دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #40  
قديم 27 رمضان 1432هـ/26-08-2011م, 11:59 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي

الفصل السابع (الْمَحاذِيرُ)
تلخيص وترتيب الدرس الواحد والستين (نَوَاقِضُ هذه الْحِلْيَةِ)


* هذه النواقض والخوارم هي خدش عظيم لطالب العلم وللعامة أيضا.
يا أخي – وَقَانا اللهُ وإيَّاكَ العثراتِ – إن كنتَ قَرَأْتَ مَثَلًا من (حِليةِ طالبِ العِلْمِ) وآدابِه وعَلِمْتَ بعضًا من نواقِضِها؛ فاعْلَمْ أنَّ مِن أَعْظَمِ خَوارِمِها الْمُفْسِدَةِ لنظامِ عِقْدِها:
1- إفشاءَ السرِّ: وهو محرم لأنه خيانة للأمانة . فإذا استكتمك الإنسان حديثا فلا يحل لك أن تفشيه لأي أحد كان.
= واحذر أن يخدعك أحد لأن بعض الناس يظن أنه أفشي إليك ثم يأتي إليك وكأن الأمر مسلّم أنه علم بذلك فيقول مثلا: ما شاء الله، من أدراك عن كذا وكذا، فيبهت الآخر، فيظن أنه قد أعلن ثم يفضي له السر وهذه طريقة تجسس من بعض الناس.
فاحذر هذا، فما دمت استكتمك صاحبك فإذا جاء أحد يبهتك بمثل هذا الأسلوب، فلا تخف. قل: أبدا، ما صار هذا، وأنا أبرىء إلى الله منه- وتقصد منه – هذا الكلام الذي قلت، لأنه تجسس.
= قال العلماء: وإذا حدثك الإنسان بحديث والتفت، فقد استأمنك، فهو أمانة وسر، فلا يجوز أن تفشيه. حتى وإن لم يقل لا تخبر أحدا. لأن التفاته يعني أنه لا يريد أحدا يسمعه. فإذا أفشيته فهذا من إفشاء السر.

2- نَقْلَ الكلامِ من قومٍ إلى آخرينَ: وهذه هي النميمة.
- وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة قتات». أي: نَمَّام.
- ومر الرسول بقبرين يُعذَّبان، وذكر أن أحدهما كان يمشي بالنميمة. فهي من كبائر الذنوب.
= لكن إذا كان رجل مغتر بشخص ويفضي إليه أسراره ويستشيره في أموره، فجاء إنسان وقال: يا فلان، أنا رأيتك تفضي سرك إلى فلان وتثق به، والرجل ليس بأمين، الرجل يفشي كل ما تقول >> فهذه نصيحة وليست نميمة.

3- الصلَفَ واللسانَةَ: الصلف: يعني التشدد في الشيء، يكون الإنسان غير لين لا بمقاله ولا بحاله. بل هو صلت ولسن، يعني رفيع الصوت، أو يعني عنده بيانا يبدي به الباطل ويخفي به الحق.
= أما قوة الصوت وارتفاعه, فإنه ليس إلى اللسانة، هذه من خلقة الله عز وجل، ولما أنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} كان ثابت بن قيس رضي الله عنه- وهو من أحد الشعراء والخطباء- كان جهوري الصوت، فلزم بيته يبكي، ولم يكن له وجه يخرج إلى الناس، ويقابل الناس به، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه وأرسل إليه رسولا، فقال:«إن الله أنزل هذه الآية وإني خفت أن يحبط عملي وأنا لا أشعر». فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:«إنه يحيى سعيدا، ويقتل شهيدا، ويدخل الجنة»

4- كثرةَ الْمِزاحِ: ولم يقل المزاح لأن "المزاح في الكلام كالملح في الطعام"؛ إن أكثرت منه فسد الطعام، وإن لم تجعل فيه الملح لم يشته إليه الطعام.
- كثرة المزاح: تذهب الهيبة / وتنزل مرتبة طالب العلم.
- أما المزاح القليل الذي يقصد به إدخال السرور على صاحبك فهو من السنة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا.
== جاء رجل يريد أن يحمله على بعير يجاهد عليها في سبيل الله،فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنا حاملوك على ولد الناقة» قال الرجل كيف؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «وهل تلد الإبل إلا النوق». فهذا مزاح ولكنه حق.
== وقال لأبي عمير- غلام صغير- معه طير يلعب به، فمات الطير. فدخل النبي صلى الله عليه وسلم عليه ذات يوم فقال:«يا أبا عُمَيْر ما فعلَ النُّغَيْر؟ » .
أما ما يفعله بعض الناس، كل كلامه مزح، فهذا كما أنه لا يليق بالرجل العاقل فضلا عن طالب العلم، فإنه يجعل كلامه مزحا حتى أن المخاطبين يقولون له أنت صادق أم تمزح؟ لأنه يجعل كل كلامه مزحا.

5- الدخولَ في حديثٍ بينَ اثنينِ: فإن بعض الناس إذا رأى اثنين يتحدثان، دخل بينهما وهذا كالمتسلق للجدار، لم يأت البيوت من أبوابها.
ولهذا كان من آداب حاضر صلاة الجمعة ألا يفرق بين اثنين كما جاءت به السنة، فالتفريق بين اثنين في الكلام وفي الحديث من خوارم المروءة.
- وكذلك أيضا لا ينبغي إذا رأيت اثنين يتحدثان أن تقترب منهما، بل من الأدب والمروءة أن تبتعد، لأنه ربما يكون بينهما حديث السر ويخجلان أن يقولا لك أبعد، فالحديث سر، أو إذا كانا لا يستطيعان ذلك عدلا عن حديث السر فقطعت حديثهما.

6- الحقْدَ: هو الكراهية والبغضاء.
- بعض الناس إذا رأى أن الله أنعم على غيره نعمة حقد عليه، مع أن هذا الذي أنعم عليه لم يتعرض له بسوء، لكن حاقد عليه.
== كما في قصة ابني ءادم؛ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر. فقال الذي لم يتقبل منه إلى الذي تقبل منه لأقتلنك، كرهه وحقد عليه إلى حد أنه أودى بحياته، فقال له ذلك: {إنما يتقبل الله من المتقين} وليس بيدي تزكية نفسي أو ثناء عليها.
كأنه قال له: اتق الله يقبل منك ولكن: {فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله}.
فلا يجوز للإنسان أن يحقد على أخيه المسلم، ولا سيما أن يكون سبب الحقد ما مَنَّ الله عليه من النعمة سواء دينيا أو دنيويا.

7- الحسَدَ: أن يتمنى زوال نعمة الله على غيره، وهو من أخلاق اليهود، وبئس الخلق خلق الحسد.
- قال شيخ الإسلام رحمه الله: «الحسد كراهة نعمة الله على غيره». يعني ما يتمنى زوالها، لكن يكره أن الله أنعم على هذا الإنسان بهذه النعمة.
== أما لو تمنى أن يرزقه الله مثلها، فليس هذا من الحسد بل هذا من الغبطة، التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا حسد إلا في اثنتين».
= مضار الحسد إحدى عشرة، وهي:
1- أنه من كبائر الذنوب.
2- أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. [والحديث ضعيف].
3- أنه من أخلاق اليهود.
4- أنه ينافي الإخوة الإيمانية.
5- أنه فيه عدم الرضا بقضاء الله وقدره.
6- أنه سبيل للتعاسة.
7- الحاسد متبع لخطوات الشيطان.
8- يورث العداوة والبغضاء بين الناس.
9- قد يؤدي إلى العدوان على الغير.
10- فيه إزدراء لنعمة الله على الحاسد.
11- يشغل القلب عن الله.

8- سوءَ الظنِّ: أن يظن بغيره ظنا سيئا، مثل أن يقول: لم يتصدق هذا إلا رياء. أو: لم يُلقِ هذا الطالب هذا السؤال إلا رياء ليعرف أنه طالب. وكان المنافقون إذا أتى المتصدق من المسلمين بالصدقة- إن كانت كثيرة- قالوا: مرائي. وإن كانت قليلة، قالوا: إن الله غني عن صدقة هذا، فهم يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات، ويلمزون الذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم.
فإيّاك وسوء الظن

= الواجب إحسان الظن بمن ظاهره العدالة.
= أما من ظاهره غير العدالة فلا حرج أن يكون في نفسك سوء الظن به، لكن مع ذلك عليك أن تتحقق حتى يزول ما في نفسك من هذا الوهم. لأن بعض الناس قد يسيء الظن بشخص ما بناء على وهم كاذب لا حقيقة له.
قال الله تعالى: {يا أيُّها الذينَ آمنوا اجتَنِبُوا كثيرًا مِنَ الظَّنِّ} . ولم يقل كل الظن، لأن بعض الظنون لها أصل ولها مبرر {إنَّ بَعضَ الظَّنِّ إثْم} وليس كل الظن، فالظن الذي يحصل فيه العدوان على الغير هذا لا شك أنه إثم، والظن الذي لا مستند له، هو أيضا إثم.

9- مُجالَسَةَ المبتَدِعةِ: [ يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ليته عمَّم، وقال "مجالسة كل من تخرم مجالستهم المروءة "، سواء كان ذلك لابتداع أو سوء أخلاق أو انحطاط رتبة عن المجتمع أو ما أشبه ذلك. ]
- ينبغي لطالب العلم أن يكون مرتفعا عن مجالسة من تخدش مجالستهم المروءة أو تخدش الدين.
= لكن كأنه خص ذلك بالمبتدعة لأن المقام مقام تعليم، فإذا وجدنا مبتدعا عنده طلاقة في اللسان، وسحر في البيان، فإنه لا يجوز أن يجلس إليه، لأنه مبتدع. لماذا لا يجوز؟
أولا- لأننا نخشى من شره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن من البيان لسحرا» . قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته.
ثانيا- أن فيه تشجيع لهذا المبتدع أن يكثر الناس حوله أو أن يجلس إليه فلان وفلان من الوجهاء والأعيان، فهذا يزيده رفعة واغترارا بما عنده من البدعة وغرورا في نفسه.
ثالثا- إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة، وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين.

10- وَقْلَ الْخُطَى إلى الْمَحَارِمِ: يعني أن يمشي الإنسان على الأمور المحرمة، فإن هذا من خوارم هذه الحلية؛ إذ أن الذي ينبغي لطالب العلم أن يتجنب هذا، بل إن بعض العلماء يقول يتجنب حتى الخطى إلى أمر ينتقده الناس فيه.
= كما لو ذهب طالب العلم إلى أسواق البيع المخصصة للنساء،هذا مما يُذمّ عليه، لأنه سيقال فلان طالب العلم يروح لأسواق النساء، حتى لو قال: أنا أريد أن أذهب لأسواق النساء حتى أشتري لأهلي من هذه الأثواب التي تباع بالأسواق. قلنا: وَكِّل مَن يشتري عنك، أما أنت طالب علم ينتقد عليك هذا الفعل، ويقتدي بك من نيته سيئة.

* فاحذر هذه الآثام وأخواتها، اقْصرْ خُطاكَ عن جميعِ الْمُحَرَّمَاتِ والْمَحارِمِ فإن فعلتَ وإلا فاعْلَمْ أنك رَقيقُ الدِّيانةِ خَفيفٌ لَعَّابٌ مُغْتَابٌ نَمَّامٌ فأَنَّى لك أن تكونَ طالبَ عِلْمٍ، يُشارُ إليك بالبَنانِ ، مُنَعَّمًا بالعِلْمِ والعمَلِ.
يعني: ينبغي للإنسان أن ينزل منزلة طالب العلم وألا يدنسها بالأخلاق، لأن طالب العلم شرفه الله تعالى بالعلم وجعله قدوة، حتى إن الله تعالى رد أمور الناس عند الإشكال إلى العلماء. فقال: {فاسْألوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُون}.
وأنت يا طالب العلم محترم فلا تنزل نفسك إلى ساحة الذل والضعة، بل كن كما ينبغي أن تكون.






=========================

خـــــاتـــمـــــــة


* هذه الحلية لا شك أنها مفيدة ونافعة لطالب العلم، وينبغي للإنسان أن يحرص عليها ويتبعها.
* لكن لا يعني ذلك أن يقتصر عليها، بل هناك كذلك كتب أخرى صنفت في آداب العلم ما بين قليل وكثير ومتوسط.
* أهم شيء أن الإنسان يترسم خطى النبي صلى الله عليه وسلم ويمشي عليها، فهي الحلية الحقيقية التي ينبغي للإنسان أن يتحلى بها، كما قال سبحانه وتعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا }.




نسأل الله تعالى أن يختم لنا ولكم بصالح الأعمال، وأن يوفقنا للعمل بما يرضيه



سَدَّدَ اللهُ الْخُطَى ، ومَنَحَ الجميعَ التقْوَى وحُسْنَ العاقِبَةِ في الآخرةِ والأُولَى



وصَلَّى اللهُ على نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وعلى آلِه وصَحْبِه وسَلَّمَ

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تلخيص, وترتيب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir