ واسْتَغْنَوْا بنحوِ نَجَا = والنِّسْيُ عنْ وزنِ مفعولٍ ومَا عَمِلا
أيْ: وقدْ حصلَ بناءُ اسمِ المفعولِ (من) الفعلِ (ذي الثلاثَةِ) حروفٍ، أيْ: من الفعلِ الثلاثيِّ المُتَصَرِّفِ المُتَعَدِّي بلا واسطةٍ، ومن اللازمِ بواسطةِ حرفِ جرٍّ، سواءٌ كانَ صحيحاً أوْ مُعْتَلاًّ حالةَ كونِهِ (بالمفعولِ مُتَّزِناً)، أيْ: مُوَازِناً ومساوياً ومعتدلاً لِلَفْظِ مفعولٍ في وَزْنِهِ وهَيْئَتِهِ، نحوُ: ضَرَبْتُ زيداً فهوَ مَضْرُوبٌ، وعَلِمْتُ الأمرَ فهوَ مَعْلُومٌ، وَبَعُدْتُ عن الشيءِ فهوَ مَبْعُودٌ عنهُ، وفَرِحْتُ بالشيءِ فهوَ مَفْرُوحٌ بهِ، وقُلْتُ الشيءَ فهوَ مَقُولٌ، وبِعْتُ العبدَ فهوَ مَبِيعٌ، ورَمَيْتُ السهمَ فهوَ مَرْمِيٌّ، إلاَّ أنَّ هذهِ الثلاثةَ الأخيرةَ قدْ غُيِّرَتْ عنْ وزنِ مفعولٍ فَأَصْلُها مَبْيُوعٌ ومَقْوُوُلٌ ومَرْمُويٌ، فنُقِلَتْ حركةُ ياءِ الأوَّلِ إلى الساكنِ قبْلَها، ثمَّ حُذِفَت الواوُ لالتقاءِ الساكنَيْنِ، وقُلِبَت الضمَّةُ كسرةً لتَسْلَمَ الياءُ، ونُقِلَتْ حركةُ واوِ الثاني إلى الساكنِ قبْلَها، ثمَّ حُذِفَت الواوُ الثانيَةُ لالتقاءِ الساكنَيْنِ، وقُلِبَتْ واوُ الثالثِ ياءً لاجتماعِها ساكنةً معَ الياءِ والضمَّةِ كسرةً وأُدْغِمَت الياءُ في الياءِ، وتَمِيمٌ يُصَحِّحُونَ مُعتلَّ العينِ بالياءِ، فَيَقُولُونَ: مَبْيُوعٌ، بخلافِ ما عيْنُهُ واوٌ لثِقَلِ الضمَّةِ على الواوِ، فَخَرَجَ بقَوْلِنا: المُتَصَرِّفِ، الجَامِدُ كَلَيْسَ وعَسَى، فليسَ لهُ اسمُ مفعولٍ ولا اسمُ فاعلٍ كما مرَّ، وهذا الوزنُ -أَعْنِي وزنَ مفعولٍ- هوَ الوزنُ القياسيُّ في بناءِ اسمِ مفعولِ الثلاثيِّ.
وأمَّا غيرُ القياسيِّ فأربعةُ أوزانٍ، ذكرَ المُصنِّفُ منها ثلاثةً، واحدٌ منها كثيرٌ في كَلامِهم، وهوَ وزنُ فَعِيلٍ، والبَقِيَّةُ نادرةٌ قليلةٌ في لِسَانِهِم.
الأوَّلُ منها: فَعِيلٌ، وذكَرَهُ بقولِهِ: (وَمَا أَتَى)، أيْ: جاءَ ووَرَدَ في لِسانِهم منْ أبنيَةِ اسمِ مفعولِ الثلاثيِّ حالةَ كونِهِ (كَفَعِيلٍ)، أيْ: كائناً على وزنِ فَعِيلٍ، (فَهْوَ)، أيْ: ذاكَ الآتي، (قَدْ عُدِلا) بألفِ الإطلاقِ، أيْ: قدْ حِيدَ ومِيلَ، (بِهِ)، أيْ: بِسَبَبِهِ وواسِطَتِهِ، (عن الأصْلِ)، أيْ: عن القياسِ، واكْتُفِيَ بسببِ الإتيانِ بهِ عن الإتيانِ بالأصلِ القياسيِّ الذي هوَ وزنُ مفعولٍ، وذلكَ نحوُ: كَحَلْتُ طَرْفَهُ فهوَ كَحِيلٌ، وقَتَلْتُهُ فهوَ قَتِيلٌ، وجَرَحْتُهُ فهوَ جَرِيحٌ، بمعنى مَكْحُولٍ ومَقْتُولٍ ومَجْرُوحٍ. والثاني منها: فَعَلٌ بفتحِ الفاءِ والعينِ. والثالثُ منها: فِعْلٌ بكسرِ الفاءِ وسكونِ العينِ، وأشارَ المُصنِّفُ إلى هَذَيْنِ الوزنَيْنِ بقولِهِ: (وَاسْتَغْنَوْا بنَحْوِ: نَجَا والنِّسْيُ عنْ وزنِ مفعولٍ)، أيْ: وإنَّ العربَ قدْ يَسْتَغْنُونَ ويَكْتَفُونَ بوزنِ فَعَلٍ بفتحِ الفاءِ والعينِ عنْ وزنِ مفعولٍ، وذلكَ نحوُ نَجَاً منْ قوْلِهم: نَجَوْتُ الجلدَ عن الشاةِ بمعنى سَلَخْتَهُ عنها فهوَ نَجاً، أيْ: مَنْجُوٌّ بمعنى مَسْلُوخٍ، والقَنَصُ بفتحِ القافِ والنونِ بمعنى الصَّيْدِ المَقْنُوصِ أي المَصِيدِ، والنَّقَضُ بضادٍ معجمةٍ بمعنى البِنَاءِ المنقوضِ. وقدْ يَسْتَغْنُونَ بوزنِ فِعْلٍ بكسرِ الفاءِ وسكونِ العينِ عنْ وزنِ مفعولٍ، وذلكَ نحو النِّسْيِ بمعنى المَنْسِيِّ، ومنهُ قولُهُ تعالى حكايَةً عنْ مَرْيَمَ: {وَكُنْتُ نِسْياً مَنْسِيًّا}، والذِّبْحِ بمعنى المَذْبُوحِ، والطِّحْنِ بمعنى المَطْحُونِ. وما في بعضِ النسخِ هنا منْ قَوْلِهِ: والقِنْصِ بكسرِ القافِ وسكونِ النونِ وبالصادِ المهملةِ، بدلَ قَوْلِهِ: والنِّسْيِ، تحريفٌ من النُسَّاخِ؛ لأنَّ القِنْصَ المذكورَ في هذهِ النسخةِ معناهُ الأصلُ، فلا يُنَاسَبُ بما هنا، والذي بمعنى المفعولِ القَنَصُ بالتحريكِ كما مرَّ. والرابعُ منها: فُعْلَةٌ بضمِّ الفاءِ وسكونِ العينِ، ولمْ يَذْكُرْهُ المُصنِّفُ هنا، وذَكَرَهُ في التسهيلِ، وذلكَ كَلُقْمَةٍ، ومُضْغَةٍ، وأُكْلَةٍ، ولُقْطَةٍ، وصُرْعَةٍ، بمعنى المَلْقُومِ، والمَمْضُوغِ، والمَأْكُولِ، والمَلْقُوطِ، والمَصْرُوعِ.
وقدْ يَرِدُ لفظُ المصدرِ بمعنى المفعولِ كاللَّفْظِ والصَّيْدِ والخَلْقِ بمعنى المَلْفُوظِ والمَصِيدِ والمَخْلُوقِ؛ لأنَّ إطلاقَ المصدرِ بمعنى المفعولِ مجازاً كثيرٌ مُطَّرِدٌ، وأشارَ بقولِهِ: (وما عَمِلا) بألفِ الإطلاقِ، أيْ: ما عَمِلَ فَعِيلٌ وما بعْدَهُ عملَ الفعلِ كوزنِ مَفْعُولٍ إلى أنَّ جميعَ ما نابَ عنْ وزنِ مَفْعُولٍ سماعاً فهوَ إنَّما ينوبُ عنهُ في المعنى فقطْ لا في العملِ، فلا تقولُ: مَرَرْتُ برجلٍ قتيلٍ أَبُوهُ، وقَنَصٍ صَيْدُهُ، وذِبْحٍ كَبْشُهُ، وأُكْلَةٍ طَعَامُهُ، كما تقولُ: مَقْتُولٍ أَبُوهُ، ومَقْنُوصٍ صَيْدُهُ، ومَذْبُوحٍ كَبْشُهُ، ومَأْكُولٍ طَعَامُهُ، خِلافاً لابنِ عُصْفُورٍ حيثُ أجازَ ذلكَ؛ فإنَّهُ قالَ في مُقَرَّبِهِ: واسمُ المفعولِ وما كانَ من الصفاتِ بمعناهُ حُكْمُهُ بالنظرِ إلى ما يَطْلُبُهُ من المعمولاتِ حُكْمُ الفعلِ المبنيِّ للمفعولِ. انتهى. فعليهِ يَصِحُّ: مَرَرْتُ برجلٍ قتيلٍ أَبُوهُ مثلاً. قالَ أَبُو حَيَّانَ: ويُحْتَاجُ في مَنْعِ ذلكَ أوْ إِجَازَتِهِ إلى نقلٍ صحيحٍ عن العربِ. انتهى.
(واعْلَمْ) أنَّهُ قدْ وَضَعْنَا لأوزانِ أسماءِ الفاعلينَ والمفعولينَ المَقِيسَةِ منها والشاذَّةِ من الثلاثيِّ وغَيْرِهِ ولأَمْثِلَتِهَا جدولاً يجْمَعُها تسهيلاً على المُبْتَدِي، وجَمْعاً لهُ لِمَا تَشَتَّتَ في كُتُبِ القومِ، وهوَ هذا:
أَوْزَانُ أَسْمَاءِ الْفَاعِلِينَ الْمَقِيسَةِ مِنْهَا وَالشَّاذَّةِ مِن الْفِعْلِ الثُّلاثِيِّ مُطْلَقاً
أوزانُ اسمِ الفاعلِ منْ فَعَلَ المفتوحِ مطلقاً
أوزانُ اسمِ الفاعلِ منْ فَعُلَ المضمومِ
الأمثلَةُ
المقيسَةُ
العدَدُ
الأمثلَةُ
المقيسَةُ
العدَدُ
ضاربٌ ذاهبٌ ناصِرٌ
فاعِلٌ
(1)
سَهُلَ الأمرُ فهوَ سَهْلٌ
ظَرُفَ الرجلُ فهوَ ظَرِيفٌ
فَعْلٌ
فَعِيلٌ
(1)
(2)
الأمثلَةُ
الشاذَّةُ
العدَدُ
الأمثلَةُ
الشاذَّةُ
العدَدُ
أَشْيَبُ
طَيِّبٌ
خَفِيفٌ
جَوْعَانُ
مُحِبٌّ

أَفْعَلُ
فَيْعَلٌ
فَعِيلٌ
فَعْلانُ
مُفْعِلٌ

(1)
(2)
(3)
(4)
(5)

حَمُقَ فَهُوَ أَحْمَقُ
جَبُنَ فهوَ جَبَانٌ
حَسَنٌ
فُرَاتٌ
عِفْرٌ
حَصُورٌ
غُمْرٌ
عَاقِرٌ
جُنُبٌ
فَطِنٌ
أَفْعَلُ
فَعَالٌ
فَعَلٌ
فُعَالٌ
فِعْلٌ
فَعُولٌ
فُعْلٌ
فَاعِلٌ
فُعُلٌ
فَعِلٌ
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(7)
(8)
(9)
(10)
أوزانُ اسمِ الفاعلِ منْ فَعِلَ المكسورِ اللازِمِ
أوزانُ اسمِ الفاعلِ منْ فَعِلَ المكسورِ المُتَعَدِّي
الأمثلَةُ
المقيسَةُ
العدَدُ
المثالُ
القياسُ
العدَدُ
فَرِحٌ
أَشْنَبُ
جَذْلانُ
فَعِلٌ
أَفْعَلُ
فَعْلانُ
(1)
(2)
(3)
عَالِمٌ شَارِبٌ
فَاعِلٌ
(1)
الأمثلَةُ
الشاذَّةُ
العدَدُ



فَانٍ
بَخِيلٌ
فَاعِلٌ
فَعِيلٌ
(1)
(2)
أوزانُ اسمِ المفعولِ من الثلاثِيِّ
أوزانُ اسمِ الفاعلِ منْ غيرِ الثلاثِيِّ
المثالُ
القياسُ
العدَدُ
المثالُ
القياسُ
العدَدُ
مَضْرُوبٌ مَقْتُولٌ
مَفْعُولٌ
(1)
مُدَحْرَجٌ مُنْطَلَقٌ مُسْتَخْرَجٌ
وزنُ المضارعِ المعلومِ
(1)
الأمثلَةُ
الشاذَّةُ
العدَدُ
الأمثلَةُ
الشاذَّةُ
العدَدُ
قَتِيلٌ بمعنى مَقْتُولٍ
قَبَضٌ بمعنى مَقْبُوضٍ
ذِبْحٌ بمعنى مَذْبُوحٍ
أُكْلَةٌ بمعنى مَأْكُولَةٍ
فَعِيلٌ
فَعَلٌ
فِعْلٌ
فُعْلَةٌ
(1)
(2)
(3)
(4)
أَوْرَقَ الشجرُ فهوَ وَارِقٌ
أَحْصَنَ فهوَ مُحْصَنٌ
فَاعِلٌ
مُفْعَلٌ
(1)
(2)
أوزانُ اسمِ المفعولِ منْ غيرِ الثلاثِيِّ
المثالُ
القياسُ
العدَدُ

مُكْرَمٌ مُنْطَلَقٌ بِهِ مُسْتَخْرَجٌ
وزنُ المضارعِ المجهولِ
(1)

الأمثلَةُ
الشاذَّةُ
العدَدُ
مَحْبُوبٌ منْ أَحَبَّهُ
عَلِيلٌ منْ أَعَلَّهُ
مَفْعُولٌ
فَعِيلٌ
(1)
(2)
الإعرابُ:
(مِنْ): حرفُ جرٍّ، (ذِي): مجرورٌ بمِنْ بالياءِ المحذوفةِ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بحَصَلَ، وهوَ مضافٌ، (الثلاثَةِ): مضافٌ إليهِ، (بالمفعولِ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بقولِهِ: (مُتَّزِناً)، وهوَ حالٌ منْ فاعلِ حَصَلَ، (وما): الواوُ استئنافيَّةٌ، ما موصولةٌ أوْ موصوفةٌ في محلِّ الرفعِ مبتدأٌ أوَّلُ، (أَتَى): فعلٌ ماضٍ مُعْتَلٌّ، وفاعِلُهُ مُستترٌ فيهِ تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على ما، والجملةُ صلةٌ لِمَا أوْ صفةٌ لها، (كَفَعِيلٍ): جارٌّ ومجرورٌ حالٌ منْ فاعلِ أَتَى، (فَهْوَ): الفاءُ رابطةٌ الخبرَ بالمبتدأِ لِمَا فيهِ من العمومِ، هوَ: ضميرٌ منفصلٌ في محلِّ الرفعِ مبتدأٌ ثانٍ، (قَدْ): حرفُ تحقيقٍ، (عُدِلا): فعلٌ ماضٍ مُغَيَّرُ الصيغةِ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، (بِهِ): جارٌّ ومجرورٌ في محلِّ الرفعِ نائبُ فاعلٍ لِعُدِلَ، (عن الأصْلِ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بعُدِلا، والجملةُ الفعليَّةُ في محلِّ الرفعِ خبرٌ للمبتدأِ الثاني، تقديرُهُ: فهوَ معدولٌ بهِ عن الأصلِ، وجملةُ المبتدأِ الثاني خبرٌ للمبتدأِ الأوَّلِ، وجملةُ المبتدأِ الأوَّلِ مُستأنفةٌ، (وَاسْتَغْنَوْا): الواوُ استئنافيَّةٌ، اسْتَغْنَوْا: فعلٌ وفاعلٌ، والجملةُ مُستأنفةٌ، (بِنَحْوِ): جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بِاسْتَغْنَوْا، وهوَ مضافٌ، (نَجَا): مضافٌ إليهِ، (والنِّسْيِ): الواوُ عاطفةٌ، النِّسْيِ معطوفٌ على نَجَا، (عنْ وَزْنِ): عنْ حرفُ جرٍّ، وزنِ: مجرورٌ بِعَنْ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بِاسْتَغْنَوْا أيضاً، وهوَ مضافٌ، (مفعولٍ): مضافٌ إليهِ، (وما): الواوُ استئنافيَّةٌ، ما: نافيَةٌ، (عَمِلا): فعلٌ ماضٍ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، وفاعِلُهُ مُستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على المذكورِ منْ فَعِيلٍ ونحوُ نَجَا ونِسْيٍ، والجملةُ الفعليَّةُ مُستأنفةٌ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبنية, أسماء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir